فوائد منتقاة من كتاب مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله

إنضم
12/10/2010
المشاركات
251
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
1-ولينظر -يعني العبد-الشبهات والشهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم،
فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط،تخطفه وتعوقه عن المرور عليه،إن كثرت هنا وقويت
فكذلك هي هناك"وماربك بظلام للعبيد".
 
2-من أراد أن تصدق رؤياه فليتحر الصدق وأكل الحلال،والمحافظة على الأمر والنهي،
ولينم على طهارة كاملة مستقبل القبلة،ويذكر الله حتى تغلبه عيناه،فإن رؤياه لاتكاد
تكذب البتة.
 
3-القلب يعرض له مرضان عظيمان،إن لم يتداركهما تراميا به إلى التلف ولابد،وهما
الرياء والكبر،فدواء الرياء ب"إياك نعبد"،ودواء الكبر ب"إياك نستعين".
وكثيرا ماكنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية-قدس الله روحه-يقول:"إياك نعبد"
تدفع الرياء،"وإياك نستعين"تدفع الكبرياء.
 
4-كل علم،أو عمل،أو حقيقة،أو حال،أو مقام خرج من مشكاة من نبوته،وعليه السكة
المحمدية بحيث يكون من ضرب المدينة،فهو من الصراط المستقيم،ومالم يكن كذلك
فهو من صراط أهل الغضب أو الضلال.
 
5-العارفون أرباب البصائر يستدلون بالله على أفعاله وصنعه،إذا استدل الناس بصنعه وأفعاله
عليه،ولاريب أنهما طريقان صحيحان،كل منهما حق،والقرآن مشتمل عليهما.
 
6-فيا شدة الحسرة عندما يعاين المبطل سعيه وكده هباء منثورا،ويا عظم المصيبة عندما يتبين
بوارق أمانيه خلبا،وآماله الكاذبه غرورا،فما ظن من انطوت سريرته على البدعة والهوى،والتعصب
للآراء بربه يوم تبلى السرائر؟،وماعذر من نبذ الوحيين وراء ظهره في يوم لاينفع الظالمين فيه
المعاذر؟.
أفيظن المعرض عن كتاب ربه وسنة رسوله أن ينجو من ربه بآراء الرجال؟أو يتخلص من بأس الله
بكثرة البحوث والجدال،وضروب الأقيسة،وتنوع الأشكال؟،أو بالإشارات والشطحات،وأنواع الخيال؟.
هيهات والله.لقد ظن أكذب الكذب،ومنته نفسه أبين المحال، وإنما ضمنت النجاة لمن حكم هدى
الله تعالى على غيره،وتزود التقوى،وائتم بالدليل،وسلك الصراط المستقيم،واستمسك من الوحي بالعروة
الوثقى التي لا انفصام لها والله سميع عليم.
 
7-أجمع المسلمون أنه لو حلف بحياة الله ،وسمعه،وبصره،وقوته،وعزته،وعظمته،انعقدت يمينه،
وكانت مكفرة،لأن هذه صفات كماله التي اشتقت منها أسماؤه.
 
8-الفهم عن الله ورسوله عنوان الصديقية،ومنشور الوراثة النبوية،وفيه تفاوتت مراتب العلماء،
حتى عد ألف بواحد....ويدق هذا حتى يصل إلى مراتب يتقاصر عنها أفهام أكثر الناس،
فيحتاج مع النص إلى غيره.ولايقع الاستغناء بالنصوص في حقه،وأما في حق صاحب الفهم
الخاص فلا يحتاج مع النصوص إلى غيرها.
أقول:ياحسرة على من أعرض عن فهم كتاب ربه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم،واشتغل
بأقوال الفلاسفة والمفكرين الغربيين والشرقيين،حتى إنك لتجد أحدهم يفاخر باستشهاده بأقوال
فولتير وأضرابه وهو من أجهل الناس بكتاب الله تعالى.
 
9-قال تعالى:(وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هدهم حتى يبين لهم ما يتقون) فهذا الإضلال
عقوبة منه لهم حين بين لهم فلم يقبلوا مابينه ، ولم يعملوا به، فعاقبهم بأن أضلهم عن الهدى،
وما أضل الله سبحانه أحدا قط إلا بعد هذا البيان.
وإذا عرفت هذا عرفت سر القدر،وزالت عنك شكوك كثيرة،وشبهات في هذا الباب،وعلمت
حكمة الله في إضلاله من يضله من عباده،والقرآن يصرح بهذا في غير موضع،كقوله:(فلما
أزاغوا أزاغ الله قلوبهم)،وقوله:(وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم).
 
10-كلما استوحشت في تفردك فانظر إلى الرفيق السابق،واحرص على اللحاق بهم،وغض
الطرف عمن سواهم،فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا،وإذا صاحوا بك في طريق سيرك،فلا
تلتفت إليهم،فإنك متى التفت إليهم أخذوك أو عاقوك.
 
11-جعل ابن القيم رحمه الله (البيان الخاص)المرتبة السابعة من مراتب الهداية،ثم قال:وهو
البيان المستلزم للهداية الخاصة،وهو بيان تقارنه العناية والتوفيق والاجتباء،وقطع أسباب الخذلان
ومواردها عن القلب،فلا تتخلف عنه الهداية البتة.
 
12-التحديث أخص من الإلهام،فإن الإلهام عام للمؤمنين بحسب إيمانهم،
فكل مؤمن فقد ألهمه الله رشده الذي حصل له به الإيمان،وأما التحديث،
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال فيه:"إن يكن في هذه الأمة أحد فعمر"،
يعني من المحدثين،فالتحديث إلهام خاص،وهو الوحي إلى غير الأنبياء
عليهم السلام.
 
13-كل واحد من الفراسة والإلهام ينقسم إلى عام وخاص،وخاص كل واحد
منهما فوق عام الآخر،وعام كل واحد منهما قد يقع كثيرا،وخاصه قد يقع
نادرا،ولكن الفرق الصحيح أن الفراسة قد تتعلق بنوع كسب وتحصيل،
وأما الإلهام فموهبة مجردة،لاتنال بكسب البتة.
 
عودة
أعلى