بارك الله فيكم هناك تنويه ليس معنى أن الأمر مبني على الاجتهاد أن يفتح المجال لأي أحد أن يتكلم في هذا العلم ويجيز ما يشاء ويترك ما يشاء لم يفعل العلماء هكذا ومن فعل ذلك انكشف أمره وظهر عواره ، إنما مبناه على أصول وقواعد ومنها ما هو متفق عليه ومنها ما هو مختلف عليه فمن القواعد المتفق عليها بين العلماء عدم الفصل بين المتعلقات اللفظية فلا يفصل بين الفعل وفاعله والمفعول ، وبين المبتدأ وخيره ، وبين الحال وصاحبه وبين النعت والمنعوت والقسم والمقسم به والشرط وجوابه فهذا مما هو متفق عليه ولا يوجد فيما أعلم من اختلف في ذلك إنما الاختلاف في مدى قبول التقدير الذي يجيز الوقف من حيث كونه مستأنفا أم غير مستأنف وهذا ربما يكون مستأنف على تقدير وغير مستأنف على تقدير ، فمن المعلوم أن الجمل المستأنفة هي المدار الذي يبني عليه علم الوقف فكل ما جاز أن يكون مستأنف يجوز الوقف على ما قبله وينقسم التقدير إلى ما يلي:
الأول : إما أن يكون الوقف تاما إذا انقطع التعلق اللفظي والمعنوي
الثاني : إما أن يكون كافيا إذا انقطع التعلق اللفظي مع اتصال المعنى
وهذا أيضا مجاله واسع في اعتبار اتصال المعنى من عدمها فهناك الكثير من التقديرات التي تجعل المعنى متصلا ، أو غير متصل على حسب التقدير وسأضرب مثالا على ذلك
الوقف على ( وما يعلم تأويله إلا الله) والابتداء بـ ( والراسخون في العلم )
اختلف العلماء ورموز المصاحف في الوقف على لفظ الجلاله كما يلي:
الأول : يلزم الوقف ورمز له بـ (مـ )
الثاني : يرى جوزا الوقف والوصل مع أولوية الوقف ورمز له بـ (قلى)
الثالث : يرى أولوية الوصل ، ورمز له بـ (صلى )
وكل ذلك مبناه على تقدير المعنى والإعراب :
والخلاف كله سببه هو الخلاف في معنى ( التاويل )
فمن ألزم الوقف اعتبر التأويل بمعنى حقائق الامور الغيبة وهذا مما لا يعلمه إلا الله ولا يجوز الوصل لئلا يوهم مشاركة الراسخون في العلم في معرفة حقائق الغيب ، ورمز له بـ (مـ )
ومن رأي أولوية الوصل اعتبر التأويل بمعنى التفسير وهذا مما لا يعلمه الراسخون في العلم ولا مانع على ذلك من الوصل وعلى هذا لا يوجد توهم مشاركة الراسخون في العلم في معرفة حقائق الغيب .ورمز له بـ ( صلى)
ومن أخذ بالوجهين مع ترجيح الرأي الأول وهو حقائق الغيب جوز الوقف والوصل مع أولوية الوقف ورمز له بـ (قلي)
ولكل رأي أو فريق وله أدلته وتقديره الذي بنى عليه وجهة نظره ربما يستغرق البحث أيام وأسابيع كي يصل إلى الراجج في المسألة وهو ينتقل بين أقوال العلماء وكتب التفسير واللغة والوقف والترجيح والأصول
https://www.youtube.com/watch?v=kFEp76kNXDs
وبناء على ذلك نقول أن الأمر مبني على علم ورسوخ في فهم اللغة والتفسير ودراية بقواعد الترجيح
والله تعالى أعلى وأعلم