أبومجاهدالعبيدي1
New member
- إنضم
- 02/04/2003
- المشاركات
- 1,760
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
- الإقامة
- السعودية
- الموقع الالكتروني
- www.tafsir.org
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=justify]عرض للقاء العلمي الأول لفرع الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه في أبها
عنوان اللقاء: قصة رسالة
الرسالة التي تم عرضها: "قواعد الترجيح عند المفسرين – دراسة نظرية تطبيقية" للدكتور حسين بن علي الحربي
موعد اللقاء: يوم الخميس 25 / 1 / 1430هـ.
ملخص ما تم طرحه في هذا اللقاء:
بدأ هذا اللقاء بكلمة مقدم اللقاء: محمد بن عبدالله بن جابر، رحّب فيها بالحضور، وأشار إلى أهمية مثل هذه اللقاءات العلمية التخصصية، وأنها من أبواب مذاكرة العلم ومدارسته مع أهله، كما أنها تعرّف المتخصصين والدارسين بالرسائل العلمية المهمة التي يحتاجونها ويحسن بهم الاطلاع عليها، ومعرفة مضمونها، والإفادة منها.
وبعد ذلك ألقى فضيلة الشيخ الدكتور قاسم القثردي رئيس اللجنة الفرعية للجمعية بأبها كلمة ترحيبية، شكر فيها منظمي اللقاء والمعدين له والحاضرين، ورحّب فيها بالدكتور حسين الحربي، وشكره على قبوله الدعوة ومشاركته في هذا اللقاء، وعرّف فيها بالجمعية العلمية للقرآن وعلومه، وبيّن أهم أهدافها وبرامجها.
ثم دعا الدكتور حسين الحربي لإلقاء موضوعه، والتحدث عن قصته مع رسالته.
وقبل ذكر الشيخ الدكتور حسين الحربي لقصة رسالته "قواعد الترجيح عند المفسرين" ذكر مقدم اللقاء – كاتب هذه الأسطر - قصته المختصرة مع هذه الرسالة، وهي:
( أثناء دراستنا للسنة التحضيرية للماجستير عام 1415هـ كان يدرسنا فضيلة الشيخ الأستاذ الكبير مناع القطان رحمه الله، وكان عضوا في لجنة مناقشة أكثر من 150 رسالة علمية – بين مشرف ومناقش -؛ فسألناه عن أفضل رسالة أشرف عليها أو ناقشها، فأجابنا بداية بأنها رسالة الدكتور عبدالله الطيار "البنوك الإسلامية بين النظرية والتطبيق"، ثم قمنا بعد ذلك بزيارة لشيخنا مناع القطان في بيته، فأخبرنا بأن هناك رسالة أخرى يشرف عليها، وقد اقترب موعد مناقشتها، وهي بحق أفضل رسالة أشرف عليها، وهي رسالة: "قواعد الترجيح عند المفسرين" التي نجتمع الليلة لسماع قصتها.)
ثم قرأ المقدم بعض ما كتبه الشيخ مناع القطان في تقريظه لهذه الرسالة، ومما قاله في هذا التقريظ: ( والرسالة التي بين يدي القارئ "قواعد الترجيح عند المفسرين - دراسة نظرية تطبيقية" التي أعدها الأخ الشيخ حسين بن علي بن حسين الحربي ونال بها درجة الماجستير بامتياز مع التوصية بطباعتها وتداولها لدى الجامعات. هذه الرسالة تتميز بالجدة والأصالة والإبداع وعمق البحث والتوثيق العلمي، وكم كنت أود أن تجيز لائحة الدراسات العليا بجامعتنا - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - تحويل رسالة الماجستير المتميزة إلى رسالة دكتوراه كما في بعض لوائح الجامعات الغربية، فتكون هذه الرسالة جديرة بذلك. .....
وهذا العمل المضني الشاق بما فيه من عبقرية فذة يعد نموذجا للرسائل الجامعية التي تثري المكتبة الإسلامية بعامة والتفسيرية منها بخاصة.)
ثم ترك المجال بعد ذلك لضيف اللقاء الدكتور حسين الحربي، وهذا ملخص ما ذكره في عرضه لقصة رسالته:
المقدمة:
بدأ بحمد الله تعالى وشكره على أن يسر هذا اللقاء، ثم شكر الجمعية السعودية للقرآن وعلومه وفرعها في أبها على دعوة لهذا اللقاء.
قصة اختيار قواعد الترجيح:
ولد هذا الموضوع نتيجة لعدد من المعطيات التي يسرها الله تعالى في فترة الطلب والبحث، من أهمها:
1. توفيق الله عز وجل وإعانته.
2. القراءة الطويلة السردية لبعض كتب التفسير، المصحوبة بتقييد الفوائد. ولهذه القراءة قصة؛ حيث كنتُ أقرأ تفسير ابن كثير قبل النوم بنصف ساعة يومياً، وصاحب ذلك حضور لدرس في تفسير ابن كثير للإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله. وقد ولدت فكرة هذا الموضوع من خلال تعامل ابن كثير مع الأقوال التفسيرية من حيث ذكره لها وموازنته بينها وترجيحاته لم يراه راجحا منها ومناقشته لغيره من المفسرين.
[وهنا نبّه الشيخ إلى قضية مهمة للباحثين، ولمن أراد أن يسجل موضوعاً على وجه الخصوص؛ وهي أن يختار كتاباً مهما في تخصصه أو أكثر، ثم يقرأ قراءة مركزة، ومن خلال هذه القراءة يخرج بكثير من الفوائد، ويكتشف عدة موضوعات تحتاج إلى بحث. وهذا أفضل وأحسن من أن يختار موضوعاً ابتداءً، ثم يحاول أن يبحث فيه.]
3- أثر أعضاء هيئة التدريس المتميزين على طلابهم؛ فلا زلت أذكر الفتوحات الإلهية على بعضهم في قاعة الدرس التي قد يغير الواحد منها مسار الطالب في طريقة تحصيله وبحثه.
4. المناقشات العلمية مع الزملاء في قاعة الدرس وفي مجال العمل؛ فقد كان لهم أثر كبير في تقويم الأفكار وتحسينها. ومن هؤلاء الزملاء في قسم الدراسات القرآنية في كلية المعلمين في الرياض: الشيخ محمد الفوزان رئيس القسم آنذاك، والإخوة: مساعد الطيار، ومحمد الخضيري، ومحمد المسند، وعيسى الدريبي.
5. التفرغ العلمي الفعلي لا الاصطلاحي؛ فقد انقطعت للدراسة -خاصة في مرحلة إعداد الأبحاث- انقطاعاً كلياً وجدت أثره واضحاً.
6. وبعد اختيار الموضوع كان للمشرف دور كبير، فقد أشرف على هذا البحث الشيخ مناع القطان الذي تميّز بالموسوعية؛ فالمشرف الموسوعي يفتح آفاقاً للباحث لم تكن في خلده. وقد أعانت هذه الموسوعية على تجاوز الكثير من العقبات التي واجهت هذا البحث؛ فقد كانت مادة البحث قائمة على علوم أخرى، كعلم أصول الفقه، وأصول اللغة، وعلم البلاغة، وغيرها. وقد كان المشرف يلزمني بقراءة بعض الكتب في تلك العلوم، ومن ذلك أنه ألزمني بقراءة المزهر في علوم اللغة، والصاحبي. وكان يحيلني في مسائل أصول الفقه على الدكتور أحمد سير مباركي.
* الصعوبات :1.
1- عدم اتضاح محددات البحث ابتداءً، وعدم توفر دراسات سابقة.
2. تعلق الموضوع بشكل دقيق بعدد من العلوم خارج التخصص: كعلم الأصول، والقواعد الفقهية، وأصول اللغة؛ مما احتاج معه دراسة هذه العلوم بشكل تخصصي.
3. اعتماد البحث بشكل كامل على الاستقراء، ويكتنف ذلك تعرض الاستقراء لعدم الاستقصاء، وطلب الكمال فيه.
* اختيار عينة الدراسة :
بعد أن تم تحديد الموضوع وفكرته؛ فكرت في تحديد الكتب التي يتم استقراؤها لتكون عينة الدراسة؛ فرأيت كتب التفسير لا تخرج عن ثلاثة أقسام:
• القسـم الأول : كتب مختصرة لا تذكر الخلاف، قصد مؤلفوها إلى الاختصار، وجعلوه منهجاً لهم.
• القسم الثانـي : مَنْ يذكر الخلاف؛ غير أنه سارد له دون أن يكون من منهجه تحقيق الراجح، وبيان الضعيف من الأقوال. كالماوردي وابن الجوزي.
• القسم الثالث : من جمع بين ذكر الخلاف والترجيح فيه؛ فاهتممت بهذا القسم ، واخترت ثلاثة من أهم كتب هذا القسم؛ لاستقرائها استقراءً كاملاً، واستخراج القواعد التي اعتمدوا عليها؛ في اختيار الأقوال والترجيح بينها:
* فكان تفسير ابن جرير: إمام أهل التفسير بحق؛ لم يترك خلافاً إلا وبيّنه، واختار ما يراه راجحاً، مع تنصيصه على الأقوال الضعيفة والشاذة.
* وتفسير ابن عطية:بما يمثله من مدرسة الأندلس، ومدرسة الرأي؛ مع ميزة مناقشاته لابن جرير الطبري واستدراكاته عليه، وما يثريه هذا الخلاف في تحليل المسائل، وتنازع القواعد.
* والثالث تفسير الشنقيطي بما يمثله من المدرسة الأثرية، والمدرسة الأصولية المتميزة، والنفس الماتع في تحرير المسائل، وتخريج الفروع على الأصول.
وقد وفقني الله لقراءة تفسير الطبري كاملاً، وقراءة تفسير الشنقيطي كاملاً، وقراءة أكثر تفسير ابن عطية قبل البداية في البحث، ثم أكملته بعد ذلك. وقد استغرق مني ذلك أربعة عشر شهراً، كانت أفضل أيام عمري –فالحمد لله على توفيقه-. والحمد لله أن البرامج الحاسوبية لم تكن موجودة، إذ إنها مع فائدتها تحرم الباحث من كثير من الفوائد والملكات التي لا يمكن أن يحصلها إلا بالقراءة من الكتب مباشرة، وبالرجوع إلى المصادر حقيقة.
...وبعد اجتماع الأمثلة في كامل تفسير القرآن، تم مراجعة ومقارنة أقوال هؤلاء بعامة المفسرين الذين استطعت جمع كتبهم، من أجل النظر في تحليلهم للخلاف، واعتماد القواعد التي رجحوا بها؛ ليصدق نسبة هذه القواعد إلى المفسرين، عموماً لا إلى هؤلاء الثلاثة.
وأفدت كثيراً من نفس شيخي الإسلام : ابن تيمية وابن القيم على الجميع رحمة الله...
وبعد هذا الاستقراء، والدراسة، والمقارنة، وجدت أن بعض هذه القواعد: منصوص عليه بلفظه في كتبهم، وبعضها: اعتمدوا مضمون القاعدة في الترجيح دون أن ينصوا على لفظها في أقوالهم؛ فاجتهدت في صياغتها في ضوء عباراتهم.
وقد حرصت في الأمثلة التطبيقية على الأمثلة التي لها أثر عملي أو عقدي؛ حتى تتضح أهمية القاعدة. [ وقد نصحني بذلك كل من الدكتور أحمد سير مباركي، والدكتور جبريل البصيلي.]
* تصنيف القواعد في الكتاب:
قواعد الترجيح المتعلقة بالنص القرآني:
• القراءات والرسم.
• الســـــياق .
قواعد الترجيح المتعلقة بالسنة النبوية والآثار:
• قواعد السنة النبوية.
• قواعد الآثــــار .
• المتعلقة بقرائن في السياق أو خارجية .
قواعد الترجيح المتعلقة بلغة العرب:
• قواعد تتعلق باستعمال العرب للألفاظ والمعاني.
• قواعد تتعلق بمرجع الضمير.
• قواعد تتعلق بالإعراب.
* أنواع قواعد الترجيح التي تضمنها البحث:
1. القواعد التي ترجح بعض الأقوال في تفسير الآية، دون أن تتعرض لبقية الأقوال بتضعيف أو ردّ ، سوى القوال الراجح ، وهي أكثر قواعد البحث.
2. القواعد التي تضعف بعض الأقوال أو تبطلها، وإن لم تتعرض إلى ما سواها بترجيح، وصلة هذا النوع بالتـرجيح؛ أنها تحصر الصواب، والراجح فيما عدا الوجه أو الأوجه التي ضعفتها ، مثل:« كل تفسير خالف القرآن أو السنة أو إجماع الأمة فهو رد».
3. القواعد العامة التي تضبط النظر في الأقوال المختلفة في تفسير الآية مثل: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب،وكقاعدة:« ليس كل ما ثبت في اللغة صح حمل آيات التنزيل عليه ».
*** فمجموع قواعد البحث: منها ما يشير إلى الرجحان، ومنها ما يشير إلى البطلان، ومنها ما يشير إلي تضعيف بعض الأقوال، ومنها قواعد عامة للنظر في الأقوال المختلفة في التفسير.
* تنازع القواعد :
من أهم المباحث التي يجب على طالب العلم ضبطه، بعد ضبط القواعد العامة. إما أن تكون هذه القواعد يؤيد بعضها بعضاً، في ترجيح قول، وهذا لا إشكال فيه؛ فهو من تعاضد الأدلة.
وإما أن يكون بعضها يرجح قولاً، وأخرى ترجح آخر.... ويُرجح في هذه الحالة من القواعد ما حقق غلبة الظن...
قال الزركشي: واعلم أن التراجيح كثيرة، ومناطها ما كان إفادته للظن أكثر..فهو الأرجح، وقد تتعارض هذه المرجحات، فيَعتمِد المجتهد في ذلك على ما غلب على ظنه.اهـ
فقاعدة التفسير النبوي؛ مقدمة على ما سواها من القواعد.
وقواعد السنة النبوية، وإجماع السلف، وجماهيرهم مقدمة على قواعد السياق وقواعد اللغة.
وقواعد العموم؛ مقدمة على قواعد السياق وغيرها؛ فقواعد العموم أقوى من قواعد السياق، فتخصيص العام يكون بالقرآن أو السنة أو الإجماع لا السياق.
قاعدة المحدث عنه في الضمائر مقدمة على غيرها من قواعد الضمائر عند التعارض.
• ويجب مراعاة السياق دائماً؛ فهو المقصود بهذه القواعد، حتى يُفهم على وجهه، مع مراعاة حمل القرآن على عموم ألفاظه، ما لم يرد دليل بالتخصيص.
[* تنبيه على مسألة مهمة، وهي: القراءة الناقدة تفتقر لها كثير من الأبحاث...]
فأحياناً تمر على الباحثين بعض المصطلحات والمسائل؛ التي يتوارد فيها كلام أهل العلم بشهرة وكثرة نقل، غير أنه عند التأمل يجد للنظر فيها مجال.
مثال: مسألة متى يكون لقول صحابي حكم الرفع؟
مثال: مصطلح المفسر، من هو المفسر ؟
* من أهم النتائج :
1) أن علم أصول التفسير وقواعده لم يخدم خدمة توازي مكانته، كما خدمت علوم أخرى كالفقه بأصوله وقواعده، والحديث بعلوم الحديث ومصطلحه.
2) مشكلة المثال في كتب علوم القرآن؛ حيث يتكرر ذكر المثال الواحد على المسألة، من السابق إلى اللاحق دون إثراء المسألة بأمثلة أخرى، وهذا كثير جداً في كتب علوم القرآن...... لذا كم تمنيت أن تجمع أمثلة كل نوع من علوم القرآن، من كامل القرآن وتفسيره، وحبذا لو كان هنا عمل موسوعي أو بلغرافي لحصر الأمثلة على كل نوع.
3) كثرة وتيرة النقل الحرفي في جملة من كتب التفسير، وفي ظني _ وأرجو أن لا أكون مجازفاً _ أنه لم تم تتبع بعض كتب التفسير، وإعادة كل نص تم نقله إلى مصدره، وحصر ما جادت به قريحة صاحب التصنيف؛ لاجتمع لنا من جملة مجلدات نزر يسير... ولهذا أمثلة كثيرة.
4) أن كتاب رسالة قواعد الترجيح كانت بداية على طريق غير مسلوك، فيحصل فيه من العثرات ما تستوجب إقالة الكرام أمثالكم لها، إذ كل أمر في أوله يبدأ قليلاً ثم يكثر .
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.
هذا ما تيسر عرضه في هذا اللقاء، وبقي بعض التنبيهات، والإجابات على بعض الأسئلة التي وُجهت للشيخ أثناء اللقاء، لعلي أذكر أهما في التعليقات على هذا الموضوع.
وكتبه: أبومجاهد محمد القحطاني
الإثنين 7/2/1430هـ
أبها
********************************[/align]