عناية أهل اليمن بمتن الدرة المضية في القراءات الثلاث

إنضم
11/03/2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الرياض- حضرموت
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم[align=justify]
لم تكن قراءات الثلاثة (أبي جعفر ويعقوب وخلف) من القراءات المقروء بها عند علماء القراءات اليمنيين في القرن التاسع الهجري، فلمَّا دخل الإمام ابن الجزري وأقرأهم نظمه والقراءات بمضمَّنه، أولى اليمنيون هذا النظم عناية طيبة فائقة، ومن عنايتهم به:

أولاً: الحرص على سماعه من ناظمه:
يحدِّثنا الإمام عثمان الناشري "ت: 848هـ" عن كيفية سماعهم لهذا النظم وزمانه ومكانه فيقول: (وقد قرأتها عليه في مجالس بعد عصر يوم السبت الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بمسجد الأشاعر داخل مدينة "زبيد"، وسمعها بقراءتي جماعة كثيرون).
بل بلغ بهم الحرص على سماع أصله، وهو "التحبير" يقول الإمام عثمان النَّاشري عن ذلك: (والدُّرَّة منظومة تحبير التَّيسير للشَّيخ أيضاً، وهو تأليفٌ أدخله في متن التَّيسير، ولم يترك من التَّيسير لفظة، سمعناه كلَّه على الشَّيخ في بلدنا "زبيد" سنة ثمان وعشرين وثمانمائة).
وهذا يدلُّ على حرصهم وعنايتهم في تطوير علم القراءات في بلادهم، والازدياد في تعلِّم هذا العلم من متونه الأصيلة.
ثانياً: شرح الدُّرَّة وتقريب مسائلها:
ولـمَّا كانت هذه المنظومة مما يصعب فهمها للدَّارسين في علم القراءات، سعى مشيخة الإقراء في الديار اليمنية إلى شرحه وتقريبه، ومن أبرز جهودهم في ذلك:
1) شرح الدُّرَّة للإمام عثمان النَّاشري (ت: 848هـ)، يقول في مقدِّمته: (وقد استخرتُ الله تعالى، وأردتُ إيضاح منظومة الدُّرَّة في قراءة الثلاثة). ولعلَّه أول شرح على الدُّرَّة وبهذا يكون لهم السبق في شرحها وإيضاحها.
2) الزراري المسفرة نظم الدُّرَّة في القراءات للإمام حسن بن محمَّد الشظبي اليماني "ت: 834هـ"، قرَّب فيها مسائل "الدُّرَّة" ثم عرضها على بعض مقرئي عصره في "زبيد". لما فرغ من نظمه هذا "الزراري المسفرة نظم الدُّرَّة في القراءات" أرسل بنسخة منه لمدينة "زبيد" للمقرئ عثمان بن عمر النَّاشري، وكتب معه أبياتاً أولها:
أَهْدَيْتُهَا تَمْراً إِلَى خَيْبَرِ ** يَقْبَلُهَا ذُو الْـحَسَبِ الطَّاهِرِ
فمشى الإمام عثمان النَّاشري عليه وأصلح له فيه كثيراً
3) الشمعة في انفراد الثلاثة عن السَّبعة للإمام عثمان النَّاشري، يقول في مقدِّمته: (وبعد فهذه الحروف التي خالف القرَّاء الثلاثة فيها السبعة، وهم: أبو جعفر ويعقوب وخلف، ورواتهم: ابن وردان وابن جمَّاز، ورُوَيس ورَوْح، وإسحاق وإدريس، وفائدتُها: الإحاطة بجميع القرَّاء). وقال: (وإنَّما اعتبرتُ الدُّرَّة المضية فقط في إنفراد الثلاثة عن السبعة ذلك).
وقد نظمه المقرئ عبد الله بن سعيد بن عبد الله باقشير الحضرمي المكي في منظومة أسماها "اللمعة نظم الشمعة في انفراد الثلاثة عن السبعة" قال في مطلعها:
ومن بعد بسم الله أحمده علا ** وصلِّ على خير الأنامِ ومن تلا
وبعد خذ نظم انفراد ثلاثةٍ ** كما الدُّرَّة اعلمْ في اصطلاحٍ مؤصَّلا
4) المناهل الرويَّة شرح الدُّرَّة المرضية للإمام محمَّد بن أحمد بن حسن الملحاني الشهير بمفضل، يقول في مقدِّمته: (وبعد: فقد سألني بعض الإخوان أن أعلِّق شرحاً على على قصيدة الإمام الحافظ شمس الدين محمَّد بن محمَّد بن محمَّد الجزري المسمَّاة "الدُّرَّة المضيَّة في القراءات الثلاث المرضية" فأجبته إلى ما طلب مستمداً من الله العون والستر والهداية، ومستعيذاً به من الزيغ والضلالة والغواية، إنه جواد كريم لطيف بالعباد).
فهذه صور جليَّة في حرصهم على تقريب هذا المتن لطلاب علم القراءات، وهي ما بين نظم للدُّرَّة أو شرح لها أو تقريب لمسائلها، وتوجد غير هذه الجهود كما أخبرني بذلك بعض الإخوة لكنني لم أقف عليها [/align]
استللتُ هذه المشاركة من بحث لي، كنتُ قد أعددته، ونشرتُ هذا هنا لعلي أستفيد من مشايخنا بهذا الملتقى
 
الشيخ/أبو إسحاق الحضرمي, أشرت إلى أمر مهم, وهو: أن السبب في انتشار القراءات الثلاثة في اليمن هو رحيل ابن الجزري إليها, وإقرائه القراءات هناك.
وأضيف إلى ما ذكرت أن جميع البلدان التي سافر إليها ابن الجزري قد أحيا فيها علم القراءات, ومن أمثلة ذلك بلاد تركيا, حيث يعتبر رحيل الإمام ابن الجزري إليها وجلوسه في برصة سببا في نشر علم القراءات بها, بل أصبح من أبرز المعتنين بالقراءات العشر الكبرى وتحريراتها الأتراك الذين يعتبرون من تلامذة تلاميذ ابن الجزري, ومنهم الأزميري, ويوسف أفندي زاده, وغيرهم كثير, فرحم الله الإمام ابن الجزري الذي أحيا الله به علم القراءات.
 
جزاك الله خيراً أخي محمد على هذه الفوائد
وهنا وقفة مع القراءات الثلاث من حيث التدوين والتأليف فيها.
نالت القراءات الثلاث حظها من التدوين قبل الإمام ابن الجزري - رحمه الله - من نظم ونثر من المنظومات (نهج الدماثة في القراءات الثلاث) للإمام الجعبري (ت 732هـ).
ومن المنثور: كتاب نفيس الأثاث في القراءات الثلاث لأبي العز محمد بن الحسين بن بندار الواسطي (ت 521هـ).
وكتاب: التتمة في قراءة الثلاثة الأئمة للإمام صدقة بن سلامة بن حسين المسحراتي (ت 825هـ).
كما ألفت مفردات في القراءات الثلاث كمفردة يعقوب للإمام الداني، ومفردة يعقوب لابن الفحام، وابن شريح.
فكل هذه المؤلفات قبل ابن الجزري، فلماذا اشتهرت القراءات الثلاث بعد ابن الجزري؟
 
لم تكن قراءات الثلاثة (أبي جعفر ويعقوب وخلف) من القراءات المقروء بها عند علماء القراءات اليمنيين في القرن التاسع الهجري
كيف الجمع بين المقتبس أعلاه وبين تأليف العلامة أحمد بن محمد الشرعبي اليمني (ت 839هـ) فرائد الدرر في القراءات الثلاث؟
 
كيف الجمع بين المقتبس أعلاه وبين تأليف العلامة أحمد بن محمد الشرعبي اليمني (ت 839هـ) فرائد الدرر في القراءات الثلاث؟
أحسن الله إليك وبارك فيك
استدراك في محلِّه
ولكن من المعروف أن الشرعبي تلقَّى تعليمه في اليمن ثم رحل إلى مكة، ومنها إلى دمشق وبها توفي، فلعلَّ هذه الثلاث أخذها من الحجاز أو الشام، والله أعلم.
 
أحسن الله إليك وبارك فيك
استدراك في محلِّه
ولكن من المعروف أن الشرعبي تلقَّى تعليمه في اليمن ثم رحل إلى مكة، ومنها إلى دمشق وبها توفي، فلعلَّ هذه الثلاث أخذها من الحجاز أو الشام، والله أعلم.
بارك الله فيك ياشيخ محمد وزادك الله علماً
أتفق معك على وفاة الشرعبي في دمشق كما في الضوء اللامع، لكن إذا قلنا أنه أخذ القراءات الثلاث من الحجاز أو الشام هنا أيضاً إشكال مع قوله في آخر النظم:
371- يمانية زهراً ترجو لأحمد *** رضى الله والتوفيق والدَّرج العلا
 
بارك الله فيك ياشيخ محمد وزادك الله علماً
أتفق معك على وفاة الشرعبي في دمشق كما في الضوء اللامع، لكن إذا قلنا أنه أخذ القراءات الثلاث من الحجاز أو الشام هنا أيضاً إشكال مع قوله في آخر النظم:
371- يمانية زهراً ترجو لأحمد *** رضى الله والتوفيق والدَّرج العلا
جزاكم الله خيراً على فوائدكم ودرركم هذه، وأقول:
إنَّ الإمام الشرعبي نظم هذه المنظومة في الشام، وكانت وفاته بعد دخول الإمام ابن الجزري لليمن بحوالي عشر سنوات، حيث كان دخول ابن الجزري لليمن سنة 828 هـ، وتوفي الشرعبي سنة 839هـ بدمشق.
اطلع الشرعبي على الدُّرة قبل نظمه لمنظومته، والدليل على ذلك قوله في مقدمته: ((وكان من تيسير ذلك أنَّ الشيخ شمس الدِّين ابن الجزري المذكور قد أدخل قراءة الأئمة الثلاثة المذكورين في متن "التيسير" المنسوب إلى الإمام أبي عمرو الداني، واصطلح لذلك مصطلحاً بأن جعل لفظ "التيسير" مكتوباً بالسواد، وما أدخله فيه من القراءات الثلاث المذكورة مكتوباً بالحمرة، وسمَّاه "تحبير التيسير" فسبرتُ ما سبر، ونظمتُ ما نثر من طريقه......)).
وقال أيضاً -بعد ذكره دخول ابن الجزري إلى دمشق الشام وإقراء الناس بمضمون الطيبة وإعراضهم عن الشاطبية-: ((فلمَّا طرق سمعي ووعاه قلبي حصل عندي من ازدرائهم الشاطبية ما حصل من الحمية والغيرة، مع احتجاجي إلى محفوظ يشتمل على المشهورين من مذاهب الأئمة، فحدا بي حادي الفكرة، وهتف بي هاتف القدرة، أن انظم القراءات الثلاث المنسوبة إلى الأئمة الثلاثة ...)).
 
اطلع الشرعبي على الدُّرة قبل نظمه لمنظومته
إذا قلنا بأنه اطلع على منظومة الدرة لابن الجزري، فلماذا نظم إذاً بعدها؟؟ ولماذا لم يضمّن نظمه أبيات الدرة كما ضمّن أبيات الشاطبية، ثم إن هناك فرقاً كبيراً بين (الدرة) و(فرائد الدرر) من حيث اصطلاحات النظم وهو ما يسمى (برموز القراء) وترتيب القراءات والطرق وعدد أبيات النظمين ....إلخ، وإن اتفقا في القافية وو...
فسبرتُ ما سبر، ونظمتُ ما نثر من طريقه
ونظمت ما نثر، وليس ما نظم، معنى هذا أن الشرعبي نظم تحبير التيسير وزاد عليها طرقاً قبل أن ينظم الإمام ابن الجزري (الدرة)، والدليل على ذلك ما نقلته هنا:
وقال أيضاً -بعد ذكره دخول ابن الجزري إلى دمشق الشام وإقراء الناس بمضمون الطيبة وإعراضهم عن الشاطبية-: ((فلمَّا طرق سمعي ووعاه قلبي حصل عندي من ازدرائهم الشاطبية ما حصل من الحمية والغيرة، مع احتجاجي إلى محفوظ يشتمل على المشهورين من مذاهب الأئمة، فحدا بي حادي الفكرة، وهتف بي هاتف القدرة، أن انظم القراءات الثلاث المنسوبة إلى الأئمة الثلاثة
فلماذا ينظم في القراءات الثلاث ما دام أن إمام الفن وخاتمة المحققين ابن الجزري قد نظمها؟؟
الذي ظهر عندي بعد قراءة مقدمة كتابه - والله أعلم - أنه نظم (فرائد الدرر) بعد نظم ابن الجزري (للطيبة) وقبل نظمه (للدرة). والله أعلم.
ومنكم نستفيد، واعذرني إن كنت خرجت عن أصل الموضوع.
 
الذي أحسب نفسي أتفق معك فيه يا شيخنا مدِّثر:
أنَّ الإمام الشرعبي نظم منظومته في دمشق الشَّام
وبقيت نقطتان يُحتاج إلى تحقيقهما:
الأولى: أين تلقَّى الشرعبي القراءات الثلاث باليمن أم خارجها ؟
الثانية: هل نظم منظومته هذه قبل نظم ابن الجزري للدرة ؟
ومن عنده فضل علم في ما ذكرتُ فليفد به
 
أما قول أخي الفاضل مدثر خيري :
ومن المنثور: كتاب نفيس الأثاث في القراءات الثلاث لأبي العز محمد بن الحسين بن بندار الواسطي (ت 521هـ).
فنفيس الأثاث في القراءات الثلاث
مؤلفه هو : الشيخ أحمد بن عمر بن محمد الجُمْلاني الشيرازي ، وكان قد دخل اليمن ، وتوفي بمدينة تعز بعد سنة 793 هـ ، فهو يمني الوفاة ، وهي رسالة صغيرة الحجم تعمل على تحقيقها إحدى الأخوات الفضليات كمشروع تكميلي.
وهو أحد مصادر ابن خليفة القاري في شرحه " بحر الجوامع ".
 
عودة
أعلى