عبدالله الشهري
New member
- إنضم
- 13/01/2006
- المشاركات
- 245
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
مــا هي أسرار التراكيب النحوية و التآلفات الصوتية على الحالة النفسية لقاريء القرآن؟
لست بأول من أشار إلى "طرف" من هذه القضية المهمة - في نظري - فممن أشار إلى بعض هذه الآثار ابن جني "الخصائص" في مبحث مناسبة الخصائص الصوتية لدلالة الكلمة. وكأني به يلمح إلى أن العلاقة بين "الصوت" و "المعنى" ليست علاقة "اعتباطية" ، أي علاقة عفوية فرضها القول بأن اللغة في أصلها "اصطلاحية". وهذه معضلة يتوقف عندها من انكر أن اللغة في أصلها "توقيف" ( مع أني أرى في ضوء علم اللغة النفسي بجانب سائر فروع حقل فقه اللغة أنها توقيف واصطلاح ، وهو ما أرجحه في رسالة علمية آمل أن ترى النور قريباً في المكتبات ).
ومما أشير إليه إشارة عابرة هنا هو فرع عن علم اللغة النفسي يقرر أهمية الثراء اللغوي لتوطيد الشكبات العصبية بين أجزاء الدماغ ، أو فصيه الأيمن والأيسر (left and right hemisphere). فالدراسات الحديثة في علم اللغة النفسي تبرز أهمية الفص الأيسر في عملية "إنتاج" و "فهم" اللغة. أي أن لها مكان يعزز الانتاج وهي منطقة "بروكا" و مكان يعزز الفهم وهي منطقة "فرنيك". وحصول عطب لأحدهما يسبب فقدان نوع معين من انواع الكلمة ، وانواع الكلمة كما لا يخفى عليكم ثلاثة : اسم ، فعل ، حرف.
فالعطب في منطقة بروكا ، يسبب فقدان كبير للأحرف ! (والحرف على المشهور في حده هو ما دل على معنى في غيره) فتنعدم العلاقات المنطقية بين كلمات المتحدث.
والعطب في منطقة فرنيك ، يسبب فقدان كبير للأسماء والأفعال ! (والاسم على المشهور في حده مادل على معنى في نفسه مجرداً عن دلالته على زمن من الأزمنة الثلاثة ، وأما الفعل فيشترك مع الاسم ويخالفه في الدلالة على زمن معين من لأزمنة الثلاثة) فيبقى حديث المتحدث مشحونا بأحرف تدل على معان مقدرة لا وجود لها إلا في ذهنه. وهي بالفعل معاناة ، عافانا الله منها.
ولكن الشيء الجميل المتعلق بهذا الموضوع هو أن نوع المادة "المقروءة" ونوع "التركيب" المعبر عن هذه المادة يزيد ويعزز الأعصاب الشعرية بين المنطقتين خاصة ، وسائر المناطق عامة ، فيسبب ذلك جودة عالية في سرعة الاستحضار والفهم. وكما يقول علماء الأصول في مباحثهم عن "العلم" : العلم يتفاوت بتفاوت المعلوم. ولما كان القرآن أشرف العلوم وأبجلها ، على أكثر من مستوى ، كان له أثراً بالغاً في صناعة الوعي المتكامل عند من أدمن قراءته وتدبر معانيه ، وأما على المستوى العضوي ، فإن له أثراً كبيراً في ااختصار زمن الاستحضار وتقليل النسيان ليس فقط لآيات القرآن وإنما لأي معلومة أخرى.وهذا بسبب الأجزاء المخصصة لأنواع الكلمة في الدماغ ، ووصف القرآن بأنه "متشابه" وأنه "مثاني" هو في غاية الأهمية لما يترتب عليه من تكييف الآيات على هيئة لغوية معينة تفي بهاتين الصفتين ومن ثم انسحاب ذلك على أسلوب التفكير والمعالجة في الدماغ (والحديث هنا عن الدماغ لا العقل إذ أن مكانه القلب نصاً ولكن له تعلق بالدماغ كما رجح ذلك ابن القيم وابن تيمية وهو المشهور عن أحمد رحمهم الله ، كما أنه ما بدأت تشير إليه الدراسات الحديثة ولله الحمد والمنة). وللحديث بقية بعون الله.
لست بأول من أشار إلى "طرف" من هذه القضية المهمة - في نظري - فممن أشار إلى بعض هذه الآثار ابن جني "الخصائص" في مبحث مناسبة الخصائص الصوتية لدلالة الكلمة. وكأني به يلمح إلى أن العلاقة بين "الصوت" و "المعنى" ليست علاقة "اعتباطية" ، أي علاقة عفوية فرضها القول بأن اللغة في أصلها "اصطلاحية". وهذه معضلة يتوقف عندها من انكر أن اللغة في أصلها "توقيف" ( مع أني أرى في ضوء علم اللغة النفسي بجانب سائر فروع حقل فقه اللغة أنها توقيف واصطلاح ، وهو ما أرجحه في رسالة علمية آمل أن ترى النور قريباً في المكتبات ).
ومما أشير إليه إشارة عابرة هنا هو فرع عن علم اللغة النفسي يقرر أهمية الثراء اللغوي لتوطيد الشكبات العصبية بين أجزاء الدماغ ، أو فصيه الأيمن والأيسر (left and right hemisphere). فالدراسات الحديثة في علم اللغة النفسي تبرز أهمية الفص الأيسر في عملية "إنتاج" و "فهم" اللغة. أي أن لها مكان يعزز الانتاج وهي منطقة "بروكا" و مكان يعزز الفهم وهي منطقة "فرنيك". وحصول عطب لأحدهما يسبب فقدان نوع معين من انواع الكلمة ، وانواع الكلمة كما لا يخفى عليكم ثلاثة : اسم ، فعل ، حرف.
فالعطب في منطقة بروكا ، يسبب فقدان كبير للأحرف ! (والحرف على المشهور في حده هو ما دل على معنى في غيره) فتنعدم العلاقات المنطقية بين كلمات المتحدث.
والعطب في منطقة فرنيك ، يسبب فقدان كبير للأسماء والأفعال ! (والاسم على المشهور في حده مادل على معنى في نفسه مجرداً عن دلالته على زمن من الأزمنة الثلاثة ، وأما الفعل فيشترك مع الاسم ويخالفه في الدلالة على زمن معين من لأزمنة الثلاثة) فيبقى حديث المتحدث مشحونا بأحرف تدل على معان مقدرة لا وجود لها إلا في ذهنه. وهي بالفعل معاناة ، عافانا الله منها.
ولكن الشيء الجميل المتعلق بهذا الموضوع هو أن نوع المادة "المقروءة" ونوع "التركيب" المعبر عن هذه المادة يزيد ويعزز الأعصاب الشعرية بين المنطقتين خاصة ، وسائر المناطق عامة ، فيسبب ذلك جودة عالية في سرعة الاستحضار والفهم. وكما يقول علماء الأصول في مباحثهم عن "العلم" : العلم يتفاوت بتفاوت المعلوم. ولما كان القرآن أشرف العلوم وأبجلها ، على أكثر من مستوى ، كان له أثراً بالغاً في صناعة الوعي المتكامل عند من أدمن قراءته وتدبر معانيه ، وأما على المستوى العضوي ، فإن له أثراً كبيراً في ااختصار زمن الاستحضار وتقليل النسيان ليس فقط لآيات القرآن وإنما لأي معلومة أخرى.وهذا بسبب الأجزاء المخصصة لأنواع الكلمة في الدماغ ، ووصف القرآن بأنه "متشابه" وأنه "مثاني" هو في غاية الأهمية لما يترتب عليه من تكييف الآيات على هيئة لغوية معينة تفي بهاتين الصفتين ومن ثم انسحاب ذلك على أسلوب التفكير والمعالجة في الدماغ (والحديث هنا عن الدماغ لا العقل إذ أن مكانه القلب نصاً ولكن له تعلق بالدماغ كما رجح ذلك ابن القيم وابن تيمية وهو المشهور عن أحمد رحمهم الله ، كما أنه ما بدأت تشير إليه الدراسات الحديثة ولله الحمد والمنة). وللحديث بقية بعون الله.