الجكني
مشارك نشيط
روي أن يهودياً تكلم في مجلس المتوكل فأحسن الكلام وناظر فعلم أنه من جملة الأعلام ،وناضل فتحققوا أنه مسدد السهام ، فدعاه المتوكل إلى الإسلام ،فأبى وأقام لفرط الإباء على مذهب الآباء بعد أن بذل له المتوكل ضروباً من الإنعام ، وصنوفاً من الرفعة والإكرام وراجعه في ذلك مرة بعد أخرى فلم يزده ذلك إلا طغياناً وكفراً ، فغاب عنه مدة ثم دخل إلى مجلسه وهو يعلن الإسلام ويدين بدينه 0
فقال له المتوكل : أسلمت ؟
قال: نعم 0
قال : ما سبب إسلامك ؟
فقال : لما قطعت من عنقي قلادة التقليد ،وصرت من رتبة الاجتهاد إلى مرتقى ما عليه مزيد نظرت في الأديان وطلبت الحق حيث كان فأخذت التوراة فنظرت فيها ، وتدبرت معانيها وكتبتها بخطي وزدت فيها ونقصت ودخلت بها السوق وبعتها ولم ينكر أحد من اليهود منها شيئاً ،وأخذت الإنجيل وزدت فيه ونقصت ودخلت به السوق وبعته ،فلم ينكر أحد من النصارى منه شيئاً ،وأخذت القرآن وقرأته وتأملته فإذا "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " فكتبت وزدت فيه ونقصت ودخلت به السوق وبعته فنظر فيه المسلمون فعرفوا المواضع التي زدت فيها ونقصت ،وردوا كل كلمة إلى موضعها ،وكل حرف إلى مكانه ،فعلمت أنه الحق لتحقيق وصفه بأنه كلام الله الذي "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "،فآمنت به وصدقت ما جاء به 0انتهى
من كتاب:مقدمة تفسير ابن النقيب :ص:517-518
تحقيق د/ زكريا سعيد علي
فقال له المتوكل : أسلمت ؟
قال: نعم 0
قال : ما سبب إسلامك ؟
فقال : لما قطعت من عنقي قلادة التقليد ،وصرت من رتبة الاجتهاد إلى مرتقى ما عليه مزيد نظرت في الأديان وطلبت الحق حيث كان فأخذت التوراة فنظرت فيها ، وتدبرت معانيها وكتبتها بخطي وزدت فيها ونقصت ودخلت بها السوق وبعتها ولم ينكر أحد من اليهود منها شيئاً ،وأخذت الإنجيل وزدت فيه ونقصت ودخلت به السوق وبعته ،فلم ينكر أحد من النصارى منه شيئاً ،وأخذت القرآن وقرأته وتأملته فإذا "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " فكتبت وزدت فيه ونقصت ودخلت به السوق وبعته فنظر فيه المسلمون فعرفوا المواضع التي زدت فيها ونقصت ،وردوا كل كلمة إلى موضعها ،وكل حرف إلى مكانه ،فعلمت أنه الحق لتحقيق وصفه بأنه كلام الله الذي "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "،فآمنت به وصدقت ما جاء به 0انتهى
من كتاب:مقدمة تفسير ابن النقيب :ص:517-518
تحقيق د/ زكريا سعيد علي