فائدة نادرة للسبكي

إنضم
08/04/2007
المشاركات
90
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المملكة العربية السعودية

كثيرة هي اللفتات الجميلة للعلماء في غير مظانها، فقد جاء في فتاوى السبكي ج1ص68: "قال الشيخ الإمام رحمه الله: نكتة بيضاء لمحتها من غير أن أسمعها من أحد قوله تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد..} الآية فكرت من مدة طويلة وأنا بديار مصر في إفراده عن أبيه وأخيه والفصل بينهما بقصة موسى عليه السلام، فوقع في خاطري أنه لكونه جد النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مستقلاً بنفسه تعظيماً لقدر النبي صلى الله عليه وسلم، وفكرت الآن فيه بالتلاوة فلمحت ذلك وزيادة عليه وهي الصفات التي أثنى عليه بها، ومن جملتها وهو ختامها، {وكان عند ربه مرضياً}، والمرضي عند الله هو الصفوة والخلاصة والنبي صلى الله عليه وسلم مصطفى منه، ومن جملتها {وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة}، وإذا كان أهله بهذه الصفة وهو بصفة صدق الوعد والرسالة والنبوة وهما أعني: إسماعيل عليه السلام وأهله أصلاً في غاية الزكاء والخير، فهو وأهله جرثومة نور نشأ منها أعظم منها، وهو النور الأعظم خاتم النبيين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم".
وهذا يدلنا على أن مظان العلم المتخصص ليس في الكتب المتخصصة وحسب، بل هي منثورة في غير مظانها، وهو ما يدعو الباحثين إلى نبذ الخلود إلى كتب القوم، والنهوض للقراءة في شتى العلوم والفنون، وهو ما سيفتح أبواباً من الفهم والعلم، وهذا ما يصنعه بعض إخواننا في جمع جهود العلماء في التفسير وعلوم القرآن.
 
فتح الله عليك أخي الدكتور المثنى ، وفتاوى السبكي علي بن عبدالكافي رحمه الله مليئة بمثل هذه النفائس ، وهو أهلٌ لمثلها فهو عالم جليل رحمه الله ، وأتفق معك أن كثيراً من أمثال هذه الشوارد مبثوثة في كتب التراجم والفتاوى والتواريخ ، وفيها علم عزيز .
 
جميل
لكن؛ ما سبب حكمك على هذه الفائدة بـ"نادرة"؟
وهل ما ذكر السبكي - رحمه الله - غير مذكور في كتب التفاسير؟

مع موافقتي لك في التعليق، وأن كثيراً من الفوائد توجد في غير مظانها.
 
وصفتها بنادرة من حيث وجودها في كتاب فتاوى لا في كتاب تفسير، فهي من حيث النظر إلى مضمون الكتاب تعد نادرة، وأشكر لك سؤالك فهو يدل على حس نقدي في دلالة العنوان على الموضوع، ودمتم موفقين.
 
فَوْتٌ فوق فوتٍ

فَوْتٌ فوق فوتٍ

الحمد لله، وبعد ..
ولو قلتَ "فائدة عزيزة" لكان أدقَّ
بيد أنَّ هذا الاستنباط لا يُسلَّم له وفيه بُعد، مع لحظ الفضل للفرع دون الأصل؛ فإنَّ الخليل إبراهيم عليه السلام وهو أبو المصطفى صلى الله عليه وسلم " دعوة أبي إبراهيم"، و"ومرحبا بك من ابن ونبي" وهو الأشبه بنبينا صلى الله عليه وسلم كما ثبت في "الصحيح" ، وهو في الأفضلية والسابقة أفضل وأعلى من ولدهعليه السلام، ولأن كان ابنه إسماعيلعليه السلام مرضياً ويأمر أهل بالصلاة والزكاة، فإن الخليل له من الصفات ما يفوق ابنه، فهو إمام الحنفاء، والأمة، وخير البرية، بل فوق ذلك كله، أن غالب شرائع دينننا جاءت مهتدية ومقتدية بملة إبراهيم عليه السلام، وما جمع نبي من الأنبياء مثل ما جمع بين الخليل ونبيناعليهما السلامفي الخلة، والكفالة، والصلاة التشهدية، والسلام، وغيرها .
هذه ومضة خاطرة، وبعدها أقول : فليُحرر معنى غير ما ذهب إليه السبكي .
مع صحة الدلالة المشار إليها .
والله أعلم
 
بعد الشكر لأخي أبي العالية على تثويره لهذه المسألة، والتعليق على عنوانها، أقول:
كان ذكري لهذه الفائدة العزيزة - كما يعجبك تسميتها - لغرض أوضحته، وهو أن كثيراً من كتب العلماء المتبحرين تجد فيها الفوائد غير المتوقعة، ولم يكن هدفي نقاش هذه الفائدة، هذا من حيث هدف ذكرها، أما من حيث هي، فالسبكي رحمه الله وجه سبب إفراد إسماعيل عليه السلام والفصل بينه وبين أبيه وأخيه عليهم السلام بقصة موسى عليه السلام، ولم يفاضل من قريب أو بعيد بين الابن وأبيه كما قلتم، وإلا هل قال أحد من العلماء بفضل إسماعيل على أبيه؟!
وغاية ما ذكره سبب هذا الإفراد والفصل، ثم أمر آخر أقوله أن إسماعيل عليه السلام هو الأب الذي لا يشترك مع نبينا فيه أحد، بخلاف إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
وقد جاءني خاطر وأنا أكتب هذا الرد - لعل أخي أبا العالية يقاسمني أجره - أن ذكر إبراهيم عليه السلام وإسحاق ويعقوب، ثم ذكر موسى عليه السلام الذي هو من نسلهم، وفصل إسماعيل بالذكر عن المتقدمين بموسى، فيه إشارة قوية إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فكما أن موسى عليه السلام من نسل أولئك، فمحمد صلى الله عليه وسلم من نسل إسماعيل، والجميع من نسل إبراهيم عليهم الصلاة وأتم التسليم، ولعل هذا الذي خطر لي الآن يكون متمماً لما خطر للسبكي، والله أعلم بما ينزل.
 
الحمد لله، وبعد ..
مليح من لـمِّيح، ولكن وإن كان ما ذكرتَ فالأمر يؤول إلى المفاضلة ولو لم تقصد، وتبقى المسألة تحتاج لإعمال فكر وطول نظر .
ودمتم
 
بسم الله الرحمان الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من يبحث يجد و كثير من الدراسات التي تهتم بقصص الأنبياء تبحث في مواضيعها التي تفيد من ناحية وحدة رسالة الأنبياء ثم الدروس و العبر، و هذا كما أظن، والله أعلم، يغلق الطريق أمام البحث عن مثل تلك النفائس و التي قد تبين لنا أيضا عوامل مشتركة في تعامل الأنبياء مع الرسالات و الاوامر الإلهية.

منذ وقت و أنا أبحث عن علاقة بين (حادثة الإفك) بـ (بكاء يعقوب) و (تضحية إبراهيم) لأربط تلك العلاقة بـالآية المقدسة {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} لأني أحس أن تلك الحادثة ليست مجردة و عادية كالحوادث الأخرى و كعام الحزن وغيرها، لكنها أحدثت صراعا بين نفس تتمنى شيء و هي النفس التي تخضع لإرادة مستقلة عن ذاتها متعارضة مع تلك الأماني و التي في نفس الوقت لا تتعارض مع الدين كله (كتحريم الحلال مثلا) لأن الدين، كما أفهم أنا و الله أعلم، لا يمنع الإنسان من الحزن على تهمة موجهة لعرضه لكنه يمنعه من الحكم بدون دليل و هذا طبعا شيء آخر.

جزاكم الله خير الجزاء، فإلى مزيد من النفائس بارك الله عليكم.
 
و لكن ابراهيم عليه السلام تفرع منه اسماعيل عليه السلام أبو العرب و جد حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم , و اسحاق عليه السلام , و عسى أن يكون هذا هو المعنى الذي لأجله قال الإمام ما قال ... و الله أعلم
 
عودة
أعلى