قالت الاعراب أمنا

إنضم
23/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
20
النقاط
18
الإقامة
غير معروف
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:

قوله سبحانه وتعالى﴿ قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم ﴾(14 ) سورة الحجرات

قوله سبحانه وتعالى:
﴿ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون ﴾ (6 ) سورة المائدة

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ) قال : لم يصدقوا إيمانهم بأعمالهم ، فرد الله ذلك عليهم ( قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا )



ما هو السبب في افتتاح الاية السادسة من سورة المائدة باية النداء ﴿ياأيها الذين أمنوا﴾ علما ان الصلاة هي ركن من اركان الاسلام .

جازى الله خيرا من أفادنا
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...أخي / أختي الفاضل بهجة ( خارج النص لو تعرفنا بجنسك هل انت رجل ام امرأة لان اسم بهجة مشترك بينهما) أنصحك قبل ان تسأل ان تكتب السؤال في محرك البحث ....وهو الامر الذي فعلته انا فاني كتبت ما الفرق بين الإسلام والايمان؟
فوجدت في موقع ابن باز رحمه الله تعالى ما يلي:
( لإيمان هو الإسلام، والإسلام هو الإيمان عند الإطلاق؛ لأن الإيمان تصديق القلوب وكل ما يتعلق بالإسلام من قول وعمل، والإسلام كذلك هو الانقياد لله والخضوع له بتوحيده والإخلاص له وطاعة أوامره وترك نواهيه، فإذا أطلق أحدهما شمل الآخر، كما قال عز وجل: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ.. (19) سورة آل عمران، يعني والإيمان داخل في ذلك، أما إذا جمعا فإن الإسلام هو الأعمال الظاهرة، والإيمان هو الأعمال الباطنة، إذا جمع بينهما كما في حديث جبريل لما سأل النبي عن الإسلام والإيمان، فسر له النبي الإسلام بالأمور الظاهرة كالشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج، وفسر له الإيمان بأمور باطنة قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره)، هذا هو الفرق بينهما: عند الاجتماع يكون الإسلام المراد به الأعمال الظاهرة، والإيمان الأعمال الباطنة، وعند انفراد أحدهما يدخل فيه الآخر، وهكذا قوله -صلى الله عليه وسلم-: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)، فالإيمان بضع وسبعون شعبة يدخل فيه الإسلام؛ ولهذا ذكر أفضل ذلك: لا إله إلا الله، وهي أصل الإسلام، فدل ذلك على أن الإيمان إذا أطلق دخل في الإسلام، وهكذا إذا أطلق الإسلام دخل فيه الإيمان عند أهل السنة) انتهى....ومن هذا الجواب يتضح ان آية المائدة شملت الإسلام والايمان...أما آية الحجرات فميزت بين الإسلام والايمان بأن جعلت الاعراب من المسلمين ولم تثبت لهم انهم من المؤمنين....والله تعالى اعلم.
 
بسم1​
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد أختلف قليلا مع ما نقله أخي وزميلي البهيجي وفقه الله ، ولمدارسة ما تفضلتي به أختي الكريمة وددت الإدلاء بما يلي :

إن دين الإسلام ينقسم إلى عملين أساسيين مختلفين عن بعضهما البعض ولا يمكن تحقق الفرض والدخول في الدين بدونهما، وليس بينهما ترادف فهما متغايران معنوياً متلازماً فعلياً وهما الإسلام والإيمان ، وكما ورد في حديث جبريل عليه السلام ، نلحظ أن الإيمان هو العمل القلبي باستقرار التصديق والقناعة الباطنة بستة أركان ، أما الإسلام فهو انعكاس ذلك الإيمان على الجوارح فيترجم على شكل عبادات وافعال لتلك الجوارح ، فالشهادتين والصلاة والزكاة والحج والصوم أعمال جوارح لا يمكن قبولها مالم تكن ناشئة عن استقرار الأعمال القلبية (الإيمان بأركانه).

ولذلك فإن الله جل وعلا عندما يفترض على عباده فريضة فإنه يبدأها بنداء موجه للمؤمنين بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) لأن الفرائض لن تقبل ممن لم يستقر الإيمان في قلبه ، فتقديم الإيمان والنداء به يحمل دلالة واضحة على ضرورة الدخول فيه أولا قبل الاتصاف بصفة الإسلام فإن آمن العبد كان إيمانه هو ما يدفعه لإتيان أعمال الجوارح ، ولعلنا نستعرض بعض صيغ الأوامر للمؤمنين التي يتبعها الأمر بعبادة من عبادات الجوارح إما عبادة قولية او فعلية أو أمر يؤتى أو يترك بالجوارح عامة :


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [البقرة:104]​
فالأمر متعلق بالجوارح بالأمر بقول والنهي عن قول ، ولو لم يستقر الإيمان لا يحصل الانتفاع بفعل أو ترك.


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } [البقرة:153]​
وكذلك في هذا الموضع يأمر الله بالصبر والصلاة وكلها أعمال جوارح ، لا يقبلها الرحمن مالم يسبقها إيمان لذلك كان النداء للمؤمنين يسبق الأمر بالعمل تخصيصاً.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواكُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } [البقرة:172]​
وهنا ايضاً يحل الله الطيبات لعباده المؤمنين ، ونطاق الأمر متعلق بالمؤمنين فلو لم يتحقق الإيمان فلا فائدة من أمر أو نهي لمن لم يكن ضمن المؤمنين.



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَىٰ بِالْأُنْثَىٰ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [البقرة:178]
فالتشريعات التي يفرضها الله جل وعلا على عباده المؤمنين بتفاصيلها المختلفة تتطلب تحقق الإيمان حتى يعد هذا الفعل مندرجاً تحت تقوى الله واتباع أوامره ايمانا واحتساباً



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [البقرة:254]


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة:183]


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوااتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]
وهنا نفهم أن كونهم مسلمين أي قائمين بأفعال الجوارح (اركان الإسلام) فيسبق الايمان افعال الجوارح


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوالَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } [النساء:29]
وهكذا فلو تتبعنا نداءه تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) نجده في 89 موضعا في كتاب الله يأمر المؤمنين بالشرائع والأوامر والنواهي والحلال والحرام فدلّ ذلك دلالة واضحة على المغايرة بين الإيمان والإسلام مفهوماً والتلازم بينهما تحققاً.

نأتي الآن لموضع المدارسة وهو قوله تعالى :


{ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [الحجرات:14]​
قولوا أسلمنا لأن ذلك يوافق حقيقتكم فأنتم أيها الأعراب تأتون أفعال الجوارح الظاهرة ولكن لم تكن هذه الأفعال ناجمة عن استقرار الإيمان ، فقلوبكم خالية من الإيمان ، وحالهم هذا هو عين النفاق .

والاسلام هنا هو بمعنى الاستسلام لسلطة المجتمع والحاكم المسلم وليس دليل على تحقق الاسلام لله ، لأن الاسلام لله متعلق بتحقق الايمان للدرجة التي ينعكس فعلاً ظاهراً في الجوارح ، فإذا ما حقق فعل الجارحة وظهر للمجتمع ما يعصم ماله ونفسه من الافعال الظاهرة فإنه فيما يتعلق بحقيقة الدين يعد مسلماً للبشر مستسلماً لسلطتهم مظهراً خلاف ما يبطن وهذا هو عين النفاق.
بعكس الإسلام الذي يرضاه الله وهو ما دعى ابراهيم به (وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) اي مستسلمين لك بتحقق عبادة الجارحة التي نشأت من تحقق يقين القلب واستقرار الايمان وهو في تحققه هو عين الاحسان لأن المسلم لله حينها أتى العبادة مؤمناً بمشاهدة الله له.
وأتبع الله في هذا الموضع الاسلام لله فقال تعالى (مُسْلِمَيْنِ لَكَ) وقال عز وجل (مُسْلِمَةً لَكَ) فكان لابد من التفريق بين الاسلام للناس والاسلام لله فدعا ابراهيم بتحقق الاسلام لله وليس الاستسلام للناس.
ثم إن دعوته عليه السلام مالبثت أن تحققت بحادثة الذبح ، لذا وصف الله نبيه ابراهيم في قوله تعالى:

(
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ)​

أي اتيا فعل الجارحة بدافع من تحقق الايمان في القلب فسماه ربنا اسلاما ثم أتبع اثباتا لذلك فقال

(
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)

أي تحقق الاسلام لله الناشئ عن الإيمان فكان هذا هو الإحسان في اجتماعه بهذه الصورة فوصفه الله بالمحسن ، فوجب علينا التفريق بين الاسلام العاصم لذمة المخلوق من المخلوق ، والاسلام العاصم لذمة المخلوق من الخالق ، فالأول متعلق بالمحيط الاجتماعي اما الثاني فبين المخلوق وربه وهو اعلم بحاله.​

ومصداقا لذلك المفهوم فقد قرر الله تعالى نفاقهم في أكثر من موضع ومنها :

{ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ } [التوبة:101]


{ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [التوبة:97]

وهذا المفهوم عندما اختل فأتى من زعم بان الدين ثلاث مراتب أدناها الاسلام وأعلاها الاحسان تسبب في كارثة لأنه علم الاجيال ان ينافق اولاً ثم يؤمن ثانيا وقد يستطيع الاحسان وقد يعجز عنه فنشأت اجيال منافقة بغير علم في حين الثلاثة مصطلحات لا ينفك أحدها عن الآخر ولا يقبل منك إتيان العبادات في غياب الإيمان ، ويجب ان يكون إتيان العبادة بدافع من استقرار الإيمان فإن حدث هذا كان ذلك احسانا كما رأينا في قصة إبراهيم عليه السلام.

مشاهدة المرفق 12079


والله أعلى وأعلم ، ولي عودة بإذن الله..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...الأستاذ الفاضل عدنان أرجو توضيح ما يلي:
1- لقد كتبت التالي: ( ولذلك فإن الله جل وعلا عندما يفترض على عباده فريضة فإنه يبدأها بنداء موجه للمؤمنين بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) لأن الفرائض لن تقبل ممن لم يستقر الإيمان في قلبه ، فتقديم الإيمان والنداء به يحمل دلالة واضحة على ضرورة الدخول فيه أولا قبل الاتصاف بصفة الإسلام فإن آمن العبد كان إيمانه هو ما يدفعه لإتيان أعمال الجوارح ، ....) هل الإسلام أولا أم الايمان؟...لا شك ان الإسلام هو الأول وان الايمان يأتي تباعا قال تعالى: (وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا
وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ
).
2- قال ابن كثير عن آية الأحزاب:(وَقَدِ اسْتُفِيدَ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : أَنَّ الْإِيمَانَ أَخَصُّ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا هُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُ جِبْرِيلَ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، حِينَ سَأَلَ عَنِ الْإِسْلَامِ ، ثُمَّ عَنِ الْإِيمَانِ ، ثُمَّ عَنِ الْإِحْسَانِ ، فَتَرَقَّى مِنَ الْأَعَمِّ إِلَى الْأَخَصِّ ، ثُمَّ لِلْأَخَصِّ مِنْهُ .

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رِجَالًا وَلَمْ يُعْطِ رَجُلًا مِنْهُمْ شَيْئًا ، فَقَالَ سَعْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَعْطَيْتَ فُلَانًا وَفُلَانًا وَلَمْ تُعْطِ فُلَانًا شَيْئًا ، وَهُوَ مُؤْمِنٌ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " أَوْ مُسْلِمٌ " حَتَّى أَعَادَهَا سَعْدٌ ثَلَاثًا ، وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : " أَوْ مُسْلِمٌ " ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " إِنِّي لَأُعْطِي رِجَالًا وَأَدَعُ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُمْ فَلَمْ أُعْطِهِ شَيْئًا ; مَخَافَةَ أَنْ يُكَبُّوا فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ " .

أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ ، بِهِ .

فَقَدْ فَرَّقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ الْمُسْلِمِ وَالْمُؤْمِنِ ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ أَخَصُّ مِنَ الْإِسْلَامِ . وَقَدْ قَرَّرْنَا ذَلِكَ بِأَدِلَّتِهِ فِي أَوَّلِ شَرْحِ كِتَابِ الْإِيمَانِ مِنْ " صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ " وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ . وَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ كَانَ مُسْلِمًا لَيْسَ مُنَافِقًا ; لِأَنَّهُ تَرَكَهُ مِنَ الْعَطَاءِ وَوَكَلَهُ إِلَى مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الْإِسْلَامِ ، فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ هَؤُلَاءِ الْأَعْرَابَ الْمَذْكُورِينَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ لَيْسُوا بِمُنَافِقِينَ ، وَإِنَّمَا هُمْ مُسْلِمُونَ لَمْ يَسْتَحْكِمِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِهِمْ ، فَادَّعَوْا لِأَنْفُسِهِمْ مَقَامًا أَعْلَى مِمَّا وَصَلُوا إِلَيْهِ ، فَأُدِّبُوا فِي ذَلِكَ . وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ ، وَقَتَادَةَ ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ . وَإِنَّمَا قُلْنَا هَذَا لِأَنَّ الْبُخَارِيَّرَحِمَهُ اللَّهُ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا مُنَافِقِينَ يُظْهِرُونَ الْإِيمَانَ وَلَيْسُوا كَذَلِكَ . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَمُجَاهِدٍ ، وَابْنِ زَيْدٍ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي قَوْلِهِ : (وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ) أَيِ : اسْتَسْلَمْنَا خَوْفَ الْقَتْلِ وَالسِّبَاءِ . قَالَ مُجَاهِدٌ : نَزَلَتْ فِي بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ . وَقَالَ قَتَادَةُ : نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ امْتَنُّوا بِإِيمَانِهِمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .

وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ أَنَّهُمْ قَوْمٌ ادَّعَوْا لِأَنْفُسِهِمْ مَقَامَ الْإِيمَانِ ، وَلَمْ يَحْصُلْ لَهُمْ بَعْدُ ، فَأُدِّبُوا وَأُعْلِمُوا أَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَصِلُوا إِلَيْهِ بَعْدُ ، وَلَوْ كَانُوا مُنَافِقِينَ لَعُنِّفُوا وَفُضِحُوا ، كَمَا ذُكِرَ الْمُنَافِقُونَ فِي سُورَةِ بَرَاءَةَ . وَإِنَّمَا قِيلَ لِهَؤُلَاءِ تَأْدِيبًا : ( قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) أَيْ : لَمْ تَصِلُوا إِلَى حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ بَعْدُ )
فوصف القوم بالنفاق غير صحيح كما ترى من كلام ابن كثير...
3- لقد قلت: (
وهذا المفهوم عندما اختل فأتى من زعم بان الدين ثلاث مراتب أدناها الاسلام وأعلاها الاحسان تسبب في كارثة لأنه علم الاجيال ان ينافق اولاً ثم يؤمن ثانيا وقد يستطيع الاحسان وقد يعجز عنه فنشأت اجيال منافقة بغير علم في حين الثلاثة مصطلحات لا ينفك أحدها عن الآخر ولا يقبل منك إتيان العبادات في غياب الإيمان ، ويجب ان يكون إتيان العبادة بدافع من استقرار الإيمان فإن حدث هذا كان ذلك احسانا كما رأينا في قصة إبراهيم عليه السلام)
ما هذا الفهم العجيب ...لماذا لا تفهم الامر ان مراتب التقوى هي الإسلام ثم الايمان ثم الاحسان وهو الذي فهمه اهل العلم من حديث جبريل....والله تعالى اعلم.



 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي البهيجي
الفهم العجيب أن ندعو الناس للاسلام وأداء العبادات ((ثم)) يؤمنون لاحقا على حد قولك، ولك أن تتصور كم من الوقت يستغرق الوقت حتى يؤمن .
حتى اعود لك بجواب شاف ، أرجو التكرم بالإفادة كم من الوقت يقضيه الإنسان مسلما بدون ايمان ثم ينتقل لمرتبة الإيمان ؟؟
هل يسلم ويؤدي أركان الإسلام بدون ايمان مثلا لعشر سنين ام لعشرة ايام ؟؟ أو أقل أو أكثر ؟؟
طالما أن المسألة كما قلت يسلم أولا فكم يفصل بين إسلامه وإيمانه ؟؟ وهل يقبل منه طاعة مجردة من إيمان ؟؟

اجبني احسن الله اليك لأتمكن من ايفائكم بالإجابة.
سدد الله امركم
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ورغم ذلك جاء الإيمان أيضاً في حديث النبي عليه الصلاة والسلام بمعنى الاسلام ففي حديث ابن عباس في وفد عبد القيس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: آمركم بأربع: آمركم بالإيمان بالله، أتدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة، وتؤدوا الخُمس من المَغنم فجعل هذا هو الإيمان ذكر فيه الشهادتين والصلاة والزكاة.


باب أداء الخمس من الإيمان
53 حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن أبي جمرة قال كنت أقعد مع ابن عباس يجلسني على سريره فقال أقم عندي حتى أجعل لك سهما من مالي فأقمت معه شهرين ثم قال إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال من القوم أو من الوفد قالوا ربيعة قال مرحبا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى فقالوا يا رسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة وسألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع أمرهم بالإيمان بالله وحده قال أتدرون ما الإيمان بالله وحده قالوا الله ورسوله أعلم قال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس ونهاهم عن أربع عن الحنتم والدباء والنقير والمزفت وربما قال المقير وقال احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم

الإيمان بالله وحده
 
تعريف الإيمان بالشهادتين هل يتعارض مع تفسيره بالاعتقاد بوجوده وربوبيته وألوهيته؟

رقم الفتوى:374971



من خلال البحث عن الركن الأول للإيمان، وهو الإيمان بالله، أجد التعريف التالي:الإيمان بالله هو الاعتقاد الجازم بوجوده سبحانه وتعالى، وربوبيته، وألوهيته.ولكن أرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بيّن معنى الإيمان بالله وحده في الحديث، فَقدقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ:آمُرُكُمْ بِالإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ،أَتَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ؟ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلااللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُا للَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغَانِمِ الْخُمُسَ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ:عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ،وَالْمُزَفَّتِ، قَالَ:وَرُبَّمَا قَالَ:الْمُقَيَّرُ.احْفَظُوهُنَّ،وَادْعُوا إِلَيْهِنَّ مَنْ وَرَاءَكم.

سؤالي:لماذا لم يتم تعريف الإيمان بالله من خلال الحديث النبوي، ونجد تعاريف مختلفة؟ وشكرًا


الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد،وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا تعارض بين تعريف الإيمان الذي ذكرته أولًا، وبين التعريف الذي ورد به الحديث: أَتَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ؟شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ...إلخ.لأن معنى هذه الشهادة هو الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى هو المتفرد بالألوهية، أي:لايستحق العبادة غيره، وهذا يستلزم أمرين:

الأول:الاعتقاد بوجوده؛ إذ كيف يتم الإيمان بألوهية الله دون الإيمان بوجوده؟!.



والثاني:يستلزم الاعتقاد بأنه الرب؛ إذ كيف يتم الإيمان بألوهية من ليس ربًّا؟!



وشهادة أن محمدًا رسول الله هي الركن الثاني للشهادتين؛ لأن من آمن بالله تعالى، فإنه يُصَدِّقُ رسوله، ولا يُكَذِّبُه.



وتأملي كيف قرن الله تعالى الإيمان برسوله مع الإيمان به: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ {النساء:136}،ومن آمن بالله ورسوله، فإنه لا بد أن ينقاد بجوارحه، فيُصَدِّقُ هذا الإيمان بالعمل،فيقيمُ الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويأتي بشرائع الإسلام، وقد قال الله تعالى في بني إسرائيل حين أمرهم بأن يعملوا بشريعته: بِقُوَّةٍ.أي:بجد واجتهاد، وصبر على أوامر الله، فقالوا:سمعنا وعصينا، وعبدوا العجل، فقال الله لهم: قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {البقرة:93}،
وقد جاء عَنْ
الْحَسَنِالبَصْرِيِّ أنهُ قَالَ
: لَيْسَ الْإِيمَانُ بِالتَّحَلِّي، وَلَا بِالتَّمَنِّي؛ وَلَكِنْ مَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ، وَصَدَّقَتْهُ الْأَعْمَالُ ..اهــ.قالشيخ الإسلام: وَقَوْلُهُ:لَيْسَ الْإِيمَانُ بِالتَّمَنِّي -يَعْنِي الْكَلَامَ -وَقَوْلُهُ:بِالتَّحَلِّي.يَعْنِي أَنْ يَصِيرَ حِلْيَةً ظَاهِرَةً لَهُ،فَيُظْهِرُهُ مِنْ غَيْرِ حَقِيقَةٍ مِنْ قَلْبِهِ، وَمَعْنَاهُ:لَيْسَ هُوَ مَا يَظْهَرُ مِنْ الْقَوْلِ، وَلَامِنْ الْحِلْيَةِ الظَّاهِرَةِ، وَلَكِنْمَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ، وَصَدَّقَتْهُ الْأَعْمَالُ، فَالْعَمَلُ يُصَدِّقُأَنَّ فِي الْقَلْبِ إيمَانًا، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ عَمَلٌ كَذَّبَ أَنَّ فِي قَلْبِهِ إيمَانًا؛ لِأَنَّ مَا فِي الْقَلْبِ مُسْتَلْزِمٌ لِلْعَمَلِالظَّاهِرِ.اهـــ.


فظهر بهذا أن التعريف الذي يذكره العلماء للإيمان، وإن تعددت عباراتهم هو في حقيقته مأخوذ ومستلٌّ من هذا الحديث، وغيره من النصوص الشرعية، وأنه لا تعارض بينها.

والله تعالى أعلم.
 
عودة
أعلى