يحيى الشهري
New member
[align=justify][align=center][color=0033FF](تفسير البسملة)[/color][/align]
8] حديث: قال الله (عز وجل): "أنا الرحمنُ خلقتُ الرَّحم وشققتُ لها اسمًا من اسمي، فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبُتُّه". أو قال: "من بتها أبُتُّه".
أورده الراغب في مفرداته (1: 254) عند كلامه على مادة (رحم).
وأورده الثعالبي في تفسيره (4: 167): من رواية أبي داود بسنده (فذكره).
وذكره أبو بكر الجصاص (370هـ) في أحكام القرآن (2: 336) في تفسير سورة النساء عند قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) .
وأورده ابن كثير (4: 180) في تفسير البسملة.
وأورده في تفسير سورة القتال (4: 180) عند قوله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ): ((قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارض: أن أباه حدَّثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) وهو مريض، فقال له عبد الرحمن (رضي الله عنه): وصلتك رحم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: قال الله (عز وجل): "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبته"، أو قال: "من بتها أبته".
وقال: تفرد به أحمد من هذا الوجه".
ورواه أحمد (أيضًا) : من حديث الزهري، عن أبي سلمة، عن الرداد ـ أو أبي الرداد ـ عن عبد الرحمن بن عوف، به.
ورواه أبو داود والترمذي من رواية أبي سلمة عن أبيه، والأحاديث في هذا كثيرة جدًا)). أهـ.
قال أ. د. حكمت بشير: ((والرحمن: مشتق من الرحمة ، وهو قول الجمهور، والدليل ما أخرجه أحمد، قال: يزيد بن هارون، حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارض: أن أباه حدثه: أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) وهو مريض، فقال له عبد الرحمن (رضي الله عنه) وصلتك رحم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: قال الله (عز وجل): "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبته" أو قال: "من بتها أبته".
وأخرجه (أيضًا): من حديث أبي هريرة بنحوه. صححه أحمد شاكر والألباني.
وأخرجه الحاكم: من طريق يزيد بن هارون، به، وسكت عنه هو والذهبي.
وأخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم: كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن ردَّاد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف بنحوه.
قال الترمذي: حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي)). اهـ.
[color=0000FF][align=center]طرق الحديث[/align][/color]
الحديث مشهور عن عبدالرحمن بن عوف، رواه عنه: عبدالله بن قارظ، وأبو سلمة بن عبدالرحمن، وابن عباس، والحسن بن عبدالرحمن بن عوف، وإبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، وابن لعبدالرحمن بن عوف.
[color=0000FF](1)ـ فأما حديث عبدالله بن قارظ:[/color]
فرواه يحيى بن أبي كثير: واختلف عنه.. بين علله الدارقطني (رحمه الله): إذ سئل عن حديث إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: (يقول الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته".
فقال: ((يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:
فرواه هشام الدستوائي: عن يحيى، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: أن أباه حدثه، عن عبد الرحمن بن عوف.
ورواه شيبان: عن يحيى قال: حدثني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، أن رجلا أخبره عن عبد الرحمن، وكذلك قال أبان عن يحيى.
واختلف عن الأوزاعي:
فقال شعيب بن إسحاق وابن أبي العشرين: عن الأوزاعي، عن يحيى، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، قال: حدثني فلان، عن عبد الرحمن بن عوف.
وقال الوليد بن مزيد ويحيى بن حمزة: عن الأوزاعي، عن يحيى، عن عبد الله بن محمد، قال: مرض عبد الرحمن فعاده قريب له.
قال الفريابي: عن الأوزاعي، عن يحيى جاء رجل إلى عبد الرحمن فأرسله.
وقال عكرمة بن عمار: عن يحيى حدثني نسيب لعبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن.
وقد اختلف أصحاب يحيى عليه فيه وأحسنهم قولا عنه ما قاله شيبان وأبان والله أعلم)). اهـ. انظر علل الدارقطني (4: 295/ برقم 576).
قال الضياء في المختارة (3: 96): ((قلت والله أعلم: لو أن الدارقطني (رحمه الله) قال: وأحسنهم قولا هشام كان أولى؛ لأن شيبان وأبان في روايتهما لم يبين لهما إبراهيم من هو المخبر له وفي رواية هشام أنه بين له أن المخبر له أبوه والله أعلم)). اهـ.
قلت: صحة الرواية لا تنبني على التصريح بالراوي من عدمه؛ لأن الظاهر أن صواب الرواية على الإبهام إذ أن هشامًا وأبانًا لم يتفردا بهذا بل بقية الروايات على ذلك، وتفرَّد هشام بالتصريح بالاسم.. وبيان ذلك في ما يأتي من طرق:
[color=00CC33]أ ـ أما رواية هشام الدستوائي:[/color]
فأخرجها أحمد (1: 191/ برقم 1695).
وأخرجها ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (205)، وأبو يعلى برقم (841)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 94 ـ 95/ برقم 897): ثنا أبو خيثمة.
وأخرجها الخرائطي في المساوئ برقم (263): حدثنا أحمد بن يحيى السوسي.
وأخرجها الشاشي في مسنده برقم (252): حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني.
وأخرجها الضياء في المختارة (3: 95/ برقم 898): من حديث أحمد بن منيع.
أربعتهم (أحمد، وأبو خيثمة، و أحمد بن يحيى السوسي، وعيسى بن أحمد، وأحمد بن منيع): حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف يعوده، فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته" أو قال: "بتها أبته". السياق لأبي يعلى.
قال ابن كثير (4: 180): (( تفرَّد به أحمد من هذا الوجه)). اهـ.
مراده تفرد به مطلقًا؛ فلم أجد من تابع هشامًا على ذكر عبدالله بن قارظ.. ويحتمل أن مراده تفرد به عن الأصول (وهو كذلك).
[color=00CC33]ب ـ وأما رواية شيبان: [/color]
فأخرجها البخاري في التاريخ الكبير (1: 312): قال لي سعد بن حفص، قال: ثنا شيبان، عن يحيى، أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري: أن رجلاً أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وأنا خلقت الرحم"
[color=00CC33]ج ـ وأما رواية عكرمة بن عمار:[/color]
فأخرجها الشاشي في مسنده برقم (240): حدثنا صاحب، نا سليمان بن معبد، نا النضر بن محمد الجرشى، نا عكرمة، نا يحيى، نا أبو سلمة، قال: جاء نسيب لعبدالرحمن بن عوف يعوده فى مرضه، فقال له: أفلان! قال: نعم، قال: وصلتك رحم إنى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): (فذكره).
[color=00CC33]د ـ وأما حديث الأوزاعي:[/color]
فالاختلاف فيه ظاهر على الأوزاعي كما مر عن الدارقطني .. وبقي عليه وجه من الخلاف لم يذكره وهي رواية الوليد بن مسلم:
أخرجها الخطيب في التاريخ (5: 426): أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بغدادي بالإسكندرية.
وأخرجها ابن عساكر في التاريخ (5: 406 ـ 407): أخبرنا أبو محمد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري، أنا محمد بن المسيب بن إسحاق، نا أحمد بن محمد بن عثمان الثقفي الدمشقي.
كلاهما (محمد بن عبد الله بن ميمون، و أحمد بن محمد بن عثمان) حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
[color=00CC33]هـ ـ وأما رواية أبان[/color]: فلم أقف عليها لساعتي هذه.
[color=0033CC](2)ـ وأما حديث أبي سلمة: فيرويه الزهري واختلف عليه فيه:[/color]
فرواه سفيان بن عيينة: عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الردَّاد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف.
ورواه سفيان بن حسين : عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي الرداد الليثى.
ورواه عنه البعض: عن الزهري، عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه.
ورواه محمد بن أبي عتيق، وعبيد الله بن أبي زياد، ومعاوية بن يحيى الصفدي: عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا رداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
وخالفهم معمر: فرواه عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن ردادًا الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
ورواه بعضهم عنه على الجادة.
وخالف الجميع شعيب: فرواه عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا مالك الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
وهذا في رواية أبي اليمان عنه.. (وقد خولف في هذا كما سيأتي).
ورواه يونس: عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبيه (عبدالرحمن بن عوف).. لم يذكر القصة.. ولا الواسطة.
وقد تابع الزهري عليه: إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو.
وقد استوعب الدارقطني علل حديث أبي سلمة هذا بأوجهه المختلفة إذ سئل عن حديث أبي الردَّاد الليثي عن عبدالرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال الله: "أنا الرحمن خلقت الرحم الحديث ..
فقال: ((يرويه الزهري، عن أبي سلمة، واختلف عنه:
فرواه محمد بن أبي عتيق، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا الردَّاد أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وتابعه وهيب بن خالد، عن معمر.
واختلف عن عبد الرزاق:
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرحمن.
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرزاق مثل قول وهيب عن معمر.
واختلف عن شعيب بن أبي حمزة، فقال بشر بن شعيب: عن أبيه، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا رداد أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
كقول ابن أبي عتيق ووهيب.
وخالفه أبو اليمان: رواه عن شعيب، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة: أن أبا مالك الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
واختلف عن ابن عيينة:
فرواه سعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي شيبة، والقعنبي، والحميدي: عن ابن عيينة، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة، عن عبدالرحمن بن عوف ولم يجعلوا فيه رواية عن أبي الرداد.
وفي حديث الحميدي، وسعيد بن منصور: اشتكى أبو الرداد فعاده عبد الرحمن، فقال أبو الرداد: خيرهم وأوصلهم وأبرهم أبو محمد، فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وقال حامد بن يحيى البلخي: عن ابن عيينة، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة، قال: اشتكى الرداد فعاده عبد الرحمن ووهم فيه.
والصواب أبو الرداد.
ورواه عبد الأعلى: عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
ورواه محمد بن أبي حفصة، وبحر السقا: عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف.
ورواه محمد بن عمرو: عن أبي سلمة، واختلف عنه:
فقال حماد بن سلمة: عن محمد بن عمرو نحو قول ابن عيينة، عن الزهري.
وغير حماد بن سلمة يرويه: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وقال إسماعيل بن جعفر: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ـ مرسلا ـ عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
والصواب حديث محمد بن أبي عتيق ومن تابعه)) . اهـ. انظر علل الدارقطني (4: 263 ـ 265/ برقم 550).
ولا ينقضي عجبي من هذه الحافظة المميزة للإمام الدارقطني وسعة اطلاعه على الطرق واختلاف الروايات كما هو ظاهر من كلامه على هذا الحديث .. حقًا إنه إمام في معرفة العلل والاختلاف!!. فإلى بيان طرق الحديث وَفق ما أسلفت من اختلاف:
[color=00CC33]أ ـ أما حديث سفيان بن عيينة:[/color]
فأخرجه الحميدي في مسنده برقم (65) ، ومن طريقه الحاكم في مستدركه (4: 174/ برقم 7269) عن أبي بكر بن إسحاق الإمام، وعلي بن حمشاد العدل، قالا: ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي.
وأخرجه الحسين المروزي في زوائده على الزهد برقم (114).
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5: 217/ برقم25387)، وعنه أبو داود (2: 133/ برقم1694).
وأخرجه أحمد (1: 194/ برقم 1686).
وأخرجه أبو داود (2: 133/ برقم1694)، وعثمان الدارمي في الرد على بشر (ص12): (كلاهما) عن مسدد.
وأخرجه الترمذي في الجامع (4: 315/ برقم 1907): حدثنا ابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (203): حدثنا علي بن الجعد وغيره.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده برقم (840) حدثنا زهير.
وأخرجه البزار في مسنده (3: 206/ برقم 992): حدثنا أحمد بن عبدة.
وأخرجه الدولابي في الكنى (1: 10): عن محمد بن منصور.
أخرجه أحمد البرقي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (18): حدثنا إسحاق بن إسماعيل (هو الطالقاني).
وأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (265): حدثنا علي بن حرب الطائي.
وأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (266): حدثنا أحمد بن منصورالرمادي، ثنا سريج بن النعمان.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبير (7: 26/ برقم
12995) : حدثنا أبو محمد بن يوسف، أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة، أنبأ الحسن بن محمد الزعفراني.
ستة عشرهم (الحميدي، والحسين المروزي، وأحمد، ومسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن، وعلي بن الجعد، وزهير، وأحمد بن عبدة، ومحمد بن منصور، وإسحاق بن إسماعيل، وعلي بن حرب، وسُريح بن النعمان، والحسن الزعفراني) عن سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الرداد فجاءه عبد الرحمن عائدًا، فقال: خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد ! فقال عبد الرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله عز وجل: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته". اللفظ للحميدي.
ومنهم من لم يذكر القصة.
وفي لفظ الحاكم: " ومن قطعها قطعته". فخالف رواية ((المسند)).
ورواية أبي يعلى بالشك "ومن قطعها قطعته" ، أو "بتته".
قال أبو عيسى: ((حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح)). اهـ.
قال الحافظ عبد العظيم في الترغيب (3: 229): ((تصحيح الترمذي له فيه نظر؛ فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه شيئًا، قاله يحيى بن معين وغيره. ورواه أبو داود وابن حبان في (صحيحه): من حديث معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف. وقد أشار الترمذي إلى هذا ثم حكى عن البخاري أنه قال: وحديث معمر خطأ والله أعلم)). اهـ.
[color=00CC33]ب ـ وأما حديث سفيان بن حسين:[/color]
فأخرجه أحمد البرقي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (17) حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا سليمان بن كثير.
وأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (262): حدثنا عمر بن شبة، ثنا عمر بن علي المقدمي.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 175/ برقم 7272): أخبرناه أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا يزيد بن هارون.
كلاهما ( كثير، وعمر بن علي، ويزيد بن هارون) عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي الرداد الليثى، فقال: خيركم وأوصلكم أبو محمد ! قال عبد الرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال ربكم جل وعز: "أنا الله الذي خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فأنا الرحمن وهي الرحم، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته". اللفظ للبرقي.
وله وجه آخر من الخلاف: قال البزار في مسنده (3: 207): ((وقد روى هذا الحديث سفيان بن حسين، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه. والصواب ما رواه ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة. وقد روي هذا الكلام عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من وجوه: فروى ذلك أبو هريرة، وعائشة، وعبد الله بن عمرو بكلام يشبه هذا)). اهـ.
[color=00CC33]ج ـ وأما حديث محمد بن أبي عتيق:[/color]
فأخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (53).
وأخرجه الطبراني في الأوسط برقم (4606) حدثنا عبيد الله بن محمد العمري.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7270): فأخبرناه أبو بكر بن إسحاق، أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي والحسن بن زياد.
أربعتهم (البخاري، وعبيد الله بن محمد العمري، العباس بن الفضل الأسفاطي، والحسن بن زياد): ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أخي أبو بكر، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة: أن أبا رداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه): أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تبارك وتعالى: "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها أبته".
قال الطبراني: ((لم يروه عن ابن أبي عتيق إلا سليمان بن بلال، تفرد به أبو بكر بن أبي أويس)). اهـ.
ومحمد بن أبي عتيق، هو محمد بن عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي المدني.
قال الذهلي: (وهو حسن الحديث عن الزهري، كثير الرواية مقارب الحديث لولا أن سليمان بن بلال يحدثه لذهب حديثه). اهـ. انظر التهذيب (9: 246).
وحديثه هذا مستقيم.. قال الدارقطني (في ترجيحه الآنف): ((والصواب حديث محمد بن أبي عتيق ومن تابعه)). اهـ.
قلت: أشار الحاكم إلى رواياتهم، فقال: ((هذا أبو رداد الليثي قد أضاف فيه سفيان بن عيينة ومحمد بن أبي عتيق وشعيب بن أبي حمزة وسفيان بن حسين)). اهـ.
ويزاد عبيدالله بن أبي زياد عن الزهري، و إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو كلاهما عن أبي سلمة.
[color=00CC33]د ـ وأما حديث عبيدالله بن أبي زياد:[/color]
فأخرجه المروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك برقم (113): قال حدثنا حجاج بن أبي منيع الرصافي، عنه به (مثله).
وعبيدالله هذا عده الدارقطني من ثقات أصحاب الزهري.. قال أحمد بن علي بن الفتح: قال لنا أبو الحسن الدراقطني: شعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد، وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي من الثقات. انظر لترجمته تاريخ دمشق (37: 465).
[color=00CC33]هـ ـ وأما حديث معاوية بن يحيى الصفدي:[/color]
فأخرجه الخراطي في المكارم (1: 278/ برقم 262): حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبدالله بن صالح، ثنا الهقل بن زياد، عنه به (فذكره).
[color=00CC33]و ـ وأما حديث معمر بن راشد[/color]:
فأخرجه في (الجامع 11: 171/ برقم 20234): عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن ردادًا الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تبارك وتعالى: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
وأخرجه أبو داود في سننه (2: 133/ برقم 1695).
وأخرجه ابن حبان في الثقات (4: 241) ثنا ابن قتيبة.
كلاهما (أبو داود، وابن قتيبة) : عن محمد بن المتوكل العسقلاني.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7268) أخبرني محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني.
وأخرجه الضياء في المختارة (3: 92/ برقم 895): أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح بأصبهان، أن أبا علي الحسن بن احمد الحداد أخبرهم قراءة عليه وهو حاضر، أنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.
كلاهما (محمد بن علي الصنعاني، والطبراني) عن إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما(محمد بن المتوكل وهوابن أبي السري، وإسحاق بن إبراهيم) عن عبدالزاق.
وأخرجه خرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (204) حدثنا ابن جميل.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (2: 186/ برقم 443): أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حبان.
كلاهما (ابن جميل، حبان) عن عبدالله (يعني ابن المبارك).
كلاهما (عبدالرزاق، وابن المبارك،) عن معمر، به.
قال أبو عيسى في جامعه (4: 315): ((روى معمر هذا الحديث، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف ومعمر كذا يقول ! قال محمد: وحديث معمر خطأ)). اهـ.
قلت: لكن الحديث وقع على الصواب في رواية وهيب بن خالد، وفي رواية عن عبدالرزاق، عنه:
[color=00CC33]1 ـ فأما رواية وهيب ين خالد:[/color]
فأخرجها البزار في مسنده (3: 208/ برقم 993): حدثنا محمد بن المثنى، قال: نا المغيرة بن سلمة.
وأخرجها الخرائطي في مكارم الأخلاق (1: 276)، وفي المساوئ برقم (264): حدثنا أحمد بن إسحاق أبو بكر الوراق، ثنا سهل بن بكار.
كلاهما (المغيرة، وسهل) ثنا وهيب، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي الرداد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف (فذكره).
[color=00CC33]2 ـ وأما رواية عبدالرزاق:[/color]
فأخرجها أحمد في مسنده (1: 194/ برقم 1680).
وأخرجها الخرائطي في المكارم (1: 276/ برقم 261).
وأخرجها البيهقي في السنن الكبير (7: 26/ برقم 12994): أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار.
كلاهما (الخرائطي، والصفَّار) ثنا أحمد بن منصور الرمادي.
(ح) وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان بن الحسن ببغداد، ثنا أحمد بن يوسف السلمي.
ثلاثتهم (أحمد، وأحمد بن منصور الرمادي، وأحمد بن يوسف السلمي) عن عبد الرزاق، عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا الرداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه) (فذكره).
(قرن الخرائطي رواية عبدالرزاق برواية وهيب).
وقد أشار لهذه الأوجه الدارقطني، فقال: ((واختلف عن عبد الرزاق:
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرحمن.
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرزاق مثل قول وهيب عن معمر)). اهـ.
وترجم ابن حبان في الثقات (4: 241) لرداد الليثي، وقال: ((ما أحسب معمرًا حفظه؛ روى أصحاب الزهرى هذا الخبر: عن أبى سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف)). اهـ.
قال الحاكم: ((هذا أبو رداد الليثي قد أضاف فيه سفيان بن عيينة ومحمد بن أبي عتيق وشعيب بن أبي حمزة وسفيان بن حسين)). اهـ.
قال الحافظ عبد العظيم في الترغيب (3: 229): ((رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه. من حديث معمر: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف، وقد أشار الترمذي إلى هذا ثم حكى عن البخاري أنه قال: وحديث معمر خطأ. والله أعلم)). اهـ.
[color=00CC33]ز ـ وأما حديث شعيب بن أبي حمزة:[/color]
فاختلف عليه فرواه عنه ابنه على الجادة:
أخرجه أحمد في مسنده برقم (1681)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 93/ برقم 896).
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7271): فأخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا أبو اليمان ثنا شعيب. (ح) وثنا أبو العباس محمد بن يعقوب واللفظ له، ثنا محمد بن خالد بن خلي، ثنا بشر بن شعيب، حدثني أبي، عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا الرداد الليثي أخبره، قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يذكر: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (فذكره).
وأخرجه البيهقي في الشعب برقم (7941) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي، قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا محمد بن خالد بن خلي. (مقتصرًا على هذا الوجه ولعل عزوف البيهقي عن رواية الوجه الأول لعلة يأتي بيانها).
كلاهما (أحمد، ومحمد بن خالد بن خلي) ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، حدثني أبي، عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وأنا خلقت الرحم واشتققت لها من اسمى، فمن وصلها وصله الله ومن قطعها بتته".
قال البيهقي: ((ورويناه من حديث معمر وابن عيينة عاليا في كتاب السنن في باب قسم الصدقات)). اهـ.
وخالفه أبو اليمان فجعله من رواية أبي مالك الليثي:
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (4: 180/ برقم 3057) : حدثنا أبو زرعة.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7271): فأخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم.
وعلقه المزي في تهذيبه (7: 214): رواه علي بن محمد بن عيسى الجكَّاني.
ثلاثتهم (أبو زرعة الدمشقي، وعبدالكريم بن الهيثم، وعلي بن محمد) ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا مالك الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله عز وجل: "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
قلت: سياقه عند الحاكم : أخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا أبو اليمان ثنا شعيب. (ح) وثنا أبو العباس محمد بن يعقوب واللفظ له... الحديث. اهـ.
فظهر بهذا إخلال الحاكم بذكر الاختلاف الوارد في رواية أبي اليمان بحملها على رواية الأصم، عن محمد بن خالد بن خلي، عن بشر بن شعيب بن أبي حمزة، حدثني أبي، عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف.
وقد أخرجه الشاشي في مسنده برقم (239) : حدثنا عبدالكريم بن الهيثم، نا أبو اليمان، أخبرنى شعيب، عن الزهرى، حدثنى أبو سلمة بن عبدالرحمن، أن الليثى أخبره عن عبدالرحمن بن عوف: (فذكره).
وقد تلطف (رحمه الله) في ستر هذا الخلل بمهارة.
والمخالفة ثابتة على أبي اليمان كما يظهر من كلام الدارقطني في ((العلل)) إذ قال: (( واختلف عن شعيب بن أبي حمزة، فقال بشر بن شعيب: عن أبيه، عن الزهري، عن أبي سلمة: أنا أبا رداد أخبره عن عبد الرحمن بن عوف. كقول ابن أبي عتيق ووهيب.
وخالفه أبو اليمان رواه عن شعيب، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة: أن أبا مالك الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف)). اهـ.
قلت: لكن قال عبدالله بن أحمد في العلل برقم (4653): ((قال أبي: رداد الليثي أبو مالك)). اهـ.
وقال صالج بن أحمد: ((سمعت علي بن المديني ، يقول: رداد الليثي كنيته أبو مالك)). اهـ. رواه الدولابي في الكنى (1: 10).
فيحتمل أن هذا الخلاف غير مؤثر، فيكون اسمه رداد وله كنيتان: أبو الرداد، وأبو مالك.. وتكون تخطئة البخاري وابن حبان لقول معمر فيها نظر؛ لأنها حفظت عنه التسميتان.
وأنا أميل إلى أن الوهم في ذلك من معمر اشتبه عليه وأن الصواب أبو الرداد بلفظ الكنية.. وتبقى رواية أبي اليمان محتمله، وإن كان اتحاد المخرج يلقي بضلاله على هذه الكنية، إلا أن نقول: إن شعيب حدث به على الوجهين.
قال العجلي: أبو مالك الليثي مدني تابعي ثقة. ترتيب الثقات برقم (2239).
[color=00CC33]ح ـ وأما حديث يونس ين يزيد:[/color]
فأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (267): حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبدالله بن صالح، ثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبيه عبدالرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
ويونس هذا هو ابن يزيد الأيلي أحد الثقات.. وعبدالله بن صالح فيه مقال مشهور. والانقطاع ظاهر في الرواية.
وهنا أنبه بأني قد أفدت من تخريج الدكتور عبدالله دنفو في كتابه القيم ((مرويات الزهري المعلة)) لهذا الحديث ولي عليه زوائد.
قلت: لرواية الزهري متابعتان: من رواية إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو:
[color=00CC33]1 ـ فأما رواية إسحاق بن أحمد الخزاعي:[/color]
فأخرجها الضياء في المختارة (3: 91/ برقم 894): أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبدالرحيم بن الإخوة، وأم حبيبة عائشة بنت معمر بن عبدالواحد بن الفاخر بأصبهان: أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أخبرهم ـ قراءة عليه ـ أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن النعمان، أنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان، أنا أبو محمد إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الرداد فعاده عبدالرحمن بن عوف، فقال أبو الرداد: خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد ! فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تعالى: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم واشتققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
[color=00CC33]2 ـ وأما حديث محمد بن عمرو:[/color]
فاختلف عنه في روايته لهذا الخبر كما مر عن الدارقطني .. وهذا تفصيل ما أجمل في ((علله)) وَفق ما وقفت عليه: رواه عنه خالد بن عبدالله، وعبدة، ويزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وخالفهما حماد بن سلمة، فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: أن أباه عاد أبا الرداد... الحديث.
[color=00CC33]أ ـ فأما رواية خالد بن عبدالله: [/color]
فأخرجها أبو يعلى في مسنده برقم (5953): حدثنا وهب بن بقية، حدثنا، خالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: قال الله: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي، فمن وصلها أصله، ومن قطعها أقطعه فأبتُّه".
[color=00CC33]ب ـ وأما رواية عبدة:[/color]
فأخرجها وكيع في الزهد برقم (998): حدثنا عبدة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة (مثله).
[color=00CC33]ج ـ وأما رواية يزيد بن هارون:[/color]
فأخرجها أحمد في المسند (2: 498/ برقم 10474).
وأخرجها الخرائطي في المساوئ برقم (280): حدثنا سعدان بن يزيد.
كلاهما (أحمد، وسعدان) : حدثنا يزيد، قال: وأنا محمد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمى، من يصلها أصله ومن يقْطَعها أقطَعْه فأبُته". السياق لأحمد.
ولفظ الخرائطي: "قال الله أنا الرحمن، وهي الرحم شققت لها من اسمى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته". أو قال: "من قطعها بتتُّه".
شك يزيد بن هارون.. كذا قال ! ولا يعصب هذا بيزيد فقد شاركه خالد الواسطي في ذلك.. فالشك من علٍ !.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 173/ برقم 7265): حدثنا أبو بكر أحمد بن يزيد بن هارون، أنبأ محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه) : (فذكره).
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)).
كذا وقع الإسناد لديه وفيه خلل ظاهر.. ويحتاج لتحرير.
[color=00CC33]د ـ أما رواية حماد بن سلمة:[/color]
فأخرجها البرتي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (15): حدثنا أبو سلمة، قال: حدثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: أن أباه عاد أبا الرداد، فقال له أبو الرداد: ما أحد من قومك أوصلُ لي منك، فقال عبدالرحمن : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (فذكره).
قلت: رجح هذه الرواية علي بن المديني، فقال في العلل (ص103): ((حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) : إن الرحم شِجنة من الرحمن.. رواه محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وهو عندي خطأ لا شك فيه؛ لأن الزهري. رواه عن أبي سلمة، عن أبي رداد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف، وهو عندي الصواب)). اهـ.
والاختلاف واضح أن مرده إلى محمد بن عمرو فإنه يهم في حديث أبي سلمة خاصة .. بل وفي حديث غيره (كذلك).
قال ابن أبي خيثمة: سئل ابن معين عنه ، فقال: ما زال الناس يتقون حديثه، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرَّة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه، ثم يحدث به مرة أُخرى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وقال القطان: محمد بن عمرو رجل صالح ليس بأحفظ الناس للحديث. انظر التهذيب (3: 662ـ 663).
وأبو الرداد هذا ترجموه تبعًا للخلاف الواقع في اسمه.. فترجمه العسكري في تصحيفات المحدثين (2: 703) فقال: ((رداد الليثي، وقال بعضهم: أبو رداد، روى عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه. روى عن ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن عبدالرحمن بن عوف عاد أبا الرداد، وروى معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا الرداد أخبره عن عبدالرحمن بن عوف، وكذا رواه معاوية بن يحيى الصدفي)). اهـ.
قلت: هذه إشارة إلى خطأ من ذكره بدون أداة الكنية.
وترجمه ابن حجر في التهذيب (3: 234) ـ تبعًا للمزي ـ فقال: ((رداد الليثي، وقال بعضهم: أبو الرداد ـ وهو الأشهر ـ حجازي.
روى عن: عبد الرحمن بن عوف.
وعنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن.
ذكره ابن حبان في (الثقات)، وروى أبو داود: من حديث معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة ـ وهو الصواب ـ أن ردادًا أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم". الحديث.
ورواه البخاري في (الأدب المفرد): من حديث محمد بن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي الرداد الليثي.اهـ. كلام المزي.
قال ابن حجر: وتابعه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري كذلك، وهو الصواب. ولفظ بن حبان في (ثقات التابعين): (رداد الليثي يروي عن: ابن عوف وذكر الحديث: حدثناه ابن قتيبة، ثنا ابن أبي السري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد، عن عبد الرحمن. قال: وما أحسب معمرًا حفظه، روى هذا الخبر أصحاب الزهري، عن أبي سلمة، عن ابن عوف).
قلت: وكذا رواه ابن عيينة: أخرجه الترمذي من حديثه، فقال: عن أبي سلمة اشتكى أبو الرداد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف، فقال: خيرهم وأوصلهم أبو محمد، فقال عبد الرحمن سمعت (فذكره)، وقال: صحيح.
وذكر رواية معمر، وقال: قال محمد بن إسماعيل: حديث معمر خطأ.
قلت: وكذا قال أبو حاتم الرازي أن المعروف أبو سلمة عن عبد الرحمن وأما أبو الرداد الليثي فإن له في القصة ذكر إلا أن رواية شعيب بن أبي حمزة تقوى رواية معمر ولكن قول معمر رداد خطأ، وللمتن متابع رواه أبو يعلى ـ بسند صحيح ـ: من طريق عبد الله بن قارظ، عن عبد الرحمن بن عوف من غير ذكر أبي الرداد فيه)). اهـ بحروفه.
وذكر هذا التفصيل في الإصابة (7: 137) عند ترجمته لأبي الرداد .
[color=0033CC](3) وأما حديث ابن عباس:[/color]
فأخرجه البزار في مسنده (2: 205/ برقم 991 حدثنا أحمد بن عبد الله السدوسي، قال: نا روح بن عبادة، قال: نا محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف (هكذا قال ابن أبي حفصة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس عن عبد الرحمن بن عوف): أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: يقول الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي".
وفي هذا الكلام إشارة إلى إعلال هذا الوجه.
وقد أخرجه ابن الأعرابي في معجمه برقم (1495): نا الحسن بن علي بن الأشعث الإفريقي، نا محمد بن يحيى بن سلام، نا أبي، عن بحر السقا، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن ابن عباس: أن أبا الدرداء، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فذكره) بتمامه.
وقد وهم الأخ الفاضل عبدالله دنفو في علل الزهري (3: 1663) في نسبته هذه الرواية لابن عوف واعتمادها متابعة لابن أبي حفصة.
ولا يصح هذا الوجه ؛ فإن ابن كنيز متروك الحديث. انظر تهذيب التهذيب (1: 212).
[color=0033CC](4) ـ وأما حديث الحسن بن عبدالرحمن بن عوف:[/color]
فأخرجه أبو نعيم في المعرفة (1: 128/ برقم 498): حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا فيض بن الوثيق، ثنا كثير بن عبدالله، حدثني الحسن بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: "تنادي الرحم من تحت العرش: يارب صل من وصلني ، واقطع من قطعني".
وقال قبله (1: 124): ((ومن رواة الحديث الحسن بن عبدالرحمن بن عوف، روى عن أبيه حديثين، لم يذكره الزبير ولا أهل النسب)). اهـ.
[color=0033CC](5) ـ وأما حديث إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف:[/color]
أشار له البزار في مسنده (3: 207)، فقال: ((وقد روى هذا الحديث سفيان بن حسين، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه)). اهـ.
ولا أراه يصح من هذا الوجه.
[color=0033CC](6) ـ وأما حديث ابن عبدالرحمن بن عوف:[/color]
فأخرجه البزار (الزوائد) برقم (1884): حدثنا محمد بن حصين الجزري، ثنا كثير بن عبدالله البكري ـ أو النكري ـ ثنا ابن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " الرحم ينادي يوم القيامة: أن من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله".
قال البزار: ((لا نعلم روى ابن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه غير هذا)).
قلت: هو من سمى أبو نعيم قبله.. ويظهر اختلاف لفظهما عن حديث الترجمة.
قال الهيثمي: (( فيه جماعة لم أعرفهم)).
[color=0033FF][align=center]شواهــــد الحديث[/align][/color]
قال الترمذي في جامعه (4: 315): ((وفي الباب عن أبي سعيد، وابن أبي أوفى، وعامر بن ربيعة، وأبي هريرة، وجبير بن مطعم)).
وقال البزار في مسنده (3: 207): ((قد روي هذا الكلام عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من وجوه : فروى ذلك: أبو هريرة، وعائشة، وعبدالله بن عمرو. بكلام يشبه هذا)). اهـ.
وقال الحاكم: ((روي بأسانيد واضحة عن عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعائشة وعبد الله بن عمرو)).
[color=990066]وكتب / يحيى البكري في ليلة الجمعة الثالث عشر من جمادى الآخرة لسنة خمس وعشرين وأربع مئة وألف للهجرة الشريفة..
ثم أعدت النظر فيه لأيام متقطعات كان ختامها فجر الأربعاء الخامس عشر من شعبان للسنة المذكورة (والله أعلم). [/align][/color]
8] حديث: قال الله (عز وجل): "أنا الرحمنُ خلقتُ الرَّحم وشققتُ لها اسمًا من اسمي، فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبُتُّه". أو قال: "من بتها أبُتُّه".
أورده الراغب في مفرداته (1: 254) عند كلامه على مادة (رحم).
وأورده الثعالبي في تفسيره (4: 167): من رواية أبي داود بسنده (فذكره).
وذكره أبو بكر الجصاص (370هـ) في أحكام القرآن (2: 336) في تفسير سورة النساء عند قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) .
وأورده ابن كثير (4: 180) في تفسير البسملة.
وأورده في تفسير سورة القتال (4: 180) عند قوله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ): ((قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارض: أن أباه حدَّثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) وهو مريض، فقال له عبد الرحمن (رضي الله عنه): وصلتك رحم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: قال الله (عز وجل): "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبته"، أو قال: "من بتها أبته".
وقال: تفرد به أحمد من هذا الوجه".
ورواه أحمد (أيضًا) : من حديث الزهري، عن أبي سلمة، عن الرداد ـ أو أبي الرداد ـ عن عبد الرحمن بن عوف، به.
ورواه أبو داود والترمذي من رواية أبي سلمة عن أبيه، والأحاديث في هذا كثيرة جدًا)). أهـ.
قال أ. د. حكمت بشير: ((والرحمن: مشتق من الرحمة ، وهو قول الجمهور، والدليل ما أخرجه أحمد، قال: يزيد بن هارون، حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارض: أن أباه حدثه: أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) وهو مريض، فقال له عبد الرحمن (رضي الله عنه) وصلتك رحم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: قال الله (عز وجل): "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبته" أو قال: "من بتها أبته".
وأخرجه (أيضًا): من حديث أبي هريرة بنحوه. صححه أحمد شاكر والألباني.
وأخرجه الحاكم: من طريق يزيد بن هارون، به، وسكت عنه هو والذهبي.
وأخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم: كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن ردَّاد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف بنحوه.
قال الترمذي: حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي)). اهـ.
[color=0000FF][align=center]طرق الحديث[/align][/color]
الحديث مشهور عن عبدالرحمن بن عوف، رواه عنه: عبدالله بن قارظ، وأبو سلمة بن عبدالرحمن، وابن عباس، والحسن بن عبدالرحمن بن عوف، وإبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، وابن لعبدالرحمن بن عوف.
[color=0000FF](1)ـ فأما حديث عبدالله بن قارظ:[/color]
فرواه يحيى بن أبي كثير: واختلف عنه.. بين علله الدارقطني (رحمه الله): إذ سئل عن حديث إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: (يقول الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته".
فقال: ((يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:
فرواه هشام الدستوائي: عن يحيى، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: أن أباه حدثه، عن عبد الرحمن بن عوف.
ورواه شيبان: عن يحيى قال: حدثني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، أن رجلا أخبره عن عبد الرحمن، وكذلك قال أبان عن يحيى.
واختلف عن الأوزاعي:
فقال شعيب بن إسحاق وابن أبي العشرين: عن الأوزاعي، عن يحيى، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، قال: حدثني فلان، عن عبد الرحمن بن عوف.
وقال الوليد بن مزيد ويحيى بن حمزة: عن الأوزاعي، عن يحيى، عن عبد الله بن محمد، قال: مرض عبد الرحمن فعاده قريب له.
قال الفريابي: عن الأوزاعي، عن يحيى جاء رجل إلى عبد الرحمن فأرسله.
وقال عكرمة بن عمار: عن يحيى حدثني نسيب لعبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن.
وقد اختلف أصحاب يحيى عليه فيه وأحسنهم قولا عنه ما قاله شيبان وأبان والله أعلم)). اهـ. انظر علل الدارقطني (4: 295/ برقم 576).
قال الضياء في المختارة (3: 96): ((قلت والله أعلم: لو أن الدارقطني (رحمه الله) قال: وأحسنهم قولا هشام كان أولى؛ لأن شيبان وأبان في روايتهما لم يبين لهما إبراهيم من هو المخبر له وفي رواية هشام أنه بين له أن المخبر له أبوه والله أعلم)). اهـ.
قلت: صحة الرواية لا تنبني على التصريح بالراوي من عدمه؛ لأن الظاهر أن صواب الرواية على الإبهام إذ أن هشامًا وأبانًا لم يتفردا بهذا بل بقية الروايات على ذلك، وتفرَّد هشام بالتصريح بالاسم.. وبيان ذلك في ما يأتي من طرق:
[color=00CC33]أ ـ أما رواية هشام الدستوائي:[/color]
فأخرجها أحمد (1: 191/ برقم 1695).
وأخرجها ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (205)، وأبو يعلى برقم (841)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 94 ـ 95/ برقم 897): ثنا أبو خيثمة.
وأخرجها الخرائطي في المساوئ برقم (263): حدثنا أحمد بن يحيى السوسي.
وأخرجها الشاشي في مسنده برقم (252): حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني.
وأخرجها الضياء في المختارة (3: 95/ برقم 898): من حديث أحمد بن منيع.
أربعتهم (أحمد، وأبو خيثمة، و أحمد بن يحيى السوسي، وعيسى بن أحمد، وأحمد بن منيع): حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف يعوده، فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته" أو قال: "بتها أبته". السياق لأبي يعلى.
قال ابن كثير (4: 180): (( تفرَّد به أحمد من هذا الوجه)). اهـ.
مراده تفرد به مطلقًا؛ فلم أجد من تابع هشامًا على ذكر عبدالله بن قارظ.. ويحتمل أن مراده تفرد به عن الأصول (وهو كذلك).
[color=00CC33]ب ـ وأما رواية شيبان: [/color]
فأخرجها البخاري في التاريخ الكبير (1: 312): قال لي سعد بن حفص، قال: ثنا شيبان، عن يحيى، أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري: أن رجلاً أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وأنا خلقت الرحم"
[color=00CC33]ج ـ وأما رواية عكرمة بن عمار:[/color]
فأخرجها الشاشي في مسنده برقم (240): حدثنا صاحب، نا سليمان بن معبد، نا النضر بن محمد الجرشى، نا عكرمة، نا يحيى، نا أبو سلمة، قال: جاء نسيب لعبدالرحمن بن عوف يعوده فى مرضه، فقال له: أفلان! قال: نعم، قال: وصلتك رحم إنى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): (فذكره).
[color=00CC33]د ـ وأما حديث الأوزاعي:[/color]
فالاختلاف فيه ظاهر على الأوزاعي كما مر عن الدارقطني .. وبقي عليه وجه من الخلاف لم يذكره وهي رواية الوليد بن مسلم:
أخرجها الخطيب في التاريخ (5: 426): أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بغدادي بالإسكندرية.
وأخرجها ابن عساكر في التاريخ (5: 406 ـ 407): أخبرنا أبو محمد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري، أنا محمد بن المسيب بن إسحاق، نا أحمد بن محمد بن عثمان الثقفي الدمشقي.
كلاهما (محمد بن عبد الله بن ميمون، و أحمد بن محمد بن عثمان) حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
[color=00CC33]هـ ـ وأما رواية أبان[/color]: فلم أقف عليها لساعتي هذه.
[color=0033CC](2)ـ وأما حديث أبي سلمة: فيرويه الزهري واختلف عليه فيه:[/color]
فرواه سفيان بن عيينة: عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الردَّاد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف.
ورواه سفيان بن حسين : عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي الرداد الليثى.
ورواه عنه البعض: عن الزهري، عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه.
ورواه محمد بن أبي عتيق، وعبيد الله بن أبي زياد، ومعاوية بن يحيى الصفدي: عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا رداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
وخالفهم معمر: فرواه عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن ردادًا الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
ورواه بعضهم عنه على الجادة.
وخالف الجميع شعيب: فرواه عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا مالك الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
وهذا في رواية أبي اليمان عنه.. (وقد خولف في هذا كما سيأتي).
ورواه يونس: عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبيه (عبدالرحمن بن عوف).. لم يذكر القصة.. ولا الواسطة.
وقد تابع الزهري عليه: إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو.
وقد استوعب الدارقطني علل حديث أبي سلمة هذا بأوجهه المختلفة إذ سئل عن حديث أبي الردَّاد الليثي عن عبدالرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال الله: "أنا الرحمن خلقت الرحم الحديث ..
فقال: ((يرويه الزهري، عن أبي سلمة، واختلف عنه:
فرواه محمد بن أبي عتيق، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا الردَّاد أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وتابعه وهيب بن خالد، عن معمر.
واختلف عن عبد الرزاق:
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرحمن.
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرزاق مثل قول وهيب عن معمر.
واختلف عن شعيب بن أبي حمزة، فقال بشر بن شعيب: عن أبيه، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا رداد أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
كقول ابن أبي عتيق ووهيب.
وخالفه أبو اليمان: رواه عن شعيب، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة: أن أبا مالك الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
واختلف عن ابن عيينة:
فرواه سعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي شيبة، والقعنبي، والحميدي: عن ابن عيينة، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة، عن عبدالرحمن بن عوف ولم يجعلوا فيه رواية عن أبي الرداد.
وفي حديث الحميدي، وسعيد بن منصور: اشتكى أبو الرداد فعاده عبد الرحمن، فقال أبو الرداد: خيرهم وأوصلهم وأبرهم أبو محمد، فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وقال حامد بن يحيى البلخي: عن ابن عيينة، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة، قال: اشتكى الرداد فعاده عبد الرحمن ووهم فيه.
والصواب أبو الرداد.
ورواه عبد الأعلى: عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
ورواه محمد بن أبي حفصة، وبحر السقا: عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف.
ورواه محمد بن عمرو: عن أبي سلمة، واختلف عنه:
فقال حماد بن سلمة: عن محمد بن عمرو نحو قول ابن عيينة، عن الزهري.
وغير حماد بن سلمة يرويه: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وقال إسماعيل بن جعفر: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ـ مرسلا ـ عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
والصواب حديث محمد بن أبي عتيق ومن تابعه)) . اهـ. انظر علل الدارقطني (4: 263 ـ 265/ برقم 550).
ولا ينقضي عجبي من هذه الحافظة المميزة للإمام الدارقطني وسعة اطلاعه على الطرق واختلاف الروايات كما هو ظاهر من كلامه على هذا الحديث .. حقًا إنه إمام في معرفة العلل والاختلاف!!. فإلى بيان طرق الحديث وَفق ما أسلفت من اختلاف:
[color=00CC33]أ ـ أما حديث سفيان بن عيينة:[/color]
فأخرجه الحميدي في مسنده برقم (65) ، ومن طريقه الحاكم في مستدركه (4: 174/ برقم 7269) عن أبي بكر بن إسحاق الإمام، وعلي بن حمشاد العدل، قالا: ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي.
وأخرجه الحسين المروزي في زوائده على الزهد برقم (114).
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5: 217/ برقم25387)، وعنه أبو داود (2: 133/ برقم1694).
وأخرجه أحمد (1: 194/ برقم 1686).
وأخرجه أبو داود (2: 133/ برقم1694)، وعثمان الدارمي في الرد على بشر (ص12): (كلاهما) عن مسدد.
وأخرجه الترمذي في الجامع (4: 315/ برقم 1907): حدثنا ابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (203): حدثنا علي بن الجعد وغيره.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده برقم (840) حدثنا زهير.
وأخرجه البزار في مسنده (3: 206/ برقم 992): حدثنا أحمد بن عبدة.
وأخرجه الدولابي في الكنى (1: 10): عن محمد بن منصور.
أخرجه أحمد البرقي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (18): حدثنا إسحاق بن إسماعيل (هو الطالقاني).
وأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (265): حدثنا علي بن حرب الطائي.
وأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (266): حدثنا أحمد بن منصورالرمادي، ثنا سريج بن النعمان.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبير (7: 26/ برقم
12995) : حدثنا أبو محمد بن يوسف، أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة، أنبأ الحسن بن محمد الزعفراني.
ستة عشرهم (الحميدي، والحسين المروزي، وأحمد، ومسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن، وعلي بن الجعد، وزهير، وأحمد بن عبدة، ومحمد بن منصور، وإسحاق بن إسماعيل، وعلي بن حرب، وسُريح بن النعمان، والحسن الزعفراني) عن سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الرداد فجاءه عبد الرحمن عائدًا، فقال: خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد ! فقال عبد الرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله عز وجل: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته". اللفظ للحميدي.
ومنهم من لم يذكر القصة.
وفي لفظ الحاكم: " ومن قطعها قطعته". فخالف رواية ((المسند)).
ورواية أبي يعلى بالشك "ومن قطعها قطعته" ، أو "بتته".
قال أبو عيسى: ((حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح)). اهـ.
قال الحافظ عبد العظيم في الترغيب (3: 229): ((تصحيح الترمذي له فيه نظر؛ فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه شيئًا، قاله يحيى بن معين وغيره. ورواه أبو داود وابن حبان في (صحيحه): من حديث معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف. وقد أشار الترمذي إلى هذا ثم حكى عن البخاري أنه قال: وحديث معمر خطأ والله أعلم)). اهـ.
[color=00CC33]ب ـ وأما حديث سفيان بن حسين:[/color]
فأخرجه أحمد البرقي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (17) حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا سليمان بن كثير.
وأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (262): حدثنا عمر بن شبة، ثنا عمر بن علي المقدمي.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 175/ برقم 7272): أخبرناه أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا يزيد بن هارون.
كلاهما ( كثير، وعمر بن علي، ويزيد بن هارون) عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي الرداد الليثى، فقال: خيركم وأوصلكم أبو محمد ! قال عبد الرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال ربكم جل وعز: "أنا الله الذي خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فأنا الرحمن وهي الرحم، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته". اللفظ للبرقي.
وله وجه آخر من الخلاف: قال البزار في مسنده (3: 207): ((وقد روى هذا الحديث سفيان بن حسين، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه. والصواب ما رواه ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة. وقد روي هذا الكلام عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من وجوه: فروى ذلك أبو هريرة، وعائشة، وعبد الله بن عمرو بكلام يشبه هذا)). اهـ.
[color=00CC33]ج ـ وأما حديث محمد بن أبي عتيق:[/color]
فأخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (53).
وأخرجه الطبراني في الأوسط برقم (4606) حدثنا عبيد الله بن محمد العمري.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7270): فأخبرناه أبو بكر بن إسحاق، أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي والحسن بن زياد.
أربعتهم (البخاري، وعبيد الله بن محمد العمري، العباس بن الفضل الأسفاطي، والحسن بن زياد): ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أخي أبو بكر، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة: أن أبا رداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه): أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تبارك وتعالى: "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها أبته".
قال الطبراني: ((لم يروه عن ابن أبي عتيق إلا سليمان بن بلال، تفرد به أبو بكر بن أبي أويس)). اهـ.
ومحمد بن أبي عتيق، هو محمد بن عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي المدني.
قال الذهلي: (وهو حسن الحديث عن الزهري، كثير الرواية مقارب الحديث لولا أن سليمان بن بلال يحدثه لذهب حديثه). اهـ. انظر التهذيب (9: 246).
وحديثه هذا مستقيم.. قال الدارقطني (في ترجيحه الآنف): ((والصواب حديث محمد بن أبي عتيق ومن تابعه)). اهـ.
قلت: أشار الحاكم إلى رواياتهم، فقال: ((هذا أبو رداد الليثي قد أضاف فيه سفيان بن عيينة ومحمد بن أبي عتيق وشعيب بن أبي حمزة وسفيان بن حسين)). اهـ.
ويزاد عبيدالله بن أبي زياد عن الزهري، و إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو كلاهما عن أبي سلمة.
[color=00CC33]د ـ وأما حديث عبيدالله بن أبي زياد:[/color]
فأخرجه المروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك برقم (113): قال حدثنا حجاج بن أبي منيع الرصافي، عنه به (مثله).
وعبيدالله هذا عده الدارقطني من ثقات أصحاب الزهري.. قال أحمد بن علي بن الفتح: قال لنا أبو الحسن الدراقطني: شعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد، وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي من الثقات. انظر لترجمته تاريخ دمشق (37: 465).
[color=00CC33]هـ ـ وأما حديث معاوية بن يحيى الصفدي:[/color]
فأخرجه الخراطي في المكارم (1: 278/ برقم 262): حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبدالله بن صالح، ثنا الهقل بن زياد، عنه به (فذكره).
[color=00CC33]و ـ وأما حديث معمر بن راشد[/color]:
فأخرجه في (الجامع 11: 171/ برقم 20234): عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن ردادًا الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تبارك وتعالى: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
وأخرجه أبو داود في سننه (2: 133/ برقم 1695).
وأخرجه ابن حبان في الثقات (4: 241) ثنا ابن قتيبة.
كلاهما (أبو داود، وابن قتيبة) : عن محمد بن المتوكل العسقلاني.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7268) أخبرني محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني.
وأخرجه الضياء في المختارة (3: 92/ برقم 895): أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح بأصبهان، أن أبا علي الحسن بن احمد الحداد أخبرهم قراءة عليه وهو حاضر، أنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.
كلاهما (محمد بن علي الصنعاني، والطبراني) عن إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما(محمد بن المتوكل وهوابن أبي السري، وإسحاق بن إبراهيم) عن عبدالزاق.
وأخرجه خرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (204) حدثنا ابن جميل.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (2: 186/ برقم 443): أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حبان.
كلاهما (ابن جميل، حبان) عن عبدالله (يعني ابن المبارك).
كلاهما (عبدالرزاق، وابن المبارك،) عن معمر، به.
قال أبو عيسى في جامعه (4: 315): ((روى معمر هذا الحديث، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف ومعمر كذا يقول ! قال محمد: وحديث معمر خطأ)). اهـ.
قلت: لكن الحديث وقع على الصواب في رواية وهيب بن خالد، وفي رواية عن عبدالرزاق، عنه:
[color=00CC33]1 ـ فأما رواية وهيب ين خالد:[/color]
فأخرجها البزار في مسنده (3: 208/ برقم 993): حدثنا محمد بن المثنى، قال: نا المغيرة بن سلمة.
وأخرجها الخرائطي في مكارم الأخلاق (1: 276)، وفي المساوئ برقم (264): حدثنا أحمد بن إسحاق أبو بكر الوراق، ثنا سهل بن بكار.
كلاهما (المغيرة، وسهل) ثنا وهيب، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي الرداد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف (فذكره).
[color=00CC33]2 ـ وأما رواية عبدالرزاق:[/color]
فأخرجها أحمد في مسنده (1: 194/ برقم 1680).
وأخرجها الخرائطي في المكارم (1: 276/ برقم 261).
وأخرجها البيهقي في السنن الكبير (7: 26/ برقم 12994): أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار.
كلاهما (الخرائطي، والصفَّار) ثنا أحمد بن منصور الرمادي.
(ح) وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان بن الحسن ببغداد، ثنا أحمد بن يوسف السلمي.
ثلاثتهم (أحمد، وأحمد بن منصور الرمادي، وأحمد بن يوسف السلمي) عن عبد الرزاق، عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا الرداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه) (فذكره).
(قرن الخرائطي رواية عبدالرزاق برواية وهيب).
وقد أشار لهذه الأوجه الدارقطني، فقال: ((واختلف عن عبد الرزاق:
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرحمن.
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرزاق مثل قول وهيب عن معمر)). اهـ.
وترجم ابن حبان في الثقات (4: 241) لرداد الليثي، وقال: ((ما أحسب معمرًا حفظه؛ روى أصحاب الزهرى هذا الخبر: عن أبى سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف)). اهـ.
قال الحاكم: ((هذا أبو رداد الليثي قد أضاف فيه سفيان بن عيينة ومحمد بن أبي عتيق وشعيب بن أبي حمزة وسفيان بن حسين)). اهـ.
قال الحافظ عبد العظيم في الترغيب (3: 229): ((رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه. من حديث معمر: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف، وقد أشار الترمذي إلى هذا ثم حكى عن البخاري أنه قال: وحديث معمر خطأ. والله أعلم)). اهـ.
[color=00CC33]ز ـ وأما حديث شعيب بن أبي حمزة:[/color]
فاختلف عليه فرواه عنه ابنه على الجادة:
أخرجه أحمد في مسنده برقم (1681)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 93/ برقم 896).
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7271): فأخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا أبو اليمان ثنا شعيب. (ح) وثنا أبو العباس محمد بن يعقوب واللفظ له، ثنا محمد بن خالد بن خلي، ثنا بشر بن شعيب، حدثني أبي، عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا الرداد الليثي أخبره، قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يذكر: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (فذكره).
وأخرجه البيهقي في الشعب برقم (7941) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي، قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا محمد بن خالد بن خلي. (مقتصرًا على هذا الوجه ولعل عزوف البيهقي عن رواية الوجه الأول لعلة يأتي بيانها).
كلاهما (أحمد، ومحمد بن خالد بن خلي) ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، حدثني أبي، عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وأنا خلقت الرحم واشتققت لها من اسمى، فمن وصلها وصله الله ومن قطعها بتته".
قال البيهقي: ((ورويناه من حديث معمر وابن عيينة عاليا في كتاب السنن في باب قسم الصدقات)). اهـ.
وخالفه أبو اليمان فجعله من رواية أبي مالك الليثي:
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (4: 180/ برقم 3057) : حدثنا أبو زرعة.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7271): فأخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم.
وعلقه المزي في تهذيبه (7: 214): رواه علي بن محمد بن عيسى الجكَّاني.
ثلاثتهم (أبو زرعة الدمشقي، وعبدالكريم بن الهيثم، وعلي بن محمد) ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا مالك الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله عز وجل: "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
قلت: سياقه عند الحاكم : أخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا أبو اليمان ثنا شعيب. (ح) وثنا أبو العباس محمد بن يعقوب واللفظ له... الحديث. اهـ.
فظهر بهذا إخلال الحاكم بذكر الاختلاف الوارد في رواية أبي اليمان بحملها على رواية الأصم، عن محمد بن خالد بن خلي، عن بشر بن شعيب بن أبي حمزة، حدثني أبي، عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف.
وقد أخرجه الشاشي في مسنده برقم (239) : حدثنا عبدالكريم بن الهيثم، نا أبو اليمان، أخبرنى شعيب، عن الزهرى، حدثنى أبو سلمة بن عبدالرحمن، أن الليثى أخبره عن عبدالرحمن بن عوف: (فذكره).
وقد تلطف (رحمه الله) في ستر هذا الخلل بمهارة.
والمخالفة ثابتة على أبي اليمان كما يظهر من كلام الدارقطني في ((العلل)) إذ قال: (( واختلف عن شعيب بن أبي حمزة، فقال بشر بن شعيب: عن أبيه، عن الزهري، عن أبي سلمة: أنا أبا رداد أخبره عن عبد الرحمن بن عوف. كقول ابن أبي عتيق ووهيب.
وخالفه أبو اليمان رواه عن شعيب، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة: أن أبا مالك الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف)). اهـ.
قلت: لكن قال عبدالله بن أحمد في العلل برقم (4653): ((قال أبي: رداد الليثي أبو مالك)). اهـ.
وقال صالج بن أحمد: ((سمعت علي بن المديني ، يقول: رداد الليثي كنيته أبو مالك)). اهـ. رواه الدولابي في الكنى (1: 10).
فيحتمل أن هذا الخلاف غير مؤثر، فيكون اسمه رداد وله كنيتان: أبو الرداد، وأبو مالك.. وتكون تخطئة البخاري وابن حبان لقول معمر فيها نظر؛ لأنها حفظت عنه التسميتان.
وأنا أميل إلى أن الوهم في ذلك من معمر اشتبه عليه وأن الصواب أبو الرداد بلفظ الكنية.. وتبقى رواية أبي اليمان محتمله، وإن كان اتحاد المخرج يلقي بضلاله على هذه الكنية، إلا أن نقول: إن شعيب حدث به على الوجهين.
قال العجلي: أبو مالك الليثي مدني تابعي ثقة. ترتيب الثقات برقم (2239).
[color=00CC33]ح ـ وأما حديث يونس ين يزيد:[/color]
فأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (267): حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبدالله بن صالح، ثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبيه عبدالرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
ويونس هذا هو ابن يزيد الأيلي أحد الثقات.. وعبدالله بن صالح فيه مقال مشهور. والانقطاع ظاهر في الرواية.
وهنا أنبه بأني قد أفدت من تخريج الدكتور عبدالله دنفو في كتابه القيم ((مرويات الزهري المعلة)) لهذا الحديث ولي عليه زوائد.
قلت: لرواية الزهري متابعتان: من رواية إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو:
[color=00CC33]1 ـ فأما رواية إسحاق بن أحمد الخزاعي:[/color]
فأخرجها الضياء في المختارة (3: 91/ برقم 894): أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبدالرحيم بن الإخوة، وأم حبيبة عائشة بنت معمر بن عبدالواحد بن الفاخر بأصبهان: أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أخبرهم ـ قراءة عليه ـ أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن النعمان، أنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان، أنا أبو محمد إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الرداد فعاده عبدالرحمن بن عوف، فقال أبو الرداد: خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد ! فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تعالى: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم واشتققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
[color=00CC33]2 ـ وأما حديث محمد بن عمرو:[/color]
فاختلف عنه في روايته لهذا الخبر كما مر عن الدارقطني .. وهذا تفصيل ما أجمل في ((علله)) وَفق ما وقفت عليه: رواه عنه خالد بن عبدالله، وعبدة، ويزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وخالفهما حماد بن سلمة، فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: أن أباه عاد أبا الرداد... الحديث.
[color=00CC33]أ ـ فأما رواية خالد بن عبدالله: [/color]
فأخرجها أبو يعلى في مسنده برقم (5953): حدثنا وهب بن بقية، حدثنا، خالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: قال الله: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي، فمن وصلها أصله، ومن قطعها أقطعه فأبتُّه".
[color=00CC33]ب ـ وأما رواية عبدة:[/color]
فأخرجها وكيع في الزهد برقم (998): حدثنا عبدة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة (مثله).
[color=00CC33]ج ـ وأما رواية يزيد بن هارون:[/color]
فأخرجها أحمد في المسند (2: 498/ برقم 10474).
وأخرجها الخرائطي في المساوئ برقم (280): حدثنا سعدان بن يزيد.
كلاهما (أحمد، وسعدان) : حدثنا يزيد، قال: وأنا محمد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمى، من يصلها أصله ومن يقْطَعها أقطَعْه فأبُته". السياق لأحمد.
ولفظ الخرائطي: "قال الله أنا الرحمن، وهي الرحم شققت لها من اسمى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته". أو قال: "من قطعها بتتُّه".
شك يزيد بن هارون.. كذا قال ! ولا يعصب هذا بيزيد فقد شاركه خالد الواسطي في ذلك.. فالشك من علٍ !.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 173/ برقم 7265): حدثنا أبو بكر أحمد بن يزيد بن هارون، أنبأ محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه) : (فذكره).
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)).
كذا وقع الإسناد لديه وفيه خلل ظاهر.. ويحتاج لتحرير.
[color=00CC33]د ـ أما رواية حماد بن سلمة:[/color]
فأخرجها البرتي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (15): حدثنا أبو سلمة، قال: حدثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: أن أباه عاد أبا الرداد، فقال له أبو الرداد: ما أحد من قومك أوصلُ لي منك، فقال عبدالرحمن : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (فذكره).
قلت: رجح هذه الرواية علي بن المديني، فقال في العلل (ص103): ((حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) : إن الرحم شِجنة من الرحمن.. رواه محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وهو عندي خطأ لا شك فيه؛ لأن الزهري. رواه عن أبي سلمة، عن أبي رداد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف، وهو عندي الصواب)). اهـ.
والاختلاف واضح أن مرده إلى محمد بن عمرو فإنه يهم في حديث أبي سلمة خاصة .. بل وفي حديث غيره (كذلك).
قال ابن أبي خيثمة: سئل ابن معين عنه ، فقال: ما زال الناس يتقون حديثه، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرَّة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه، ثم يحدث به مرة أُخرى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وقال القطان: محمد بن عمرو رجل صالح ليس بأحفظ الناس للحديث. انظر التهذيب (3: 662ـ 663).
وأبو الرداد هذا ترجموه تبعًا للخلاف الواقع في اسمه.. فترجمه العسكري في تصحيفات المحدثين (2: 703) فقال: ((رداد الليثي، وقال بعضهم: أبو رداد، روى عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه. روى عن ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن عبدالرحمن بن عوف عاد أبا الرداد، وروى معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا الرداد أخبره عن عبدالرحمن بن عوف، وكذا رواه معاوية بن يحيى الصدفي)). اهـ.
قلت: هذه إشارة إلى خطأ من ذكره بدون أداة الكنية.
وترجمه ابن حجر في التهذيب (3: 234) ـ تبعًا للمزي ـ فقال: ((رداد الليثي، وقال بعضهم: أبو الرداد ـ وهو الأشهر ـ حجازي.
روى عن: عبد الرحمن بن عوف.
وعنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن.
ذكره ابن حبان في (الثقات)، وروى أبو داود: من حديث معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة ـ وهو الصواب ـ أن ردادًا أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم". الحديث.
ورواه البخاري في (الأدب المفرد): من حديث محمد بن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي الرداد الليثي.اهـ. كلام المزي.
قال ابن حجر: وتابعه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري كذلك، وهو الصواب. ولفظ بن حبان في (ثقات التابعين): (رداد الليثي يروي عن: ابن عوف وذكر الحديث: حدثناه ابن قتيبة، ثنا ابن أبي السري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد، عن عبد الرحمن. قال: وما أحسب معمرًا حفظه، روى هذا الخبر أصحاب الزهري، عن أبي سلمة، عن ابن عوف).
قلت: وكذا رواه ابن عيينة: أخرجه الترمذي من حديثه، فقال: عن أبي سلمة اشتكى أبو الرداد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف، فقال: خيرهم وأوصلهم أبو محمد، فقال عبد الرحمن سمعت (فذكره)، وقال: صحيح.
وذكر رواية معمر، وقال: قال محمد بن إسماعيل: حديث معمر خطأ.
قلت: وكذا قال أبو حاتم الرازي أن المعروف أبو سلمة عن عبد الرحمن وأما أبو الرداد الليثي فإن له في القصة ذكر إلا أن رواية شعيب بن أبي حمزة تقوى رواية معمر ولكن قول معمر رداد خطأ، وللمتن متابع رواه أبو يعلى ـ بسند صحيح ـ: من طريق عبد الله بن قارظ، عن عبد الرحمن بن عوف من غير ذكر أبي الرداد فيه)). اهـ بحروفه.
وذكر هذا التفصيل في الإصابة (7: 137) عند ترجمته لأبي الرداد .
[color=0033CC](3) وأما حديث ابن عباس:[/color]
فأخرجه البزار في مسنده (2: 205/ برقم 991 حدثنا أحمد بن عبد الله السدوسي، قال: نا روح بن عبادة، قال: نا محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف (هكذا قال ابن أبي حفصة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس عن عبد الرحمن بن عوف): أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: يقول الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي".
وفي هذا الكلام إشارة إلى إعلال هذا الوجه.
وقد أخرجه ابن الأعرابي في معجمه برقم (1495): نا الحسن بن علي بن الأشعث الإفريقي، نا محمد بن يحيى بن سلام، نا أبي، عن بحر السقا، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن ابن عباس: أن أبا الدرداء، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فذكره) بتمامه.
وقد وهم الأخ الفاضل عبدالله دنفو في علل الزهري (3: 1663) في نسبته هذه الرواية لابن عوف واعتمادها متابعة لابن أبي حفصة.
ولا يصح هذا الوجه ؛ فإن ابن كنيز متروك الحديث. انظر تهذيب التهذيب (1: 212).
[color=0033CC](4) ـ وأما حديث الحسن بن عبدالرحمن بن عوف:[/color]
فأخرجه أبو نعيم في المعرفة (1: 128/ برقم 498): حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا فيض بن الوثيق، ثنا كثير بن عبدالله، حدثني الحسن بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: "تنادي الرحم من تحت العرش: يارب صل من وصلني ، واقطع من قطعني".
وقال قبله (1: 124): ((ومن رواة الحديث الحسن بن عبدالرحمن بن عوف، روى عن أبيه حديثين، لم يذكره الزبير ولا أهل النسب)). اهـ.
[color=0033CC](5) ـ وأما حديث إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف:[/color]
أشار له البزار في مسنده (3: 207)، فقال: ((وقد روى هذا الحديث سفيان بن حسين، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه)). اهـ.
ولا أراه يصح من هذا الوجه.
[color=0033CC](6) ـ وأما حديث ابن عبدالرحمن بن عوف:[/color]
فأخرجه البزار (الزوائد) برقم (1884): حدثنا محمد بن حصين الجزري، ثنا كثير بن عبدالله البكري ـ أو النكري ـ ثنا ابن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " الرحم ينادي يوم القيامة: أن من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله".
قال البزار: ((لا نعلم روى ابن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه غير هذا)).
قلت: هو من سمى أبو نعيم قبله.. ويظهر اختلاف لفظهما عن حديث الترجمة.
قال الهيثمي: (( فيه جماعة لم أعرفهم)).
[color=0033FF][align=center]شواهــــد الحديث[/align][/color]
قال الترمذي في جامعه (4: 315): ((وفي الباب عن أبي سعيد، وابن أبي أوفى، وعامر بن ربيعة، وأبي هريرة، وجبير بن مطعم)).
وقال البزار في مسنده (3: 207): ((قد روي هذا الكلام عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من وجوه : فروى ذلك: أبو هريرة، وعائشة، وعبدالله بن عمرو. بكلام يشبه هذا)). اهـ.
وقال الحاكم: ((روي بأسانيد واضحة عن عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعائشة وعبد الله بن عمرو)).
[color=990066]وكتب / يحيى البكري في ليلة الجمعة الثالث عشر من جمادى الآخرة لسنة خمس وعشرين وأربع مئة وألف للهجرة الشريفة..
ثم أعدت النظر فيه لأيام متقطعات كان ختامها فجر الأربعاء الخامس عشر من شعبان للسنة المذكورة (والله أعلم). [/align][/color]