علي منصور كيالي وإثباته الفاسد أن (1+1 = 1) وإلصاقه بالقرآن

شرفت الملتقى أيها الأستاذ الكريم.

القرآن حاكمٌ على كل ما يقرره البشرُ، ولولا أن الله امتنَّ على هذه الأمة أن ابتعث فيها رسولا بكلام الله العزيزِ مبلغًا ومبينا ومفسرا لئلا تزيغ لنالها ما نال الأمم من قبل.

والخطر قائمٌ، ومن أحب أن يغوص بالبحث في الانترنت ليجد "مبرهناتٍ" غايةٍ في الغرابة لا نعلمُ صدقها ومآلاتها من بعد على غرار 1+2+3+4+....=-1/12، فليبحثْ، وليُصَحْصِحْ لأن الأمر يمس الإيمان والعقيدة.

وإذا بقي المسلمونَ الدارسون المفسرون الباحثون يُغْفلون عن فهم وتمحيص كل ما يقول به أدعياء العلم أو نظريات العلم المحتملة أمثال هذه، بدعوى أن القرآن لهدايةٍ غير تلك الدنيوية!، فلنتأخرَّن عن الركبِ، وليضلنَّ هذا الكيالي وأمثاله خلقًا كثيرا.

إن ابن تيمية تصدَّرَ للمناطقةِ والمتكلمة فكان البحرَ الزاخر العبابَ، ولمْ ينلْ منهُ أعتى العلماء والفلاسفة وكان لسانه القرآن والسنة وما ورثه عن أجيال العلم السلفية الحصيفة.
ولا أثنى عزمه ترهيبُ من كان قبله في الخوض في هكذا مساجلاتٍ؛ لأنه تقرر وثبتَ لزومُ المواجهاتِ لا التنكُّبَ والرجوع القهقرى.

وكما ذكرتَ مثالًا جيدًا؛ فإنه يدلُّ مع كثير من الأمثلة غيره أنا نحنُ المسلمينَ (وكلنا إعجازيون بمعنى إقرار إعجاز القرآن) نعرف قبل غيرنا مثالبَ كل مفترٍ متقوِّلٍ على كتاب الله بهواه تحت عنوانٍ أُدْرِجَ تحته الغث والسمين.

ومن اجتهد فألفى 25 مسألةً يظنُّها إعجازًا لإعجاز القرآن؛ فقد ضل الطريقَ إذ لم يحسن الاختيار، ولو صدق عزمه وصلحت نيته لألفى دون مبالغة بدل العشرين ألفين أو عشرين ألفًا من المسائل الساقطة المعزوة إلى الإعجاز زورا وبهتانا بسب الجهل والتخريف حينًا والكيدِ للقرآن حينا آخر.

والله أعلى وأعلم.
 
كنتَ رائعًا في التنبه إلى مغالطته القائمة على زعمه أن:
السرعة المحصلة هي (ف + ف') وأنها تساوي أيضا ( (ف + ف')/ (1+ (ف + ف')/ س2)).

قرآنيا:
لم يُغْفل القرآن صغيرة ولا كبيرة إلا ومثَّل لها أو بيَّنها صريحة جلية أو أثبتَ بالنصِّ "المعارف العنصرية" لأرباب الاستنباط الراسخين لاستخراج نتائج بتظافرها بأحد أنماط البرهان الموفورة.

ثم أستميحك لأقول لأمثال الكيالي ممن آمن بالقرآن؛ لكنه لج في الخصامِ إلى أبعد من ذلكَ في الخوض في مسألة فلسفية من مسائل أصول العلم هي: ما الدليل القرآني أن 1+1=2؟. وهذا ما سألتُ نفسي إياه وآلافَ الأسئلة من قبل وأجبتُني، أو بالأحرى أجابني القرآن معاذ الله:

هنا: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ (20)}.

فإن أبى؛ وأراد أكثر من ذلك، ففي القرآن غِنى وغُنية؛ وهذا مثلٌ آخر {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}، وكل مسائل العد والحساب والرياضياتِ الظاهرة أو الاستنباطية فهي مرتبة ممنهجةٌ حسب ترتيب النزولِ (هـــنا)؛ يوضح الله فيها المعارف العنصرية والتمثيلية ومنهجيات الاستدلال والبحث.

الآن:
- س: هل شعر النبيُّ صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرامُ بتلك المنهجية وتأثيرها؟
- ج: هوَ موضوع بحث آخر.

والله أعلى وأعلم.
 
عودة
أعلى