فائدة في حروف أوائل السور

إنضم
15/01/2015
المشاركات
55
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الجزائر
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
سأل أحد الإخوة فقال:
يقول الحق (سبحانه)
:....... "يس والقرآن الحكيم: .......... "ق والقران المجيد"
السر في قوله تعالى: "ق والقران المجيد" ...... ولم يقل: ق والقران االحكيم ... والعكس فى سورة يس ...
.
فأجبته ـ بتوفيق الله ـ قائلا:
ناسب ذكر الحكمة الياء والسين لإن الياء حرف تمدد وابتعاد في السين وهو حرف من معانيه الأصيلة الإخفاء ...
وناسب القاف المجد لكون القرءان منبع كل صفات المجد والمجد كثرة صفات الكمال والقاف حرف من معانيه الأصلية الانبثاق والانشقاق..
باختصار
والله أعلم
 
لا أدري لم يسكت الجميع عن أمر عظيم كهذا ؟!!
هل يتقصدون إماتة العلم وقتله في نشوئه ؟؟
لم لا يعلق ويتعجب ويفرح أحد ولم لا يراجع كثير ممن قال بأنها لا معنى لها وأنها للإعجاز فقط أو غيره من أقوال.. ؟؟؟؟
فإن كنت سبقت لهذا فأرجو الدلالة عليه, وإلا فلم الصمت المطبق ؟!!
بصراحة شعرت بحسد رهيب لطيف في النفوس وجدته في كل مكان وأسأل الله تعالى أن يعيذ منه أهل القرءان!!
وأتمنى أن لا تنزعجوا من صراحتي.
محبكم.
 
مسألة الحروف المقطَّعة معلومة وفيها خلاف مشهور.

أما ما ذكرته من مناسبة هذه الحروف للأوصاف المذكورة بعدها فهو متكلَّف وغير مطّرد، وكل حرف له صفات صوتية كثيرة لايعوز الناظر أن يلتمس من أحدها مناسبة خفية، ولا إخالك محسوداً على مثل هذه يا أخ محمد، وفقك الله.
والله تعالى وصف كتابه بصفات كثيرة جداً، وسماه بعدة أسماء دالة على معانٍ عظيمة ظاهرة. والله أعلم.
 
السين دخلت على الماء فأخفته وألطفته فصار سماء
السين دخلت على الباب فأخفت المخارج والمفاتيح وألطفتها فصارت سبب
السين دخلت على السحر لخفائه ولطافته
السين دخلت على سكت فخفي الكلام حتى انقطع
أوردها الله تعالى في أوئل السور الخاصة بموسى
الهمس أول معانيها عند الصوتيين
...
فالله المستعان على التكلف !!
 
مثال عن الاضطراد في كتاب الله تعالى:
الألف
ودلالته على الأولية والابتداء والأهم والأصل والمرجعية.. مضطردة في كتاب الله تعالى
وهو أول الحروف الأبجدية بالإجماع وأول الحروف الحلقية كماقال ابن القيم رحمه الله فيكون دليلا على الأولية والإبتداء
ولذلك ماجاءت هذه الحروف في سورة إلا وما جاء بعدها يكون دائرا على هذا المعنى
ففي سورة البقرة يبدأ تفصيبل الحرف الأول من قول الله تعالى:"يا أيها الناس اعبدوا ربكم" الآية
ويبدأ الحرف الثاني وهو اللام من "يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا"
وقد ضمَّن الله تبارك وتعالى الحرف الأول ما هو الأصل من جهة الخالق وما يستحقه من توحيد وابتداء الخلق والربوبية والرد المخالفين للتوحيد من اليهود والنصارى وحتى الفلاسفة والمشركين, مما يضاد هذا الحرف ويتجلى به بيانه
وإذا ذهبنا إلى حرف الألف في سورة الأعراف وجدنا ذكر الخلق والابتداء والتوحيد وإذا ذهبنا إلى سورة العنكبوت وابتداءها بالألف، نجد الله تعالى يقول:
"أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشأ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير "
وفي سورة الروم وهي مبتدأة بالألف قال تعالى: "الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون"
ثم أورد سبحانه دلائل الخلق : "ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون" إلى آيات بعدها في الأولية والخلق والأصل ثم كرر سبحانه موضوع بداية الخلق فقال:"وهوالذي يبدأ الخلق ثم يعيدهوهو أهون عليه" الآية
ثم سورة لقمان أيضا قال تعالى: "خلق السموات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين"
وقال في سورة السجدة:" الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش " إلى أن قال تعالى:" الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين" إلى آخر الآي في الخلق
فيكون حرف الألف على هذا حرف الأصول في الكتاب واللغة
وهكذا بقية الحروف
فوجود معاني طيفية للحرف ليست بأكثر من تعدد تجليات اللون الواحد الأصلي فالألوان مع كثرتها ترجع لأصول سبعة ومثلها الأذواق
والتتبع مع التأمل والغوص في أعماق معانيه يثمر العجب ولا زلت في إطار الكشف عن الأصول فالله المستعان
فنبح مثلا تختلف عن نبه في حرف
النون للتنبيه والباء للمداخل والمخارج والحاء لا زلت أدرسها لكنها للحلق والحمية والحيوانية أليق بها وهي تدل على ألم من احتكاك واصطكاك لذلك يرفع بها صوته المتألم ...وهكذا
بخلاف نبه نفس الكلمة لكن الهاء فيها انتشار وليست تختص بالحامي بل ينبهك الحامي والجامد..
والأمثلة كثيرة
الجسم في مقابل الجسد
الجس للصلب ليس كالجس للمائع
الجسم لكثيف حي والجسد لكثيف ميت ويكفي قوله تعالى:
"وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام"
ووصف بها الأصنام
فالفرق بين الجسم والجسد من أظهر الفروق وليس بينهما إلا حرف
اليد
امتداد في تصلب

عدم
دم هو تصلب الماء..
دخلت عليهما العين فانتفيا
فلا صلب ولا طري
والميم أصل لكل مادة وأصل المادة الماء وهو كذلك في كتب الأقدمين

..
ومن أساء ظنه بعلم لم يتنفع به
وأعلم أننا لو وجدنا مثل هذا عند الغربيين أو المستشرقين لاحتفيتا به وأعظمناه منهم..
لكننا في الغالب سنفعل بعدما يسرقونه ويطورونه
فما ضاع شيء بالنسبة لنا
قال تعالى:
"فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين"
فالله المستعان.

 
وليقارن ما ذكرت عموما ومعاني الحروف خصوصا عن الألف بكلام ابن القيم
rhm.png
الآتي
قال ابن القيم
rhm.png
:
فائدة:
تأمل سر:
qos1.png
ألم
qos2.png
كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة فالألف إذا بدىء بها أولا كانت همزة وهي أول المخارج من أقصى الصدر واللام من وسط مخارج وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان والميم آخر الحروف ومخرجها من الفم وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف أعني الحلق واللسان والشفتين وترتيب في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية. فهذه الحروف معتمد المخارج الثلاثة التي تتفرع منها ستة عشر مخرجا فيصير منها تسعة وعشرون حرفا عليها دار كلام الأمم الأولين والآخرين مع تضمنها سرا عجيبا وهو أن للألف البداية واللام التوسط والميم النهاية فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة فهي مشتملة على بدء الخلق ونهايته وتوسطه فمشتملة على تخليق العالم وغايته وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر فتأمل ذلك في البقرة وآل عمران وتنزيل السجدة وسورة الروم.
وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن فإن الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق والسين مهموس رخو مستفل صفيري منفتح فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف وتأمل السور التي
اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف فمن ذلك (ق) والسورة مبنية على الكلمات القافية من ذكر القرآن وذكر الخلق وتكرير القول ومراجعته مرارا والقرب من ابن آدم وتلقي الملكين قول العبد وذكر الرقيب وذكر السائق والقرين والإلقاء في جهنم والتقدم بالوعيد وذكر المتقين وذكر القلب والقرون والتنقيب في البلاد وذكر القيل مرتين وتشقق الأرض وإلقاء الرواسي فيها وبسوق النخل والرزق وذكر القوم وحقوق الوعيد ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة وسر آخر وهو أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح.
وإذا أردت زياة إيضاح هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة (ص) من الخصومات المتعددة فأولها خصومة الكفار مع النبي
slah.png
أجعل الآلهة لها واحد إلى أخر كلامهم ثم اختصام الخصمين عند داود ثم تخاصم أهل النار ثم اختصم الملأ الأعلى في العلم وهو الدرجات والكفارات ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم ثم خصامة ثانيا في شأن بنيه حلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم فليتأمل اللبيب الفطن هل يليق بهذه السورة غير (ص) وسورة (ق) غير حرفها وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف والله أعلم."
[بدائع الفوائد (173ـ 174)].

 
بسم1​
صدقت في قولك هذه قطرة من بحر أسرار هذه الحروف ولكن اقترابك من المعني بدليل من القرآن من حسن التدبر مع العلم أن هذه من الآيات التي لا يحيط بمعناها إلا اللهعز وجل.
 
من دلالات حرف قاف،

القاف أقوى حرف في اللغة على الإطلاق،

وسورة قاف فيها وعيد شديد، وكل سامع لسورة قاف حتى غير المسلمين يحسون برهبة عند سماع هذه السورة، وقد تكررت فيها لفظة وعيد، فسورة قاف أقوى سورة في سور القرآن وفيها وعيد شديد بل كل السور من أول سورة قاف حتى سورة القمر لها محور واحد وهو الوعيد وأن هذا القرآن آية يتوعد بها الكافرين بعذاب شديد.

والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم،،،

جميع السورة التي بها حروف مقطعة يسبقها حمد أو تسبيح أو نحو ذلك، فالبقرة وآل عمران تسبقهما سورة الفاتحة، وسورة الأعراف تسبقها سورة الأنعام وهكذا، عدا سورتين

سور الر تسبقهم التوبة، وسورة قاف تسبقها الحجرات، ذلك أنهما سورة التوبة وسورة قاف وعيد شديد،،،


والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم،،،
 
عودة
أعلى