فتوى ابن حزم في حكم تعلم القراءات

ايت عمران

New member
إنضم
17/03/2008
المشاركات
1,470
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فهذه فتوى للإمام أبي محمد ابن حزم رحمه الله في حكم تعلم القراءات، وجدتها في تضاعيف رسائله، وأحببت إطلاعكم عليها؛ لمَّا لم أراها متداولة.​
قال رحمه الله: "وسألتم - رحمنا الله وإياكم - عن طلب العلم، وهل الآداب من العلم، تعنون النحو واللغة والشعر، وعن طلب الاشتغال بروايات القراء السبعة المشهورين على اختلاف ألفاظها وأحكامها، وعن قراءة الحديث، وعن مسائل، فنعم، وفقنا الله وإياكم لما يرضيه:
أما الاشتغال بروايات القراء المشهورين السبعة وقراءة الحديث وطلب علم النحو، واللغة، فإن طلب هذه العلوم فرض واجب على المسلمين على الكفاية، بمعنى أن من قام بطلبها حتى يعم بعلمه تعليم من طلبها أو فتيا من استفتاه فيها من أهل بلده أو قريته، فإذا قام بذلك من يغنى بهذا القدر، سقط فرض طلبها حينئذ عن الباقين، إلا ما يخص كل إنسان في نفسه فقط، فالذي يلزم كل إنسان من حفظ القرآن فهو أم القرآن وشيء من القرآن معها، ولو سورة أي سورة كانت، أو أي آية، فهذا لابد لكل إنسان منه.
ثم طلب علم القرآن واختلاف القراء السبعة فيه وضبط قراءتهم كلهم، فرض على الكفاية وفضل عظيم لمن طلبه إن كان في بلده كثير ممن يحكمه وأجر جزيل، قال عليه السلام: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، فكفى بهذا فضلاً، وقد أمر عليه السلام بتعليم القرآن فمن تعلمه فهو خير، ولو ضاع هذا الباب لذهب القرآن وضاع، وحرام على المسلمين تضييعه، وذهابه من أشراط الساعة، وكذلك ذهاب العلم"اهـ.
رسائل ابن حزم: 3/161 من رسالة: التلخيص لوجوه التخليص.

 
جَزَاكَ اللهُ خيراً أخِي مُحمَّـد وعفا اللهُ عمَّـن أحرقَ كُـتُبَ ابنِ حَـزمٍ وما فيها من عُلُـوم قيِّـمَةٍ خصوصاً كُتبَـهُ في القراءات , وقاتَل الله الضغينةَ والحسَد.
 
جزاك الله خيرا على هذا النقل المفيد .
وكم لابن حزم من فوائد ، وعلوم ، ضيعها قوم تقليدا أو حسدا وحقدا .
وهل لي بمثل ابن حزم رحمه الله تعالى بعده غير ابن تيمية رحمه الله تعالى .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فهذه فتوى للإمام أبي محمد ابن حزم رحمه الله في حكم تعلم القراءات، وجدتها في تضاعيف رسائله، وأحببت إطلاعكم عليها؛ لمَّا لم أراها متداولة.​
قال رحمه الله: "وسألتم - رحمنا الله وإياكم - عن طلب العلم، وهل الآداب من العلم، تعنون النحو واللغة والشعر، وعن طلب الاشتغال بروايات القراء السبعة المشهورين على اختلاف ألفاظها وأحكامها، وعن قراءة الحديث، وعن مسائل، فنعم، وفقنا الله وإياكم لما يرضيه:
أما الاشتغال بروايات القراء المشهورين السبعة وقراءة الحديث وطلب علم النحو، واللغة، فإن طلب هذه العلوم فرض واجب على المسلمين على الكفاية، بمعنى أن من قام بطلبها حتى يعم بعلمه تعليم من طلبها أو فتيا من استفتاه فيها من أهل بلده أو قريته، فإذا قام بذلك من يغنى بهذا القدر، سقط فرض طلبها حينئذ عن الباقين، إلا ما يخص كل إنسان في نفسه فقط، فالذي يلزم كل إنسان من حفظ القرآن فهو أم القرآن وشيء من القرآن معها، ولو سورة أي سورة كانت، أو أي آية، فهذا لابد لكل إنسان منه.
ثم طلب علم القرآن واختلاف القراء السبعة فيه وضبط قراءتهم كلهم، فرض على الكفاية وفضل عظيم لمن طلبه إن كان في بلده كثير ممن يحكمه وأجر جزيل، قال عليه السلام: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، فكفى بهذا فضلاً، وقد أمر عليه السلام بتعليم القرآن فمن تعلمه فهو خير، ولو ضاع هذا الباب لذهب القرآن وضاع، وحرام على المسلمين تضييعه، وذهابه من أشراط الساعة، وكذلك ذهاب العلم"اهـ.
رسائل ابن حزم: 3/161 من رسالة: التلخيص لوجوه التخليص.
هذا الرجل يستحق الاحترام في كل مواقفه، وفي كل كتبه، وفي كل ما ذهب إليه. الرجل صادق، عالم، قوي الحجة، طويل النفس، عميق النظر، لا تستفزه طبول المطبلين، ولا تفزعه غمزات وتهديدات الحاقدين والتوعدين، لا يستأنس بالخطإ مع الكثرة الكاثرة، ولا يجد وحشة مع الحق المهجور. كلامه واضح، حاسم، قاطع، لا يحتمل التأويل.
لا أعرف أحدا من العلماء أنصف منه في بسط حجة الخصم وسرد أدلته. لكنه تعرض لطعون بسبب أغلاط لم يسلم منها الطاعنون فيه أنفسهم، ووصفه بعض الناس، مستغلا خطأه في الصفات، بأنه "جهمي جلد"، متناسيا جملته الأخيرة التي أوردها أجدر منتقديه احتراما/ عبد الحق التركماني في دراسته وتحقيقه لـ"الدرة فيما يجب اعتقاده"
وهذه الفتوى التي يشكر على تعميمها الأستاذ الفاضل إيت عمران شبيهة بكلامه في "الإحكام في أصول الأحكام" حول شمول جمع الخليفة عثمان رضي الله عنه للأحرف السبعة. ونوضح بأنه لم ينفرد بهذه الفتوى كما هو معلوم لدى الجميع، لكننا استبشرنا بها لكونه لا يرى القياس، وقد أورد النص الذي اعتمد عليه. ونلاحظ أنه نص على "روايات القراء المشهورين السبعة" فما موقفه من الثلاثة الزائدين ؟ لعل أحد الإخوة يتحفنا بذلك.
 
رسالة في القراءات لابن حزم

رسالة في القراءات لابن حزم

الشيخان الكريمان/ محمود الشنقيطي وإبراهيم الحسني: بارك الله فيكما وأحسن إليكما.
وبمناسبة قولكم ياشيخ محمود:
جَزَاكَ اللهُ خيراً أخِي مُحمَّـد وعفا اللهُ عمَّـن أحرقَ كُـتُبَ ابنِ حَـزمٍ وما فيها من عُلُـوم قيِّـمَةٍ خصوصاً كُتبَـهُ في القراءات , وقاتَل الله الضغينةَ والحسَد.
ثمة رسالة مقتضبة له في القراءات شجعني تعليقكما على إثباتها هنا، وهي بتحقيق الفاضلين: إحسان عباس، وناصر الدين الأسد، ومراجعة الفاضل: أحمد محمد شاكر، وقد جعلوها الرسالة الأولى من الرسائل الملحقة بكتاب (جوامع السير) لابن حزم رحمه الله وها هي بين أيديكم:
القراءات المشهورة في الأمصار
الآتية مجيء التواتر
قال أبو محمد رحمه الله تعالى:
لأهل مكة: القراءة المعروفة بعبد الله بن كثير الداري، مات سنة عشرين ومائة، قرأ على عبد الله بن السائب المخزومي، [وقرأ عبد الله بن السائب] على أبي بن كعب [صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم]، وقرأ أيضاً على مجاهد. وقرأ مجاهد على ابن عباس. وقرأ ابن عباس على أُبَيٍّ، وزيد بن ثابت، كلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ولأهل المدينة: القراءة المعروفة بنافع بن أبي نعيم، مات سنة تسع وستين ومائة. قرأ على يزيد بن القعقاع، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم بن جندب الهذلي، ويزيد بن رومان، وشيبة بن نصاح. هؤلاء عن أبي هريرة، وابن عباس، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي. هؤلاء كلهم عن أبي بن كعب.
ولأهل الكوفة: القراءة المعروفة بعاصم بن أبي النجود، تابعي أدرك الحارث بن حسان، وافد بني بكر على النبي صلى الله عليه وسلم؛ مات سنة ثمان أو سبع وعشرين ومائة. قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي، وعلى زر بن حبيش. وقرأ أبو عبد الرحمن على عثمان، وعلي، وابن مسعود، وأبي، وزيد. وقرأ زر على ابن مسعود. وهي خير القرآن عندنا، من غير أن ننكر غيرها، ومعاذ الله من ذلك.
ولهم القراءة المعروفة بحمزة بن حبيب، مات سنة ست وخمسين ومائة. قرأ على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وحمران بن أعين، وأبي إسحاق السبيعي، ومنصور بن المعتمر، والمغيرة بن مقصم، وجعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضوان الله عليهم أجميعن، والأعمش. وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب، وقرأ يحيى على علقمة، والأسود، وعبيد بن نضلة الخزاعي، وأبي عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش. كل هؤلاء عن ابن مسعود.
ولهم القراءات المعروفة بالكسائي، ومات سنة تسع وثمانين ومائة. قرأ على حمزة، وعيسى بن عمر، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وغيرهم.
ولأهل البصرة: القراءات المعروفة بأبي عمرو، ومات سنة أربع وخمسين ومائة. قرأ على مجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة بن خالد المخزومي، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن عبد الرحمن بن محيصن، وحميد بن قيس الأعرج، وكلهم مكي؛ وقرأ أيضاً على يزيد بن القعقاع، ويزيد بن رومان، وشيبة بن نصاح، وكلهم مدني؛ وقرأ أيضاً على الحسن، ويحيى بن يعمر، وغيرهما من أهل البصرة. وأخذ هؤلاء عن الصحابة رضوان الله عليهم.
ولهم القراءات المعروفة بيعقوب بن إسحق الحضرمي صاحب شعبة، وقرأ على أبي عمرو، وغيره.
ولأهل الشام: القراءات المعروفة بعبد الله بن عامر، مات سنة ثمان عشرة ومائة. قرأ على [أبي] الدرداء، وقرأ أيضاً على المغيرة ابن أبي شهاب المخزومي، وقرأ المغيرة على عثمان رضي الله عنه.
وها هنا قراءة غير هذه أيضاً عن الأئمة المشهورة، مما لم يشتهر عنهم، فلا يحل أن يقرأ بها، بمعنى: أن تعلم، ولا يصلي بها، ولا تكتب في المصاحف أصلاً؛ وبالله التوفيق.
 
عفوا يا ستاذ محمد الحسن، أرسلتم تعليقكم فيما كنتُ منهمكا في كتابة تعليقي، فبارك الله فيكم وأحسن إليكم،
وفي الرسالة التي أثبتها ذكر لقراءة يعقوب، ولعله أثبتها لأنها كانت مشهورة عند أهل الأندلس، أما قراءة أبي جعفر واختيار خلف فلم يكونا مشتهرين عند الأندلسيين على هذا العصر، والله أعلم.
 
عودة
أعلى