في البقرة{وقالوا:لن تمسنا النار إلا أياما معدودة}،وفي آل عمران{معدودات} ماوج

إنضم
15/09/2008
المشاركات
32
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله الرحمن الرحيم



{وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما<معدودة> }. البقرة80

{قالوا لن تمسنا النار إلا أياما<معدودات>}. آل عمران24


ماوجه المغايرة بينهما ؟

هذه بعض الأجوبة باختصار:


1/ القولان لفرقتين من اليهود؛ إحداهما قالت:نعذب أربعين يوما، والأخرى قالت: نعذب سبعة أيام.
[انظر:كشف المعاني لابن جماعة103]


وذلك أن هاتين اللفظتين وإن كانتا كلتاهما مؤذنتين بالتقليل"1"، لكن ماتدل عليه لفظة(معدودات) أقل مما تدل عليه لفظة(معدودة)."2"



2/ (كأنهم قالوا أولا بطول المدة...، ثم تراجعوا عنه، فقصروا تلك المدة)."درة الغواص" للحريري ص67


وهذه هي جادة أصحاب الدعاوي الباطلة؛ الاضطراب والاختلاف الكثير.



3/ خصت آية آل عمران بصيغة الجمع(معدودات) = لأنه كان مقام تشنيع؛ فأتي بصيغة الجمع مبالغة في الزجر.
[انظر:الدر المصون3/96]


-------------------------------------
"1" انظر:ابن عاشور1/579،2/161،الكشاف1/335"صحيح مسلم2913.

"2" كما نقل ذلك ابن الأنباري في كتابه"المذكر والمؤنث"ص282 عن النحويين.
 
في البقرة{وقالوا:لن تمسنا النار إلا أياما معدودة}،وفي آل عمران{معدودات} ماوج

بلى هم طوائف
طائفة ترى أن العذاب للآثمين من اليهود لأسابيع
وبعضهم لأشهر
وأكثرهم قال: سنة
وقيل بحسب الجرم (الإثم)

يقف إبراهيم على باب جهنم (Hell) ويُخرج الآثمين المختونين (الملتزمين بالعهد) منها بعد وقت عذاب قصير
ثم يخرج بعدهم الأقل التزاماً بالعهد

وقد يقول قائل: أليس في الناس مختونون من غير يهود؟
فالجواب: هم يظنون أن أرواح غير اليهود بعد وفاتهم توجد الآن في منطقة اسفل الأرض وتحت الجبال تسمى (شيول Sheol).
أي: أرض الموتى
بينما أرواح اليهود الموتى تتناسخ إلى أجساد أشخاص متنعمين.
ويوم القيامة سيصبح غير اليهود تراباً

* الخلاصة: لن يُبعث غير اليهود
وسيُعذبون في النار
بحسب جرمهم
إما أياماً معدودة
أو أياماً معدودات
أما غيرهم فسيكونون تراباً كالدواب

وفي المسألة خلاف كبير بينهم
أساسه الاعتراف ببعض الأسفار غير المتفق عليها
وبعض الشروح الشفوية للتوراة كالتلمود والجمارا.. الخ
 
ويمكن إضافة لما سبق :
[FONT=&quot]الإشارة إلى اختلاف طوائف اليهود في مدة العذاب.[/FONT] [FONT=&quot]وذلك أن فرقتين من اليهود اختلفوا في مدة العذاب وانقسموا فيما بينهم :[/FONT] [FONT=&quot]فقالت إحداهما : إنما نعذب بالنار سبعة أيام، وهي عدد أيام الدنيا. [/FONT] [FONT=&quot]وقالت فرقة: إنما نعذب أربعين يوما، وهي أيام عبادتهم العجل. [/FONT] [FONT=&quot]فآية البقرة تحتمل قصد الفرقة الثانية حيث عبر بجمع الكثرة، وآل عمران بالفرقة الأولى حيث أتى بجمع القلة ، وقد قال به الخطيب الإسكافي
[/FONT]
[FONT=&quot] إشارة الإفراد إلى الإيجاز والجمع إلى الإسهاب[/FONT] [FONT=&quot]فقد وقع في سورة البقرة الإيجاز في قول اليهود ، أما في سورة آل عمران كان هناك إسهابا فقد أخبر عن اغترارهم في الدين [/FONT][FONT=QCF_BSML]([/FONT][FONT=QCF_P053] ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ[/FONT][FONT=QCF_BSML])[/FONT][FONT=&quot] [SUP]([SUP][FONT=&quot][1][/FONT][/SUP])[/SUP][/FONT][FONT=&quot] ، مبينا الباعث على ارتكابهم هذا القول .[/FONT] [FONT=&quot]وقد قالبه ابن الزبير الغرناطي فقال : وقع فى آية البقرة من الإيجاز وفى الأخرى من الاطالة ألا ترى قوله تعالى: فى آية آل عمران:[/FONT][FONT=QCF_BSML] [/FONT][FONT=QCF_BSML]([/FONT][FONT=QCF_P053]ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ[/FONT][FONT=QCF_BSML])[/FONT][FONT=&quot] [SUP]([SUP][FONT=&quot][2][/FONT][/SUP])[/SUP][/FONT][FONT=&quot]البقرة: "[/FONT][FONT=QCF_BSML]([/FONT][FONT=QCF_P012]ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ[/FONT][FONT=QCF_BSML]) [/FONT][SUP][FONT=&quot]([SUP][FONT=&quot][3][/FONT][/SUP])[/FONT][/SUP][FONT=&quot] ، وإخباره تعالى باغترارهم بقوله: [/FONT][FONT=QCF_BSML]([/FONT][FONT=QCF_P053] ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ[/FONT][FONT=QCF_BSML])[/FONT][FONT=&quot] [SUP]([SUP][FONT=&quot][4][/FONT][/SUP])[/SUP][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]، وهذا بسط لحالهم الحامل على سوء مرتكبهم ولم يقع فى سورة البقرة تعرض لشئ من ذلك بل أوجز القول ولم يذكر سببه فناسب الإفراد الإيجاز وناسب الجمع الاسهاب ولو جمه فى سورة البقرة وأفرد فى سورة آل عمران أو أفرد فيهما أو جمع فيهما لما ناسب فورد كل على ما يناسب ويجب. والله أعلم.[/FONT][SUP][FONT=&quot]([SUP][FONT=&quot][5][/FONT][/SUP])[/FONT][/SUP][FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) – سورة آل عمران الآية : 24 .[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) – سورة آل عمران الآية : 24 .[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) – سورة البقرة الآية : 80 .[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][4][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) – سورة آل عمران الآية : 24 .[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][5][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) – ينظر : ملاك التأويل 1/46 ، 47 .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]




[FONT=&quot]تراجع اليهود في قولهم [/FONT] [FONT=&quot]كأنهم قالوا في أول الأمر بطول الْمدَّة الَّتِي تمسهم فِيهَا النَّار[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=QCF_BSML]([/FONT][FONT=QCF_P012] ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ[/FONT][FONT=QCF_BSML]) [/FONT][SUP][FONT=&quot]([SUP][FONT=&quot][1][/FONT][/SUP])[/FONT][/SUP][FONT=&quot] ثم تراجعواعَنهُ فقصروا تِلْكَ الْمدَّة [/FONT][FONT=QCF_BSML]([/FONT][FONT=QCF_P053]ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ [/FONT][FONT=QCF_BSML])[/FONT][FONT=&quot] [SUP]([SUP][FONT=&quot][2][/FONT][/SUP])[/SUP][/FONT][FONT=&quot] ، وقد قاله الحريري[/FONT]

[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) – سورة البقرة الآية : 80 .[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) – سورة آل عمران الآية : 24 .[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
قال في ملاك التأويل: قوله تعالى: "وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة " وفى سورة آل عمران: "ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات" فأفرد فى البقرة الوصف وجمع فى آل عمران فقيل معدودات والجارى عليه الوصف فى السورتين قوله تعالى: "أياما " بلفظ واحد فيسأل عن موجب اختلاف الوصف فأقول: إن المجموع بالألف والتاء منحصر فى أربعة أضرب: ثلاثة متفق علها والرابع مختلف فيه.
فأما الثلاثة فكل علم لمؤنث نحو: هند ودعد، وكل ما فيه تاء التأنيث لمذكر كان أو لمؤنث عاقل أو غير عاقل نحو: طلحة وحوزة وشجرة، وكل مصغر لغير العاقل نحو دريهمات وما أشبه ذلك، فهذه الضروب الثلاثة متفق عليها وضرب رابع مختلف فيه وهو كل اسم مكبر لغير العاقل مذكرا كان أو مؤنثا لم يسمع فيه عن العرب جمع تكسير نحو حمام وحمامات وسبطر وسبطرات وجمل سبحل وسبحلات وسرادق وسرادقات وايوان وايوانات وربحل وربحلات فإن سمع من العرب شئ من هذا جمع جمع تكسير لم يجز جمعه بالألف والتاء.
قال سيبويه رحمه الله: "قالوا جوالق وجواليق فلم يقولوا جوالقات حين قالوا جواليق يعنى حين كسروا وقالوا فى المؤنث عيدات حين لم يكسروها على بناء يكسر عليه مثلها ".
ثم إن صفة كل مؤنث جارية عليه فى حكمه من التأنيث إلا أربعة أضرب وهى: فعلى وأفعل، وفعلى فعلان، وما يشترك فيه المذكر والمؤنث من الصفات كمعطار ومذكار وميناث، وما ينفرد به المؤنث كحائض وطامث، فهذه الضروب الأربعة لا يجمع شئ منها بالألف والتاء وسائر ما يجرى على المؤنث من الصفات لا يمتنع من ذلك.
ثم إن ما يجمع جمه التكسير من مذكر غير عاقل قد يتبع بالصفة المفردة مؤنثه بالتاء كما يفعل فى الخبر تقول: ذنوب مغفورة وأعمال محسوبة، وقال تعالى: "فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابى مبثوثة " ومنه قوله تعالى مخبرا عن يهود: "وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة "، ثم قد يجمع هذا الضرب بالألف والتاء رعيا لمفرده وان لم يكثر الا أنه فصيح ومنه: "واذكروا الله فى أيام معدودات ".
وإذ تبين ما ذكرناه وانه الجارى الكثير مع ما وقع فى آية البقرة من الإيجاز وفى الأخرى من الاطالة ألا ترى قوله تعالى: "فى آية آل عمران: "ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات " وفى البقرة: "وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة " واخباره تعالى باغترارهم بقوله: "وغرهم فى دينهم ما كانوا يفترون "، وهذا بسط لحالهم الحامل على سوء مرتكبهم ولم يقع فى سورة البقرة تعرض لشئ من ذلك بل أوجز القول ولم يذكر سببه فناسب الإفراد الإيجاز وناسب الجمع الاسهاب ولو جمعه فى سورة البقرة وأفرد فى سورة آل عمران أو أفرد فيهما أو جمع فيهما لما ناسب فورد كل على ما يناسب ويجب. والله أعلم.
 
عودة
أعلى