قاعدة منهجية سامية في قوله –عليه السلام-:" صدقك وهو كذوب"

أبو عبد المعز

Active member
إنضم
20/04/2003
المشاركات
583
مستوى التفاعل
25
النقاط
28
قاعدة منهجية سامية في قوله –عليه السلام- صدقك وهو كذوب



قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ ) . قال: لا، قال: ( ذاك شيطان ) رواه البخاري .

يؤخذ من حديث هذه الحادثة قاعدة منهجية ذات شأن كبير:

لا تحكم على القول من قائله بل احكم على القائل من قوله

فقد يقول الشيطان قولا فلا تحكم على القول بالبطلان لأنه صادر من اللعين الرجيم بل تأمل قوله في ذاته وسلط عليه النقد واعرضه على المعايير حتى يتميز الحق من الباطل فإن كان حقا فهو حق ولو قاله الشيطان....

صدقك وهو كذوب ما أعمق قول الرسول ...

ومن مصلحة الشيطان الغفلة عن هذه القاعدة....فقد يتخذها ذريعة لإذاعة باطله يأتي إلى أحدنا فيقول له مثلا أراك تكثر من زيارة قبور الأولياء والصالحين وهذا سيء فتقول له من أنت يا صاحب النصيحة فيقول أنا الشيطان!

فتقول ولأنك شيطان لا تأمر إلا بالشر فإنني نكاية بك سأزيد من زياراتي....

وهذا ما يريده الشيطان بالفعل !

هذا، وتجد عند بعض الناس الدعوة إلى الإعراض عن قراءة تفاسير المبتدعة وهذا الدعوة فيها نظر ، صحيح إن تفاسير المبتدعة – وما أكثرها- تتضمن باطلا كثيرا لكنها لا تخلو من الحق فإلغاؤها حرمان من كثيرمن الحقائق والفوائد، فبدل "النصيحة الأبوية " لا تقرأ تفسير فلان الأولى أن تعلمه وتحصنه وتغرس فيه ملكة النقد والتمييز واتركه يعوم في كل بحر...فإن لم تعلمه واكتفيت بالتحذير والإرشاد فمن يضمن لك أنه سيفهم التفاسير التي أرشدته إليها ويوجه الأقوال التوجيه السليم ....

وقاعدتنا في كل هذا قول المعصوم "صدقك وهو كذوب" وقبله قول ربنا عز وجل:

الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر : 18]

لم يقل رينا يستمعون أحسن القول فيتبعونه....إذ لا يعقل أن يحكم على القول بالحسن قبل استماعه...وإنما يستمع المرء إلى مطلق القول وله بعد الاستماع التمييز بين الحق والباطل فيتبرأ من الباطل ويتبع الحق ....هذا منهج المهتدين أولي الألباب!!

ولا يقال استمع إلى القول الحسن وقد علمت حسنه من إرشاد شيخي وأستاذي، لأنا نقول وكيف علم شيخك ذلك إلا بعد الاستماع وإلا تسلسل الأمر... فالاستحسان حكم متأخر بالضرورة عن الاستماع...

وانطلاقا من قاعدة الأية نقول :

استمع إلى كل تفسيرولا تتبع إلا أحسنها.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإنسان الصدوق معروف بعدم كذبه بالمطلق ولو كان في موقف عسير عليه ، أما الإنسان الكذوب فليس كل كلامه كذباً بل يخلط بعض الكذب في صدقه ليصعب عليك التعرف على كذبه ولو أن كل كلامه كذب فهذا يجعله مكشوفاً بسهولة ويفضح بين الناس ولا يضر كذبه أحداً لأنه ليس له من يصدقه إلا أحمق ساذج ، ومن حرص الكذوب على أن تصدقه إستعمال وسائل عديدة ليجعل كذبته تبدو معقولة للسامعين ويترك لنفسه مخرجاً لتأويل كلامه بطريقة أخرى إذا ماتم إكتشاف كذبته ، فمن تم إمساك كذبة عليه صار كاذباً ولو قال معها ألف كلمة صدق حتى يتوب من كذبته ويصحح ما أدلى به من قبل ، فإذا كان حريصاً على ومصراً على إخفاء الكذب حتى يصدقه الناس فهذا يصبح كذوباً مثله مثل الشيطان ولو كانت كذبة واحدة ، فالكذوب ليس من يكثر الكذب بل من يتحرى الكذب ويحرص عليه ليجعلك تصدقه .
إذا ماذا نفعل إذا كان الرجل ليس حريصاً على الصدق ولكنه ذا علم وصاحب كتاب لديه حكمة في كتابه ولكنها مخلوطة ببعض الأفكار الغير صحيحة ؟
هنا يأتي دور العلماء لتنقيح الكتاب ، فيصدر كتاب ثاني منقح عن الأول فلانضيع الحكمة ولا نترك الناس عرضة للوقوع فريسة لجهلهم بما في الكتاب .
ولكن قبل أن يتم تنقيح الكتاب لابد للعلماء من التحذير مما في ذلك الكتاب حتى يحذر طالب العلم ولا يسلم عقله بالمطلق لكل ماهو مكتوب .
 
فائدة جميلة جدا وبديعة وفقك الله يا أبا عبدالمعز.
ولكن الأسلم تربوياً هو ما ذكره الأخ ناصر فليس معظم الناس وجمهور القراء لديه القدرة ليميز الحق من الباطل في كل حال، ولذلك واجب النصيحة يقتضي عدم التعرض للباطل قدر الاستطاعة، فالشبهات قد تغلب ثم لا يجد من ينقذه.
شكر الله لكم
 
قد يكون المسلم سارقا أو زانيا لكن لا يكون كاذبا، أما قاعدة الحكم على ما قيل لا من قال فمعروفة عند العلماء، ونعم على الإنسان أن يمنح لعقله كل التفاسير ولا يمنح عقله إلا للتفاسير المحمودة، وهكذا نجمع بين الحسنيين. ويبقى لكل من الموضوع المطروح والمداخلات جانب من الصحة لا يمكن دفعه أو نكرانه وعليه وجب اعمال قاعدة لكل مقام مقال.
 
لا بد من تمييز بين التحذير والمنع

عدم التحذير من بدعة أو باطل – في أي مجال - غش للمسلمين....أو لنقل "شيطنة خرساء ".

لكن المنع شيء زائد عن التحذير...ولبيان الفرق بين الأمرين من الناحية العملية نقول : المنع هو الأمر بجمع كتب تفسير المبتدعة من الأسواق وتجريم طباعتها ونشرها وقراءتها وسماعها، وهذا إفراط وظلم ،أما التحذير منها فواجب وإلا فهو تفريط وسكوت عن الحق...والجمع بين الأمرين ممكن فهو جمع بين متباينين وليس جمعا بين متضادين أو متناقضين.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله تعالى خيرا هذا موضوع مفيد وجدير بالعناية من العباد أقصد كيف يتعاملوا مع عدوهم الأول ؟
البداية كانت أمام رب العالمين في بدأ الخلق وقف عدونا معانداً حاسداً لإبينا آدم عليه الصلاة والسلام ليقول
بكل تمرد لمن خلقه سبحانه (

قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ )

(
ورَد ذِكر إبليس في القرآن الكريم في إحدى عشرة آية من آيات القرآن الكريم بينما ورد ذكر الشيطان على جهة الإفراد والجمع في ثمانٍ وثمانين آية )

وهذا مقالاً يكمل الموضوع إن شاء الله تعالى


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/106719/إبليس-والشيطان-في-القرآن-الكريم/#ixzz8ZshqunLJ

وفقنا الله تعالى وإياكم .
 
عودة
أعلى