محمد بن عبد الستار الفيديمينى
New member
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين .
قد صان الله تعالى أنبياءه ورسله عن الرزائل والقبائح ، فعصمهم من ذلك كله كما عصمهم من الخطأ في الرسالة والبلاغ فلا ينسون شيئاً، ولا ينقصون شيئاً، فيصل الوحى من الله إلى عباده وافياً كاملاً كما أراده الله جل وعلا، وهذه العصمة لا تلازمهم في كلّ أمورهم فقد تقع منهم المخالفة الصغيرة، بحكم كونهم بشراً، غير أن الله تعالى لا يقرهم على ذنب ويتداركهم بالتوبة، وهم بعد التوبة أكمل منهم قبلها.
ولما كان باب النبوات من أعظم أبواب العقيدة وقعت منه مسألة العصمة هذا الموقع فكانت من أعظمه.
لذا فقد أدرجها العلماء في أصول الدين لتعلقها بالنبوة والنبوات، وقد أردجها الأصوليين في مصنفاتهم لتعلقها بأفعال الرسول ﷺ وأقواله .
وقد اتفقت جميع طوائف الأمة على أن الأنبياء والرسل معصومون في تحمل الرسالة والتبليغ عن الله فلا ينسون شيئاً إلا ما قد نسخ، ولا يكتمون شيئاً مما أوحاه الله.
ثم وقع الخلاف بينهم فيما سوا ذلك وتعددة أقوالهم وتشعبت، كما أنهم اختلفوا في مفهوم العصمة ومعناها.
وقد طعن بعض أهل الأهواء وأعداء الإسلام في عصمة الأنبياء مستندين في ذلك إلى بعض النصوص القرآنية التى قد يُتوهم من ظاهرها خلاف العصمة.
وانتشر ذلك بين شباب المسلمين مما أثر في جهالهم، فتعصبوا لما أشربوا في قلوبهم ودافعوا عنه دون أثارة من علم أو قبس من نور الوحى .
فاقترح علينا أحد الأخوة الكتابة في هذا الموضوع فاستعنت بالله وعزمت على التصنيف حيث أنني لم أجد في موضوع العصمة بحثاً وافياً أو كتاباً شاملاً، غير مواضيع متناثرة في بطون الكتب، وبعض المؤلفات في رد الشبهات، وليس معنى كلامي التقليل من شأنها أعوذ بالله من ذلك فلا غنى للباحث عن مثلها وقد استفدت من جميعها قديمها وحديثها، فالله أسأل أن يجازي خيراً من كتبها أو سطر سطرها في
الرد على شبهاتها، كما أسأله تعالى التوفيق والسداد، والأصابة في رد الشبهات.
وقد جاء البحث في مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، سطرتها على النحو التالي:
الفصل الأول: تعريف العصمة والنبوة، وما يتعلق بهما، ويشتمل على ثلاثة أبواب كل باب اشتمل على عدة مباحث .
الباب الأول : تعريف العصمة ، ونشأة مفهومها .
الباب الثاني : تعريف النبوة ، والفرق بين النبي والرسول .
الباب الثالث : بشرية الرسل والنبيين ، وبيان صفات الأنبياء .
الفصل الثاني: تحقيق الخلاف الواقع في العصمة، ويشتمل على بابين كل باب اشتمل على عدة مباحث .
الباب الأول : العصمة بين الفرق الإسلامية، وتحقيق الخلاف فيها .
الباب الثاني : عصمة الأنبياء عند اليهود والنصارى ، وإظهار قبيح قولهم ليحذر أمرهم .
الفصل الثالث: النصوص التي يوهم ظاهرها خلاف العصمة، ورد الشبهات حوها.
وقد اشتمل هذا الفصل آيات القرآن في قصص الأنبياء والتي توهم خلاف العصمة، والرد على الشبهات المطروحة حول الآية، قد تكلمت في قصة كل نبي على حده إبتداءً بآدم عليه السلام إلى محمد ﷺ .
الخاتمــــة : فيها أهم النتائج .
ثم أنهيت البحث بفهرس لأهم المصادر والمراجع، وآخر لموضوعات البحث.
وقد وسمت بحثي هذا بعنوان «عصمة الأنبياء تحقيق الخلاف فيها، ورد الشبهات حولها»، وحرصت فيه على عزو النقل إلى مصدره، وتخريج الآيات والأحاديث، كل ذلك في حاشية البحث السفليه .
هذا وما كان من توفيق وسداد فمن الله وحده لا شريك له، وما كان من خطأ أو زلل فمن نفسي ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء ، وإني لأرجوا من الله تعالى لهذا العمل القبول، وحيث أنه عمل من أعمال البشر فالنقص رفيقه والتقصير ملازمه، وهكذا شأن المرء فيما يكتبه، لا يكتب شيئاً في يومه إلا ويرى فيه خللاً في غده ، وهذا من أعظم العبر على استيلاء النقص على جملة البشر، فإذا كان هذا شأن المرء مع ما يكتبه وشأنه التقصير فما بال ناقده والناقد بصير، فليتلطف الناظر فيه مع غض البصر، وليوسع العذر إن اللبيب من عذر ، ولست أزجيه للناس بشرط البراءة من العيب فإن الإنسان محل النقصان بلا ريب ، ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه ، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه .
وفى الختام أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل وأن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه الكريم ﷺ، وأن يعصمنا من الزلل ومن شر العمل، إنه خير معصوم به، وأحسن مرجواً فيه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
كتبه / محمد بن عبد الستار الفيديميني مشاهدة المرفق 10282مشاهدة المرفق 10282
قد صان الله تعالى أنبياءه ورسله عن الرزائل والقبائح ، فعصمهم من ذلك كله كما عصمهم من الخطأ في الرسالة والبلاغ فلا ينسون شيئاً، ولا ينقصون شيئاً، فيصل الوحى من الله إلى عباده وافياً كاملاً كما أراده الله جل وعلا، وهذه العصمة لا تلازمهم في كلّ أمورهم فقد تقع منهم المخالفة الصغيرة، بحكم كونهم بشراً، غير أن الله تعالى لا يقرهم على ذنب ويتداركهم بالتوبة، وهم بعد التوبة أكمل منهم قبلها.
ولما كان باب النبوات من أعظم أبواب العقيدة وقعت منه مسألة العصمة هذا الموقع فكانت من أعظمه.
لذا فقد أدرجها العلماء في أصول الدين لتعلقها بالنبوة والنبوات، وقد أردجها الأصوليين في مصنفاتهم لتعلقها بأفعال الرسول ﷺ وأقواله .
وقد اتفقت جميع طوائف الأمة على أن الأنبياء والرسل معصومون في تحمل الرسالة والتبليغ عن الله فلا ينسون شيئاً إلا ما قد نسخ، ولا يكتمون شيئاً مما أوحاه الله.
ثم وقع الخلاف بينهم فيما سوا ذلك وتعددة أقوالهم وتشعبت، كما أنهم اختلفوا في مفهوم العصمة ومعناها.
وقد طعن بعض أهل الأهواء وأعداء الإسلام في عصمة الأنبياء مستندين في ذلك إلى بعض النصوص القرآنية التى قد يُتوهم من ظاهرها خلاف العصمة.
وانتشر ذلك بين شباب المسلمين مما أثر في جهالهم، فتعصبوا لما أشربوا في قلوبهم ودافعوا عنه دون أثارة من علم أو قبس من نور الوحى .
فاقترح علينا أحد الأخوة الكتابة في هذا الموضوع فاستعنت بالله وعزمت على التصنيف حيث أنني لم أجد في موضوع العصمة بحثاً وافياً أو كتاباً شاملاً، غير مواضيع متناثرة في بطون الكتب، وبعض المؤلفات في رد الشبهات، وليس معنى كلامي التقليل من شأنها أعوذ بالله من ذلك فلا غنى للباحث عن مثلها وقد استفدت من جميعها قديمها وحديثها، فالله أسأل أن يجازي خيراً من كتبها أو سطر سطرها في
الرد على شبهاتها، كما أسأله تعالى التوفيق والسداد، والأصابة في رد الشبهات.
وقد جاء البحث في مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، سطرتها على النحو التالي:
الفصل الأول: تعريف العصمة والنبوة، وما يتعلق بهما، ويشتمل على ثلاثة أبواب كل باب اشتمل على عدة مباحث .
الباب الأول : تعريف العصمة ، ونشأة مفهومها .
الباب الثاني : تعريف النبوة ، والفرق بين النبي والرسول .
الباب الثالث : بشرية الرسل والنبيين ، وبيان صفات الأنبياء .
الفصل الثاني: تحقيق الخلاف الواقع في العصمة، ويشتمل على بابين كل باب اشتمل على عدة مباحث .
الباب الأول : العصمة بين الفرق الإسلامية، وتحقيق الخلاف فيها .
الباب الثاني : عصمة الأنبياء عند اليهود والنصارى ، وإظهار قبيح قولهم ليحذر أمرهم .
الفصل الثالث: النصوص التي يوهم ظاهرها خلاف العصمة، ورد الشبهات حوها.
وقد اشتمل هذا الفصل آيات القرآن في قصص الأنبياء والتي توهم خلاف العصمة، والرد على الشبهات المطروحة حول الآية، قد تكلمت في قصة كل نبي على حده إبتداءً بآدم عليه السلام إلى محمد ﷺ .
الخاتمــــة : فيها أهم النتائج .
ثم أنهيت البحث بفهرس لأهم المصادر والمراجع، وآخر لموضوعات البحث.
وقد وسمت بحثي هذا بعنوان «عصمة الأنبياء تحقيق الخلاف فيها، ورد الشبهات حولها»، وحرصت فيه على عزو النقل إلى مصدره، وتخريج الآيات والأحاديث، كل ذلك في حاشية البحث السفليه .
هذا وما كان من توفيق وسداد فمن الله وحده لا شريك له، وما كان من خطأ أو زلل فمن نفسي ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء ، وإني لأرجوا من الله تعالى لهذا العمل القبول، وحيث أنه عمل من أعمال البشر فالنقص رفيقه والتقصير ملازمه، وهكذا شأن المرء فيما يكتبه، لا يكتب شيئاً في يومه إلا ويرى فيه خللاً في غده ، وهذا من أعظم العبر على استيلاء النقص على جملة البشر، فإذا كان هذا شأن المرء مع ما يكتبه وشأنه التقصير فما بال ناقده والناقد بصير، فليتلطف الناظر فيه مع غض البصر، وليوسع العذر إن اللبيب من عذر ، ولست أزجيه للناس بشرط البراءة من العيب فإن الإنسان محل النقصان بلا ريب ، ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه ، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه .
وفى الختام أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يهدينا جميعاً إلى سواء السبيل وأن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه الكريم ﷺ، وأن يعصمنا من الزلل ومن شر العمل، إنه خير معصوم به، وأحسن مرجواً فيه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
كتبه / محمد بن عبد الستار الفيديميني مشاهدة المرفق 10282مشاهدة المرفق 10282