فائدة: معاني لفظه "الظن" في القرآن الكريم

إنضم
15/11/2014
المشاركات
13
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
سودان
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ورد لفظ "الظن" في القرآن نحو ستين مرة بين إسمٍ و فعل, إلا أن له عدة معانٍ تختلف بإختلاف السياق. فتتبعت هذه المعاني في كتب التفسير و خاصة تفسير الطبري و التحرير و التنوير.

عند إطلاق لفظ "الظن" عند الأصوليين و أهل اللغة فإنه يُقصد به الظن الراجح, او كما عرّفه الجرجاني: الإعتقاد الراجح مع إحتمال النقيض – و هذه هي المرتبة الثانية من مراتب القسمة : اليقين و الإعتقاد الراجح (الرجحان) و الشك (إستواء الطرفين) و الوهم (الظن المرجوح).
أما في القرآن فإن المراد بلفظ "الظن" عادة هو اليقين – و هو بخلاف ما ذكره أهل اللغة وأهل الأصول. و أسرد فيما يلي معاني هذه اللفظه حسب كثرة الإستعمال في القرآن:

1. اليقين (الإعتقاد الجازم):
– و هو الأكثر إستعمالاً في القرآن.
– يفيد إما علم اليقين (من المؤمن) أو عين اليقين (من الكافر).
– وإذا كان من المؤمن فإنه يفيد العمل بموجبه.
– ويكون دائماً موافقاً للحقيقة.
قال تعالى: (الذين يظنون أنهم ملاقوا الله) , (و ظن أنه الفراق) , (و إنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض) , (و ظنوا أنهم مواقعوها) , (إني ظننت اني ملاق حسابيه) , (ظنوا ان لا ملجأ من الله) , (و ظنوا أنهم أحيط بهم).

2. الحسبان: و هو في المرتبة الثانية من حيث كثرة الإستعمال.
– و هو إعتقادٌ كأنه في حكم اليقين لكنه لا يرقى الى درجة اليقين.
– دائماً لا يوافق الحقيقة.
– يحسن في موضعه لفظ "حسب".
قال تعالى: (و إنا ظننا أن لن تقول الإنس و الجن على الله كذباً) , (بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول و المؤمنون الى أهليهم) , (و لكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون) , (إنه ظن أن لن يحور) , (ظن أهلها أنهم قادرون عليها) , (و إنا لنظنكم من الكاذبين) , (و ظنوا أنهم إلينا لا يرجعون) , (و ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم).

3. الإعتقاد الخاطئ: و هو قريب من الحسبان إلان أنه لا يحسن في موضعه لفظ "حسب".
– عادة يفيد الجهل او الجهل المركب.
قال تعالى: (فما ظنكم برب العالمين) , (إن بعض الظن إثم) , (ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا) , (يظنون بالله غير الحق) , (و ظننتم ظن السوء).

4. الإعتقاد الراجح (الرجحان):
– و هو المرتبة الثانية من مراتب القسمة بعد اليقين.
– يكون دائماً موافقا للحقيقة.
– استعماله قليل في القرآن.
قال تعالى: (إن ظنا ان يقيما حدود الله) , (و قال للذي ظن أنه ناج منهما).

5. الشك :
قال تعالى: (و إن هم إلا يظنون) , (إن نظن إلا ظنا و ما نحن بمستيقنين).

6. الوهم و التوهم (الظن المرجوح)
– و هناك تداخل بين معنى الوهم و الشك, إلا أن معنى الموه يكون أرجح عادة – كما ذكر ابن عاشور – لأنه يكون أبلغ في الذم. فمثلاً إيمان المشركين بآلهتهم لا يعدو ان يون وهماً لا يرقى لمرتبة الشك.
قال تعالى: (و ذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه) , (إن يتبعون إلا الظن) , (إن الظن لا يغني عن الحق).

7. التهمة: و قد وردت في موضعين
قال تعالى: (الظانين بالله ظن السوء) – اي يتهمونه في حكمه.
و قال تعالى: (بظنين) – على قراءة الكسائي و ابن كثير و ابي عمرو , اي: متهم.

* هناك معنى آخر ذكره المفسرون و هو معنى "العلم" في قوله تعالى (و ظن داؤد أنما فتناه) – و الظاهر أنه أقرب للرجحان و الله أعلم.
* مما يجدر ذكره أن العلامة الزركشي قد وضع ضابطين للتفريق بين الشك و اليقين إلا أنه يصعب تطبيقهما في كل المواضع.

و الله أعلى و أعلم.
 
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله. .
الحمدلله الذي سخر لنا هذه الوسيلة للنقاش والاجتهاد وسخر لنا العقل كأداة للتفكر والوصول لأقرب مفهوم وأدق مقصود لكلمات الله واياته..
لو لم نأخذ من المعاجم والسابقين والمفسرين لظروف معينة كانقطاع أو خلوة أو حبس لا قدر الله ولا يوجد بين أيدينا إلا كتاب الله فلا معني يستنبط إلا مادل عليه سياق الآيه فهل سيكون الإنسان مخطئا لو اختلف ذلك مع آراء أساتذة أكابر وعلماء أفاضل وسابقين وعمالقة في علوم اللغة؟
لا والله فإن القرآن هو المعلم الأكبر والمهيمن علي كل العلوم ولا قواعد وترسيخ لاساسيات اللغة العربية إلا التي نزلت في القرآن. .
فكيف لو أني جاهل بعلوم التفسير ولم اتعلم من أي من الاساتذة ولكني اعتمد علي التدبر والتركيز والفهم لما هدانا له الله من خلال سياق الآيات. ..
وتقرأ فظنوا انهم مواقعوها فتفهم أن ظنوا هنا لا تقبل الا معني واحد وهو عرفوا. .لأنها أتت بعد أن رأوا النار. .
فكثيرا ما تجد كلمة ظن في كتاب الله لا تعني اليقين ابدا ولكن نرغمها لتوافق مالدينا من علم مسبق ولو أنها تختلف مع سياق الآيات.
فيا أحبتي في الله لو قال كتاب الله طبق لا يعني ذلك ما سبق لنا معرفته ولكن المعنى هو مااكتمل به سياق الآيات فهما.
فإن كتاب الله أقام ما فسد من اللغة وأعاد اللغة لحالة الاستقامة العظمي بعد أن أفسده شعر الجاهليه.
والله تعالي أعلي واعلم والحمدلله رب العالمين.
 
استبدل كلمة ظن بكلمة عرف وانظر لاستقامة المعني الكلي. فلو استقام المعني والمفهوم بناء علي سياق الآيات وظاهرها فأعلم أن هذا هو المعني الصحيح ولو اختلف مع المعاجم. .
فإن أساس اللغة وقواعدها لا يهمن عليها إلا كلام خالقها. سبحانه وتعالي
 
ولا يؤخذ معني لكلمة بإفرادها مطلقا فلن يكون هذا منصفا لفهم كتاب الله فقد يتغير معني الكلمة الواحده بسياق الآيات واستنباط المعنى من مجمل الكلمات فقد تأتي ظن بمعني التخمين وليس اليقين.
فيا أحبتي في الله لا يصح تقنين وتقييد وحصر المعني علي وجه واحد أو علي الاطلاق العام. وإنما الضابط للمعنى هو السياق. .وإلا كيف نفهم ولات حين مناص؟ . وكيف نفهم الرقيم وكيف نفهم المرجان أم أننا سنكتفي بما وقف عنده من اجتهد من قبل.
 
جزاك الله خيرا.
لمَ لا يُذكر ظنّ يوسف في مرتبة اليقين وقد قال الله (لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله ...ذلكما مما علمني ربي... وقال للذي ظنّ انه ناج) ألا يقال إن ظنّ يوسف ههنا هو العلم المذكور في السياق نفسه؟ ولا يقين أعلى من تعليم الربّ .
وأما قوله تعالى (إن ظنا ان يقيما حدود الله)، فكيف يقال ظنهم يوافق الحقيقة دائما؟ كيف علموا؟،
ملاحظة:
قال تعالى (ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا ان يخافا ان لا يقيما حدود الله)
ثم قال في السياق في نفسه (فلا جناح عليهما ان يتراجعا إن ظنّا ان يقيما حدود الله)
قال في الطلاق المحذور المخوف (أن يخافا ان لا يقيما حدود الله)
وقال في الزواج المرغوب المتوقع ان يلتزموا فيه بالحدود، قال (إن ظنا أن يقيما).
واما قوله تعالى بعض الظنّ فإن وُضعَ المعنى المذكور في قولكم (الاعتقاد الخاطئ)، فقيل (اجتنبوا الاعتقاد الخاطئ، إن بعض الاعتقاد الخاطئ إثم)، أيصحّ ذلك؟.
 
الاخ الفاضل عصام
جزاك الله خيرا على المشاركة القيمة

- انا اعتمدن على كلام السابقين من اهل العلم و لكني لم اقتصر عليه، فكل منهم كانت له وجهة نظر مختلفة عن الاخر.

- لا يمكن ان تستبدل كلمة "ظن" بكلمة "عرف" و يستقيم المعنى
بل انك تجد ان اللفظة يكون لها اكثر من معنى في الاية الواحدة كم في قوله تعالى (بل ظننتم ان لن ينقلب الرسول و المؤمنون الي اهليهم....و ظننتم ظن السوء) فمعنى الاولى مختلف عن الثانية
 
الاخ الفاضل الامين
- العلم المقصود في الاية هو تاويل الرؤي و غيره من العلوم الشرعية و علوم الاقتصاد. و تاويل الرؤيا لا يمكن ان يرقي لمرتبة اليقين حتى تقع الرؤيا، و لو كان المعبر نبي.

- و اما القول بان الرجحان موافق للحقيقة دائما - فهذه فيها نظر، بالصواب ان يقال انه اقرب للحقيقة دائما. و المعنى (ان ترجح لهما ان يقيما حدود الله)، و كذلك في الاية الاخرى (للذي ترجح له انه ناج منهما).

- الاية الاخيرة (اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم) فمعنى اللفظة مختلف في نفس الاية فالأولى بمعنى الشك، و الثانية فبمعنى الاعتقاد الخاطئ
و انا لم اقل بانه يمكن استبدال لفظة "الظن" ب"الاعتقاد الخاطئ". فيكون المعنى كالاتي (اجتنبوا كثيرا من الشك فان بعض الظن الذي يكون اعتقادا خاطئا اثم).

و الله اعلم
 
ابن جرير - رحمه الله-حمل الظن في الآية على العلم واليقين، وأنه إنما ذكر ذلك التعبير بناء على الوحي؛ وعلى هذا كثير من أهل العلم سلفاً وخلفاً على أن يوسف عليه السلام علم أنه سينجو ،وعبر بالظن عن العلم ..
قال ابن عطية (ت : 542هـ) : "الظن" -هاهنا- بمعنى اليقين، لأن ما تقدم من قوله:"قُضِيَ الْأَمْرُ" يلزم ذلك، وهو يقين فيما لم يخرج بعد إلى الوجود،وقال قتادة: "الظن" - هنا- على بابه لأن عبارة الرؤيا ظن.
قال: وقول يوسف :" قُضِيَ الْأَمْرُ" دال على وحي ،ولا يترتب قول قتادة إلا بأن يكون معنى قوله:" قُضِيَ الْأَمْرُ" أي قضي كلامي وقلت ما عندي وتم، والله أعلم بما يكون بعد"[SUP]([SUP][1][/SUP][/SUP]). واستبعد أبو حيان(ت : 745هـ) قول قتادة(ت : 117 هـ) [SUP] ([SUP][2][/SUP][/SUP]).
ووافق القرطبي(ت : 671هـ) - الإمام الطبري فيما ذهب إليه- بأن "ظن" هنا بمعنى أيقن - ونسب هذا القول لأكثر المفسرين-وأنه الأصح والأشبه بحال الأنبياء،وأن ما قاله للفتيين في تعبير الرؤيا كان عن وحي، وإنما يكون ظناً في حكم الناس، وأما في حق الأنبياء ، فإن حكمهم حق كيفما وقع

([1]) المحرر الوجيز(3/246- 247).

([2]) البحر المحيط (6/ 297).
 
عودة
أعلى