في التأصيل الشرعي لعلم الانتصار للقرآن الكريم

إنضم
14/05/2012
المشاركات
1,111
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الأردن
من الأدلة العقلية على أهمية علم الانتصار للقرآن الكريم برصد شبهات القوم ومناقشتها: صيانة عقائد الناس المخالطين للمنصرين ووقايتها من شبهات المشككين الذين يستغلون عدم معرفة الناس بها لإثارة صدمة ـ ولكل جديد صدمة ـ ، مستغلين تلك الصدمة بمحاولة اكتشاف نقطة ضعف في جدار مقدساتهم؛ ليتغلغلوا منها إلى عقولهم.

إن العمل على الانتصار للقرآن الكريم وبيان شبهاتهم ونقدها يحمي المخالطين لهم من كل ذاك.

قال الجاحظ:

" هذه الأمة لم تُبتلَ باليهود ولا المجوس ولا الصابئين كما ابتليت بالنصارى؛ وذلك أنهم يتبعون المتناقض من أحاديثنا، والضعيف بالإسناد من رواياتنا، والمتشابه من آي كتابنا، ثم يَخلون بضعفائنا، ويسألون عنها عوامنا ".[SUP][1][/SUP]


[1] المختار في الرد على النصارى، الجاحظ، ص 19. وفي الصفحة التي تليها بيَّن أن الزندقة وكتب الضلال ما جاءت إلى المسلمين إلا على يد المتكلمين النصارى وأطبائهم ومنجميهم.
 
الانتصار للقرآن الكريم لا يحتاج إلى تأصيل... التأصيل غير مطلوب
يظهر لي أن عنوان الموضوع أو المقالة غير منسجم مع مضمونها، ذلك أنه بقراءة العنوان أعلاه، نجده يوحي بوجود نصوص من شرعنا الحنيف فيها ما يفيد و يدل على وجوب الانتصار للقرآن الكريم، كما يوحي العنوان أيضا بوجود تأصيل غير شرعي "لعلم الانتصار للقرآن الكريم".
فأين هي الأدلة العقلية ذات الطبيعة التأصيلية، أو بعضها في كلام الجاحظ رحمه الله تعالى؟ و الذي لا يمكن التسليم ببعض ما جاء فيه بسهولة؛ هذا إذا صحت نسبته إليه. أما إذا لم تصح هذه النسبة، فإن الكلام سيكون ذا أبعاد أخرى. والشك هنا ليس في النقل عن الجاحظ، إنما الشك في المنقول. وهو ما يستلزم تحقيق نسبة الكلام إليه.
و في هذا المنحى (اعتماد كلام البشر) مفارقة عجيبة وهي أننا نؤصل لأمر خطير بكلام ليس فيه من التأصيل شيء، وهذا يعني أننا نفتح الباب أمام من يجعلون من كلام الناس الأصل الذي يُستند عليه في إعطاء الشرعية لما يقولون، ونضيف أصلا جديدا على الأصول المعروفة والمعتمدة عند الأمة، وهو كلام الناس، وإن كان الجاحظ رحمه الله تعالى ليس كباقي الناس، نعم هو من أكابر علماء الأمة، ولكن لا يمكن أن يرقى كلامه أو كلام أمثاله إلى منزلة أو رتبة الأصل الذي يكون دليلا أو بمنزلة الدليل، بالمعنى الاصطلاحي للكلمة، أو لهذا المصطلح الذي حينما نسمعه يوحي لنا بما يوحيه من استحضار الأصول المتعارف عليها وعلى رأسها القرآن الكريم.
ويظهر لي أن عنوان المقالة فيه تعسف، ذالك أن الانتصار للقرآن الكريم و الدفاع عنه لا يحتاج إلى تأصيل، لأن القرآن هو أصل الأصول والأصل الأول الذي تفرعت عنه باقي الأصول؛ و المسلم بوجدانه وبما يحمله من أفكار و أراء نابعة من القرآن لا يحتاج إلى أصل أخر ولا إلى تأصيل يتخذه سندا، يعتمد عليه، وينتصر من خلاله للقرآن الكريم، فهو وما لديه أو عنده من فهوم وأراء بمنزلة دفاع عن القرآن، بل هو خير مدافع ومنتصر للقرآن الكريم.
وإذا كان هناك من يحتاج إلى أدلة على ما يقوم به المنتصرون للقرآن، فإن في القرآن ما يكفي منها، يمكن الإتيان بها في هذا المقام. وإذا كان لابد من بيان لتلك الأدلة، فإن في بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين رضي الله عنهم جميعا ما يفي بذلك.
أما ما يظهر من شبهات و افتراءات على القرآن فهذه لا تحتاج من المسلم إلى تأصيل لكي ينهض لردها و تفنيدها؛ وإذا كان يحتاج إلى مثل هذه الأمور، فإنه يحتاج أولا وقبل كل شيء إلى نضج أكبر وإلى اطلاع أكثر وفهم أعمق بالقرآن وثقافة القرآن.
و يبدو لي أن الهوس الذي "يقتضيه التأصيل" و القلق العقلي و الانفعال يدفعان الجم الغفير منا إلى البحث عن "التأصيل" أو الأصل لما نقوم به؛ وهذا يدفعنا إلى التعسف أحيانا في إيراد الكثير من الآراء لندلل على ما نقوم به؛ وأرى أننا لسنا بحاجة إلى أدلة نزكي بها انتصارنا للقرآن الكريم أو دفاعنا عنه، وعلينا أن لا نبالي بمن يطلبون منا أدلة على ذلك، فمثل هذه "المطالبات" والأسئلة إلهاء لنا وتشتيت لقوانا وضياع لطاقاتنا التي يمكن أن نستثمرها بشكل أفضل للدفاع عن القرآن الكريم. وهذا الذي أقول ليس من قبيل النصح الممكن تقديمه لمن يرون الأمور بمفهوم المخالفة، إنما هو مما يقتضيه الموضوع، ومما يستلزمه المقام. وبالله التوفيق.
الانتصار للقرآن الكريم لا يحتاج إلى تأصيل... التأصيل غير مطلوب
 
الانتصار للقرآن الكريم لا يحتاج إلى تأصيل... التأصيل غير مطلوب
يظهر لي أن عنوان الموضوع أو المقالة غير منسجم مع مضمونها، ذلك أنه بقراءة العنوان أعلاه، نجده يوحي بوجود نصوص من شرعنا الحنيف فيها ما يفيد و يدل على وجوب الانتصار للقرآن الكريم، كما يوحي العنوان أيضا بوجود تأصيل غير شرعي "لعلم الانتصار للقرآن الكريم".
فأين هي الأدلة العقلية ذات الطبيعة التأصيلية، أو بعضها في كلام الجاحظ رحمه الله تعالى؟ و الذي لا يمكن التسليم ببعض ما جاء فيه بسهولة؛ هذا إذا صحت نسبته إليه. أما إذا لم تصح هذه النسبة، فإن الكلام سيكون ذا أبعاد أخرى. والشك هنا ليس في النقل عن الجاحظ، إنما الشك في المنقول. وهو ما يستلزم تحقيق نسبة الكلام إليه.
و في هذا المنحى (اعتماد كلام البشر) مفارقة عجيبة وهي أننا نؤصل لأمر خطير بكلام ليس فيه من التأصيل شيء، وهذا يعني أننا نفتح الباب أمام من يجعلون من كلام الناس الأصل الذي يُستند عليه في إعطاء الشرعية لما يقولون، ونضيف أصلا جديدا على الأصول المعروفة والمعتمدة عند الأمة، وهو كلام الناس، وإن كان الجاحظ رحمه الله تعالى ليس كباقي الناس، نعم هو من أكابر علماء الأمة، ولكن لا يمكن أن يرقى كلامه أو كلام أمثاله إلى منزلة أو رتبة الأصل الذي يكون دليلا أو بمنزلة الدليل، بالمعنى الاصطلاحي للكلمة، أو لهذا المصطلح الذي حينما نسمعه يوحي لنا بما يوحيه من استحضار الأصول المتعارف عليها وعلى رأسها القرآن الكريم.
ويظهر لي أن عنوان المقالة فيه تعسف، ذالك أن الانتصار للقرآن الكريم و الدفاع عنه لا يحتاج إلى تأصيل، لأن القرآن هو أصل الأصول والأصل الأول الذي تفرعت عنه باقي الأصول؛ و المسلم بوجدانه وبما يحمله من أفكار و أراء نابعة من القرآن لا يحتاج إلى أصل أخر ولا إلى تأصيل يتخذه سندا، يعتمد عليه، وينتصر من خلاله للقرآن الكريم، فهو وما لديه أو عنده من فهوم وأراء بمنزلة دفاع عن القرآن، بل هو خير مدافع ومنتصر للقرآن الكريم.
وإذا كان هناك من يحتاج إلى أدلة على ما يقوم به المنتصرون للقرآن، فإن في القرآن ما يكفي منها، يمكن الإتيان بها في هذا المقام. وإذا كان لابد من بيان لتلك الأدلة، فإن في بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين رضي الله عنهم جميعا ما يفي بذلك.
أما ما يظهر من شبهات و افتراءات على القرآن فهذه لا تحتاج من المسلم إلى تأصيل لكي ينهض لردها و تفنيدها؛ وإذا كان يحتاج إلى مثل هذه الأمور، فإنه يحتاج أولا وقبل كل شيء إلى نضج أكبر وإلى اطلاع أكثر وفهم أعمق بالقرآن وثقافة القرآن.
و يبدو لي أن الهوس الذي "يقتضيه التأصيل" و القلق العقلي و الانفعال يدفعان الجم الغفير منا إلى البحث عن "التأصيل" أو الأصل لما نقوم به؛ وهذا يدفعنا إلى التعسف أحيانا في إيراد الكثير من الآراء لندلل على ما نقوم به؛ وأرى أننا لسنا بحاجة إلى أدلة نزكي بها انتصارنا للقرآن الكريم أو دفاعنا عنه، وعلينا أن لا نبالي بمن يطلبون منا أدلة على ذلك، فمثل هذه "المطالبات" والأسئلة إلهاء لنا وتشتيت لقوانا وضياع لطاقاتنا التي يمكن أن نستثمرها بشكل أفضل للدفاع عن القرآن الكريم. وهذا الذي أقول ليس من قبيل النصح الممكن تقديمه لمن يرون الأمور بمفهوم المخالفة، إنما هو مما يقتضيه الموضوع، ومما يستلزمه المقام. وبالله التوفيق.
 
أشكركم على تفضلكم بالرد أخي المكرم
إثبات شيء لا يعني نفي ما سواه
فالمذكور عن الجاحظ كان في سياق سلسلة من الموضوعات والمقالات تم نشرها في هذا الملتقى.

هل هنالك من لا يرى ضرورة الانتصار للقرآن الكريم؟
الجواب: نعم، فهنالك من ينادي بإماتة الباطل بالسكوت عنه، وهنالك من يرى في الانتصار للقرآن الكريم زيادة في نشر الشبهة، ولعلك إذا اطلعت على كتاب مناهل العرفان / دراسة وتقويم للدكتور خالد السبت ستجد أن من اعتراضاته على الزرقاني هو توسعه في الرد على الشبهات.
وبالنسبة للتوسع في التأصيل الشرعي لعلم الانتصار للقرآن الكريم
يمكنكم التفضل بقراءة بحث علمي محكم منشور في مجلة تبيان، بعنوان:
( علم الانتصار للقرآن الكريم وموقعه بين مباحث علوم القرآن الكريم )
انظر المرفقات على الموضوع المنشور في هذا الرابط
http://vb.tafsir.net/tafsir36537/#.VGhYVDSsVCE
 
أشكركم على سعة صدركم، وقَبُولكم للرأي الآخر.
السياق المتحدث عنه انقطع، بوجود عنوان جديد، مصطلحات نصفه الأول تحمل معاني ودلالات معينة.
والمنهج العلمي الرصين يقتضي مما يقتضيه أن يكون الكلام الآتي بعد العنوان تفصيل له، باعتباره وحدة كلية تفرع عنها باقي الكلام، ومنه العناوين الفرعية أو الصغرى إن وجدت.
وإذا سلمنا أن كلام الجاحظ رحمه الله له سياق سابق، وقد يكون له آخر لاحق، فإنه بإمعان النظر في ذلك الكلام نجده يصف حال أمتنا مع أعدائها وخاصة النصارى منهم، ومستنداتهم للتشكيك في أمور ديننا؛ ولم يبين رحمه الله تعالى كيف كانت الأمة تتصرف معهم ومع ما يدعون؟ إنما وصفَ حال الأعداء مع الأمة ودينها.
فهل وصف حال هؤلاء يعطي المشروعية لضد تلك الحال أو لنقيضها؟ ويعتبر ذلك الحال بمنزلة الأصل الذي يبنى عليه وتؤسس به وعليه قضية هي أم القضايا، ألا وهي: الانتصار للقرآن الكريم؟ وبالله التوفيق.
 
نعم أخي المكرم حفظكم الله
ما ذكره الجاحظ رحمه الله لا يعدو كونه (وصفاً)
وأحياناً يكون الاتفاق على مجرد الـ(وصف) كافياً ليتفق الطرفان على البناء عليه؛ كمقدمة نبني معاً عليها نتيجة.
دون الحاجة إلى تسطير تلك النتيجة وبيانها مكتوبة، فالإيجاز مخ البلاغة.

بعض الأحبة ممن عاش في مجتمع مسلم لم يختلط بأصحاب الملل الأخرى ينادي بعدم ضرورة الرد على الشبهات، لأنك لو ألقمت كل كلب حجراً لأصبح الحجر مثقالاً بدينار.
هؤلاء الأحبة معذورون؛ فالحكم على الشيء فرع عن تصوره، إنهم لم يعيشوا في بيئة فيها ذلك الصنف من أهل الكتاب الذين ذكرهم الجاحظ رحمه الله.

وقد اجتهد كاتب المقال في الاكتفاء بتلسيط الضوء على (وصف) الجاحظ للمسألة؛ ليسلك القارئ على ضوئها سبل البناء عليها، ويشارك كاتب المقال الوصول إلى النتيجة.
 
[FONT=&quot]الطرفان المتفقان هنا، هما فقط: صاحب المقدمة ومقدمته. وهذا منهج رياضي سليم، عندكم به علم ودراية أم لا؛ حيث يضع المشتغل بالرياضيات مقدمة قد لا تكون بالضرورة صحيحة، فيبني عليها كلامه وتحليله ليتوصل إلى نتيجة قد تنسجم وتكون إيجابية مع المقدمة الموضوعة، وقد تكون سلبية بالنظر إلى المقدمة (التي هي مقدمة أو مسألة؟ إشكال يحتاج إلى تحديد لضبط منهج الاستدلال). [/FONT] [FONT=&quot]والمقدمة التي تتحدثون عنها هي خاتمة أو نتيجة توصل إليها الجاحظ رحمه الله في وصفه وفي مضمون وصفه. [/FONT] [FONT=&quot]فكيف حوّلتم الخاتمةَ مقدمة يُبنى عليها؟ ويُتفق عليها؟ نعم قد نقوم بالبناء على خاتمة للانطلاق إلى آفاق علمية أخرى؛ لكن اتفاق طرفين على مقدمة يستلزم التوصل إلى نتيجة أو خاتمة سلبية تخالف المقدمة التي هي سبب التوصل إليها، أو خاتمة إيجابية تخالف المقدمة التي بَيّن التحليل أنها قد تكون سلبية.[/FONT]
[FONT=&quot]أقول هذا وذاك ولست ندا ولا ضدا للجاحظ ولما تدعي وترى أنه أصل، إنما لي وجهة نظر في استثمارك له، وفيما بنيته عليه من بناء معرض للسقوط.[/FONT]
[FONT=&quot]يقول بدر الدين الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن، 8/1: "كل علم من العلوم منتزع من القرآن، وإلا فليس له برهان" يستند إليه حتى يكون له شأن، فانتزاع علم الانتصار للقرآن الكريم من كتاب الله تعالى، أمر لازم لتكون له الحجية وليكون البناء في الانتصار متين يُعتمد عليه ليظل شامخا ساطعا للعيان. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
بالإضافة إلى ما تم بيانه في مشاركة رقم (4)

للتوضيح..
من الأدلة العقلية على أهمية علم الانتصار للقرآن الكريم برصد شبهات القوم ومناقشتها: ...

الموضوع يتحدث عن:
1. " من " ومن للتبعيض، يعني ليست " كل " وإنما " من ".
2. " الأدلة العقلية " : والاستدلال بالقرآن الكريم ليس دليلاً عقلياً.
3. " برصد شبهات القوم " : الهدف هنا: الدعوة لإيجاد هيئة عالمية من المتخصصين لـ " رصد " شبهات المخالفين ومناقشتها، أو الدعوة إلى إيجاد (خزانة) كما سبق بيانه في سياقات سابقة، وهذا " جزء " من الانتصار للقرآن وليس " كل " الانتصار.
لعل من المفيد النظر إلى هذا الحوار لمعرفة سياق الكلام..
http://vb.tafsir.net/tafsir36237/#.VHoAsfmUeSo
 
عودة
أعلى