علوم القرآن : إشكالية تعريف العلم وتصنيف الموضوعات

إنضم
25 سبتمبر 2003
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:

فعلوم القرآن الكريم من العلوم الشرعية التي فيها متسع كبير للبحث والإضافة سواء في صورة إلحاق مباحث جديدة إليها أو إعادة النظر في بعض القضايا والموضوعات المطروحة فيها بتحرير أدق ونظرة أشمل وما يجده القارئ الكريم في هذه الصفحات هي عبارة عن محاولة متواضعة لبحث مسألتين من أهم المسائل المرتبطة بعلوم القرآن والتي تحتاج إلى إعادة النظر والدراسة من جديد - حسب وجهة نظر الباحث- وهما مسألتا تعريف علوم القرآن كعلم مستقل وتصنيف موضوعاته نظرا لما يكتنفهما بعض الغموض وعدم الضبط.

ويسعى البحث لعرض المشكلة مستعرضا أقوال أهل العلم قديما وحديثا حول الموضوعين ومن ثم محاولة تقديم تعريف جديد لعلوم القرآن وتصنيف أكثر دقة واستيعابا وتنظيما لموضوعات هذا العلم الشريف وبالله التوفيق وعليه التكلان.

تعريف علـوم القران :

علوم القران مركب إضافي يتكون من مضاف وهو "علوم" ومضاف إليه وهو "القرآن". و في الاستعمال الاصطلاحي علوم القرآن صار عَلما على علم معين يشتمل على مسائل ومباحث مخصوصة تتصل بالقرآن الكريم . وقبل البدء بتعريف علوم القرآن "بالمعنى الاصطلاحي التدويني" من الأحسن أن نعرف كل جزء من هذا المركب أي "علوم" و "القرآن".

تعريف العلم :

أما "العلوم" فهي جمع علم وهو في اللغة: نقيض "الجهل"[1] وبمعنى "اليقين"[2] وهو مصدر مرادف للفهم والمعرفة ويرادف الجزم أيضا في الرأي[3] ويراد به إدراك الشيء بحقيقته أو اليقين أو هو نور يقذفه الله في القلب"[4] . وأما في الاصطلاح فقد تنوع تعريف العلم عند أهل الاختصاصات المختلفة[5]: فالفلاسفة يعرفون العلم " بأنه حصول صورة الشيء في الذهن[6]. والمتكلمون يعرفونه " بأنه صفة توجب لمحلها تمييزا لا يحتمل النقيض[7]" .

فانطباع الصورة في الذهن بأن القرآن لكريم منه ما هو مكي ومنه ما هو مدني يسمى علما. وكذلك إذا علم الإنسان أن القرآن قد نزل خلال ثلاث وعشرين سنة، هذا هو معنى قولهم: إن العلم هو حصول صورة الشيء في الذهن. و إذا كانت القضيتين المذكورتين "كون بعض القرآن نزل في مكة وبعضه نزل في المدينة ونزوله في ثلاث وعشرين سنة " راسختين ومتميزتين في الذهن غير مختلطين بغيرهما من المسائل والقضايا يمكن الجزم بهما بحيث لا يحتملان نقيضا على معنى أنه لا يقال - مثلا- أن القرآن نزل في خمسين سنة. وهذا معنى قول المتكلمين في تعريف العلم بأنه صفة توجب لمحلِّها تميزا لا يحتمل النقيض. وفي إطلاق أخر للعلم يراد به: المسائل المتحدث عنها في فرع معين من فروع المعرفة، كمسائل علم النحو مثل قولنا: الفاعل مرفوع, والمضاف إليه مجرور. ومسائل علم الفقه: كقولنا الصلاة فرض والربا حرام. ومن هذا الباب يمكن القول بأن علوم القرآن هي المسائل التي يبحث عنها تحت هذا العنوان كالقول: بأن أول ما نزل من القرآن هي الآيات الأولى من سورة العلق, وأن النسخ رفع كلام شرعي بدليل شرعي, وأن القرآن الكريم متواتر. ومن تعريفات العلم من الوجهة التدوينية كونه يطلق على المسائل المضبوطة بجهة واحدة, موضوعا وغاية.[8]

تعريف القرآن :

وأما لفظ "القرآن" من ناحية اللغة، فقد تباينت أقوال أهل العلم فيه وهي تدور حول الحيثيات الآتية:

- من حيث الهمز والتخفيف أي كونه مهموزا أو غير مهموز.

- من حيث الاشتقاق وعدمه, أي كون لفظ القرآن مشتقا من كلمة أخرى، أو كونه اسما علما مرتجلا غير مشتق من شئ آخر.

- من حيث المصدرية والوصفية, بمعنى هل لفظ القرآن مصدر أو أنه صفة.

- من حيث التعريف والتنكير أي لفظ "القرآن وقرآن" والفرق بينهما في الاستعمال.

وبالنسبة للحيثيات الثلاث الأولى يمكن القول إجمالا بأن العلماء قد اختلفوا فيه على مذهبين وقول متفرد على النحو التالي:

المذهب الأول: وهو مذهب أكثر أهل العلم، يرى أن لفظ القرآن مهموز. ولكن أقوال هذا المذهب قد تعددت بالنظر إلى تفاصيل أخرى مثل المصدرية والوصفية على النحو الآتي:

1)) علماء مثل اللحياني, والجوهري, والراغب الأصفهانى، وابن الأثير يرون أن القرآن مصدر على وزن "فعلان" كالرجحان والغفران والتكلان من قرأت, سمى به المقروء من باب تسمية اسم المفعول بالمصدر, ويعنى ذلك أنه قيل للقرآن قرآنا لأنه مقروء.[9]

2)) وقال الزجاج: إنه وصف على وزن فعلان مشتق من "القرء" بمعنى الجمع.[10]

3)) وقال قطرب: سمى القرآن قرأنا, لأن القارئ يظهره ويبينه من فمه أخذا من قول العرب: " ما قرأت الناقة سلاَ قط" أي: ما ألقت ولا رمت بولد. ووجه التشبيه أن قارئ القرآن يلفظه ويلقيه من فمه فسمى قرآنا.[11]

المذهب الثاني: ويرى هذا المذهب أن لفظ القرآن غير مهموز, وأصحابه على ثلاثة أقوال:

1)) قيل بأن لفظ القرآن مشتق من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممت أحدهما إلى الآخر. وينسب هذا القول للإمام أبي الحسن الأشعري.[12]

2)) وقيل: إنه مشتق من القرائن لأن الآيات يصدق بعضها بعضا وتتشابه. وينسب هذا القول للفراء[13], والقرطبي.[14]

3)) وقال البعض: إنه مشتق من "القري" وهو الجمع، ومنه قريت الماء في الحوض, أي: جمعته. وينسب الزركشي هذا القول إلى الجوهري.[15]

ولفظ القرآن على كلا المذهبين مشتق غير مرتجل, لكن على المذهب الأول نونه زائدة وعلى الثاني أصلية.


المذهب الثالث: وأما المذهب الثالث فهو القول المتفرد، وهو للإمام الشافعي - رحمه الله- وكان رأيه أن لفظ القرآن اسم علم مرتجل غير مشتق وليس مهموزا وهو خاص بكلام الله تعالى المنزل على محمد –صلى الله عليه وسلم-, مثل لفظي التوراة والإنجيل[16]. وقد رجح السيوطي في الإتقان[17] وكذالك بعض المعاصرين من أهل العلم رأي الأمام الشافعي وهو من هو في علمه بلغة العرب ومناحي كلامهم.[18]

وسواء كان لفظ القرآن مشتقا أم مرتجلا فهو علم بالغلبة والمعاني الوصفية- على القول باشتقاقه- مراعاة لكونها معاني معقولة وواضحة.

ولعل أقوى اعتراض في هذا الصدد هو ما يوجه إلى القول المنسوب إلى القراء بكون لفظ القرآن مشتق من القرينة, إذ لا يجمع مثل قرينة على وزن فعال في التكثير؛ لأن الجموع الواردة على وزن فُعال محصورة، ليس هذا منها.[19]

وأما من حيث تعريف لفظ القرآن وتنكيره, فقد فرق كثير من العلماء بين "القرآن" معرفا و "قرآن" دون تعريف.

ويمكن خلاصة ما فيل في هذا الصدد في نقطتين:

أولا: إن اللفظ المعرف بـ "أل" لا يصدق إلا على هذا الكتاب المبارك, أما غير معرف بـ "أل" فقد يراد به القرآن الكريم كقوله تعالى: {وقرآنا فرقناه لتقرآه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا }[20]وقد يراد به غيره كقوله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه, فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}[21] فكلمة القرآن في هاتين الآيتين لا يقصد بهما القرآن الكريم بل معناه القراءة.

ثانيا: ذهب بعض أهل العلم إلى القول بأن لفظ القرآن معرفا إذا أطلق أريد به القرآن الكريم كله كقوله تعالى: {إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم}[22] وقوله عز وجل: {وأوحي الي هذا القرآن لأنذركم به}[23] ولا يطلق على بعض القرآن إلا مقيدا لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: " زوجتكها بما معك من القرآن"[24]. و قول بعض أهل العلم : "يحرم على الجنب والحائض قراءة القرآن". فالقرآن هنا يصدق على أبعاض مخصوصة. أما لفظ القرآن منكرا فيصدق على الكل والأبعاض على السواء, بمعنى أنه إذا أطلق لا يقصد به مجموع القرآن كله إلا إذا دلت القرآن على ذلك.

والخلاصة: أن لفظ القرآن معرفا يراد به مجموع القرآن، ويطلق على الأبعاض بقرائن, فإن لم يكن معرفا كان إطلاقه على الكل وعلى الأبعاض سواء[25]. ويتبين من استقراء الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة أن لفظ القرآن يطلق فيها حينا على المجموع وحينا على الأبعاض[26] ومن أمثلة ذلك:

وقوله تعالى{إنا أنزلناه في ليلة مباركة}[27]

وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلّمه"[28]

والراجح من الأقوال- والله أعلم- هو رأي الجمهور القائل بأن لفظ القرآن مصدر في الأصل كالغفران والشكران وهو عَلَم على هذا الكتاب الكريم من باب إطلاق المصدر على اسم المفعول. [29]

قال الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني : "أما لفظ القرآن في اللغة مصدر مرادف للقراءة ومنه قوله تعالى{ إن علينا جمعه وقرآنه , فإذا قرأناه فاتبع قرآنه }ثم نقل هذا المعنى المصدري وجعل اسما للكلام المعجز المنزل على النبي-صلى الله عليه وسلم - من باب إطلاق المصدر على مفعوله. ذلك ما نختاره استنادا إلى موارد اللغة, وقوانين الاشتقاق وإليه ذهب اللحياني وأصحابه. [30]"

وقال الشيخ عبد الوهاب غزلان: "المختار في لفظ القرآن من حيث اللغة أنه مصدر لقرأ على زنة الغفران و الرجحان، فهو بمعنى القراءة. وهمزته أصلية ونونه زائدة, فإذا حذفت همزته كما في قراءة ابن كثير فإنما ذلك من باب التخفيف. وهذا الوجه من التخفيف مألوف في اللغة, ثم نقل في عرف الشارع من هذا المعنى وجعل علما على مقروء معين وهو الكتاب الكريم تسمية للمفعول بالمصدر. وهذا القول هو الجدير بالقبول لخلوه من التكلف وجريانه على أسلوب مألوف في اللغة، وهو إطلاق المصدر مرادا به اسم المفعول[31]."

هذا عن لفظ القرآن لغة, وأما تعريف القرآن الكريم في الاصطلاح الشرعي فله جانبين:

جانب يتعلق به من حيث كون القرآن صفة من صفات الله تعالى وهي" الكلام" فيذكر أئمة السنة والعقيدة والمتكلمون أوصافا وخصائص له. وجانب يتعلق بالناحية اللفظية منه، وهي التي عرّف الأصوليون القرآن من خلاله.

ويراعي في تعريف القرآن الاصطلاحي بالنظر إلى الجانب الأول الأمور الآتية:

1)) أن القرآن الكريم كلام الله تعالى حقيقة, وأنه صفة ذاتية و صفة فعلية منه بدأ سبحانه وليس كلاما في النفس فقط.

2)) أنه غير مخلوق.

3)) أنه يرفع قبل يوم القيامة في آخر الزمان من المصاحف والصدور.

4)) أن الصوت والألحان من صوت القارئ له , بينما المتلو والمقروء هو كلام الله. [32]

ولذلك قال الإمام اللالكائي: "على أن القرآن تكلم الله به على الحقيقة, وأنه أنزله على محمد –صلى الله عليه وسلم- وأمره أن يتحدى به, وأن يدعو الناس إليه. وأنه القرآن على الحقيقة, متلو في المحاريب, مكتوب في المصاحف, محفوظ في صدور الرجال, ليس بحكاية ولا عبارة عن قرآن, وهو قرآن واحد غير مخلوق وغير مجعول وغير مربوب, بل هو صفة من صفاته.[33] "

وأما علما ء الكلام فيتطرقون إلى معنى القرآن الكريم في جهتين:

الأولى: أثناء تناولهم لمبحث النبوات حين يتعرضون للمعجزات و يبينون أن القرآن الكريم هو معجزة الرسول –صلى الله عليه وسلم-. وهم من هذه الجهة متفقون مع غيرهم من العلماء في تعريف القرآن الكريم.

الثانية: وأما الجهة الثانية فأثناء بحثهم في صفات الله تعالى، ومنها صفة الكلام و القرآن كلام الله تعالى. ويرى المتكلمون أن للكلام إطلاقين: فالكلام يطلق على هذه الألفاظ التي تتحدث بها الألسنة . ومن هنا قالوا: خير الكلام ما قل ودل، وهذا إطلاق لا يختلف فيه احد. وإطلاق ثان وهو ما يحدث به الإنسان نفسه دون أن يتكلم به بلسانه. وقد ذهب علماء الكلام خاصة الأشاعرة ومن وافقهم إلى أن الكلام الذي هو صفة من صفات الله تبارك وتعالى يشمل ما أنزل الله على أنبيائه عليهم الصلاة والسلام, ومنه ما نزل على سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- وهو القرآن. والقرآن غير مخلوق عندهم ولكن الحروف التي كتبت بها كلمات القرآن و الأصوات التي تنطق به أمور حادثة، وجدت بعد أن لم تكن.

ومن هنا ولأجل التوفيق بين كون القرآن الكريم قديما غير مخلوق وبين حدوث الحروف والأصوات، قالوا بأن الكلام يطلق على النفسي واللفظي, والكلام النفسي هو الصفة القديمة, وصفات الله كلها قديمة. ولما كان القرآن الكريم كلام الله ولما كان يطلق على المتكلم به و على المتكلم فقد عرفوا القرآن بتعريفين باعتبارين: بالاعتبار المصدري وهو التكلم وباعتبار المتكلم به.

وأما تعريفهم القرن بالاعتبار الأول فهو: " إنه الصفة القديم المتعلقة بالكلمات الحكمية من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس. وبالاعتبار الثاني- المتكلم به-: فهو " تلك الكلمات الحكمية الأزلية المرتبة في غير تعاقب, المجردة عن الحروف اللفظية والذهنية والروحية". [34]

وأما تعريف القرآن الاصطلاحي بالنظر إلى الثانية أي بالنظر إلى البحث في الجانب اللفظي, فقد عرف علماء أصول الفقه- وهم يبحثون مثل علماء الفقه في ألفاظ القرآن ودلالاتها- فقد عرفوا القرآن بالنظر إلى الجانب اللفظي دون النظر إلى الجانب العقدي بتعريفات متعددة نذكر فيما يلي بعضها:

قال الإمام الغزالي(ت505ﻫ): "وحدّ الكتاب ما نقل إلينا بين دفتي المصحف على الأحرف السبعة نقلا متواترا.[35]"

وقال ابن قدامة (ت .62ﻫ): "و أما حدّ الكتاب اصطلاحا فهو الكلام المنزل على الرسول-صلى الله عليه وسلم- المكتوب في المصاحف, المنقول إلينا نقلا متواترا"[36] .

وقال الشوكاني (ت 125ه): "وأما حدّ الكتاب اصطلاحا فهو: الكلام المنزل على الرسول, المكتوب في المصاحف, المنقول إلينا نقلا متواتر". [37]

والملاحظ في هذه التعاريف أن القصد فيها تقريب معنى القرآن وبيان خصائصه. لذلك زاد بعض العلماء على أوصاف الإنزال, والكتابة في المصاحف, والنقل بالتواتر, الإعجاز[38]، أو التعبد بتلاوته[39], أو الحفظ في الصدور.

ولا مغايرة بين كون القرآن متلو بالألسنة أو مكتوبا في المصاحف، فهما تسميتان لشيء واحد. فالمطلوب كما يقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: تغاير المفهوم لا تغاير المصدوق, فإن ما يصدق عليه القرآن هو ما يصدق عليه الكتاب. [40]

ونخلص من هذه التعريفات بأن "القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم المعجز المتعبد بتلاوته.[41]"

شرح التعريف :

قولنا كلام الله: خرج به كلام الإنس والجن والملائكة. وقولنا المنزل: خرج به ما استأثر الله بعلمه أو ألقاه إلى ملائكته ليعملوا به لا لينزلوه على أحد من البشر فلله عز وجل كلام أنزله إلى البشر وكلام استأثر بعلمه. والدليل على ذلك قوله تعالى: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا }[42] وقوله تعالى:{ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله }[43] وقولنا على محمد صلى الله عليه وسلم: خرج به كلام الله المنزل على غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كالصحف المنزلة على إبراهيم عليه السلام, والزبور المنزل على داود عليه السلام, والتوراة المنزل على موسى عليه السلام, والإنجيل المنزل على عسي عليه السلام. وقولنا المتعبد بتلاوته: خرجت به الأحاديث القدسية.

ونريد بالمتعبد بتلاوته أمرين:

أولا: أن القرآن يقرأ في الصلاة والصلاة عبادة و هي لا تصح إلا بالقرآن لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"[44].

ثانيا: أن ثواب تلاوة القرآن يفوق ثواب آي تلاوة أخرى. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف"[45].

الفروق بين القرآن والحديث القدسي:

لا تقتصر الفروق بين القرآن والحديث القدسي على أن القرآن متعبد بالتلاوة دون الحديث القدسي، فالحديث القدسي هو ما يضيفه النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى الله تعالى ولروايته صيغتان:

الأولى: أن يقول الراوي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه. والثانية: أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى, أو يقول الله.

وذكر العلماء فروقا عدة بين القرآن والحديث القدسي, منها:

1)) أن القرآن الكريم متعبد بتلاوته على الوجهين المذكورين آنفا وهما عدم صحة الصلاة إلا بتلاوة القرآن وكون ثواب تلاوة القرآن لا يعادله ثواب تلاوة شيء آخر بما فيه الحديث القدسي.

2)) أن القرآن الكريم لفظه ومعناه من الله , أما الحديث القدسي فمعناه من الله اتفاقا, وأما لفظه فمختلف فيه بين العلماء.

3)) أن القرآن الكريم معجز متحدى به وليس الحديث القدسي كذلك.

4)) أن القرآن الكريم منقول بالتواتر فهو قطعي الثبوت بسوره وآياته وجمله ومفرداته وحروفه وسكناته وحركاته, أما الأحاديث القدسية فأغلبها أحاديث آحاد.

5)) أن القرآن الكريم لا يجوز مسه إلا لطاهر وأما الحديث القدسي فلا يشترط فيه ذلك.

6)) تحرم رواية القرآن الكريم بالمعنى وأما الحديث القدسي فلا تحرم روايته بالمعنى.

7)) أن القرآن الكريم نزل بالوحي الجلي أي بمجيء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، حيث لم ينزل شيء من القرآن على الرسول –صلى الله عليه وسلم- بالإلهام أو في المنام, أما الحديث القدسي فنزل بالوحي الجلي والخفي.

8)) أن القرآن الكريم يكفر من يجحد شيئا منه، أما الحديث القدسي فلا يكفر من ينكر غير المتواتر منه .

9)) يكتب القرآن الكريم برسم خاص يسمى "رسم المصحف"، وأما الحديث القدسي فليس لكتابته رسم خاص.

10)) القرآن الكريم لا ينسب إلا إلى الله تعالى, أما الحديث القدسي فينسب إلى الله نسبة إنشاء، فيقال: "قال الله تعالى"، ويروي مضافا إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم- نسبة إخبار فيقال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه".

أسماء القرآن وصفاته:
وللقرآن الكريم أسماء أخرى كثيرة مثل الفرقان، والنور، والذكر وغيرها وقد ذكر الإمام الزركشي خمسة وخمسين اسما. وهناك من بالغ فأوصل أسماء القرآن إلى نيف وتسعين اسما، ولكن عند التحقيق يتبين أن ما بعض ما عدوه أسماء هي في حقيقة الأمر صفات كالحكيم والمجيد والكريم والعزيز, وذي الذكر, والبيان والتبيان والرحمة والشفاء وغيرها[46].


--الحواشي ------------------
[1] ابن منظور: لسان العرب مادة (علم) ج 12 ص 417.
[2] الفيومي:المصباح المنير مادة علم ص162.
[3] مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني 1/17.
[4] دراسات في علوم القرآن للدكتور فهد الرومي ص16.
[5] ذكر الجرجاني عشرة تعريفات للعلم، انظر: التعريفات للجرجاني ص 199-200، ط دار الكتاب العربي بيروت 1992.
[6] إتقان البرهان في علوم القرآن، للدكتور فضل حسن عباسي 1/42، ط دار الفرقان عمان – الأردن 1997م.
[7] المرجع السابق.
[8] مناهل العرفان في علوم القرآن، للزرقاني 1/6.
[9] انظر:الإتقان في علوم القرآن 1؟144-147.
[10] انظر:الإتقان في علوم القرآن 144-147.
[11] السابق.
[12] انظر البرهان في علوم القرآن للزركشي1/374 والإتقان 1/146.
[13] الإتقان 1/146.
[14] البرهان 1/374.
[15] البرهان 1/374.
[16] انظر: مناقب الشافعي للبيهقي 1/277 وتاريخ بغداد للخطيب 2/62.
[17] انظر الإتقان 1/147.
[18] انظر: إتقان البرهان 1/442 وعلوم القرآن بين البرهان والإتقان، للدكتور حازم سعيد حيدر، ص 20 ط دار الزمان بالمدينة المنورة 1420هـ.
[19] انظر: التحرير والتنوير، لابن عاشور، (لمقدمة الثانية) 1/71.

[20] سورة الإسراء : آية 106.

[21] سورة القيامة : آية 17-18.

[22] سورة الإسراء: آية 9.

[23] سورة الأنعام: آية 19.

[24] أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن , باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه, حديث رقم (5029).

[25] انظر:إتقان البرهان 1/46-47.

[26] انظر:إتقان البرهان 1/46-48.

[27] سورة الدخان : آية 3.

[28] أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن 6/108.

[29] انظر: إتقان البرهان 1/48.

[30] مناهل العرفان في علوم القرآن 1/7.

[31] البيان في مباحث علوم القرآن للشيخ عبد الوهاب غزلان، ص 21.
[32] انظر شرح العقيدة الطحاوية 119-143, وعلوم القرآن بين البرهان والإتقان، ص 20 -21.
[33] شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/330.
[34] إتقان البرهان في علوم القرآن 15-53.
[35] المستصفى 1/101.
[36] روضة الناظر60/61.
[37] إرشاد الفحول 29-30.
[38] انظر: نكت الانتصار لنقل القرآن، للباقلاني. ص 59، ط مكتبة نشأة المعارف بالإسكندرية د. ت.
[39] انظر: مناهل العرفان، للزرقاني 1/12-13.
[40] مذكرة أصول الفقه للشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي. ص 55, ط دار القلم بيروت.
[41] انظر: نكت الانتصار لنقل القرآن، ص 59 , ط مكتبة نشأة المعارف بالإسكندرية.
[42] سورة الكهف: الآية 109.
[43] سورة لقمان: الآية 27.
[44] متفق عليه, البخاري 1/184 ومسلم 1/295.
[45] أخرجه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح 5/175,وأخرجه الدرامي 2/429.
[46] انظر: إتقان البرهان 1/54.
 
الفرق بين القرآن والمصحف :

والمصحف ليس اسما لذات القرآن الكريم وإنما هو اسم للصحف التي كتب عليها القرآن، ولم يطلق اسم المصحف على القرآن المكتوب في الصحف إلا بعد جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة الراشد الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في صحف ضم بعضها إلى بعض، فسميت مصحفا. تحدث علماؤنا -رحمهم الله- في كتاب الفقه عن حكم بيع المصحف، ولم يقل أحد منهم ببيع القرآن, فالقرآن كلام الله تعالى أما كتابة الآيات القرآنية وطباعتها في الصحف وتسجيل تلاوتها على الأشرطة والأقراص، فعمل البشر وجهدهم الذي يبتغون بها كسب رزق حلال...

ومن فروق القرآن والمصحف بالمعنى الذي ذكرنا أن لفظ القرآن لا يجمع؛ لأن القرآن واحد لا يختلف في كل المصاحف, أما المصحف فيصح جمعه فيقال: "مصاحف" لأن كل واحد منها أو مجموعة منها تختلف عن الأخرى في الحجم ونوعية الخط, واللون إذا كانت مكتوبة, و من قارئ إلى أخر ونوعية التلاوة إذا كانت مسموعا مرتلا.

هذا ولا ينسب القرآن إلا شخص, فلا يقال: "قرآن عثمان أو قرآن على أو قرآن أبي بن كعب". ولكن يقال: ومصحف عبدالله بن مسعود؛ لأن هذه المصاحف من عملهم دون القرآن.

وبعد الانتهاء من التعريف اللغوي والاصطلاحي لكل جزء من تركيب (علوم القرآن) نصل إلى التعريف الاصطلاحي له كعلم مستقل.

التعريف الاصطلاحي لعلوم القرآن:

يختلف تعريف علوم القرآن بالنظر إلى معناه الإضافي, من تعريفه كفن مدون من علوم الشريعة أو بالمعنى الاصطلاحي المتأخر.

علوم القرآن بمعناه الإضافي فيه توسع حيث يشمل العلوم المساندة والخادمة للقرآن الكريم، ولا يشترط فيه أن يكون القرآن الكريم محورها وموضوعها.

علوم القرآن بالمعنى الإضافي تشمل كل ما يتصل بالقرآن الكريم، فالتفسير - مثلا- يصدق عليه أنه من علوم القرآن، وكذلك علم القراءات، وعلم رسم الصحف، وإعراب القرآن كلها يصدق عليها أنها من علوم القرآن.

أما بعد أن صار هذا العلم ذا موضوع خاص أي تحول إلى فن مدون المعبر عنه بالمعنى اللقبي فإنه أصبح أضيق نطاقا وأكثر تخصيصا فلم يعد يشمل التفسير والإعراب ومسائل القراءات بالتوسع والشمول, بل إن بحثت هذه الأمور في ضمن مباحث علوم القرآن ستبحث موجزة و بالنظر إلى حيثيات خاصة.

والذين توسعوا في العلوم المستنبطة من القرآن الكريم مثل الإمام السيوطي وغيره قصدوا بعلوم القرآن كل علم يخدم القرآن الكريم أو يستند إليه. ولو نراعي هذا الشمول والإحاطة يندرج كل من علم التفسير, وغريب القرآن, والقراءات، ورسم الصحف, والإعجاز, والعقيدة، واللغة وغيرها تحت مسمى علوم القرآن.

أدخل السيوطي - رحمه الله- في العلوم المستنبطة من القرآن علوما كثيرة منها: الطب والهندسة, والجبر, والهيئة إضافة إلى أصول الصنائع وأسماء الآلات التي تدعو الضرورة إليها.

وذكر الإمام الغزالي أن القرآن يحتوي "سبعة وسبعين ألف ومأتى علم".

وذكر ابن العربي عمن ركب من الاعتبار الآنف الذكر كلاما فقالوا: " إن علوم القرآن خمسون علما, وأربعمائة علم، وسبعة آلاف وسبعون ألف علم, على عدد كلم القرآن مضروبة في أربعة , إذ لكل كلمة فيها ظاهر وباطن, وحد مطلع".

ولا شك أن مرد هذا التوسع في مفهوم علوم القرآن بمعناه الإضافي لدى المتقدمين من أهل العلم، هو عظمة القرآن الكريم وما فيه من علوم و حكم. ولذلك قال الحرالي: (ت 623ه) إن "أكمل العلماء من وهبه الله تعالى فهما في كلامه ووعيا عن كتابه وتبصرة في الفرقان, وإحاطة بما شاء من علوم القرآن. ففيه تمام شهود ما كتب الله لمخلوقاته من ذكره الحكيم, بما يزيل بكريم عنايته من خطأ اللاعبين إذ فيه كل العلوم " .

وقال الإمام الشافعي رحمه الله: "جميع ما تقوله الأمة شرح للسنة, وجميع السنة شرح للقرآن, وجميع القرآن شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العليا. وكما أنه أفضل من كل كلام سواه فعلومه أفضل من كل علم عداه".


ونص الزركشي (ت 794ه) أن " كل علم من العلوم متنزع من القرآن وإلا فليس برهان".

ونقل عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله: "من أراد العلم فليُثوّر القرآن فإنه فيه علم الأولين والآخرين" وبالرغم من أن الزركشي -رحمه الله- وهو من أكبر المؤلفين في علوم القرآن، لم يقدم تعريفا لعلوم القرآن ولكنه كان يرى أن "علوم القرآن لا تنحصر, ومعانيه لا تستقصى". مما يدل على أن صاحب البرهان لم يكن ممن يحبذون حصر علوم القرآن في مباحث محدودة.

وأما تعريف علوم القرآن كفن مدون فقد تعددت عبارات العلماء فيه:

قال الشيخ الزرقاني في تعريف علوم القرآن: " مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله, وترتيبه, وجمعه, وكتابته, وقراءته, وتفسيره, وإعجازه, وناسخه ومنسوخه, ودفع الشبه عنه, ونحو ذلك".

وأما أستاذنا الشيخ مناع القطان -رحمه الله- فقد عرف علوم القرآن بقوله: "العلم الذي يتناول الأبحاث المتعلقة بالقرآن من حيث معرفة أسباب النزول, وجمع القرآن وترتيبه, ومعرفة المكي والمدني, والناسخ والمنسوخ, والمحكم و التشابه, إلى غير ذلك مما له صلة بالقرآن".

ويقول الدكتور فهد الرومي في تعريف علوم القرآن كفن مدون: "مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله وجمعه وقراءاته وتفسيره وناسخه ومنسوخه وأسباب نزوله ومكية ومدنيه ونحو ذلك."

وفي محاولة لتضيف علوم القرآن يري أحد المعاصرين وهو الدكتور فاروق حمادة أنه يمكن حصر علوم القرآن في شعبتين:

الأولى: تاريخ القرآن الكريم ويندرج تحت ذلك نزول القرآن الكريم, وأسباب نزوله, وناسخه ومنسوخه, وتدوينه, وحفاظه, وقراءاته.

الثانية: الوسيلة الصحيحة لفهمه على الوجه الحق, وينضوي تحت ذلك علوم اللغة, والإعجاز, والمحكم والمتشابه, والغريب وما إلى ذلك. كما تقضي هذا معرفة شيئ من تاريخ أدب العرب وحالتهم الاجتماعية عند نزول القرآن الكريم, لأنه أنزل بلسان عربي مبين في أمة كان لها أعراف وتقاليد وكان للقرآن مواقف حيالها.

وفيما ذهب إليه الدكتور حمادة من تصنيف لعلوم القرآن نظر لأن المباحث المندرجة تحت الشعبة الأولى مثل أسباب النزول والناسخ والمنسوخ وحتى القراءات لها صلة قوية جدا بالفهم الصحيح للقرآن الكريم، بل لا يمكن فهم بعض الآيات فهما سليما إلا بالوقوف على تلك المباحث. وبالتالي يمكن إدراجها تحت الشعبة الثانية التي عبر عنها بالوسائل الصحيحة لفهم القرآن الأمر الذي يفقد التقسيم المذكور قيمته.

وفيما يبدو لي أنه أحدث محاولة لترتيب موضوعات علوم القرآن قام الدكتور مساعد الطيار بتقسيم وتصنيف علوم القرآن إلى عشرة أصناف؛ يندرج تحت كل صنف منها عدة موضوعات وهي:

1)) علم نزول القرآن.
2)) علم جمع القرآن.
3)) علم القراءات.
4)) علم معاني القرآن.
5)) علم التفسير.
6)) علم سور القرآن وآياته.
7)) علم فضائل القرآن.
8)) علم أحكام القرآن ووجوه الاستنباطات.
9)) علم الوقف والابتداء.
10)) علم جدل القرآن.
وفي حين أدرج الدكتور مساعد الطيار التفسير ضمن مباحث علوم القرآن ونص على أنه "جزء من علم علوم القرآن". يري باحث معاصر آخر وهو الدكتور عدنان زرزور أن عد التفسير من علوم القرآن وجعله نوعا كبقية الأنواع مسألة فيها نظر وتجوز , لأن أغلب علوم القرآن إنما أريد منها تيسر شرح القرآن وفهمه.

مناقشة التعريفات ونقدها:

ولعل مما يلفت النظر بعد هذا العرض لتعريف علوم القرآن بمعناه الاصطلاحي وكفن مدون أن ثمة إشكاليه في تقديم حدّ جامع ومانع لهذا الفن وتحديد موضوعاته.

ولعل صعوبة وضع تعريف جامع ومانع لعلوم القرآن هو السبب في غياب التعريف الاصطلاحي لعلوم القرآن من كتب المؤلفين المتقدمين في علوم القرآن بوصفه الاصطلاحي اللقبي، مثل: كتاب "فنون الفنان في عيون علوم القرآن" للإمام أبي الفرح بن الجوزي (ت 597ﻫ) و "المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز" للإمام أبي شامة المقدسي (ت 665 ﻫ) و "البرهان في علوم القرآن" للإمام أبي عبدالله الزركشى (ت 794 ﻫ) و "الإتقان في علوم القرآن" للإمام السيوطى (ت 911ﻫ ) وكذلك غياب هذا التعريف من بعض كتب علوم القرآن المعاصرة مثل: "مباحث في علوم القرآن" للدكتور صبحي صالح، "دروس في علوم القرآن" للأستاذ غانم قدوري حمد. و " إتقان البرهان في علوم القرآن" الدكتور فضل حسن عباس وكتاب "علوم القرآن" - باللغة الأردية- للشيخ محمد تقي عثماني و "علوم القران" (Quranic Sciences) باللغة الإنجليزية للدكتور عبد الرحمن داي و "علوم القرآن" باللغة الإنجليزية (Ulum Al-Quran) للأستاذ أحمد د ينفر.

وجدير بالإشارة هنا أن جميع التعريفات المذكورة لعلوم القرآن بوصفه اللقبي آي كونه عَلما على المباحث الكلية الجامعة المتعلقة بالقرآن الكريم -على حدّ علمي و اطلاعي- للعلماء المتأخرين بل المعاصرين.

والذي يتبين لي بعد تأمل وسبر للمسألة أن جذور إشكالية التعريف و تحديد الموضوعات في علوم القرآن تعود إلى افتقادنا لخط فاصل يجب أن يكون الأساس والمعيار لتحديد ما يمكن أن يدرج تحت مصطلح علوم القرآن، ومن ثم إبعاد الموضوعات التي لا يمكن أن تنضوي تحت هذا المصطلح.

فما ذكره أصحاب التعريفات الآنفة الذكر كأصل كلي لجمع موضوعات علوم القرآن وعبروا عنها بعبارات مثل: " مباحث تتعلق بالقرآن الكريم " كما عند الشيخ الزرقاني و الدكتور فهد الرومي, و "الأبحاث المتعلقة بالقرآن" كما عند شيخنا مناع القطان, رغم كونها قريبة المبنى والمعنى، لا تكفي لوحدها أن تكون أساسا لبناء تعريف دقيق للعلم. فهي -أعنى عبارة "المباحث المتعلقة بالقرآن" و "الأبحاث المتعلقة بالقرآن"- عبارة عامة تنطبق على أخص موضوعات علوم القرآن وأدقها، مثل: الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول والمكي والمدني -على سبيل المثال- كما أنها قابلة للانطباق على موضوعات أخرى أستبعد كونها من مباحث علوم القرآن كفن مدون، بالرغم أنها موضوعات متصلة بالقرآن وتتعلق بها، مثل: دقائق علم اللغة وبعض التفريعات المتعلقة بإعجاز القرآن عموما ومنها الإعجاز العلمي.

وثمة إشكال آخر مهم في هذه التعاريف وهو كونها ذا طابع وصفي، بمعنى أنها تصف بعض موضوعات علوم القرآن بحيث يمكن القول آن التعاريف المذكورة تذكر بعض الموضوعات التي تدرس في نطاق علم اسمه "علوم القرآن" بدل أن تعطي تعريفا للعلم نفسه والذي يتناول تلك الموضوعات بالدراسة والبحث, فموضوعات أي علم شيء والعلم الذي يشتمل على تلك الموضوعات ويوفر إطارا ومنهجا لدراستها شيء آخر، كما هو معروف.

وقد نتج عن الإشكالات الموجودة في التعريف - كما يبدو لي- مشكلات أخرى، منها: منها كثرة التشقيقات في موضوعات علوم القرآن حيث يكمن إدخال مجموعة من هذه العلوم تحت مسمى واحد الأمر الذي يطرح ضرورة تحرير الموضوعات المعدودة ضمن علوم القرآن, وإعادة النظر في صياغتها. ومنها إشكالية دخول أو عدم دخول علم التفسير ضمن علوم القرآن كفن مدون. فكما رأينا آنفا أن ذلك مثار أخذ ورد بين الباحثين.

ومن الإشكاليات التي لها صلة بإشكالية التعريف تسمية علوم القرآن بأصول التفسير عند بعض أهل العلم كشيخنا مناع القطان -رحمه الله- حيث قال: "وقد يسمى هذا العلم بأصول التفسير, لأنه يتناول المباحث التي لابد للمفسر من معرفتها للإستاد إليها في تفسير القرآن". والدكتور فهد الرومي الذي قال: "ويسمى هذا العلم بأصول التفسير لأنه يتناول العلوم التي يشترط على المفسر معرفتها والعلم بها".

وفي الطرف المقابل يري باحثون آخرون أن "أصول التفسير جزء من علوم القرآن". وبالرغم أن أصول التفسير تشارك علوم القرآن في استنادها للقرآن وخدمتها له, لكنهما يفترقان في كون علوم القرآن أعم, لكونها تضم مباحث لا دخل لها في التفسير كرسم القرآن, وعدد آياته". ولا تعنى المشاركة بين العلمين في خدمة القرآن في مجال واحد كونهما علما واحد؛ لأن "علم أصول التفسير علم يقوم على ضبط التفسير, ووضع قواعد مهمة ضرورية لسلامة السير في طريق هذا العلم, و اشتراط شروط للمفسر يعمل على تحقيقها قبل البدء في التفسير. وذلك كله لكيلا يكون هناك غلط في تفسير القرآن, أو تحريف لكلام الله, أو تشويه لمعناه". ومن هنا كان اعتبار علم أصول التفسير فرعا من فروع علوم القرآن إلى الدقة اقرب.

وبالنظر إلى عدم دقة التعاريف المقدمة لعلوم القرآن كفن مدون و الإشكاليات الناتجة عنه, وبعد التأمل في ماهية علوم القرآن وموضوعاتها أري - والله أعلم- أن ثنائية تعريف علوم القرآن عند الباحثين المعاصرين- أعنى تقسيم علوم القرآن إلى المعنى الإضافي و إلى فن مدون- ومن ثم البحث عن تعريف لهذا الثاني هي جوهر المشكلة. فهذا التقسيم الثنائي عجز عن تحديد دقيق لموضوعات علوم القرآن ومنع التداخل بينها ووضع خطوط فاصلة بين ما هو من علوم القرآن وما هو ليس منها . أضف إلي ذلك أن كون التدوين والتأليف وتناول عناصر معينة في الكتب حسب اجتهادات فردية ورؤية مختلفة لكل مؤلف في تناول موضوعات وعدم تناول أخري- مثلما هو الشأن في كتب علوم القرآن- ليس مبررا كافيا ومقنعا لهذا التفريع الثنائي. و للخروج من هذه الإشكالية إما يبحث عن تعريف جامع ومانع لعلوم القرآن كفن مدون، أو نعود إلى اختيار تبني مفهوم علوم القرآن بالمعنى الإضافي وتقديم تعريف مناسب له بحيث يشمل جميع العلوم المساندة والخادمة للقرآن الكريم. ولا شك أن هذا هو الأقرب إلى مفهوم علوم القرآن لدي العلماء والأئمة المتقدمين ورؤيتهم لموضوعات العلم بشمولية وتوسع أكبر، مثل: ابن الجوزي والزركشي والسيوطي- رحمهم الله جمعيا- وقبلهم الإمام الجليل محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله وبعده الإمام الحرالي ومن سلك مسلكهم.

وأرى أن النظر إلى علوم القرآن بهذه النظرة الشمولية -خاصة لو نأخذ في عين الاعتبار تقارب وتداخل العلوم الشرعية- كان من أكبر الأسباب في توسع دائرة علوم القرآن وتطورها عبر العصور وإضافة موضوعات ومباحث جديدة إليها, وهو أقدر إلى إتاحة مجالات أكبر وأوسع للبحث في العلوم المستنبطة من القرآن. وكذلك العلوم المساندة والخادمة له في عصرنا نحن وفي العصور اللاحقة بإذن الله تعالى. وأظن أن هذه الرؤية وهي رؤية سلف الأمة وعلمائها المتقدمين في أزهى عصور الحضارة الإسلامية هي أقدر لتنشيط علوم القرآن وإثراء مادته، وإبطال النظرة التي ترى علوم القرآن مثل كثير من العلوم قوالب جامدة احترقت مادتها وتفتقر للجدة ولا مجال للإضافة و الاجتهاد فيها.

وبناء على ما ذكر نحاول تقديم تعريف لعلم "علوم القرآن" نرجو أن يكون دقيقا وخاليا من مآخذ التعاريف السابقة، فنقول في تعريف علوم القرآن:

"علم يدرس الموضوعات المتعلقة بالقرآن الكريم سواء أكانت خادمة له أم معينة على فهمه".

شرح التعريف:

نريد بـ"العلم" أن علوم القرآن علم مستقل ذو تعريف وموضوعات خاصة تميزها عن بقية العلوم. وجملة "الموضوعات المتعلقة بالقرآن الكريم" تشير إلى خصوصية المسائل المدروسة في هذا العلم، وهي المباحث المتصلة بالقرآن الكريم، وبها تخرج المسائل التي لا علاقة لها بالقرآن الكريم من نطاق علم علوم القرآن. وعبارة "سواء أكانت خادمة له أم معينة على فهمه" بمثابة وصف أو قيد لطبيعة الموضوعات المتصلة بالقرآن والتي تدرس في علم علوم القرآن, وهي موضوعات معينة وليست كل موضوع يمكن أن يتصل بالقرآن، ولكن فقط الموضوعات التي تخدم القرآن الكريم في جانب معين أو يساعد على فهمه. وأما الموضوعات الخادمة للقرآن فمثل: جمع القرآن، ورسم المصحف, وفضائل القرآن, وأحوال نزول القرآن مثل أول ما نزل وآخر ما نزل والحضري والسفري والصيفي والشتائي الليلي والنهاري وغيرها, أو الأحرف السبعة, وكيفية انزال القرآن (الوحي), وعلم طبقات القراء, وآداب القراءة, وتجويد القرآن, وعلم إعجاز القرآن, وتاريخ التفسير, وطبقات المفسرين, ومناهج المفسرين وأمثالها. هذه المباحث تخدم القرآن الكريم في مختلف الجوانب، ولكن لا اتصال لها مباشرة بفهم القرآن.

وأما الصنف الثاني من موضوعات علوم القرآن، فهي التي تساعد في فهم القرآن مثل: أسباب النزول, والمكي والمدني, والقراءات وتوجيهها, وغريب ألفاظ القرآن, وإعراب القرآن, ومشكل القرآن, ومعرفة المحكم والمتشابه، والتفسير بأنواعه التحليلي والموضوعي والمقارن والإجمالي وأصول التفسير وقواعده, وعلم الناسخ والمنسوخ, والخاص والعام, والمطلق والمقيد, والمجمل والمبين, والوجوه والنظائر, وأقسام القرآن وأمثاله, وعلم المناسبات وما إلى ذلك.

وخلاصة القول: أن موضوعات علوم القرآن بناء على هذا التعريف وحسب ما هو موجود في أمهات كتب علوم القرآن والتفسير منحصرة فقط في تلك التي تخدم القرآن، إما في الحفاظ عليه وسلامته من التحريف الفظي سواء في النطق أو الكتابة وضبط نصوصه وترتيب سوره وآياته أو بيان تاريخه, ومنازل أحوال نزوله وإعجازه ودفع الشبهات عنه, وتاريخ تفسيره ومناهج المفسرين واتجاهاته. أو تلك التي تعين على فهم نصوص القرآن فهما سليما خاليا عن التعسف والتكلف والتحريف المعنوي, واستنباط الأحكام والحكم منه، وفق ضوابط وأصول محكمة متقنة تحافظ على قدسية النص القرآني وتمنع عبث العابثين ويكشف تحريف الغالين وإبطال المبطلين، ليبقى كما أراد الله تبارك وتعالى له محفوظا صافيا نقيا يرشد الناس إلى الصراط المستقيم والنور المبين إلى يوم القيامة لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وبهذا الشرح للتعريف ينضبط دائرة موضوعات علوم القرآن ويسد باب الإفراط والتفريط في التوسيع والتضييق بإذن الله تعالى.

سبب تسمية هذا العلم بصيغة الجمع (علوم القرآن):

ولعل القارئ يتساءل: لماذا جاءت تسمية هذا العلم بصيغة الجمع (علوم) فقيل: (علوم القرآن)، ولم تأت بصيغة الإفراد (علم) كعلم الفقة, وعلم النحو وعلم البلاغة؟ ويجاب على هذا التساؤل بأن قبل تدوين هذه العلم بمعناه الاصطلاحي الذي استقر عليه الأمر كان العلماء رحمهم الله يؤلف كل منهم في موضوع من الموضوعات المتصلة بالقرآن الكريم، فيكتب بعضهم في الناسخ والمنسوخ و يكتب آخر في إعجاز القرآن والثالث في أسباب النزول والرابع في القراءات وهكذا. ثم اختصرت هذه الموضوعات وضم بعضها إلى بعض في كتب مستقلة فسميت" علوم القرآن".

وقال الشيخ الزرقانى: "وإنما سمي هذا العلم (علوم القرآن) بالجمع دون الإفراد للإشارة إلى أنه خلاصة علوم متنوعة, باعتبار أن مباحثه المدونة يتصل اتصالا وثيقا بالعلوم الدينية والعلوم الشرعية..." قلت: ولا غرابة في هذه التسمية فثمة علوم أخرى سميت بصيغة الجمع، مثل علوم الحديث, وعلوم الاتصالات وعلوم الإدارة وغيرها.

موضوع علوم القرآن:

هو القرآن الكريم من أية ناحية من النواحي المذكورة قي التعريف.

ثمرة علوم القرآن:

1)) تيسير تفسير القرآن الكريم؛ لأن طائفة من علوم القرآن مفتاح باب التفسير، ولا يصح لأحد الخوض في تفسير القرآن المجيد قبل تعلم هذه الطائفة من علوم القرآن.

2)) المحافظة على القرآن الكريم من التحريف في اللفظ و المعنى, وتيسير نقله من جيل إلى جيل, وتسهيل تعلمه وتلاوته بصورة صحيحة سليمة.

3)) بيان إعجاز القرآن الكريم والكشف عن مكامن أسرار هذا الكتاب الجليل، لرفع الطاقة البشرية في كل عصر.

4)) معرفة جهود الأمة الإسلامية سلفا وخلفا في دراسة القرآن الكريم وخدمته و العناية بعلومه.

5)) "التسلح بمجموعة من المعارف القيمة التي يمكن من الدفاع عن هذا الكتاب العزيز ضد من يتعرض له من أعداء الإسلام ويبث الشكوك والشبهات في عقائده وأحكامه وتعاليمه".

6)) اكتشاف آفاق جديدة للبحث العلمي في أنواع العلوم والمعارف المتصلة بالقرآن الكريم، وهذا يشمل كل فرع للعلم والمعرفة يخدم كتاب الله سبحانه وتعالى أو يستند إليه.

7)) إثراء الثقافة القرآنية والمعارف الشرعية بشكل عام.

أبرز وأهم مباحث علم علوم القرآن:

لا نريد من سرد موضوعات علم علوم القرآن هنا الحصر و الاستقصاء، إنما المراد هو ذكر أبرز وأهم مباحث هذا العلم الشريف حسب التعريف المذكور لعلوم القرآن، و الذي يشمل العلوم الخادمة للقرآن الكريم والمعينة على فهمه على حد سواء.

وقد دأب كثير من الذين كتبوا في علوم القرآن ذكر مباحث هذا العلم بصورة مبعثرة ودون ترتيب وتنظيم، ولتفادى هذا النقص سنحاول تصنيف موضوعات علوم القرآن تحت عناوين رئيسية تندرج تحت كل منها مباحث متصلة وقريبة ببعضها بحيث يجمعها جامع أو رابط. وعلى أمل أن يساعد هذا الترتيب والتصنيف في تقريب الموضوعات إلى الدارسين وفهمهم لطبيعة علوم القرآن.

أولا: علم نزول القرآن، وينضوي تحت هذا العلم المباحث التالية:

1. أحوال نزول القرآن الكريم على النبي-صلى الله عليه وسلم- ويشمل: أول ما نزل وآخر ما نزل, والحضري والسفري, والصيفي والشتائي, والليلي والنهاري, والفراشي والمنامي, وغير ذلك من المسائل المرتبطة بأحوال نزول القرآن.
2. أسباب نزول الآيات.
3. المكي والمدني.
4. كيفية إنزال الوحي.
5. الأحرف السبعة واللغات التي نزل بها القرآن.

ثانيا: علم جمع القرآن، ويندرج تحت هذا العلم:

1. كيفية كتابة القرآن في عصر رسول الله صلى الله عيه وسلم.
2. حفظ القرآن الكريم في الصدور في عصر النبوة.
3. تدوين المصحف.
4. تاريخ المصحف.
5. رسم المصحف.
6. كتابة المصاحف عبر العصور.
7. طباعة المصحف.
8. تسجيل تلاوة القرآن الكريم على الأشرطة الصوتية والأقراص.

ثالثا: علم القراءات، ويشتمل هذا العلم على:

1)) أنواع القراءات القرآنية.
2)) تاريخ علم القراءات.
3)) توجيه القراءات.
4)) طبقات القراء.
5)) آداب قراءة القرآن الكريم.
6)) تجويد القرآن الكريم.

رابعا: علم التفسير وأصوله، ويندرج تحت هذا العلم:

1) أصول تفسير القرآن الكريم.
2)) قواعد التفسير.
3)) تاريخ التفسير.
4)) طبقات المفسرين.
5)) الناسخ والمنسوخ.
6)) العام والخاص.
7)) المطلق والمقيد.
8)) المجمل والمبين.
9)) المحكم والمتشابه.
10)) مبهمات القرآن.
11)) الوجوه والنظائر.
12)) أقسام القرآن.
13)) أمثال القرآن.
14)) أسباب الاختلاف في التفسير.
15)) مناهج المفسرين.
16)) اتجاهات التفسير.
17)) أنواع التفسير باعتبارات مختلفة.
18)) ترجمة معاني القرآن الكريم.
19)) شروط المفسر وآداب التفسير.

خامسا: علم معاني القرآن، ويندرج تحته:

1)) غريب القرآن.
2)) مشكل القرآن.
3)) إعراب القرآن.
4)) بلاغة القرآن.

سادسا: إعجاز القرآن الكريم، ويشمل علم إعجاز القرآن المباحث التالية:

1)) تاريخ علم إعجاز القرآن.
2)) الإعجاز البياني للقرآن.
3)) الإعجاز العلمي للقرآن.
4)) الإعجاز التشريعي للقرآن.
5)) الإعجاز الأخلاقي للقرآن.

سابعا:علم سور القرآن و آياته، و يدخل ضمنه:

1)) معرفة أسماء السور.
2)) ترتيب السور.
3)) المناسبات في القرآن.
4)) فواصل الآي.
5)) عد الآي.
6)) الوقف والابتداء.
7)) فضائل السور والآيات.

ثامنا: علم الدفاع عن القرآن الكريم ورد الشبهات والمطاعن: تكتسب برأيي المباحث المتعلقة بالدفاع عن القرآن الكريم ورد الشبهات والمطاعن المثارة حوله أهمية كبيرة في العصر الحاضر. وذالك بسبب كثرة السهام المسمومة الموجهة إلى القرآن الكريم من قبل أعداء الإسلام من الكفار المعاندين، مثل المستشرقين ومن حذا حذوهم وتربي على مناهجهم وأفكارهم من المنتسبين إلى الإسلام، الأمر الذي تقتضي اعتبار المباحث المتعلقة بالدفاع عن القرآن الكريم ورد الشبهات والمطاعن فرعا مستقلا من فروع علوم القرآن.

ويمكن إدراج المباحث التالية تحت هذا الفرع:

1)) تاريخ إثارة الشبهات حول القرآن الكريم.
2)) الشبهات المثارة من قبل المشركين والكفار المعاصرين لنزول الوحي حول القرآن والرد عليها.
3)) شبهات المستشرقين والمنصرين حول القرآن الكريم والرد عليها.
4)) شبهات الحداثيين والعلمانيين حول القرآن الكريم والرد عليها.

هذه أبرز وأهم مباحث علم (علوم القرآن) ولا شك أن ثمة ترابط وتداخل بين مباحث علوم القرآن، بحيث يجعل من الممكن تصنيف علم أو مبحث واحد في موضعين أو مجموعتين لارتباطه بهما.
 
أولاً - أحيي أخي الحبيب الدكتور فضل الهادي وزين، وأرحب به هنا في ملتقى أهل التفسير.

وثانياً - سعداء بمشاركة معنا، وإن كنت قد تأخرت علينا كثيراً، ومع أني أعلم أنك من أسبق الناس إلى المشاركة في المجال الإعلامي، ومن محبي التميز والطرح النوعي.

ثالثاً - موضوعك هذا جدير بالبحث، ولي عودة للتعليق بعد القراءة المتأنية له إن شاء الله.

رابعاً - لا تنس أن أحب الأعمال إلى الله أدومه، وإن قل.
 
ثالثاً - موضوعك هذا جدير بالبحث، ولي عودة للتعليق بعد القراءة المتأنية له إن شاء الله. .
موضوع مهم ومفيد وجدير بطرح الأراء فيما تناوله الدكتور الفاضل حفظه الله، فمن يثريه من أهل العلم؟.
 
هذا البحث المفيد من أول من لفت النظر إلى ضرورة إعادة النظر في تصنيف موضوعات علوم القرآن وتعريفه بشكل دقيق، وقد حرصنا مؤخراً على التركيز على هذا الأمر وتناوله من عدد من الأقلام في البوابة الإلكترونية للمركز .
وأنصح بقراءة هذه البحوث المنشورة في البوابة لأهميتها:
- معاثر التصنيف في علوم القرآن ، نقد منهجيّ وتقويم إبستمولوجيّ للباحث أحمد ذيب
https://tafsir.net/research/97/m-athr-at-tsnyf-fy-alwm-al-qr-aan-nqd-mnhjy-y-wtqwym-ibstmwlwjy-y

- التصنيفات المعاصرة لأنواع علوم القرآن: رصد وتقويم ، للدكتور عبدالرحمن المشد
https://tafsir.net/article/5540/at-tsnyfat-al-m-asrt-l-anwa-alwm-al-qr-aan-rsd-wtqwym
 
عودة
أعلى