مقال يؤكد فساد هذا الاستدلال :
علم التجويد .. أحكامه ومسائله
بقلم: د. طارق بن محمد الخويطر
http://haras.naseej.com/detail.asp?InNewsItemID=227144&InTemplateKey=print
السلام عليكم
في حقيقة الأمر قرأت ما قاله د/طارق فوجدت أنه لا درك حقيقة الأمر وكلامه غريب وعجيب .
قاله فضيلته:فقوله ورتل القرآن ترتيلا (المزمل: 4)، يدل على فضل الترتيل. أما من استدل بها على منع قراءته على من لم يعرف قواعد التجويد فقد غلط أعظم الغلط، وخالف الكتاب والسنة والإجماع. ))
وقوله "يدل علي فضل التجويد " فقد فسره ابن كثير علي طريقة قراءته فقال :وقوله: { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا } أي: اقرأه على تمهل، فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره. وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه، قالت عائشة: كان يقرأ السورة فيرتلها، حتى تكون أطول من أطول منها. وفي صحيح البخاري، عن أنس: أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كانت مدًا، ثم قرأ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم. (1)
وقال ابن جُرَيج، عن ابن أبي مُلَيكة عن أم سلمة: أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان يقطع قراءته آية آية، { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي. (2)))
إنما يصف قراءة النبي صلي الله عليه وسلم وليس بيان فضل الترتيل ، وذكر المد
وأظن أن المد من أحكام التجويد !!.
وقول فضيلته : "فإن المسلمين قد أجمعوا على أن جميع الشرائع العلمية تجب على العبد بحسب قدرته، وأن العاجز عن الكمال لا يسقط عنه ما يقدر عليه ولو على وجه ناقص،))ا.هـ
فقد تقدم الجواب عليه في المداخلة السابقة عند قول د/جلغوم :هل كل هؤلاء آثمون؟؟
وقول فضيلته : "ومعلوم أن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه سهلة وافية بالمقصود لا يتكلف فيها كما يفعله كثير."ا.هـ
لست أدري من أين علم د/طارق سهولة قراءة النبي صلي الله عليه وسلم ؟؟ فلا بد من نقل ، وهذا النقل تواتر إلينا بهذه الطريقة ، فلا يمكن أن نقول إنهم أدغموا بلا سماع أو مدوا بلا سماع أليس كذلك ؟؟ وفي النشر ما يشفي الغليل في رد ابن الجزري علي ابن الحاجب فارجع إليه.
قال فضيلته "وقراءة النبي صلى الله عليه وسلم في بعض ركعات صلاته بسور البقرة وآل عمران والنساء، تُثْبتُ لنا عدم التزامه بما التزموه من التجويد، لأنه لو قرأ هذه السور حسبما يقرؤونها اليوم، لاستغرقت الركعة أكثر أجزاء الليل، أو جميعه، بحيث لا يستطيع أحد الوقوف معه، ولا يمكن أن تقره سماحة الدين.))ا.هـ
هل هذا استدلال يقبله العقل؟؟ ألم تكن لياليهم مباركة ؟؟ فإن لم تكن قراءة النبي صلي الله عليه وسلم بالتجويد فكيف يتعقب ابن مسعود ويمد "الفقراء" وكيف ينسبه ابن مسعود للنبي عليه السلام ؟؟ والحديث صححه اللألباني ،، وماذا يقول د/ طارق لو قيل بصلاة عثمان رضي الله عنه بالقرآن كله في ليلة ؟؟ فظهر فساد هذا القول وهذا الاستدلال .
وقول فضيلته :ولو طلب من هؤلاء أو من أشياخهم إلى الأبد إقامة دليل عن الله ورسوله على إيجاب الإدغام الذي توالوا بوجوبه في مواضعه المزعومة عندهم، ....))ا.ه
استغفر الله العظيم من هذا الكلام ، هل القرآن يقرأ بغير نقل؟؟ فأبو عمرو ناقل باب الإدغام لم ينقل حرفا إلا بأثر، ولو علم طريقة نقل القراء لما قال هذا القول .. وهذا يقال فيه ما قاله أبو حيان : وإنكار هؤلاء فيه نظر ، لأن أئمة القراءة لم يقرأوا إلاَّ بنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومتى تطرق إليهم الغلط فيما نقلوه من مثل هذا ، تطرق إليهم فيما سواه ، والذي نختاره ونقوله : إن نقل القراآءات السبع متواتر لا يمكن وقوع الغلط فيه .)ا.هـ
وقال أيضا : وأعجب لعجمي ضعيف في النحو يرد على عربي صريح محض قراءة متواترة موجود نظيرها في لسان العرب في غير ما بيت وأعجب لسوء ظن هذا الرجل بالقراء الأئمة الذين تخيرتهم هذه الأمة لنقل كتاب الله شرقاً وغرباً ، وقد اعتمد المسلمون على نقلهم لضبطهم ومعرفتهم وديانتهم.)ا.هـ
وأكتفي بهذا القدر وفي مرة قادمة أتناول بقية المقال بإذن الله .
والسلام عليكم