هدى بنت محمد
Moderator
" المكيّ مانزل قبل الهجرة والمدنيّ مانزل بعدها "
هذا قول من الأقوال في حدّ المكي والمدني وأول من ذكره يحيى بن سلام في مقدمة تفسيره، والحسين بن واقد وهما من طبقة صغار أتباع التابعين..
أما لو رجعنا إلى عمل الصحابة والتابعين فإنهم لم يفرقوا ببين المكي والمدني بهذا التفريق ..وإنما يعتنون بالمكان..
فأيهما يُقدّم عمل الصحابة أم قول صغار التابعين!!
الجواب: المكي والمدني الأصل فيه أنه نقليّ لابد أن يُروى عن الذين شهدوا التنزيل..
سؤال: هل كان الصحابة يغفلون عن زمان النزول!!
الجواب: لا مامن قول بالمكان إلا وهو يتضمن الزمان .
ومثاله: حديث اليهود مع عمر بن الخطاب قالوا له: لو عَلَيْنَا مَعْشَرَ يَهُودَ، نَزَلَتْ هذِه الآيَةَ: {الْيَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} نَعْلَمُ اليومَ الذي أُنْزِلَتْ فِيهِ، لَاتَّخَذْنَا ذلكَ اليومَ عِيدًا، فَقالَ عُمَرُ: فقَدْ عَلِمْتُ اليومَ الذي أُنْزِلَتْ فِيهِ، وَالسَّاعَةَ، وَأَيْنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حِينَ نَزَلَتْ، نَزَلَتْ لَيْلَةَ جَمْعٍ، وَنَحْنُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بعَرَفَاتٍ.
فهل يُفهم أن عمر رضي الله عنه في هذا يلغي الزمان!!
فالقاعدة في هذا: أن كلام السلف أكمل في هذا الباب فهم يشيرون إلى المكان المتضمن للزمان.
وكلام المتأخرين ليس مقابلاً لقول السلف بل نجعله ضابطاً له..
فالأصل اعتبار المكان وهذا لا يلغي الزمان..
ولو قلنا أنه قول سيجعلنا نصدم بعمل الصحابة رضي الله عنهم، فمثلاً في قوله تعالى( ومن عنده علمُ الكتّاب) قال سعيد بن جبير: إنما نزلت بمكة ..
فالأصل اعتبار المكان وهذا لا يلغي الزمان..
ولو طبقنا هذا التفريق سنفقد جزء كبير من علم أماكن النزول..
والخلاصة: أنه ليس هناك أقوال في المكيّ والمدنيّ مثال ماقاله السيوطي ولم يقله أحد من السلف، وإنما يعتبرون بأماكن النزول..
فهذا التفريق بين المكي والمدني إنما هو ضابط لقول السلف وليس قولا مقابلا لعملهم..
والله أعلم..
ملخص من شرح الدكتور / مساعد الطيّار في شرح منظومة الزمزمي..
هذا قول من الأقوال في حدّ المكي والمدني وأول من ذكره يحيى بن سلام في مقدمة تفسيره، والحسين بن واقد وهما من طبقة صغار أتباع التابعين..
أما لو رجعنا إلى عمل الصحابة والتابعين فإنهم لم يفرقوا ببين المكي والمدني بهذا التفريق ..وإنما يعتنون بالمكان..
فأيهما يُقدّم عمل الصحابة أم قول صغار التابعين!!
الجواب: المكي والمدني الأصل فيه أنه نقليّ لابد أن يُروى عن الذين شهدوا التنزيل..
سؤال: هل كان الصحابة يغفلون عن زمان النزول!!
الجواب: لا مامن قول بالمكان إلا وهو يتضمن الزمان .
ومثاله: حديث اليهود مع عمر بن الخطاب قالوا له: لو عَلَيْنَا مَعْشَرَ يَهُودَ، نَزَلَتْ هذِه الآيَةَ: {الْيَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} نَعْلَمُ اليومَ الذي أُنْزِلَتْ فِيهِ، لَاتَّخَذْنَا ذلكَ اليومَ عِيدًا، فَقالَ عُمَرُ: فقَدْ عَلِمْتُ اليومَ الذي أُنْزِلَتْ فِيهِ، وَالسَّاعَةَ، وَأَيْنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حِينَ نَزَلَتْ، نَزَلَتْ لَيْلَةَ جَمْعٍ، وَنَحْنُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بعَرَفَاتٍ.
فهل يُفهم أن عمر رضي الله عنه في هذا يلغي الزمان!!
فالقاعدة في هذا: أن كلام السلف أكمل في هذا الباب فهم يشيرون إلى المكان المتضمن للزمان.
وكلام المتأخرين ليس مقابلاً لقول السلف بل نجعله ضابطاً له..
فالأصل اعتبار المكان وهذا لا يلغي الزمان..
ولو قلنا أنه قول سيجعلنا نصدم بعمل الصحابة رضي الله عنهم، فمثلاً في قوله تعالى( ومن عنده علمُ الكتّاب) قال سعيد بن جبير: إنما نزلت بمكة ..
فالأصل اعتبار المكان وهذا لا يلغي الزمان..
ولو طبقنا هذا التفريق سنفقد جزء كبير من علم أماكن النزول..
والخلاصة: أنه ليس هناك أقوال في المكيّ والمدنيّ مثال ماقاله السيوطي ولم يقله أحد من السلف، وإنما يعتبرون بأماكن النزول..
فهذا التفريق بين المكي والمدني إنما هو ضابط لقول السلف وليس قولا مقابلا لعملهم..
والله أعلم..
ملخص من شرح الدكتور / مساعد الطيّار في شرح منظومة الزمزمي..