علماء الشريعة ودوران الأرض

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
[FONT=&quot]علماء الشريعة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وإنكار دوران الأرض[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot]سألني أحد الأخوة قائلا: لقد قرأت أن الشيخين ابن باز وابن عثيمين ينكران دوران الأرض ، فهل هذا صحيح؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]فسألته الرابط لأطلع على ما قرأ قبل أن أرد عليه ، فأرسله ، وقرأت ثم أجبته بما يلي[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT]​
[FONT=&quot]السلام ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]إن الرجلين وإن أنكرا دوران الأرض إلا أنهما لم يكفرا من يقول بذلك[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot] وهما - رحمهما الله - ليسا معصومين ، وكل يؤخذ من قوله ويرد ما خلا المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]​
[FONT=&quot]وكتاب الله يسع الكون ومن فيه ، وما فيه ، لأنه كلام خالق هذه الكون وربه[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]​
[FONT=&quot]فلن يتضارب قول الصانع وصنعته ، ولن يتضادا قط.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]لكن الكون ودقائقه وعلومه قد يضيق بها آفاق بعض العلماء الشرعيين ؛ إذ لم يقفوا على ذلك وقوفا بَيِّنا ، وهم عادة أشد الناس حذرا وتحوطا فيما يخص تأويل كتاب الله وسنة نبيه ، وهذا الحذر وذلك التحوط الشديدان قد يوقعهم أحيانا في الزلل[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot] وهذا وارد على الجميع من علماء الشريعة[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot]إن علماء الطبيعة حساباتهم دقيقة بالقلم والمسطرة وبأدق الآلات ، ورغم ذلك قد تجد بعض النظريات العلمية التي وُضِعت ويقاس عليها منذ عقود ثم إذا بالعلم يكتشف أنها خطأ.[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]هذا رغم أن القياسات تقام على أدق الحسابات والاستعانة بأعظم وأدق الأدوات، رغم كل ذلك قد يحدث الخطأ[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]فإن كان الخطأ واردا على علماء الطبيعة ونظرياتهم رغم ما أتيح لهم ، [/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]أفلا يكون الخطأ واردا على مَنْ عُدَّته النظر والتأمل والاستنتاج الفكري النظري؟[/FONT][FONT=&quot]![/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]​
[FONT=&quot]رحم الله الشيخين[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وجزاهم عنا خيرا[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]​
[FONT=&quot]وتقبل تحيات[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]​
[FONT=&quot]أخيكم[/FONT][FONT=&quot] :[/FONT]​
[FONT=&quot]د. محمد الجبالي[/FONT]​
 
علماء الشريعة ودوران الأرض

عندما اطلعنا على رسالة إنكار دوران الأرض وكرويتها للشيخ ابن باز رحمه الله لأول مرة انهدشنا من الكتاب من ( رئيس الهيئة العامة للبحوث العلمية) لكن بعد تفكير أعمق في القضية تبين لي أن الشيخ - رحمه الله - متسق مع طريقته في العلم وبالمصطلح الفلسفي المعاصر (متسق مع الأبيستيمولوجيا البيانية ولا سيما الحنبلية منها) فهي طريقة أذنية [ لا عينية] وطريق المعرفة لديها عمودي [ لا أفقي] والنصوص ومرويات الأذن لديها حكَم على العين وقوانينها، وهي بهذا المعنى قد حافظت على الإيمان (او نوع معين منه) في مقابل المتكلمين الذين كانوا عينيين [لا أذنيين] ، فالمعرفة في الأبيستيمولوجيا الاعتزالية أفقية [لا عمودية]
وبرغم أن العلم والفلسفة في أوربا [ثم العالم الحديث] قد جعل قوانين العين حكَما على مرويات الأذن، وجعل طريق المعرفة أفقيا منتصرا بذلك للإغريق وفلاسفة المعرفة والعلم لديهم ثم لتلاميذهم في العصر العباسي من المعتزلة وأضرابهم على تيار الأحبار والرهبان ثم تيار العلماء [المحدّثين وفقهاء الحديث، باستثناء ابن حزم رحمه الله -] ، برغم ذلك، فإن اتجاه الشيخ لهو مما يُحمَد له لاتساقه مع منظومته المعرفية وطريقتها في العلم والاستنباط.
أقول ذلك رغم أن الأمة بحاجة إلى طريقة أكثر مناسبَةً للعصر منها، طريقةٍ تحفظ للإيمان مكانته دون تجاهل لمسيرة الأربعمئة سنة الأخيرة من الأبيستيمولوجيا العينية. ولاشكّ أن هذه الطريقة - التي لابدّ منها بحكم إكراهات المعاصرة وثورة الاتصال والتواصل بين الأمم - ستردّ الاعتبار لتيارات معرفية كثيرة في التاريخ الإسلامي غطت عليها الأبيستيمولوجيا الأذنية العمودية التي وإن كانت الحاجة إليها لن تزول لكن ّ سيادتَها بطريقة متطرّفة لم تعد تصلح للعصر وفرضها عليه دون مراجعة يقود إلى كوارث وإرهاب وسوء تفاهم لا حدّ له بين أبناء الأمة.
لذلك فلا ينبغي للإخوة المثقفين تتشديد النكير على من قال إن الأرض لا تدور أو ليست كرية رغم أن ذلك أصبح مسلّما به في العلم والسبب وجوب فهم كل فكرة في سياقها من منظومتها المعرفية.
والسبب في التوتر عند بعض الناس هو التساوي الذي يفترضونه بين طريقة في فهم النص وبين النص نفسه، أو بين مذهب في الدين وبين الدين نفسه في حين أن ثم طرائق أخرى لفهم النصّ يمكن أن تقدم نظريات أكثر اتساقا مع مكتشفات العصر من غيرها مع عدم التعصب لقول إلى درجة رفعه فوق مستوى العرضة للخطأ. والله من وراء القصد
 
جزاكم الله خيرا د. عبد الرحمن بما كشفتُم لنا ولفتم نظرنا إليه .
نعم صدقتم :
لقد كان لحذر ويقظة سادتنا علمائنا النبلاء العظام الكرام على مدار تاريخ الأمة فضل عظيم في حفظ هذا الدين ، وترسيخ عقيدة الهدى والرشد في قلوب المسلمين.

هذا الحذر وتلك اليقظة كانا حرزا وحصنا لعقيدة الأمة من شطحات المتلكمة ، وتعاقيد المتفلسفة ، وزيغ المعتزلة وغيرهم.

وهذا النوع [ المتفلسفة ، والمتكلمة ، والمناطقة ، والمعتزلة ، والمتصوفة وغيرهم ] يليق أن يضارب علماء الأمة أباطيلهم بحصون منيعة لا تسمح لها بالولوج لقلوب أو عقول أهل السنة.
وجزاهم الله عنا خيرا.

أما الحذر الشديد والإفراط في التحوط في مواجهة العلوم الكونية المجردة التي خلقها رب الكون ، الذي أنزل علينا شرعة القرآن ، وسن لنا الله على يد نبيه الكريم محمد منهجا رشدا ، هذه العلوم متى ثبت صدقها وصحتها ما كانت لتتناقض مع شرعة من صنعها وخلقها.

ومن هنا فإني أدعو بدعوتكم التي تفضلتم في قولكم:
أقول ذلك رغم أن الأمة بحاجة إلى طريقة أكثر مناسبَةً للعصر منها، طريقةٍ تحفظ للإيمان مكانته دون تجاهل لمسيرة الأربعمئة سنة الأخيرة من الأبيستيمولوجيا العينية. ولاشكّ أن هذه الطريقة - التي لابدّ منها بحكم إكراهات المعاصرة وثورة الاتصال والتواصل بين الأمم - ستردّ الاعتبار لتيارات معرفية كثيرة في التاريخ الإسلامي غطت عليها الأبيستيمولوجيا الأذنية العمودية التي وإن كانت الحاجة إليها لن تزول لكن ّ سيادتَها بطريقة متطرّفة لم تعد تصلح للعصر وفرضها عليه دون مراجعة يقود إلى كوارث وإرهاب وسوء تفاهم لا حدّ له بين أبناء الأمة.
 
هذا كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في المسألة
https://www.youtube.com/watch?v=Re41Y8ATniQ

والشيخ لم يأت بجديد بل أخذ بظاهر النصوص القرآنية والحديثية واحتاط بثبوت ذلك
يقينياً .
=========
الدكتور الفاضل عبدالرحمن ، لا أدري مادقة هذه العبارة
(تسق مع الأبيستيمولوجيا البيانية ولا سيما الحنبلية منها)
فلا أظن ذلك بالشيخ رحمه الله، بل طريقته كطريقة الكثير من علماء الشريعة .
أو كأني قرأته "كتسطيح" لفهم الشيخ فضلاً عن الصورة النمطية عن الحنابلة. والشيخ له آراء مخالفة للحنابلة على ما أظن .
============
وعلى كل نحن اعتدنا أن كل ( علم دنيوي) يأتي من الغرب يجب أن يؤخذ بشكل(يقيني)
دون تكلف الحاجة للتأمل وإعادة النظر فيه. وهو أمر مفهوم . فالانهزام النفسي التي تعيش به هذه الأمة ، والانبهار بالحضارة الغربية وتطبيقاتها جعل التفكير لدينا تبعي أكثر مما هو نقدي(في الغالب).
وإلا فهذه روسيا مثلاً "هددت" أمريكا بفتح ملف (هبوط الإنسان على سطح القمر) في العام المنصرم ٢٠١٥ إثر الخلاف الذي نشب بسبب أوكرانيا؟ والغريب أن مثل هذا الخبر لم يذكر بتاتاً في وسائل الإعلام العربية .
وأذكر أن طياراً سورياً عرض (فرضية) أن الشمس هي التي تدور حول الأرض بثلاث حلقات في اليوتيوب. وذكر أدلة كثيرة لا يحضرني منها إلا دليل الجاذبية وسرعة دوران الأرض.
طبعاً احتمال (كبير ) أن يكون رأيه خطأ . لكن السؤال هل تجرأ عقل عربي على طرق هذه المسألة ؟ ولماذا ؟
 
من قرأ ضلالات الفلاسفه في هذا الزمان وتخبطهم لعلم أنهم في واد ، والعلم المادي في واد ...فمن قائل بالعبثية ومن قائل بالفوضوية ومن قائل بالاباحيه ومن قائل بالمثاليه ...ووحدة الوجود ...إلى ما لا نهاية له من الضلال والظلام والتيه ...فأعجب منك يا دكتور من هذه المقابلة بين عالم كبير راسخ اجتهد في مسألة وأخطأ فيها وبين فلاسفه تتلاعب بهم الوساوس وتتقاذفهم أمواج التيه والحيرة ...فلم يسلم لهم لا أصل ولا فرع ...كما أن في كلماتك بعض الشفقة على هذا "الدرويش " المسكين الذي وافق منظومته الفكرية "الحنبلية " الجامدة ...

ثم جمعُك بين العلم المادي وبين الفلسفة ظلم عظيم للعلوم الحقيقية ، وإزراء بالدين والعقل ،فإن الفلسفة لم تقدم للبشرية إلا الحيرة والشقاق والخلاف ، وازدهار البشرية رهين بأمرين اثنين لا علاقة لهما بالفلسفه : ألا وهما الدين ثم العلم المادي ، والفلسلفة ليست من هذا ولا من ذاك ، وإنما هي تطفل ممن لا وحي ولا علم عنده ....لذلك لا تجد الفلاسفة يقحمون أنوفهم في العلوم المادية الحقة لا في الطب ولا في الميكانيكا ولا في البيولوجيا ولا في الفيزياء ولا في الرياضيات ..فالفلسفة لا عين ولا سمع ...ومن تجرأ من فلاسفة الزمان من التطفل على هذه العلوم سيكون مسخرة بين قومه ، وأضحوكة في النوادي ، هذا شأن الفلسفه مع السنن الكونية التي بثها الله في خلقه ...أما الدين ، فقد وجدت فيه مرتعا تصول فيه وتجول لأن السنن الشرعية لا ترى والغيب لا يرى ...فتكلمت في كل صغيرة وكبيرة من أمور الشرائع بلا كتاب ولا أثارة من علم ، واستغلت جهل كثير من الناس بتفاصيل دينهم .
 
عودة
أعلى