أحمد الشعيب
New member
[FONT="]روي أنّ شيخا أميرا من المهالبة أيام البرامكة، قدم البصرة في حوائج له، فلمّا فرغ منها انحدر إلى دجلة، ومعه جارية، فلمّا صار في دجلة إذا بفتى على ساحل دجلة عليه جبّة وبيده عكّاز ومزود، فسأل الملاّحَ أن يحمله إلى البصرة، فرآه المهلّبي، فرقّ لحاله، فقال للملاّح: احمله معك، فحمله.[/FONT] [FONT="]فلمّا كان في وقت الغداء دعا الشيخ بالسّفرة وقال للملاّح: قل للفتى ينزل إلينا، فأبى، فلم يزل يطلب منه ذلك حتّى نزل. فأكلوا، حتّى إذا فرغوا ذهب الفتى ليقوم فمنعه الشّيخ المهلّبي، ثمّ دعا بشراب، فشرب قدحاً ثم سقى الجارية، ثم عرض على الفتى، فأبى، وقال: أحبّ أن تَعْفِيَنِي. ثمّ أخرجت الجارية عوداً فأخذت تغنّي.[/FONT]
[FONT="]فقال: يا فتى، تحسن مثل هذا ؟ قال: أحسن ما هو أحسن من هذا، فقال: هاتِ ما عندك.[/FONT]
[FONT="]فافتتح الفتى:{ [/FONT][FONT="]بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ [/FONT][FONT="]مَتَاعُ[/FONT][FONT="] الدُّنْيَا[/FONT][FONT="] قَلِيلٌ[/FONT][FONT="] وَالآخِرَةُ[/FONT][FONT="] خَيْرٌ [/FONT][FONT="]لِمَنْ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ[/FONT][FONT="]}، وكان الفتى حسن الصوت.[/FONT]
[FONT="]قال: فرجّ الشّيخ بالقدح في الماء، وقال: أشهد أنّ هذا أحسن ممّا سمعت ! فهل غير هذا ؟[/FONT]
[FONT="]قال: نعم، {[/FONT][FONT="]وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا[/FONT][FONT="]}.[/FONT]
[FONT="]قال: فوقعت من قلب الشّيخ موقعاً، قال: فأمر بالشّراب فرمى به، وأخذ العود فكسره، ثمّ قال: يا فتى، هل هاهنا فرج ؟ قال: نعم:{[/FONT][FONT="]قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[/FONT][FONT="]}.[/FONT]
[FONT="]قال: فصاح الشّيخ صيحةً خرّ مغشياً عليه، فنظروا فإذا الشّيخ قد ذاق الموت[/FONT]
[FONT="]فقال: يا فتى، تحسن مثل هذا ؟ قال: أحسن ما هو أحسن من هذا، فقال: هاتِ ما عندك.[/FONT]
[FONT="]فافتتح الفتى:{ [/FONT][FONT="]بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ [/FONT][FONT="]مَتَاعُ[/FONT][FONT="] الدُّنْيَا[/FONT][FONT="] قَلِيلٌ[/FONT][FONT="] وَالآخِرَةُ[/FONT][FONT="] خَيْرٌ [/FONT][FONT="]لِمَنْ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ[/FONT][FONT="]}، وكان الفتى حسن الصوت.[/FONT]
[FONT="]قال: فرجّ الشّيخ بالقدح في الماء، وقال: أشهد أنّ هذا أحسن ممّا سمعت ! فهل غير هذا ؟[/FONT]
[FONT="]قال: نعم، {[/FONT][FONT="]وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا[/FONT][FONT="]}.[/FONT]
[FONT="]قال: فوقعت من قلب الشّيخ موقعاً، قال: فأمر بالشّراب فرمى به، وأخذ العود فكسره، ثمّ قال: يا فتى، هل هاهنا فرج ؟ قال: نعم:{[/FONT][FONT="]قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[/FONT][FONT="]}.[/FONT]
[FONT="]قال: فصاح الشّيخ صيحةً خرّ مغشياً عليه، فنظروا فإذا الشّيخ قد ذاق الموت[/FONT]