علم الأسماء والصفات

إنضم
12/05/2015
المشاركات
83
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
إندونيسيا
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم الرسل والأنبياء اجمعين. وبعد
يقول المولي عز وجل. .
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
[Surat Al-Baqarah 31]
فكان علم الأسماء لآدم هو الشيئ الذي كرم الله به آدم وفضله علي جميع الخلق ففيه سر الإسم وحقيقته وهو مصدر العلوم والطريق المستقيم لمعرفة الحي القيوم وهو مزيل الغيوم .
فلماذا سمي الله القمر قمرا وليس اسما آخر ولماذا الشمس شمسا والسماء وكذلك الماء وكل مافي الكون من أسماء.
ولو صنع الإنسان شيئا لاطلق عليه اسما يحمل في داخله سر الشيئ ووظيفته وفائدته ..
ولا يمكن أن يصنع الإنسان طفاية حريق ثم يسميها قداحة أو ولاعة .
فما بالكم بخالق الكون الذي سمي الأسماء فالكون من كن والكل من كال ..
والذكر (بذال) الذات (وكاف) الكينونة (وراء) الرحمة وقال سبحانه وتعالي
(لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
[Surat Al-Anbiya' 10]
كتاب يجيب العقل علي اسئلته في ذات الله وصفاته وذات المخلوقات وكينونتها ورحمته بها أفلا تعقلون ؟ فمن غير الخالق يعلم بسر خلقه؟
فلماذا ورثنا علم الأسماء عن ابينا آدم وما تعلمناه ؟
إن علم الأسماء يفتح الآفاق ويبرز الآلاء والمعجزات وينير العقل بالمعرفة والالمام بسر المخلوقات فكان هو العامل المساعد والسبب المعين لأول خليفة بشر من طين..
فكيف علم ان الماء يموء أي يسيل والسماء التي تسمو بعلوها وبناءها
وكيف علم الشجر الذي شجر والنجم الناجم عما شجر واصطدم وارتطم والتحم .
فيا أحباب رسول الله صلي الله عليه وسلم تعلموا علم ابيكم لفهم كتاب ربنا فهو المهيمن علي كل الكتب والمعاجم وهو الذي أقام اعوجاج اللغة بسبب شعر الجاهليه وما أحدثه من اعوجاج لغوي؟
وهو بوابة الاسرار التي بها نفهم ونتدبر سر الرتق والفتق والودق والغدق . فسجدت الملائكة عرفانا بعظمة الله وعلمه وتنزيهه عن كل نقص أن خلق بشر ليقود كوكب وذرية وليس بلدا أو قرية .
فهلا وجدت فى قلوبكم سعة لقبول اقتراحي بالسعي لوضع أساسيات علم الخليفة الأول؟
 
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فإن المشروع جماعي يتطلب النصح والإرشاد وفريق العمل المناسب لهذا العمل المبارك ومعرفة جواز الخوض في هذا العلم من النواحي الشرعية والضوابط التي تتيح لطالب هذا العلم النفع والحذر من الوقوع في أخطاء وتفسير القرآن بالظن أو بالرأي.
فوالله الذي لا إله إلا هو عن نفسي كلما تعمقت في هذا العلم كلما دعوت الله أن يحفظني من الضلال والقول بغير علم وان يلهمنا الرشد وان يهدينا لنوره
ولكن هناك حقائق لا يمكن أن تدرك إلا بمثل هذا العلم.
فكتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فعندما قال الحق جل وعلا
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
[Surat Al-Baqarah 74]
وإن منها لما يتفجر منه الأنهار حقيقة لم تكتشف ووجب دراسة اسم كلمة حجر ومشتقاته حتي يتبين السر من تسمية الله للحجر بهذا الإسم ثم بعدها ننتقل لمرحلة أخري من البحث عن أي أنواع الحجر هذا الذي تتفجر منه الأنهار. .هذا فقط مثال
ووجب علينا أن نفهم ما هو المرجان بالتعمق في فهم الإسم ولما يتبين لكم أن المرجان هو أنثي اللؤلؤ وأن لونه أحمر وأنه يعيش في الماء العذب سوف تعلمون مدي النفع والفتح الذي وهبه الله ايانا من فهم وتعمق داخل كل إسم مذكور في كتاب الله وصفاته ومشتقاته بل ستلتفت الأمة لتصحيح المعاجم بناء علي الفهم الدقيق والبين المستخلص من هذا العلم.
فادعوا الله عز وجل أن تتكاتف الأيدي وان أري آرائكم القيمة ونصحكم الغالي وخبراتكم .
والحمدلله رب العالمين
 
الأخ الكريم \ نتمنى من شيوخنا الكرام في هذا الملتقى أن يمدوا أيديهم بالعونِ لكل فكرةٍ طيبةٍ تخرج إلى النور ويدعموها بما عَلمهم اللهُ تعالى . وأن يكونوا أحدَ رجلين :إما ناصحٌ مُعينٌ أو مُصححٌ مُبينٌ - ولا أعتقد أن هناك رجلا ثالثا .
 
جزاك الله خيرا أخ بشير عبدالعال وجزي الله القائمين على هذا الملتقي خير الجزاء ..فهذا الملتقي متنفس المجتهدين في كتاب الله ولعل الأمر يحتاج وقت للرد القاطع والجواب المبين والذي علي أثره إما التعمق وإما التوقف.
لكن الإنصاف يتطلب طرح الأسئلة والتحقيق فها انا في انتظار الأسئلة والإستفسارات عن هذا المشروع. ..ومن يعتصم بالله فقد هدي الي صراط مستقيم.
 
ولعل من أجل التحفيز والحث علي التطلع لهذا العلم وجب أن أخبركم عن بعض الأمثلة التي قد تضاف الي رصيد هذا العلم العظيم والتي تضيف لمعنى ومقصود آيات الله دقة المعني وشمول المقصود وبلوغ المراد وفتح للعلم العديد من الآفاق. فلنأخذ اسمين من كتاب الله ونبدأ بفضل الله وكرمه أن نبرز الفتح العظيم من وراء هذا العلم. .
فليس من العدل والإنصاف لكتاب الله وكلماته حصر الكلمة ومفهومها وتفسيرها علي ماورد فيه من النقل وإغلاق باب انطلاق المعني لبلوغ الشمول وكذلك الأبواب لكل مجتهد في الكتاب.
فإن الله سبحانه وتعالي يبرز آلائه في سورة الرحمن ويفتح أبواب الأمل والعلوم لعباده بآية لم تأخذ حظها من الرعاية والتدقيق والتدبر من خلال النقل وتعطيل العقل عن حقيقة تفتح أبواب الخير للبشرية.
(وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ)
[Surat Ar-Rahman 6]

فالنجم إسم منه الخاص ومنه العام والشجر كذلك فالخاص هو المتعارف عليه كما تعلمون.
أما العام فهو المقصود في هذه الآية الكريمة والتي يميزها بلوغ روعة الشمول ووصف دقيق لحقيقة الانقياد والطاعة التي يشار إليها بالسجود.
فالمعني العام للنجم هو كل شيئ ناجم عن فعل ولتعدد الأفعال ومسبباتها جمعها المولي عزوجل في كلمة الشجر.
ولو فتحت كلمة الشجر جناحيها لتبرز ما قد خفي فيها لوجدت أفعال تكاد لا تحصر
فالشجر هو كل ما تشاجر وشجر واصطدم وارتطم والتحم وتفاعل وتباين وتجانس وارتتق وانفتق ثم نتج عنه أشياء لا حصر لها جمعها المولي عزوجل تحت مظلة اسم النجم أي ما نجم وأصبح قائما بذاته.
حتي لا يظن ظان أن الانقياد والطاعة للمخلوق حاصل دونا عن مكوناته .
فالمقصود الصافي المستنبط هو أن هذا الذي نجم وكذلك عناصره الاوليه التي حدث بينها الشجر وكونته ليكون قائما بذاته أيضا تسجد للخالق ولا تخرج عن سلطانه وتصرفه
ولو أخذ بهذا المفهوم العميق لعلمتم أن القرآن يشير إلى التفكر والتدبر في هذا الأمر الذي سيؤدي لفهم الانشطارات والتفاعلات وما قد يتكون الآن ولم يكن له وجود من قبل .
فهو ساجد في صفته الاوليه قبل ان يولد او يوجد. .
اللهم انفعني وإياكم بما وهبنا الله من قدرة علي الاستيعاب والتدبر والتطلع والتفكر الذي في نهاية دورته تثبيت المؤمنين وجهاد الكافرين وإقامة الحجة علي المنكرين والله الهادي لسبيل الرشاد والحمدلله رب العالمين.
 
والأمثلة بإذن الله كثير ولكن نحن في حاجة لمشاركة أهل القرآن الأفاضل وتحقيقاتهم واسئلتهم التي قد تعين وتنفع الأمة الإسلامية في هذا الوقت وعلي مر العصور.
 
الأخ الكريم \ إني لأستشعر بقوة أن وراءكم فكرةً نبيلة - لكنها تحتاج إلى معاونة هؤلاء الكرام الأفاضل - فهم عون في هذا المجال وهم باب لابد أن نمر به - وأعلم أن التوقف في المسائل ليس بدليل, بلا لابد من من ترجيح بتوضيح .أتمنى من الله أن يزيد في أمة النبي الكريم أمثال أخي الكريم وأن ينفع به أرض أندونسيا الحبيبة وشعبها النبيل .
 
نعم بوركت أخي الكريم بشير فإن مؤازرتك وتوضيحك هذا دليل على الحرص والولاء لله ولكتابه ..صدقت فإن التوقف في المسائل ليس بدليل لأني لم أضع الأدلة ولكن عند وضع الأدلة والنص القرآني سيزول الشك بآذن الله فانظر الي قول الله عز وجل الذي يبين ويوضح
(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
[Surat An-Nisa' 65]

فانظر أخي الكريم لمشتقات إسم الشجر في شجر بينهم يعني مشاحنه أو اختلاف أو تصادم.
فلفهم ودراسة الإسم والاحاطة بصفاته بالغ الأثر في الفهم والاحاطة والتقرب بأقصى درجة ممكنة لمقصود الآية والكلمة والبعد عن الظن والاختلاف والضلال وبه يتضح الفهم الاقوم لشجرة تخرج في أصل الجحيم وشجرة الزقوم وكذلك النجم اسمه وصفاته ومشتقاته وافعاله لابد وأن تزيد العلم والمعرفة بالله وبقدراته وبمعجزة الكتاب واحاطته الدقيقة بكل ما في الوجود ولكن ليس بأسماءنا نحن التي ما أنزل الله بها من سلطان بل بأسماء الله التي فطر الكون عليها.
فسبحان من علم آدم الأسماء واطلعه بها علي الآلاء وجعلها عدته وعتاده ليحقق حكمة الله من خلقه وجعله واصطفائه خليفه في الأرض.
 
ولو بحثنا عن كلمة بترول في كتاب الله لما وجدت لأن الإسم ما أنزل الله به من سلطان إنما هو إسم أطلقه الإنسان ولو تعلم المؤمن الموحد بالله كل أسماء الله لادرك أن الله عز وجل أشار في كتابه العزيز لمصدر طاقه يلين بها الحديد لآل داوود عليهم وعلي نبينا الصلاة والسلام فلو لم تتعرف علي الأسماء وتتعمق فيها لما وصلت لهذه الإشارة فتدبروا قول الله في
(يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)
[Surat Saba' 13]

ولو وصل بك التدبر لأن تعيش داخل الآية وماحوت من عظمة نقل الحدث ودقة الوصف لوجدت جفان كالجواب وقدور راسيات وكأن الآية الكريمة ترسم لك شكل مصنع حديد وصلب ومنتجاته من ثماثيل ..
وآلاته التي ترك لك بها مساحة للتدبر فذكر الآلة ولم يذكر سبب وجودها فقال جفان كالجواب والجواب جمع مفردها جب يعني بئر والدليل في غيابت الجب .
والفرق أن الجب الذي ألقي فيه يوسف عليه السلام بئر ماء فدخلت كاف التشبيه علي الجواب فأصبحت كالجواب لتبرز دقة كلام الله وأن هذا الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأن البئر الذي توضع عليه القدور الراسيات ليس به ماء ولكن شيئ آخر تخرج منه طاقة تسيل الحديد فهل ادركتم أيها الأحبة في الله أنه كان بئر البترول وان صهر الحديد يحتاج ل 3000 درجة مؤيه وان الجفان التي كالجواب جمع لكثرتها وأنها ابيار تشبه ابيار الماء.
فسبحان من علم آدم الأسماء وسبحان الله الذي وهبنا ووضع في قلوبنا هذا الحب لكتابه وهذا الفضل والكرم.
والحمدلله رب العالمين
 
يعتبرُ التهوينُ عدوا كالتهويلِ - فالأمر الذي تعرضُه لا ينبغي أن نعتبره هينا - وليس هذا مبالغة أو تهويلا - بل لابد أن تأخذَ كلُ الأمورِ قدْرها لتأخذ قدَرَها.وهذا انطلاقا من قوله تعالى {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10)}
هذه الآيات في نفسي منها الكثير والكثير- أسأل الله لي ولك العونَ والفتحَ والمددَ.
 
اللهم افتح لنا في كتابك العزيز ووفق أمتنا للوحدة و الإعتصام بهذا القرآن الكريم الذي هو رحمة وشفاء من كل داء.
نعم أخي بشير عبدالعال فإن سورة الرحمن سورة عظيمة بدأت بإسم من أسماء الله تنبيها وتعظيما لأسماء الله الحسني بشكل خاص وبالاسماء عموما فبعد ان ذكر سبحانه انه علم القرآن تلاه بخلق الإنسان فإن منزلة القرآن الكريم ومعجزته سبقت معجزة خلق الإنسان ثم ذكر جل في علاه علمه البيان. ..
فكمال الإنسان واعداده الاعداد السوي لفهم كتاب الله لابد له من علم البيان .
فاللهم علمنا البيان والتبيان حتي نقوم بالقسط وبحق الميزان.
ولكن الله يختبر عباده كيف يشاء والأمر يتطلب دقة وتحقيق وعون فأنا فرد في أمة يقدمها علماء أفاضل وأساتذة كرام وليس من الممكن أن تطلب يد العون والمساعدة والنصح والإرشاد منهم ولا يستجيبون.
فالصبر لو تأملنا معناه الحقيقي من نفس حروفه الثلاث ص ب ر
فأوله صمود واوسطه بر وآخ
 
اللهم افتح لنا في كتابك العزيز ووفق أمتنا للوحدة و الإعتصام بهذا القرآن الكريم الذي هو رحمة وشفاء من كل داء.
نعم أخي بشير عبدالعال فإن سورة الرحمن سورة عظيمة بدأت بإسم من أسماء الله تنبيها وتعظيما لأسماء الله الحسني بشكل خاص وبالاسماء عموما فبعد ان ذكر سبحانه انه علم القرآن تلاه بخلق الإنسان فإن منزلة القرآن الكريم ومعجزته سبقت معجزة خلق الإنسان ثم ذكر جل في علاه علمه البيان. ..
فكمال الإنسان واعداده الاعداد السوي لفهم كتاب الله لابد له من علم البيان .
فاللهم علمنا البيان والتبيان حتي نقوم بالقسط وبحق الميزان.
ولكن الله يختبر عباده كيف يشاء والأمر يتطلب دقة وتحقيق وعون فأنا فرد في أمة يقدمها علماء أفاضل وأساتذة كرام وليس من الممكن أن تطلب يد العون والمساعدة والنصح والإرشاد منهم ولا يستجيبون.
فالصبر لو تأملنا معناه الحقيقي من نفس حروفه الثلاث ص ب ر
فأوله صمود واوسطه بر وآخره رحمة من الله.
فاللهم جملنا بالصبر.
 
تكملة لموضوعنا عن علم الأسماء والصفات لعل مزيدا من الأمثلة قد تدفع لمزيد من المشاركات والتعليقات التي قد تصب في رصيد هذا العلم المبارك والذي يعين علي فهم كلام الله هذا العلم الذي كان له بالغ الأثر في تكريم نبي الله آدم وذريته لخلافة الأرض..
فانظروا وتدبروا قول الله عزوجل في هذه الآيه العظيمة ثم بعدها سوف اشرح بعلم الأسماء ما قد تشير له الآية
(جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ۚ ذَٰلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
[Surat Al-Ma'idah 97]
فلنأخذ إسم الكعبة وتسمية الله لها بالاستعانة بكتاب الله.
 
فكيف نستدل من كتاب الله علي هذا الاسم وصفته ومنه نفهم ما غاب عنا من جعل الكعبة بيت الله الحرام.
يقول المولي عز وجل
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
[Surat Al-Ma'idah 6]
الكعبين هما آخر جزء في القدمين وهما موضع ارتكاز وحفظ توازن الإنسان في سكونه وفي حركته فسبحان الله كيف يكون ارتكاز الإنسان بدون الكعبين .
ومنه نتعلم أن الله سبحانه وتعالي اختار موضع البيت الحرام أن يكون هو موضع ارتكاز الكرة الارضيه .. ولو تطرقنا للشعائر لوجدنا العجب ولكن لكل مقام مقال ولكل حدث حديث. .
فسبحان من علم آدم الأسماء والصفات واختار لذاته القدسية احسنها واعلاها ..
فسبحان من أنزل الحديد ذو البأس الشديد وحد الحدود وهو الواحد الاحد الذي لا تحده الحدود وتشهد بكماله الأسماء والصفات والنعوت.
فهل من ناصح امين ومحقق مبين ليمد لنا يد العون لإبراز هذا الكنز الدفين لتنتفع الأمة الإسلامية بكتاب ربهم الرحمة المهداة للعالمين.
 
أولا : قد رددت مسبقا أخي الكريم ولكن همتك العالية دفعتني للرد مجددا

بارك الله فيك وفي علمك أتمنى حقا من العلماء الأفاضل مد يد العون لك واضافة ملاحظاتهم لتقدم على هذا المشروع النافع

فوالله لا يوجد ما هو أجمل من تدبر كتاب الله والتعمق فيه والغوص في معانيه

نتمنى أن نرى قريبا هذه الفكرة المباركة في بحث او كتاب لتنفع الاسلام والمسلمين
 
الأخ الكريم \ أنادي معك مرة ثانية وبأدب على أصول ديننا من العلماء الذين سماهم نبينا المختار- سماهم ورثةً للأنبياء -فهل يوزعون هذا الميراث ما قل منه أو كثر,أم سيؤجلون تقسيم تركة الأنبياء لأجل غير مسمى ؟
لقد جعل الله هذا الكتاب الكريم رسالة إلى يوم القيامة ولكل عصر حظه في كتاب الله. ودليل القول {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق }
 
جزي الله شهد وبشير خيرا علي المتابعة وبعث الأمل في نفسي ونفس كل مجتهد حزين ..
فهل علمنا بماذا تفيض الفضة وبماذا يقوت الياقوت؟
وبماذا حوى الحوت ... والشيطان إسم من أسماء النعوت منه الفعل شط بتشديد الطاء شين الشرود وطاء الطرد التي ينعت بها المخلوق الذي فسق عن الأمر وشرد عن سبب الوجود ينعت بها كل مخسر للميزان وفاسق عن أمر الرحمن مخلوق كان أو جماد أينما كان.
لقد صور لنا الموروث من المعاني الغير دقيقة والبعيدة عن علم العلوم أن الشيطان أحمر الوجه دميم الخلقة ذو قرون.
ووثق هذا المعني الذين يجادلون بغير هدي ولا كتاب منير والحقيقة أن هذا الإسم ينطبق علي الأقمار الصناعيه التي تسترق السمع فيتبعها شهاب ثاقب فتسقط علي الأرض وبنفاذ الوقود تجدهم يعللون .
ولكن المعتصم بكتاب ربه تجده مدرك لكل مايدور حوله من أحداث وظواهر فكيف لا يدرك وبين يديه نور يضيئ له ظلمات السماوات والاراضين .
فكل ما أسس وصنع للاضرار ببني البشر ويحدث الخلل في الميزان فذلك ينعت بالشيطان وليس قاصر علي انسان أو جان.
فسبحان الله الذي سمي وعلم ابوالبشر الحكمة من المسمي وجعل الحجاب علي محبي الدنيا فيتلون ويرتلون وباعذب الأصوات يتفاخرون ولا يدركون المعني الذي به تفتح الآفاق وتنكشف المعجزات وتسقط للالحاد والكفر رايات ورايات ..
اللهم افتح لنا في كتابك وافتح لنا قلوب عبادك فنحن امه في سكراتها لا ولن يحيها إلا عظمة ومعجزات كتابك وصلي اللهم ربنا على خير عبادك سيدنا وقائدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم والحمدلله رب العالمين.
 
(وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ)
[Surat Yusuf 105]
 
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد. .
فالحمد لله الذي وفقني للانضمام لهذا الملتقي الذي يعمل لهدف خدمة الدين والنفع العام للمسلمين ولكن كل ما أخشاه هو أن لا يكون القائمين علي هذا العمل العظيم لديهم من الوقت ما يسمح بالرد والمشاركة علي مواضيع الملتقي وبخاصة من يطلب العون في مثل حالتي .
فكم سأكون سعيدا لو أن أحد العلماء الأفاضل أو الأساتذة الذين أنعم الله عليهم بالتحقيق في مسائل علوم القرآن والتفسير شاركنا علمه. إذ اني بكل سعة صدر سوف أقبل النقد والإرشاد والتوعية في الموضوع الذى طرحته للحوار والنقاش الهادف الجاد للتعمق في علم الأسماء والصفات ومشتقاتها التي تعمق الفهم وتفتح المجال لعلوم أخري. ولعل الله قد أذن لها الآن أن تفتح.
والحمدلله رب العالمين.
 
الأخ الكريم \ فقط تحتاجُ إلى دليلٍ لا يعارضُ الشريعةَ ولا يصطدمُ مع اللغةِ- وعليك أن تسيرَ ولو كنتَ بمفردك - فالحقُ له جاذبيةٌ عجيبةٌ وهو موضع كلِّ مرتحلٍ طال سفرُه أم قصُر.ويتعينُ على كل داعٍ أن يجمعَ بينَ الصبرِ والمُصابرةِ والتقوى.{وإن الله لمع المحسنين}
 
احببتك في الله اخي بشير فكم انت حريص على العلم وحذر رشيد في نفس الوقت.
إذن سأخذ بنصيحتك وساكمل ولكني بشر لست معصوما من الأخطاء فلتكن معي بقلبك وحسن ظنك معي في طريق الله ونصحك وارشادك كأخ لي في دين الله فلا غني عن الجماعة والاعتصام بحبل الله المتين.
وإن للعلم فتنة قد تهلك صاحبها فاللهم ارفع درجاتنا وعلمنا ما ينفعنا ويعم نفعه علي من حولنا. والحمدلله رب العالمين
 
يقول المولي عز وجل في كتابه العزيز
(وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)
[Surat Al-Isra' 35]
فكل ما يكال له مكيال وكل ما يوزن له ميزان وخير ماتوزن به اللغة لإصابة الحق في التأويل واستقامة المعني وفهم المراد هو أسماء الله الحسنى وصفاته العليا فهي المرجع والميزان وهي القاعدة التي تتزن بها المفاهيم ولا تخضع للتأويل وهي التي خرج من ثمرتها كل محكم التنزيل ومشتقاته وافعاله ونعوته وحالاته وأسماء مفعولاته وحروفه وهي التي نهي الله عن الإلحاد فيها لأنه لو حدث سيختل ميزان اللغة ولسوف يضيع البيان والتبيان وتضمر الحقائق ويذهب العلم .
ولعل الكثير من البشر يتعجبون من أن القرآن هو معجزة رسولنا ونبينا محمد صلي الله عليه وسلم ولكن بدراسة علم الأسماء سيتبين لنا الإعجاز الإلهي في هذا البناء اللغوي الشاهق .
إذن فلتكن بدايتنا المباركة بإذن الله في أول إسم ذكره القرآن بعد الضمير هو فقال سبحانه هو الله. .....
اسم الله لفظ الجلالة (الله ). سأعد بحثي عنه بإذن الله وسانشره بعد الانتهاء منه والله الموفق والهادي لنوره الذي لا يهدي له الا هو.
 
السﻻم عليكم
لو سمحتم هل هذا القول صحيح؟
وهو أن اﻹمام ابن تيمية وابن القيم يقوﻻن بأن ما في التورة واﻹنجيل من أسماء الله وصفاته لم يقع فيه تحرف ويستدل بعدة أدلة:
منها أن الله لم يعب عليهم تحريف اﻷسماء والصفات مع أن كتبهم مملوءة بأسماء الله وصفاته.
ومنها أن النبي كان يقبل منهم ما ينقلونه من التوراة من صفات الله ويضحك تصديقا لهم كحديث الحبر وغيره.
ومنها اﻵيات اﻵمرة لهم بتحكيم التوراة واﻹنجيل.
ومنها أنه ليس لهم غرض في تحريف أسماء الله وصفاته، والتحريف يجب أن يكون له غرض ككتم البشارة بالنبي صلي الله عليه وسلم.
فهل هذا صحيح ، أفيدونا وجزاكم الله خيرا ﻷن أحد الطلبة قال لي ذلك وﻻ أعلم صحيح أم خطأ؟
 
(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)
[Surat Al-A'raf 180 - 181]
 
(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
[Surat Al-Ma'idah 48]

فالقرآن مهيمنا علي كل ماسبقه من الكتب
 
الأخ الكريم| سؤالك يحتاج إلى جوابين -أحدهما من كلام الشيخ نفسه- رحمه الله -في مجموع الفتاوى -يقول :وَلَكِنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ الإسرائيلية تُذْكَرُ لِلِاسْتِشْهَادِ لَا لِلِاعْتِقَادِ فَإِنَّهَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: " أَحَدُهَا " مَا عَلِمْنَا صِحَّتَهُ مِمَّا بِأَيْدِينَا مِمَّا يَشْهَدُ لَهُ بِالصِّدْقِ فَذَاكَ صَحِيحٌ. و " الثَّانِي " مَا عَلِمْنَا كَذِبَهُ بِمَا عِنْدَنَا مِمَّا يُخَالِفُهُ. و " الثَّالِثُ " مَا هُوَ مَسْكُوتٌ عَنْهُ لَا مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ وَلَا مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ فَلَا نُؤْمِنُ بِهِ وَلَا نُكَذِّبُهُ وَتَجُوزُ حِكَايَتُهُ لِمَا تَقَدَّمَ وَغَالِبُ ذَلِكَ مِمَّا لَا فَائِدَةَ فِيهِ تَعُودُ إلَى أَمْرٍ دِينِيٍّ وَلِهَذَا يَخْتَلِفُ عُلَمَاءُ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي مِثْلِ هَذَا كَثِيرًا وَيَأْتِي عَنْ الْمُفَسِّرِينَ خِلَافٌ بِسَبَبِ ذَلِكَ كَمَا يَذْكُرُونَ فِي مِثْلِ هَذَا أَسْمَاءَ أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَلَوْنَ كَلْبِهِمْ وَعِدَّتَهُمْ وَعَصَا مُوسَى مِنْ أَيِّ الشَّجَرِ كَانَتْ؟ وَأَسْمَاءَ الطُّيُورِ الَّتِي أَحْيَاهَا اللَّهُ لِإِبْرَاهِيمَ وَتَعْيِينَ الْبَعْضِ الَّذِي ضُرِبَ بِهِ الْقَتِيلُ مِنْ الْبَقَرَةِ وَنَوْعَ الشَّجَرَةِ الَّتِي كَلَّمَ اللَّهُ مِنْهَا مُوسَى إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أَبْهَمَهُ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ مِمَّا لَا فَائِدَةَ فِي تَعْيِينِهِ تَعُودُ عَلَى الْمُكَلَّفِينَ فِي دُنْيَاهُمْ وَلَا دِينِهِمْ .
والأسماء والصفات داخلة فيما يُنقل عنهم بالطبع .
 
وسبحان الله العظيم الذي لا يغيب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء إلا احصاها وعدها. .
سبحان من علم آدم الأسماء وأخبرنا حتي بأسماء الحروف في الكتاب ليتدبرها ويعيها أولو الالباب وليفهموا من خلالها ما أنزله الوهاب بلسان عربي مبين.
سبحانه وتعالي سمي الحروف بأسماء ليغلق علي الكافرين الجاحدين التشكيك بأنه نزل من السماء فمن سمي الألف ألف ومن سمي اللام لام إلا الله العليم العلام ومن سمي الميم بإسمها ..
فسبحان من علم أبينا وأنزل القرآن على نبينا وأظهر البيان والفهم فينا ليتم نوره علي العالمين ويظهر بمعجزة الأسماء هذا الدين ..
فالألف ألف لأنه المألوف الذي يألف به الكلم وينقيه من التكلف. .واللام سماها ربنا لام فهي معجزة الكلام وبها يتم الالتئام ..ولكل حرف اسم ولكل إسم حكمة وسر .
فهلموا يا أهل العلوم للتعمق في كلام الحي القيوم ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلي آله وصحبه أجمعين. .
تكملة لهذا الفتح الكريم الذي هدانا الله له سبحانه وتعالي وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله.
يقول المولي عز وجل في كتابه العزيز
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
[Surat Yusuf 1 - 2]
فلاحظوا وتدبروا معي وتعمقوا معي في كلمة عربيا والتي تكررت في آية أخري. .

إذ يقول المولي عز وجل
(وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ)
[Surat Ar-Ra'd 37]
في الاية الأولي ( قرآنا عربيا) و في الاية الثانية (حكما عربيا) ,
فإما أن كلمة قرآنا تساوي في المعنى حكما وهذا مستبعد وإما كلمة عربيا في الآيتين لهما معنا واحد غير المتعارف عليه والمعتاد .
فكلمة لسان عربي مبين او قرآنا عربيا تشير للغة القرآن التي نزلت علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان قومه ومن طبيعي أن القرآن لو نزل عربيا فأحكامه أيضا لابد وأن تكون عربيا ولكن حكما جاءت موصوف وصفته جاءت عربيا.
والآن بتعمق أكثر في كلمة عربيا وكما هو متعارف عليه معني الفعل أعرب أي أفصح ولسان عربي مبين أي لسان فصيح ظاهر والاعجمي هو الابهم الغير فصيح ولو كان حتي لسانه عربيا.
أرجو التركيز هنا هدانا وهداكم الله لما فيه النفع والخير ولاقرب مقصود من وراء الإسم.
يعني يصح القول أن الاعجمي لا يعني بالضرورة لغة غير اللغة العربيه أي أن العجم بضم العين هو عكس الفصاحة وهو الابهم الثقيل الشديد.
إذن لو استنتجنا من هذا البحث معان أخري بالدليل أن عربيا لها معني آخر غير كونها لغة وهذا المعنى يتفق مع سياق الآيات فيستقيم المعني ويزول به الشك فما هو اذن.
حكما عربيا يعني حكما وسطا مقارنة بما قبله لا يكلف الله به نفسا إلا وسعها ليس فيه من التشديد ما يصعب علي اهل الكتاب اتباعه .
وعند عرض هذا المعني علي كلمة قرآنا عربيا فيكون المعني قرآنا بلسان وسطا ليس ثقيل علي الألسنة الاخري أن يعقلوه .
ولو عرضنا هذا المعني علي وصف الله للحور لأصحاب اليمين فقال عزوجل
(فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا)
[Surat Al-Waqi'ah 36 - 37]
أي أنهن متوسطات .
ولقد جعلنا الله أمة وسطا بقرآن لسانه وسط بين السنة الأمم الاخري يستطيعون أن يعقلوه وحكمه وسط لا تكلف فيه تستطيع كل الأمم أن تقوم به.
فقال عزوجل

(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)
[Surat Al-Baqarah 143]

وللموضوع بقية
 
(وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ * وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)
[Surat Ash-Shura 7 - 8]

أم القرى لسانهم عربي مبين فماذا عن من حولها؟ إذ أن الله سبحانه وتعالي بين السبب بوضوح لماذا نزل بلسان عربي فقال سبحانه
(وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا)
[Surat Ta-Ha 113]

وقال أيضا جل وعلا
(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ)
[Surat Fussilat 44]

أي أنه بلسان عربي مفصل لغير الناطقين بالعربية؟
كيف يمكن هذا؟
(وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ وَهَٰذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ)
[Surat Al-Ahqaf 12]
والله سبحانه وتعالى رحيم بعباده ولا يكلفهم مالا يطيقونه
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا)
[Surat Al-Jinn 1]

سبحان الله العظيم حتي الجن لما استمعوه عقلوه.
إذن هناك سر في هذا القرآن المجيد .
(فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ)
[Surat Al-Waqi'ah 75 - 78]

أتدرون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو السر؟
 
السر هو في الحجاب الذي حجب الله به أسرار كتابه عن الذين لا يؤمنون بالآخرة.
ولو تدبرنا قول الله عزوجل
(وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا)
[Surat Al-Isra' 45]

تدبروا قول الله عزوجل في ذكره لمن وضع هذا الحجاب؟
للذين لا يؤمنون بالآخرة. ..
لم يقل المشركين ولم يقل الكافرين بل الذين لا يؤمنون بالآخرة. .فما الذي يحمله هذا المعنى من فهم وتدبر.
فيا أحباب المصطفي صلي الله عليه وسلم كلما تعلق العبد بالدنيا كلما قل حبه للقاء الله و الآخرة وكلما زاد حبه لها كلما تناقص إيمانه بالآخرة الي ان ينعدم ويصبح مساو للذين لا يؤمنون بالآخرة فينزل عليه الحجاب لمنعه من فهم أسرار الكتاب ومعجزاته.
وما الذي يسببه عدم وجود الحجاب من الذين لا يؤمنون بالآخرة؟
إن المقبلين على الدنيا والمتعلقين بها تذهب قيمهم مع تناقص الايمان ولو علم بعضهم بالاسرار لباع آخرته واخلد للدنيا ومتاعها ولعله يسيئ استخدام معرفته للاسرار والمعجزات كالذي قال فيه الله
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)
[Surat Al-A'raf 175 - 176]
فيا أحباب رسول الله صلى الله عليه
كلما تقرب العبد لله وصدق واخلص النية وزهد في حب الدنيا كلما رفع عنه الحجاب وعلمه الله مالم يعلمه ويفتح له في كتابه العزيز.
فاللهم حببنا في لقائك والجهاد بكتابك يارب العالمين.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لسؤال الأخ حماده القاسمي فالحق أنني لم أبحث بعد في كتب الإمامين للتأكد من صحة الكلام المنسوب إليهما.
لكن لعل في ما نقلته عن صاحبك نظر، فاليهود عليهم لعائن الله كتموا كثيرا من صفات الله ووصفوه سبحانه بضدها، من ذلك صفة القدرة، فقد وصفوه بالعياء واللغوب وزعموا أن الله تعالى لما خلق الخلق في ستة أيام أصابه العياء فارتاح يوم السبت، لذا فهم يعظمون هذا اليوم.
ونزل لرد هذا الافتراء العظيم في حقه سبحانه قول البارئ جل جلاله:" وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)"-ق-
كما كتموا صفة الغنى المطلق ووصفوا الله جل شأنه بضده، كما قال تعالى:" لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)"-آل عمران-.
كما كتموا صفة الجود ووصفوا الله تعالى بضده وزعموا أنه سبحانه بخيل-تعالى الله علوا كبيرا عن ذلك-، قل تعالى:" وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا "-المائدة-.
وكتموا صفة الصمدية والوحدانية لله سبحانه، فنسبوا لله الولد، كما قال تعالى:"وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30)"-التوبة-.
وقد ورد في سبب نزول سورة الإخلاص سؤال اليهود عن صفة الله تعالى، فعن قتادة والضحاك ومقاتل: جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: صف لنا ربك، فإن الله أنزل نعته في التوراة، فأخبرنا من أي شئ هو ؟ ومن أي جنس هو ؟ أذهب هو أم نحاس أم فضة ؟ وهل يأكل ويشرب ؟ وممن ورث الدنيا ومن يورثها ؟ فأنزل الله تبارك وتعالى هذه السورة وهي نسبة الله خاصة.
وكم هي صفات النقص والذم التي وصفوا بها رب الأرباب سبحانه، مما يستحي المسلم من ذكره إلا على سبيل بيان عظم جرمهم في حق المولى سبحانه، فوصفوه بالندم والبكاء وغير ذلك مما هو في كتبهم المحرفة، عليهم لعائن الله تعالى.
والنماذج كثيرة وهذا يندرج في القسم المردود من الإسرائيليات.
 
عودة
أعلى