فإذا جاء وعد الاخرة جئنا بكم لفيفا

إنضم
25/03/2025
المشاركات
43
مستوى التفاعل
11
النقاط
8
الإقامة
صنعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبدالله الصادق الأمين.

ذكر الله سبحانه وتعالى قضية فساد بني إسرائيل في الأرض ووعد الاخرة في سورة الاسراء بقوله تعالى
ـــ (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8))

ــ (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104))

لن اشرح هذه الآيات فقد سبق وشرحها الكثير من العلماء، ولكن هناك لبث في تفسير الآية فاذا جاء وعد الاخرة جئنا بكم لفيفا .. كثير من التفاسير تشير الى ان المقصود بوعد الاخرة هنا هو يوم البعث والحشر واقتبس هذا التفسير " فإذا جاءت الساعة، وهي وعد الآخرة، جئنا بكم لفيفا: يقول: حشرناكم من قبوركم إلى موقف القيامة لفيفا: أي مختلطين قد التفّ بعضكم على بعض، لا تتعارفون، ولا ينحاز أحد منكم إلى قبيلته وحيِّه" بينما اشارت التفاسير الى ان وعد الاخرة في اول سورة الاسراء يقصد بها الوعد الثاني للوعد الأول من نصر المسلمين على بين إسرائيل

ـ نجد ان الفرق في عدد الآيات التي تفصل بين وعد الاخرة الذي جاءت في الآية رقم (7) ووعد الاخرة الوارد في أواخر سورة الاسراء في الآية رقم (104) هو (97) اية، هذا الفرق لا يعني انه بالضرورة ان هناك اختلاف بين وعد الاخرة في اول السورة عن وعد الاخرة الوارد في اخر السورة، فوعد الاخرة الوراد في اخر السورة ما هو الا تكملة لما ورد في اول السورة بل ان معناها يتقدم على وعد الاخرة الذي جاء في اول السورة، وبذلك سيصبح المعنى متدرج كالتالي:

1- اذا جاء وعد الاخرة سيجمع الله بني إسرائيل من مناطق شتى ومختلفة وهذا ما نجد عليه الحال لبني إسرائيل في فلسطين المحتلة فهم يحملون جنسيات مختلفة تجمعوا من اصقاع الأرض وهم لا يتعارفون، وهذا يحقق قوله الله سبحانه وتعالى (جئنا بكم لفيفا). وجمعهم هو قدر مقدر من الله سبحانه وتعالى.

2- اذا جاء وعد الاخرة ليسوءوا وجوهكم، لا يمكن ان يصيب السوء والخزي قوم بني إسرائيل الا اذا اصبحوا مجتمعين، وهذا ما نشهده اليوم في تصرفات بني إسرائيل حيث اصبح معظم سكان العالم يمقتونهم على افعالهم من كذب وقتل وتدمير وتجويع وابادة جماعية لم يشهد لها العالم مثيل، يقودون حرب قذرة ..مخالفين ما ورد في توراتهم والأعراف والقوانين واخلاق الرجال .. حيث استباحوا كل شيء الطفل والحجر والشجر والشيوخ والنساء والعزل واستخدموا الغذاء والتجويع لقتل الجياع، هذه الأمور تحقق قول الله تعالى (ليسوءوا وجوهكم)

3- من بعد الخزي وسوء وجوه بني إسرائيل سيتم تحرير فلسطين المحتلة والدخول للمسجد الأقصى كما دخلوه اول مره وهذا ما سيتحقق بالعاجل القريب .. ومن اصدق من الله قيلا.

القرآن الكريم كتاب المعجزات اللغوية والبيانية فلا يعني ان وعد الاخرة في اول السورة اختلف معناها عن وعد الاخرة بمجرد قدومها في اخر السورة، فهناك آيات في القران الكريم جاء تفسيرها بسور أخرى .. تأملوا قوله تعالى في سورة الانعام ( ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143) ..) نجد هذه الآية اشارت الى ( ثمانية ازواج ) ومن ثم عددها وسورة الانعام ترتيبها بالنزول هو (55) والسؤال الذي سيكون مطروح هو ما بال هذه الثمانية الأزواج ؟

نجد التوضيح جاء في سورة الزمر في قوله تعالى (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)) ترتيب سورة الزمر في النزول هو (59) أي يفصل بينها وبين سورة الانعام ثلاث سور، وكان من المنطقي تسبق هذه الآية الآية الواردة في سورة الانعام، والتي تعني ان الله انزل ثمانية ازواج وتأتي الآية اللاحقة بتعريف وتعداد ما هي الأزواج الثمانية التي انزلت ... وما جاء بالقران هو العكس وهذا يعد اعجاز بياني للقران حيث تم تعريف وتعداد الأزواج الثمانية ومن ثم جاءت سورة الزمر لتخبرنا بان الله سبحانه وتعالى انزلها والانزال هنا يعني انزلت الى كوكب الأرض ولم تبث في الأرض كباقي الدواب،
تقبلوا خالص التقدير
وليد الغشم
 
عودة
أعلى