في قوله تعالى: (فلا اقتحم العقبة )

إنضم
03/07/2010
المشاركات
22
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله..
ورد في تفسر السعدي في قوله تعالى:
(فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ )
أي: ( لم يقتحمها ويعبرها لأنه متبع لشهواته)
وجاء في تفسير فتح القدير مختصر ابن كثير لرفاعي أي: (أفلا سلك الطريق الذي فيها النجاة والخير)
ثم قرأت في تفسر القرطبي نقل قول جماعة من المفسرين :(
وقال جماعة من المفسرين : ومعنى الكلام الاستفهام الذي معناه الإنكار تقديره : أفلا اقتحم العقبة أو هلا اقتحم العقبة)

السؤال هل يفهم من ذلك أن ظاهر تفسير الآية اختلاف فمنهم من قال (فلا) نافية ومنهم من قال (فلا) للحظ
وتفسير القرطبي جمع بينهما وأن الاختلاف اختلاف تنوع؟
لكن (فلا اقتحم العقبة) هل هذا استفهام انكار أم هو خبر؟
وجزاكم الله خيرا
 
التعديل الأخير:
اخي الكريم
النظر في السياق كفيل بلفت النظر للمعنى فيقول الحق تعالى:

لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ 1 وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ 2 وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ 3 لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ 4 أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ 5 يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا 6 أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ 7أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ 8 وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ 9 وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ 10 فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ 11 وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ 12 فَكُّ رَقَبَةٍ 13 أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ 14 يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ 15أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ 16 ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ 17أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ 18 وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ 19 عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ 20

فطالما أُتي بتسمية ابن آدم بقوله (الإنسان) فهو في موضع الذم و التقريع والتوبيخ وبيان سوء الخُلُق ووضاعة مادة الخَلْق ، ولَم يؤتَ بتسمية الانسان في غير هذا السياق وبالتالي فالاستطراد في هذا الموضع يشير لإنكار اقتحام الانسان في حالته الدونية هذه للأعمال الجليلة المذكورة التي تقترن بالايمان والله اعلم
 
​ بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد....وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...وفقكم الله تعالى
الأخت الكريمة....في تفسير البحر المحيط لابن حيان ما يلي:(فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) أَيْ لَمْ يَشْكُرْ تِلْكَ النِّعَمَ السَّابِقَةَ ، وَالْعَقَبَةُ اسْتِعَارَةٌ لِهَذَا الْعَمَلِ الشَّاقِّ عَلَى النَّفْسِ مِنْ حَيْثُ هُوَ بَذْلُ مَالٍ ، تَشْبِيهٌ بِعَقَبَةِ الْجَبَلِ ، وَهُوَ مَا صَعُبَ مِنْهُ ، وَكَانَ صَعُودًا ، فَإِنَّهُ يَلْحَقُهُ مَشَقَّةٌ فِي سُلُوكِهَا ، وَاقْتَحَمَهَا : دَخَلَهَا بِسُرْعَةٍ وَضَغْطٍ وَشِدَّةٍ ، وَالْقُحْمَةُ : الشِّدَّةُ وَالسَّنَةُ الشَّدِيدَةُ ، وَيُقَالُ : قَحَمَ فِي الْأَمْرِ قُحُومًا : رَمَى نَفْسَهُ فِيهِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ لَا لِلنَّفْيِ ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ ، وَالْفَرَّاءِ ، وَالزَّجَّاجِ كَأَنَّهُ قَالَ : وَهَبْنَا لَهُ الْجَوَارِحَ وَدَلَلْنَاهُ عَلَى السَّبِيلِ ، فَمَا فَعَلَ خَيْرًا ، أَيْ فَلَمْ يَقْتَحِمْ ، قَالَ الْفَرَّاءُ وَالزَّجَّاجُ : ذَكَرَ لَا مَرَّةً وَاحِدَةً ، وَالْعَرَبُ لَا تَكَادُ تُفْرِدُ لَا مَعَ الْفِعْلِ الْمَاضِي حَتَّى تُعِيدَ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : ( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى ) ، وَإِنَّمَا أَفْرَدَهَا لِدَلَالَةِ آخِرِ الْكَلَامِ عَلَى مَعْنَاهُ ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ : ( ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ) ، قَائِمًا مَقَامَ التَّكْرِيرِ ، كَأَنَّهُ قَالَ : فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَلَا آمَنَ ، وَقِيلَ : هُوَ جَارٍ مَجْرَى الدُّعَاءِ ، كَقَوْلِهِ : لَا نَجَا وَلَا سَلِمَ ، دُعَاءٌ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَفْعَلَ خَيْرًا ، وَقِيلَ : هُوَ تَحْضِيضٌ بِلَا ، وَلَا نَعْرِفُ أَنَّ لَا وَحْدَهَا تَكُونُ لِلتَّحْضِيضِ ، وَلَيْسَ مَعَهَا الْهَمْزَةُ ، وَقِيلَ : الْعَقَبَةُ : جَهَنَّمُ ، لَا يُنْجِي مِنْهَا إِلَّا هَذِهِ الْأَعْمَالُ ، قَالَهُ الْحَسَنُ ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَ مُجَاهِدٌ وَكَعْبٌ : جَبَلٌ فِي جَهَنَّمَ ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ:( بَعْدَ أَنْ تَنَحَّلَ مُقَالَةَ الْفَرَّاءِ وَالزَّجَّاجِ : هِيَ بِمَعْنَى لَا مُتَكَرِّرَةً فِي الْمَعْنَى ، لِأَنَّ مَعْنَى ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) فَلَا فَكَّ رَقَبَةً وَلَا أَطْعَمَ مِسْكِينًا ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ فَسَّرَ اقْتِحَامَ الْعَقَبَةِ بِذَلِكَ ؟) انْتَهَى . وَلَا يَتِمُّ لَهُ هَذَا إِلَّا عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ فَكَّ فِعْلًا مَاضِيًا)
أعتقد ان هذا الكلام يجيب على تساؤلاتك ان شاء الله تعالى....
أما بالنسبة لمشاركة الأخ الفاضل عدنان الغامدي جزاه الله تعالى خيرا فليس المقصود بكلمة
أنسان دائما هو الكافر...والرابط التالي يوضح هذا الأمر ان شاء الله تعالى:
https://vb.tafsir.net/tafsir15185/#.WRUlXPVOK00
 
أخي البهيجي
أين قلت أن المقصود هو الكافر ؟؟
لم أقل ذلك ، وإن كنت قلته وفقك الله فأرجو تبيان موضع قولي
 
عودة
أعلى