في ذم الإنسان والثناء على البشر في القرآن

إنضم
29/03/2016
المشاركات
15
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
سوريا
  • بسم1

لا تحسب انه بعد نفخ الروح والتسوية لآدم (البشر الأول) لم يُولد آدم إلا بشراً؟ فالإنسان استمر وجوده، فمن تعلق بالمبدأ الاعلى صار بشراً ومن رضي بما هو عليه بقي إنساناً- فالسابقون - على خط التطور والترقي هم البشر والاخرون خلفهم تباعاً - بعضهم ينحدر وبعضم يترقى ببطء، وليس ذلك في الخلقه-لأن تسوية الخلقه قد تم، انما هو في الاختيار الذي هو مرتبط بالعقل والقلب - نعم الخلقه تتحسن أيضاً بحسن الاختيار. لذلك كانت موارد ذكر الإنسان في القرآن موارد ذمٌ في أكثرها - إلا إذا استثنى، بينما موارد البشر موارد ثناء ومديح من غير ما استثناء. بل موارد الذمٌ العام (للإنسان) من غير استثناء هي أكثر الموارد - عدا موردين من أصل (65) مورداً. مثل: ] إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ [هود:9] [ ]إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:34] [ ] وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً [الإسراء:11] [ ] وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً [الإسراء:67] [ ] إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ [الحج:66] [..... إلى آخر تلك الموارد. اما البشر فقد اطلق على الانبياء والاصفياء والرسل والخاصّة: ] فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً [مريم:17] [ لاحظ انه لا يتمثل بالإنسان لأنه واطئ. ]قل سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً [الإسراء : 93] ا[ ] قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110] [ ] مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ [الشعراء:154] [ فكون الرسل مثلهم أي مثل الإنسان في الخلقة لكنهم بالمعرفة والارتباط بالمبدأ ودرجة الترقي بشر وليسوا من الإنسان. ]قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً [مريم:20] [ لأن مقامها ودرجتها هي درجة البشر كونها من الأولياء. ] قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ [يوسف:31] [ - ولو قلن ما هذا إنسان لاحتمل ان يكون بشراً فلما نفيت الاعلى نُفي الادنى، هذا أمر تقتضيه البلاغة. ] قلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [المائدة:18][ وهذه الآية قد تحُدث التباساً لانها بالضد من الفرض - لاحتمال وجود من يُعذب فيهم: والجواب: ان البلاغة تقتضي ذلك - لانهم ادعوا (الولاية) موضوع كتابنا - زعموا انهم أولياء لله - فقال: فلم يعذبكم بذنوبكم؟ لأن الأولياء لا يذنبون أو يذنبون ويتوبون. واذن فلا يعذبون؟ ثم قال بل أنتم بشر ممن خلق يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء. فغاية ما تصلونه: ان تكونوا بشراً - لأن فيهم انبياء ورسل (بشر)، فحاججهم بأعلى درجة فيهم يُحتمل ان يصلوا إليها. المورد الآخر الذي يحتاج إلى ايضاح لظهوره في العموم قوله تعالى في الفرقان { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً [الفرقان:54] }. فبعد العثور على القاعدة لا بد من الاذعان للمرويٌ وهو ان البشر المقصود في هذه الآية ليس عاماً بل هو رجل معيٌن معروف. وفوق ذلك فهو في معرض تبيان حقيقة وفيه منِهٌ على ذلك المخلوق كونه جعله نسباً وصهراً فهو من موارد الثناء ولا يخل بالفرض - والمخاطب به النبي (ص) وفيه منه عليه بخلق هذا البشر لقوله: ] وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً [ فهو إذن شخص مخصوص قد اجتمع فيه النسب والصهر لرسول الله (ص). وفوق ذلك فمن الممكن استخدام لفظ (الماء) المعرٌف للدلالة على الخصوصية - لأن استعراض موارد ذكر االماء كلها يحدد لنا المقصود من الماء المعرفٌ انه ماء مخصوص لاستطراد التنكير في الموارد الدالة على الماء الذي نعرفه نحن. فكون (الإنسان) مذموم والبشر ممدوح في القرآن، هو إحدى الجهات التي تؤيد الفرض السابق من أن الإنسان خلق أولاً بشرعةٍ موضوعةٍ فيه للترقيٌ والسمو، وصولاً إلى مرحلة البشرية.
والله أعلم
 
فرضية انتقائية ومتكلفة ولم يستوعب فيها الكاتب كل الآيات التي تتحدث عن البشر والإنسان مثل (قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)[سورة آل عمران 47]
وقوله تعالى (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ)[سورة اﻷنعام 91]
وقوله تعالى
(فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ)[سورة هود 27]
وقوله تعالى

(قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)[سورة إبراهيم 11]
وغيرها من الآيات كما لم يراع الكاتب السياق في دلالة البشر والإنسان مما أدى إلى تحكيم فرضيته التي لا تساندها اللغة بدل تحكيم مناسبة اللفظ للسياق نأمل من الكاتب العناية باللغة والسياق ومراعاة حال نزول الآية في توجيه الدلالة... فالتفريق في الكلام هنا فيه تحكم بدون دليل أو قرينة...
 
القرآن الكريم يستعمل لفظة (الإنسان) عند الحديث عن طبيعته الجسمية والنفسية كالعجلة والضعف وكفران النعمة والكلام، وأغلب الآيات جاءت في موطن الذم وليس جميعها، فقوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)) سورة التين هنا مدح للإنسان وليس ذما له. وجمع لفظة (الإنسان) (الإنس) جاءت مقترنة مع (الجن) في القرآن الكريم.

أما لفظة (بشر) فقد استعملها القرآن الحكيم في سياق تبليغ الرسالات والجدال والصراع والتفاعل بين البشر كالأنبياء وأقوامهم. وقد جاءت في سياق خلق آدم في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) والذي يتتبع سياق الآية يجدها أيضا في الجدل بين الشيطان والله تعالى حول السجود لآدم. ومن المناسب هنا أن لفظة (بشر) تستعمل للواحد وللجمع فكأنها تعبّر عن هذا التفاعل.

أما ما ذهب إليه الكاتب من أن البشر أعلى مرتبة من الإنسانية فليس عليه دليل، ويكفي نقضا لهذا الأمر أن الشيطان استعمل لفظة (بشر) في رفضه السجود لآدم (عليه السلام) والشيطان هنا في موضع احتقار لسيدنا آدم، فليس من المعقول أن يستعمل لفظة ترفع من مكانة أبينا آدم.

والله تعالى أعلم
 
السلام عليكم
إن اسم " بشر " جاء مرتبطا بالعنصر الترابى الذى خلق منه الانسان ، وهو عنصر محايد ليس موضعاً للذم ولا للمدح ، فلما سُوي ونُفخ فيه الروح اكتسب الصفات التى اختص بها الانسان .
فإذا ماورد فى آية كريمة كلمة بشر فهى إنما تشير إلى التراب
فمثلا :فى قوله تعالى "[FONT=&quot]مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) [/FONT] " يقولون لرسولهم كيف ينزل الوحى على من خلق من تراب مثلنا ،
وفى آية مريم تمثل لها بشرا ماديا ولكنه ليس انسان أى ليس له نفس انسان ... وليس فى هذا مدح لكونه بشر بل تقرير للحقيقة بما يترتب عليه من دقة الفهم للدلالة من ذلك ،
 
عودة
أعلى