فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِه

إنضم
08/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الإقامة
السودان

قال تعالى فى سورة الحديد :

بسم الله الرحمن الرحيم
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ،
يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ، يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ 12-13-14-الحديد

من الملاحظ أن المنافقين أعلاه- فى موقف من مواقف الحساب يوم القيامة –أنهم يقفون مع المؤمنين فى مكان واحد ويتحدثون معهم (
يقول المنافقون للذين آمنوا) ، ولكن الفرق أن المؤمنين -الذى بشّروا بالجنة – حولهم نور والمنافقين فى ظلام، فقال المنافقون للمؤمنين أعطونا قليلا من نوركم، فقيل لهم أرجعوا وراءكم فالتمسوا نورا،

الملاحظ أنه لم يتم فصلهم من بداية المشهد أو من بداية الحساب ذلك بسبب أن المنافقين فى الحياة الدنيا كانوا يعيشون مع المؤمنين فى مكان واحد ولكن تحمل قلوبهم من كذب وكفر وخداع عكس ما يظهرونه للمؤمنين من إيمان وعون ومحبة، ولعلهم كانوا يأملون أن ينالهم الله تعالى برحمة وخير وجنة، فهم أضعف من أن يعرفوا أن الله تعالى يعلم ما كانت تكن صدورهم فماتوا وهم على نفاقهم .
ثم بعد ذلك كانت المفاجأة بأن ضرب بينهم بسور يفصلهم عن المؤمنين ،
فإحتجوا قائلين للمؤمنين: ينَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ؟! - بلفظ "المناداة" أى تم إبعادهم .
فأجاب المؤمنون الذى أعلمهم الله تعالى الآن بحقيقة المنافقين : بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُور.
فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ -15-
أى أصبحوا الآن فى مكان واحد فى النار مع الكافرين.


الآيات أعلاه عن المنافقين بينما جرى فصل منذ بداية الحساب بين المؤمنين والكافرين "الذين يظهرون كفرهم بوضوح" فى مشاهد أخرى من يوم القيامة فى آيات أخرى :

وَ
نَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ، الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ ، وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ .......... ،وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ- 43-50-الأعراف

الصافات :
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ، قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ، أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ، قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ، فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ، قَالَ تَاللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ، وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ، أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ، إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ،إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ-51-60.

المدثر :
إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ، فِي
جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ، عَنِ الْمُجْرِمِينَ، مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ، وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ، وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ، حَتَّى أَتَانَا الْيَقِين-39-47.
 
وما نستفيده أن من نعم الله المستمرة على أهل الجنة رؤية حال أهل النار فيحمدون ربهم على ماهم فيه من النعم وجزاء أهل الكفر والنفاق.
ومن عذاب الله المستمر على أهل النار أنهم يرون ما ينعم به أهل الجنة فتزداد حسرتهم ويعظم ندمهم
 
شكرا أخ عدنان،
الملاحظ أنه فى الآيات أنه يسمح لأهل الجنة زيارة من بالنار،
أما أهل النار فلا يسمح لهم بزيارة الجنة ،
وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ،أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ؟
فلم يجبهم أحد على سؤالهم.

وربما سؤالهم عن الماء والرزق مما سمعوه فى الحياة الدنيا عن جزاء المؤمنين
(وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ)

بينما الرجل المؤمن فى سورة الصافات يسأل عن قرينه الكافر فيسمح له بزيارته فيراه فى الجحيم،
وسورة المدثر يسأل المؤمنون عن المجرمين فيسمح لهم بزيارتهم ويرونهم ويسألونهم ما سلككم فى سقر؟
 
عودة
أعلى