قال تعالى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ؟؟

إنضم
24/06/2007
المشاركات
90
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
يقول ابن سعدي :
{ وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ } وهذا يشمل كل ما يؤثم من صغير وكبير، فمن كسب سيئة فإن عقوبتها الدنيوية والأخروية على نفسه، لا تتعداها إلى غيرها، كما قال تعالى: { وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } لكن إذا ظهرت السيئات فلم تنكر عمت عقوبتها وشمل إثمها، فلا تخرج أيضا عن حكم هذه الآية الكريمة، لأن من ترك الإنكار الواجب فقد كسب سيئة.

وفي هذا بيان عدل الله وحكمته، أنه لا يعاقب أحدا بذنب أحد، ولا يعاقب أحدا أكثر من العقوبة الناشئة عن ذنبه، ولهذا قال: { وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } أي: له العلم الكامل والحكمة التامة. أهــــ .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما مِن ذَنْب أجْدَر أن يُعَجِّل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يَدَّخِر له في الآخرة مثل البَغي وقطيعة الرَّحِم . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني .
وفي رواية لأحمد : ذَنْبَانِ مُعَجَّلانِ لا يُؤَخَّرَانِ : الْبَغْيُ ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ .

فهل يصح أن يقوم بعضهم بادعاء نسخ الآية أو تأويل الحديث من حيث لا يشعر بأبيات من الشعر أو قصة تدل أن من وقع في الزنى مثلا ولم يتب منه زني بأهل بيته ؟؟؟!!!
ويذكرون أبياتا تنسب للشافعي :
عُفّوا تَعُفّ نساءكم في الْمَحْرَمِ = وتجنبـوا ما لا يليق بمسلـم
إن الزنـا دين إذا أقرضته = كان الوفا مِن أهل بيتك فاعلم
من يَزْنِ في قوم بألفي درهم = في أهله يُزنَى بربـع الدرهـم
من يَزْنِ يُزنَ به ولو بِجـداره = إن كنت يا هذا لبيب فافهم
يا هاتكا حُرَمَ الرجال وتابِعًا = طُرق الفساد عِشْت غيرَ مُكرّم
لو كنت حُراً من سلالة ماجدٍ = ما كنت هتاكاً لحرمة مسلمِ​

فما رأي الفضلاء في هذه المسألة ؟..
 
من باب التنزل أخي العزيز أحمد أقول : ليس في الأبيات نسخٌ للآية ، وإلا فالنسخ لا يكون إلا بدليل شرعي وقد انقضى زمن النسخ كما تعلم بوفاة النبي صل1 .
ومقصود الشعر - إن صح معناه - هو تحميل فاعل ذلك مسئولية عمله الشنيع في أعراض الناس بأن الله سوف يبتليه في عرضه من باب أن الجزاء من جنس العمل، وليس قول ذلك في الشعر مقتضياً لوقوعه.
ولعل الشاعر قال هذا الشعر عندما رأى بعضهم يقع منه الوقوع في الحرام ويقع من أهله مثل ذلك بعلمه أو بغير علمه لضياع البيت وسوء التربية والبعد عن الله ونحو ذلك، فقال هذه الأبيات في مثل هذه الأسر المفككة التي يقع أفرادها رجالاً ونساء في المحرمات والعياذ بالله.
واستخدام هذه الأبيات في باب الترهيب والوعظ غالباً رجاء أن يرهب الناس الوقوع في هذه الفواحش والعياذ بالله، وأرجو ألا يكون في ذلك حرج إن شاء الله.
 
أخي الكريم أحمد وفقه الله...
لا شكَّ أن الآية محكمة، وأن الله سبحانه بعدله وحكمته قضى أن لا يحمل الوزر إلا فاعله، وأما ما اشتهر بين الناس مما ذكره الشاعر فيقصدون به الترهيب، ولكن الترهيب بالعقوبة يحتاج إلى دليل شرعي، وقد ذكر الله تعالى عقوبة الإثم في القرآن وبينه النبي صلى الله عليه وسلم في السنة، وما في الشرع كافٍ ولا شك لكل مسلم...
والله أعلم،،،​
 
عودة
أعلى