في ظلال قوله تعالى " {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ }{القمر45 }

إنضم
26/02/2005
المشاركات
1,331
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
مصر
{قُلْ صَدَقَ اللّهُ....}{آل عمران95}
{.... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً }{النساء87}
{...... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً }{النساء122}

ليلة الأحد جمعت أخبار يهود علينا ما جمعت حيث الهجوم على غزة العزة، الهجوم البري بأحدث الأسلحة البشرة على قوم سلاحهم لا إله إلا الله ـ وأنعم به من سلاح بتار ، إذ هو مستطاع القوم ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .

في هذه الأثناء حدثني قلبي بقوله تعالى " سيهزم الجمع ويولون الدبر"، فشرعت باحثا ومنقبا وكاتباً في ظلال هذه الآية الكريمة كلون من الوان التضامن ولو بالوقت مع أهلنا في غزة الصابرة.

أقول وبالله التوفيق:

قال تعالى: " سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ"{القمر 45}

لما بين الله تعالى عاقبة المكذبين ومنهم فرعون وزبانيته الذين أبادهم ولم يُبق منهم مخبرًا ولا عينًا ولا أثرًا حيث قال تعالى {وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42)

عقب ذلك سبحانه باستفهام إنكاري توبيخي موجه إلى أهل مكة فقال تعالى:" أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) أي: أَكُفَّارُكُمْ أيها المشركون من كفار قريش { خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ } الذين تقدم ذكرهم كفرعون ومن قبله ممن أهلكوا بسبب تكذيبهم الرسل، وكفرهم بالكتب: أأنتم خير أم أولئك؟

{ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ } أي: أم معكم من الله براءة ألا ينالكم عذاب ولا نكال؟!!! .

أم تعتقدون يا معشر الكفار في كل زمان ومكان أن أمركم منتصر من الأعداء وأن جمعكم يصد عنكم من أراد إذلالكم بما قدمت أيديكم؟!! أتقولون ذلك على سبيل الإعجاب بأنفسكم؟!!!!

ثم عقب ذلك بنتيجة تحكي ما نظنه ـ بل ما نتيقنه ـ من نصر الله لجنده ـ إن شاء سبحانه ـ في غزة وفي كل أرض للإسلام تحارب قوى الكفر والطغيان ـ وهو هو رد على المعجبين بأنفسهم وبأمريكا وقوى الكفر {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} بأيسر أمر من أي هازم {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } سيتفرق شملهم ويغلبون.

قال ابن عاشور: { سيهزم الجمع }جواب عن قولهم : { نحن جميع منتصر } فلذلك لم تعطف الجملة على التي قبلها . وهذا بشارة لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم بالنصر ـ وهو يعلم أن الله منجز وعده ولا يَزيد ذلك الكافرين إلا غروراً فلا يعيروه جانب اهتمامهم وأخذ العدة لمقاومته كما قال تعالى في نحو ذلك : { ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولاً } [ الأنفال : 44 ] . وهي بشارة لأهل غزة ولكل مجاهد في سبييل الله

وقد ثبت في «الصحيح» أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما خرج لصف القتال يوم بدر تلا هذه الآية قبل القتال ، إيماء إلى تحقيق وعد الله بعذابهم في الدنيا .

وقد قضت سنة الله ـ تعالى ـ بنصر الموحدين الصادقين ـ مهما تنكّر الناس للحق ـ وخذلان المشركين والملحدين والمعتدين : ولنقرأ ما تيسر من كتاب ربنا تأييدا لذلك :

قال تعالى:
{قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ }{آل عمران12}

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }{الأنفال36}

{......كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }{البقرة249}

{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }{النساء74}

{فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ }{الأعراف119}

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }{الأنفال65}

{الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }{الأنفال66}

{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }{المجادلة21}

{وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }{المائدة56}

{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ }{القصص35}

{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ{171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ{172} وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ{173}{الصافات}

{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}{غافر51}
{ولَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ{114} وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ{115} وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ{116} وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ{117} وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ{118} وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ{119}{الصافات}

{ نتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{3} إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ{4} وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ{5} وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ{6}{القصص}

روى البخاري: ... عن عكرمة، عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال -وهو في قبة له يوم بدر-: "أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تُعبد بعد اليوم أبدا". فأخذ أبو بكر، رضي الله عنه، بيده وقال: حسبك يا رسول الله! ألححت على ربك. فخرج وهو يثب في الدرع وهو يقول: { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ . بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ } .
وكذا رواه البخاري والنسائي في غير موضع، من حديث خالد مِهْران
وقال ابن أبي حاتم: ...عن عكرمة، قال: لما نزلت { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } قال: قال عمر: أيّ جمَع يهزم ؟ أيّ جَمْع غلب؟ قال عمر: فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يثب في الدرع، وهو يقول: { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } فعرفت تأويلها يومئذ.


قال سعيد بن المسيب: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: لما نزلت: "سيهزم الجمع ويولون الدبر" كنت لا أدري أي جمع يهزم، فلما كان يوم بدر رأيت النبي ـ صلى الله عليه ـ يثب في درعه ويقول: "سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم" جميعًا

قال الآلوسي:" { سَيُهْزَمُ الجمع } وقد كان هذا يوم بدر وهو من دلائل النبوة لأن الآية مكية ، وقد نزلت حيث لم يفرض جهاد ولا كان قتال ولذا قال عمر ـ رضي الله تعالى عنه ـ : يوم نزلت أيُّ جمع يهزم أيّ من جموع الكفار؟ ولم يتعرض لقتال أحد منهم؟
قال أبو حيان:" هذا وعد من الله ـ تعالى ـ لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهزيمة جمع قريش . قلت: وإسرائيل ومن ناصرهم .
والجمهور : على أنها مكية ، وتلاها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مستشهداً بها . وقيل : نزلت يوم بدر "


" بَلِ الساعة مَوْعِدُهُمْ والساعة أدهى وأمر" أي: ليس هذا تمام عقوبتهم بل الساعة موعد عذابهم وما هذا العذاب إلا بدايات والساعة أعظم داهيةً وأشدُّ مرارةً وأفظع مما نالهم إذ هي الرزية العظمى التي تنتظرهم فـ "أدهى" أفعل تفضيل من الداهية وهي أمر هائل لا يهتدي لدوائه. وهذه بشرى للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد تحقق وهي هي بشرى يسوقها القرآن لأهل عزة الصابرة بالنصر على أهل الطغيان اليهود والأمريكان وأذيالهما.

وفي النهاية نردد ما قاله عبد المطلب يوم أن قل النصير الذي يمنع الكعبة من أبرهة الأشرم:
لاهم إن العبد يمــــــــــ نع رحله فامنع رحالك
وانصر على آل الصليب وعابديه اليوم آلك
لا يغلبن صليـــــــــــــبهم ومحالهم غدوا محالك
إن كنت تاركهم ومــــــــا فعلوا فأمر ما بدا لك


اللهم انصر على آل الصليب وعابديه اليوم آلك يارب العالمين.

أبها الساعة الثانية والنصف ليلة دخول الخنازير برا إلى غزة العزة
مفتتح يوم الأحد 8/1/1430هـ 4/1/2009م
والله ولي التوفيق
 
عودة
أعلى