علاقة العبادات بالأخلاق :

إنضم
9 يوليو 2011
المشاركات
75
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الجديدة ، المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم

إذا تتبعنا البناء الأخلاقي في القرآن الكريم، بغية رصده ومحاولة استخلاص أسسه ومقوماته، انتهينا إلى النتائج التالية:
أ- عدد آيات الأخلاق كبير جدا بالقياس إلى آيات الأحكام، حيث بلغ عددها أربعا وخمسمائة و ألف آية، موزعة في مختلف سور القرآن الكريم مكيه ومدنيه، سفريه وحضريه، طويله وقصيره، مما يبين أهمية الأخلاق في المنظومة الإسلامية، ومن ثم يمكننا فهم الحصر الوارد في الحديث النبوي الشريف: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
ب - أسبقية التربية على العلم، فلا علم بدون أخلاق، بل قد يكون العلم وبالا على صاحبه والناس أجمعين، ولذلك تمت الإشادة الربانية بخلق الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يكون قدوة في ذلك، يقول سبحانه وتعالى : { و إنك لعلى خلق عظيم } القلم /4 .

ج - العلم خلق العقل، ذلك أن العقل هو خير قائد للإنسان إلى الفضائل، وأمنع عاصم له من الرذائل، شريطة أن يتصف بالعلم، يقول سبحانه : {يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات }المجادلة /11.

د - ارتباط العبادات بالأخلاق ارتباطا وثيقا،والمتأمل في التكاليف الشرعية يجد أنها وسائل لتحقيق غايات : فالصلاة، والصوم، والزكاة، و الحج، كلها وسائل للتخلق بمكارم الأخلاق و الجمع بين كمال الصفات الباطــنية والظـاهرة.
* فالصلاة وسيلة، والغاية أن ينتهي الإنسان عن الفحشالاء والمنكر، فمن لم تنهه صلاته عن ذلك فقد قصرت به الوسيلة عن بلوغ الغـاية، يقول عز و جل : {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر } العنكبوت /45
* والصيام وسيلة لبلوغ التقوى ـ الائتمار بما أمر الله، والانتهاء عما نهى عنه - يقـول جل جلاله : ﮋ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة /182 .
* كذلك الزكاة ما هي إلا نوع من التكافل الاجتمـاعي، وإحساس الغني بالفقير، وإيجاد التراحم بين النـاس، والتعاطف، لذا كان المن بإعطاء الزكاة للفقير مبطلا لها كما قال الحق تبارك وتعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذى }البقرة /264 ، إذ إن الزكاة لم تصل بصاحبها إلى غايتها وهي الرحمة والأخوة، والإحساس بأن للفقير حقا عليه، وأنه أخ له في الإسلام .
... وكذلك جميع الأوامر الإلهية ما هي إلا أخلاقيات كريمة، إذا سادت المجتمع صلح، وصلح أفراده، وعاش الناس في سلام ووئام. و كذلك جميع النواهي ما هي إلا نهي عن سوء الخُلق الذي يفسد ما بين الناس، فيفسد المجتمع وتضيع الحقوق، وتضمحل القِيم، فتنهار الأمة من داخلها.
ه- عدم اقتصار البعد الأخلاقي على مضمون العبادات بل تجاوزها إلى التوقيت، ومن هنا نستخلص وجها من أوجه حكمة ربط العبادات بأوقات معينة، فالله تبارك وتعالى هو بارئ النفس الإنسانية، وهو العالم بسرها وجهرها، فهي تميل إلى التسويف في العبادات، وترغب دائما في تأجيل أداء الحقوق، لذلك أمرها الله عز وجل بطاعته لأن في ذلك مصلحة لها، كما أمرها بأداء الفرائض والحقوق في مواقيت معينة خوفا من تهاونها وتسويفها.
و - المنظومة الأخلاقية في الإسلامية ليست مضمونا صلدا، بل هي منهجٌ وطريقةُ عملٍ. فقد تحدث القرآن عن مجموعة من القيم كالصدق والإخلاص والمروءة والشجاعة والصبر والثبات وتحمل الشدائد والتضحية والشعور بالواجب والإحساس بالمــسؤولية والنجدة والكرم والحرية والعدل والإحسان والمساواة. وحديثُه عنها يعني إعمالَ منهج خيِّرٍ في مختلف مجالات الحياة، ومن ثم فإن القرآن الكريم لا يعرض للقيم الأخلاقية إلا من خلال واقعة أو ممارسة، ذلك أن الأخلاق منهج عملٍ وترشيد، وليست محتوىً فكريا هيكليا فحسب، كما أنها ليست إطارا دون مضمون ذلك أن من الخصائص المـميزة للنظام الأخلاقي الإسلامي الجـمع بـين النظرية والتــطبيق.
 
شكر الله للدكتورة خديجة هذا الطرح المتميز ، وهذا الموضوع الذي تفضلت بفتح أبوابه من الأهمية بمكان ، فقد تحولت العبادات عند كثير من الجماهير إلى غايات تنتهي بانتهاء أدائها ويستشعر الكثير منهم الرضا بمجرد فراغه من الصلاة أو الصيام أو غيرهما غافلا عن أن ثمرة تلك العبادات ينبغي أن تظهر في سلوكه وحركته في ميادين الحياة ، فصارت العبادات بذرة يبذرها صاحبها دون أن ينتظر لها ثمرة في نفسه وقلبه .
وللأخلاق ارتباط كذلك بالجانب العقدي ، فشتان شتان بين الأخلاق التي يثمرها الخوف من الله ومحبته وخشيته ومراقبته ، وبين الأخلاق التي يتصنع بها كثير من الناس طلبا للمدح بحسن الخلق
واقرأ أول سورة النساء مثلا في الأمر بتقوى الله والأرحام وانظر ختام الآية في ربط الإنسان برقابة الله
واقرأ كذلك مثلا الأمر بغض الأبصار في سورة النور وربطه بكون الله خبيرا بما يصنع عباده
وهذا الجانب يجعل الأخلاق نابعة من نفس الإنسان مصاحبة له في كل حال وفي سره وجهره سواء
 
القرآن يربط بين العقائد والعبادات والأخلاق
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على صاحب الخلق العظيم ، وبعد:
هذا الموضوع الذي أشارت إليه الدكتورة الفاضلة ، والأخ الفاضل أبو صفوت ، هو موضوع الساعة الذي يجب أن يعنى به العلماء والدعاة إلى الله ، حيث إن الأمة تعيش حالة انفصام بين المعتقد والعبادة والسلوك ، فتجد :
طائفة تزعم تمسكها بالعقيدة ثم تنظر في حالها فلا تجد عبادة ولا خلق إسلامي وهي شريحة كبيرة من الأمة مع الأسف الشديد.
وطائفة محافظة بجانب العقيدة على العبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج ، ولكن تنظر في السلوك فإذا هو يتنافى في كثير من أحوالهم مع تعاليم الكتاب والسنة.
وقليل أولئك الذين ترى أنهم قد عكسوا الصورة الجميلة للإسلام عقيدة وعبادة وخلقا، وأسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من أولئك القليل.
فما هو السر يا ترى ؟
الذي أعتقده ـ والله أعلم ـ هو قصور في المناهج الدعوية ، حيث إنها في معظمها جهود فردية وعشوائية
تفتقر إلى الكثير من مقومات النجاح والتأثير على المستويين الكمي والكيفي.
ومع هذا القصور هناك مؤثرات جارفة ومنظمة في كثير من الأحيان تدفع الأمة إلى مثل هذه الحال التي تعيشها الأمة.
وهذا يحتاج منا إلى سياسة جادة في مجالي التربية والدعوة تتلافى هذا القصور وتضع البرامج القادرة على حل المشكلة ومواجهة المؤثرات الدافعة إلى هذا الخلل الكبير في حياة الأمة.
وأعتقد أن من أهم الأسباب التي أوصلت إلى هذا الحال هو البعد عن المنهج القرآني في التربية والدعوة الذي يمازج بين غرس العقيد والعبادة والسلوك.
ومن تأمل القرآن يجد أن هذا المنهج القرآني واضح كل الوضوح ، فلا يحتاج إلى جهد للوقوف عليه.
وهذه بعض الأمثلة :
قال تعالى:
(وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) الأنعام (92)
فانظر كيف ربط بين الإيمان والحفاظ على الصلاة ، وفي أول سورة المؤمنون كيف ربط بين العقيدة والعبادة والأخلاق:
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9))

وكذلك في سورة المعارج:
(إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34)) المعارج
وأيضا في سورة البلد:
(فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18))
وفي سورة الماعون:
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7))
وسورة الفرقان:
(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68))

والعجيب أن السور المكية قد حازت النصيب الأكبر من المواضع التي تتناول هذه المنهجية ، وهذا ربما دلنا كيف ربى النبي صلى الله عليه وسلم الرعيل الأول من هذه الأمة.
 
جزاك الله خيرا أخي أبو صفوت على هذه الإضافات القيمة ، و ما أحوجنا في العصر الحالي إلى أن يتمثل فينا الإسلام حقيقة ، لأن الكثير من العبادات أصبح الكثيرون يقومون بها دون استشعار دلالتها و جوهرها و الغاية منها ، بل أصبح "روتينا " - و اسمح لي على هذا التعبير - وشكلا بلا جوهر .
تحيتي الأخوية لك .
 
شكر الله لك أخي أبا سعد الغامدي مرورك على الموضوع و إفاداتك التي أثريته بها . فعلا كما قلت هناك خلل كبير بين تطبيق الشعائر و بين تمثل غاياتها و أهدافها ، لأننا نحولها إلى طقوس و تقاليد جوفاء نكررها دون أن تؤدي فينا ما شرعت من أجله ...
وحسب رأيي المتواضع أن من يتولى أمر الدعوة يركز كلامه على العبادات و على أركانها ...وكل ما يتعلق بها ولا يركز بشكل متساو على الأبعاد و الغايات الجليلة و الأهداف التي جاءت من أجلها حتى يخرج المتلقي بنظرة شاملة و صحيحة عن كل عبادة يقوم بها بحيث كلما توجه إلى القبلة استشعر بأن الصلاة ليست حركات يقوم بها وإنما غايتها أسمى من ذلك و هي النهي عن الفحشاء و المنكر ...و هكذا مع جميع العبادات .وليس في هذا تقليل من شأن هذه العبادات أو أننا ندعو إلى تقديم الغايات على العبادات بل لا بد من تصحيح العبادة أولا و القيام بها على أكمل وجه أمرنا الله عز و جل به وما أكمل وجه لها إلا استحضار الغاية منها متى قمنا بها .لأن الخالق عز و جل لم يأمرنا بشيء إلا بين لنا بعده و هدفه .فلو التزمنا بهذا الأمر لصلحت مجتمعاتنا و لأقفلنا أبوابا كثيرة من المفاسد و الآفات و الأدواء التي تملأها بسبب أن العبادات في جانب و الحياة اليومية في جانب آخر مثلنا مثل الكنسيين الذين ما إن يغادروا الكنيسة حتى يزيلوا عنهم رداء التعبد وينغمسوا في الدنيا دون رقيب .
هدانا الله و إياكم إلى استحضار هذا الأمر دوما و أبدا .
 
الدكتورة الفاضلة خديجة لقد أبدعت جزاك الله خيرا وبارك فيك، وكم من اجور ضاعت نتيجة للفساد الأخلاقي . فكما يدعو الداعية للعبادة لا بد أن يرشد إلي كيفية الحفاظ على أجرها .
 
بارك الله فيك د خديجة فقد وضعت يدك على الخلل الذي تعيشه الأمة ، وفي ظني أن الخطاب الوعظي القصصي ساعد في بعد الناس عن التربية الإيمانية الحقيقة التي أشار إليها الأخ الغامدي ، فالناس بحاجة إلى خطاب علمي بلغة مبسطة مدعماً بالأدلة الشرعية ، والوقفات القرآنية التي تساعد في بناء الشخصية الإسلامية من خلال التوجيهات التربوية ، ولو تأملنا آيات الحجاب في سورة الأحزاب لوجدنا : قواعد وآداب أخلاقية راقية ، وتربية بنائية عالية للفرد المسلم ، في أسلوب علمي واضح .
ومن واجب العلماء والدعاة وطلبة العلم الارتقاء في خطاب العامة ، وتزويدهم بالأسس العلمية والقواعد الشرعية التي ينطلقون منها في حياتهم ، حتى يتسنى لعقولهم وفهومهم أن تدرك الحكمة العظيمة في الأوامر والنواهي الشرعية ، والغاية الأسمى من وراء ذلك وهي الوصول إلى رضا الله عز وجل ، وسلوك الطريق الصحيح لهذه الغاية ، من خلال تطبيق عبادات ومعاملات وأخلاقيات حقيقية .
 
هذا موضوع مهم جدًا، وليت الذين يُعنون بالداسات الموضوعية في القرآن ( وليس التفسير الموضوعي) يولون هذا الجانب عنايتهم.
وهناك موضوعات مثل هذا الموضوع ، كالفكرة التي أشأر إليها الشيخ أبو سعد الغامدي في المنظومة الثلاثية ( العقيدة والعبادة والأخلاق) ، ولكم أن تلاحظوا أيضًا أن الأحكام العملية في القرآن تطرح ممزوجة بالأخلاق والعقائد، خصوصًا أسما الله وصفاته، وفي آيات الطلاق في سورة البقرة خير مثال لذلك.
ويبدو لي أن التدبر في هذا الموضوع ، والحرص على التطبيق الواقعي هو الذي يقود إلى العمل بالقرآن وتحكيمه في الواقع الشخصي والواقع العام.
 
جزاكم الله خير الجزاء
تجذبني الموضوعات المباشرة

التي تخاطب في الإنسان واقعه الشخصي والجماعي ..
...

ويبدو لي أن التدبر في هذا الموضوع ، والحرص على التطبيق الواقعي هو الذي يقود إلى العمل بالقرآن وتحكيمه في الواقع الشخصي والواقع العام.

الحمد لله تعالى
أن وافق ما بدا لي ما بدا لك
اللهم علمنا ما ينفعنا
!!
 
جزيت خيرا أخت ام أحمد المكية على قراءتك للمقال و على تأكيدك على أن منهجية الدعاة يجب أن تواكب تغيرات المجتمع و نصل إلى الهدف الأسمى وهو تعبيد الحياة لله رب العالمين .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لما وضعتم من كلمات أستفدت منها في رسالتي التي في مضمونها جانب الاخلاق وربطها مع العقدية.. وفقكم الله
 
عودة
أعلى