بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فهذه فتوى للإمام أبي محمد ابن حزم رحمه الله في حكم تعلم القراءات، وجدتها في تضاعيف رسائله، وأحببت إطلاعكم عليها؛ لمَّا لم أراها متداولة.
قال رحمه الله: "وسألتم - رحمنا الله وإياكم - عن طلب العلم، وهل الآداب من العلم، تعنون النحو واللغة والشعر، وعن طلب الاشتغال بروايات القراء السبعة المشهورين على اختلاف ألفاظها وأحكامها، وعن قراءة الحديث، وعن مسائل، فنعم، وفقنا الله وإياكم لما يرضيه:الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فهذه فتوى للإمام أبي محمد ابن حزم رحمه الله في حكم تعلم القراءات، وجدتها في تضاعيف رسائله، وأحببت إطلاعكم عليها؛ لمَّا لم أراها متداولة.
أما الاشتغال بروايات القراء المشهورين السبعة وقراءة الحديث وطلب علم النحو، واللغة، فإن طلب هذه العلوم فرض واجب على المسلمين على الكفاية، بمعنى أن من قام بطلبها حتى يعم بعلمه تعليم من طلبها أو فتيا من استفتاه فيها من أهل بلده أو قريته، فإذا قام بذلك من يغنى بهذا القدر، سقط فرض طلبها حينئذ عن الباقين، إلا ما يخص كل إنسان في نفسه فقط، فالذي يلزم كل إنسان من حفظ القرآن فهو أم القرآن وشيء من القرآن معها، ولو سورة أي سورة كانت، أو أي آية، فهذا لابد لكل إنسان منه.
ثم طلب علم القرآن واختلاف القراء السبعة فيه وضبط قراءتهم كلهم، فرض على الكفاية وفضل عظيم لمن طلبه إن كان في بلده كثير ممن يحكمه وأجر جزيل، قال عليه السلام: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، فكفى بهذا فضلاً، وقد أمر عليه السلام بتعليم القرآن فمن تعلمه فهو خير، ولو ضاع هذا الباب لذهب القرآن وضاع، وحرام على المسلمين تضييعه، وذهابه من أشراط الساعة، وكذلك ذهاب العلم"اهـ.
رسائل ابن حزم: 3/161 من رسالة: التلخيص لوجوه التخليص.