علل أحاديث التفسير (3)

إنضم
08/03/2004
المشاركات
61
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
السعودية - أبها
[align=justify][3] حديث : كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل فاستفتح صلاته وكبر، قال: "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، ولا إله إلا الله" ثلاثًا، ثم يقول: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه".
[color=0000CC]طرق الحديث:[/color]
الحديث أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (5: 1640) من حديث ابن مسعود.
وأورده ابن كثير في تفسيره (1/14) من رواية أبي سعيد الخدري ، وجبير بن مطعم عن أبيه، وابن مسعود، وأبي أمامة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور (3/632) من رواية ابن مسعود.
وورد في مراسيل أبي سلمة، والحسن البصري.
وأورده الأستاذ حكمة بشير في التفسير الصحيح (1: 68 ـ 96) من رواية أبي سعيد الخدري.
قال: "وأخرجه أبو داود وابن ماجه: من طريق عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطم، عن أبيه نحوه.
وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، وحسنه مقبل الوادعي في تحقيقه لتفسير ابن كثير". اهـ.
والحديث في ألفاظه اختلاف وزيادات.. والشاهد منه لفظ لاستعاذة.. وهو معلول من طرقه جميعًا.. وبيان ذلك كما يلي:
[color=000099] أما حديث أبي سعيد الخدري:[/color]
فأخرجه أحمد في مسنده (3: 50/ برقم 11491): حدثنا محمد بن الحسن بن أتش.
وأخرجه الدارمي في مسنده (1: 310/ برقم 1239).
وأخرجه البيهقي في السنن الكبير(2: 34/ برقم 2179): من طريق محمد بن شاذن.
كلاهما (الدارمي، ومحمد بن شاذان): عن زكريا بن عدي.
وأخرجه أبو داود في سننه (1: 206/ برقم 775)، ومن طريقه البيهقي في الكبير(2: 35/ برقم2185): حدثنا عبد السلام بن مطهر.
وأخرجه الطحاوي في معاني الآثار (1: 197): حدثنا إبراهيم بن أبي داود، عنه.
وأخرجه الترمذي في جامعه (2: 9/ برقم 242)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهيه (1: 417/ برقم 707): حدثنا محمد بن موسى البصري.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه(1: 238/ برقم 467): ناه محمد بن موسى الحرشي.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (8: 411/ برقم 1108): حدثنا إسحاق.
وأخرجه الدارقطني في سننه (1: 298/ برقم 4): حدثنا أبو إسحاق إسماعيل بن يونس بن ياسين، ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل.
زاد إسحاق: "وكان يشبه بالنبي (صلى الله عليه وسلم). أراد شيخه (علي بن علي الرفاعي).
وأخرجه تمام في الفوائد (1: 54/ برقم 117): من طريق سيار بن حاتم.
ستتهم (محمد بن الحسن بن أتش ، و زكريا بن عدي، وعبد السلام بن مطهر، و محمد بن موسى البصري الحرشي، و إسحاق بن أبي إسرائيل، وسيار بن حاتم): عن جعفر بن سليمان، عن علي بن علي الرفاعي اليشكري، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري (فذكره).. ولفظ الترجمة المصدر به لأحمد.
ولفظ أبي داود: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل كبر، ثم يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك ولا إله غيرك" ، ثم يقول: "لا إله إلا الله " ثلاثًا، ثم يقول: "الله أكبر كبيرًا" ثلاثا، "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه"، ثم يقرأ.
وقال ابن خزيمة في لفظه: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل إلى الصلاة كبر ثلاثًا، ثم قال: "سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك"، ثم يقول: "لا إله إلا الله " ثلاث مرات، ثم يقول: "الله أكبر" ثلاثا، ثم يقول: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه"، ثم يقرأ.
قال أبو بكر (يعني ابن خزيمة): وهذا الخبر لم يُسمع في الدعاء لا في قديم الدهر ولا في حديثه، استُعمل هذا الخبر على وجهه، ولا حُكي لنا عن من لم نشاهده من العلماء أنه كان يكبر لافتتاح الصلاة ثلاث تكبيرات، ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك... إلى قوله: "ولا إله غيرك"، ثم يهلل ثلاث مرات، ثم يكبر ثلاثا. اهـ.
قلت: هذا وجه نكارة في هذا الخبر.. وابن خزيمة بصير بعلل أحاديث الأحكام.
وزاد البيهقي في لفظه [قال جعفر: "همزه الموتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر"] من رواية محمد بن شاذان عن زكريا.
وبين الدارمي في روايته: أنه أخذ هذا التفسير عن مطر، فقال: "قال جعفر: [وفسره مطر: همزه المؤتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر"].
وفي لفظ تمام: إذا قام من الليل [رفع يديه فكبر].
ومدار هذا الحديث على جعفر بن سليمان، عن علي بن علي الرفاعي.
* وجعفر بن سليمان، هو الضبعيُّ أبو سليمان البصري مولى بني الحريش، كان ينزل في بني ضبيعة فنسب إليهم.
قال أبو طالب عن أحمد: لا بأس به، قيل له: إن سليمان بن حرب يقول: لا يكتب حديثه، فقال: إنما كان يتشيع، وكان يحدث بأحاديث في فضل علي، وأهل البصرة يُغلون في علي، قلت: عامة حديثه رقاق؟ قال: نعم، كان قد جمعها، وقد روى عنه عبد الرحمن وغيره، إلا أني لم أسمع من يحيى عنه شيئًا فلا أدري سمع منه أم لا.
قلت: قال عباس عنه: ثقة كان يحيى بن سعيد لا يكتب حديثه.
وقال في موضع آخر: كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه، وكان يستضعفه.
وقال ابن أبي خيثمة وغيره: عن بن معين ثقة.
وقال أحمد بن سنان: رأيت عبد الرحمن بن مهدي لا ينبسط لحديث جعفر بن سليمان، قال أحمد بن سنان: استثقل حديثه.
وقال ابن المديني: هو ثقة عندنا، وقال أيضًا: أكثر عن ثابت، وبقية أحاديثه مناكير.
وقال ابن سعد: كان ثقة وبه ضعف، وكان يتشيع.
وقال البخاري: يقال كان أميًا.. وذكره في (الضعفاء)، وقال: يخالف في بعض حديثه.
وقال ابن حبان: كان جعفر من الثقات في الروايات، غير أنه ينتحل الميل إلى أهل البيت، ولم يكن بداعية إلى مذهبه، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كانت فيه بدعة، ولم يكن يدعو إليها الاحتجاج بخبره جائز.
وقال الأزدي: كان فيه تحامل على بعض السلف، وكان لا يكذب في الحديث، ويؤخذ عنه الزهد والرقائق، وأما الحديث فعامة حديثه عن ثابت وغيره، فيها نظر ومنكر.
وقال ابن شاهين في (المختلف فيهم): إنما تكلِّم فيه لعلة المذهب، وما رأيت من طعن في حديثه إلا بن عمار بقوله: جعفر بن سليمان ضعيف.
وقال البزار: لم نسمع أحدًا يطعن عليه في الحديث ولا في خطأ فيه، إنما ذُكرت عنه شيعيته، وأما حديثه فمستقيم.
قال بن سعد مات سنة (78هـ) في رجب. انظر التهذيب (2: 81 ـ 82).
* وعلي بن علي الرفاعي .. ترجمه ابن حبان في المجروحين (2/112)، فقال: علي بن علي بن نجاد بن رفاعة الرفاعي، كنيته أبو إسماعيل، من أهل البصرة.
يروي عن: الحسن، وأبي المتوكل. روى عنه: وكيع، وأبو نعيم، كان ممن يخطئ كثيرًا على قلة روايته، وينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات، لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد.
ثم قال: روى عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: (فذكره). فدل على أنه استنكره من روايته.
قال عبد الله بن أحمد: حديث أبي سعيد حديث علي بن علي لم يجد أبي إسناده.
قال عبد الله: لم يروه إلا جعفر بن سليمان عن علي بن علي عن أبي المتوكل". التنقيح لا بن الجوزي برقم (484).
وقال أبو داود: " وهذا الحديث يقولون: هو عن علي بن علي عن الحسن مرسلا، الوهم من جعفر".
وقال أبو عيسى الترمذي: " وقد تكلم في إسناد حديث أبي سعيد، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي الرفاعي، وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث".
فهذا إذًا معلول .. وسيأتي الصواب في رواية الرفاعي في مراسيل الحسن بعد يسير.. فيثبت الوهم في هذا على جعفر. والله أعلم.

[color=0000CC] وأما حديث نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه:[/color]
فيرويه عمرو بن مرة، واختلف عليه فيه: فرواه شعبة بن الحجاج، عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه.
ورواه حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن مرة، فقال: عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه.
وخالفهم في ذلك مسعر وغيره.
وقد ذكر بعض الأئمة هذا الاختلاف:
قال البخاري في الكبير (6: 488): (قال آدم: حدثنا شعبة، سمع عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن نافع بن جبير، عن أبيه: رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) كبر للصلاة.
وقال يحيى بن موسى: حدثنا ابن إدريس، سمع حصينًا، عن عمرو بن مرة، عن عباد بن عاصم، عن نافع، عن أبيه: رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
وقال عمرو بن محمد: حدثنا عبد الله بن صالح، سمع عمرًا، عن حصين مثله.
وقال أبو الوليد: حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن عمرو، سمع عمار بن عاصم العنزي، سمع نافعًا، عن أبيه (رضي الله عنه): رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي الضُّحى، وهذا لا يصح): ".
قال ابن خزيمة: " اختلفوا في إسناد خبر جبير بن مطعم، رواه شعبة: عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه: ناه بندار، نا محمد بن جعفر، نا شعبة.
(ح) وحدثنا محمد بن يحيى، نا وهب بن جرير، حدثنا شعبة .
رواه حصين بن عبد الرحمن: عن عمرو بن مرة، فقال: عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه.
(ح) حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج، نا بن إدريس.
(ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، وابن فضيل (جميعًا): عن حصين بن عبد الرحمن.
قال أبو بكر: وعاصم العنزي وعباد بن عاصم مجهولان لا يُدرى من هما، ولا يُعلم الصحيح ما روى حصين أو شعبة ". اهـ.
وقال ابن الجارود: "وقال مسعر: عن عمرو بن مرة، عن رجل من عنزة.
واختلف عن حصين عن عمرو بن مرة، فمنهم من قال: عن عمار بن عاصم، ومنهم من قال عمارة، وقال ابن إدريس: عن حصين، عن عمرو، عن عباد بن عاصم". اهـ.
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه عن النبي إلا جبير بن مطعم ولا نعلم له طريقا إلا هذا الطريق، وقد اختلفوا في اسم العنزي الذي رواه عن نافع بن جبير، فقال: شعبة عن عمرو عن عاصم العنزي.
قال ابن فضيل: عن حصين عن عمرو عن عباد بن عاصم.
وقال زائدة: عن حصين عن عمرو عن عمار بن عاصم.
والرجل ليس بمعروف وإنما ذكرناه لأنه لا يروي هذا الكلام غيره عن نافع بن جبير عن أبيه ولا عن غيره يروى أيضا عن النبي (صلى الله عليه وسلم)".
وقال ابن حبان في الثقات (7: 258): " قال شعبة: عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي.
وقال مسعر: عن عمرو بن مرة، عن رجل من عنزة.
وقال ابن إدريس: عن حصين، عن عمرو بن مرة، عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير.
وقال عباد بن العوام: عن حصين، عن عمرو بن مرة، عن عمار بن عاصم، عن نافع بن جبير.
وهو عند ابن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب، عن عبد الرحمن بن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه بطوله ونفخه الكبر وهمزه الموتة ونفثه الشعر". اهـ.
وجمع أقوالهم العراقي في أماليه (ص67)، فقال: "هذا حديث حسن مشهور... أورد البخاري في (تاريخه) في ترجمة عاصم بن عمير العنزي طرق هذا الحديث وذكر الإختلاف فيه على عمرو بن مرة في اسم الرجل العنزي، فقال شعبة: عاصم العنزي.
وقال حصين: عباد بن عاصم.
وقال أبو عوانة: عن حصين: عمار بن عاصم، قال ولا يصح.
وذكره أيضًا في ترجمة عبد الرحمن بن عاصم سمع ما في ترجمته بنحوه.
وكذا ذكر أبو بكر البزار الإختلاف المذكور في اسمه، قال: والرجل ليس بمعروف.
وقال أبو بكر بن المنذر: عباد بن عاصم، وعاصم العنزي مجهولان لا يدري من هما.
وذكره الدارقطني في (العلل) أبسط من ذلك، وأن بعضهم أسقط الرجل من الإسناد.
قال: والصواب قول من قال: عن عاصم العنزي، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وأما ابن حبان فذكر عاصمًا العنزي في (الثقات) وروى له هذا الحديث في صحيحه.
ووهم ابن عساكر في الأطراف فجعله من رواية محمد بن جيبر بن مطعم عن أبيه.
وما ذكر في آخر الحديث في تفسير نفخه ونفثه وهمزه هو مدرج فيه وهو من قول عمرو بن مرة كما هو مصرح به في (مسند البزار): من رواية شعبة وحصين وفي (سنن البيهقي): من رواية أبي الوليد الطيالسي عن شعبة. والله أعلم". اهـ.
وقد وقفت على أقوالهم جميعًا سوى الدارقطني .. فلم أجده في مسند جبير بن مطعم!. (وهو مخطوط)
وإلى بيان هذا الاختلاف وبسط القول فيه مع زيادات في بيان علله والراجح في ذلك.
يدور الاختلاف فيه على رواية شعبة وحصين بن عبدارحمن.
1 ـ أما حديث شعبة: فأخرجه الطيالسي (ص128/ برقم947)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (2/134/ برقم 1568)، والبيهقي في السنن الكبير (2: 35/ برقم 2183).
وأخرجه أحمد (4: 85/ برقم 16830)، وابن ماجه (1: 265/ برقم 807)، وابن خزيمة (1: 238/ برقم 468) لا على سبيل الاحتجاج.
وأخرجه ابن حبان (5: 78/ برقم 1779)، و(6: 336/ برقم 2601): أخبرنا عمر بن محمد الهمداني. (طول في لفظه الثاني) محتجًا به.
ثلاثتهم (ابن ماجه، وابن خزيمة، وعمر بن محمد): عن محمد بن بشار.
وأخرجه البزار في مسنده (8: 365/ برقم 3445): أخبرنا محمد بن المثني وعمرو بن علي.
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (2/641/ برقم949): حدثنا ابن المثنى.
أربعتهم (أحمد، ومحمد بن بشار، وابن المثنى، وعمرو بن علي) عن محمد بن جعفر.
وأخرجه أبو داود (1: 203/ برقم 764): حدثنا عمرو بن مرزوق.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد (456/ برقم 435): حدثنا علي بن الجعد.
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (2: 644/ برقم950): حدثنا أبو كريب، حدثنا زيد بن الحباب.
وأخرجه ابن خزيمة (1: 238/ برقم 468)، وابن الجارود في المنتقى (ص55/ برقم 180): حدثنا محمد بن يحيى.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1: 360/ برقم 858): أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد، ثنا علي بن إبراهيم الواسطي.
كلاهما (محمد بن يحيى، وعلي الواسطي) عن وهب بن جرير.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (13: 339/ برقم7398)، وعنه ابن حبان (5: 80/ برقم 1780): حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6: 488)، والحاكم في المستدرك (1: 360/ برقم 858): من حديث آدم بن أبي إياس.
وأخرجه الطبراني في الدعاء (1: 77/ برقم 522)، والبيهقي في سننه الكبير(2: 35/ برقم2184): من طريق أبي الوليد الطيالسي.
وأخرجه البيهقي في سننه الكبير (2: 35/ برقم2184): من طريق الحارث بن محمد، ثنا يزيد بن هارون، ثنا مسعر وشعبه.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أحمد بن سلمان، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا شبابة.
تسعتهم (الطيالسي، ومحمد بن جعفر، وعمرو بن مرزوق، وعلي بن الجعد، وزيد بن الحباب، ووهب بن جرير، و عبد الرحمن بن مهدي، وآدم بن أياس، وأبو الوليد، ويزيد بن هارون، وشبابة) عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه (فذكره).
قال الحاكم: " وفي حديث وهب بن جرير: عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه ".
قلت: ووقع بيان هذا المبهم (أيضًا) في رواية يزيد بن هارون، وزيد.
وما وقع في الكبير: (عاصم، عن رجل من عنزة) تصحيف، صوابه: (عاصم رجل من عنزة).
ولفظ رواية محمد بن جعفر: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين دخل الصلاة، قال:"الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الحمد لله كثيرًا، الحمد لله كثيرًا، الحمد لله كثيرًا، سبحان الله بكرةً وأصيلاً، سبحان الله بكرةً وأصيلاً، سبحان الله بكرةً وأصيلاً.
اللهم إنِّي أعوذ بك من الشيطان، من همزه، ونفثه، ونفخه".
قال عمرو: وهمزه الموتة، ونفخه الكبر، ونفثه الشعر. هذا لفظ ابن بشار عنه.
ولفظ البعض قال : "من الشيطان الرجيم".
ولفظ يزيد بمعناه ولم ينسب التفسير إلى عمرو، ولكن قال: قيل: وما همزه ؟ قال: الموتة التي تأخذ بن آدم، قيل: وما نفخه ؟ قال: الكبر، قيل: وما نفثه ؟ قال: الشعر.
ولفظ عمرو بن مرزوق: " أنه رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي صلاة ـ قال عمرو: لا أدري أي صلاة هي ـ ولم ينسب الزيادة إلى عمرو (كذلك).
وقال شبابة: قال شعبة: قال لي مسعر: إن عمرًا روى هذا التفسير عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
قلت: ذكر طرفًا من هذا الاختلاف البيهقي في السنن الكبير (2: 35).
* وعاصم العنزي لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا إلا ذكر ابن حبان له في (الثقات) .
وقد جعله البخاري في التاريخ الكبير (6: 488) في ترجمة عاصم بن عمير العنزي. قال: عن أنس، روى عنه محمد بن أبي إسماعيل.. ثم ساق الخلاف المذكور آنفًا.
وقد ذكره الذهبي في (الميزان)، فقال: " عاصم بن عمير العنزي (د ق ).. وهو عاصم بن أبي عمرة.
روى عن: أنس بن مالك، ونافع بن جبير بن مطعم.
روى عنه: عمرو بن مرة، ومحمد بن أبي إسماعيل السلمي.
له عند أبي داود وابن ماجة حديث جبير بن مطعم.
أنه رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي، فقال: "الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا" الحديث. وأورد له البخاري في (تاريخه) طرق هذا الحديث، وذكر الاختلاف فيه على عمرو بن مرة، فقال: شعبة عن عمرو بن عاصم العنزي. وقال عبد الله بن إدريس وعبثر: عن حصين يعني ابن عبد الرحمن، عن عمرو، عن عباد بن عاصم. وقال أبو عوانة: عن حصين عن عمرو سمع عمار بن عاصم قال ولا يصح.
وذكر الدارقطني في (العلل) نحوه وزاد: أن ابن فضيل وسويد بن عبد العزيز روياه عن حصين، عن عمرو، عن نافع بن جبير، لم يذكرا بين عمرو وبين نافع أحدًا، قال: وكذلك رواه زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو، عن نافع بن جبير، قال: والصواب من ذلك قول من قال: عن عاصم العنزي، عن نافع بن جبير، عن أبيه، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وقال أبو بكر بن المنذر: حديث جبير بن مطعم رواه عباد بن عاصم وعاصم العنزي وهما مجهولان لا يُدرى من هما.
قلت: ظن ابن المنذر أنهما اثنان وإنما هو رجل واحد اختلف في اسمه كما ذكر البخاري.
وقد ذكره ابن حبان في (الثقات)، وروى له هذا الحديث في صحيحه". اهـ.
2 ـ وأما حديث حصين بن عبدالرحمن: فأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (1: 209/ برقم 2396)، (1: 215/ برقم 2460)، (6: 19/ برقم 29142).
وأخرجه أحمد وأبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد في المسند (4: 82/ برقم 16806): ثنا عبد الله بن محمد.
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6: 88) : وقال يحيى بن موسى .
وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح (1: 238/ برقم 469): حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج.
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (2: 641/ برقم 948): حدثنا محمد بن العلاء.
وأخرجه الطبراني في الكبير(2: 135/ برقم 1570). حدثنا أبو حصين القاضي، ثنا يحيى الحماني.
ستتهم (ابن أبي شيبة، وعبدالله بن أحمد، ويحيى بن موسى، والأشج، ومحمد بن العلاء، ويحيى الحماني) عن ابن إدريس.
وأخرجه البخاري في التا يخ الكبير (6: 88): وقال عمرو بن محمد، حدثنا عبد الله بن صالح، سمع عمرًا.
وقال أبو الوليد، حدثنا أبو عوانة.
وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح (1: 238/ برقم 469): حدثنا هارون بن إسحاق، وابن فضيل.
وأخرجه البزار (8: 366/ برقم 3446): أخبرناه علي بن المنذر، قال: أخبرنا محمد بن فضيل.
خمستهم (ابن إدريس، وأبو عوانة، و هارون بن إسحاق، وابن فضيل، وعمر): عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن مرة، فقال: عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه (فذكره).
ولفظ ابن إدريس: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وافته الصلاة، فقال: " الله أكبر كثيرًا" ثلاث مرات، "والحمد لله كثيرًا" ثلاثًا، "وسبحان الله بكرة وأصيلاً" ثلاثًا، وقال: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان وهمزه، ونفثه، ونفخه".
قال: فكان يقول: همزه الموتة التي تأخذ صاحب المس، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر. ولم يذكر ابن أبي شيبة هذه الزيادة.
وفي رواية أحمد : قال حصين: " همزه الموتة التي تأخذ صاحب المس، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر".
قلت: ما وقع عند البخاري في (التاريخ) رواية أبي عوانة، والطبراني في (الكبير) رواية الحماني: "عمار بن عاصم"، من الخلاف في اسم الراوي .. ذكر هذا البخاري في التاريخ (6: 488)، وابن أبي حاتم في الجرح (6: 84). وقال البخاري: "وهذا لا يصح".
* وعباد بن عاصم هذا لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا إلا ذكر ابن حبان له في الثقات (7: 159) على سبيل التعدد وإنما هو رجل واحد، كما يدل غليه الخلاف المذكور عن البخاري وغيره.
وله أوجه أخر من الخلاف، إذ رواه مسعر، عن عمرو بن مرة، واختلف عليه.
ورواه عبدالعز بن عبيدالله، عن عمرو بن مرة، عن نافع بدون ذكر الواسطة، فخالف الجميع في هذا.
3 ـ فأما حديث مسعر: فأخرجه أحمد في مسنده (4: 80/ برقم 16785): ثنا يحيى بن سعيد، عن مسعر، قال: حدثني عمرو بن مرة، عن رجل، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه (فذكره).
وأخرجه أحمد في مسنده (4: 80/ برقم 16786).
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (2: 644/ برقم951): حدثنا أبو كريب.
كلاهما: عن وكيع، قال: ثنا مسعر، عن عمرو بن مرة، عن رجل من عنزة.
وأخرجه الطبراني في الكبير(2: 134/ برقم 1569): حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع ومحمد بن بشر (قرنهما) به.
وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13: 467): أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن اليقطيني، حدثني ناعم بن السري بن عاصم، حدثني هارون بن إسحاق الهمداني، حدثنا وكيع ومحمد بن عبد الوهاب، عن مسعر، عن عمرو بن مرة ـ على رحل سفيان ـ عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه (فذكره).
وقوله هنا: (على رحل سفيان) لست أدري ما وجهها؟!! .. ولعله تصحيف، وإن حملناها على ظاهرها فتكون متصلة.
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (2: 644/ برقم952): حدثنا أبو كريب، حدثنا محمد بن بشر، عن عمرو بن مرة، به.
* وعمرو بن مرة هذا عليه المدار، وهو الجملي المرادي الجهني أبو عبد الرحمن.
قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، كان يرى الإرجاء. وقال عبد الرحمن بن مهدي: أربعة بالكوفة لا يختلف في حديثهم، فمن اختلف عليهم فهو يُخطئ منهم عمرو بن مرة. مات سنة عشر ومئة. انظر مشاهير علماء الأمصار برقم (764).
فسماعه من نافع بن جبير ممكن خاصة أنه قدم الكوفة زمن الحجاج كما في الأوسط للبخاري (1: 198). ولكن القاعدة في مثل هذا أنه منقطع؛ إذ ذكر بينه وبين نافع واسطة، فنحمل رواية الخطيب عليها.
وأخرجه البيهقي (2: 35/ برقم2184): من طريق الحارث بن محمد، ثنا يزيد بن هارون، ثنا مسعر وشعبه، عن عمرو، عن رجل من عنزه، يقال له: عاصم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه.
ولفظ أحمد: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول في التطوع: "الله أكبر كبيرًا" ثلاث مرار، "والحمد لله كثيرًا" ثلاث مرار، "وسبحان الله بكرة وأصيلاً" ثلاث مرار، "اللهم إنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفثه، ونفخه".
[قلت: يا رسول الله ما همزه ونفثه ونفخه ؟ قال: "أما همزه فالموتة التي تأخذ بن آدم وأما نفخه الكبر ونفثه الشعر"].
فرفع مسعر الزيادة عن عمرو وهو حجة ثقة ثبت، وقد توبع على ذلك.
ويشهد لهذه رواية شبابة عن شعبة: أن مسعر سمع هذا من عمرو.
ويحمل رفعه لهذه الزيادة على نشاطه (والله أعلم).
4 ـ وأما حديث عبدالعزيز بن عبيدالله: فأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2: 281/ برقم 1343): حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم الدمشقي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن عمرو بن مرة، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قام بنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن خلفه فافتتح الصلاة فسمعته يقول (فذكره).
وزاد [ ثم قرأ فلما أنصرف، قال: تدرون ما همزه ؟ قلنا: لا . قال: الجنون من المس، ونفثه الكبر، ونفخه الشعر].
وهذا إسناد لا يصح..
* فإن عبدالعزيز بن عبيدالله هذا، هو الحمصي، قال ابن معين: ضعيف لم يحدث عنه إلا إسماعيل بن عياش.
وقال أبو زرعة: مضطرب الحديث واهي الحديث.
وضعفه غيرهما. انظر تهذيب الكمال (18: 171 ـ 172).
والحديث في مجمله غريب لم يثبته الأئمة، ولم يستعملوه، فمن احتمل هذا الاختلاف صححه.. ؟!! وفي صحته من هذا الطريق نظر. . وهو ثابت من حديث عمرو بن مرة، لكن العلة في اختلاف ألفاظه وفي قبول تفرد راويه لو سلمنا بترجيح رواية شعبة جريًا مع الدارقطني .. وإن جرينا على رأي البزار وابن خزيمة فمردود.
ثم اعلم أخي الكريم أن ابن خزيمة خرجه في (صحيحه) لبيان ضعفه، أما ابن حبان فخرجه على سبيل الاحتجاج.. ولم يشر لعلته في الصحيح .. لكنه أشار لذلك في (الثقات) ولم يرجح.
أما الحاكم فخرجه من حديث شعبة وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
وهو متساهل .. قلما ينظر في العلل!.
أما الألباني فلم يحرر الحكم عليه .. ففي حكمه عليه نظر.

[color=0000CC] وأما حديث ابن مسعود:[/color]
فاختلف عليه فيه فروي عنه مرفوعًا وموقوفًا:
قال البيهقي في الكبرى (2: 35/ برقم2185) ورويناه عن عبدالله بن مسعود مرفوعا وموقوفا.
قلت: رفعه أبو عبدالرحمن السلمي، وأوقفه أبو الأحوص.
رواه عن أبي عبدالرحمن: عطاء بن السائب، واختلف عليه (كذلك).
فرفعه محمد بن فضيل، وعمار بن رزيق، وورقاء.
وأوقفه حماد بن سلمة .
1 ـ فأما حديث محمد بن فضيل: فأخرجه في الدعاء له (1: 157/ برقم 118)، وعنه ابن أبي شيبة (6: 17/ برقم 29123): حدثنا عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن ابن مسعود، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): أنه كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه، ونفخه، ونفثه، قال: فهمزه الموت، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر".
وأخرجه أحمد وابنه في المسند (1: 404/ برقم 3830 ): عن ابن أبي شيبة به (وقد نزل فيه أحمد).
وأخرجه من طريق ابن فضيل: ابن ماجه في سننه (1: 266/ برقم 808)، وأبو يعلى في مسنده (9: 10/ برقم 5077)، والطبري في تهذيب الآثار (2: 646/ برقم 955)، وابن خزيمة في صحيحه (1: 240/ برقم 472)، وابن أبي حاتم في تفسيره (5: 1640/ برقم 8424)، والطبراني في الدعاء (1: 409/ برقم 1381)، والحاكم في المستدرك (1: 325/ برقم 749)، والبيهقي في السنن الكبير (2: 36/ برقم 2186)، والصغير (1: 245/ برقم 376).
ورواته عن ابن فضيل: (أبو بكر بن أبي شيبة، و يوسف بن عيسى المروزي، و علي بن حرب، و محمد بن عبد الله بن نمير، و يحيى بن عبد الحميد الحماني، أبو سعيد الاشج).
وألفاظهم متفقة سوى رواية أبي بكر بن أبي شيبة في بعض طرقها ففيها زيادة [إذا دخل في الصلاة، يقول...].
وفي رواية الحماني عند الطبراني : " فهمزه الذي يأخذ صاحب المس ".
وهو تفسير " الموت " و "الموتة " الواردة في بعض طرق الحديث مجملة.
2 ـ وأما حديث عمار بن رزيق: فأخرجه أحمد في مسنده (1: 403/ برقم 3828).
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (9: 258/ برقم 5380): حدثنا أبو خيثمة.
كلاهما (أحمد، وأبو خيثمة): حدثنا أبو الجواب الضبي، حدثنا عمار بن رزيق، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) (فذكره).
غير أنه قال في لفظ أبي يعلى: " ونفثه السحر".
ورواية ابن فُضيل أشهر.
3 ـ وأما حديث ورقاء فأخرجه البيهقي في الشعب (2: 366/ برقم 2066): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله الشيباني، ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي، ثنا أحمد بن أبي طيبة، ثنا ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعلمنا أن نقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه".
قال عطاء: همزه الموتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبرياء.
فجعل التفسير من قول عطاء.
4 ـ وأما حديث حماد بن سلمة: فأخرجه الطبراني في الكبير (9: 262/ برقم 9302): حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا حجاج بن المنهال، ثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود أنه كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه".
* وعطاء بن السائب فيه كلام من جهة اختلاطه وهو ظاهر في هذا الحديث لاختلاف الرواة عليه.
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ثقة ثقة رجل صالح.
وقال أبو طالب عن أحمد: من سمع منه قديمًا فسماعه صحيح، ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيء، سمع منه قديما سفيان وشعبة، وسمع منه حديثا جرير وخالد وإسماعيل وعلي بن عاصم، وكان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها. قال: وقال وهيب: لما قدم عطاء البصرة قال: كتبت عن عبيدة ثلاثين حديثا ولم يسمع من عبيدة شيئا، وهذا اختلاط شديد.
وقال أبو داود: وقال شعبة حدثنا عطاء بن السائب وكان نسيًّا.
وقال بن معين: عطاء بن السائب اختلط وما سمع منه جرير وذووه ليس من صحيح حديثه، وقد سمع منه أبو عوانة في الصحيح الاختلاط جميعا ولا يحتج بحديثه.
وقال أحمد بن أبي نجيح عن ابن معين: ليث بن أبي سليم ضعيف مثل عطاء بن السائب، وجميع من سمع من عطاء سمع منه في الاختلاط إلا شعبة والثوري.
وقال ابن عدي: من سمع منه بعد الاختلاط في أحاديثه بعض النكرة.
وقال العجلي: كان شيخا ثقة قديمًا، روى عن بن أبي أوفى، ومن سمع منه قديمًا فهو صحيح الحديث منهم الثوري، فأما من سمع منه بآخره فهو مضطرب الحديث، منهم هشيم وخالد الواسطي إلا أن عطاء بآخره كان يتلقن إذا لقنوه في الحديث؛ لأنه كان غير صالح الكتاب، وأبوه تابعي ثقة.
وقال أبو حاتم: كان محله الصدق قبل أن يختلط، صالح مستقيم الحديث، ثم بآخره تغير حفظه، في حفظه تخاليط كثيرة، وقديم السماع من عطاء سفيان وشعبة، وفي حديث البصريين عنه تخاليط كثيرة؛ لأنه قدم عليهم في آخر عمره، وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب، رفع أشياء كان يرويها عن التابعين ورفعها إلى الصحابة.
وقال النسائي: ثقة في حديثه القديم إلا أنه تغير ورواية حماد بن زيد وشعبة وسفيان عنه جيدة.
وقال الحميدي عن ابن عيينة: كنت سمعت من عطاء بن السائب قديمًا، ثم قدم علينا قدمة فسمعته يحدث ببعض ما كنت سمعت فخلط فيه فاتقيته واعتزلته.
وقد استثنى الجمهور رواية حماد بن سلمة عنه أيضًا، قاله ابن معين ، وأبو داود، والطحاوي، وحمزة الكناني.
قال الطحاوي: وإنما حديث عطاء الذي كان من قبل تغيره يؤخذ من أربعة لا من سواهم، وهم: شعبة، وسفيان الثوري، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد.
وقال حمزة الكناني في (أماليه): حماد بن سلمة قديم السماع من عطاء.
قال ابن سعد وغيره مات سنة 137 ". انظر التهذيب (7: 184)، الكواكب النيرات (319 ـ 333).
وإذا نظرنا في روايته على ضوء ما ذُكر من اختلاطه ، ظهر لنا تخليطه، وقد وقع النص من أبي حاتم على تخليطه في حديث ابن فضيل عنه.. وهو ما يفسر الاختلاف الوارد في روايته، فتكون رواية حماد بن سلمة أرجح خاصة أن سندها صحيح.
وتتأيد برواية أبي الأحوص التي أخرجها عبدالرزاق في مصنفه (2: 84/ برقم 2581)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9: 262/ برقم 9302): عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الاحوص، عن عبد الله، قال: "همزه المؤتة يعني الجنون، ونفخه الكبر، ونفثه الشعر".
وهذه رواية صحيحة.
* أبو إسحاق هو السبيعي، ثقة مشهور احتج به الشيخان ووثقه ابن معين والنسائي والعجلي وأبو حاتم الرازي.
وفيه كلام من جهة اختلاطه، إلا أن الثوري من قدماء أصحابه المشهورين، بل هو أثبت الناس فيه. انظر التهذيب (8: 63)، والكواكب النيرات (ص341 ـ 356).
* وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة، مشهور بكنيته، من ثقات الكوفيين. خرج له مسلم والأربعة. التقريب برقم (5218).
نعود للرواية الأولى إذ أنه معلولة من جهة سماع أبي عبدالرحمن السلمي من ابن مسعود.
روى يحيى بن معين عن حجاج بن محمد الأعور، عن شعبة، قال: لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان ولا من عبد الله بن مسعود ولكنه قد سمع من علي. انظر تاريخ الدوري (4: 67/ برقم3180)، تقدمة المعرفة (ص131)، المراسيل (ص107)، جامع التحصيل (ص208)، التجريح (2: 816).
قلت: روى هذا الخبر أحمد عن حجاج يعني ابن محمد الأعور قال قال شعبة: لم يسمع أبو عبدالرحمن السلمي من عثمان ولكنه قد سمع من علي رضي الله عنهما. تقدمة المعرفة (ص131)، المراسيل (ص107).
ويظهر أنه هو الذي أسقط ذكر عبدالله، قال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص108): عن أحمد بن محمد الأثرم سمعت أبا عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل وذكر قول شعبة لم يسمع أبو عبدالرحمن السلمي من عثمان ولا من ابن مسعود، فلم ينكر عبدالله، وقال: دع عبدالله فإني تركته، أراه وهم.
قلت: ويصح لأبي عبدالرحمن سماع؟ فقال: نحو قوله الأول، أراه وهم قوله: لم يسمع عبدالله. اهـ.
قلت: لم يصرح أحمد بسماعه، ومسألة صحة ذكر عبدالله في قول شعبة، تنصرف لخطأ الرواية.
وأبو عبدالرحمن عن ابن مسعود، لم يخرجه البخاري ومسلم .. ففي سماعه نظر.
وقد وقفت على رواية لهمام، عن عطاء بن السائب، عنه: أنه صلى خلف علي رضي الله عنه وابن مسعود فكلاهما يسلم عن يمينه وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله.
أخرجها الطحاوي في المعاني (1: 270 ـ 271).
ولكن همام ممن سمع من عطاء بعد الاختلاط.. نص على هذا ابن حجر في النكت الظراف (7: 50).
والمسألة تحتاج لتحرير أكثر.. بجمع المرويات والنظر فيها.

[color=0000FF]  وأما حديث أبي أمامة: [/color]
فأخرجه أحمد (5: 253/ برقم 22231)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (68: 120): ثنا بهز ثنا حماد بن سلمة، أنا يعلى بن عطاء أنه سمع شيخًا من أهل دمشق أنه سمع أبا أمامة الباهلى، يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل في الصلاة من الليل كبر ثلاثًا، وسبح ثلاثًا، وهلل ثلاثًا، ثم يقول: "اللهم إنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، وشركه".
وله وجه آخر عند أحمد (5: 253/ برقم 22233): ثنا إسحاق بن يوسف، ثنا شريك، عن يعلى بن عطاء، عن رجل حدثه: أنه سمع أبا أمامة الباهلى، يقول: كان نبي الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام إلى الصلاة كبر ثلاث مرات، ثم قال: "لا إله إلا الله ثلاث مرات، وسبحان الله وبحمده ثلاث مرات، ثم قال: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه".
كذا قال:" نفثة " بدلاً من "شركه".
* وهذا الدمشقي مجهول لم يسم في شيء من طرق الحديث، ولا عرفه ابن عساكر.. وقد ترجمه في تاريخ دمشق (68: 120/ برقم 9091).

[color=0000CC] وأما حديث أبي سلمة: [/color]
فأخرجه أحمد (6: 156/ برقم 25266): ثنا قراد أبو نوح، أنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبى كثير، قال أبو سلمة: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل، يقول: "اللهم أنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفثه، ونفخه".
قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "تعوذوا بالله من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه"، قالوا: يا رسول الله وما همزه ونفخه ونفثه ؟ قال: "أما همزه فهذه الموتة التي تأخذ بنى آدم، وأما نفخه فالكبر، وأما نفثه فالشعر".

[color=0000CC] وأما حديث الحسن البصري:[/color]
فأخرجه عبدالرزاق في المصنف (2: 82/ برقم 2572)، (2: 84/ برقم 2580): عن هشام بن حسان.
وله عنده وجه آخر في (2: 82/ برقم 2573): عن معمر، عن من سمع الحسن.
وأخرجه مسدد (مسنده) كما في المطالب العالية (4/30/ برقم 457): حدثنا يحيى عن عوف.
وأخرجه أبو داود في المراسيل (ص88/ برقم32): حدثنا أبو كامل: أن خالد بن الحارث حدثهم، حدثنا عمران بن مسلم أبو بكر.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد (ص456/ برقم 434): حدثنا علي بن الجعد، حدثنا علي بن علي الرفاعي.
خمستهم عن الحسن (كذا مرسلاً).
ولفظ هشام عند عبدالرزاق: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل كبر ثلاثًا، وسبح ثلاثًا، وهلل ثلاثًا، ثم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه، ونفثه، ونفخه".
قالوا: ما أكثر ما تستعيذ من هذا !! قال: "أما همزه فالجنون، وأما نفثه فالشعر، وأما نفخه فالكبر".
واختصره في الموضع الثاني بلفظ " أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه، ونفثه، ونفخه"، قالوا: ما أكثر ما تستعيذ من هذا، لمن هذا !! قال: "أما همزه فهو الجنون، وأما نفخه فالكبر، وأما نفثه فالشعر".
ولفظ معمر عنه قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل، قال: "الله أكبر كبيرًا" مرتين، ثم يقول: "الله أكبر كبيرًا " ، ثم يقول: "لا إله إلا الله " ثلاث مرات، ثم يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من نفثه، ونفخه، وهمزه".
وجاء في لفظ مسدد عنه قال: بلغني أن رسول الله كان يقول: "إذا افتتح الصلاة اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفثه، ونفخه".
قيل: ما همزه ؟ قال: "همزه المؤتة التي تأخذ بني آدم ونفثه الشعر ونفخه الكبر".
ولفظ الرفاعي عنه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل قال: " لا إله إلا الله " ثلاثًا، "الله أكبر كبيرًا" ثلاثا، "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزة، ونفخه، ونفثه".
قال: فسئل عنها ؟ قال: "همزه موتة الجنون، وأما نفثه فالشعر، وأما نفخه فالكبر".
ولفظ أبي بكرعنه قال: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا قام من الليل يريد أن يتهجد، قال ـ قبل أن يكبرـ: "لا إله إلا الله لا إله إلا الله، والله أكبر كبيرًا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه، ونفثه، ونفخه".
قال: ثم يقول: "الله اكبر"، ورفع عمران بيديه يحكي.
[color=0000CC]غريب الحديث: [/color]
قوله : (همزه، ونفثه ، ونفخه).. جاء تفسيرها في الحديث .
قال أبو عبيد في غريبه (3: 77 ـ 78): " فالموتة: الجنون، وإنما سماه همزًا؛ لأنه جعله من النخس والغمز، وكل شيء دفعته فقد همزته.
وأما الشعر: فإنه إنما سماه نفثا؛ لأنه كالشيء ينفثه الإنسان من فيه، مثل الرقية ونحوها، وليس معناه إلا الشعر الذي كان المشركون يقولونه في النبي (عليه السلام) وأصحابه؛ لأنه قد رويت عنه رخصة في الشعر من غير الشعر الذي قيل فيه وفي أصحابه.
وأما الكبر: فإنما سمي نفخًا؛ لما يوسوس إليه الشيطان في نفسه فيعظمها عنده ويحقر الناس في عينه، حتى يدخله لذلك الكبر والتجبر والزهو ".
قال الشوكاني في نيل الأوطار (2: 214): " وإنما كان الشعر من نفثة الشيطان؛ لأنه يدعو الشعراء المداحين الهجائين المعظمين المحقرين إلى ذلك.
وقيل: المراد شياطين الإنس وهم الشعراء الذين يختلقون كلاما لا حقيقة له.
والنفث في اللغة: قذف الريق وهو أقل من التفل.
والنفخ في اللغة (أيضًا): نفخ الريح في الشيء، وإنما فسر بالكبر لأن المتكبر يتعاظم لاسيما إذا مدح.
والهمز في اللغة (أيضًا): العصر يقال همزت الشيء في كفي أي عصرته، وهمز الإنسان اغتابه" اهـ.

[color=006600]وكتبه/ يحيى البكري الشهري.. في أيام وليال متفرقات ختامها ليلة الأحد الحادي والعشرين من صفر لسنة خمس وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.[/align][/color]
 
تابعتها

تابعتها

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الأفاضل الكرام

الدكتور يحيى

تابعت السلسلة من أولها و كانت بحق رائعة العنوان و البنيان

بحوث قيمة و علوم محكمة

شكر الله لك وزادك الله فهماً و علما ، و لا حرمنا الله في هذا الملتقى من إطلالاتك الرائدة

محبك
عبد الله
 
شكر الله لك أخي عبدالرحمن .. وهذا الجهد لكم فيه أجر فلولا حرصكم وإلزامكم لي بالمشاركة لما نشطت لهذا .. فأسأل الله ـ عز وجل ـ أن لا يحرمنا وأياكم الأجر والمثوبة.

أما أنت أخي عبدالله .. "فأحبك الذي أحببتني فيه".. وأشكر لك متابعتك لهذه الأبحاث .. وجمعنا الله بكم (جميعًا) في خير وعافية.
 
عودة
أعلى