قراءة نقدية في كتاب (الإجماع في التفسير) للخضيري

أبو حسان

New member
إنضم
12 سبتمبر 2008
المشاركات
273
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
لما رأيت كتاب الإجماع في التفسير للأخ محمد الخضيري تعجبت من عنوانه ومن حجمه، حيث إن التفسير من أشهر المواطن التي يقع فيها الخلاف ، فكيف يكون فيه إجماعات بهذا الحجم، فانقدح في ذهني أن الكتاب جمُع بطريقة غير علمية، فعزمت على قراءته، وبالفعل وقع ما حدسته، حيث إن الكتاب جُمع فيه مسائل كثيرة حُكي فيها الإجماع وليس ثمة إجماع، والآفة في المنهجية التي جُمع عليها، حيث وقع المؤلف في خلط عجيب وتأصيل مغلوط، مما جعل الكتاب يخرج بصورة غير علمية، ومن أعظم نتائجه السلبية أن القارئ قد يتوهم أن كل مسألة أدرجت فيه فهي مسلمة وحجة ويحرم مخالفة ما حُكي فيها من إجماع.
ومن هذا المنطلق رأيت أن أكتب بعض الملاحظات على الكتاب لعل المؤلف يعيد النظر فيما كتبه ، خاصة في المنهجية التي سار عليها، ومن هذه الملاحظات:

الملاحظة الأولى:
أن أغلب الإجماعات التي يحكيها المؤلف هي ظنية وليست قطعية، والفرق بينهما: أن القطعي هو ما عُلِم من الدين بالضرورة، وهذا النوع يستحيل أن يكون بلا مستند من نصٍ قطعي الدلالة والثبوت، ومشتهر بين الأمة، وأما الظني فهو ما أُخذ بالاستقراء، والاستقراء لا يمكن أن يكون وحده كافياً لحكاية الإجماع، والمؤلف عند نقله لأي إجماع لا يفرق بين هذين النوعين من الإجماع، مما يوهم القارئ بأن كل ما ينقله فهو قطعي وأنه يحرم مخالفته، وهذا ولاشك مزلق خطير، ومأخذ كبير على المؤلف، وقد قرأت لأخي الدكتور عبد الرحمن الشهري أن المؤلف ما زال في جعبته الكثير من الإجماعات التي وقف عليها بعد طباعته لهذا الكتاب وأنه ينوي إضافتها في طبعاته القادمة، وليته لا يفعل، فإن هذا الكتاب أرى أنه بحاجة إلى ضوابط لم يهتدِ ولم يفهم المؤلف كثيرا منها، إذ ليس كل إجماع يُحكى يؤخذ على عواهله.

الملاحظة الثانية:
أنه سلم بالقبول لكل إجماع يُحكى ولم يعرضه على شروط الإجماع الأخرى، بل الضابط عنده في قبول أي إجماع هو عدم وجود المخالف فقط، ولم يتعرض للضوابط الأخرى ، وهذه هفوة كبيرة من المؤلف، إذ لو مرر كل إجماع يحكيه على ضوابط الإجماع المعتبرة فإنه لن يصفِ له إلا القليل من كتابه، ولن يكون بهذا الكم الهائل من الإجماعات.

الملاحظة الثالثة:
أن كثيرا من الإجماعات التي نقلها حُكيت على أساس أنه لم يُنقل الخلاف فيها عن الصحابة، وعدم النقل لا يدل على انتفاء الخلاف.

الملاحظة الرابعة:
أن المفسرين الذين نقل عنهم حكايات الإجماع هم أناس بعيدون كل البعد عن زمن الجيل الذي يفترض أنه وقع فيه الإجماع، فكيف يحكي الإجماع شخص عاش في قرون متأخرة، ومن سبقه بهذه الدعوى؟ وكيف علم به؟ وما أدراه أن الصحابة أجمعوا؟ وهل قراءته للتفاسير التي أُلّفت في جمع أقوال الصحابة تخوله أن يحكي الإجماع على غرارها؟ وما سنده ومستنده فيما يحكيه من إجماع؟ وكيف سَلّم بهذه الدعوى المجردة ؟ وهل كل شخص يحكي الإجماع وإن كان إماماً يُسلم له؟

الملاحظة الخامسة:
أن المؤلف لم يحقق الأسانيد في صحة القول المجمع عليه إلى الصحابة، بمعنى أنه لا يذكر أقوال الصحابة مسندة ويتحقق من صحتها من أجل أن يكون الإجماع مبني على أقوال صحيحة السند.


الملاحظة السادسة:
أنه لم يذكر إجماعات الفرق الإسلامية الأخرى، ولم يُبين لنا الفرق بين ما يحكيه أهل السنة من أجماع وما يحكيه غيرهم، خصوصا أن الجميع يحكي الإجماع مجردا في الغالب، فما الذي يجعلنا نقبل إجماعات أهل السنة ونرفض إجماعات غيرهم.

الملاحظة السابعة:
كأن المؤلف يميل إلى تكفير منكر حجية الإجماع على الإطلاق، حيث حكاه عن ابن حزم وسكت عنه، وهذا خطأ فادح منه، لأنه لم يفرق بين من أنكر الإجماع القطعي والإجماع الظني، إذ الثاني لا يجوز أبدا الحكم بكفر منكره، لأن دلالته ظنية كما قرر ذلك غير واحد من العلماء، بل رد مثل هذا الإجماع سائغ ولا محذور فيه خاصة إذا بين منكره مسوغات رده.

الملاحظة الثامنة:
أنه عرّف الإجماع بأنه اتفاق مجتهدي الأمة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في أي عصر، وهذا لا يُسلم له إذ لا إجماع بعد جيل الصحابة، إذ إجماع مجتهدي الأمة بعد جيل الصحابة متعذر جدا، بل هو من المستحيل، ودلالة الحس والعقل قاطعة بذلك، إذ كيف يمكن الإحاطة بأقوال مجتهدي الأمة بعد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الملاحظة التاسعة:
أنه أدرج في كتابه جملة من المسائل التي حُكي فيها انتفاء الخلاف ، وهو في فعله هذا يوهم القارئ بأن هذه الصيغة في حكم حكاية الإجماع، وهذا خطأ كبير من المؤلف، فإن المفسر حينما ينفي الخلاف فإنه لا يعني بالضرورة أنه يقصد حكاية الإجماع.

تنبيه: آمل من المشرف العزيز حذف أي مشاركة لا تلتزم بالمنهجية العلمية في الحوار حتى لا يفسدوا علينا موضوعنا، وحتى لا يشوشوا على الآخرين من المتخصصين الذين يرغبون بنقاش علمي جاد.
 
الملاحظة الأولى:
أن أغلب الإجماعات التي يحكيها المؤلف هي ظنية وليست قطعية، والفرق بينهما: أن القطعي هو ما عُلِم من الدين بالضرورة، وهذا النوع يستحيل أن يكون بلا مستند من نصٍ قطعي الدلالة والثبوت، ومشتهر بين الأمة، وأما الظني فهو ما أُخذ بالاستقراء، والاستقراء لا يمكن أن يكون وحده كافياً لحكاية الإجماع، والمؤلف عند نقله لأي إجماع لا يفرق بين هذين النوعين من الإجماع، مما يوهم القارئ بأن كل ما ينقله فهو قطعي وأنه يحرم مخالفته، وهذا ولاشك مزلق خطير، ومأخذ كبير على المؤلف، وقد قرأت لأخي الدكتور عبد الرحمن الشهري أن المؤلف ما زال في جعبته الكثير من الإجماعات التي وقف عليها بعد طباعته لهذا الكتاب وأنه ينوي إضافتها في طبعاته القادمة، وليته لا يفعل، فإن هذا الكتاب أرى أنه بحاجة إلى ضوابط لم يهتدِ ولم يفهم المؤلف كثيرا منها، إذ ليس كل إجماع يُحكى يؤخذ على عواهله.

.

قولك : والفرق بينهما : أن القطعي هو ما عُلِم من الدين بالضرورة،
هل لي بمعرفة مرجع هذا التعريف .
وأما الملاحظات الأخرى ؛ فمبناها على الخلافات التي وقعت في الإجماع ؛ وكل من أهل العلم أخذ بما قوي دليله عنده .
وخلاف المؤلف معك في هذه لا ضير فيها .
وبعض ملاحظاتك تحتاج إلى دقة علمية أكبر ، حيث خلطت بين الإجماع المعروف ، وبين ما اشتهر بين الأمة ولو لم يكن إجماعا .
وأنا معك في نهجك النقدي ، فهو مفيد ؛ وخاصة إذا كان في المؤلفات التي تشتهر هذه الأيام ، والتي لا شك أن بعضها يحتاج لمراجعة وتنقيح ، ولكن ليكن النقد بعلمية وبأجود الأساليب ما وجدت إلى ذلك سبيلا .
ولن يضر نقدك أنك لم تطرحه بعبارة قاسية ، أو كلمة نابية ؛ بل لعله أليق لتقبله وفهمه .
والله من وراء القصد.
 
أرى أن أولى من يتولى النقاش مع الدكتور أبي حسان هو صاحب البحث الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري . وقد أحلتُ الموضوع له فأرجو ترك الاستعجال في التعقيبات وترك الأمور العلمية تأخذ حظها من النظر بين المعنيين بالأمر .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، والقراءات النقدية - ولو كانت قاسية - مفيدة بإذن الله للباحث وللقارئ على حد سواء .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
لما رأيت كتاب الإجماع في التفسير للأخ محمد الخضيري تعجبت من عنوانه ومن حجمه، حيث إن التفسير من أشهر المواطن التي يقع فيها الخلاف ، فكيف يكون فيه إجماعات بهذا الحجم، فانقدح في ذهني أن الكتاب جمُع بطريقة غير علمية، فعزمت على قراءته، وبالفعل وقع ما حدسته، حيث إن الكتاب جُمع فيه مسائل كثيرة حُكي فيها الإجماع وليس ثمة إجماع، والآفة في المنهجية التي جُمع عليها، حيث وقع المؤلف في خلط عجيب وتأصيل مغلوط، مما جعل الكتاب يخرج بصورة غير علمية، ومن أعظم نتائجه السلبية أن القارئ قد يتوهم أن كل مسألة أدرجت فيه فهي مسلمة وحجة ويحرم مخالفة ما حُكي فيها من إجماع.
.

لا شك أن بيان الحق ـ وبخاصة إذا كان الكلام متعلقا بكتاب الله تعالى وتفسيره ـ مطلب لكل طالب علم سلك سبيل الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة.
ولا يكون المبين للحق على بصيرة حتى يكون مهتديا بأدب الكتاب والسنة في ما يقول ويفعل.
ومن أول الأداب القرآنية التي يجب أن يضعها المبين للحق في اعتباره العدل في القول امتثالاً لقول الله تعالى: " وإذا قلتم فاعدلوا".
وليس من العدل ـ في نظري ـ أن يحكم على جهد علمي بذل فيه صاحبه الكثير من الجهد والوقت بهذا الحكم الذي استفتح به أبو حسان مشاركته.

نعم قد يكون هذا الحكم صحيحا لكن من الإنصاف أن يأتي بعد إقامة البينة ، ولكن الذي حدث هو العكس.

أبو حسان وجه للكتاب ضربة ربما تكون قاضية وحكم عليه قبل أن يقرأه بناء على الظن والحدس ثم قرأ الكتاب بتصور مسبق بل بحكم مسبق وخرج بملاحظاته التسع مؤيدا بها تصوره السابق ، مع أن كل ملاحظة لا تزال في حيز الدعوى التي تحتاج إلى الدليل وإلا بقيت دعوى لا قيمة لها.

فهل سيعرض لنا أبو حسان الأدلة على ملاحظاته التسع ؟ أم ماذا؟

وختاما سؤالي للدكتور عبد الرحمن:

هل من العلمية هذا المسلك الذي سلكه أبو حسان في مشاركته؟
 
بعيداً عن كل " النرفزات" والشحن الذي صاحب الموضوع من أوله إلى هنا ، أقول :
أشهد أمام الله والجميع أن الدكتور محمد الخضيري حفظه الله ورعاه ، لم يأل جهداً في بحثه لدرجة أنه خرج من الرياض واستقر في المدينة المنورة لمدة فصل كامل لا لشيء إلا ليستفرد بالوقت والبعد عن كل مايشغله عن تأديته بالوجه المراد ، ولم يترك - حسب علمي - شيخاً أو طالب علم ممن يظن الاستفادة منه إلا وتناقش معه وتذاكر وأفاد واستفاد.
أقول هذا لأبين أن ما قاله أخي الكريم " أبو سعد الغامدي " حفظه الله :
وليس من العدل ـ في نظري ـ أن يحكم على جهد علمي بذل فيه صاحبه الكثير من الجهد والوقت بهذا الحكم الذي استفتح به أبو حسان مشاركته
قول صحيح ويجب أن يكون في نظر كل من يتولى نقد بحث علمي طالعه مرة أو مرتين حتى لو أكثر ، كيف وإذا كان البحث رسالة علمية !
أما أخي االكريم " أبو حسان " حفظه الله فأقول له :
نتفق معك في " النقد العلمي " بل وأجزم أن لا أحد فوق النقد طالما أنه أخرج كتابه ومؤلفه للناس .
وأختلف معك في " الأسلوب والطريقة .
فلو كان لي طلب عندك فهو أن لا تحرمنا علمك ونقدك بأسلوب أنت قادر على " تحسينه " و " تزيينه " كقوة قدرتك على ما قدمته به الآن .
والله من وراء القصد .
 
بعض مشاركاتي في هذا الموضوع حذفت ؛ ولم أجدها ، فأرجو ممن عثر عليها أن يطلعني على ذلك .
ووضعت موضوعا بعنوان : حذف المشاركات إلى أين ؟
لكنه هو الآخر توفي رحمه الله تعالى قبل أن يولد .
 
صحيح أنه لا كتاب فوق النقد غير كتاب الله عز وجل، لكن لا أخفيكم أنني شعرت بضيق شديد في صدري عند قراءتي لموضوع الدكتور أبي حسان ـ حفظه الله ـ.
لقد ذكر الإخوة ما بذله الشيخ محمد من جهود لإخراج هذا الكتاب، و هذا من حقه أن يقابل على الأقل بحسن النقد في الأسلوب و انتقاء ألطف العبارات لذلك، فرجائي من الشيخ أبي حسان مراجعة نفسه في ذلك، هذا أولا.
ثانيا: كما ذكر الشيخ ابراهيم الحسني، أن الانتقادات الموجهة للشيخ محمد هي نفسها محل خلاف بين أهل العلم، و من حق الشيخ محمد أن يختار لنفسه المنهج الذي يرى أنه صواب و يرضي الله عز وجل، و أنا شخصيا أوافق الشيخ محمد في كثير مما ذهب إليه بخصوص الإجماع و ما يشترط لثبوته.
للفائدة يراجع كتاب ( قوادح الاستدلال بالإجماع ) للشيخ العلامة سعد الشثري ـ حفظه الله ـ.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأكارم
لفت نقاشكم حول موضوع الإجماع في التفسير نظري إلى احتمال أن يكون المؤلف جزاه الله الخير قصد الجمع بين أقوال المفسرين، وهذا جهد طيب وقصد مبارك، وهي مسألة ليست بالهينة جهداً ومقصداً، ويا ليت الناقد راعى هذا الجانب.
 
ارجو من الاخ الدكتور عبد الرحمن الشهري وغيره ان يميزوا بين كاتب المقال وبيني فانا لم اكتب هذا المقال على الرغم من وجود ملاحظات كثيرة لي على هذا الكتاب وفق الله صاحبه لما فيه الخير
 
عودة
أعلى