أبو إسحاق الحضرمي
New member
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم[align=justify]
لم تكن قراءات الثلاثة (أبي جعفر ويعقوب وخلف) من القراءات المقروء بها عند علماء القراءات اليمنيين في القرن التاسع الهجري، فلمَّا دخل الإمام ابن الجزري وأقرأهم نظمه والقراءات بمضمَّنه، أولى اليمنيون هذا النظم عناية طيبة فائقة، ومن عنايتهم به:
أولاً: الحرص على سماعه من ناظمه:
يحدِّثنا الإمام عثمان الناشري "ت: 848هـ" عن كيفية سماعهم لهذا النظم وزمانه ومكانه فيقول: (وقد قرأتها عليه في مجالس بعد عصر يوم السبت الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بمسجد الأشاعر داخل مدينة "زبيد"، وسمعها بقراءتي جماعة كثيرون).
بل بلغ بهم الحرص على سماع أصله، وهو "التحبير" يقول الإمام عثمان النَّاشري عن ذلك: (والدُّرَّة منظومة تحبير التَّيسير للشَّيخ أيضاً، وهو تأليفٌ أدخله في متن التَّيسير، ولم يترك من التَّيسير لفظة، سمعناه كلَّه على الشَّيخ في بلدنا "زبيد" سنة ثمان وعشرين وثمانمائة).
وهذا يدلُّ على حرصهم وعنايتهم في تطوير علم القراءات في بلادهم، والازدياد في تعلِّم هذا العلم من متونه الأصيلة.
ثانياً: شرح الدُّرَّة وتقريب مسائلها:
ولـمَّا كانت هذه المنظومة مما يصعب فهمها للدَّارسين في علم القراءات، سعى مشيخة الإقراء في الديار اليمنية إلى شرحه وتقريبه، ومن أبرز جهودهم في ذلك:
1) شرح الدُّرَّة للإمام عثمان النَّاشري (ت: 848هـ)، يقول في مقدِّمته: (وقد استخرتُ الله تعالى، وأردتُ إيضاح منظومة الدُّرَّة في قراءة الثلاثة). ولعلَّه أول شرح على الدُّرَّة وبهذا يكون لهم السبق في شرحها وإيضاحها.
2) الزراري المسفرة نظم الدُّرَّة في القراءات للإمام حسن بن محمَّد الشظبي اليماني "ت: 834هـ"، قرَّب فيها مسائل "الدُّرَّة" ثم عرضها على بعض مقرئي عصره في "زبيد". لما فرغ من نظمه هذا "الزراري المسفرة نظم الدُّرَّة في القراءات" أرسل بنسخة منه لمدينة "زبيد" للمقرئ عثمان بن عمر النَّاشري، وكتب معه أبياتاً أولها:
3) الشمعة في انفراد الثلاثة عن السَّبعة للإمام عثمان النَّاشري، يقول في مقدِّمته: (وبعد فهذه الحروف التي خالف القرَّاء الثلاثة فيها السبعة، وهم: أبو جعفر ويعقوب وخلف، ورواتهم: ابن وردان وابن جمَّاز، ورُوَيس ورَوْح، وإسحاق وإدريس، وفائدتُها: الإحاطة بجميع القرَّاء). وقال: (وإنَّما اعتبرتُ الدُّرَّة المضية فقط في إنفراد الثلاثة عن السبعة ذلك).
وقد نظمه المقرئ عبد الله بن سعيد بن عبد الله باقشير الحضرمي المكي في منظومة أسماها "اللمعة نظم الشمعة في انفراد الثلاثة عن السبعة" قال في مطلعها:
فهذه صور جليَّة في حرصهم على تقريب هذا المتن لطلاب علم القراءات، وهي ما بين نظم للدُّرَّة أو شرح لها أو تقريب لمسائلها، وتوجد غير هذه الجهود كما أخبرني بذلك بعض الإخوة لكنني لم أقف عليها [/align]
استللتُ هذه المشاركة من بحث لي، كنتُ قد أعددته، ونشرتُ هذا هنا لعلي أستفيد من مشايخنا بهذا الملتقى
لم تكن قراءات الثلاثة (أبي جعفر ويعقوب وخلف) من القراءات المقروء بها عند علماء القراءات اليمنيين في القرن التاسع الهجري، فلمَّا دخل الإمام ابن الجزري وأقرأهم نظمه والقراءات بمضمَّنه، أولى اليمنيون هذا النظم عناية طيبة فائقة، ومن عنايتهم به:
أولاً: الحرص على سماعه من ناظمه:
يحدِّثنا الإمام عثمان الناشري "ت: 848هـ" عن كيفية سماعهم لهذا النظم وزمانه ومكانه فيقول: (وقد قرأتها عليه في مجالس بعد عصر يوم السبت الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بمسجد الأشاعر داخل مدينة "زبيد"، وسمعها بقراءتي جماعة كثيرون).
بل بلغ بهم الحرص على سماع أصله، وهو "التحبير" يقول الإمام عثمان النَّاشري عن ذلك: (والدُّرَّة منظومة تحبير التَّيسير للشَّيخ أيضاً، وهو تأليفٌ أدخله في متن التَّيسير، ولم يترك من التَّيسير لفظة، سمعناه كلَّه على الشَّيخ في بلدنا "زبيد" سنة ثمان وعشرين وثمانمائة).
وهذا يدلُّ على حرصهم وعنايتهم في تطوير علم القراءات في بلادهم، والازدياد في تعلِّم هذا العلم من متونه الأصيلة.
ثانياً: شرح الدُّرَّة وتقريب مسائلها:
ولـمَّا كانت هذه المنظومة مما يصعب فهمها للدَّارسين في علم القراءات، سعى مشيخة الإقراء في الديار اليمنية إلى شرحه وتقريبه، ومن أبرز جهودهم في ذلك:
1) شرح الدُّرَّة للإمام عثمان النَّاشري (ت: 848هـ)، يقول في مقدِّمته: (وقد استخرتُ الله تعالى، وأردتُ إيضاح منظومة الدُّرَّة في قراءة الثلاثة). ولعلَّه أول شرح على الدُّرَّة وبهذا يكون لهم السبق في شرحها وإيضاحها.
2) الزراري المسفرة نظم الدُّرَّة في القراءات للإمام حسن بن محمَّد الشظبي اليماني "ت: 834هـ"، قرَّب فيها مسائل "الدُّرَّة" ثم عرضها على بعض مقرئي عصره في "زبيد". لما فرغ من نظمه هذا "الزراري المسفرة نظم الدُّرَّة في القراءات" أرسل بنسخة منه لمدينة "زبيد" للمقرئ عثمان بن عمر النَّاشري، وكتب معه أبياتاً أولها:
أَهْدَيْتُهَا تَمْراً إِلَى خَيْبَرِ ** يَقْبَلُهَا ذُو الْـحَسَبِ الطَّاهِرِ
فمشى الإمام عثمان النَّاشري عليه وأصلح له فيه كثيراً
3) الشمعة في انفراد الثلاثة عن السَّبعة للإمام عثمان النَّاشري، يقول في مقدِّمته: (وبعد فهذه الحروف التي خالف القرَّاء الثلاثة فيها السبعة، وهم: أبو جعفر ويعقوب وخلف، ورواتهم: ابن وردان وابن جمَّاز، ورُوَيس ورَوْح، وإسحاق وإدريس، وفائدتُها: الإحاطة بجميع القرَّاء). وقال: (وإنَّما اعتبرتُ الدُّرَّة المضية فقط في إنفراد الثلاثة عن السبعة ذلك).
وقد نظمه المقرئ عبد الله بن سعيد بن عبد الله باقشير الحضرمي المكي في منظومة أسماها "اللمعة نظم الشمعة في انفراد الثلاثة عن السبعة" قال في مطلعها:
ومن بعد بسم الله أحمده علا ** وصلِّ على خير الأنامِ ومن تلا
وبعد خذ نظم انفراد ثلاثةٍ ** كما الدُّرَّة اعلمْ في اصطلاحٍ مؤصَّلا
4) المناهل الرويَّة شرح الدُّرَّة المرضية للإمام محمَّد بن أحمد بن حسن الملحاني الشهير بمفضل، يقول في مقدِّمته: (وبعد: فقد سألني بعض الإخوان أن أعلِّق شرحاً على على قصيدة الإمام الحافظ شمس الدين محمَّد بن محمَّد بن محمَّد الجزري المسمَّاة "الدُّرَّة المضيَّة في القراءات الثلاث المرضية" فأجبته إلى ما طلب مستمداً من الله العون والستر والهداية، ومستعيذاً به من الزيغ والضلالة والغواية، إنه جواد كريم لطيف بالعباد).وبعد خذ نظم انفراد ثلاثةٍ ** كما الدُّرَّة اعلمْ في اصطلاحٍ مؤصَّلا
فهذه صور جليَّة في حرصهم على تقريب هذا المتن لطلاب علم القراءات، وهي ما بين نظم للدُّرَّة أو شرح لها أو تقريب لمسائلها، وتوجد غير هذه الجهود كما أخبرني بذلك بعض الإخوة لكنني لم أقف عليها [/align]
استللتُ هذه المشاركة من بحث لي، كنتُ قد أعددته، ونشرتُ هذا هنا لعلي أستفيد من مشايخنا بهذا الملتقى