فكرة علمية وتربوية في قراءة كتب التفسير

إنضم
19/06/2005
المشاركات
85
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الرياض
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
فهذه أول إطلالة لي في هذا المنتدى المبارك. أسأل الله تعالى أن يقوى نصيب كُتّابه ومرتاديه في كل خير، وأن يخلص نياتنا، إنّه ولي ذلك والقادر عليه.
يسرني أن اطرح هذه التجربة للأحباب الكرام في هذه المنتدى المبارك، وقد شرعت في تطبيقها جزئياً بمشاركة من أهلي وبتشجيع وموآزرة متبادلة، والهدف منها الاستفادة الشخصية والأسرية من الناحية العلمية والتربويّة، والفكرة تتلخص في الآتي:
القيام بتشريح إحدى كتب التفسير، وذلك إلى مكوناته التي يتألف منها.
وهذا الأمر بنيته على أنّ كل كتاب من كتب التفسير إنما هو نسيج من الفوائد المجموعة إلى بعضها، وقد رأيت أنني يمكن أن أرد كل تفسير إلى مكونات بنائه فأستخرج هذه العلوم على شكل فوائد منتقاة، ولا شك أنّ هناك من سبق في هذا المجال وله تجربة في هذا المجال.
لقد اخترت تفسير الإمام الشوكاني لتطبيق هذه الفكرة التربوية، واتفقت مع أهلي على أن نقرأ ونراجع في كل يوم قسطاً معيناً من الحفظ، مع الإطلاع على أهم ما فيه من الفوائد، وقد بدأنا بفضل الله بداية مبشرة وقطعنا شوطاً طيباً، وقد وجدنا حقاً أنّه خير أمرٍ نلتمس به أن يصلح الله أحوالنا في الدنيا والآخرة:
وأقول: مع التسليم بأن هناك فروقاً في طريقة العرض والتناول بين المفسرين، فإن الفوائد المنتقاة من كل كتاب - في نظري - يمكن ردها للآتي (على وجه التمثيل):
1/ فوائد لغوية في النحو والصرف.
2/ فوائد لغوية في المعاني والغريب ووجوه البلاغة.
3/ أسباب النزول.
5/ مرفوعات التفسير.
6/ شواهد لغوية من كلام العرب شعراً ونثراً.
7/ ترجيحات وحجج في قضايا عقدية أو فقهية.
8/ لطائف التفسير.
9/ غرائب التفسير.
10/ قواعد وضوابط في التفسير.
11/ التعرّف على اعتقاد كل مصنف ومعرفة حججه من مصدره الأصيل.
12/ فنون الاستدلال ووجوهه.
وهذا ما حضرني في هذا المقام.
وما يلي مجموعة من اللطائف والفوائد من تفسير هذا الإمام مأخوذة من سورة الفاتحة بلا تحرٍ للاستيعاب، وأذكر أنني هنا أسوق بعض، راجياً من الله تعالى حسن القبول.
وختاماً وبحسبان أنّ في هذا الأمر فائدة واسعة أرجو من الأحباب الكرام أنّ يدلوا بدلائهم في هذا الباب وذلك لبيان أفضل الطرق لدراسة التفاسير. أسأل الله أن يمدّ الجميع بمدد من حسن الفهم، وطيب القول والعمل.
تنبيه: يمكن أن يركز الباحث على نمط محدد من الفوائد ( لغوية مثلاً أو فقهيّة ).
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

منتقى الفوائد من تفسير فتح القدير للشوكاني رحمه الله

فوائد من تفسير سورة الفاتحة
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 2 الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ 3 مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ 4 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 5 اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ 6 صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ 7
1. تقدير الفعل المحذوف المتعلّق بالباء في البسملة:
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 17، عند كلامه في شرح البسملة:
ومتعلق الباء محذوف، وهو أقرأ أو أتلو لأنه المناسب لما جعلت البسملة مبدأ له.
2. تقديم وتأخير الفعل المقدّر المحذوف في البسملة:
وقال رحمه الله في فتح القدير 1/ 17 – 18، في الموضع السابق:
... فمن قدره متقدما كان غرضه الدلالة بتقديمه على الاهتمام بشأن الفعل ومن قدره متأخرا كان غرضه الدلالة بتأخيره على الاختصاص مع ما يحصل في ضمن ذلك من العناية بشأن الاسم والإشارة إلى أن البداية به أهم لكون التبرك حصل به وبهذا يظهر رجحان تقدير الفعل متأخرا في مثل هذا المقام ولا يعارضه قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق لأن ذلك المقام مقام القراءة فكان الأمر بها أهم وأما الخلاف بين أئمة النحو في كون المقدر اسما أو فعلا فلا يتعلق بذلك كثير فائدة والباء للاستعانة أو للمصاحبة ورجح الثاني الزمخشري
3. معنى" الاسم " واشتقاقه:
وقال رحمه الله في فتح القدير 1/ 18، في الموضع السابق:
اسم أصله سمو حذفت لامه ولما كان من الأسماء التي بنوا أوائلها على السكون زادوا في أوله الهمزة إذا نطقوا به لئلا يقع الابتداء بالساكن وهو اللفظ الدال على المسمى
4. بيان أنّ الاسم دالٌ على المسمى وليس عينه:
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 18، في الموضع السابق:
ومن زعم أن الاسم هو المسمى كما قاله أبو عبيدة وسيبويه والباقلاني وابن فورك وحكاه الرازي عن الحشوية والكرامية والأشعرية فقد غلط غلطا بينا وجاء بما لا يعقل مع عدم ورود ما يوجب المخالفة للعقل لا من الكتاب ولا من السنة ولا من لغة العرب بل العلم الضروري حاصل بأن الاسم الذي هو أصوات مقطعة وحروف مؤلفة غير المسمى الذي هو مدلوله والبحث مبسوط في علم الكلام وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة وقال الله عز وجل ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وقال تعالى قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى
5. زيادة المبني تدل على زيادة المعنى:
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 18، في الموضع السابق:
" والرحمن الرحيم اسمان مشتقان من الرحمة على طريقة المبالغة ورحمن أشد مبالغة من رحيم وفي كلام ابن جرير ما يفهم حكاية الاتفاق على هذا ولذلك قالوا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا وقد تقرر أن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى ".
6. مبحث في الفرق بين الحمد والشكر:
قال رحمه الله في فتح القدير ج1/ص19 في شرحه لقوله تعالى: ( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ):
" الحمد لله الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري وبقيد الاختيار فارق المدح فإنه يكون على الجميل وإن لم يكن الممدوح مختارا كمدح الرجل على جماله وقوته وشجاعته وقال صاحب الكشاف إنهما أخوان والحمد أخص من الشكر موردا وأعم منه متعلقا فمورد الحمد اللسان فقط ومتعلقه النعمة وغيرها ومورد الشكر اللسان والجنان والأركان ومتعلقه النعمة وقيل إن مورد الحمد كمورد الشكر لأن كل ثناء باللسان لا يكون من صميم القلب مع موافقة الجوارح ليس بحمد بل سخرية واستهزاء وأجيب بأن اعتبار موافقة القلب والجوارح في الحمد لا يستلزم أن يكون موردا له بل شرطا وفرق بين الشرط والشطر وتعريفه لاستغراق أفراد الحمد وأنها مختصة بالرب سبحانه على معنى أن حمد غيره لا اعتداد به لأن المنعم هو الله عز وجل أو على أن حمده هو الفرد الكامل فيكون الحصر إدعائياً ورجح صاحب الكشاف أن التعريف هنا هو تعريف الجنس لا الاستغراق والصواب ما ذكرناه وقد جاء في الحديث اللهم لك الحمد كله وهو مرتفع بالابتداء وخبره الظرف وهو لله وأصله النصب على المصدرية بإضمار فعله كسائر المصادر التي تنصبها العرب فعدل عنه إلى الرفع لقصد الدلالة على الدوام والثبات المستفاد من الجمل الاسمية دون الحدوث والتجديد اللذين تفيدهما الجمل الفعلية واللام الداخلة على الإسم الشريف هي لام الاختصاص قال ابن جرير الحمد ثناء أثنى به على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه فكأنه قال قولوا الحمد لله ثم رجح اتحاد الحمد والشكر مستدلا على ذلك بما حاصله أن جميع أهل المعرفة بلسان العرب يوقعون كلا من الحمد والشكر مكان الآخر قال ابن كثير وفيه نظر لأنه اشتهر عند كثير من العلماء المتأخرين أن الحمد هو الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية والشكر لا يكون إلا على المتعدية ويكون بالجنان واللسان والأركان انتهى ".
7. إذا ثبتت الحقيقة الشرعية قُدّمت على اللغويّة، وإلا اكتفينا باللغويّة:
وقال في فتح القدير 1/ 19 – 20، في الموضع السابق:
" ولا يخفى أن المرجع في هذا إلى معنى الحمد في لغة العرب لا إلى ما قاله جماعة من العلماء المتأخرين فإن ذلك لا يرد على ابن جرير ولا تقوم به الحجة هذا إذا لم يثبت للحمد حقيقة شرعيّة فإن ثبتت وجب تقديمها "
8. معنى العالمين وسبب الجمع على صيغة العاقل:
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 21، في الموضع السابق:
" والعالمين جمع العالم وهو كل موجود سوى الله تعالى قال قتادة وقيل أهل كل زمان عالم قاله الحسين بن الفضل وقال ابن عباس العالمون الجن والإنس وقال الفراء وأبو عبيد العالم عبارة عمن يعقل وهم أربعة أمم الإنس والجن والملائكة والشياطين ولا يقال للبهائم عالم لأن هذا الجمع إنما هو جمع ما يعقل حكى هذه الأقوال القرطبي في تفسيره وذكر أدلتها وقال إن القول الأول أصح هذه الأقوال لأنه شامل لكل مخلوق وموجود دليله قوله تعالى قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض وما بينهما وهو مأخوذ من العلم والعلامة لأنه يدل على موجده كذا قال الزجاج وقال العالم كل ما خلقه الله في الدنيا والآخرة انتهى وعلى هذا يكون جمعه على هذه الصيغة المختصة بالعقلاء تغليبا للعقلاء على غيرهم وقال في الكشاف ساغ ذلك لمعنى الوصفية فيه وهي الدلالة على معنى العلم ".
9. أيهما أبلغ: ملك، أم مالك؟!:
قال رحمه الله في فتح القدير ج1/ص22، عند شرحه لقوله تعالى: ( مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ):
" ( مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ): قرئ ملك ومالك وملك بسكون اللام وملك بصيغة الفعل وقد اختلف العلماء أيما أبلغ ملك أو مالك فقيل إن ملك أعم وأبلغ من مالك إذ كل ملك مالك وليس كل مالك ملكا ولأن أمر الملك نافذ على المالك في ملكه حتى لا يتصرف إلا عن تدبير الملك قاله أبو عبيد والمبرد ورجحه الزمخشري وقيل مالك أبلغ لأنه يكون مالكا للناس وغيرهم فالمالك أبلغ تصرفا وأعظم وقال أبو حاتم إن مالكا أبلغ في مدح الخالق من ملك وملك أبلغ في مدح المخلوقين من مالك لأن المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك وإذا كان الله تعالى مالكا كان ملكا واختار هذا القاضي أبو بكر بن العربي والحق أن لكل واحد من الوصفين نوع أخصية لا يوجد في الآخر فالمالك يقدر على ما لا يقدر عليه الملك من التصرفات بما هو مالك له بالبيع والهبة والعتق ونحوها والملك يقدر على ما لا يقدر عليه المالك من التصرفات العائدة إلى تدبير الملك وحياطته ورعاية مصالح الرعية فالمالك أقوى من الملك في بعض الأمور والملك أقوى من المالك في بعض الأمور والفرق بين الوصفين بالنسبة إلى الرب سبحانه أن الملك صفة لذاته والمالك صفة لفعله ".
10. الإضافة للظرف:
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 22، في الموضع السابق:
" ويوم الدين يوم الجزاء من الرب سبحانه لعباده كما قال وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله وهذه الإضافة إلى الظرف على طريق الاتساع كقولهم يا سارق الليلة أهل الدار ويوم الدين وإن كان متأخرا فقد يضاف اسم الفاعل وما في معناه إلى المستقبل كقولك هذا ضارب زيدا غدا ".
11. فائدة في دلالة الحروف التي تلحق الضمير المنفصل " إيّا ":
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 22، في شرحه لقوله تعالى: ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ):
"... والضمير المنفصل هو ( إيا ) وما يلحقه من الكاف والهاء والياء هي حروف لبيان الخطاب والغيبة والتكلم ولا محل لها من الإعراب كما ذهب إليه الجمهور ".
12. فائدة تقديم الضمير المنفصل " إيّا " على الفعل:
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 22، في شرحه للموضع السابق:
" ... والضمير المنفصل هو إيا وما يلحقه من الكاف والهاء والياء هي حروف لبيان الخطاب والغيبة والتكلم ولا محل لها من الإعراب كما ذهب إليه الجمهور وتقديمه على الفعل لقصد الإختصاص وقيل للإهتمام والصواب أنه لهما ولا تزاحم بين المقتضيات والمعنى نخصك بالعبادة ونخصك بالإستعانة لا نعبد غيرك ولا نستعينه ".
13. فائدة العدول عن خطاب الغيبة إلى الإلتفات:
قال رحمه الله في فتح القدير 1/ 22 – 23، في شرحه للموضع السابق:
" وعدل عن الغيبة إلى الخطاب لقصد الإلتفات لأن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى آخر كان أحسن تطرية لنشاط السامع وأكثر إيقاظا له كما تقرر في علم المعاني والمجيء بالنون في الفعلين لقصد الإخبار من الداعي عن نفسه وعن جنسه من العباد وقيل إن المقام لما كان عظيما لم يستقل به الواحد استقصارا لنفسه واستصغارا لها فالمجيء بالنون لقصد التواضع لا لتعظيم النفس ".
14. فائدة في تقديم العبادة على الاستعانة:
قال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 23 في شرحه للموضع السابق:
" وقدمت العبادة على الاستعانة لكون الأولى وسيلة إلى الثانية وتقديم الوسائل سبب لتحصيل المطالب ".
15. إطلاق الاستعانة وعدم تقييدها:
قال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 23 في شرحه للموضع السابق:
" وإطلاق الاستعانة لقصد التعميم "
16. فائدة في المتعدي بنفسه وبغيره:
قال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 23، عند تفسيره للآية: ( اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ):
" والهداية قد يتعذر فعلها بنفسه كما هنا وكقوله وهديناه النجدين وقد يتعدى بإلى كقوله اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم فاهدوهم إلى صراط الجحيم وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم وقد يتعدى باللام كقوله الحمد لله الذي هدانا لهذا إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم قال الزمخشري أصله أن يتعدى باللام أو بإلى انتهى. وهي الإرشاد أو التوفيق أو الإلهام أو الدلالة وفرق كثير من المتأخرين بين معنى المتعدي بنفسه وغير المتعدي فقالوا معنى الأول الدلالة والثاني الإيصال وطلب الهداية من المهتدي معناه طلب الزيادة كقوله تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "
17. معنى الصراط:
قال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 23، في الموضع السابق:
" اهدنا الصراط المستقيم قرأه الجمهور بالصاد وقرأ السراط بالسين والزراط بالزاي... قال ابن جرير: أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعا على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه وهو كذلك في لغة جميع العرب قال ثم تستعير العرب الصراط فتستعمله فتصف المستقيم باستقامته والمعوج باعوجاجه ".
18. فائدة في إعراب كلمة " صراط ":
قال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 24، في شرحه لقوله تعالى: ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ):
" صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين انتصب صراط على أنه بدل من الأول وفائدته التوكيد لما فيه من التثنية والتكرير ويجوز أن يكون عطف بيان وفائدته الإيضاح والذين أنعم الله عليهم هم المذكورون في سورة النساء حيث قال ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما ".
19. الفائدة من إطلاق الإنعام وعدم تقييده:
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 24، في الموضع السابق:
" وأطلق الإنعام ليشمل كل إنعام "
20. فائدة في الإضافة إلى " غير ":
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 24، في الموضع السابق:
" وغير المغضوب عليهم بدل من الذين أنعمت عليهم على معنى أن المنعم عليهم هم الذين سلموا من غضب الله والضلال أو صفة له على معنى أنهم جمعوا بين النعمتين نعمة الإيمان والسلامة من ذلك وصح جعله صفة للمعرفة - مع كون غير لا تتعرف بالإضافة إلى المعارف لما فيها من الإبهام - لأنها هنا غير مبهمة لاشتهار المغايرة بين الجنسين ".
21. معنى المغضوب عليهم:
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 24، في الموضع السابق:
" والغضب في اللغة قال القرطبي الشدة ورجل غضوب أي شديد الخلق والغضوب الحية الخبيثة لشدتها قال ومعنى الغضب في صفة الله إرادة العقوبة فهو صفة ذاته أو نفس العقوبة ومنه الحديث إن الصدقة لتطفئ غضب الرب فهو صفة فعله قال في الكشاف هو إرادة الانتقام من العصاة وإنزال العقوبة بهم وأن يفعل بهم ما يفعله الملك إذا غضب على من تحت يده ".
22. الفرق بين " عليهم " في الموضعين:
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 24، في الموضع السابق:
" والفرق بين  عَلَيهِمْ  الأولى و  عَلَيهِمْ  الثانية أن الأولى في محل نصب على المفعوليّة، والثانية في محل رفع على النيابة عن الفاعل ".
23. فائدة النفي في قوله: ولا الضالّين:
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 24، في الموضع السابق:
" و ( لا ) في قوله: ولا الضالين تأكيد للنفي المفهوم من (غير) ".
24. معنى الضلال:
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 24، في الموضع السابق:
" والضلال في لسان العرب قال القرطبي هو الذهاب عن سنن القصد وطريق الحق ومنه ضل اللبن في الماء أي غاب ومنه أئذا ضللنا في الأرض أي غبنا بالموت وصرنا ترابا ".
25. قاعدة: إذا جاء البيان النبوي فيجب لزومه:
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 25، في الموضع السابق:
" قال ابن كثير بعد ذكره لحديث عدي بن حاتم وقد روى حديث عدي هذا من طرق وله ألفاظ كثيرة يطول ذكرها انتهى والمصير إلى هذا التفسير النبوي متعين وهو الذي أطبق عليه أئمة التفسير من السلف قال ابن أبي حاتم لا أعلم خلافا بين المفسرين في تفسير المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى ".
26. فائدة في تفسير القرءان بالسنة والعكس:
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 25، في الموضع السابق:
" ... ويشهد لهذا التفسير النبوي آيات من القرآن قال الله تعالى في خطابه لبني إسرائيل في سورة البقرة بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين وقال في المائدة قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل ".
27. التفسير استشهاداً بوقائع السيرة النبويّة:
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 25، في الموضع السابق:
... وفي السيرة عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه لما خرج هو وجماعة من أصحابه إلى الشام يطلبون الدين الحنيف قال اليهود إنك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله فقال أنا من غضب الله أفر وقالت له النصارى إنك لن تستطيع الدخول معنا حتى تأخذ بنصيبك من سخط الله فقال لا أستطيعه فاستمر على فطرته وجانب عبادة الأوثان
28. فائدة في معنى وضبط كلمة " آمين ":
وقال رحمه الله تعالى في فتح القدير 1/ 25، في خاتمة تفسير الفاتحة:
" ومعنى آمين استجب. قال القرطبي في تفسيره: معنى آمين عند أكثر أهل العلم: اللهم استجب لنا، وُضع موضع الدعاء. وقال في الصحاح: معنى آمين: كذلك فليكن... وقال الترمذي: معناه لا تخيب رجاءنا. وفيه لغتان المد على وزن فاعيل كياسين، والقصر على وزن يمين قال الشاعر في المد:
[align=center]يا رب لا تسلبني حبها أبداً **** ويرحم الله عبدا قال آمينا[/align]
وقال آخر:
[align=center]آمِينَ، آمِينَ لا أرضى بواحدة **** حتى أبلغها ألفين آمينا[/align]
قال الجوهري: وتشديد الميم خطأ وروى عن الحسن وجعفر الصادق والحسين بن فضل التشديد من أم إذا قصد أي نحن قاصدون نحوك حكى ذلك القرطبي قال الجوهري وهو مبني على الفتح مثل أين وكيف لاجتماع الساكنين وتقول منه أمن فلان تأمينا ".
 
بارك الله فيكم يا أبا حازم وبارك في أهلك الذين أعانوك على هذا المنهج . وفي الحق إن مناهج قراءة كتب التفسير تختلف باختلاف القارئين ، فلكل قارئ طريقة يحبذها ، ويجدها أنفع له من غيرها ، ولا شك أن معرفة تجارب الآخرين تنفع طالب العلم كثيراً. والغرض هو استيعاب المادة العلمية في الكتاب الذي تقرأه ، وكتب التفسير بطبيعتها مليئة بمباحث العلوم الشرعية واللغوية ، وبعضها أكثر حظاً من هذه العلوم من بعضها ألاخر. ومتى وفق طالب العلم إلى أسرة تعينه على القراءة العلمية المتأنية فإن مثل هذه الطريقة التي ذكرها أبوحازم وفقه الله طريقة علمية ممتعة ، تربي الأسرة بأفرادها على الاقتراب من القرآن الكريم ، ومعرفة معانيه ، والتعامل مع كتب التفسير والفقه واللغة والعقيدة ، وتنقله من فائدة إلى فائدة دون سأم ولا ملل. ولكن أين تلك الزوجة والأولاد الذين يصبرون على الاستمرار في مثل هذه القراءة ؟ ! نسأل الله من فضله.
 
بارك الله فيك وزادك نورا على نور.

ما هذا الجمال يا أخي. مجهود طيب مبارك.

بارك الله في زوجتك وأهلك وأولادك.
 
الأحباب الكرام:
عبد الرحمن الشهري، وأبو صلاح الدين.
جزاكما الله خيراً ونفع بكما.
عزيزي الشهري: أسمح لي أن أضيف بالنسبة لتساؤلك: ( ولكن أين تلك الزوجة والأولاد الذين يصبرون على الاستمرار في مثل هذه القراءة ؟ ! نسأل الله من فضله ).
تساؤلك يكشف عن خلل عميق في تعاطينا مع أسرنا، وأنت أكثرنا علماً وخبرة ولله الحمد.
أظنك تتفق معي أنّ البرامج الطويلة تجلب الملل، وفي الحديث ( خذوا من الأعمال ما تطيقون.
وأظنك تتفق معي أن هناك أنواعاً وضروباً من الأمور نحتال بها على الملل!
ومن ذلك أن نحتال عليه بجعل يوم الخميس والجمعة راحة.
ومن صنوف الاحتيال على الملل: وضع نوع من التحفيز، خاصّة وأنّ الآهل أحياناً قد يرغبون في شراء شيء أو الحصول عليه، فلا مانع من ربطه بالبرنامج وجعله حافزاً، وأظنّ أنه نوع من التحفيز لا يخلو من الطرافة، وهو في نفس الوقت يعمل على تنشيط الآهل والعيال على التدرج في البرامج العلمية الخفيفة والمفيدة.
ومن صنوف الاحتيال على الملل: أن تقول لأهلك أو لطفلك، مثلاً: نود إكمال حزب واحد فقط ثمّ نخرج في نزهة، لكن بعد إكمال هذا القسط!.
وهنا شرط مهم أن تصدقهم حتى يصدقوك في مشروعك العلمي!.
وأظنّك تتفق معي أيضاً: أننا كلّما رفعنا من قيمة الحافز، وكلّما جددنا فيه كان ادعى لحمل أفراد الأسرة على أن ينشطوا في ذلك، وهنا يحضرني قول ابن القيم: (من أبصر نور الأجر، هان عليه ظلام التكليف!)
مشكلتنا يا شيخنا أننا أحدنا كثيراً ما يجرب ثمّ يسأم، وهو بذلك يعطي لأسرته أسوأ انطباع عن الجديّة في التحصيل العلمي.
مشكلتنا يا شيخنا أننا قد نشرع في تنفيذ هذه البرامج بعيداً عن النمط التربوي القائم على الترغيب والتحفيز وتجديد الوسائل والأساليب.
شيخنا: والله إنني أعرف رجلاً درست على يديه أوصاني فقال لي: فقط اقرأ آيتين في اليوم واحفظهما وفسّرهما.
وهذه الوصية داوم عليها هذا الشيخ واستفاد لنفسه، فتأمل كيف سيكون حاله الآن؟!
وللعلم فقد أوصاني بهذا في سنة 1416هـ!!!
مشكلتنا يا شيخنا أننا نبحث عن الحل، لكننا نغفل أننا جزء منه.
هذه مجرد خواطر، لكنني أظنّ أنّها تصلح أن نسج على منوالها حتى نخرج بتصور عملي نربي من خلاله أنفسنا وأهلنا على ما يحبه الله، وما يحبه رسوله صلى الله عليه وسلم.

وفق الله الجميع.
 
أخي الكريم أبا حازم وفقك الله لكل خير ، وقد أجدت فيما قلت بارك الله فيك ووفقنا للحزم كما وفقك.
 
أبو حازم الكناني قال:
واتفقت مع أهلي على أن نقرأ ونراجع في كل يوم قسطاً معيناً من الحفظ، مع الإطلاع على أهم ما فيه من الفوائد، وقد بدأنا بفضل الله بداية مبشرة وقطعنا شوطاً طيباً، وقد وجدنا حقاً أنّه خير أمرٍ نلتمس به أن يصلح الله أحوالنا في الدنيا والآخرة.

ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله
 
عودة
أعلى