عن الجزء المفقود من مخطوط تفسير الطبري بدار الكتب المصرية

حسين بن محمد

فريق إشراف ملتقى الكتب
إنضم
08/09/2008
المشاركات
934
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
القاهرة
الموقع الالكتروني
www.tafsir.net
01.png



هذي فائدة نفيسة وجدتُ لزاما عليّ أن أنقلها لكم ؛ كتب أبو حسان السلفي وفقه الله :​

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي​
أما بعد فوا فرحتاه حين علمت أني وقفت على ما [لم] يقف عليه غيري
حتى حدثني نفسي المغتبطة أن فيَّ شبها بالهدهد حين قال لسيلمان عليه السلام: أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ وما لي لا أغتبط وقد حزت على حد علمي قصب السبق إلى هذه الفائدة
وحكاية ذلك أن قد كنت كتبت مقالة في أحد منتديات الإثني عشرية انتهيتُ فيها إلى أن الإثني عشرية لا يملكون كتابا معتمدا في التفسير بالمأثور،فمعاصروهم ما تركوا كتابا إلا وخدشوا فيه إما من جهة عدالة صاحبه أو من جهة صحة النسبة إليه أو من جهة انقطاع أسانيده،
فاغتاظ أحدهم من ذلك فراح يبحث عن الجواب من خلال ادعاء عدم الفرق بين أهل السنة والإثني عشرية في هذه القضية فحملته الحمية أن اقتصر على قراءة مقدمة تحقيق تفسير الطبري لأحمد شاكر فما إن خفي عليه إسناد التفسير هناك ظن أنه وجد بغيته فاعترض علي وصار يسأل عن إسناد التفسير
فافْتُتِح لذلك موضوع خاص تصدَّره بعض من لا يدري شيئا عن هذا الشأن ثم سار بنا الكلام إلى أن انحصرت المناظرة الحقيقية مع أحد خبراء مخطوطاتهم،وانتهى بنا البحث إلى إلزامي بالإتيان بإسناد التفسير فوُفقت لذلك بفضل الله إذ وقفت على سماعات التفسير في طبعة آل شاكر الموجودة في المكتبة الشاملة جزى الله القائمين على إخراجها خير الجزاء ثم بفضل جهود مكتبة الملك فهد على الشبكة إذ أنهم وضعوا جزءا من هذا التفسير في موقعهم فرأيت هناك أنهم ذكروا أن السماع ورد أثناء الكتاب ثم أكرمني الأخ أبو المعالي الأسلمي جزاه الله خيرا برفع المخطوط وإرساله لي فطالعته ووقفت على أربعة مواضع أخرى اشتملت على سماعات التفسير ! فألحقتها بأخواتها بعد أن تقرر لدي ضرورة إفراد هذه الفوائد في كناشة خاصة سأفردها بالنشر بعد أن أجملها وأزينها حتى تصير حسناء مليحة يطلب ودها كل أحد
وكان عمدة ذاك المعترض في اعتراضه ما ذكره الشيخ المحقق محمود شاكر في تقدمته لتحقيق تفسير الطبري حيث نص على عدم وقوفه على مخطوطة تامة للتفسير فاعتمد على مخطوطة دار الكتب المصرية التي ينقصها مجلدين فيما ذهب إليه
ثم إني لما طالعت مقدمة تحقيق الشيخ عبد الله التركي رأيته يذكر أن الجزء الثالث من مخطوط دار الكتب المصرية مفقود وأما الجزء الثاني الذي ظنه الشيخ محمود شاكر مفقودا فقد كان مدمجا مع الجزء الثاني في مجلدة واحدة ثم إني قارنت ما ذكره في التعريف بالمخطوط بداية بآخر الجزء الثاني وأول الجزء الرابع مع ما في مخطوطة مكتبة الملك فهد من التعريف بمصورتهم اكتشفت أن ذاك الجزء الثالث المفقود الذي فات الشيخ المحدث أحمد شاكر والشيخ المحقق عبد الله التركي هو نفس الجزء المصور في مكتبة الملك فهد
وتفصيل ذلك:
أن الشيخ عبد الله التركي قال :نسخة مصورة عن دار الكتب المصرية،تقع في خمس وعشرين مجلدة،تشمل التفسير كله من أوله إلى آخره،وهي نسخة كاملة لولا فقدان الجزء الثالث منها،ولولا بتر في آخر بعض أجزائها،ولولا خرم فيها يقع في الجزء الثاني منها.اهـ مقدمة التحقيق ص 90
وقال في وصف الجزء الثاني:يبدأ بتفسير الآية 56 من سورة البقرة وينتهي في أثناء تفسير الآية 150 من السورة نفسها.اهـ مقدمة التحقيق ص 92.
وقال في وصف الجزء الرابع:يبدأ في أثناء الآية 220 من سورة البقرة.مقدمة التحقيق ص 93
قال أبو حسان:الجزء الثالث من مصورة مكتبة الملك يقع في 253 ورقة ويبدأ بالآية 150 من سورة البقرة وينتهي بتفسير الآية 219
وأوله: القول في تأويل قوله تعالى :ولأتم نعمتي عليكم
وآخره تم المجلد الثالث من الكتاب بحمد الله تعالى وعونه وحسن توفيقه يتلوه في الرابع قوله تعالى:القول في تأويل قوله عز وجل والله يعلم المفسد من المصلح.
فيكون بذلك هو مكملا لنسخة دار الكتب المصرية ويصير المخطوط تاما سوى ما ذكر من نقص وخرم في بعض أجزاءه وهذه فائدة يغتبط بها ولست أدري هل تعرض لها أحد قبلي أم لا والحمد لله وحده.
قال أبو حسان:وبمقابلة أول هذه النسخة بطبعتي آل شاكر وهجر تبين لي أن فيها اختلافا وزيادات لم ترد فيهما وسأذكر الزيادات دون الإختلافات لأن الأخيرة أمرها يسير كإبدال عبارة تعالى ذكره بعبارة جل ثناؤه ونحو ذلك وكذا ما سقط في هذه النسخة وثبت في الطبعتين فهذا لم أتعرض له وكذا ما سقط في طبعة آل شاكر وثبت في طبعة هجر .
1-من ذلك : جاء في ق 2 ( 5 بالترقيم الإلكتروني لمصورة مكتبة الملك فهد) : وحيث كنت {أنت} يا محمد
قلت:وفي طبعة آل شاكر وهجر: وحيث كنت يا محمد، فسقطت أنت
2-وفي نفس الورقة:{ف}اتخذوه قبلة لكم
قلت:وفي طبعة آل شاكر وهجر :واتخذوه قبلة لكم
3-وفي نفس الورقة:كيلا يكون لأحد من الناس {عليكم} سوى مشركي قريش حجةٌ،
وفي طبعة آل شاكر وهجر:سقطت عليكم.
4-وفي نفس الورقة :وَ{كي} أتِمَّ بِذَلِكَ مِنْ هِدَايَتِي
وفي طبعة آل شاكر وهجر:ولأتم بذلك من هدايتي.
5-وفي نفس الورقة:ولعلكم تهتدون"، يعني: وكي {تهتدوا ف}ترشدوا للصواب من القبلة
وفي طبعة آل شاكر وهجر:سقطت تهتدوا والفاء
6-في نفس الورقة:قوله:"ولأتم نعمتي عليكم"،{وقوله}"ولأتم نعمتي عليكم" عطف على قوله:"لئلا يكون"
وفي طبعة آل شاكر وهجر:سقطت وقوله.
7-في نفس الورقة:وَهَذَا الْقَوْلُ وَإِنْ كَانَ مَذْهَبًا مِنَ الْمَذَاهِبِ، فَلَيْسَ بِ{الأشهر} الْأَفْصَحِ {الأعرف}فِي كَلَامِ الْعَرَبِ.
وفي طبعة آل شاكر وهجر:فليس بالأسهل وهو تصحيف .
8-جاء في ق 3 :{وأما} قوله كما أرسلنا فيكم رسولا
وفي طبعة آل شاكر وهجر سقط أما.
9-في نفس الورقة:فَأَرْسَلْتُ فِيكُمْ رَسُولًا إِلَيْكُمْ مِنْكُمْ، {يعني محمدا صلى الله عليه وسلم }
وفي طبعة آل شاكر وهجر:فَأَرْسَلْتُ فِيكُمْ رَسُولًا إِلَيْكُمْ مِنْكُمْ، وَذَلِكَ الرَّسُولُ الَّذِي أَرْسَلَهُ إِلَيْهِمْ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وسقطت إليكم في طبعة آل شاكر.
هذه حروف كتبتها على عجل ولم تكن غايتي الإستقصاء بل التمثيل فحسب
ولا يظنن أحد أن القصد منها تنقص تلك الطبعتين المذكورتين أو حتى الترقي إلى نقدهما فإن هذا بعيد على من هو مثلي في إفلاسي من بضاعة علم التحقيق، فتلك غاية تنقطع دونها الأعناق وبيني تلك المرتبة مفاوز وحواجز
وإنما القصد هو تنبيه القائمين على طبعة هجر إلى هذه المسألة المهمة كي يعتمدوا على هذه النسخة في طبعتهم القادمة إن كتب الله لهم ذلك لأن هذا سيزيد كتابهم ضبطا على نهاية ضبطه وصحة على تمام صحته
كما أدعوا من له صلة بدار الكتب المصرية إلى السعي في إعلامهم بهذه القضية كي يضموا تلك المخطوطة إلى نسختهم من التفسير فتصير بذلك تامة كاملة بفضل الله ونعمته
وهذه مرفقات لصورة المخطوط وقد علمت مواضع الزيادة ثم أتبعتها بصور لطبعة آل شاكر.
59909279.png

92402157.png

72775546.png

31664692.png

60589025.jpg

والحمد لله رب العالمين
كتبه:أبو حسان حافظ بن فرج السلفي الأثري المغربي
الثلاثاء 23 محرم 1432 هـ​
المصدر : ملتقى أهل الحديث .
 
جزاك الله خيراً أخي حسين على هذا النقل الطيب المفيد .
لكني وجدتُ شيئاً غريباً ؛ حيث ذكر أبو حسان السلفي وفقه الله :
7-في نفس الورقة:وَهَذَا الْقَوْلُ وَإِنْ كَانَ مَذْهَبًا مِنَ الْمَذَاهِبِ، فَلَيْسَ بِ{الأشهر} الْأَفْصَحِ {الأعرف}فِي كَلَامِ الْعَرَبِ.
وفي طبعة آل شاكر وهجر:فليس بالأسهل وهو تصحيف .
والذي في طبعة هجر عندي (وهي نفس الطبعة في الشاملة والتي نقل عنها الكاتب) :
((وهذا القول وإن كان مذهباً من المذاهب , فليس بالأشهر الأفصح في كلام العرب)) , وبعد كلمة (الأشهر)رقم حاشية(6) , وفيه : في م , ت1 , ت2 , ت3 : (بالأسهل) .
وهذا عكس ما نقله أبو حسان مشكوراً , ولا أدري ما سبب ذلك .
 
بارك الله فيكم شيخنا ، صدقتم ؛ بل كل الملاحظات التي ذكرها لا تصح إلا بمقابلة المخطوط مع طبعة شاكر فقط ، ولا يسلم منها مع طبعة هجر إلا الملاحظتين الثانية والتاسعة .
وللفائدة : يمكنكم تصفح المخطوط من هنا .​
 
شكر الله لك أخي الكريم
وهذا جانبٌ من الإشكال سببه نوعٌ من الاستعجال من الكاتب رعاه الله .
والجانب الآخر من الإشكال يتعلق بالمكتبة الشاملة , وهو : الاختلاف بين النسخة المطبوعة بين يدي , والنسخة التي في المكتبة الشاملة ؛ مع تطابقهما في كل شيء تقريباً : بطاقة الكتاب , والصفحات , والأجزاء .. ونحو ذلك !
وأيّاً ما كان السبب فهو يزيدني طمأنينةً بعدم الاكتفاء بالنقل من هذه البرامج ولو كان موافقاً للمطبوع , بل لابد من الرجوع إلى النسخة الورقية مادام ممكناً , إلا إن كان المرجع في البرنامج مصوراً = فسمعاً وطاعةً .
 
بارك الله فيكم ، لذا يحسن عدم الاعتماد أو الركون أبدا إلى غير الكتب المطبوعة أو المصورة في توثيق الأبحاث ، حتى كتب الشاملة الموافقة للمطبوع الصادرة عن الموقع الرسمي لا أركن إليها عند التوثيق ؛ لما رأيت كثيرا من مثل ما ذكرتم ، لذا كان من أفضل خصائص المكتبة الشاملة هو ربط كتبها بالكتب المصورة .
 
هل الكلام السابق يعني ان النسخ المطبوعة من تفسير ابن جرير رحمه الله ناقصة جزءا كاملا مكملا لم يهتد اليه محققو تلك النسخ؟
 
هل الكلام السابق يعني ان النسخ المطبوعة من تفسير ابن جرير رحمه الله ناقصة جزءا كاملا مكملا لم يهتد اليه محققو تلك النسخ؟
لا طبعا ؛ إنما الفائدة في الوقوف على الجزء الذي كان يُظن فقدانه من نسخة دار الكتب المصرية ، إذ تبين تمامها .
ولم يقف عليه محققو الطبعتين . وإن وقفوا على نسخ أخرى كاملة . وفقكم الله .
 
عودة
أعلى