فـوائـد قـصـة أصـحـاب الـكــهــف ...

إنضم
24/02/2009
المشاركات
87
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
قال تعالى : ( أم حسبتَ أنَّ أصحابَ الكهفِ والرقيمِ كانوا من آياتِنا عجباً ـ 9) سورة الكهف .

1ـ لا ينبغي أن نمر على قصص القرآن مرورا سريعا ، إنما يجب التفكر والتدبر؛ للعظة والعبرة ، واستخلاص الدروس ؛ لتكون نبراسا نسير على هديه ، ونستضئ بنوره ، وإلا كنا كمثل الحمار يحمل أسفارا !. عثمان قدري مكانسي

2ـ ليس في قصة أصحاب الكهف عجب ، فقدرة الله تعالى لا حدود لها ، وخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ، ولئن عجب الكفار من بعثهم بعد الموت ، فإن الأنبياء يدركون قدرة الله فيزيدهم إيمانا . عثمان قدري مكانسي

3ـ وظيفة المؤمن التفكر بجميع آيات الله التي دعا عباده إلى التفكر فيها ؛ لأنها مفتاح الإيمان وطريق العلم والإتقان . السعدي

4ـ لم يُذكر في القرآن زمان أصحاب الكهف ولا مكانهم ، لأنه لا فائدة في تحديد موضعهم ، ولئلا يحصل غلو فيهم ! . ابن جبرين



( إذ أوى الفتيةُ إلى الكهفِ فقالوا ربَّنا آتِنا من لدنكَ رحمةً وهيئْ لنا من أمرِنا رَشَداً ـ 10 ) .

1ـ أن سبب إيوائهم إلى الكهف كان تحصنا وتحرزا من فتنة قومهم لهم ، وفرارا من الفتن ، وقد جمعوا بين الفرار والتضرع إلى الله ، فلم يتكلوا على أنفسهم !. . السعدي

2ـ فضل الدعاء ، وبيان الأدعية التي دعوا بها الله . ابن جبرين

3ـ أن اللجوء إلى الله سمة المؤمن ، فهو سبحانه عونه ونصيره ، فلما لجؤوا إليه داعين ، آواهم وحفظهم وأغدق عليهم مما طلبوا من الرحمة والهدى والرشاد . عثمان قدري مكانسي

4ـ أن كفار قريش قد سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فوعدهم بإخبارهم فأنجز الله له وعده . ابن عثيمين




( فضربنا على آذانِهم في الكهفِ سنينَ عدداً ـ 11 ، ثُمَّ بعثناهم لنعلمَ أيُّ الحزبينِ أحصى لما لبثوا أمداً ـ 12 )
.

1ـ كرامة الله تعالى لأصحاب الكهف . ابن جبرين

2ـ استجابة الله لدعاء من دعاه . السعدي

3ـ أن في نومهم حفظ لقلوبهم من الاضطراب والخوف ، وحفظ لهم من قومهم وليكون آية بينة . السعدي

4ـ أن الحكمة من الضرب على آذانهم حتى لا يسمعوا من حولهم ، وهذا يدل على أن نومهم كان عميقا . ابن عثيمين

5ـ أن الله سمى الاستيقاظ من النوم بعثا ، لأن النوم وفاة ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ) . ابن عثيمين

6ـ أن الله عالم بكل شيء ، والمراد بقوله ( بعثناهم لنعلم ) أي علم ظهور ومشاهدة ، وإلا فإن الله لا يخفى عليه شيء سبحانه . ابن عثيمين

7ـ تتجلى في هذه القصة كمال قدرة الله وحكمته ورحمته ، وإحاطة علمه بكل شيء . السعدي



( نَحنُ نقصُّ عليكَ نبأهم بالحقِّ إنهم فتيةٌ آمنوا بربِّهم وزدناهم هُدىً ـ 13 ) .

1ـ أن كل ضمائر الجمع المنسوبة إلى الله المراد بها التعظيم لقوله (نحن) . ابن عثيمين

2ـ أن ما يقصه الله علينا هو أكمل القصص وأحسنها ؛ لأنه صادر عن علم وصدق ، وبأفصح عبارة وأبينها ، وبأحسن إرادة حيث يريد بها أن يهدي عباده . ابن عثيمين

3ـ أن الله شكر لهؤلاء الفتية إيمانهم ، فزادهم هدى . السعدي

4ـ كلما زاد العبد عملا بعلمه ، زاده الله هدى أي علما . ابن عثيمين

5ـ أن القصة حق لا مراء فيه ، لا كما يدعيه من يقول أنها ليست على سبيل الحقيقة ، إنما على سبيل العبرة والعظة فقط ، وهو بذلك ينفي حقائق التنزيل ، وأحسن القصص ما كان حقيقة . عثمان قدري مكانسي

6ـ للشباب الدور الكبير في نشر الدعوة والذود عنها ، فإيمانهم اندفاعي قوي ، ويصدعون بالحق ويعلنون دعوة التوحيد بثبات . عثمان قدري مكانسي

7ـ أن معرفة الحق والاهتداء به ، ليس بطول التجربة ولا بطول الأعمار ، فهؤلاء فتية شباب آمنوا ، وفي قومهم شيوخ قد يكون فيهم مسنون وكبار ومع ذلك لم يهتدوا !. ابن جبرين



( وربطنا على قلوبِهم إذ قاموا فقالوا ربُّنا ربُّ السمواتِ والأرضِ لن ندعوا من دونهِ إلهاً لقد قلنا إذاً شَططاً ـ 14 ) .

1ـ أن مخالفة القوم على ما هم عليه تحتاج إلى تثبيت ، لا سيما أنهم شباب والشاب ربما يتأثر ! . ابن عثيمين

2ـ لطف الله بهم وبره ، أنه وفقهم للإيمان والهدى والصبر والثبات والطمأنينة . السعدي

3ـ كمال معرفة الفتية بربهم ، فقد جمعوا بين الإقرار بتوحيد الربوبية والإلهية ، وتبرؤوا من الشرك . السعدي

4ـ من لجأ إلى ربه واعتمد عليه ، ثبته وأيده . عثمان قدري مكانسي

5ـ لابد من الجهر بالدعوة بين الناس ؛ لتصل إليهم وتكون حجة عليهم ، ولنا بهؤلاء الفتية الأطهار القدوة الحسنة ، فهم قدوة للدعاة يأتسونهم . عثمان قدري مكانسي

6ـ أن كل من حقق الله الإيمان في قلبه ، وملأ قلبه بالإيمان والتصديق ، لا يصعب عليه أن يفارق أهله أو بلاده ، وأن يختار الإيمان الصحيح ويتمسك بالدين ، ولو حصل له من الأذى ما حصل !. ابن جبرين



( هؤلاءِ قومُنا اتخذوا من دونهِ آلهةً لولا يأتون عليهم بسلطانٍ بيّنٍ فمن أظلمُ ممن افترى على اللهِ كذِباً ـ 15 ) .

1ـ مطالبة الفتية قومهم بإتيان حجة وبرهان على ما هم عليه من الباطل ، ومقتهم لقومهم لأنهم في غاية الجهل والضلال . السعدي

2ـ أن كل من افترى على الله كذبا ، فلا أحد أظلم منه . ابن عثيمين

3ـ من أشرك فقد تطاول على الحق ، وابتعد عنه ، ونلحظ في كلمة الشطط التشنيع على المتطاولين الذين يُغّيرون الحقائق وينشرون الباطل . عثمان قدري مكانسي

4ـ لابد لكل فكرة أو مبدأ من دليل أو برهان وإلا سقط في أول لقاء وكان ضعيفا ، ولن تُقنع أحدا بفكرتك إن لم تؤيدها بالنور الساطع الذي يكشف الغشاوة عن العيون ، وينير سبيل الحق ، وأما فرض الفكرة بالقوة والإرهاب المادي فدليل على الإفلاس وضحالة ما تدعو إليه ، ويعد إفتئاتا على الحق وظلما له ، والميل عن الحق افتراء على الله ، وتضليل للناس . عثمان قدري مكانسي



(وإذ اعتزلتُموهم وما يعبدونَ إلا اللهَ فأووا إلى الكهفِ ينشرْ لكم ربُّكم من رحمتِهِ ويُهيئْ لكم من أمرِكم مِرفقاً ـ 16 ) .

1ـ فعل الأسباب المفضية للنجاة من الشرور . السعدي

2ـ عناية الله بأوليائه ، فلما آمنوا إيمانا صحيحا تولى حفظهم وحراستهم من أن يأتي عليهم شيء من البلاء . ابن جبرين

3ـ اعتزال الناس في الفتن ، وقد جعلت طائفة من العلماء العزلة اعتزال الشر وأهله بقلبك وعملك وإن كنت بين أظهر الناس . عثمان قدري مكانسي

4ـ لاحظ التوافق بين الإيواء إلى الله ، ونشر الرحمة ، وهكذا العلاقة بين العبد وربه ، ومن لجأ إلى ربه واعتمد عليه ثبته الله وأيده . عثمان قدري مكانسي



( وترى الشمسَ إذا طلعتْ تَزاورُ عن كهفِهم ذاتَ اليمينِ وإذا غرَبتْ تَّقرِضُهم ذاتَ الشمالِ وهم في فجوةٍ منه ذلكَ من آياتِ اللهِ من يهدِ اللهُ فهو المهتدي ومن يُضلِلْ فلن تجدَ له وليّاً مُرْشِداً ـ 17 ، وتحسبُهم أيقاظاً وهم رُقودٌ ونقلِّبُهم ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشمالِ وكلبُهم باسطٌ ذراعيهِ بالوصيدِ لو اطلعتَ عليهم لولَّيتَ منهم فِراراً ولمُلِئْتَ منهم رُعباً ـ 18 ) .

1ـ كرامة الله لهم وحفظه إياهم ، وتوفيقه لهم ، فمن حسن حظهم أن الغار الذي أووا إليه كان له باب لا يتجه للمشرق ولا للمغرب !، سبحان الله ! ، لأنه لو اتجه للمشرق لأكلتهم الشمس عند الشروق ، ولو اتجه للمغرب لأكلتهم عند الغروب ! ، وهذا دليل على قدرة الله ورحمته وإجابته لدعائهم . ابن عثيمين

2ـ أن سبب إصابة الشمس منهم لتمنع أجسامهم من التغير ، فهي صحة وفائدة للأجسام . ابن عثيمين

3ـ في قوله عن الشمس (طلعت / تزاور / غربت / تقرضهم) دليل على أنها هي التي تتحرك ، خلافا لمن يقول إن الذي يدور هو الأرض . ابن عثيمين

4ـ ينبغي أن لانسأل الهداية إلا من الله تعالى ؛ لأنه هو الهادي المرشد ، ولا نجزع إذا رأينا من هو ضال لأن الإضلال بيد الله ، ولكن يجب علينا أن نرشد هؤلاء الضالين . ابن عثيمين

5ـ حفظ الله الفتية من الأرض بتقليبهم يمينا وشمالا ، مع قدرته سبحانه أن يحفظهم منها بغير تقليب ،ولكنه حكيم أراد أن تجري سنته في الكون ، وليربط الأسباب بمسبباتها . السعدي

6ـ كمال قدرة الله حيث جعلهم كأنهم أيقاظ ، ليس عليهم علامة النوم . ابن عثيمين

7ـ أن فعل النائم لا ينسب إليه ، فالله أضاف تقلبهم إليه ، والحكمة في تقليبهم من أجل توازن الدم في الجسد . ابن عثيمين

8ـ شدة خوف من يراهم ، لأن الله ينزل الرهبة في قلبه ، حتى لا يحاول أحد يدنو منهم . ابن عثيمين

9ـ جواز اتخاذ الكلب للحراسة . ابن عثيمين

10ـ ذُكر هذا الكلب لما صحب أهل الخير ، وفيه دليل على أن من صحب أهل الخير اكتسب خيرا ، وهذا كلب معلوم أنه نجس العين ! ، ومع ذلك ذكره الله وأضافه إليهم إضافةً تقتضي فضلا وشرفا . ابن جبرين




( وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قالَ قائلٌ منهم كم لبثتم قالوا لبِثنا يوماً أو بعضَ يومٍ قالوا ربُّكم أعلمُ بما لبثتم فابعثوا أحدَكم بِوَرِقِكم هذه إلى المدينةِ فلينظرْ أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزقٍ منه وليتلطفْ ولا يُشعِرَنَّ بكم أحداً ـ 19 ، إنهم إن يظهَروا عليكم يرجمُوكم أو يُعيدُوكم في ملتِهم ولن تُفلِحوا إذاً أبداً ـ 20 )
.

1ـ الحث على العلم والمباحثة فيه ، لكون الله بعثهم لأجل ذلك . السعدي

2ـ الأدب فيمن اشتبه عليه العلم أن يرده إلى عالمه وأن يقف عند حده . السعدي

3ـ صحة الوكالة في البيع والشراء وصحة الشركة في ذلك . السعدي

4ـ جواز أكل الطيبات والمطاعم اللذيذة إذا لم تخرج إلى حد الإسراف المنهي عنه . السعدي

5ـ الحث على التحرز والاستخفاء والبعد عن مواقع الفتن ، واستعمال الكتمان في ذلك على الإنسان وإخوانه في الدين . السعدي

6ـ ذكر ما اشتمل عليه الشر من المضار والمفاسد الداعية لبغضه وتركه ، وأن هذه هي طريقة المؤمنين المتقدمين والمتأخرين ( ولن تفلحوا إذاً أبدا ) . السعدي

7ـ أخذ الحذر من الأعداء بكل وسيلة إلا الوسائل المحرمة فإنها محرمة . ابن عثيمين

8ـ الحذر لا ينجي من القدر ، لكن على الإنسان أن يأخذ بالأسباب ، ويعد للأمر عدته كي لا يؤخذ على غرة . عثمان قدري مكانسي

9ـ هذه سنة الله أنه يسلط على أوليائه أعداءه حتى يفتتنوا بذلك ، ولعل الحكمة في ذلك الاختبار لقوة الإيمان أو ضعفه ، فعليهم بالصبر والتحمل . ابن جبرين



( وكذلك أعثرْنا عليهم لِيعلموا أنَّ وعدَ اللهِ حقٌ وأنَّ الساعةَ لاريبَ فيها إذ يتنازعونَ بينهم أمرَهم فقالوا ابنُوا عليهم بنياناً ربُّهم أعلمُ بهم قالَ الذينَ غَلبُوا على أمرِهم لَنتَّخذنَّ عليهم مسجِداً ـ 21 ) .

1ـ أن في قصتهم زيادة بصيرة ويقين للمؤمنين وحجة على الجاحدين . السعدي

2ـ اتخاذ المساجد على القبور من وسائل الشرك ، جاءت شريعتنا بمحاربته . ابن عثيمين

3ـ أن من فرَّ بدينه من الفتن سلّمه الله ، ومن أوى إليه آواه ، وجعله هداية لغيره ، ومن تحمل الذل في سبيله وابتغاء مرضاته كان آخر أمره وعاقبته العز العظيم من حيث لا يحتسب ! . السعدي

4ـ أن الساعة لا ريب فيها ولا شك لمن اعتبر وتذكر . ابن جبرين

5ـ أن قومهم استدلوا على أنهم من أولياء الله الصالحين بعدما فقدوهم مدة طويلة ، فكان هذا سببا في أن غلوا فيهم (لنتخذن عليهم مسجدا) . ابن جبرين

6ـ الرد على القبوريين الذين استدلوا بهذه الآية على جواز بناء المساجد على القبور ، فيرد عليهم بأن القوم كانوا مشركين والشرك فاشٍ بينهم ، والآية صريحة على ذلك . ابن جبرين





( سيقولونَ ثلاثةٌ رابعُهم كلبُهم ويقولونَ خمسةٌ سادسُهم كلبُهم رجماً بالغيبِ ويقولونَ سبعةٌ وثامنُهم كلبُهم قل ربي أعلمُ بعِدَّتِهم ما يعلمُهم إلا قليلٌ فلا تُمارِ فيهم إلا مِراءً ظاهراً ولا تَستفتِ فيهم منهم أحدً ـ 22 )
.

1ـ اختلاف أهل الكتاب في عدتهم اختلافا صادرا عن رجمهم بالغيب وتقوّلهم بما لا يعلمون ، والاختلاف في عددهم مما لا فائدة تحته ولا يحصل به مصلحة دينية ولا دنيوية . السعدي

2ـ أن عددهم سبعة وثامنهم كلبهم ؛ لأن الله عندما أبطل القولين الأولين بقوله (رجما بالغيب) سكت عن الثالث فدل على أنه هو الصواب . ابن عثيمين

3ـ أن ما لا فائدة للجدال فيه لا ينبغي للإنسان أن يتعب قلبه في الجدال ، والتعمق فيه . ابن عثيمين

4ـ لا ينبغي للإنسان أن يستفتي من ليس أهلا للإفتاء حتى وإن زعم أن عنده علما ، فلا تستفته إذا لم يكن أهلا . ابن عثيمين

5ـ وقتك أيها المسلم ثمين ، وحديثك موزون ، ولن يزيدك علما ولا فهما أن تخوض فيما لا طائل له ، كمعرفة عددهم أو أسمائهم ، والفائدة المرجوة تجدها في أفعالهم وثباهم على المبدأ وفرارهم بدينهم ! . عثمان قدري مكانسي




( ولا تَقولَنَّ لشىءٍ إني فاعلٌ ذلك غداً ـ 23 ، إلا أن يشاءَ اللهُ واذكُرْ ربَّكَ إذا نسيتَ وقلْ عسى أن يهديَني ربي لأقربَ من هذا رَشداً ـ 24 )
.

1ـ تأخر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم في إخباره عنهم يدل على صدقه . ابن عثيمين

2ـ ينبغي أن لاتقول لشيء مستقبل إني فاعله إلا أن يكون مقرونا بمشيئة الله . ابن عثيمين

3ـ أن في قول العبد ( إن شاء الله ) تيسير لأمره وتسهيل له ، وحصول البركة فيه ، واستعانة بربه . السعدي

4ـ الأمر بذكر الله عند النسيان ؛ لأنه يزيله ويذكّر العبد ما سها عنه . السعدي

5ـ افتقار العبد لربه وسؤاله إياه الهداية والرشاد ، كي يوفق ويعان ويسدد . السعدي

6ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ، ولو كان يعلمه لأخبرهم حين سألوه . ابن جبرين




( ولبِثوا في كهفِهم ثلاثَ مائةٍ سنينَ وازدادوا تِسعاً ـ 25 ، قل اللهُ أعلمُ بما لبثوا له غيبُ السمواتِ والأرضِ أبصِرْ بهِ وأسمِعْ ما لهم من دونِه من وليٍّ ولا يُشرِكُ في حُكمِهِ أحداً ـ 26 ) .

1ـ إحاطة علم الله بكل شيء ، وأنه هو الحاكم في خلقه قضاء وقدرا وخلقا وتدبيرا . السعدي

2ـ القول بأن (ثلاث مائة سنين) شمسية و(تسعا) قمرية قول ضعيف ، لأنه لا يمكن أن نشهد على الله أنه أراد هذا ، ولأن عدة الشهور والسنوات عند الله بالأهلة ، والحساب عنده واحد ، وإنما يقال أن هذا من أجل تناسب رؤوس الآيات . ابن عثيمين

3ـ من ادعى علم الغيب فهو كافر . ابن عثيمين

4ـ الإيمان بأن الله ذو بصر نافذ لا يغيب عنه شيء ، وذو سمع ثاقب لا يخفى عليه شيء سبحانه ، فالواجب علينا أن ننتبه لهذا بمراقبة الله وخشيته ، فلا يرى منا ولا يسمع ما يكرهه ! . ابن عثيمين

5ـ انفراد الله بالولاية العامة والخاصة ، والخاصة تكون لعباده المؤمنين يتولاهم بلطفه وكرمه عزوجل . السعدي

6ـ أن الله يسدد العبد فيفتح له أبواب العلم النافع والعمل الصالح . ابن عثيمين

7ـ أن مقامهم في الكهف أكثر من ثلاثة قرون دليل على قدرة الله في إماتتهم وحفظهم من التلف ، وإخافة من ينظر إليهم ، ثم على بعثهم ، فسبحان الله مالك الملك المتصرف في مخلوقاته كما يشاء . عثمان قدري مكانسي

8ـ وجوب الرجوع إلى حكم الله الشرعي ، فالشرع صالح في كل زمان ومكان ، ولن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ! . ابن عثيمين
 
السلام عليكم
بارك الله فيك
واسمح لي بتعليق علي دعوتهم للناس فقد نقلت 5
ـ لابد من الجهر بالدعوة بين الناس ؛ لتصل إليهم وتكون حجة عليهم ، ولنا بهؤلاء الفتية الأطهار القدوة الحسنة ، فهم قدوة للدعاة يأتسونهم . عثمان قدري مكانسي
لايوجد في الآيات ما يدل علي جهرهم بالدعوة ؛ بل اعتزلوا القوم دون أن يدعوهم والله أعلم
 
السلام عليكم
بارك الله فيك
واسمح لي بتعليق علي دعوتهم للناس فقد نقلت 5
لايوجد في الآيات ما يدل علي جهرهم بالدعوة ؛ بل اعتزلوا القوم دون أن يدعوهم والله أعلم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك أخي مصطفى سعيد .. سعدت بمرورك ..
وأما تعقيبك على الفائدة رقم 5
ففي الآية ما يدل على جهرهم بالدعوة : ( إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا ) فقولهم هذا يدل على جهرهم بالدعوة .. إذ جهروا به أمام قومهم ثم اعتزلوهم لأنه قال بعدها بآية ( وإذ اعتزلتموهم ) .. والله أعلم ..
 
تتمـــة الفوائــــد ::ــ
=============
فوائد من الأستاذ أحمد الشرقاوي ( جامعة الأزهر )
1ـ يدور محور هذه السورة الكريمة حول العواصم من الفتن ، ولقد قدمت لنا هذه القصةُ العجيبةُ نموذجًا عمليًّا ومثالا واقعيًّا ، لِمَنْ منَّ الله تعالى عليهم بالعصمة والنجاة من الفتن ، حيث الفهم الصحيح والإيمان الخالص ، والثبات واليقين والاستعانة برب العالمين مع الأخذ بالأسباب والتزام الحذر والحيطة .
إن مرحلة الشباب مرحلة حاسمة في حياة الإنسان لها أهميتها ولها خطرها .. وحين ينشأ الشاب في رحاب القرآن ويحيا تحت ظلال الإيمان فإن جزاءه يوم القيامة أن ينعم بظل الرحمن ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ إِمَامٌ عَدْلٌ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي طاعَةِ اللَّهِ ... ) الخ الحديث .
فهنيئاً لشاب حافظ على شبابه وصرفه في طاعةِ ربِّهِ ، سيّمَا في مجتمعات شاعت فيها فتَنَ الشبهات ، وتأججت فتن الشهوات ، فترى الدعوةَ إلى الأديان المحرفة والرايات الزائفة ، وتجد من يشِوّه الحقائق ، ويزخرف الأباطيل ، وينشر الفسادَ والانحلالَ .
فعجباً لمن يحفظُ شبابَهُ في هذا التيهِ ، يصارع أمواج الفتن ، ويجابه أعاصير المحن فيصمُدُ ويثبتُ ويعبرُ هذه المرحلةَ الحاسمةَ سالماً معافى ؟!..
روى الإمام أحمد في مسنده عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَعْجَبُ مِنْ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ ) .
ضرورةُ إعدادِ الدعاةِ وتربيتهم تربية راشدة تحصِّنهم من أعاصير المحن ، وتثقيفهم ثقافة واسعة تعصمهم من أمواجِ الفتن .
حاجة الداعية إلى العلم النافع والبصيرة النافذة والبديهة الحاضرة والقراءة المتأنية للأحداث ومعايشة الواقع ، واستشراف المستقبل ، والتخطيطِ الدقيقِ .
حاجة الدعاة إلى روح الألفة والمودة والتعاون والتنسيق والمدارسة ، والحوارات الهادفة البناءة .
ومن الفوائد الجليلة :
أهمية مدارسة العقيدة ، وعرضها على العقول تقريرا لها وتذكيرا بها وتوصية بالثبات عليها ، فضلا عن تجديد الإيمان وزيادته ، وهي من التواصي بالحق ، وتثبيته في النفوس ، وترسيخه في القلوب .
* في قصص الأنبياء والصالحين من الصفحات المضيئة والمواقف الرائعة والعبروالعظات ما يثبِّت الفؤاد ، ويرطّبُ الأكباد ، ويُسلِّي النفوسَ ، ويربِطُ على القلوب برباط الإيمان .
* حسن الظن بالله تعالى وجميل التوكُّل عليه واليقين بوعده والرجاء بفرجِه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فائدة تقديم الفرار على الرعب في قصة أصحاب الكهف في الآية 18 من سورة الكهف يقول الله تعالى: (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعبا) فلماذا ورد الفرار قبل الرعب بينما المعتقد أن الرعب هو الذي يؤدي إلى الفرار؟
فالحكمة من ذلك هي ما أشار إليه أبو السعود في تفسيره حيث قال : ولعل تأخير هذا -الرعب- عن ذكر التولية للإيذان باستقلال كل منهما في الترتب على الاطلاع، إذ لو روعي ترتيب الوجود لتبادر إلى الفهم ترتب المجموع من حيث هو عليه، وللإشعار بعدم زوال الرعب بالفرار كما هو المعتاد. والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يقول الشيخ الشعراوي:

ومن فوائدها عظم شأن من أدرك شبابه في طاعة الله تعالى :
فالشباب هم معقد الآمال في حمل الأعباء والنهوض بكل أمر صعب، وهؤلاء شباب مؤمن وقفوا يحملون راية عقيدتهم وإيمانهم أمام جبروت الكفر وطغيان الشرك، فالفتاء فيهم فتاء إيمان وعقيدة.
لذلك لجأوا إلى الكهف مخلفين وراءهم أموالهم وأهلهم وكل ما يملكون، وفروا بدينهم إلى هذا المكان الضيق الخالي من أي مقوم من مقومات الحياة؛ لأنهم لا يشغلون أنفسهم بهذه المقومات، بل يعلمون أن لهم رباً سيتولى أمرهم؛ لذلك ضرعوا إليه قائلين:
{ربنا آتنا من لدنك رحمة .. "10"}
أي: رحمة من عندك، أنت ترحم بها ما نحن فيه من انقطاع عن كل مقومات الحياة، فالرحمة في فجوة الجبل لن تكون من البشر، الرحمن هنا لا تكون إلا من الله:
{وهيئ لنا من أمرنا رشداً .. "10"}
أي: يسر لنا طريقاً سديداً للخير وللحق.
إن هؤلاء الفتية المؤمنين حينما ألجأهم الكفر إلى ضيق الكهف تضرعوا واتجهوا إلى ربهم، فهو وحده القادر على أن يوسع عليهم هذا الضيق ..
 
يقول فضيلةُ شيخنا الدكتور/ عبد الله الحكمة - حفظه الله - :

من مناسبات أسماء السور لمضامينها في القرآن , التناسبُ البيِّنُ بين اسم سورة الكهف ومضمونها , إذ الكهفُ من شأنه سترُ وحماية من بداخله من الريح والمطر والشمس وغيره , وهذه السورة بيّن الله فيها أسباب الوقاية من فتَـنة الصحبة, وفتنة العلم ,وفتنة السلطان , وفتنة المال وغيرها.
 
جزاك الله خيرا أخي الفاضل محمود الشنقيطي على مرورك الطيب وإضافتك القيمة .. بارك الله فيك ونفع بعلمك .. آمين ..
 
جزاك الله خيرا أخي الكريم
إضافة إلى ما تفضلت به
فقد ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في تعليقه على صحبة الكلب لأولئك الفتية الأخبار أن الكلب صار له ذكر وشأن وخبر .. بسبب الرفقة الصالحة
 
أشكر لك أخي عماد الدين ما تفضلت به من إضافة هامة .. فجزاك الله كل خير ..
 
وداعا كوبرنيكوس

وداعا كوبرنيكوس

[align=justify]بسم الله الرحمن الرحيم
أخي احبيب عبد الرحمن الوشمي ..
جزاك الله خيرا على ما أوردت .. وقد والله لملمت الأمر من أقطاره فما تركت لقائل من مزيد ..
ولكنك نقلت عن الشيخ ابن عثيمين كلمة , قرأتها فأحسست أن الدنيا تدور بي , ولا أعرف أكان ابن عثيمين قالها حقا , أم نُسبت له ونقلتها -عن طيب نية - دون تحقيق .
أخي الحبيب .. كان الاعتقاد السائد وعلى مدار قرون وقرون أن الأرض هي مركز الكون -مع مراعاة أن هذا اعتقاد الغرب الميسحي لا الشرق الإسلامي المتنور بالقرآن- حتى جاء كوبرنيكوس فقال بدوران الأرض حول الشمس وأنها ليست جرما ثابتا بل الثابت هو الشمس فكانت هذه النظرية هي النار الموقدة التي شووه بها , ثم تبين بعد ذلك صدق اكتشافه , ودرج العالم على هذا الكشف حتى جاءت التلسكوبات العملاقة والألكترونية فأثبتت بما لا يقبل الشك هذ الحقيقة ..
ولكنك نقلت كلمة للشيخ ابن عثيمين أراها تنسف كوبرنيكوس من جذوره , بل تكذب التلسكوبات والكشوفات , فقد قلت عافك الله
في قوله عن الشمس (طلعت / تزاور / غربت / تقرضهم) دليل على أنها هي التي تتحرك ، خلافا لمن يقول إن الذي يدور هو الأرض . ابن عثيمين

فكيف تفسر لي هذا الكلام أخي الحبيب ؟؟!!!!!!!!!!
وإني سائلك رعاك الله .. أيهما هو الذي يدور الشمس أم الأرض ؟؟!!



[/align]
 
التعديل الأخير:
أشكرك كثيرا أخي الفاضل علي على مرورك الطيب .. وأسأل الله أن يحفظك ويحميك من أن تدور بك الدنيا !!.. سلمك الله وزادك علما وتوفيقا ..
أما الفائدة التي أدرجتها في هذه الفوائد الجمة فقد نقلتها كما هي موثقة من كتب العلامة العثيمين رحمه الله وهي موجودة في تفاسيره وفتاواه .. علما بأن الشيخ العثيمين رحمه الله لم ينفرد بهذه الفتوى بل قال بها عدة علماء .. وأنقل لك نص فتواه بارك الله فيك ..
--------------------------------------------------------------------------------

سئل فضيلة الشيخ العثيمين: عن دوران الأرض ؟ ودوران الشمس حول الأرض ؟ وما توجيهكم لمن أسند إليه تدريس مادة الجغرافيا وفيها أن تعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول الشمس؟


فأجاب فضيلته بقوله : خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى : { وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ} . ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله : { أَن تَمِيدَ بِكُمْ }. يدل على أن للأرض حركة، لولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.
وقوله: { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً } . ليس بصريح في انتفاء دورانها، لأنها إذا كانت محفوظة من الميدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قراراً وإن كانت تدور.
أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار، فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنة إليه - وأنى ذلك - فالواجب على المؤمن أن يستمسك بظاهر القرآن الكريم والسنة في هذه الأمور وغيرها.ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، قوله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} . فهذه أربعة أفعال أسندت إلى الشمس (طلعت)، (تزاور)، (غربت) ، (تقرضهم). ولو كان تعاقب الليل والنهار بدوران الأرض لقال: وترى الشمس إذا تبين سطح الأرض إليها تزاور كهفهم عنها أو نحو ذلك، وثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال:لأبي ذر حين غربت الشمس: " أتدري أين تذهب؟" فقال: الله ورسوله أعلم . قال: " فإنها تذهب وتسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها، وإنها تستأذن فلا يؤذن لها ويقال :ارجعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها " ففي هذا إسناد الذهاب والرجوع والطلوع إليها وهو ظاهر في أن الليل والنهار يكون بدوران الشمس على الأرض.
وأما ما ذكره علماء الفلك العصريون، فإنه لم يصل عندنا إلى حدّ اليقين فلا ندع من أجله ظاهر كتاب ربّنا وسنة نبينا.ونقول لمن أسند إليه تدريس مادة الجغرافيا : يبين للطلبة أن القرآن الكريم والسنة كلاهما يدل بظاهره على أن تعاقب الليل والنهار، إنما يكون بدوران الشمس على الأرض لا بالعكس.
فإذا قال الطالب: أيهما نأخذ به أظاهر الكتاب والسنة أم ما يدعيه هؤلاء الذين يزعمون أن هذه من الأمور اليقينيات؟
فجوابه : أنا نأخذ بظاهر الكتاب والسنة، لأن القرآن الكريم كلام الله تعالى الذي هو خالق الكون كله، والعالم بكل ما فيه من أعيان وأحوال، وحركة وسكون، وكلامه تعالى أصدق الكلام وأبينه، وهو سبحانه أنزل الكتاب تبياناً لكل شيء، وأخبر سبحانه أنه يبين لعباده لئلا يضلوا، وأما السنة فهي كلام رسول رب العالمين، وهو أعلم الخلق بأحكام ربه وأفعاله، ولا ينطق بمثل هذه الأمور إلا بوحي من الله عز وجل لأنه لا مجال لتلقيها من غير الوحي وفي ظني والله أعلم أنه سيجيىء الوقت الذي تتحطم فيه فكرة علماء الفلك العصريين كما تحطمت فكرة داروين حول نشأة الإنسان.
-------------------------------------------------انتهى كلامه
وقال أيضا :
قال تعالى ( و الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم و القمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) فإضافة الجريان على الشمس وجعله تقديراً من ذي عزة وعلم يدل على أنه جريان حقيقي بتقدير بالغ، بحيث يترتب عليه اختلاف الليل و النهار و الفصول ، وتقدير القمر منازل يدل على تنقله فيها ولو كانت الرض التي تدورلكان تقدير المنازل لها من القمر لا للقمر،ونفى غدراك الشمس للقمر وسبق الليل للنهار يدل على حركة اندفاع من الشمس و القمر و الليل والنهار.
( فظاهر الأدلة الشرعية تثبت أن الشمس هي التي تدور على الأرض، وبدورتها يحصل تعاقب الليل و النهارسطح الأرض، وليس لنا أن نتجاوز ظاهر الأدلة إلا بدليل أقوى من ذلك يسوغ لنا تأويلها عن ظاهرها،ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل و النهار مايلي: 1ـ قال تعالى عن إبراهيم في محاجته لمن حاجه في ربه ( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ) فكون الشمس يؤتى بها من المشرق دليل ظاهر على أنها التي تدور على الأرض.
2ـ وقال أيضاً عن إبراهيم ( فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون ) فجعل الأفول من الشمس لا عنها ولو كانت الأرض التي تدور لقال ( فلما أفل عنها).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانتهى ..

وفقك الله أخي علي وبارك فيك .. آمين
 
واحدة أريدها منك ..

واحدة أريدها منك ..

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]
كان ابن حزم رحمه الله يقول -ما معناه ولا أذكر النص بحرفه-
النص يُحمل على ظاهره إلا بقرينة تسوق الظاهر لمعنى يناسبها ..
وهنا أسأل أخي الكريم
أليست الحقيقة العلمية التي ثبتت ثبوتا لا يقبل الشك , سواء عن طريق التلسكوب أو عن طريق الأقمار الصناعية أو عن طريق رحلات الفضاء حيث يرى طاقمها الأرض رؤيتنا للقمر , أليست قرينة كافية لفهم النص فهما آخر يتناسب معها ؟؟
ولا أدري والله كيف يستطيع تلسكوب عملاق كتلسكوب هابل-رماه الله بالـهَبَل- أن يكتشف في سديم الكون مجرات تبعد عنا كذا سنه ضوئية ثم لا يستطيع أن يكتشف أن الأرض من تحته ثابتة والشمس دوارة من حولها ..
ثم خبرني رعاك الله عن قوله تعالى {جدارا يريد أن ينقض} فظاهر النص أن الجدار هو المريد ..
وعليه ما من سقف خر على أهله وطحنهم إلا وهو أي السقف!!!!! مريد لذلك .
وكل جدار وقع إنما وقع لأنه يريد أن يقع .. فإذا قال قائل الجدار جماد لا إرادة له قلنا ظاهر النص يقول يريد فهو إذن مريد شئت أم أبيت ..
وقال تعالى
{وجدها تغرب في عين حمئة} وفي كما تعلم أخي الحبيب تفيد الضرفية , فهل نقول إن ظاهر النص هو أن جرم الشمس يغيب في عين من طين !!! ولعلنا نقول بعد ذلك أن تغير لونها عند المغيب هو من اثر حمام الطين الذي ستأخذه !!!!!.

ما علينا .. أخي الحبيب ..
هو سؤال واحد "ورد غطاه" وتحملني عافاك الله
أي القولين هو الصحيح ..
الأرض ثابتة والشمس تدور حولها
أم
الشمس ثابتة والأرض تدور حولها
 
[align=justify]بسم الله الرحمن الرحيم
أخي احبيب عبد الرحمن الوشمي ..
جزاك الله خيرا على ما أوردت .. وقد والله لملمت الأمر من أقطاره فما تركت لقائل من مزيد ..
ولكنك نقلت عن الشيخ ابن عثيمين كلمة , قرأتها فأحسست أن الدنيا تدور بي , ولا أعرف أكان ابن عثيمين قالها حقا , أم نُسبت له ونقلتها -عن طيب نية - دون تحقيق .
أخي الحبيب .. كان الاعتقاد السائد وعلى مدار قرون وقرون أن الأرض هي مركز الكون -مع مراعاة أن هذا اعتقاد الغرب الميسحي لا الشرق الإسلامي المتنور بالقرآن- حتى جاء كوبرنيكوس فقال بدوران الأرض حول الشمس وأنها ليست جرما ثابتا بل الثابت هو الشمس فكانت هذه النظرية هي النار الموقدة التي شووه بها , ثم تبين بعد ذلك صدق اكتشافه , ودرج العالم على هذا الكشف حتى جاءت التلسكوبات العملاقة والألكترونية فأثبتت بما لا يقبل الشك هذ الحقيقة ..
ولكنك نقلت كلمة للشيخ ابن عثيمين أراها تنسف كوبرنيكوس من جذوره , بل تكذب التلسكوبات والكشوفات , فقد قلت عافك الله
في قوله عن الشمس (طلعت / تزاور / غربت / تقرضهم) دليل على أنها هي التي تتحرك ، خلافا لمن يقول إن الذي يدور هو الأرض . ابن عثيمين

فكيف تفسر لي هذا الكلام أخي الحبيب ؟؟!!!!!!!!!!
وإني سائلك رعاك الله .. أيهما هو الذي يدور الشمس أم الأرض ؟؟!!

[/align]

الآخ الفاضل علي
ظاهر القرآن يثبت الحركة للشمس ، والذي خلق الشمس هو الذي أنزل القرآن ، فأثبت لها الطلوع وأثبت لها الغروب كما هو في سورة الكهف.
وأثبت لها الجري أيضاً في قول الله تعالى:
(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) سورة يس (38)
وأثبت لها السبح في قوله تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) سورة الأنبياء (33)
والفلك : هو المدار أوالطريق الذي جعله الله مجالا لسبح هذه المخلوقات.
قال بن عاشور:
"والسبح : مستعار للسير في متسع لا طرائق فيه متلاقية كطرائق الأرض ، وهو تقريب لسير الكواكب في الفضاء العظيم."

فهذه الآيات الصريحة في حركة الشمس ، وهو ما كانت تنكره النظريات الغربية ردحا من الزمن ، ثم عادت لتقول إن الشمس تتحرك .

فحدث معلوماتك يا أخ علي.

أما دوران الأرض فلم يأت في القرآن نص صريح يدل عليه أو يمنعه.
وهناك آيات يمكن أن يستدل بها على ثبات الأرض ، وهناك آيات أخرى يستدل بها على حركتها.

أما ما وصل إليه العلم النظري فهو لا يتعدى النظريات التي تفسر الظواهر وقد تصح وقد لا تصح ، ولم تبلغ الحقائق القاطعة التي يمكن التسليم بها دون نقاش.

لو سألتك أنت شخصياً ما هو الدليل العلمي على دوران الأرض فلا أظنك تستطيع أن تأتي به فضلاً عن أن تشرحه ، وأكثر ما لديك أن تقول هذا قد ثبت علمياً ، وقالوا ....ألخ

وهذا ليس انتقاصا من قدرك ،وإنما نحن المسلمين في أعقاب الزمن أصبحنا نقبل أقوال الغرب وكأنها مسلمات وكأنهم إذا قالوا فقد قضي الأمر.

وأنا أطلب منك إذا كان لديك دليل علمي ، حقيقة رياضية أو هندسية أو... أو.. تثبت بها دوران الأرض فنحن في انتظارك.
 
بارك الله فيك أخي المفضال علي ..
قد نقلت لك ما رآه علامتنا العثيمين رحمه الله في هذه المسألة وأنه يرى أن الشمس هي التي تدور على الأرض وليس العكس واقرأ قوله بورك فيك :
أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار، فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنة إليه - وأنى ذلك - فالواجب على المؤمن أن يستمسك بظاهر القرآن الكريم والسنة في هذه الأمور وغيرها ..
وأما عن كون الأرض ثابتة فذكر رحمه الله :
خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى : { وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ} . ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله : { أَن تَمِيدَ بِكُمْ }. يدل على أن للأرض حركة، لولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.
وقوله: { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً } . ليس بصريح في انتفاء دورانها، لأنها إذا كانت محفوظة من الميدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قراراً وإن كانت تدور.
وأنكر رحمه الله على من قال بأن الشمس ثابتة لأن النصوص جاءت صريحة بجريانها (والشمس تجري لمستقر لها ) ...

-----------------------------------------
فخلاصة ما ذكره رحمه الله استنادا لنصوص الوحيين أن الشمس هي التي تدور حول الأرض وليس العكس ... وهذا هو رأي الشيخ رحمه الله وقد يخالفه من يخالفه ..

سعدت بمرورك أخي الكريم .. وفقك الله لما يحبه ويرضاه ..
 
أقدم لك شكري الجزيل أخي المبارك محب القرآن الكريم على إضافتك القيمة .. كما أثمن لك جهودك المباركة في هذا الصرح العلمي .. فجزاك الله خير الجزاء وأوفاه ونفع بعلمك ... آمــــــــــــــــين ,,,,,
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك أخي مصطفى سعيد .. سعدت بمرورك ..
وأما تعقيبك على الفائدة رقم 5
ففي الآية ما يدل على جهرهم بالدعوة : ( إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا ) فقولهم هذا يدل على جهرهم بالدعوة .. إذ جهروا به أمام قومهم ثم اعتزلوهم لأنه قال بعدها بآية ( وإذ اعتزلتموهم ) .. والله أعلم ..

وأضيف على كلامك أيها الحبيب

أنهم أنكروا على قومهم عبادتهم لغير الله وطالبوهم بالدليل على باطلهم ووصموهم بالكذب على الله:

(هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) سورة الكهف (15)

وهذا سبب لهم العداوة مع قومهم ولهذا اعتزلوهم لأنهم لم يكونوا آمنين على عبادتهم وسط قومهم ، ويدل عليه قوله تعالى:
(إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا) الكهف (20)

هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
السلام عليكما
يبدو من الضمائر الواردة في الآيات أنهم يتحاورون فيما بينهم ولم يوجهوا خطابا لقومهم ؛ وبعد أن حددوا الخلاف بينهم وبين قومهم بدأوا يفكروا ما العمل؟ ؛ عرضت فكرة الاعتزال ؛ وقدم الداعي لها مبررها ووافقوه وكان ما كان
"إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا "
ليس معني قيامهم أنهم يدعون قومهم ؛ بل قاموا كمجموعة فيما بينهم " أن تقوموا لله مثنى وفرادي "
(هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) هنا يتكلمون فيما بينهم عن قومهم بصيغة الغائب " لولا يأتون " وليس تأتون
"إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا)وهذه تؤكد أن الحوار كان بينهم كمجموعة ؛ وهي دليل أنهم لم يظهروا ايمانهم لقومهم ولو اظهروه وعلم القوم ايمانهم لرجموهم أو لأعادوهم في ملة الكفر
والدرس هنا ان كتمان الايمان قد يكون أولي ؛ وإذا كانت المفاضلة بين أن يعتزلوهم رجاء رحمة الله والمجاهرة بالدعوة مع احتمال الهلكة وموت الدعوة يكون الاعتزال أولي
وهناك ماهو أقرب من هذا رشدا
والله أعلم
 
السلام عليكما
يبدو من الضمائر الواردة في الآيات أنهم يتحاورون فيما بينهم ولم يوجهوا خطابا لقومهم ؛ وبعد أن حددوا الخلاف بينهم وبين قومهم بدأوا يفكروا ما العمل؟ ؛ عرضت فكرة الاعتزال ؛ وقدم الداعي لها مبررها ووافقوه وكان ما كان
"إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا "
ليس معني قيامهم أنهم يدعون قومهم ؛ بل قاموا كمجموعة فيما بينهم " أن تقوموا لله مثنى وفرادي "
(هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) هنا يتكلمون فيما بينهم عن قومهم بصيغة الغائب " لولا يأتون " وليس تأتون
"إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا)وهذه تؤكد أن الحوار كان بينهم كمجموعة ؛ وهي دليل أنهم لم يظهروا ايمانهم لقومهم ولو اظهروه وعلم القوم ايمانهم لرجموهم أو لأعادوهم في ملة الكفر
والدرس هنا ان كتمان الايمان قد يكون أولي ؛ وإذا كانت المفاضلة بين أن يعتزلوهم رجاء رحمة الله والمجاهرة بالدعوة مع احتمال الهلكة وموت الدعوة يكون الاعتزال أولي
وهناك ماهو أقرب من هذا رشدا
والله أعلم

الأخ مصطفى حفظك الله
الذي ذكرتَه كلام جيد وتحتمله الألفاظ وقد قال به بعض المفسرين
لكن الآيات تشير إلى أنهم أعلنوا بذلك لقومهم ،وقوله تعالى "وربطنا على قلوبهم إذ قاموا" يدل على أنه موقف يحتاج إلى تثبيت، ولوكان فيما بينهم لما التفت إليهم أحد ولما اضطروا إلى الاعتزال ولما خافوا من اقدام قومهم على قتلهم وهو ما عبر عنه القرآن بالرجم أو إعادتهم إلى الكفر. والظهور في الآية فسره بعض المفسرين بالغلبة وليس بمعنى الاطلاع على حقيقة حالهم.

هذا والله أعلم

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
السلام عليكم
قوله تعالى "...وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض .." هم قاموا أيضا فيما بينهم وربما هموا أن يجهروا بالدعوة ؛لكنهم لم يفعلوا
أنت تري أن الربط علي القلب دليل الجهر بالدعوة ؛ وأنا أراه منعا لهم أن يجهروا ؛كما كان الربط علي قلب أم موسى منعا لها أن تبدي به " إن كادت لتبدى به لولا أن ربطنا على قلبها .."
وبهذا يكون الأرجح أنهم لم يجهروا بالدعوة
وبدراسة القصة من هذا المبدأ ؛ سنجد دروسا أكثر مما نعلم منها تكون أكثر اتساقا مع السياق
 
للتدبر

للتدبر

نريد التأملات التى يخرج بها المتدبر من سورة البقرة وأخذ البركات منها ( فإن أخذها بركة )
 
السلام عليكم
قوله تعالى "...وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض .." هم قاموا أيضا فيما بينهم وربما هموا أن يجهروا بالدعوة ؛لكنهم لم يفعلوا
أنت تري أن الربط علي القلب دليل الجهر بالدعوة ؛ وأنا أراه منعا لهم أن يجهروا ؛كما كان الربط علي قلب أم موسى منعا لها أن تبدي به " إن كادت لتبدى به لولا أن ربطنا على قلبها .."
وبهذا يكون الأرجح أنهم لم يجهروا بالدعوة
وبدراسة القصة من هذا المبدأ ؛ سنجد دروسا أكثر مما نعلم منها تكون أكثر اتساقا مع السياق

الأخ الفاضل مصطفى سعيد
السلام عليكم ورحمة والله وبركاته
أنا سعيد بمداخلاتك القيمة أولاً.
ثانياً: لم نعهد إن التخفي وعدم الصدع بالحق مما يمدح عليه في القرآن.
ثم ماهي المصلحة التي تترتب على منعهم من الجهر بالدعوة؟
إذا كان الأمر كما تقول فهم لم يقيموا حجة على أحد ، ثم هم بعد ذلك لم يمارسوا عبادة حتى نقول إنهم فروا بدينهم ، بل بمجرد أن أووا إلى الكهف ضرب الله علي آذانهم فرقدوا.

أما الربط على قلب أم موسى فهو موافق للربط على قلوب أصحاب الكهف ليجهروا بالحق ، فإن الربط على قلب أم موسى جعلها تصبر على الموقف الصعب المخالف لفطرة الأمومة فكانت المصلحة هنا لا في الانسياق وراء مشاعر الأمومة فينتج عنه هلاك موسى عليه السلام.

ثم لو تأملت قول الله تعالى:
وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)
يوحي أن قومهم على علم بحالهم ، وهذا لا يكون إلا أن يكونوا قد أظهروا لهم معتقدهم من قبل.

وأخيرا لا يمنع أن نسمع وجهة نظرك والدروس المبنية على الوجه الذي حملت الآيات عليه.

وفقنا الله وإياك لفهم كتابه وجعله شاهدا لنا لا شاهدا علينا.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
السلام عليكم
*الصدع بالدعوة له متطلبات وشروط لم تتحقق فيهم ؛ وفعل الرسول في بداية الدعوة دليل على أنه في حال عدم التمكين لابد من التخفي والدعوة سرا ؛ والجهر في هذا الحال يكون منافيا للحكمة ؛وقضية حفظ النفس أولى من حفظ الدين قضية معروفة
*نعم لم يقيموا حجة علي أحد ؛ بل بعثهم بعد ذلك هو الذي جعلهم آية " ..لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا "
*وكونهم لم يمارسوا عبادة لا علم لى به ؛ولكن حتي وإن كان فلا ضير ؛ سحرة فرعون لم يسجدوا إلا سجدة واحدة ؛ وفي السيرة الكثير عمن عمل قليلا وأجر كثيرا .
* لو كانوا هاربين من القوم لقالوا -فروا منهم وليس اعتزلتموهم ؛
*"وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا "(19) مجموعة من الشباب تركوا أهلهم وأعمالهم لابد وأنه سيثير ضجة للبحث عنهم ولو من قبل ذويهم ؛ فإن ظهروا فسيتم الاستجواب وستعلم حقيقتهم ؛
*أما الفوائد فهي هذه التي نتدارسها
وليست من قبيل ما نسمع في احتفال تخريج طلبة الحربية يقرأ المذيع الآية " إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدي " بغير فهم ؛فلا أدرى ان كان الوصف ينطبق أو ان كان يحق له أن يصفهم بهذا أم ان كان هذا من قبيل التألى علي الله؛ تحتاج المسألة إلى تأصيل
نسأل الله الهدى والتقى ؛ وحسن التدبر وحسن الفهم
 
السلام عليكم
*الصدع بالدعوة له متطلبات وشروط لم تتحقق فيهم ؛ وفعل الرسول في بداية الدعوة دليل على أنه في حال عدم التمكين لابد من التخفي والدعوة سرا ؛ والجهر في هذا الحال يكون منافيا للحكمة ؛وقضية حفظ النفس أولى من حفظ الدين قضية معروفة
*نعم لم يقيموا حجة علي أحد ؛ بل بعثهم بعد ذلك هو الذي جعلهم آية " ..لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا "
*وكونهم لم يمارسوا عبادة لا علم لى به ؛ولكن حتي وإن كان فلا ضير ؛ سحرة فرعون لم يسجدوا إلا سجدة واحدة ؛ وفي السيرة الكثير عمن عمل قليلا وأجر كثيرا .
* لو كانوا هاربين من القوم لقالوا -فروا منهم وليس اعتزلتموهم ؛
*"وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا "(19) مجموعة من الشباب تركوا أهلهم وأعمالهم لابد وأنه سيثير ضجة للبحث عنهم ولو من قبل ذويهم ؛ فإن ظهروا فسيتم الاستجواب وستعلم حقيقتهم ؛
*أما الفوائد فهي هذه التي نتدارسها
وليست من قبيل ما نسمع في احتفال تخريج طلبة الحربية يقرأ المذيع الآية " إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدي " بغير فهم ؛فلا أدرى ان كان الوصف ينطبق أو ان كان يحق له أن يصفهم بهذا أم ان كان هذا من قبيل التألى علي الله؛ تحتاج المسألة إلى تأصيل
نسأل الله الهدى والتقى ؛ وحسن التدبر وحسن الفهم

الأخ مصطفى سعيد
أسعدني الله وإياك في الدنيا والآخرة
كلامك جيد وبخاصة هذه العبارة"سحرة فرعون لم يسجدوا إلا سجدة واحدة ؛ وفي السيرة الكثير عمن عمل قليلا وأجر كثيرا ."
أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك.

وهنا أنت أثرت أكثر من موضوع :
أولاً:ما هي شروط ومتطلبات الجهر بالدعوة؟وكيف نستشف هذه الشروط من خلال قصة أصحاب الكهف؟

ثانياً:هل حفظ النفس أولى من حفظ الدين هكذا باطلاق؟

أتمنى لو نسمع منك ومن الأساتذة الأفاضل.

وفق الله الجميع لما فيه الخير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
بارك الله فيك أخي مصطفى وزادك من فضله وإنعامه ..
أنت قلت وفقك الله :
أن قوله تعالى "إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا " ليس معني قيامهم أنهم يدعون قومهم ؛ بل قاموا كمجموعة فيما بينهم " أن تقوموا لله مثنى وفرادي "
وأنا أقول لك كما قال المفسرون أن قوله تعالى ( إذ قاموا فقالوا ) توحي بأن الفتية كانوا جلوسا مع قومهم ؟!.. وكلمة ( فقالوا ) تدل على أن قولهم هذا كان في مجلس قومهم قبل أن يغادروه إذ الفاء تدل على الترتيب والتعقيب ؟!.. فهذا يعني أنهم قاموا فقالوا قولتهم تلك مباشرة فأعلنوا أمام قومهم توحيدهم لله عزوجل وتبرؤهم من الشرك .. إذ أن قوله (فقالوا) تدل على الجهر بها إذ لو كانوا متناجين فيما بينهم لقال ربنا : فأسروا النجوى ، أو خلصوا نجيا ؟!..
فالآية قد تحتمل هذا وهذا كما هي القاعدة وإن كان القول الثاني أظهر كما في كتب المفسرين ..
وأما الآية التي تليها فتوافق ما ذكرت لنا مشكورا مأجورا بقولك :
يبدو من الضمائر الواردة في الآيات أنهم يتحاورون فيما بينهم ولم يوجهوا خطابا لقومهم ؛ (هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) هنا يتكلمون فيما بينهم عن قومهم بصيغة الغائب " لولا يأتون " وليس تأتون ..وهو كما قلت أن قوله تعالى: { هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً } يشيرون إلى وجهة نظرهم في انعزالهم عن قومهم ..
هذا والله تعالى أعلم ..
وفقت أخي وبوركت جهودك ..
 
مدرسة الحديث والرأي

مدرسة الحديث والرأي

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]
الأخ محب القرآن
يسلم عليك أبو الطيب ويقول
[align=center]وليس يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل [/align]
يعلم الله أني أكره اللجاجة كره النفس للهمّ , والأرض للدم , لولا أني أجد من يجرني إليها بالسلاسل جرا .
سألتني رعاك الله دليلا على دوران الأرض حول الشمس ولا أعرف والله كيف آتيك بدليل على ما بات واضحا -بفضل الله - كالشمس وضحاها , وكاد يعرفه حتى الوليد في مهده .
والدليل أخي الحبيب يكون مستحيلا في حالتين إذا بلغ الأمر غاية في الغموض أو بلغ غاية في الوضوح , وعليه فلا فرق بين يسألك دليلا على الثقب الأسود في سديم الكون ومن يسألك دليلا على أن السمع بالأذن والشم بالأنف !!!.
سالتني دليلا فاحترت والله .. فمن بين التقارير العلمية التي يعدها أهل التخصص والخبرة ممن جدّوا واجتهدوا وأخذوا بالأسباب , ففتح الله لهم مغاليق العلم حتى ابتغوا نفقا في الأرض وسلما في السماء , فنفذوا من أقطار السماء بسلطان العلم , ومشوا على القمر ووصلوا المريخ وهم في كل يوم بكشف جديد , أقول من بين التقارير التي شاهدتها والتي بلغت -بل جاوزت- حد التواتر , ما رأيت ولا سمعت في واحد منها أن الشمس هي التي تدور حول أرضنا , ولعلك أخي الكريم تذكر المخطط الفلكي لدوران الأرض والكواكب حول الشمس , فهذا دليل إن وجدت به مقنع .
فإن لم تقنع فجئني إن استطعت –ولن تستطيع- بمخطط واحد ولو افتراضي -واحد لا أكثر- يرينا دوران الشمس حول الأرض , ولك علي أن أكسر قلمي , وأكذب العلماء الفلكيين , وأعظ نواجذي على رأي ابن عثيمين , وأكفر بهابل الغربيين كُفر سلفنا من قبل بــهُبل المشركين .
سألتني دليلا .. لا أعطيك دليل , ولكن أهديك إليه السبيل , فابحث إن أحببت في الشبكة عن موضوع (دوران الأرض حول الشمس) وانظر بأم عينك و .. وأبيها , دوران أرضك حول الشمس ..
مع التحية والحب
[align=center]* * *[/align]
أما بالنسبة لأخي الحبيب عبد الرحمن الوشمي
فيبدو لي أن موضع الخلاف بيننا ليس في دوران الأرض أو ثباتها , بل هو أبعد من ذلك , هو خلاف قديم بين مدرستين , مدرسة الحديث في الحجاز ومدرسة الرأي في العراق , وبمعنى آخر مدرسة حرفية النص ومدرسة التوسع العقلي في فهم النص , وهذا الموضوع واسع جدا لا يمكن حصره بهذا المقام , لكن لعلنا نتناوله في دراساتنا القادمة إن شاء الله ..
لك مني خالص الاحترام ولأخي الحبيب محب القرآن خالص الود ..
بارك الله فيكم
أخوكم
علي جاسم
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]
الأخ محب القرآن
يسلم عليك أبو الطيب ويقول
[align=center]وليس يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل [/align]

الأخ الفاضل علي جاسم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا أولاً:
ثانياً:سلم على أبي الطيب وقل له إن دليل النهار هو طلوع الشمس.
ثم أينا يصدق عليه قول المتنبي؟
نحن نقول اجتمع عندنا الخبر القطعي الثبوت والدلالة ودليل الحس.
فأما الخبر فإن الله أخبر في كتابه أن الشمس تجري ، وتطلع ، تغيب ، وتسبح ، وذكر لها مشارق ومغارب وكذلك الآحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تشير بوضوح إلى حركة الشمس.
وأما الحس فنحن نرى الشمس تطلع من المشرق ثم تتحرك حتى تختفي في جهة المغرب.
فهذا هو نهارنا ودليله كالشمس في رابعة النهار.
وأما نهارك فلا أدري أين هو.

يعلم الله أني أكره اللجاجة كره النفس للهمّ , والأرض للدم , لولا أني أجد من يجرني إليها بالسلاسل جرا .

أقول لك أيها الحبيب هذا نقاش علمي وليس من اللجاجة في شيء ، ما يدور في هذا المنتدى أحسبه محاولة لفهم كتاب الله على الوجه الأمثل.

سألتني رعاك الله دليلا على دوران الأرض حول الشمس ولا أعرف والله كيف آتيك بدليل على ما بات واضحا -بفضل الله - كالشمس وضحاها , وكاد يعرفه حتى الوليد في مهده .
والدليل أخي الحبيب يكون مستحيلا في حالتين إذا بلغ الأمر غاية في الغموض أو بلغ غاية في الوضوح , وعليه فلا فرق بين يسألك دليلا على الثقب الأسود في سديم الكون ومن يسألك دليلا على أن السمع بالأذن والشم بالأنف !!!.

أولآً هذه مبالغة عجيبة، فأنا قد خط الشيب مفرقي وغيري كثير لم نلمس هذا الدليل الذي كاد الوليد في المهد أن يعرفه.
ثم إذا كان الأمر غاية في الوضوح فإنه من السهل أن تقيم الدليل عليه، فمن سألك مثلاً الدليل على أن السمع بالأذن والشم بالأنف فمن السهل أنت تقول أقفل أذنيك قفلا محكما وحاول أن تسمع، وأمسك على أنفك وأغلقه تماما وحاول أن تشم.
أما الثقب الأسود فهو كدوران الأرض يحتاج إلى دليل فإذا تبين لنا آمنا وصدقنا.

سالتني دليلا فاحترت والله .. فمن بين التقارير العلمية التي يعدها أهل التخصص والخبرة ممن جدّوا واجتهدوا وأخذوا بالأسباب , ففتح الله لهم مغاليق العلم حتى ابتغوا نفقا في الأرض وسلما في السماء , فنفذوا من أقطار السماء بسلطان العلم , ومشوا على القمر ووصلوا المريخ وهم في كل يوم بكشف جديد , أقول من بين التقارير التي شاهدتها والتي بلغت -بل جاوزت- حد التواتر , ما رأيت ولا سمعت في واحد منها أن الشمس هي التي تدور حول أرضنا , ولعلك أخي الكريم تذكر المخطط الفلكي لدوران الأرض والكواكب حول الشمس , فهذا دليل إن وجدت به مقنع .
فإن لم تقنع فجئني إن استطعت –ولن تستطيع- بمخطط واحد ولو افتراضي -واحد لا أكثر- يرينا دوران الشمس حول الأرض , ولك علي أن أكسر قلمي , وأكذب العلماء الفلكيين , وأعظ نواجذي على رأي ابن عثيمين , وأكفر بهابل الغربيين كُفر سلفنا من قبل بــهُبل المشركين .

تعرف لماذا احترتَ؟
لأن الدليل غير واضح أخي الكريم لا في ذهنك ولا في الواقع.

وأنا لست في حاجة أن آتيك بمخطط ولكني على يقين لا أنتقل عنه إلا بيقين أقوى منه.
أما ما ذكرته من المخططات الفلكية فهي أقرب للنظريات منها إلى الحقائق العلمية.

وختاما أذكرك بما قلناه سابقاً:
ثبت لدينا بالدليل القطعي حركة الشمس.
وأما الأرض فالأدلة تتأرجح بين الإثبات والنفي وعليه نحتاج إلى مرجح وحتى نجد هذا المرجح فنحن على قول بن عثمين رحمه الله وهو قول عالم بصير بما يقول يدلك على كيفية التعامل مع النصوص الشرعية بصورة صحيحة .
وهذه هي خلاصة كلامه في المسألة كما نقله أخونا عبد الرحمن الوشمي:

"أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار، فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنة إليه - وأنى ذلك - فالواجب على المؤمن أن يستمسك بظاهر القرآن الكريم والسنة في هذه الأمور وغيرها ..
وأما عن كون الأرض ثابتة فذكر رحمه الله :
خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى : { وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ} . ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله : { أَن تَمِيدَ بِكُمْ }. يدل على أن للأرض حركة، لولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.
وقوله: { اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً } . ليس بصريح في انتفاء دورانها، لأنها إذا كانت محفوظة من الميدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قراراً وإن كانت تدور."
 
شكر الله سعيك أخي الفاضل محب القرآن الكريم .. وزادك علما وفضلا .. فقد كفيتني مؤونة الرد فجزاك الله عني خير الجزاء .. آمـــين ..
 
شكر الله سعيك أخي الفاضل محب القرآن الكريم .. وزادك علما وفضلا .. فقد كفيتني مؤونة الرد فجزاك الله عني خير الجزاء .. آمـــين ..

وشكر سعيك أخي الكريم وبارك وثمر جهدك

أخي الكريم الغرض من النقاش مع الأخ الفاضل علي جاسم هو معرفة الأسلوب الأمثل لفهم النصوص القائم على القواعد المنضبطة للاستدلال وأخذ ذلك بعين الاعتبار عند المناقشة.

أما دوران الأرض حول الشمس فالأخ الفاضل علي يقول إنه أصبح من المسلمات وأنا أقول له كيف يكون كذلك والأبحاث لازالت تُكتب في هذا الشأن بين نافٍ ومثبت والنقاشات بين المهتمين بمثل هذه الأمور قائمة؟

وهذا الرابط يعطينا مثالاً على ذلك:
http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?t=20816
 
جزيت خيرا أخي الفاضل محب القرآن الكريم على مداخلاتك وإضافاتك الثرية ..

وحسبي أن أذكر ـ في هذه المسألة التي ما زال البحث فيها قائما ـ ماقاله العلامة العثيمين رحمه الله في آخر فتواه التي نقلتها للأخ الفاضل علي وفقه الله :
( وفي ظني والله أعلم أنه سيجيىء الوقت الذي تتحطم فيه فكرة علماء الفلك العصريين كما تحطمت فكرة داروين حول نشأة الإنسان !!!...)
 
السلام عليكم

كون الشمس تجرى فهذه حقيقة ثابتة بالنص وكذلك في العلم ؛ولكن لم يقل النص أنها تدور حول الأرض؛ قد يقول أحدهم طلوعها وغروبها دليل علي كونها تدورحول الأرض ؛ نقول نعم ،هذا استنباط من النص قد يصح وقد لا يصح ؛ لأن هناك احتمال آخر وهو أن الأرض هي التى تدور أمامها ؛
و دوران الأرض يتضح من الآتي :
دورة القمر حول الأرض تتم كل شهر قمرى ؛فلماذا يطلع كل ليلة وليس كل شهر ؟
إن طلوع القمر كهلال في أول الشهر يحدث نتيجة دوران القمر حول الأرض ؛هذه قضية مجزوم بها في فقه الأهله التى هي مواقيت للناس والحج
وطلوع القمر كل ليلة يحدث لكون الأرض تدور أمامه ؛
وبهذا فالأرض تدور .
والمنظومة كلها الشمس والقمر والليل والنهار- الأرض - منظومة واحدة تسبح في فلك واحد
والله أعلم
 
وهم الحس

وهم الحس

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين وخاتم النبيين ورحمة الله للعالمين .. وبعد ..
أحبتي في الله ..
[align=justify]كنت أحسب الخلاف بيننا حول مسألة واحدة , حتى جاء أخي محب القرآن وأفرغ كنانته فأضاف إلى الخلاف قضية أخرى أراها تستلزم الرد والتعقيب .
فالأخ الكريم عبد الرحمن -كما أسلفت- أختلف معه في أنه يعتبر حرفية النص أو ظاهر النص كما يسميها , ولا يلقي بالا للكشوف العلمية التي ثبتت ثبوتا قطعيا , ولا يريد أن يصدق أولئك الذين فتقوا جلدة السماء وعبروا غلاف الأرض وسبحوا في سديم الفضاء , فرأوا بأمّ أعينهم دوران الأرض حول الشمس , وهذا موضوع -كما قلت- واسع متشعب لا يسعه المقام , آمل أن نتناوله في غير موضع بشيء من التفصيل يشاركنا فيه أهل الملتقى الأفاضل .
................................................................................................................. هذا الخلاف وكفى !! ولكن أخي محب القرآن فتح بابا آخر لنقاش بل للخلاف , وذلكم الباب هو التسليم بالحقيقة الحسية , والتي جعلها حجر أساس في فهم النص المذكور , وفــاته –زاده الله علما- أن الحقائق الحسية هي في الغالب حقائق جزئية لا كلية ..
فقد قال رعاه الله " وأما الحس فنحن نرى الشمس تطلع من المشرق ثم تتحرك حتى تختفي في جهة المغرب.
فهذا هو نهارنا ودليله كالشمس في رابعة النهار , وأما نهارك فلا أدري أين هو" .
وأقول لأخي محب القرآن
[align=center]أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا تورد يا سعد الإبل[/align]
أهذا نهارك أخي الحبيب !! فوالله أضوء منه ليلة عمياء محق الله بدرها وأطفأ نجومها , وتاه بها حتى لصوص السمع من الشياطين .
تقول لي الــحس , وأصدّق بالحس , ودليلي الحس !! ولا أدري والله منذ متى والمسلم يقف عند حدود الحس ؟؟!! ويجعل من الحقيقة الحسية أمرا مسلم به , بل ويجعل منها نهارا وهاجا لا جدال معه ؟؟!!
يا أخي الحبيب ..
علمنا القرآن أن للحقيقة مراتب ثلاث
مرتبة دنيا وهي الحقيقة الحسية
ومرتبة فوقها وهي الحقيقة العقلية
وفوق هذه وتلك مرتبة الحقيقة القلبية (الغيبية)
والتسليم بالحقيقة الحسية هو حظ الأنعام .. ورحم الله ابن القيم "طائر الطبع يرى الحبة وعين العقل ترى الشرك" .
والتسليم بالحقيقة العقلية هو حظ الإنسان الذي ميزه الله بالعقل ..
والتسليم بالحقيقة القلبية (الغيبية) هو حظ المؤمن الذي يذهب بقلبه إلى حيث تقصر خطى العقل وينقطع مداه ..
وإليك بيان ذلك
يرى الحس الحجر حجرا ولا شيء وراء ذلك , ويراه العقل نسيج محكم من الذرات متصل بعضها ببعض , في كل ذرة بروتون ونيوترون تدور حول نواة الذرة , ويراه القلب كائنا مسبحا بحمد الله تعالى {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} .. فأي الحقائق أصدق وأحق ؟؟!! بل انظر الفارق البعيد بين ما يراه الحس ويعلمه العقل ويؤمن به القلب .
فأدنى مراتب الحقيقة هو ما يراه الحس , فإذا خطوت خطوة وراء الحس انتقلت إلى مرتبة أعلى وهي العقل , فإذا خطوت خطوة أخرى انتقلت إلى أعلى المراتب وهي الحقيقة القلبية , والشريعة علمتنا أن نعتبر الحقيقة القلبية على أن نحترم الحقيقة العقلية ولا نسقطها من حساباتنا في أمر الدنيا ..
تقول لي -عافاك الله- الحقيقة الحسية هي النهار , وهي البرهان الذي يقطع كل حجة ويخرس كل لسان .. فأجبني عما يلي
يرى الحس الأمواج تصطخب فوق أديم الأرض , وهي في حكم العقل أمواج من سرابٍ خادعٍ لا تملأ ملعقة , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية ؟؟
ويرى الحس الميت محض جثة جامدة هامدة , وهي لم تزل في حكم العقل متغيرة متحللة لعناصرها الأولى فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية ؟؟
ويرى الحس اللحد على قدّ الميت , وهو في حسابات القلب روضة فسيحة من رياض الجنة أو هو في حسابات القلب حفرة من النار أضيق مما يراه الحس , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم القلبية ؟؟!
ويرى الحس النجوم تتلألأ نورا , وهي في العقل أجرام سماوية مظلمة لولا انعكاس ضوء الشمس ما أنارت ولا تلألأت , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية ؟؟!
ويرى الحس البدر كأنه قرص من الفضة صقيل , ومن ذلك شبهوا الحبيبة بالبدر , وهو في عين الراصد الفلكي كوكب أرضه فيها الحفر والأخاديد والنتوءات , كجلد الأجرب , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية ؟؟!
ويرى الحس وجه الميت ساكنا كوجه التمثال , وهو في حكم القلب يتقلب في أعطاف النعيم أو يشوى على جمر الجحيم , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم القلبية ؟؟
ويهبط الحجر فلا يزيد الحس على أن رأى حجرا هبط , ولعله هبط في حسابات القلب من خشية الله فأي الحقيقتين هي النهار ؟ الحسية أم القلبية ؟؟!
ويرى الحس الأرض منبسطة أمامه فيقطع أنها مستوية وهي في العقل كروية أو دحيوية بمعنى أدق , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية ؟؟
ونضغط زرا على جهاز الريمونت فلا يرى الحس شيئا يخرج منه , وفي حكم العقل أن ذبذبات من نوع ما خرجت منه أو كما يسميها ابن القيم (جواهر لطيفة) [وهذا سبق علمي لابن القيم] فأي الحقيقتين هـــي النـــهار الحسية أم العقلية ؟؟!
ثم إن كانت المسألة واضحة كالنهار كما تدعي , فلم لم تسعفنا بمخطط فلكي –مخطط واحد فقط- ولو افتراضي !! يرينا دوران الشمس حول الأرض ؟؟! وأعيدها لك -وقلتها سلفا- لا تأتي به ولن تأتي به ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا , وأنا على استعداد أن أهديك إلى مخطط بل عشرات المخططات على الشبكة تريك صدق مذهبي , بل هنالك مقاطع فديو حية تصور حركة الأرض , ولكنك أخي الحبيب لا تريد إلا ما تريد ..
دع كلامي واسمع للغزالي يرحمه الله ماذا يقول في المنقذ من الضلال
" فانتهى بي طول التشكيك إلى أن لم تسمح نفسي بتسليم الأمان في المحسوسات ومن أين الثقة بها وأقوى الحواس حاسة البصر , وهي تنظر إلى الظل فتراه واقفا غير متحرك , وتحكم بنفي الحركة , ثم بالتجربة [طبعا يقصد المتابعة العقلية] والمشاهدة بعد ساعة تعرف أنه متحرك , وأنه لم يتحرك دفعة بغتة , بل على التدريج ذرة ذرة حتى لم تكن له حالة وقوف .
وتنظر إلى الكوكب فتراه صغيرا في مقدار دينار , ثم الأدلة الهندسية [طبعا يعني العقلية] تدل على أنه أكبر من الأرض في المقدار .
هذا وأمثاله من المحسوسات يحكم فيها حاكم الحس بأحكامه ويكذبه حاكم العقل ويخونه تكذيبا لا سبيل لمدافعته . انتهى كلام الغزالي .
أتقرأ أخي الحبيب "....... لا سبيل لمدافعته " لأن الحقيقة العقلية إذا سطعت غارت الحقيقة الحسية ..
ومن كلامٍ لابن تيمية يرحمه الله "ولا أعلم فى القضايا الحسية كلية لا يمكن نقضها" وقال في غير موضع " أن القضايا الحسية لا تكون إلا جزئية ". انتهى كلام ابن تيمية .
ونحن نرى الشمس تطلع , والشمس تغرب , ولا يزيد الحس على تسجيل حركة الشمس , كما لا يزيد الحس على رؤية حجمها بقدر الدينار وهو مخطئ بحكم العقل , فكيف تأتّى لنا أن نقطع بدوران الشمس حول الأرض , أليس حريا بنا أن نتريث في هذه الحقيقة الحسية وقد ناقضت الحقيقة العقلية التي ثبتت ثبوتا قطعيا حتى باتت من المسلمات , بل باتت كالنهار الذي لا يحتاج إلى دليل .
ثم خبرني أعزك الله
أليس حريا بنا أن نسأل أهل التخصص في هذا الأمر ؟؟
فإن أشكل علينا مثلا فهم قوله تعالى {.... ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما .. الآية}. سألنا أهل التخصص من الأطباء فبينوها لنا
وإن أشكل علينا فهم قوله تعالى {ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود} سألنا علماء الأرض والجيولوجيا فبينوها لنا ..
وإذا أشكل علينا قوله تعالى {مرج البحرين يلتقيان} أو قوله {أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه ظلمات بعضها فوق بعض } سألنا علماء البحار فبينوها لنا .
فإذا أشكل علينا قوله {والقمر قدرناه منازل } أو قوله { وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم .. الآية } أو قوله سبحانه {والشمس تجري لمستقر لها} سألنا علماء الفلك وأهل المراصد الفلكية فبينوها لنا ..
فعلام نرجع في كل ذلك إلى أهل التخصص نستوضح ما أشكل فهمه أو نستجلي ما عُمّي علينا , ولا نرجع لعلماء الفلك في فهم هذه الآيات ؟؟! .
[align=center]* * *[/align]
ومسألة أخرى يبدو أنك قد أسقطتها من حساباتك
يا أخي الحبيب فضيلة الشيخ ابن عثيمين عالم جليل من علماء الأمة نعم , ولكن هذا لا يعني أنه معصوم من الخطأ , ولا يعني أن فتواه قبس من التنزيل , فلم لم يخطر ببالنا –ولو خطرة عابرة- أن ابن عثيمين يرحمه الله رأى رأيا فأخطأ , أو قدر أمرا فما أصاب , أو اجتهد تفسيرا فما حالفه التوفيق , وكل ذلك وارد , وكل ذلك ممكن , فلم لا نضعه في حساباتنا ؟؟! خصوصا والعلم قد أثبت وبما لا يقبل الشك خلاف رأي ابن عثيمين ؟؟ .
[align=center]* * *[/align]
أما بالنسبة للشمس فهي نعم تجري بنص القرآن , فلما سألنا أهل العلم المتخصصين قالوا جريانها هو دورانها حول مركز المجرة (مجرة التبانة) وليس دورانها حول الأرض , فهي بالنسبة للمجموعة الشمسية ثابتة والكواكب من حولها دوارة بما فيها الأرض , وهي بالنسبة للمجرة متحركة مع المجاميع الأخرى في فلك عظيم جدا حول مركز المجرة وليس الأرض ..
هذا بعض ما في جعبتي لهذا اليوم ..
إن لم تجد به مقنع فـــزدنا ..
تحياتي الـــــطيبة ..
أخوكم
علي جاسم
[/align]
 
الأخ الفاضل على جاسم
أولاً : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثانياً: يعجبني أسلوبك الساخر ولا يغضبني إلا بمقدار مخالفته للحق .
ثالثاً: عنوان مشاركتك " وهم الحس" الذي يبدو أنك ومن خلال حبكتك الجميلة شكلاً والمهلهلة مضمونا تتهمني وغيري أننا من ضحايا وهم الحس كما اسميتها ولهذا جاءت استدلالتنا بعيدة عن الصواب ، أما أنت فقد أصبت كبد الحقيقة لأنك لم تكن ضحية من ضحايا وهم الحس.
والآن تعال لترى من خلال قطعتك الأدبية التي خذلك فيها حسك كيف أنك ناقضت نفسك من أول الطريق وأيدت فكرتك بحس الآخرين لا بحسك أنت فقلتَ:

[align=center] أحبتي في الله ..
[align=justify]كنت أحسب الخلاف بيننا حول مسألة واحدة , حتى جاء أخي محب القرآن وأفرغ كنانته فأضاف إلى الخلاف قضية أخرى أراها تستلزم الرد والتعقيب .
فالأخ الكريم عبد الرحمن -كما أسلفت- أختلف معه في أنه يعتبر حرفية النص أو ظاهر النص كما يسميها , ولا يلقي بالا للكشوف العلمية التي ثبتت ثبوتا قطعيا , ولا يريد أن يصدق أولئك الذين فتقوا جلدة السماء وعبروا غلاف الأرض وسبحوا في سديم الفضاء , فرأوا بأمّ أعينهم دوران الأرض حول الشمس , وهذا موضوع -كما قلت- واسع متشعب لا يسعه المقام , آمل أن نتناوله في غير موضع بشيء من التفصيل يشاركنا فيه أهل الملتقى الأفاضل . [/align]

ثم واصلت تهدم فكرتك وأنت لا تشعر ، فقلت:
[align=center]................................................................................ هذا الخلاف وكفى !! ولكن أخي محب القرآن فتح بابا آخر لنقاش بل للخلاف , وذلكم الباب هو التسليم بالحقيقة الحسية , والتي جعلها حجر أساس في فهم النص المذكور , وفــاته –زاده الله علما- أن الحقائق الحسية هي في الغالب حقائق جزئية لا كلية ..
فقد قال رعاه الله " وأما الحس فنحن نرى الشمس تطلع من المشرق ثم تتحرك حتى تختفي في جهة المغرب.
فهذا هو نهارنا ودليله كالشمس في رابعة النهار , وأما نهارك فلا أدري أين هو" .
]

فقلي بربك: متى تنقلب الحقيقة الحسية إلى وهم؟

ثم واصلت مقطوعتك الرصينة فقلت :

[align=center
وأقول لأخي محب القرآن
[align=center]أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا تورد يا سعد الإبل[/align]
أهذا نهارك أخي الحبيب !! فوالله أضوء منه ليلة عمياء محق الله بدرها وأطفأ نجومها , وتاه بها حتى لصوص السمع من الشياطين .
تقول لي الــحس , وأصدّق بالحس , ودليلي الحس !! ولا أدري والله منذ متى والمسلم يقف عند حدود الحس ؟؟!! ويجعل من الحقيقة الحسية أمرا مسلم به , بل ويجعل منها نهارا وهاجا لا جدال معه ؟؟!!
]

وهنا عدة أمور:
أولاً : تمنيت أنك لم تقسم ، فالقسم لا يكون إلا على مثل الشمس في رابعة النهار.
ثانياً : من قال لك إن المسلم يقف عند حدود الحس؟
ثالثاً: التسليم بالحقيقة الحسية مطلوب شرعاً وعقلاً ولو لم نسلم بالحقائق الحسية لأصبحنا في عداد المجانين.

ثم قلت:

يا أخي الحبيب ..
علمنا القرآن أن للحقيقة مراتب ثلاث
مرتبة دنيا وهي الحقيقة الحسية
ومرتبة فوقها وهي الحقيقة العقلية
وفوق هذه وتلك مرتبة الحقيقة القلبية (الغيبية)
]

وأنا أقول إن في القرآن ما يدل على عكس ما تقول ولعلي أقف مع هذه النقطة وقفة مستقلة فيما بعد إن شاء الله تعالى.

ثم إنك وصلت فقلت :


والتسليم بالحقيقة الحسية هو حظ الأنعام .. ورحم الله ابن القيم "طائر الطبع يرى الحبة وعين العقل ترى الشرك" .
والتسليم بالحقيقة العقلية هو حظ الإنسان الذي ميزه الله بالعقل ..
والتسليم بالحقيقة القلبية (الغيبية) هو حظ المؤمن الذي يذهب بقلبه إلى حيث تقصر خطى العقل وينقطع مداه ..
وإليك بيان ذلك
يرى الحس الحجر حجرا ولا شيء وراء ذلك , ويراه العقل نسيج محكم من الذرات متصل بعضها ببعض , في كل ذرة بروتون ونيوترون تدور حول نواة الذرة , ويراه القلب كائنا مسبحا بحمد الله تعالى {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} .. فأي الحقائق أصدق وأحق ؟؟!! بل انظر الفارق البعيد بين ما يراه الحس ويعلمه العقل ويؤمن به القلب .
فأدنى مراتب الحقيقة هو ما يراه الحس , فإذا خطوت خطوة وراء الحس انتقلت إلى مرتبة أعلى وهي العقل , فإذا خطوت خطوة أخرى انتقلت إلى أعلى المراتب وهي الحقيقة القلبية , والشريعة علمتنا أن نعتبر الحقيقة القلبية على أن نحترم الحقيقة العقلية ولا نسقطها من حساباتنا في أمر الدنيا ..
]

وأنا أقول لك هذا خلط في الاستشهاد فالحس يحكم على الحجر بأنه حجر لأنه قد عرف شكله وعرف صفاته ، فمن أنكر أن الحجر ليس بحجر ليس أمامك إلا أن تقول انظر إليه والمسه بيدك إنه صلب إنه حجر.
والتسليم بالحقيقة الحسية لا يمنع من التسليم بالحقيقة العقلية وهي حسية في نفس الوقت لأن العقل قد تلقاها عن طريق الحواس فعلم أن الحجر مكون من ذرات. وكذلك لا يمنع من التسليم بالحقيقة الإيمانية المبنية على الخبر الصادق بأن الحجر يُسبح لله تعالى.
فالتسليم بالحقيقة الحسية ليس من حظ الأنعام اطلاقاً.

ثم تواصل الكلام فتقول:


تقول لي -عافاك الله- الحقيقة الحسية هي النهار , وهي البرهان الذي يقطع كل حجة ويخرس كل لسان .. فأجبني عما يلي
يرى الحس الأمواج تصطخب فوق أديم الأرض , وهي في حكم العقل أمواج من سرابٍ خادعٍ لا تملأ ملعقة , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية ؟؟
]

وأنا أقول لك الحس يرى سراباً ولا يرى أمواجا ،لا ما يملأ ملعقة ولا أقل من ملعقة. الإشكال لو أنه يرى أمواجا حقيقية مضطربة ثم تأتي إليه وتقول إنه هذه أمواج ساكنة لا تتحرك فعليك حينها أن تثبت لها ذلك وتقول إنك قد وقعت في وهم الحس.

ثم تقول:

ويرى الحس الميت محض جثة جامدة هامدة , وهي لم تزل في حكم العقل متغيرة متحللة لعناصرها الأولى فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية ؟؟

ويرى الحس اللحد على قدّ الميت , وهو في حسابات القلب روضة فسيحة من رياض الجنة أو هو في حسابات القلب حفرة من النار أضيق مما يراه الحس , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم القلبية ؟؟!
]

وأنا أقو لك الجثة والتحلل كلاهما حقائق حسية والعقل فقط بحث عن سر التحلل.
وكذلك كون اللحد على قد الميت فهو حقيقة حسية ، ولا منافاة بينه وبين الحقيقة الإيمانية.

ثم تواصل فتقول:
ويرى الحس النجوم تتلألأ نورا , وهي في العقل أجرام سماوية مظلمة لولا انعكاس ضوء الشمس ما أنارت ولا تلألأت , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية ؟؟!
ويرى الحس البدر كأنه قرص من الفضة صقيل , ومن ذلك شبهوا الحبيبة بالبدر , وهو في عين الراصد الفلكي كوكب أرضه فيها الحفر والأخاديد والنتوءات , كجلد الأجرب , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية ؟؟!
]

أما هذه فهي من جنس ما نحن بصدده وأقول لك هات برهانك على أن النجوم والقمر هم على ما ذكرت من الأوصاف قبل أن تجعل منها حقائق عقلية.

ثم تواصل مقطوعتك الرائعة فتقول:
ويرى الحس وجه الميت ساكنا كوجه التمثال , وهو في حكم القلب يتقلب في أعطاف النعيم أو يشوى على جمر الجحيم , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم القلبية ؟؟
]

وأنا أقول وجه الميت ساكن كوجه التمثال حقيقة حسية صادقة لا ينفيها حقيقة ما هو فيه من النعيم أو الجحيم.

ثم تستمر في ضرب الأمثلة:

ويهبط الحجر فلا يزيد الحس على أن رأى حجرا هبط , ولعله هبط في حسابات القلب من خشية الله فأي الحقيقتين هي النهار ؟ الحسية أم القلبية ؟؟!
]

فأقول :كون الحجر قد يكون هبط من خشية الله لا ينافي حقيقة هبوطه الحسي.

أما قولك:

ويرى الحس الأرض منبسطة أمامه فيقطع أنها مستوية وهي في العقل كروية أو دحيوية بمعنى أدق , فأي الحقيقتين هي النهار الحسية أم العقلية ؟؟
]

وأنا أقول لك لا تنافي بين الحقيقتين فلأولى ثابتة بالحس وبالخبر على المعنى الصحيح المراد في كتاب الله ، والثانية ثابتة بدليل العقل ومفهوم النص والحمد لله رب العالمين.

ثم تقول:
ثم إن كانت المسألة واضحة كالنهار كما تدعي , فلم لم تسعفنا بمخطط فلكي –مخطط واحد فقط- ولو افتراضي !! يرينا دوران الشمس حول الأرض ؟؟! وأعيدها لك -وقلتها سلفا- لا تأتي به ولن تأتي به ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا , وأنا على استعداد أن أهديك إلى مخطط بل عشرات المخططات على الشبكة تريك صدق مذهبي , بل هنالك مقاطع فديو حية تصور حركة الأرض , ولكنك أخي الحبيب لا تريد إلا ما تريد ..
]

وأنا أقول لك ما قلت لك سابقاً هات برهانك من قولك أو من منقولك على أن الأرض هي التي تدور حول الشمس .
أما حركة الأرض فليس هو موضع نقاشنا كما سبق وأن أوضحنا لك وقلنا لك أن الأدلة من القرآن محتملة ونحتاج إلى مرجح فقط.
أما المخططات فنقول لك أثبت العرش ثم انقش . أثبت صحة المخططات أولاً ثم استدل كيفما تشاء.

ثم تواصل مستنجدا بالغزالي رحمه الله تعالى لما أعيتك الحيل فتقول:

دع كلامي واسمع للغزالي يرحمه الله ماذا يقول في المنقذ من الضلال
" فانتهى بي طول التشكيك إلى أن لم تسمح نفسي بتسليم الأمان في المحسوسات ومن أين الثقة بها وأقوى الحواس حاسة البصر , وهي تنظر إلى الظل فتراه واقفا غير متحرك , وتحكم بنفي الحركة , ثم بالتجربة [طبعا يقصد المتابعة العقلية] والمشاهدة بعد ساعة تعرف أنه متحرك , وأنه لم يتحرك دفعة بغتة , بل على التدريج ذرة ذرة حتى لم تكن له حالة وقوف .
وتنظر إلى الكوكب فتراه صغيرا في مقدار دينار , ثم الأدلة الهندسية [طبعا يعني العقلية] تدل على أنه أكبر من الأرض في المقدار .
هذا وأمثاله من المحسوسات يحكم فيها حاكم الحس بأحكامه ويكذبه حاكم العقل ويخونه تكذيبا لا سبيل لمدافعته . انتهى كلام الغزالي .
أتقرأ أخي الحبيب "....... لا سبيل لمدافعته " لأن الحقيقة العقلية إذا سطعت غارت الحقيقة الحسية ..
]

وأنا أقول لك وهل كلام الغزالي حجة؟ وهل هو معصوم من الخطأ؟
كيف لا نثق بالمحسوسات والله تبارك وتعالى جعل الحواس طريقاً للعلم فقال:
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) سورة النحل(78)
وهذه الأمثلة التي ضربها الغزالي تُوصل إليها بالحس ، فالظل دل الحس أنه يتحرك وينتقل وهذا ما نشاهده ، وصغر الشيء وكبره أدركه الناس بعقولهم وحواسهم فأي جرم تراه من قريب بحجم ثم إذا ابتعدت عنه رأيته بحجم آخر أصغر منه وهذا أدركناه بالحس والعقل ولله الحمد.
فأين المشكلة ؟ الحقائق يا أخي لا تتصادم وإنما تتوافق ، فالحقيقة العقلية لا يمكن أن تغيب أو تلغي حقيقة حسية.

وأما قولك:

ومن كلامٍ لابن تيمية يرحمه الله "ولا أعلم فى القضايا الحسية كلية لا يمكن نقضها" وقال في غير موضع " أن القضايا الحسية لا تكون إلا جزئية ". انتهى كلام ابن تيمية .
]

فكلام ابن تيمة لا يرد على ما نحن فيه ، وإنما هو بصدد الرد على المناطقة وهذا موضوع آخر.
.
ثم تواصل القول فتقول:


ونحن نرى الشمس تطلع , والشمس تغرب , ولا يزيد الحس على تسجيل حركة الشمس , كما لا يزيد الحس على رؤية حجمها بقدر الدينار وهو مخطئ بحكم العقل , فكيف تأتّى لنا أن نقطع بدوران الشمس حول الأرض , أليس حريا بنا أن نتريث في هذه الحقيقة الحسية وقد ناقضت الحقيقة العقلية التي ثبتت ثبوتا قطعيا حتى باتت من المسلمات , بل باتت كالنهار الذي لا يحتاج إلى دليل .
]

الحس يثبت الحركة للشمس ونحن نتمسك بهذه الحقيقة الحسية حتى يأتي دليل عقلي أقوى ينقلنا عن هذه الحقيقة الحسية ، ولا دليل حتى الآن.
أما الحجم فإن الدليل العقلي الذي قد ثبت بالحس هو الذي يجعلنا نحكم على حجم الشمس الذي نراه ليس حقيقة حسية.

أما قولك كيف تأتى لنا ......... ألخ
فاقول لك أنت تستشهد بمحل الخلاف ، حيث إنا نقول : ليس هناك حقيقة عقلية ثبتت ثبوتا قطعيا حتى باتت من المسلمات . وطالبناك بالدليل ولم تأت بشيء

وتقول:
ثم خبرني أعزك الله
أليس حريا بنا أن نسأل أهل التخصص في هذا الأمر ؟؟
]

وأنا أقول لك : بلى.
ولكن أهل التخصص ليست كلمتهم واحدة حتى الآن ، ثم إن أهل التخصص كلامهم في هذه القضية بالذات لا يتعدى الكلام النظري ولم يبلغ حد الحقيقة العلمية .

أما قولك :

فإن أشكل علينا مثلا فهم قوله تعالى {.... ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما .. الآية}. سألنا أهل التخصص من الأطباء فبينوها لنا
وإن أشكل علينا فهم قوله تعالى {ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود} سألنا علماء الأرض والجيولوجيا فبينوها لنا ..
وإذا أشكل علينا قوله تعالى {مرج البحرين يلتقيان} أو قوله {أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه ظلمات بعضها فوق بعض } سألنا علماء البحار فبينوها لنا .
فإذا أشكل علينا قوله {والقمر قدرناه منازل } أو قوله { وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم .. الآية } أو قوله سبحانه {والشمس تجري لمستقر لها} سألنا علماء الفلك وأهل المراصد الفلكية فبينوها لنا ..
فعلام نرجع في كل ذلك إلى أهل التخصص نستوضح ما أشكل فهمه أو نستجلي ما عُمّي علينا , ولا نرجع لعلماء الفلك في فهم هذه الآيات ؟؟! .
[align=center]* * *[/align]
]

فأقول الآيات ليس فيها اشكال ولله الحمد وما فعله الطب هنا لا يزيد عن أنه درس مراحل تكون الجنين فوجد أنه مطابق لما في القرآن.
وكذلك بخصوص الآيات بخصوص الجبال.
وكذلك آيات المرج والموج كل ما فعله علماء البحار أنهم اكتشفوا أن الواقع كما وصف الله تعالى في كتابه.
وكذلك آيات القمر والشمس ليس فيها اشكال حتى نرجع إلى علماء الفلك ، ولو أن القرآن توقف فهمه على أقوال هؤلاء لما كان حجة بل كانت الحجة هي أقوالهم.

ثم تقول


ومسألة أخرى يبدو أنك قد أسقطتها من حساباتك
يا أخي الحبيب فضيلة الشيخ ابن عثيمين عالم جليل من علماء الأمة نعم , ولكن هذا لا يعني أنه معصوم من الخطأ , ولا يعني أن فتواه قبس من التنزيل , فلم لم يخطر ببالنا –ولو خطرة عابرة- أن ابن عثيمين يرحمه الله رأى رأيا فأخطأ , أو قدر أمرا فما أصاب , أو اجتهد تفسيرا فما حالفه التوفيق , وكل ذلك وارد , وكل ذلك ممكن , فلم لا نضعه في حساباتنا ؟؟! خصوصا والعلم قد أثبت وبما لا يقبل الشك خلاف رأي ابن عثيمين ؟؟ .
[align=center]* * *[/align]

]

وأنا لم أقل إن الشيخ رحمه الله معصوم من الخطأ ولم أقل إن كلامه حجة ثم أنا لا أقلد بن عثيمين وإنما أقول لك منهجه في الاستدلال وبخاصة في موضوع دوران الأرض من عدمه هو المنهج السليم ولا أحد يستطيع أن يثبت أنه أخطأ في استدلاله.
أما قولك " خصوصا والعلم قد أثبت وبما لا يقبل الشك خلاف رأي ابن عثيمين ؟؟" .
فهذا هو محل الخلاف.

ثم لماذا تجوز الخطأ على بن عثيمين ولا تزن بهذا الميزان مع أصحاب الاختصاص الذين نراك تسليم بأقوالهم من غير حجة تقدمها لنا؟

ثم أخيراً تقول :
أما بالنسبة للشمس فهي نعم تجري بنص القرآن , فلما سألنا أهل العلم المتخصصين قالوا جريانها هو دورانها حول مركز المجرة (مجرة التبانة) وليس دورانها حول الأرض , فهي بالنسبة للمجموعة الشمسية ثابتة والكواكب من حولها دوارة بما فيها الأرض , وهي بالنسبة للمجرة متحركة مع المجاميع الأخرى في فلك عظيم جدا حول مركز المجرة وليس الأرض ..
هذا بعض ما في جعبتي لهذا اليوم ..
إن لم تجد به مقنع فـــزدنا ..
تحياتي الـــــطيبة ..
أخوكم
علي جاسم
[/align]

وأنا أعجب من هؤلاء المتخصصين الذين جعلتهم المرجع في تفسير القرآن ، أليسوا هم الذين كانوا يقولون إن الشمس ثابته لا تتحرك ويكذبون القرآن ، ثم اكتشفوا أنهم كانوا على خطأ وقالوا إن الشمس تجري ولكن جرينها......؟
ألا تخشى أن يكونوا قد أخطأوا في هذه المرة أيضا ؟

فمن أوردها مشتملاً أنا أم أنت ؟


ثم أذكرك بأصل النقاش وهو ما كتبته لك في ختام المداخلة السابقة:

"وختاما أذكرك بما قلناه سابقاً:
ثبت لدينا بالدليل القطعي حركة الشمس.
وأما الأرض فالأدلة تتأرجح بين الإثبات والنفي وعليه نحتاج إلى مرجح وحتى نجد هذا المرجح فنحن على قول بن عثمين رحمه الله وهو قول عالم بصير بما يقول يدلك على كيفية التعامل مع النصوص الشرعية بصورة صحيحة .
وهذه هي خلاصة كلامه في المسألة كما نقله أخونا عبد الرحمن الوشمي:

"أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار، فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنة إليه - وأنى ذلك - فالواجب على المؤمن أن يستمسك بظاهر القرآن الكريم والسنة في هذه الأمور وغيرها ..
وأما عن كون الأرض ثابتة فذكر رحمه الله :
خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى : { وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ} . ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله : { أَن تَمِيدَ بِكُمْ }. يدل على أن للأرض حركة، لولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.
 
تحية حب وإخاء

تحية حب وإخاء

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب محب القرآن .. بارك الله فيك .. وجزاك خيرا .. هذا أولا ..
ثانيا أرجو أن لا يذهب بك الظن أني أريد أن أمسك بسوء بأسلوبي الذي يبدو متهكما نوعا ما .. أنا ما أردت به علم الله إلا أن أستفرغ كنانتك حتى آخر سهم مع الود والحب ..
ثالثا يأتيك الرد عن قريب إن شاء الله , وتحمل لجاجتي في هذا الموضوع رعاك الله ..
أخوكم
علي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب محب القرآن .. بارك الله فيك .. وجزاك خيرا .. هذا أولا ..
ثانيا أرجو أن لا يذهب بك الظن أني أريد أن أمسك بسوء بأسلوبي الذي يبدو متهكما نوعا ما .. أنا ما أردت به علم الله إلا أن أستفرغ كنانتك حتى آخر سهم مع الود والحب ..
ثالثا يأتيك الرد عن قريب إن شاء الله , وتحمل لجاجتي في هذا الموضوع رعاك الله ..
أخوكم
علي

وأنا في انتظار مقطوعاتك الرائعة ، ولكن أتمنى لو تبتعد قليلا عن الكلام المرسل الخطابي وتقترب من الأسلوب العلمي الذي يعتمد الدليل والبرهان.

وعلى الرحب والسعة.
والود والمحبة في الله موصولة بإذن الله
 
تتمــة الفوائــد للدكتور : عويض العطوي ..

تتمــة الفوائــد للدكتور : عويض العطوي ..

﴿وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً﴾

1- ذكر الربط هنا يدل على القوة في التثبيت، وذلك لأنه كناية عنها، والكناية تدل على المعنى، وتذكر دليله، ودليل القوة هنا هو الربط، يقول الشنقيطي:" ويفهم من هذه الآية الكريمة: أن من كان في طاعة ربه جل وعلا، أنه تعالى يقوي قلبه، ويثبته على تحمل الشدائد، والصبر الجميل ".
2- كون المربوط عليه وهو (القلب) (على قلوبهم) يشعر بأن شأنهم أن يخافوا، وفيه دليل على عظم التهديد الذي واجهوه، لكن الله ربط على قلوبهم، فتحملوا ذلك، وهدأت نفوسهم، وكثيراً ما يذكر هذا الأسلوب مع الخائفين، كما هو حال أم موسى عليه السلام ﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[القصص: 10].
3- "وتعدية فعل (ربطنا) بحرف الاستعلاء للمبالغة في الشد، لأن حرف الاستعلاء مستعار لمعنى التمكن من الفعل".
4- ذكر القيام هنا أشكل على المفسرين، ما المراد منه؟ فقيل إنهم قاموا من نومهم فقالوا: ﴿رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً﴾، أو أنهم قاموا عند الملك فقالوا ذلك، والذي يظهر لي أن القيام يدل على اهتمامهم، وانشغال همهم بالأمر الذي أخرجهم، وهو الإيمان والدعوة إليه، ولهذا نجد أن ما يناسب الربط على قلوبهم هو قيامهم عند الملك، لأنه موقف محفوف بالخطر.
5- هنا ذكر لقولهم الثاني: ﴿فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً﴾، ونلحظ فيه ذكر كلمة (رب) وتكرارها كما هو الحال في قولهم الأول.
6- تعريف الرب سبحانه بالإضافة إلى ضميرهم، ثم إلى السموات والأرض، فيه تشريف لأنفسهم، وافتخار بمعبودهم أمام مَلَئِهم.
7- ذكر (السماوات والأرض) هنا وإضافة الرب إليها للإشعار بأن مسير السماوات والأرض وحافظها هو من ندعوه سبحانه ليحفظنا، وهو من نعبده ونوحده.
8- النفي بـ(لن) في (لن ندعو) للإشعار باستمرار ذلك في المستقبل، ولو قيل: لا نعبد لما أفهم ذلك.
9- ذكر (الدعاء) دون (نعبد)، لأن الدعاء هو العبادة، وهو أظهر ما يصرفه المشركون لغير الله، ويقول ابن عاشور:"وذكروا الدعاء دون العبادة لأن الدعاء يشمل الأقوال كلها من إجراء وصف الإلهية على غير الله، ومن نداء غير الله عند السؤال".
10- وصف الإله بـ(من دونه) للإشعار بدونية ذلك المدعو، وتقديم الجار والمجرور على المفعول (إلهاً) دون أن يقال (لن ندعو إلهاً من دونه) للاهتمام بإظهار أمر الدونية هذا، وأنه بحد ذاته كاف لترك دعائه.
11- ذكر وصف الألوهية دون الربوبية بأن يقال (رباً) لأن الربوبية مما لا يستطيعون إدعاءه لعجزهم، وعجز معبوداتهم عن ذلك.
12- مجيء كلمة (إلهاً) منكرة تدل على أن هذا الوصف والحكم صالح مع كل إله من دون الله.
13- اللام في (لقد) موطئة للقسم، وهي تدل على التوكيد، ومجيء (قد) داخلة على الماضي تدل على التوكيد أيضاً، فعلم من ذل شدة اهتمامهم بما يقولون، وأنهم لو دعوا غير الله لكانوا بذلك قد جاوزوا الحد في مجانبة الحق.
14- ذكر مادة (الشطط) هنا، ومجيئها بالمصدر دليل على المبالغة الشديدة في مجاوزة الحد في مجانبة الصواب، وفيها إلماحة إلى وضوح دلائل الإيمان، وأن من حاد عنه فقد شط وأبعد، يقول الشنقيطي:" وهذه الآية الكريمة تدل دلالة واضحة على أن من أشرك مع خالق السموات والأرض معبوداً آخر فقد جاء بأمر شطط بعيد عن الحق والصواب في غاية الجور والتعدي".


﴿هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً﴾


1- الإشارة إلى قومهم بـ(هؤلاء) في مقام اللوم والذم فيه تحقير لهم وتشنيع عليهم، يقول ابن عاشور:"والإشارة إلى قومهم بـ(هؤلاء) لقصد تمييزهم بما سيخبر به عنهم، وفي هذه الإشارة تعريض بالتعجب من حالهم وتفضيح صنعهم، وهو من لوازم قصد التمييز".
2- تبيين المشار إليهم وتحديدهم بـ(قومنا) ونسبة ذلك إليهم فيه مزيد فضح لجرمهم، لأنهم أعرف بهم.
3- ذكر مادة الاتخاذ (اتخذوا) تدل على القصد والتخيُّر.
4- النص على المتخذ (من دونه آلهة)، ومجيء ذلك بالجمع يدل على تعدد آلهتهم، وهذا مخالف لمقتضى العقل والفطرة والقياس.
5- في قولهم (لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) استدلال وحجاج يقتضيه العقل، ومثل هؤلاء يحسن جدالهم من خلال منطقهم لإقامة الحجة عليهم.
6- و (لولا) حرف تحْضيض. حقيقتهُ: الحثّ على تحصيل مدخولها، ولما كان الإتيان بسلطان على ثبوت الإلهية للأصنام التي اتخذوها آلهة متعذراً بقرينة أنهم أنكروه عليهم انصرف التحضيض إلى التبكيت والتغليط، أي اتخذوا آلهة من دون الله لا برهان على إلهيتهم.
7- في قوله: (عليهم) أي: على ألوهية آلهتهم، أو صحة اتخاذها، والحمل على الأمرين أولى.
8- ذكر كلمة (سلطان) فيها إشارة إلى الدليل القوي الذي يكون في مقام السلطان في قوته، والحق دائماً يكون معه سلطان وبرهان ودليل.
9- وصف (السلطان) (بالبيّن) تقطع السبيل على حججهم الموهمة والواهنة، وفي هذا تبكيت لهم وإلقام للحجر.
10- ذكر أداة السؤال (من) في (فمن أظلم) فيه إنكار عليهم بإدعاء الشريك مع الله.
11- ذكر مادة الظلم هنا دليل على أن الشرك والكذب على الله من أعظم الظلم.
12- ذكر الافتراء وكونه على الله فيه توبيخ شديد لهم.
13- ذكر الكذب بعد الافتراء فيه تفصيل لنوع الافتراء، وأنه كذب، والكذب من أرذل الأخلاق وأسوئها.


﴿ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً ﴾

1- يتعين أن يكون هذا من كلام بعضهم لبعض على سبيل النصح والمشورة الصائبة .
2- ذكر الاعتزال (اعتزلتموهم) وكونه بعد (إذ) يفيد أن ذلك قد تم وانقضى، وأنه ينبغي أن يبنى عليه أمر آخر، وهو هنا توجيههم إلى الكهف.
3- ذكر مادة الاعتزال توحي بالافتراق، وقد تكون صورته في الاعتقاد، أو في الأجساد، والاعتزال يشعر بعدم الملاقاة وعدم الاتفاق.
4- ذكر المعتزل وهو قولهم، (وما يعبدون) دليل على أن المعتقد له الأثر الأكبر في تنظيم علاقات الناس، فهم قد اعتزلوا قومهم، واعتزلوا ما يعبد قومهم من دون الله.
5- الاستثناء في (إلا الله) منقطع، فهذا لا يعني أنهم كانوا يعبدون الله.
6- ذكر الإيواء في (فأووا) وترتّبه على ما سبق يدل على حاجتهم إليه، وأنه الحل لمشكلتهم، والإيواء ذكر معهم سابقا،ً وهو يشعر بحاجتهم إلى مأوى يجدون فيه الأمان، وهذا دليل على عظم المنة على الإنسان بوجود مأوى (مسكن) يأوي إليه.
7- ذكر (الكهف) وتكرار ذكره يدل على عظم شأنه في هذه القصة، وقد قدمنا بعض دلالات ذلك.
8- قد يكون في ذكر المكان إتمام لعملهم السابق، فيكون المراد إذا كنتم قد اعتزلتم قومكم عقدياً، فاعتزلوهم جسدياً.
9- ذكر مادة النشر (ينشر) فيه دلالة السعة، وكون ذلك مع ا لرحمة فيه فضل عظيم.
10- في قوله (لكم) تدل اللام على اختصاصهم بذلك.
11- ذكر وصف الربوبية تكرر كثيراً، وهو يتناسب مع الرحمة والسعة.
12- في ذكر (من) مع الرحمة (من رحمته) ما يدل على سعة رحمة الله، وهذا المنشور الواسع جزء من تلك الرحمة الواسعة.
13- ذكر التهيئة مناسب لطلبهم ذلك من قلبهم، وكذلك الرحمة ﴿رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدا﴾، فهذا دليل على استجابة الله لدعائهم، وهذا يشحذ همم المؤمنين للاهتمام بأمر الدعاء، وخصوصاً في الشدائد.
14- في ذكر مادة التهيئة ما يشعر بالعناية تشبيهاً بتهيئة القرى للضيف المعتنى به .
15- مجيء الفعلين (يهيئ وينشر) مجزومين في جواب الطلب (فأووا) يدل على الثقة بالرجاء والدعاء، وقد ساقوه مساق الحاصل لشدة ثقتهم بلطف ربهم بالمؤمنين.
16- ذكر (مرفقاً) يتناسب مع مطلبهم من قبل (رشداً)، والمرفق هو كل ما ينتفع به، ولم يأت (رشداً) كما طلبوا في الدعاء، كحال بقية مطلوباتهم، وإنما جاء تحديد ذلك بـ(مرتفقاً) لأنه الأنفع لهم، وهو الذي تقوم به حاجتهم.
17- تقديم (لكم) في الموضعين يشعر بالاهتمام بشأنهم، وفيه تشويق لهذا الذي يختصون به، يقول، أبو السعود:" وتقديمُ لكم في الموضعين لما مر مراراً من الإيذان من أول الأمر بكون المؤخر من منافعهم والتشويقِ إلى وروده".

﴿وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً﴾

1- هذا بيان لحالهم لما أووا إلى الكهف، وفي الكلام حذف هو قمة البلاغة والتقدير فأووا إلى الكهف، واتخذوا أمكنتهم، فكان من حالهم أنك ترى الشمس إذا طلعت....، وإنما حذف لأنه مفهوم، ولا تتعلق به أحداث مهمة.
2- في قوله (وترى) توجيه للخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم، أو لكل من يحسن معه الخطاب، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرَ ذلك، وإنما ذُكر فعل الرؤية للتدليل على أنه من العلم الصحيح الذي يقوم مقام الرؤية، كما أن في فعل الرؤية ما يحرك الوجدان، ويجلب الصور إلى الذهن حتى لكأنها قائمة، وذلك أوقع في النفس وأكثر أثراً.
3- ذكر الشمس خصوصاً في الرؤية (وترى الشمس) لأنها أبرز المُشاهدات، ويُستدل من خلالها على أمور كثيرة.
4- ذكر حالة (الطلوع) إذا طلعت، وكونها بـ(إذا) فيه دلالة على القطع بذلك، وذكر الطلوع أولاً، لأنه الأول، ولأنه سلطان الشمس، ولأنه الذي يتلو النوم الذي هو سمتهم.
5- في ذكر مادة (الزور) (تزاور) وبصيغة التفاعل ما يشير إلى نوع انحراف غير مألوف عن مكانهم.
6- إضافة الكهف إليهم (كهفهم) لأنه أصبح مأواهم، وربما لم يدخله غيرهم، أو لم يبق أحد فيه كبقائهم فيه حتى أصبح كأنه لهم.
7- "الإتيان بفعل المضارعة للدلالة على تكرر ذلك كل يوم".
8- تحديد جهة التزاور، وأنها (ذات اليمين)، وذكرها أولاً فيه عناية بشأن هذه الجهة إما لإدخال النور عليهم، وإما لأنها الأمر الخارج عن المألوف في حركة الشمس، وذكر (ذات) دون (يميناً) فيه إلماح بقصد الجهة صاحبة اليمين، لأن (ذات) بمعنى صاحب، وقد يراد أنها تميل عن الكهف إلى جهة اليمين، فيدخل فيه قليل من شعاعها لتطهيره من دون أن يؤذيهم ذلك وهم نائمون.
9- ذكر الحالة المقابلة لطلوع الشمس وهي الغروب (وإذا غربت) لاستكمال الأحوال، إذا قد يرد سؤال عن ذلك مفاده: وما شأنها عند الغروب.
10- ذكر مادة (القرض) المشعرة بالقطع تدل على سرعة غروب الشمس عن كهفهم، يقول الشنقيطيي: تقرضهم "من القرض بمعنى القطيعة والصرم، أي تقطعهم وتتجافى عنهم، ولا تقربهم، وهذا المعنى معروف في كلام العرب، ومنه قول غيلان ذي الرمة:

نظــرت بجرعاء السبية نظرة ضحى وسواد العين في الماء شامس
إلى ظعن يقرضن أفواز مشرف شمالاً وعـن أيمانهـن الفـوراس


فقوله: « يقرضن أفواز مشرف » أي يقطعنها، ويبعدنها ناحية الشمال".

11- ذكر الجهة الأخرى وهي الشمال (ذات الشمال) فيه عناية ببيان حال كلا الجهتين.
12- الجملة الحالية (وهم في فجوة منه) تدل على أنهم في مكان لا تصلهم فيه الشمس بتقدير العزيز العليم، يقول ابن عاشور:" والفجوة: المتسع من داخل الكهف، بحيث لم يكونوا قريبين من فم الكهف، وفي تلك الفجوة عون على حفظ هذا الكهف كما هو".
13- هذا التدبير العجيب "يدل على أن فم الكهف كان مفتوحاً إلى الشمال الشرقي ، فالشمس إذا طلعت تطلع على جانب الكهف ولا تخترقه أشعتُها، وإذا غربتْ كانت أشعتها أبعد عن فم الكهف منها حينَ طلوعها،وهذا وضع عجيب يسّره الله لهم بحكمته ليكون داخلُ الكهف بحالة اعتدال؛ فلا ينتاب البِلى أجسادَهم، وذلك من آيات قدرة الله .
14- ذكر الشمس وأحوالها معهم فيه دليل على خرق العادة، وعظم شأن الشمس مع النائمين، أو ساكني الكهوف، بدليل (ذلك من آيات الله).
15- الإشارة بالبعيد(ذلك) لتعظيم شأن تلك الآيات للفت النظر إليها.
16- كون ذلك من (آيات الله) الظاهر فيه دعوة للتفكير في مدبر ذلك، وكيف حفظهم، وهيَّأ لهم تلك الأجرام وذلك المكان.
17- ذكر الاهتداء والضلال في ختام الآية ﴿مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِدا﴾ يشير إلى أن مثل هذا يقود إلى هداية الله، ومن يضل بعد هذا فلن يجد مَنْ يرشده.
18- ما ألطف ذكر الرشد والولاية هنا (ولياً مرشداً) لأن ما حصل هو مقتضى هذين الوصفين، فالله هو وليهم وناصرهم، وهو مرشدهم سبحانه، لأن المرشد هو:"الذي يُبين للحيران وجه الرشد، وهو إصابة المطلوب من الخير".


﴿وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً﴾

1- هذه حالة أخرى تتعلق بوصف هيآتهم بعد وصف مكانهم.
2- ذكر مادة (الحسبان) فيه إشارة أن صورتهم قد توهم خلاف الحقيقة، يقول ابن عاشور:" ومعنى حسبانهم أيقاظاً: أنهم في حالة تشبه حال اليقظة، وتخالف حال النوم، فقيل: كانت أعينهم مفتوحة".
3- "صيغ فعل (تحسبهم) مضارعاً للدلالة على أن ذلك يتكرر مدة طويلة".
4- تقديم حالة اليقظة في الحسبان (أيقاظاً) لغرابتها، فالحالة الغالبة لحالهم هي النوم، ومع هذا من يراهم يظن أنهم مستيقظون، وهذا أعظم في رد الشر عنهم وهو من تيسير الله لهم.
5- ذكر الجملة الحالية (وهم رقود) لبيان حقيقة الأمر، وإنما جاءت حالة اليقظة بالاسم (أيقاظاً)، وحالة الرقود بالجملة (وهم رقود)؛ لأن الأولى متوهمة غير مؤكدة ولا ثابتة، بينما الثانية مؤكدة وثابتة، والجملة أقوى في ذلك من المفرد.
6- ذكر التقليب ونسبته إلى الله بضمير الجمع (ونقلبهم) فيه عظم المنة عليهم، إذا المتولي أمرهم هو ربهم سبحانه، والتقليب مهم لبقاء حالتهم، وإلا تعفنوا، أو تضرروا، أو أكلتهم الأرض، ولو كان التقليب من فعلهم لقيل: (ويتقلبون).
7- "الإتيان بالمضارع للدلالة على التجدد ".
8- تحديد جهات التقليب (ذات ا ليمين، ذات الشمال) لبيان استكمال التقليب لكلا الجهتين، وحتى لا يُتوهم أنهم تقلبوا على جهة واحدة فحسب.
9- ذكر الكلب معهم ونسبته إليهم (وكلبهم) مع أنه من أخبث الحيوانات فيه إشارة إلى شرف صحبة الأخيار، وأن من يفعل ذلك يربح ولو ذكراً حسناً، يقول الشنقيطي: "واعلم أن ذكره جل وعلا في كتابه هذا الكلب، وكونه باسطاً ذراعيه بوصيد كهفهم في معرض التنويه بشأنهم - يدل على أن صحبة الأخيار عظيمة الفائد ، وقال ابن كثير:"وشملت كلبَهم بركتهم، فأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحال. وهذا فائدة صحبة الأخيار؛ فإنه صار لهذا الكلب ذكر وخبر وشأن.".
10- ذكر هيئة الكلب (باسط ذراعيه بالوصيد) فيه دلالة على كونه على هيئة مناسبة للحراسة، وهذا آمَنُ لهم.
11- قصر حالة التقليب عليهم "يدل على أن تقليبهم لليمين وللشمال كرامة لهم، بمنحهم حالة الأحياء وعناية بهم، ولذلك لم يذكر التقليب لكلبهم بل استمر في مكانه باسطاً ذراعيه شأن جلسة الكل ."، ولهذا قيل: إن "عدم تقليب الكلب عن يمينه وشماله يدل على أن تقليبهم ليس من أسباب سلامتهم من البلى، وإلا لكان كلبهم مثلهم فيه، بل هو كرامة لهم".
12- قد يكون عدم تقليب الكلب عائدا إلى كونه رمزاً لحفظهم ممن يقترب منهم، فلو كان يتقلب مثلهم، لربما لفت الأنظار لأنه على باب الكهف.
13- تحديد مكان الكلب (بالوصيد) الذي هو مدخل الكهف (الباب، أو عتبته) يتناسب مع تهيئة المكان لهم، بحيث أصبح صحيَّاً بحركة الشمس المذكورة، وآمناً بوجود هذا الكلب.
14- "الاطلاع: الإشراف على الشيء ورؤيته من مكان مرتفع، لأنه افتعال من طَلع إذا ارتقى جَبلا، فصيغ الافتعال للمبالغة في الارتقاء، وضمن معنى الإشراف فعدِّي بـ (على)، ثم استعمل... في رؤية الشيء الذي لا يراه أحد".
15- ذكر التولية التي هي الانصراف بالجسد، أو الذهن، دليل على رؤية ما يوجبها في ذلك الكهف، وليس ذلك راجعا-بالضرورة- إلى صورة أجسادهم، بل قد يكون سببه الخوف من عدد كهذا في موقع كهذا، يقول ابن عاشور:"وليس المراد الرعب من ذواتهم، إذ ليس في ذواتهم ما يخالف خلق الناس، ولا الخوف من كونهم أمواتاً إذ لم يكن الرعب من الأموات من خلال العرب".
16- ذكر الفرار بعد التولية لبيان نوعية التولية، لأنها قد تكون بالجسد، وقد تكون بالاهتمام والعناية مثل: عبس وتولى، فلما أريد أنها هنا بالجسد قيل(فرارا)، وهو من باب المفعول المطلق المبين للنوع، وقد أبرز صورة حركية لحجم الخوف الذي يلحق من يطلع عليهم.
17- ذكر الجار والمجرور(منهم) وتقديمه على المفعول المطلق (فرارا) يدل على أنهم هم مصدر الإخافة، وذلك لأن (من) لابتداء الغاية.
18- عطف فعل (ملئت) على (وليت) يدل على ما يراه المطلع لأول وهلة يوجب له الفرار، فإذا دقق في أمرهم ازداد الأمر، وامتلأ قلبه رعباً على غير المعهود، لأن أمرهم كله عجب، وقد جاء النظم الكريم على هذا النسق، مع أن المتبادر أن يكون الرعب أولاً، لأنه عمل القلب، ثم يكون الفرار بعده، لأنه عمل الجسد لما ذكرنا.
19- ذكر مادة الامتلاء (ملئت) لتصوير حجم الخوف الذي يصيب المطلع عليهم.
20- جاءت كلمة (رعبا) تمييزا لبيان الإبهام الناتج عن الفعل(ملئت)، حيث يعن في الذهن سؤال: ماذا ملئت؟ فقيل: رعباً.
21- ذكر الرعب دون الخوف، لأنه أشد الخوف، والخوف قد يكون محمودا، وأما الرعب فهو حالة مذمومة، وقد ذكرت في القرآن في غير هذا الموضع أربع مرات معرّفة (الرعب) في أربع سور، وهي الحشر،وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، وكلها كانت تخص الكافرين.
يتضح مما سبق عظم منة الله على هؤلاء الفتية، وكيف أنه رحمهم، وهيأ لهم ما يحميهم، استجابة لطلبهم: ﴿رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً﴾، ويمكننا إجمال صور الحفظ والرحمة والتهيئة فيما يأتي:

‌أ- إلهام الله لهم بأن يأووا إلى الكهف، لأنه أبعد عن الأنظار وأكثر هدوءاً.
‌ب- الضرب على الآذان حتى لا يسمعوا الأصوات.
‌ج- تزاور الشمس عنهم شروقا وقرضها لهم غروباً، بحيث تطهر كهفهم، ولا يزعجهم ضوؤها، وهذا يدل أن الضوء من منغصات النوم.
‌د- كونهم على هيئة اليقظان، يوجب لهم من الحماية ما لا يخفى.
‌ه- تقليبهم الدائم حتى لا تأكل الأرض أجسادهم، أو لتدل تلك الحركة على حياتهم، فيكون ذلك مصدر حماية لهم.
‌و- وجود ما يخيف من اطلع عليهم يجعلهم أكثر أماناً، وأبعد من أي اعتداء، يقول ابن كثير:" أنه تعالى ألقى عليهم المهابة بحيث لا يقع نظر أحد عليهم إلا هابهم؛ لما ألبسوا من المهابة والذعر، لئلا يدنو منهم أحد ولا تمسهم يد لامس، حتى يبلغ الكتاب أجله، وتنقضي رقدتهم التي شاء تبارك وتعالى فيهم، لما له في ذلك من الحجة والحكمة البالغة، والرحمة الواسعة".
‌ز- وجود الكلب – باًسطا يديه - على فوهة الكهف يعد مصدر حماية لهم.
ويتضح من كل ذلك كيف هيئت لهم أسباب الحفظ والبقاء من جميع النواحي: الخاصة بأجسادهم، أو بمن يقدم عليهم، أو بما يحيط بهم، أو بمكانهم، أو بمن يرافقهم.
 
السلام عليكم
الأخ عبد الرحمن
لي سؤال حول الفائدة من الدعوة بصيغة المتكلمين في قولهم "....لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً " إذ المبلغين والدعاه يخاطبون الناس بصيغة المخاطب ؛فإن كانوا دعاة لقومهم لماذا تكلموا بصيغة المتكلم ؟
ولو كانوا قد قاموا أمام الملك لماذا تركهم ؛
الأخ على جاسم
قولك
أما بالنسبة للشمس فهي نعم تجري بنص القرآن , فلما سألنا أهل العلم المتخصصين قالوا جريانها هو دورانها حول مركز المجرة (مجرة التبانة) وليس دورانها حول الأرض , فهي بالنسبة للمجموعة الشمسية ثابتة والكواكب من حولها دوارة بما فيها الأرض ,
هناك اختلاف في السرعة النسبية بين مكونات المجموعة الشمسية ؛ونحن من الأرض نرى وجها واحدا من الشمس ؛ولكن قد نكون أقرب لأحد قطبيها فى وقت ما من الآخر الذى نقترب منه في وقت لاحق من السنة ؛فعلى التدقيق لا يقال أن الشمس ثابتة بالنسبة للمجموعة الشمسية
وحركة الدوران ليست بسيطة بل مركبة ؛ فهي ليست قطارا يجرى على محيط دائرة بل كرة أو شبه كرة تدور حول محورها وتدور فى فلكها فى نفس الوقت
وأرجو أن تبدى رأيك فى المداخلة 31 هل توافقنى على أن طلوع القمر كل ليلة دليل على دوران الأرض حول محورها
 
السلام عليكم
الأخ عبد الرحمن
لي سؤال حول الفائدة من الدعوة بصيغة المتكلمين في قولهم "....لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً " إذ المبلغين والدعاه يخاطبون الناس بصيغة المخاطب ؛فإن كانوا دعاة لقومهم لماذا تكلموا بصيغة المتكلم ؟
ولو كانوا قد قاموا أمام الملك لماذا تركهم ؛
--------------------------

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك أخي مصطفى وسدد على طريق الحق خطاك ..
أثمن لك تعليقاتك القيمة .. وفقك ربي وأعانك ..
قلت لك سلفا أن الآية تحتمل معنيين .. فما اخترته أنت وارد ومحتمل ..
وأما الدعوة بصيغة المتكلم فأعتقد أنها وردت في نصوص الوحيين بشكل جلي لا يخفى على أمثالك :: ألست تقرأ قوله تعالى :
( قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآب ) وقوله ( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين , وأمرت لأن أكون أول المسلمين , قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ) .. والآيات في هذا كثيرة ..
لا يخفى عليك أخي المبارك أن لكل مقام مقال .. والإنسان الحصيف الموفق هو الذي يتقن فن الدعوة إلى الله ويستخدم الأسلوب المناسب في المكان المناسب ليجني من وراء دعوته ثمارا يانعة تسر الناظرين .. فقد لا تجدي الدعوة إلى الله بصيغة المخاطب مع أشخاص معينين كما لو كانت بصيغة المتكلم .. بل قد تلحق أحيانا بصاحبها ضررا وتفسد أكثر من أن تصلح !! .. والحديث عن الدعوة وأساليبها متشعب ليس هذا مقامه ..
أما قولك ـ حفظك الله ـ لماذا تركهم الملك ؟ .. فالله أعلم .. ولم أقف على سبب ذلك .. ولكن حسبي أن أقول لك ( فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ) ( وهو يتولى الصالحين ) ..
ولعل الإخوة الأفاضل يثرون القصة بفوائدهم لنستنير بها .. وفقهم الله ..
ووفقك أخي مصطفى وجزاك خير الجزاء .. آمين ..
 
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا أخى الكريم
استخدام صيغة المتكلم تكون ردا على سؤال " قال فمن ربكما ياموسى * قال ربنا الذى ..." طه 49 ,50 وفى الآيات التى نقلتها سبقها -قل- التى تعنى أنه في حوار معهم مثل آية الأنعام 14 " قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكَينَ " التى فيها قل الثانية تفيد أنهم ردوا عليه بسؤال ؛فأمر أن يقول لهم ؛وإلا لماذا تكررت قل
و من أرسل فيرسل "...أن اعبدوا الله .." ومن لم يرسل ولكنه يدع " اتبعوا من لا يسئلكم أجرا وهم مهتدون "يس 21 لابد أن يكون الخطاب واضحا لتقوم به الحجة .
إن القول بأنهم قاموا بين يدي الملك ليس له دليل ؛لا من السياق ولا من خارجه
وإن تفكرنا فيه نجد أنه إن كانوا قد قاموا بين يديه فهناك احتمالان لرد فعله تجاههم
إما أنه آمن بما يقولون وفى هذه الحال لن يعتزلوا
وإما أنه لم يؤمن وفي هذا لتصرفه معهم احتمالان
إما أن يؤمنهم على أنفسهم ولكن يأمرهم ألا يدعوا ؛وفى هذه لاداعى للاعتزال
وإما أنه سيغضب عليهم ويقتلهم أو يسجنهم
والسياق لا يتفق مع أي من هذه الاحتمالات
بل يتفق مع كونهم لم يقوموا بين يدي الملك
تحياتى ودعواتى
 
هداية الحيران ..

هداية الحيران ..

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين , وأتم الصلاة وأفضل التسليم , على المبعوث رحمة للعالمين , وآله الطيبين وصحبه الميامين ..
وبعد .
أخي الكريم محب القرآن ..
بادي ذي بدء ومن قبيل الاعتزاز بك , أقدم لك نصيحة من أخ محب لك في الله , إن شئت عظ عليها النواجذ وإن شيت لفها وارمها وراء ظهرك .
أقول لك أخي الحبيب .. لا تتعجل ..
لا في قراءة المقال ولا في الرد عليه .. وإلا كنت الذي قيل فيه "أساء سمعا فأساء إجابة" أو في حالتنا " أساء قراءة فأساء ردا" ..
لست أتكلم عن الرد الذي كتبته , وهو بعد كناسة رأي لا رأي , وقشور فكر ليس فيها لبابها , وإنما أتكلم عن أمثل طريق , سواء في القراءة والتدقيق , أو النقد والتحقيق ..
ردك الأخير أخي الحبيب , مهلهل شكلا ومضمونا , لم أقلها من غيض –علم الله - بل من حرص على أن يكون أخي –محب القرآن- كما أتوسم وأرجو ..
قرأت مقالتك فعلمت .. بل قطعت أنك تسرعت بالقراءة , فتسرعت بالرد عليها , فكنت في ردك (حاطب ليل) يمزع من هنا مزعة , ويمتلخ أخرى من هناك , ويجتث ثالثة من هنالك ..
ولولا مخافة أن يستحيل المقال بيننا إلى جدال .. والجدال إلى سجال .. والسجال إلى قتال , وحينها تحبط الأعمال , لأخذت بيدك أخذ الرفيق , ومررتُ بك على الطريق , أريك مواضع اللبس في فهمك , ومواطن الخلط في فكرك ..
أصل موضوعنا كان دوران الأرض حول الشمس , إذن فخير لنا أن لا نُبعد عنه ونخوض في سفسطة جدلية ليس وراءها طائل ..
وقبل أن أدلي بدلوي في موضوعنا الموسوم , أمر بعجالة سريعة على ما كتبت أدلك على مواضع الخطأ عندك ..
1- الحقيقة الحسية والعقلية عندك قد نفش بعضها في بعض فلا تستبين واحدة من أخرى فصرت تخلط هذه بتلك وتلك بهذه .. [شرحها يخرجنا عن الموضوع]
2- الحس يكون تارة حاكم .. وتارة خادم .. حاكم دون العقل وخادم تحت العقل .. لو عرفت درجة ما بينهما ما نقدت أمثلتي ..[شرحها يخرجنا عن الموضوع]
3- إذا كان الحس يرى السراب سرابا فما فضل العقل إذن ؟؟!. ولماذا يهرع إليه الظمآن .. ثم ألم يقل الله {يحسبه} ويحسبه من معاني يتوهمه.. [ش ,ي , ع , م ]
4- الآية التي ذكرت أخي هي حجة عليك لا لك (لو تريثت) .. [ش , ي , ع , م ]
5- لا أعرف والله من أين استنتجت عبقريتك أني أستنجد بالغزالي ؟؟!!!!!! .
6- قلت " أما الحجم فإن الدليل العقلي الذي قد ثبت بالحس هو الذي يجعلنا نحكم على حجم الشمس الذي نراه ليس حقيقة حسية" ولا أعرف لماذا لم تذكر لنا دليلك العقلي هذا ..
7- وقلت " وأنا أعجب من هؤلاء المتخصصين الذين جعلتهم المرجع في تفسير القرآن" ولا اذكر أني قلت (تفسير القرآن) بل بعض آيات القرآن التي تستلزم أهل التخصص إذا أشكل فهمها .. فعلام تقولني ما لم أقل ..
[align=center]* * *[/align]
هذه عجالة سريعة لما في كلمتك من خلط ولبس ..
أرجو أن تراجع ما كتبت ..
[align=center]* * *[/align]
أما بالنسبة للدليل الذي طلبت فأراني وإياك كمن يقول لسائل أن وراء الربوة بحر , اسلك الطرق الفلاني تصل إليه , فـــقال متعنتا لا أومن حتى تثبت وجود البحر !!
يا أخي اسلك هذا الطريق يثبت لك ..
لا أومن حتى تثبت ..
فما كان إلا أن ذهب الهادي واغترف له من البحر غرفة لعلها تثبت له أن البحر موجود ..
يا أخي الحبيب .. قلت لك فيما سلف إن أردت أن تعرف هذه المسألة على وجه التحقيق فابحث في الشبكة عن موضوع دوران الأرض وسترى عشرات المواقع التي تتكلم عن هذه الحقيقة العلمية التي باتت من المسلمات ..
ولكن يبدو أنك لم تسلك هذا الطريق .. وما كلفت نفسك التحقيق , فما كان مني إلا أن اغترفت لك من بحر الشبكة غرفة , وهذه غرفتي أنثلها بين يديك فدونك هذا الرابط
http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=687

ومعه هدية أربعة عشر رابطا
http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=23687
http://www.youtube.com/watch?v=bEMJk10zJsg
http://www.rasme.com/modules/article/view.article.php/article=159
http://www.islampedia.com/ijaz/Html/02-2.htm
http://www.ksu.edu.sa/sites/College...cience/physics/AsPhAra/Pages/SolarSystem.aspx
http://www.gl3a.com/vb/showthread.php?t=22230
http://www.vip00.net/vb/archive/index.php/t-672
http://members.tripod.com/ayahweijaz/space10.htm
http://www.kaheel7.com/modules.php?name=News&file=article&sid=507
http://majdah.maktoob.com/vb/majdah108659/
http://www.moon15.com/vb/archive/index.php/t-48158.html
http://qasweb.org/qasforum/index.php?showtopic=1560
http://www.jasas.net/vb/showthread.php?p=7546
http://ilhad.blogspot.com/2007/08/blog-post_2544.html


في هذه الروابط أخي الحبيب تقارير علمية موثقة كاملة ودقيقة ..
وفيها مخططا فلكية مفصلة ..
وفيها مقاطع يوتيوب ..
وأرقام وإحصاءات رياضية دقيقة ..
وعلم دقيق اسمه الفيزياء الفلكية –إن كنت سمعت به- قام على أسس علمية وحسابات دقيقة حد الثانية ..
هذا .. وإن استزدت زدناك .. وأغلب الظن أنك ستكذب كل هذه الروابط وتقول ليست هي بحجة على دوران الأرض .. ولا أعرف والله كيف تكون الحجة إذن ..
والعجيب يا أخي أن حساباتهم الفلكية حول كسوف الشمس وخسوف القمر بل ومواقع الخسوف الكلي والجزئي على الأرض , العجيب أنها تأتي دقيقة جدا , مع العلم أن أساس نظريتهم خطأ , فالأرض ثابتة وحساباتهم مبنية على الدوران !!! ترى هل هي صدفة !!
على أني لا زلت أتحداك أن تأتيني بمخطط واحد , -يا أخي ولو افتراضي- يرينا دوران الشمس حول الأرض ..
دعك من المخطط .. أجبني عن هذا السؤال .. كم هي سرعة دوران الشمس حول الأرض ؟؟!!
وقلتها وأعيدها عن يقين راسخ بها , لا تأتي به .. ولن تأتي به .. لأنه لا يوجد إلا في وهمك .. كجنون المجنون لا يوجد إلا في رأسه ..

تحياتي الطيبة .. ننتظر مخططكم !!!!!!!!!!!!!!!

أخوكم
علي جاسم
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين , وأتم الصلاة وأفضل التسليم , على المبعوث رحمة للعالمين , وآله الطيبين وصحبه الميامين ..
وبعد .
أخي الكريم محب القرآن ..
بادي ذي بدء ومن قبيل الاعتزاز بك , أقدم لك نصيحة من أخ محب لك في الله , إن شئت عظ عليها النواجذ وإن شيت لفها وارمها وراء ظهرك .
أقول لك أخي الحبيب .. لا تتعجل ..
لا في قراءة المقال ولا في الرد عليه .. وإلا كنت الذي قيل فيه "أساء سمعا فأساء إجابة" أو في حالتنا " أساء قراءة فأساء ردا" ..
لست أتكلم عن الرد الذي كتبته , وهو بعد كناسة رأي لا رأي , وقشور فكر ليس فيها لبابها , وإنما أتكلم عن أمثل طريق , سواء في القراءة والتدقيق , أو النقد والتحقيق ..
ردك الأخير أخي الحبيب , مهلهل شكلا ومضمونا , لم أقلها من غيض –علم الله - بل من حرص على أن يكون أخي –محب القرآن- كما أتوسم وأرجو ..
قرأت مقالتك فعلمت .. بل قطعت أنك تسرعت بالقراءة , فتسرعت بالرد عليها , فكنت في ردك (حاطب ليل) يمزع من هنا مزعة , ويمتلخ أخرى من هناك , ويجتث ثالثة من هنالك ..
ولولا مخافة أن يستحيل المقال بيننا إلى جدال .. والجدال إلى سجال .. والسجال إلى قتال , وحينها تحبط الأعمال , لأخذت بيدك أخذ الرفيق , ومررتُ بك على الطريق , أريك مواضع اللبس في فهمك , ومواطن الخلط في فكرك ..
أصل موضوعنا كان دوران الأرض حول الشمس , إذن فخير لنا أن لا نُبعد عنه ونخوض في سفسطة جدلية ليس وراءها طائل ..
وقبل أن أدلي بدلوي في موضوعنا الموسوم , أمر بعجالة سريعة على ما كتبت أدلك على مواضع الخطأ عندك ..
1- الحقيقة الحسية والعقلية عندك قد نفش بعضها في بعض فلا تستبين واحدة من أخرى فصرت تخلط هذه بتلك وتلك بهذه .. [شرحها يخرجنا عن الموضوع]
2- الحس يكون تارة حاكم .. وتارة خادم .. حاكم دون العقل وخادم تحت العقل .. لو عرفت درجة ما بينهما ما نقدت أمثلتي ..[شرحها يخرجنا عن الموضوع]
3- إذا كان الحس يرى السراب سرابا فما فضل العقل إذن ؟؟!. ولماذا يهرع إليه الظمآن .. ثم ألم يقل الله {يحسبه} ويحسبه من معاني يتوهمه.. [ش ,ي , ع , م ]
4- الآية التي ذكرت أخي هي حجة عليك لا لك (لو تريثت) .. [ش , ي , ع , م ]
5- لا أعرف والله من أين استنتجت عبقريتك أني أستنجد بالغزالي ؟؟!!!!!! .
6- قلت " أما الحجم فإن الدليل العقلي الذي قد ثبت بالحس هو الذي يجعلنا نحكم على حجم الشمس الذي نراه ليس حقيقة حسية" ولا أعرف لماذا لم تذكر لنا دليلك العقلي هذا ..
7- وقلت " وأنا أعجب من هؤلاء المتخصصين الذين جعلتهم المرجع في تفسير القرآن" ولا اذكر أني قلت (تفسير القرآن) بل بعض آيات القرآن التي تستلزم أهل التخصص إذا أشكل فهمها .. فعلام تقولني ما لم أقل ..
[align=center]* * *[/align]
هذه عجالة سريعة لما في كلمتك من خلط ولبس ..
أرجو أن تراجع ما كتبت ..

أولا: حياك الله يا أخ علي وحيا الله عنواينك الرنانة
ثم دعني أن أرد على ما زعمته من خلط ولبس في كلمتي فالحكمة ضالتي وأرجو أن أدركها.
فأما النصيحة فمقبولة وأما رأيك فهو رأيك ولا حجر على الأراء ما دامت في حدود اللياقة.
وما نعت به كلامي من أوصاف فأنا أترك الحكم للقارئ ، ولكن أرد على بعض نقاطك مع أن أكثرها ليس فيه شيء حتى أرد عليه ، ولكن أرد على البعض ومنها قولك:

"إذا كان الحس يرى السراب سرابا فما فضل العقل إذن ؟؟!. ولماذا يهرع إليه الظمآن .. ثم ألم يقل الله {يحسبه} ويحسبه من معاني يتوهمه.. "ي

لو أنك تأملت الأية لعرفت ذلك دون عناء فالآية لم تنف أن الحس يرى السراب سرابا ، وإنما نسبت الآية الحسبان إلى الظمآن الذ اشتد به العطش فاختل عنده الحس فلم يعد هو الحَكَم هنا بالنسبة له.

وأما قولك:
"قلت " أما الحجم فإن الدليل العقلي الذي قد ثبت بالحس هو الذي يجعلنا نحكم على حجم الشمس الذي نراه ليس حقيقة حسية" ولا أعرف لماذا لم تذكر لنا دليلك العقلي هذا .. "

لو تأملت كلامي لعرفت الدليل ولوجدته مكتوبا فيما كتبت لك.

أما بقية النقاط فهي مبهمة وليس لدي القدرة على أمور مبهمة.

أما الروابط فأعدك أني سأنظر فيها فإن وجدت حقا قبلته ولا إشكال عندي في ذلك.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ليسمح لي الأخ الفاضل محب القرآن الكريم وفقه الله أن أرد على بعض ما ورد في روابط أخي الكريم علي جاسم حفظه الله وجعله مباركا أينما كان ..
فقد أفادنا قبل أن ندلف إليها بأنها تضم أرقاما وإحصاءات ومخططات وووو .. ثم وصفها بتكرار منه ملفت للانتباه أنها ( دقيقة ) !!..
لا عليك أخي الفاضل علي أنا لن أتطرق إلى هذا كله .. فلستُ فلكيا ولا رائد فضاء !!..
ولكن في بعض الروابط وخاصة الرابع منها كلاما يحتاج إلى مزيد إيضاح ألا وهو :

تفسير قوله تعالى ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء )
وهنا سأنقل لك بعض كلام العلماء عند هذه الآية فهم أعلم بكتاب الله من علماء الفلك !!.. كما أفيدك بأنني لن أقتصر على أقوال العلامة العثيمين رحمه الله حتى لا تصفني بالمتعصب أو المقلد !!.. وإليك أخي ـ بورك فيك ـ ما تيسر لي نقله ::ـ

في هذه الآية قولان : القول الأول هو أن ما يحصل للجبال من مرور وتحرك إنما هو في الآخرة , والقول الثاني بأنه في الدنيا ..
ولكن القول الأول يرجحه :
1- أن هذا المعنى هو الغالب في القرآن .
2- دلالة السياق فان من تأمل السياق وجده يتحدث عن يوم القيامة قال تعالى :
((وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ , وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ , حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ , وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ , أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ , وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ , وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ , مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ , وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))

والقول بأن (( أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )) في الدنيا

و((وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ )) في الآخرة

و((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ )) في الدنيا

و((مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ )) في الآخرة
هذا القول لا يناسب البلاغة والفصاحة !!..

3- قرينة العطف بالواو كما ذكر الشيخ الشنقيطي .
4- إنه القول المأثور عن السلف رحمهم الله , كابن كثير وغيره ..
وهي أدلة كما ترى قوية .

وأما القول الآخر فيعتمد دلالة كلمة صنع و أتقن كل شيء .

قال القشيريّ: وهذا يوم القيامة ؛ أي هي لكثرتها كأنها جامدة ؛ أي واقفة في مرأى العين وإن كانت في أنفسها تسير سير السحاب ، والسحاب المتراكم يظن أنها واقفة وهي تسير ؛ أي تمر مر السحاب حتى لا يبقى منها شيء ، فقال الله تعالى :
{ وَسُيِّرَتِ ٱلْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً }


قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عند تفسيره لقول الله عز وجل : { يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً } (الطور:9) :
( ...وهذه الآية تدل على أن قول الله تبارك وتعالى في سورة النمل: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون }. فإن هذه الآية هي نفس هذه الآية التي في الطور من حيث المعنى، فيكون قوله تبارك وتعالى: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب } يعني يوم القيامة ولا شك، ومن فسرها بأن ذلك في الدنيا وأنه دليل على أن الأرض تدور فقد حرَّف الكَلم عن مواضعه، وقال على الله ما لا يعلم، وتفسير القرآن ليس بالأمر الهين، لأن تفسير القرآن يعني أنك تشهد على أن الله أراد به كذا وكذا، فلابد أن يكون هناك دليل: إما من القرآن نفسه، وإما من السنة، وإما من تفسير الصحابة - رضي الله عنهم - أما أن يحول الإنسان القرآن على المعنى الذي يراه بعقله أو برأيه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار» .
والمهم أن تفسير قوله: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب } يراد به ما في الدنيا، تفسير باطل لا يجوز الاعتماد عليه، ولا المعول عليه، أما كون الأرض تدور أو لا تدور، فهذا يعلم من دليل آخر، إما بحسب الواقع، وإما بالقرآن، وإما بالسنة، ولا يجوز أبداً أن نحمل القرآن معاني لا يدل عليها من أجل أن نؤيد نظرية أو أمراً واقعاً، لكنه لا يدل عليه اللفظ، لأن هذا أمر خطير جداً.) انتهى

وقال أيضا :ـ
وسير الجبال ومرورها مر السحاب هذا لا يكون إلا يوم القيامة أما في الحياة الدنيا
فالله يقول : { أَلَم نَجعَلِ الأَرضَ مِهَادًا ـ وَالجِبَالَ أَوتَادًا }
و الوتد في كتب اللغة: الشيء الثابت في الأرض.
وقال تعالى : { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوقِهَا }
وقال :
... ثم إن الناس في ذلك اليوم ، تراهم : أي : فتظنهم سكارى ، وما هم بسكارى ؛ لأنه من شدة الهول يكون الإنسان يتصرف كالمرعوب ، كالسكران ، وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد .
ومن هنا يتبين بطلان من رجح أن معنى قول الله تعالى : ( وترى الجبال تحسبها جامدة ، وهي تمر مر السحاب ) أن ذلك في الدنيا ، وليس في الآخرة ، واستدل به على دواران الأرض .وقد علل أن قوله تعالى : ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) بأنه لو كان يوم القيامة ، لكان خطأً ؛ لأن الناس يوم القيامة لا يتوهمون الأشياء ، بل يرونها على حقيقتها ، فلا يرون الجبال يحسبونها جامدة .
فنقول : هذا غلط ، ها هو الله يقول : ( وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) ، فيتوهمون أن هؤلاء ـ الذين ليس بسكارى ـ يتوهمون أنهم سكارى ، والإنسان إنسان ، في الدنيا وفي الآخرة ..

وأختم بهذه الفتوى التفصيلية للعلامة العثيمين رحمه الله :

جواب فيه تفصيل أكثر لشيخنا العثيمين ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ـ حيث يقول ـ جواباً على السؤال التالي :
ما معنى قوله تعالى (وترى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) وهل يستدل بهذه الآية على صحة القول بدوران الأرض؟

فأجاب رحمه الله تعالى: بالنسبة لسؤال المرأة عن قوله تعالى (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) فهذه الآية في يوم القيامة لأن الله ذكرها بعد ذكر النفخ في الصور وقال (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) فالآية هذه في يوم القيامة بدليل ما قبلها وما بعدها وليست في الدنيا وقوله تحسبها جامدة أي ساكنة لا تتحرك ولكنها تمر مر السحاب لأنها تكون هباءً منثوراً يتطاير وأما الاستدلال بها على صحة دوران الأرض فليس كذلك هذا الاستدلال غير صحيح لما ذكرنا من أنها تكون يوم القيامة ومسألة دوران الأرض وعدم دورانها الخوض فيها في الواقع من فضول العلم لأنها ليست مسألة يتعين على العباد العلم بها ويتوقف صحة إيمانهم على ذلك ولو كانت هكذا لكان بيانها في القرآن والسنة بياناً ظاهراً لا خفاء فيه وحيث إن الأمر هكذا فإنه لا ينبغي أن يتعب الإنسان نفسه في الخوض بذلك ولكن الشأن كل الشأن فيما يذكر من أن الأرض تدور وأن الشمس ثابتة وأن اختلاف الليل والنهار يكون بسبب دوران الأرض حول الشمس فإن هذا القول باطل يبطله ظاهر القرآن فإن ظاهر القرآن والسنة يدل على أن الذي يدور حول الأرض أو يدور على الأرض هي الشمس فإن الله يقول في القرآن الكريم (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فقال تجري فأضاف الجريان إليها وقال (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ) فهنا أربعة أفعال كلها أضافها الله إلى الشمس إذا طلعت تزاور وإذا غربت تقرضهم هذه الأفعال الأربعة المضافة إلى الشمس ما الذي يقتضي صرفها عن ظاهرها وأن نقول إذا طلعت في رأي العين وتتزاور في رأي العين وإذا غربت في رأي العين وتقرضهم في رأي العين ما الذي يوجب لنا أن نحرف الآية عن ظاهرها إلى هذا المعنى سوى نظريات أو تقديرات قد لا تبلغ أن تكون نظرية لمجرد أوهام والله تعالى يقول (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ) والإنسان ما أوتي من العلم إلا قليلاً وإذا كان يجهل حقيقة روحه التي بين جنبيه كما قال الله تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) فكيف يحاول أن يعرف هذا الكون الذي هو أعظم من خلقه كما قال الله تعالى (لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) فنحن نقول إن نظرية كون اختلاف الليل والنهار من أجل دوران الأرض على الشمس هذه النظرية باطلة لمخالفتها لظاهر القرآن الذي تكلم به الخالق سبحانه وتعالى وهو أعلم بخلقه وأعلم بما خلق فكيف نحرف كلام ربنا عن ظاهره من أجل مجرد نظريات اختلف فيها أيضاً أهل النظر فإنه لم يزل القول بأن الأرض ساكنة وأن الشمس تدور عليها لم يزل سائداً إلى هذه العصور المتأخرة ثم إننا نقول إن الله تعالى ذكر أنه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل والتكوير بمعنى التدوير وإذا كان كذلك فمن أين يأتي الليل والنهار إلا من الشمس وإذا كان لا يأتي الليل والنهار إلا من الشمس دل هذا على أن الذي يلتف حول الأرض هو الشمس لأنه يكون كذلك بالتكوير ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال لأبي ذر رضي الله عنه وقد غربت الشمس (أتدري أين تذهب قال الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتسجد تحت العرش) إلى آخر الحديث وهذا دليل على أنها هي التي تتحرك نحو الأرض لقوله (أتدري أين تذهب) وفي الحديث المذكور قال (فإن أذن لها وإلا قيل ارجعي من حيث جئت فتخرج من مغربها) وهذا دليل على أنها هي التي تدور على الأرض وهذا الأمر هو الواجب على المؤمن اعتقاده عملاً بظاهر كلام ربه العليم بكل شيء دون النظر إلى هذه النظريات التالفة والتي سيدور الزمان عليها ويقبرها كما قبر نظريات أخرى بالية هذا ما نعتقده في هذه المسألة أما مسألة دوران الأرض فإننا كما قلنا أولاً ينبغي أن يعرض عنها لأنها من فضول العلم ولو كانت من الأمور التي يجب على المؤمن أن يعتقدها إثباتاً أو نفياً لكان الله تعالى يبينها بياناً ظاهراً لكن الخطر كله أن نقول إن الأرض تدور وأن الشمس هي الساكنة وأن اختلاف الليل والنهار يكون باختلاف دوران الأرض هذا هو الخطأ العظيم لأنه مخالف لظاهر القرآن والسنة ونحن مؤمنون بالله ورسوله نعلم أن الله تعالى يتكلم عن علم وأنه لا يمكن أن يكون ظاهر كلامه خلاف الحق ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم كذلك عن علم ونعلم أنه أنصح الخلق وأفصح الخلق ولا يمكن أن يكون يأتي في أمته بكلام ظاهره خلاف ما يريده صلى الله عليه وسلم فعلينا في هذه الأمور العظيمة علينا أن نؤمن بظاهر كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم إلا أن يأتي من الأمور اليقينيات الحسيات المعلومة علماً يقينياً بما يخالف ظاهر القرآن فإننا في هذه الحالة يكون فهمنا بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح ويمكن أن نقول إن القرآن يريد كذا وكذا مما يوافق الواقع المعين المحسوس الذي لا ينفرد فيه أحد وذلك لأن الدلالة القطعية لا يمكن أن تتعارض أي أنه لا يمكن أن يتعارض دليلان قطعيان أبداً إذ أنه لو تعارضا لأمكن رفع أحدهما بالآخر وإذا أمكن رفع أحدهما بالآخر لم يكونا قطعيين والمهم أنه يجب علينا في هذه المسألة أن نؤمن بأن الشمس تدور على الأرض وأن اختلاف الليل والنهار ليس بسبب دوران الأرض ولكنه بسبب دوران الشمس حول الأرض . انتهى .
من فتاوى نور على الدرب (النسخة الحاسوبية ،الصادرة عن مؤسسة ابن عثيمين الخيرية)

هذا ما أحببت إيراده في هذه المسألة .. والله الهادي إلى سواء السبيل ..
وفقكم الله لكل خير ..
 
الأخ الفاضل عبد الرحمن
حفظك الله ورعاك وسدد على طريق الخير خطاك.
وبعد:
لقد طال الحديث مع الأخ علي جاسم وأنا كان خلافي معه أو كنت أريد أن أنبهه إلى أن طريقة الشيخ بن عثيمين في الاستدلال هي السليمة في موضوع حركة الأرض فالأدلة محتملة وحملها على أحد الاحتمالات دون دليل لا يجوز.

والأخ علي قال إن الأرض ثبت الآن بالدليل القطعي أنها تدور وأنا معه في هذا الكلام لكني طالبته بالدليل من أجل أن أبين أن هذه المسألة لا يمكن أن يدركها من الناحية النظرية إلا أهل الاختصاص فإن كان هو منهم أو فهم مقالتهم فليشرحها لنا ولكنه اكتفى بالإحالة على أمور نعرفها مسبقا.

وكل ما يمكن أن يدركه أي شخص من الأدلة على دوران الأرض اليوم هو الصور التي ألتقطت من الفضاء الخارجي.

ويأتي بعدها قضية الأقمار الصناعية وكيف توضع في مدارات في الفضاء الخارجي بسرعة متناسبة مع دوران الأرض وهذه يمكن شرحها للعامة وليست صعبة على الفهم.

ويأتي بعدها بعض التجارب الفيزيائية والرياضية التي لا يدركها إلا أصحاب الاختصاص وقد يرد عليها بعض الاعتراضات.

وكون دوران الأرض قد ثبت بدليل قاطع ، فإن هذا لا يعني أنها هي تدور حول الشمس ،وكل ما ذكر حول هذا الموضوع هو نظريات لا ترقى إلى الحقائق العلمية القطعية.

وعليه فنحن متمسكون بظاهر القرآن في هذا المسألة حتى يثبت أن هذا الظاهر غير مراد.

أما كلام الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى بخصوص آية سورة النمل ففي النفس منه شيء، وسأبين ذلك في موضوع منفصل إن شاء الله تعالى تحت عنوان آية سورة النمل.
 
هل في الموقع مشكلة

هل في الموقع مشكلة

بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله يبدو أن ثمة مشكلة في الموقع , فهو لا يفتح المقالات المتأخرة بل يتوقف دائما عند مقالات متقدمة ..
وكلما جئت أتتبع مقالات الأخوة الأكارم يقف التحميل عند مقالة متقدمة للأخ عبد الرحمن الوشمي ..
هل واجهتكم هذ المشكلة أم هي عندي فقط ..
أخوكم
علي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله يبدو أن ثمة مشكلة في الموقع , فهو لا يفتح المقالات المتأخرة بل يتوقف دائما عند مقالات متقدمة ..
وكلما جئت أتتبع مقالات الأخوة الأكارم يقف التحميل عند مقالة متقدمة للأخ عبد الرحمن الوشمي ..
هل واجهتكم هذ المشكلة أم هي عندي فقط ..
أخوكم
علي

الأخ الفاضل على جاسم حياك الله وبياك
ليس في الموقع مشكلة ولكن لعله من باب "وهم الحس" تحياتي
 
الأخ الفاضل محب القرآن الكريم ..
ما دعاني إلى إيراد الأقوال في تفسير آية ( وترى الجبال تحسبها جامدة ... )
هو أنني وجدت في الرابط من حملها على أنها في الدنيا فقط على القول الثاني !!.. مع أن الآية تُحمل على أنها في الآخرة كذلك وهذا ليس قولي أو اختياري فمن أنا ؟!!..
بل هو قول الكثير من علماء السلف وتبعهم فيه بعض العلماء المعاصرين وهو قول قوي يسنده سياق الآية .. ولكل قوله ودليله ..
هذا ما أحببت أن أنوه إليه ..

وفقك الله ورعاك ..
 
الأخ الفاضل محب القرآن الكريم ..
ما دعاني إلى إيراد الأقوال في تفسير آية ( وترى الجبال تحسبها جامدة ... )
هو أنني وجدت في الرابط من حملها على أنها في الدنيا فقط على القول الثاني !!.. مع أن الآية تُحمل على أنها في الآخرة كذلك وهذا ليس قولي أو اختياري فمن أنا ؟!!..
بل هو قول الكثير من علماء السلف وتبعهم فيه بعض العلماء المعاصرين وهو قول قوي يسنده سياق الآية .. ولكل قوله ودليله ..
هذا ما أحببت أن أنوه إليه ..

وفقك الله ورعاك ..

على العين والرأس أنت وأقوالك أيها الحبيب
وأنا معك فيما ذكرت من كلام أهل العلم
ولكن ما أكتبه هنا هو محاولة للتدبر والفهم
وفقني الله وإياك لما يرضيه عنا وأسأله أن يفتح علينا في فهم كتابه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
 
على العين والرأس أنت وأقوالك أيها الحبيب
وأنا معك فيما ذكرت من كلام أهل العلم
ولكن ما أكتبه هنا هو محاولة للتدبر والفهم
وفقني الله وإياك لما يرضيه عنا وأسأله أن يفتح علينا في فهم كتابه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد


وأنا أحييك أخي الكريم محب القرآن .. وتسعدني مداخلاتك وتعليقاتك وأستفيد منها ..
كما تشرف موضوعاتي بمرورك الطيب وتفاعلك المبارك ..

جعلك الله من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته .. آمـــــــــــين ,,,
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا مقال وجدته يتعلق بسورة الكهف وبه نوع من التدبر اللطيف :



الخفاء واللطف في سورةالكهف

تقديم:ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد :
فقد ميز الله بعض كلامه عن بعض بخصائص ووظائف وحث نبي الله صلى الله عليه وسلم على سور وآيات مخصوصة ومن ذلك إخباره صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة هى " أعظم سورة فى القرآن " (1) وأن( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (تعدل ثلث القرآن) (2) وأن( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّالْفَلَقِ)و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ( لم ير مثلهن قط ) (3) وأخبر صلى الله عليه وسلم أن ( من قرأبالآيتين من آخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه ) (4) وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) (5) وأن أعظم آية فى كتاب الله هى آية الكرسي(6) .
ومن هذه الكلمات التامات والسور المباركات سورة الكهف،وهى السورة التى ورد الخبر بمدحها وتبيان فضلها،فهي:
* إحدى خمس سور فى القرآن الكريم تبدأ بالحمد لله(7) .
* وهى أوسط القرآن أجزاؤه وكلماته.
* وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين( (8
* روى مسلم عن أبى الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال"وفى رواية :"من آخر سورة الكهف" (9)
فلأى شئ كان هذا الفضل؟ ولم كانت هذه المزية؟ ولماذا كانت عاصمة من فتنة الدجال؟‍نقول وبالله التوفيق ، إن سورة الكهف تحدثت فى مجملها عن طائفتين منالناس:
الأولى هى الطائفة التى نظرت بالكلية إلى الأسباب مع ما فى ذلك من قدح فى التوحيد وطلب لزينه الحياة الدنيا ، وهذه هى طائفة المشركين أعداءالدين.
والثانية عرفت هذه الأسباب ولم تنكرها وإنما ردتها إلى الله مسببها مع توكلها عليه سبحانه وانطراحها بين يديه بالكلية ، بحيث تتضاءل عندهم الأسباب وتتلاشى بالنظر إلى مشيئته وقدرته، فعلم الله مثل هذا من هذه الطائفة فخرق لهاالأسباب كلها "خرقاً ربانياً " فى أربع آيات يتحدث بها العالمون والعجيب أن هذه القصص الأربع لم تتكرر فى موضع آخر من كتاب الله بما يحفظ لهذه السورة تفردها وتميزها.
ويمكننا أن نوجز هذا الخرق الرباني فى أربعة عناصر رئيسية :-
*خرقٌ رباني فى الزمان .
*وخرق فى المكان.
*وخرق للعادة فى الإنسان.
*وأما الخرق الرابع-فهو المهيمن على الثلاثة الأول وهو جماعها وأصلها - وهو الكشف الربانى لأستارالقدر الأعلى .

.

أولاً: أصحاب الكهف و طي الزمـان


فهؤلاء هم فتية الكهف وقد آمنوا بربهم وأعلنوا البراءة مما سواه وألقوا الحرب والعداوة بينهم وبين ما اتخذ الناس من دونه (إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًاشَطَطًا * هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً )(10) وقد استيقن لديهم أن القوم ماضون فى غيهم وأن الباطل صارديناً لهم لازماً لحياتهم والدفاع عنه هو دفاع عن مقدراتهم ودولتهم بكل عناصرها ومؤسساتها وقد تملك زمام الأمور فيها عصابة من المجرمين والفتية قد خرجوا عن المألوف بإيمانهم حتى تعطلت مصالحهم وأرزاقهم – أو كادت – وأغلقت فى وجوههم أبواب الدنيا ومنعوا الوظائف وأسباب الحياة ولم يبق أمامهم إلا الاعتزال والفرار بالدين .
وربما ثقلت الجاهلية حينئذ على قلوب المؤمنين أو بغتتهم عاجلة الأسباب وربما تضخمت دولة الباطل وانتفشت حتى يظن الظان أنها لن تزول حينئذ تبرز قصة أصحاب الكهف لتكشف الوهم وتزيل الغبش وتحدد الحجم الحقيقي للقضية فالفتية ( وهو لفظ لجمع تقليل رغم أنهم دون العشرة ) (11) إلاأنهم هم الفئة المعتبرة بالنظر فى كتاب الله والعرف الإيماني كذلك وهم يتساءلون كم تحتاج دولة الباطل حتى تنقضي وتزول ؟! ، مائة.. مائتين أم ثلاثمائة سنة ؟! ، فما هوإلا أن طوى الله لهم الزمن حتى صارت الثلاثمائة سنين وزيادتها فى حسهم كأنها يوم أوبعض يوم هكذا عاش الظالمون ما عاشوا إلا أن دولة الظلم حتما ستنتهى وتبيد وفى غمضة عين يضع المؤمن جنبه وقد استفرغ الوسع وانقطعت به الأسباب متوسلاً الرحمة والرشد فى علم الله المحيط فما يفيق إلا وقد تحقق وعد الله (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) (12) وعد الله بالبعث بعد الممات ووعدوه بالنصر والغلبة لعباده المؤمنين فى هذه الدنيا(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَالِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَالَهُمُ الْغَالِبُونَ)(13)

ثانياً: صاحب الجنتين ودك المكان




وهذه قصة أخرى تضخمت فيها الدنيا وعظمت أسبابها فى حس أصحابها وظنوا أن الله الذي بسطها ومدها لهم ليس بقادر على أن يقبضها ويطويها ،فهذا رجل ضعيف يستقى قوته من غيره ويستعلى بها وقد شده الماء والطين وتقوى بالمال والبنين ( فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَاأَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا)(14) بينمايقف فيها أهل الإيمان موقف الاستعلاء كالطود الشامخ لا تنال منه أنواء الفقر ولاعائزة الحاجة وقد تعلقوا بحبل الله المتين يتعبدون الله بالفاقة إليه التي أورثتهم الذلة له وقد علموا أنه مع الذلة تكون النصرة كما يتعبدونه أيضاً بتعجل بطشته بالظالمين وقطع دابرهم ولهذا قال المؤمن (فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا) (15)وعندئذ لابد أن تنخرم أسباب الباطل وتتهاوى تلكم الدعاوى.
ولأمر ما فصل القرآن الكريم فى ذكر الجنتين وأفاض البيان بكل أبعاد المكان وعناصره حتى قال الرجل (مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا)(16) نعم إلى هذا الحد كبرت الدنيا فى أعين أصحابها حتى ظنوا أنها لن تزول ! ثم كانت المفاجأة (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا)(17) فى درس آخر يلقنه الله للمؤمنين فكما طوى الزمان فى قصة أصحاب الكهف هو الذيمحق المكان هنا بصاحب الجنتين .
ثالثا: ذو القرنين وأسباب التمكين

وكما بدأت سورة الكهف بالاستضعاف والعزلة للفئة المؤمنة تنتهى بالقوة والتمكين وغلبة أمر الدين ، فهذا حاكم مسلم قال الله فيه : (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُمِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا)(18) وقد أوتى من الأسباب العجيبة ما لا يعلمه إلا الله من العلم والقوة التى بها يسخر الدنيا ويقهر الأعداء ويبلغ المشارق والمغارب ويفهم عجمة القلوب والألسنة ويذيب الحديد ويضرب السدود ، وباختصار فهو رجل غير عادى خارق القوى والملكات (كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً)(19)أى: (بماعنده من الخير والأسباب العظيمة)(20).
وبهذا تكتمل عناصرالكون الزمان والمكان والإنسان وبها يقوم عالم الشهادة شاخصاً متحركاً حركة الحياة والأحياء بينما يبقى عالم الغيب مكنوناً غامضاً لا يهتك ستره إلا القصة الرابعة والأخيرة .

رابعاً: موسى عليـ السلام ـه والخضر عليـ السلام ـه بين العالم المشهود والغيب المنشود



وترتكز القصة فى مجملها على عنصرين رئيسيين هما المال والبنين والذين سبق ذكرهما فى نفس السورة وهما زينة الحياة الدنيا ويمكنك تخيل القصة بدون ذكر العبد الصالح وهو الخضر عليـ السلام ـه ،وأن تضع نفسك مكان موسى عليـ السلام ـه وتعيش الحياة كما هى فترى مساكين تعاب مركبهم وهى كل مالهم ولقمةعيشهم ، وترى فيما يمر بك من أحداث الدنيا أبوين مؤمنين يموت صغيرهما وهو كل مايرجون من هذه الحياة ويتكئون عليه فيها ، وهذه مصائب فى أعز ما يملك الناس – المال والولد – ربما ناحوا لها وقنطوا أو جزعوا وسخطوا وهم لا يدرون أن المنحة فى طيات المحنة والبلية هى فى حقيقتها عطية .
وترى فيما يرى السائر أيتام فى قرية لئام لا يملكون إلا داراً حقيرة متهدمة الجدران إلا جداراً يقف شاهداً على خسة أهل القرية وشحهم .
وفجأة يظهر الخضر أمامك يجلى لك الحقائق باعتباره يمثل القدرالأعلى وباعتباره انساناً مميزاً أيضا ليهتك لك أستار الغيب الذي أطلعه الله عليه وتتعجب من الفطرة النقية متمثلة فى موسى عليه السلام وهو يستنكف المنكر وينكره فكيف تتلف الأملاك؟ وتقتل الأنفس البريئة؟ ولأى شئ يوضع المعروف فى غير أهله؟ .
وأمرالمؤمن كله له خير والصلاح ينفع أهله فى الدنيا والآخرة فتلف المال حماية له من أن يذهب به الظالم بالكلية ، وموت الولد رحمة به من قدر الكفر الذي ينتظره ورحمة بوالديه من الشقاء به فى الدارين وبقاء المال والولد كان ثمرة لصلاح الأب ومما خلفه الله به فى أهله وماله .


وأخيـــــــراً


بقى أن نجيب على السؤال الذي طرحناه أولاً ، وهو لماذا كانت سورة الكهف عاصمة من فتنة الدجال عليه لعنة الله؟!.
ونجيب عليه والعلم عند الله :
بأن سورة الكهف قد بدأت بذكر أهل الكتاب وهم جل أتباع المسيح الدجال – وهو من علامات الساعة - وربما كان فى ذلك إشارة إلى تملكهم زمام العالم فى آخرالزمان وختمت بالحديث عن التوحيد وذم الكفر الذي هم عليهم .
واشتملت السورة أيضاً على معنى مشترك بين كل القصص المذكورة فيها ، وهو معنى الخرق الربانى للعادة فى الزمان والمكان والانسان ثم فى القدر الكونى – كما قد تقدم – وبذلك صارت السورةالكريمة - وبهذه الضدية – كالرقية من الخرق الشيطانى الذي يمثله مسيح السوء الدجال فى أعظم صوره ، فأنى يثبت وأنى يفلح حينئذ؟! .
ومما يستأنس به أيضا فى هذاالمعنى أن زوال شخص المسيح الدجال نفسه يكون على يد مسيح الخير بن مريم – عليهما السلام – باعتباره خارقة بشرية ربانية كذلك منذ بدايته من غير أب ومعجزاته كالنفخ فى الطين بإذن الله وإبراء المعضلات والإنباء بالمغيبات وحتى رفعه من غير موت ثم عودته بعد ذلك.
وصدق ربنا عز وجل إذ يقول : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)(21)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(21) الأنبياء : 18




والله أعلم والحمد لله رب العالمين


وكتبه
أبو سليمان المصري
خالد سعيد



الهوامش:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البخارى وأبو داود والنسائي .
(2) البخارى .
(3) مسلم وأبوداود والترمذى والنسائي .
(4) البخارى و مسلم وأبو داود والترمذي .
(5) مسلم والترمذي .
(6) مسلم بنحوه .
(7) الفاتحه -الأنعام - الكهف - سبأ - فاطر .
(8) صحيح الجامع (6351)
(9) مسلم وأبو داود والترمذي
 
السلام عليكم
يبدو لى أن السورة فى عالم الشهاده والواقع ولذلك فالقول
وباختصار فهو رجل غير عادى خارق القوى والملكات (كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً)
أري أنه قد جانب الصواب ؛كيف يكون خارقا للعادة من اتبع الأسباب "فأتبع سببا "؛ بل هو مثل لما قد يصله انسان بحسن التعلم والعمل
وبذلك صارت السورةالكريمة - وبهذه الضدية – كالرقية من الخرق الشيطانى الذي يمثله مسيح السوء الدجال فى أعظم صوره
وكيف حدث هذا الخرق ؛أتغلب الشيطان على الأسباب أم أن ظهوره من قبيل الخرق الربانى للعادة فى الزمان والمكان والانسان كما ذكرت
وهل من يجلس أمام هذه الفتنة يقرأ السورة تمنع الدجال أن يقتله ؟
 
عودة
أعلى