فائدة في القراءات من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى

إنضم
23/04/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض


الحمد لله ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم أما بعد:

ففي جامع المسائل ـ للإمام ابن تيمية رحمه الله ـ المجموعة الأولى ص109:

قاعدة شريفة في تفسير وقوله {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ } كتبها بقلعة دمشق في آخر عمره .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ص112:
للناس في مثل هذه القراءة [ولا يَطْعَم] وأمثالها مما لم يتواتر قولان:
منهم من يقول: هذه يشهد بأنها كذب ، قالوا: وكل ما لم يقطع بأنه قرآن فإنه يقطع بأنه ليس بقرآن .
قالوا: ولا يجوز أن يكون قرآن منقولا بالظن ، وأخبار الآحاد ، فإنا إن جوزنا ذلك جاز أن يكون ثمَّ قرآن كثير غير هذه لم يتواتر .
قالوا : وهذا مما تحيله العادة ، فإن الهمم ، والدواعي متوفرة على نقل القرآن ، فكما لا يجوز اتفاقهم على نقل كذب = لا يجوز اتفاقهم على كتمان صدق .
فعلى قول هؤلاء: يقطع بأن هذه وأمثالها كذب فيمتنع أن يكون أفضل من القرآن الصدق .

والقول الثاني :
قول من يُجَوِّز أن تكون هذه قرآنا ، وإن لم ينقل بالتواتر ، وكذلك يقول هؤلاء في كثير من الحروف التي يُقرأ بها في السبعة والعشرة لا يشترط فيها التواتر ، وقد يقولون: إن التواتر منتف فيها ، أو ممتنع فيها .
ويقولون : المتواتر الذي لا ريب فيها ما تضمنه مصحف عثمان من الحروف ،
وأما كيفيات الأداء مثل تليين الهمزة ، ومثل الإمالة ، والإدغام = فهذه مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها ، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته .

وما كان تلفظه به على وجهين كلاهما صحيح المعنى مثل قوله (وما الله بغافل عما تعملون) و(يعملون) وقوله (إلا أن يـَخافا ألا يقيما حدود الله) (إلا أن يـُخافا ألا يقيما حدود الله) فهذه يكتفى فيها بالنقل الثابت ، وإن لم يكن متواترا ، كما يكتفى بمثل ذلك في إثبات الأحكام والحلال والحرام ، وهو أهم من ضبط الياء والتاء ، فإن الله سبحانه وتعالى ليس بغافل عمّا يعمل المخاطبون ولا عمّا يعمل غيرهم ، وكلا المعنيين حق قد دل عليه القرآن في مواضع ، فلا يضر ألا يتواتر دلالة هذا اللفظ عليه ، بخلاف الحلال والحرام الذي لا يعلم إلا بالخبر الذي ليس بمتواتر .
والعادة والشرع أوجب أن ينقل القرآن نقلا متواتر كما نقلت جمل الشريعة نقلا متواترا مثل إيجاب الصلوات الخمس ..

 
شكرا لك على هذه الفائدة النفيسة ( وأما كيفيات الأداء مثل تليين الهمزة ، ومثل الإمالة ، والإدغام = فهذه مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها ، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته )؛ فإن بعض الناس يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرأ بجميع هذه الروايات المنقولة ، بل قال بعض المتخصصين في القراءات إن هذه الطرق الثابتة عن أئمة القراءة على كثرتها كلها قد قرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم !
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

اشكر لكم هذا النقل عظيم الفائدة..

و ما زال أحدنا ينظر إلى عقل هذا الرجل (ابن تيمية) فيزداد به إعجاباً ولمنهجه في التفكير تقديراً..

و قد أجدتم فيما نقلتم، وبهذا يتضح أن الفروش هي الأصل في أوجه القراءة المختلفة، و أما الأصول ( وهي طريقة الأداء) فقد كانت تيسيراً واختياراً .. وانضبطت بالتواتر سنداً وعدداً..
 
إبراهيم الحميضي قال:
شكرا لك على هذه الفائدة النفيسة ( وأما كيفيات الأداء مثل تليين الهمزة ، ومثل الإمالة ، والإدغام = فهذه مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها ، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته )؛ فإن بعض الناس يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرأ بجميع هذه الروايات المنقولة ، بل قال بعض المتخصصين في القراءات إن هذه الطرق الثابتة عن أئمة القراءة على كثرتها كلها قد قرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم !

وكلام الشيخ غير تام وكذا من تعقبه، والصحيح أن يقال أنها مما قرئ في حضرته وأقره أو أقر قاعدته الأصلية، والدليل عليه ما صح عن سيدنا ابن مسعود حين قرأ بالإمالة لسان هذيل فقدم عليها الفتح سيدنا عمر رضي الله عنه [ لا أراه إلا لتعليم أبناء قريش ما اعتادوه ]
ثبت لدينا أن ابن مسعود رضي الله عنه علم أهل الكوفة الإمالة بما ناسب ألسنتهم وما فيها من الإمالة
والحَكَم في ذلك هو إرجاعها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أنها من قبل نفسه أقصد ابن مسعود رضي الله عنه. وفيها حديث سأورده قريبا.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاه
وبعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الحقيقة لم يتضح لي ما يريده الاخوة من التاييد والنصرة لما ذهب اليه شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في قوله(بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته).
فالقراءات المتواترة اليوم هي محل اجماع بين العلماء في ثبوتها.
وما ذكره الشيخ رحمه الله من أنه لا يجب أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه كلها شديد الافتقار إلى ما يعضده من الأدلة الصحيحة فهو مجرد افتراض منه لا يصح متابعته عليه رحمه الله إلا بدليل صحيح ثابت.
كيف لا والنقل المتواتر لأداء تلك الكلمات واظهار الخلاف بين القراء في ما ذكره ابن تيمية وما لم يذكره من اوجه اختلاف القراء ثابت لدينا بأسانيد القراء الأثبات الثقاتمن لدن عصرنا حتىيكمل ختمه بمسك الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرويها الخلف عن السلف بتلك الكيفيات في الأداء التي يتفق عليها أهل الفن العارفين به والمعول عليهم فيه من المشرق والمغرب والعرب والعجم
وعليه
فالقول بالقطع بثبوتها أولى وأصح وأقرب للحق مما ذهب اليه شيخ الاسلام من القول بانتفائها.
ثم إن ثمة اشكالا في قوله يرحمه الله - يسوغ للصحابة أن يقرؤوا فيها بلغاتهم - فباب الاجتهاد في أداء القرآن موصد دون كل أحد وإلا لما كان ابن مسعود رضي الله عنه كما في الطبراني بسند حسن قال للرجل الذي قصر المد في لفظ (الفقراء) ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بين له الصحيح في الأداء وهو القراءة بالمد فكيف يسوغ لقوم ينكرون النقص في مقادير المدود أن يجتهدوا في اداء الامالة وتليين الهمز والادغام الذي هو أعسر وأحوج الى التدقيق والتاكد من الاتيان به على الوجه الصحيح؟؟
و هل هذا القول منه بفرضية اجتهاد الصحابة في القراءات يتفق مع تكفل الله بحفظ القرآن أم يخالفه؟؟
فلو كان الصحابة مجتهدين لما جاز لنا القطع بان القرآن الموجود هو عين القرآن الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث الأداء وهذا بعيد أشد البعد.
وختاما فليس ما زبرته سوى وجهة نظر قابلة للتغيير إن عرض لها ما يخالفها من الأقاويل المعتبرة من أهل هذا الفن والله تعالى أعلم
 
د. أنمار قال:
والحَكَم في ذلك هو إرجاعها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أنها من قبل نفسه أقصد ابن مسعود رضي الله عنه. وفيها حديث سأورده قريبا.

والحديث الذي وعدت به رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج2/ص268
قال أخبرني أبو بكر بن أبي دارم بالكوفة حدثنا عبيد بن غنام بن حفص بن غياث حدثنا عبيد بن يعيش حدثنا محمد بن فضيل عن عاصم عن زر قال قرأ رجل على عبد الله طه مفتوحة فأخذها عليه عبد الله طه مكسورة فقال له الرجل إنما يعني ضع رجلك مفتوحة فقال عبد الله هكذا قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا أنزلها جبريل عليه السلام

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ولم يعترضه الذهبي وهناك متابعتان لمحمد بن فضل ليس هنا موضع بسطها فما هو أعلاه الأصل وهو على شرط مسلم.

قلت وقراءة أهل الكوفة التي ترجع في سندها إلى ابن مسعود ظهرت عند قرائهم الأربعة – وكلهم من أصحاب القراءات العشر المتواترة- عاصم من رواية شعبة وحمزة والكسائي وخلف في اختياره أمالوا طا وها معا وأمال الهاء فقط ورش المدني وأبو عمرو البصري
انظر البدور الزاهرة عند الممال في أول سورة طه ، وإتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ج1/ص381
ومعنى الكسر هو الإمالة كما في سبعة ابن مجاهد ص567
 
كلام شيخ الإسلام هو الحقّ

كلام شيخ الإسلام هو الحقّ

[align=justify]كلام شيخ الإسلام في المسألة هو الحقّ، ومثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن عالم واسع الاطلاع بعيد النظر ، وأين مثل شيخ الإسلام؟ وليس كلام منتقديه بشيء.
أما كلام د. أنمار ومن ألف البدور الزاهرة... فليست القراءات العشر ولا السبع بالمتواترة.
المتواتر هو المصحف وما أجمعوا عليه ..أما ما اختلفوا فيه فهو ليس من المتواتر بل انطبقت عليه شروط القراءة الصحيحة الثلاثة(صحة السند [لا التواتر]، وموافقة العربية ولو بوجه، وموافقة أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً) هذا كلام مكي بن أبي طالب القيسي437هـ ونصره ابن الجزري 833هـ وهما من هما. هل نخالف أساطين القراءة ونطيع المتساهلين في ادعاء التواتر؟[/align]
 
وكيف ينكر التواتر جملة وتفصيلا؟
هذا كلام غير دقيق وغير محقق. ولن أدخل في نقاش إثبات تواتر القراءات العشر أو أن فيها ما هو من قبيل المشهور المحتف بالقرائن- ولعل الله ييسر لي إتمام ما تقر به أعين أهل القرآن في هذا الباب-.

لكن أسألك سؤالا:

أليس لو أجمع القراء العشر أو أكثرهم على كلمات قرآنية - وما أكثرها- يكون مثله من أعلى درجات التواتر. كالزيادة على الطبيعي والترقيق والتفخيم،
ثم أنظر من أمال من القراء

وكنت أتمنى من سعادة الدكتور عبد الرحمن أن يتأمل كلامي أولا ثم يعترض بعد ذلك،

فأراه إنما سعى للرد وحسب. فأنا أعترضت على نقطة واحدة وأثبت صحتها بالدليل


ثم ما دخل صاحب البدور
 
لاشك عندى أن كلام الشيخ محمود هو الصواب فى المسألة عند أهل التخصص ،وما رد به أخى الدكتور الصالح ليس بصالح ،فالمسائل العلمية ترد بالدليل العلمي وليس بمكانة الشيوخ ،فعبارة (أين مثل شيخ الإسلام وليس كلام منتقديه بشيء ) وعبارة (المتواتر هو المصحف )ليس كلامأ علميأ ترجح به المسائل ، إذ الكلام ليس فى مكانة الشيخ والتى لايجهلها إلا جاهل أو حاسد ، والتى لايدخلها فى النقاش العلمي إلا من عدم الدليل ،بل المسألة هل ما ذهب إليه الشيخ فى هذه المسألة صواب أم لا؟
فلا شك عندى أن كلام الشيخ - تحسينأ للظن به - أنه كلام يخالف ما عند أهل هذا الفن ،فمثلاً:قوله رحمه الله :فهذه يكتفى فيها بالنقل الثابت وإن لم يكن متواترأ000الخ لايمكن أخذه هكذا على إطلاقه وإلا أدخلنا فى القراءات ماليس قرآنأ باتفاق ،وذلك مثل القراءات التى نقلها أئمة الحديث كالبخاري فى صحيحه وغيره من المحدثين فهي مع صحة ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم لاتعتبر قرآنأ ومن اعتبر قرآنيتها يخاف عليه الكفر ، فبان من هذا المثال أن قول شيخ الإسلام رحمه الله تحته معاني لاينتبه إليها إلا أهل التخصص الذين درسوا جزئياته ،
وأما عبارة(وأين مثل شيخ الإسلام ) فكأنى أفهم أن د/ الصالح حفظنى الله وإياه يجعل مكانة الشيخ هى الدليل ‘فإن كان ذلك كذلك وأظنه كذلك فهذا يذكرنى برد الإمام أبى حيان على الإمام الزمخشري عندما طعن فى قراءة ابن عامر ،فكان مما رد به "أن ابن عامر عربي قح " وهذا ليس بدليل فإن كان الزمخشري أخطأ فى رده القراءة المتواترة فأبو حيان أخطأ في جعله عروبة ابن عامر دليلأ على عدم خطئه ،لأن اللحن قد ثبت فى زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن عمر رضي الله عنه 0
وأما عبارة "تواتر المصحف " لو قال (القرآن ) بدل المصحف لكان الصواب فشتان ما هما 0
وأما جعله ما ذهب إليه مكي وابن الجزري هو الصواب وما خالفه هو قول المتساهلين فى ادعاء التواتر ‘فقول غريب من قائله ‘وكأنى بالدكتور الفاضل اعتمد على مكانة الإمامين فظن أن كلامهما هو الصواب مع أنه عند المحققين من أهل هذا الفن قول حادث لاينظر إليه ولايعول عليه ،وختامأ أقول : المسائل العلمية يحكم عليها بالدليل وليس بمكانة قائلها 0والله من وراء القصد
 
الأخ د. أنمار : الدعوى أوسع من الدليل في كلامك ؛ فتأمل .
وكذلك ما أورد الشيخ محمود حفظه الله : النزاع هو في هذا فكيف يورد عليه ؟
هو ـ رحمه الله ـ ينازع في صحة دعوى تواتر هذه الجزئيات ، فأين تواترـ مثلا ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أوجه وقف هشام على مثل : جزاؤ ؟!

ثم إن سلم تواترها إلى الصحابة ـ مع بعده ـ فهنا يأتي كلام الشيخ في أن : هذا مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها ، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته .
والمنازع لدعوى الشيخ يجب عليه أن يثبت تواتر، أو صحة هذه الأشياء بالرواية ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرأ بكل هذه الأوجه الموجودة اليوم عند الناس في القراءات ، مع ما درس منها.
 
الجكني قال:
لاشك عندى أن كلام الشيخ محمود هو الصواب فى المسألة عند أهل التخصص ،وما رد به أخى الدكتور الصالح ليس بصالح ،فالمسائل العلمية ترد بالدليل العلمي وليس بمكانة الشيوخ ،فعبارة (أين مثل شيخ الإسلام وليس كلام منتقديه بشيء ) وعبارة (المتواتر هو المصحف )ليس كلامأ علميأ ترجح به المسائل ، إذ الكلام ليس فى مكانة الشيخ والتى لايجهلها إلا جاهل أو حاسد ، والتى لايدخلها فى النقاش العلمي إلا من عدم الدليل ،بل المسألة هل ما ذهب إليه الشيخ فى هذه المسألة صواب أم لا؟
فلا شك عندى أن كلام الشيخ - تحسينأ للظن به - أنه كلام يخالف ما عند أهل هذا الفن ،فمثلاً:قوله رحمه الله :فهذه يكتفى فيها بالنقل الثابت وإن لم يكن متواترأ000الخ لايمكن أخذه هكذا على إطلاقه وإلا أدخلنا فى القراءات ماليس قرآنأ باتفاق ،وذلك مثل القراءات التى نقلها أئمة الحديث كالبخاري فى صحيحه وغيره من المحدثين فهي مع صحة ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم لاتعتبر قرآنأ ومن اعتبر قرآنيتها يخاف عليه الكفر ، فبان من هذا المثال أن قول شيخ الإسلام رحمه الله تحته معاني لاينتبه إليها إلا أهل التخصص الذين درسوا جزئياته ،
وأما عبارة(وأين مثل شيخ الإسلام ) فكأنى أفهم أن د/ الصالح حفظنى الله وإياه يجعل مكانة الشيخ هى الدليل ‘فإن كان ذلك كذلك وأظنه كذلك فهذا يذكرنى برد الإمام أبى حيان على الإمام الزمخشري عندما طعن فى قراءة ابن عامر ،فكان مما رد به "أن ابن عامر عربي قح " وهذا ليس بدليل فإن كان الزمخشري أخطأ فى رده القراءة المتواترة فأبو حيان أخطأ في جعله عروبة ابن عامر دليلأ على عدم خطئه ،لأن اللحن قد ثبت فى زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن عمر رضي الله عنه 0
وأما عبارة "تواتر المصحف " لو قال (القرآن ) بدل المصحف لكان الصواب فشتان ما هما 0
وأما جعله ما ذهب إليه مكي وابن الجزري هو الصواب وما خالفه هو قول المتساهلين فى ادعاء التواتر ‘فقول غريب من قائله ‘وكأنى بالدكتور الفاضل اعتمد على مكانة الإمامين فظن أن كلامهما هو الصواب مع أنه عند المحققين من أهل هذا الفن قول حادث لاينظر إليه ولايعول عليه ،وختامأ أقول : المسائل العلمية يحكم عليها بالدليل وليس بمكانة قائلها 0والله من وراء القصد

سامحني يا أخي ... بارك الله فيك.
كيف تحكم على الصواب والصلاح بما تدعي أنه "قول أهل التخصص":

لاشك عندى أن كلام الشيخ محمود هو الصواب فى المسألة عند أهل التخصص ،وما رد به أخى الدكتور الصالح ليس بصالح

ثم تقول :

فالمسائل العلمية ترد بالدليل العلمي وليس بمكانة الشيوخ

فأين دليلك يا أخي ...؟

فيا ليتك تنظر إلى أدلة مكي وابن تيمية وابن الجزري وسائر الأئمة "المتخصصين" وتحللها واحدة واحدة بدلا من هذا الرد السريع...

ألا ترى أن (مكي) عبارة عن (الفحص والترجيح)...؟
ألا ترى أن (ابن تيمية) عبارة عن (البحوث الدقيقة)...؟
ألا ترى أن (ابن الجزري) عبارة عن (عشرات الأدلة)...؟

ألا ترى أن هذه الثلاثة عبارة عن (أهل الاختصاص)...؟

فليس الاعتماد على "مكانة" . إنما الاعتماد على أنهم أساطين الأدلة.

والله وحده المستعان.
 
أخي الكريم عبد الرحمن السديس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أرجو ألا نخلط بين المواضيع وتنعدم الفائدة في النقاش, فقبل الخوض في التواتر وصحة دعواه , أنا أريد منك تبيينا لما كتبته مُكَبَّراً باللون الأحمر وهو قول شيخ الإسلام بعد ذكره لكيفيات الأداء من تليين وإدغام وغيره (بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته)وهو يعني كما هو ظاهر من كلامه أن الصحابة اجتهدوا في أداء تلك الكيفيات كما يسوغ لهم بلغاتهم , وأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجب أن يكون علمهم أداء تلك الوجوه كلها..

هذا الكلام يستحيل التسليم به لشيخ الإسلام رحمه الله وهو القائل في الفتاوى13/393-394 (ولم ينكر أحد من العلماء القراءات العشرولكن من لم يكن عالما بها أو لم تثبت عنده كمن يكون في بلد من بلاد الإسلام بالمغرب أو غيره, ولم يتصل به بعض هذه القراءات فليس له أن يقرأ بما لا يعلمه ,فإن القراءة كما قال زيد بن ثابت: سنة يأخذها الآخر عن الأول , كما أن ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنواع الاستفتاحات في الصلاة ومن أنواع صفة الأذان والإقامة وصفة صلاة الخوف وغير ذلك كله حسن يشرع العمل به لمن علمه ,......الخ)
فكيف نجمع بين قوله الأول بالقطع بنفي الكيفيات , وبين قوله عن زيد إن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول؟؟
وما الذي جعل الاجتهاد سائغا للصحابة فحسب وممنوعا على غيرهم ما دام الأمر كذلك؟؟
ولم لا يجب أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم بين تلك الكيفيات كما وصلتنا ؟ إذ الأصلُ يقتضي بيانه لها كما أنزلها الله عليه , وما فهِم من كلامه رحمه الله متناقض - في نظري - مع قوله في مقدمة التفسير(أما معرفة القراءة وحفظها فسنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول , فمعرفة القراءة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ بها , أو يقرهم على القراءة بها ,أو يأذن لهم وقدقرأوا بها, سنةٌ)
فهذا النص يشعر أنه رحمه الله ربما قصد أنهم قرأوها بقراءة صحيحة فأقرهم صلى الله عليه وسلم على ذلك ولا شك أن هذا تبيين منه صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن نطق بكيفيته ابتداءاً , ولو كان رحمه الله يقصد ما فهمه الإخوان لأضاف لما سبق(أو اجتهدوا في أدائه من غير تببنه لهم) وهذا يستحيل والله تعالى أعلم
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا يستحيل التسليم به، ولم يكن هو أول قائل به ، بل معنى جاء عند غيره ، وما نقلته من كلامه الأخير لا يناقضه بل هو موافق في الجملة ...

ولعلك أخي الفاضل تتأمل هذا الموضع من فتح الباري لابن حجر9/27:

ونقل أبو شامة عن بعض أهل الشيوخ أنه قال: أنزل القرآن أولا بلسان قريش ومن جاورهم من العرب الفصحاء ، ثم أبيح للعرب أن يقرءوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها على اختلافهم في الألفاظ والإعراب ولم يكلف أحد منهم الانتقال من لغته إلى لغة أخرى للمشقة ، ولما كان فيهم من الحمية ولطلب تسهيل فهم المراد كل ذلك مع اتفاق المعنى وعلى هذا يتنزل اختلافهم في القراءة كما تقدم وتصويب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا منهم .
قلت: وتتمة ذلك أن يقال إن الإباحة المذكورة لم تقع بالتشهي أي أن كل أحد يغير الكلمة بمرادفها في لغته بل المراعى في ذلك السماع من النبي صلى الله عليه وسلم ، ويشير إلى ذلك قول كل من عمر وهشام في حديث الباب أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم .
لكن ثبت عن غير واحد من الصحابة أنه كان يقرأ بالمرادف ولو لم يكن مسموعا له ومن ثم أنكر عمر على ابن مسعود قراءته (عتى حين ) أي (حتى حين) وكتب إليه "إن القرآن لم ينزل بلغة هذيل فأقرئ الناس بلغة قريش ولا تقرئهم بلغة هذيل" .
وكان ذلك قبل أن يجمع عثمان الناس على قراءة واحدة قال ابن عبد البر ـ بعد أن أخرجه من طريق أبي داود بسنده ـ : يحتمل أن يكون هذا من عمر على سبيل الاختيار لا أن الذي قرأ به ابن مسعود لا يجوز قال: وإذا أبيحت قراءته على سبعة أوجه أنزلت جاز الاختيار فيما أنزل .
قال أبو شامة: ويحتمل أن يكون مراد عمر ثم عثمان بقولهما نزلا بلسان قريش أن ذلك كان أول نزوله ، ثم إن الله تعالى سهله على الناس فجوز لهم أن يقرءوه على لغاتهم على أن لا يخرج ذلك عن لغات العرب لكونه بلسان عربي مبين ، فأما من أراد قراءته من غير العرب فالاختيار له أن يقرأه بلسان قريش لأنه الأولى وعلى هذا يحمل ما كتب به عمر إلى ابن مسعود ؛ لأن جميع اللغات بالنسبة لغير العربي مستوية في التعبير ، فإذا لابد من واحدة فلتكن بلغة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما العربي المجبول على لغته فلو كلف قراءته بلغة قريش لعثر عليه التحول مع إباحة الله له أن يقرأه بلغته ...
 
أخي الكريم
1- كلام أبي شامة محل اتفاق ولا غبار عليه لأن الخلاف في اجتهاد الصحابة في الإتيان بهذه الكيفيات , وكون القرآن نزل بلغات العرب المتعددة لا يدل على اجتهادهم في ذلك بل هو دليل على التلقي المباشر عن الرسول صلى الله عليه وسلم .
وفي كلام ابن حجر دليل عليك لا لك حيث قال رحمه الله (بل المراعى في ذلك السماع من النبي صلى الله عليه وسلم) وإيراده لاجتهاد بعض الصحابة لم يكن للاستدلال به على الجواز وإلا لما عقبه بنهي عمر لابن مسعود عن ذلك..
ولابن حجر بعد ما سقته عنه في نقلكَ كلامٌ لابن قتيبة يؤيد ما أردناه من عدم جواز الاجتهاد واستحالته حيث يقول رحمه الله (قال ابن قتيبة في أول تفسير المشكل له:كان من تيسير الله أن أمر نبيه أن يقرأ كل قوم بلغتهم).
والظاهر أنه أراد لفظ الحديث(إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك....)
2-ألا يشكل على هذا القول (أن القرآن نزل بلغة قريش ثم أباح الله لهم قراءته بلغاتهم ) - على فرض أن المراد به ما أردته أنت حفظك الله - أن حكيم بن حزام القرشي أنكر عليه عمر بن الخطاب القرشي قراءته واحتكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقرِأُ أحدا بغير لغته؟

ثانيا : الحديث النبوي الصحيح واضح في عدم إمكانية اجتهاد الصحابة وتأمل قول جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك على سبعة أحرف,فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا)
وقوله قبل ذلك (فلم أزل أستزيده).
كيف نقول مع هذه الألفاظ التي -لا تحتمل- أن الاجتهاد سائغ في الأداء؟؟
والله تعالى أعلم
 
وفقكم الله

كلام أبي شامة عام ، ولذا حاول ابن حجر تقييده بتتمته ، لكنه أورد بعدها ما يعكر على ذلك من فعل سيد من سادات القراء ، ثم أعقبه بذكر كلام ابن عبدالبر... فتأمل .
 
الإخوة الكرام

قرأتُ كلام ابن تيمية هنا وفي كتاب جامع المسائل، وتأملتُ بعض الشيء فوجدتُ أنه ذكر قولين في ما لم يتواتر كما ترون
وهذه الجملة التي تناقشتم عليها (بل القطع بنفي هذا أولى من القطع بثبوته)، كأنها -والله أعلم- داخلة ضمن القول الثاني عند بعض العلماء في المسألة، وليست من كلامه

يمكننا تأمل العبارة بهذا الشكل:

"وقد يقولون: إن التواتر منتف فيها أو ممتنع فيها.
[ثم ذكر تفصيلهم في هذه العبارة فقال]
ويقولون : المتواتر الذي لا ريب فيه ما تضمنه مصحف عثمان من الحروف.

-وأما كيفيات الأداء مثل تليين الهمزة ، ومثل الإمالة ، والإدغام؛ فهذه مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها ، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته.

-وما كان تلفظه به على وجهين كلاهما صحيح المعنى مثل قوله (وما الله بغافل عما تعملون) و(يعملون) وقوله (إلا أن يـَخافا ألا يقيما حدود الله) (إلا أن يـُخافا ألا يقيما حدود الله) فهذه يكتفى فيها بالنقل الثابت ، وإن لم يكن متواترا ، كما يكتفى بمثل ذلك في إثبات الأحكام والحلال والحرام ، وهو أهم من ضبط الياء والتاء ..."

فما رأي المشايخ الفضلاء؟
 
السلام عليكم إخواننا الكرام
الاحتمال الذي ذكره أخونا الكريم محمد نور احتمال قوي جدا لاسيما إذا علمنا أن لابن تيمية كلاما عكس هذا تماما في الفتاوى الكبرى حيث قال : وأما ما اتحد لفظه ومعناه وإنما يتنوع صفة النطق به كالهمزات والمدات والإمالات ونقل الحركة والإظهار والإدغام والإختلاس وترقيق اللامات والراآت أو تغليظها ونحو ذلك مما تسمى القراءات الأصول فهذا أظهر وأبين في أنه ليس فيه تناقض ولا تضاد مما تنوع فيه اللفظ أو المعنى إذا هذه الصفات المتنوعة في أداء اللفظ لا تخرجه عن أن يكون لفظا واحدا ولا يعد ذلك فيما اختلف لفظه واتحد معناه أو اختلف معناه من المترادف ونحوه ولهذا كان دخول هذا في حرف واحد من الحروف السبعة التي أنزل القرآن عليها مما يتنوع فيه اللفظ أو المعنى وإن وافق رسم المصحف وهو ما يختلف فيه النقط أو الشكل . من الشاملة (4 /414 ) .
فانظر رحمكم الله كيف جعل أوجه الأداء التي مثل لها بالهمزات والمدات والإمالات ونقل الحركة والإظهار والإدغام والإختلاس وترقيق اللامات والراآت أو تغليظها أولى بدخولها في حرف واحد وأكد نزول القرآن بها , ولهذا قال ابن الجزري رحمه الله عن ابن الحاجب الذي قال بعدم تواتر أوجه الأداء :
فهو واهم في تفرقته بين الحالتين , نقله وقطعه بتواتر الاختلاف اللفظي دون الأدائي , بل هما في نقلهما واحد , وإذا ثبت تواتر ذلك كان تواتر هذا من باب أولى , إذ اللفظ لا يقوم إلا به أو لا يصح إلا بوجوده , وقد نص على تواتر ذلك كله أئمة الأصول كالقاضي أبي بكر بن الخطيب الباقلاني في كتابه ( الانتصار ) وغيره ولا نعلم أحدا تقدم ابن الحاجب إلى ذلك , والله أعلم . ( النشر 1 / 29 ـ 30 ) .
وقال شيخ الإسلام أيضا :وسبب تنوع القراءات فيما احتمله خط المصحف هو تجويز الشارع وتسويغه ذلك لهم اذ مرجع ذلك الى السنة والاتباع لا الى الرأى والابتداع
أما اذا قيل ان ذلك هى الاحرف السبعة فظاهر وكذلك بطريق الاولى اذا قيل ان ذلك حرف من الأحرف السبعة فانه اذا كان قد سوغ لهم أن يقرؤوه على سبعة أحرف كلها شاف كاف مع تنوع الأحرف فى الرسم فلأن يسوغ ذلك مع اتفاق ذلك فى الرسم وتنوعه فى اللفظ أولى وأحرى وهذا من اسباب تركهم المصاحف أول ما كتبت غير مشكولة ولا منقوطة لكتون صورة الرسم محتملة للأمرين كالتاء والياء والفتح والضم وهم يضبطون باللفظ كلا الامرين ويكون دلالة الخط الواحد على كلا اللفظين المنقولين المسموعين المتلوين شبيها بدلالة اللفظ الواحد على كلا المعنيين المنقولين المعقولين المفهومين فان أصحاب رسول الله تلقوا عنه ما أمره الله بتبليغه اليهم من القرآن لفظه ومعناه جميعا كما قال أبو عبدالرحمن السلمى وهو الذى روى عن عثمان رضى الله عنه عن النبى أنه قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه كما رواه البخارى فى صحيحه وكان يقرىء القرآن اربعين سنة قال حدثنا الذين كانوا يقرؤننا عثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما انهم كانوا اذا تعلموا من النبى عشر آيات لم يجاوزوها حتىيتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا .( مجموع الفتاوى من الشاملة 13 / 403 ) .
 
عودة
أعلى