غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (2/ 4)

إنضم
19/07/2003
المشاركات
268
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
غايات أفعال الله عز وجل في القرآن الكريم (2/ 4)

الغاية الثانية

2. غاية الله من الامتنان على عباده بالنعم .... الشكر

فإن الله سبحانه وتعالى امتن الله على عباده بكثير من آلائه ونعمه, حتى يشكروه ويذكروا نعمته, والآيات في ذلك كثيرة, ومنها:

قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ
فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف:189]

ويقول تعالى: { وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}
[النحل:72]

ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة:172]

فلما أمر الله عباده بالأكل مما أباحه لهم وطيّبه من الرزق, أمرهم بالشكر على هذه النعمة, وعلى تلك الكرامة التي
أكرم الله بها عباده, فعن قتادة رحمه الله قال: (كَرَامَةٌ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ بِهَا فَاشْكُرُوا لِلَّهِ نِعْمَتَهُ ) [أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير].

وقال تعالى{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ} (يّـس: 71 - 73)

وقد امتن الله على بني إسرائيل بالعفو عنهم بعد اتخاذهم العجل وأمرهم بالشكر فقال:{ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:52], ثم أخذتهم الصاعقة وأحياهم الله لعلهم يشكرون فقال: {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:56]

وامتن الله على عباده المؤمنين بنصره وتمكينه لعلهم يشكرون فقال: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران:123].

وقال:{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال:26]

وامتن على عباده المؤمنين بشرعه القويم ودينه العظيم فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة:6]

وقال: {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة:89]

وقال: { وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الحج:36]

وامتن عليهم بنعمة الخلق وكماله فقال: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل:78]

يقول ابن القيم رحمه الله عن الشكر: (وهو غاية الرب من عبده وأهله هم القليل من عباده) [مدراج السالكين 2/242].

أسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته...
 
الحمد لله ، وبعد ..

جزاك الله خيراً ، يا أبا بكر ووفقك الله لكل خير

محبكم في الله
 
يحوك في نفسي شئ من أن ننسب الغاية أو الغرض لأفعاله سبحانه وتعالى

الذي أعلمه أن الله سبحانه منزه في أفعاله عن الغاية أو الغرض

عنوان مقالك أخي الكريم :

2. غاية الله من الامتنان على عباده بالنعم .... الشكر

لكن ماذا لو لم يشكر الناس؟

فهل نقول إن الله سبحانه لم تتحقق غايته أو غرضه من الامتنان؟

سبحانه وتعالى علوا كبيرا.

سؤالي هل ورد في القرآن الكريم ما يدل على أن لله غاية أو غرضا من أفعاله سبحانه وتعالى؟
 
الحلقة الاولى المشار اليها ليس فيها جواب على سؤال السائل بل كلام عام غير ممنهج
والاصل بيان المعنى المراد واختلاف العلماء في بيانه بذكر ادلة كل قوم ثم الموازنة بينها
اما ان يساق الامر على انه من المسلمات فلا اظن انه نافع
على انني لم ابد رايي في هذه المسالة ولم اذكر ما يشير اليه
 
الحمد لله ، وبعد .

بالنسبة للسؤال الأول : فيقال :

أولاً : الأصل في الخلق أن الله لم يخلق عباده عبثاً ، وإذا علم هذا ؛ فإنما يدل على أن هناك غايات لله تعالى في أفعاله . ودليل ذلك : {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }المؤمنون115 فالله منزَّه عن العبث في الخلق والتكليف ، وعُلم هذا ضرورة من استقراء الآيات في كتاب الله تعالى .
وقد قال الألوسي رحمه الله ( 3/ 143 ) :
" أفعال الله تعالى وأحكامه لا بدّ فيها من حكمة ومصلحة وهو مسلم لكن لا نسلم أنه لا بدّ أن تظهر هذه المصلحة لنا إذ الحكيم لا يلزمه اطلاع من دونه على وجه الحقيقة كما قاله القفال في «محاسن الشريعة» وحينئذٍ فما المانع من أن يقال هناك مصلحة لم نطلع عليها ، ويجاب بأنا لم ندع سوى أن الله تعالى قد راعى الحكمة فيما أمر وخلق تفضلاً ورحمة لا وجوباً وهذا ثابت بقوله تعالى : { صُنْعَ الله الذى أَتْقَنَ كُلَّ شَىْء } [ النمل : 88 ] وقوله سبحانه : { أَحْسَنَ كُلَّ شَىْء خَلَقَهُ } [ السجدة : 7 ] "

ثم الله جل في علاه غنيٌ عن خلقه ، والشكر لا ينقطع ألبتة من الأرض إلا في آخر الزمان وقت قيام الساعة .
ولكن العبد في كافة أوامر الشرع والتكليف _ وهو محل ابتلاء _ حاله على ضربين :

فإما أن يشكر ، وشكره لنفسه ، والله غني عنه .
والثاني أن يكفر ، والعياذ بالله .
تصديق ذلك في أوضح دليل قوله تعالى : {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }النمل40
وقال : {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }لقمان12 وهذا كمثال ليس إلا .

وأظن الأمر ظاهر جلي .

واما سؤاله الثاني : فيقال :
فقد عُلِمَ ذلك من استقراء آيات الله تعالى في كتابه ، ومن الإرتكاز على عموم الأدلة وبيانها .
وهذا ظاهر جلي جداً ، ولذا ذكره العلماء ، في ثنايا كتبهم ، وكان منها ما دلل عليه الأخ الحبيب ( المدني ) في مشاركته
ولو سرنا على منوال هذا السؤال في كثير من المسائل ، لانتفى ولعُطِّل دور العقل _ المحدود بحدود الشرع _ من النظر والتأمل في كتابه جل وعلا .

وتأمل هذا كافٍ في بيان المقصود ، فضلاً عن الدراسة من الناحية اللغوية والبيانية ( لحرف اللام ) وإفادته في كتاب الله تعالى .
هذا على عجل ، وقد تكون لنا عودة ، والله أعلم
 
الحمد لله ، وبعد ..

واما ما أشرتم له أيها الأستاذ الفاضل ؛ فليس هنا موضعه .
وحسبها أنها في المطولات هناك .

وليتك تعرض لها بشيءِ من التحرير ، فنستفيد وتفيد .

وجزاكم الله خيراً
 

أشكر للجميع مداخلتهم...

أما بالنسبة لما ذكره الأخ/ أبو لبابة فقد بينت ذلك في الرد على سؤالك في الموضوع الأولورابطه:

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7405



أما ما يتعلق بالشكر فقد كفاني أبو العالية المؤونة... وقد أزيد فأقول: يمكنك في ذلك الرجوع إلى مسألة الإرادة القدرية والإرادة الشرعية

ولعلي أذكر لاحقا الجزاء والوعيد المترتب لمن لم يقم بهذه الغايات

والله ولي التوفيق
 
أشكرك يا أستاذ أبو عبد الرحمن وأشكر تلطفك وأسأل الله أن ينفع بك وبأمثالك

واما لمن أجاب أو هكذا يسوق الأمر وكأنه يجيب فلم نحصل على إجابة لأي من السؤالين.


ليس سؤالي عن حاجة الله سبحانه إلى شكر عباده

ولم يجب إطلاقا عن السؤال الثاني وهو موضع الدلالة في الآية

وتطرق إلى الاستدلال بالاستقراء ، من أجرى الاستقراء وكيف لا أحد يدري فقط هكذا تقرير بدون دليل ، ولو قبلنا الأمور هكذا في كل مسألة لعطلنا الشرع والعقل معا وليس العقل فقط.
 
نقولات في معنى اللام في قوله (إلا ليعبدون) يزيل اللبس بإذن الله

نقولات في معنى اللام في قوله (إلا ليعبدون) يزيل اللبس بإذن الله


نقلت هنا كلاما في معنى هذه اللام في قوله: (إلا ليعبدون ) يزيل اللبس بإذن الله ويفيد في الجواب على الإشكال الذي عبر عنه الأخ/ أبو لبابة بقوله:
لكن ماذا لو لم يشكر الناس؟
فهل نقول إن الله سبحانه لم تتحقق غايته أو غرضه من الامتنان؟


فأقول:

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: واللام في قوله: { إلا ليعبدون } للتعليل، وهذا التعليل لبيان الحكمة من الخلق، وليس التعليل الملازم للمعلول؛

إذ لو كان كذلك للزم أن يكون الخلق كلهم عباداً يتعبدون له، وليس الأمر كذلك، فهذه العلة غائية، وليست موجبة.

فالعلة الغائية لبيان الغاية والمقصود من هذا الفعل، لكنها قد تقع، وقد لا تقع، مثل: بريت القلم لأكتب به؛ فقد تكتب، وقد لا تكتب.

والعلة الموجبة معناها: أن المعلول مبني عليها؛ فلابد أن تقع، وتكون سابقة للمعلول، ولازمة له، مثل: انكسر الزجاج لشدة الحرة.

( القول المفيد على كتاب التوحيد 1/25)

وقال رحمه الله: في تفسير سورة الذاريات :واللام في قوله {ليعبدون } للتعليل، لكن هذا التعليل تعليل شرعي، أي لأجل أن يعبدون، حيث آمرهم فيمتثلوا أمري، وليست اللام هنا تعليلاً قدرياً، لأنه لو كان تعليلاً قدرياً للزم أن يعبده جميع الجن والإنس.

وقال الشيخ سليمان بن عبد الوهاب : (وعبادته هي طاعته بفعل المأمور وترك المحظور وذلك هو حقيقة دين الإسلام لأن معنى الاسلام هو الاستسلام لله المتضمن غاية الانقياد في غاية الذل والخضوع.

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الاية : إلا لآمرهم أن يعبدوني وأدعوهم الى عبادتي .

وقال مجاهد إلا لآمرهم وأنهاهم واختاره الزجاج وشيخ الاسلام قال-أي شيخ الإسلام- ويدل على هذا قوله أيحسب الانسان أن يترك سدى قال الشافعي لا يؤمر ولا ينهى .

وقوله قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم أي لولا عبادتكم اياه وقد قال في القرآن في غير موضع اعبدوا ربكم اتقوا ربكم.

فقد أمرهم بما خلقوا له وأرسل الرسل الى الجن والانس بذلك وهذا المعنى هو الذي قصد بالآية قطعا وهو الذي يفهمه جماهير المسلمين ويحتجون بالآية عليه

ويقرون أن الله إنما خلقهم ليعبدوه العبادة الشرعية وهي طاعته وطاعة رسله لا ليضيعوا حقه الذي خلقهم له.

قال وهذه الآية تشبه قوله تعالى (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم) وقوله (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع باذن الله )ثم قد يطاع وقد يعصى.

وكذلك ماخلقهم إلا للعبادة ثم قد يعبدون وقد لا يعبدون وهو سبحانه لم يقل إنه فعل الأول وهو خلقهم ليفعل بهم كلهم الثاني وهو عبادته

ولكن ذكر الأول ليفعلوا هم الثاني فيكونوا هم الفاعلين له فيحصل لهم بفعله سعادتهم ويحصل ما يحبه ويرضاه منهم ولهم.
انتهى [ تيسير العزيز الحميد 48]

والله تعالى أعلم
 
جزاك الله خيرا يا أبا عبد الرحمن

هكذا هكذا وإلا فلا لا ----------------- ليس كل الرجال تدعى رجالا

لقد أجبتني عن عين ما كنت أستشكله من خلال نقلك الكريم عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ، ولقد انطوى كلام الشيخ على إشارات دقيقة رضي الله عنه تحل الإشكال ، وكأنه رضي الله عنه يشير - وأرجو أن تشاركني فيما أفهمه - إلى أن الغاية ليست متعلقة بمن صدر عنه فعل الخلق وهو الله سبحانه وإنما متعلقة بمن وقع عليه الفعل وهو المخلوق بعد خلقه ، بدليل قول الشيخ رحمه الله :

( واللام في قوله {ليعبدون } للتعليل، لكن هذا التعليل تعليل شرعي، أي لأجل أن يعبدون، حيث آمرهم فيمتثلوا أمري، وليست اللام هنا تعليلاً قدرياً، لأنه لو كان تعليلاً قدرياً للزم أن يعبده جميع الجن والإنس.)

وبناء على ذلك فكل الغايات التي توردها جزاك الله خيرا هي غايات بحق من تعلقت بهم أفعال الله تعالى مثل الخلق والامتنان إلخ .. وليست غايات لله تعالى وبواعث له سبحانه على أفعاله والله أعلم

ومن هذا الباب يفضل كثير من أهل السنة أن نطلق على هذه الغايات (حكم) فحكمة الله من امتنانه علينا أن نشكره وهذه الحكمة وغيرها هي غاية ما يمكن أن نفهمه من أفعاله سبحانه

 
عودة
أعلى