عصف الكلم..

إنضم
26/12/2005
المشاركات
770
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
(1)

أحد الانشقاقات المبكرة في جماعة الإخوان المسلمين وصلت إلى حد توزيع منشورات يتهم المنشقون فيها الشيخ حسن البنا بفساد الذمة المالية، وقد طوروا تهمتهم حتى تحولت إلى بلاغ للنيابة.

رغم ذلك:

(1) حكى البنا القصة في مذكراته دون ذكر أسماء.
(2) وصف إمام المنشقين بأنه من أهل الدين والعلم والدعوة.
(3) حمد الشيخ لإمام المنشقين أنه قدم البلاغ للنيابة بتوقيعهوجعل هذا الوضوح من شجاعته الأدبية وفضيلة لا ينساها الشيخ له.

ثم ختم الشيخ سرده للواقعة بقوله: ((وإني لأعتذر إليه فهو الآن من خيرة العلماء وأفضل الأصدقاء، وتلك أيام خلت وذكريات مضت ولعل له عذراً ونحن نلوم والله أعلم بالسرائر)).

قلت: رحم الله الشيخ وخلقه.
 
(2)

مهما حاولتُ تتبع النكت السوداء في قلبي أعالجها = تظل منها أثارة، بل لا تكاد الواحدة منها تُمحى حتى يولد لهواي ونفسي مولود فإذا هو نكتة أخرى تستهل صارخة، فأعاود الحت والقرص ألوم نفسي وأقمع هواي فيتسرب الشيطان موسوساً فأضعف وأسقط فأعاود النهوض (أتبع السيئة الحسنة تمحها) أو كذلك أرجو.
ثم تفيء النفس لمدد من جيش عظيم كانت غافلة عنه؛ إذ لم تستعن قط بربها على عدوها.
وكيف تغفل وهي تعلم أنه لا حول لها ولا قوة إلا به وأنه لا تتوب حتى يتوب عليها ولا تزكو حتى يزكيها ولا يتم لها سعيها حتى يمدها بمدد من عنده هو المستعان حسبها ونعم الوكيل.

إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون..
 
(3)
((ينبغي أن يكون الفيلسوف كالمتقنع على المسرح)).
تلك عبارة مأثورة عن الفيلسوف الفرنسي ديكارت يضعها بعض شراحه في سياق وجوب توقي الفيلسوف لسطوة السلطة السياسية والدينية فلا يعرض أفكاره المناوئة لهما إلا من وراء قناع يقيه شر بطشهما ومحاسبتهما له على ما قد يقع منه من تجديف سياسي أو ديني.
في مصر كنا قد تعودنا على نقد الحركات الإسلامية أو نقد بعض الرموز الدينيية أو نقد بعض الفتاوى الفقهية والذي كانت تمارسه جهات إعلامية وثقافية وسياسية لا تخفى على القاريء ، لكن كان الجديد الذي حملته إلينا الثورة المصرية وما فتحته من آفاق الحريات هو أننا اكتشفنا أن بعض الناس كان يضع هذا اللون من النقد قناعاً لما يحمله من بغض للإسلام نفسه ورؤيته الكونية ومنظومته التشريعية؛ فصرنا نسمع عبارات الإلحاد الصريحة، وتصريحات الاستهزاء بشعائر الإسلام ومقدساته لا تتوارى ولا تداري.
والواقع أن هذا شيء طبيعي ومتوقع جداً ، فالحقبة الليبرالية المصرية الأولى بين الحربين العالميتين هي الحقبة التي ترجمت وطبعت فيها كتب إلحادية شهيرة عربية وأجنبية، وهي الحقبة نفسها التي ظهرت فيها أفكار علمانية وإلحادية وتصورات ضالة عن الإسلام وحياً وتراثاً .
وإذا كنا اليوم على مشارف حقبة أخرى من الانفتاح السياسي والثقافي فلا بد لنا من توقع تكرار ما حدث من قبل مع ما في التطور التقني والمعلوماتي والإعلامي الحالي من دواعي الانتشار، ومع ما يثيره وجود سلطة سياسية ذات مرجعية إسلامية من دواعي التحدي وإرادة الاستفزاز في نفوس أولئك الملحدين والطاعنين في الدين.
هناك محاولات بالطبع لمحاصرة هذه الاتجاهات عبر نصوص دستورية تُجرم سب الذات الإلهية وإهانة المقدسات وهناك محاولات أخرى لاستعمال النصوص القانونية المتعلقة بازدراء الأديان، إلا أن المسار العام للدولة يشي بأن توجه الإخوان المسلمين هو إلى توطين أقدامهم في الدولة وإفساح المجال لنصوص أكثر ليبرالية في الحقوق والحريات ثقة منهم بأن وجودهم في السلطة كاف مع الجهود الدعوية في محاصرة هذه الاتجاهات خاصة وأننا شعب متدين بطبعه كما يقولون.
والرؤية التي أطرحها هنا تتلخص في النقاط التالية:
(1) الارتكاز على تدين الشعب بطبعه، أو على الغطاء الدستوري القانوني أو على إسلامية السلطة = كله ارتكاز على أعمدة شديدة الوهاء ، وسدنة الثقافة الغربية سيجعلون معركتهم الأم هي عدم سن تشريعات تضيق من الحقوق والحريات، وسيحرصون على عدم تفعيل ما يُسن من هذه التشريعات وقد تميل الدولة لهم ظناً منها أن هذا القربان هين إلى جوار ثبوت القدم في السلطة ، والحق أن تاريخ تطور المجتمعات الغربية بل ولبنان العربية شاهد بأن انفتاح سقف الحقوق والحريات في إطار الدولة الوطنية الحديثة كفيل بأن ينخر في عظام دين الناس حتى لا يبقي منها إلا أبنية رقيقة قليلة في وسط هشيم منتشر.
(2) وجود حراس للمفاهيم وجماعة من الناس تقوم على رد الأقوال الباطلة وتقبيح قائليها في نفوس العامة بالعلم والعدل ضرورة شرعية لكن نصيب هذا الطريق في المدافعة هو كنصيب الغطاء الدستوري القانوني ، كلاهما مهم لكنه ليس أساسياً.
(3) قطب رحى الدفاع عن الدين أمام هذه الهجمات الإلحادية أو الطاعنة في الثوابت أو الداعية لحرية الدعوة لللإيمان وللكفر على قدم سواء = هو نشر الدين في العامة بتعليمهم جمل الكتاب والسنة والانتشار في وسط الناس انتشاراً لا لأغراض سياسية ولا لأغراض تبشيرية تدعو للانضمام لهذه الجماعة أو ذلك التيار وإنما انتشار عمدته تعليم الناس الكتاب والسنة وبث الذكر والصلاةوالقرآن ومكارم الأخلاق وسيرة النبي وأصحابه والأئمة الفقهاء ، وإعادة سنة حلقات القرآن للأطفال على نطاق واسع جداً وأن يُبذل فيها من المال والجهد أعظم مما يبذل في السياسة وجوانب الدعوة الأخرى.
هذا الطريق هو قلب الدفاع والهجوم معاً وكل دين أو دعوة فقدت العامة = فقدت قلبها وكل دين أو دعوة لم ترب نشأها على يديها = فقدت خطوط إمدادها، وكل دعوة إسلامية جعلت السياسة والمنظومة الفكرية الخاصة هي لب دعوتها دون جمل الكتاب والسنة التي لا اختلاف فيها = فقدت أعظم ما يُثبت الناس على الدين ، فلا يُبقي الناس مؤمنين لا يتسرب الشك إلى نفوسهم إلا ربطهم بالوحي الثابت من غير شقشقة خلاف.

 
(4)

منذ وسوس إبليس لآدم كي يعصي ربه، وما بقي ناذرًا نفسه ليضل بنيه = غاية الباطل الأساسية: أن ينزل بالحق إلى مستوى الباطل .. إلى الأسفل .. إلى الحضيض .
ومنذ تلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه، وما بقي بنوه يذنبون فيتوبون = عظمة الحق الأساسية: أن يسمو على الباطل ويرتفع فإذا سقط = قام أقوى مما كان .
فعظمة الإنسان ليست في مجرد كونه حرًّا؛ تلك حماقة مادية كبيرة. عظمة الإنسان حقًّا في استطاعته أن يختار الحق وإن كان شاقًّا .
عظمته في قمعه لهواه ..
عظمته في قدرته على النهوض من وَهْدَةِ السقوط إذا أطاع الهوى، فلا تلبث تراه عاصيًا حتى تراه قد تاب وخر ساجدًا وأناب .
 
(5)

قول العرب: كدر الجماعة خير من صفو الفرقة هو أصح وأصوب من قول من قال: كدر الجماعة خير من صفوك وَحدك؛ لأن طلب اللحاق بالجماعة لا يكون لمجرد كونك وحدك دونهم وإنما يكون خوف الفرقة، وقد يجتمع أن تكون وحدك دونها ولا تكون فرقة وهذا أحسن للدين والدنيا من اطراد طلب اللحاق بها خوف التفرد .

والفرقة لا تكون إلا إن أعرض أحد الفريقين عن البينة بعد ظهورها أو إن بغى بعضكم على بعض، فأما إن قلتَ من حيث تعلم ولم تعرض عن بينة ولا بغيت على أحد = فلا يكون تركك ما ظهر لك ولحاقك بالجماعة حينها مما يُمدح .

ومن تلك الشعبة قول ابن مسعود: أنت الجماعة ولو كنت وحدك .

 
(6)

أَنْ تُرزق الحق ذاك أعظم الرزق، أما أن يتبعك عليه الناس فذاك رزق آخر، فليكن همك الأول فإن النبي يأتي وليس معه أحد .
 
(7)

مفتاحان أساسيان لفهم طبيعة نمو الأفكار والمذاهب وانتشارها:

الأول: أكثر الأفكار والمذاهب إنما تنشأ بسبب طرد فكرة سابقة وبلوغ ما يظنه المُطرد أنه لازم الفكرة الأولى وغايتها، كما حدث مع الخوارج في أدلة نفي الإيمان عن العصاة، ومع داود الظاهري فيما ظنه طرداً لمذهب الشافعي في نفي الاستحسان وتعظيم السنة، وكطرد الفلاسفة لتأويل المعتزلة لنصوص الصفات بتأويلهم لنصوص المعاد.
أو تنشأ ردة فعل على فكرة أخرى كالنصب مع التشيع.

الثاني: أن أكثر الأديان التي أحدثها غيرر الأنبياء،وغالب المذاهب والحركات والأحداث الكبرى لا يصنعها الفقهاء إنما يصنعها أصحاب النفوس الأميرية إمارة الملك أو إمارة القتال، وحقيقة أرباب النحل أنهم أمراء مسوا العلم مساً خفيفاً.​
 
(8)
لما خرج واحد من آل البيت على العباسيين كان في خروجه يتوقى الدماء؛ فلقيه رجل فقال له: من طلب الملك لم يتوق الدم.

قلت: وهذا واقع كثير من طلاب الإمارة والملك، ومن توقى منهم الدم لا تجده يتوقى دم الفرقة والفتنة بين المسلمين.


والفرقة بين المسلمين من أعظم الدم وبعض من يتوقى الدم الأحمر قد لا يتوقى الفرقة؛ والمسلمون كالجسد الواحد فرقتهم تقطع أوصاله وتنز دماً.
 
الثاني:أن أكثر الأديان التي أحدثها غيرر الأنبياء،وغالب المذاهب والحركات والأحداث الكبرى لا يصنعها الفقهاء إنما يصنعها أصحاب النفوس الأميرية إمارة الملك أو إمارة القتال، وحقيقة أرباب النحل أنهم أمراء مسوا العلم مساً خفيفاً
اخي الفاضل،​
لو سمحت...هل يمكن ان تعطي مثال او امثلة على المفتاح الثاني..أتمنى ان يكون المثال قريب من ذهن القارئ او من العصور الحديثة.​
 
مشكلة المثال الحديث أنه قد يدخلنا في جدل عن الأشخاص لا أحبه.

من الأمثلة القديمة: واصل بن عطاء؛ فهذه نفس أميرية تدير أتباعها إدارة الأمير لا إدارة الفقيه، وما كان ليُحدث في تاريخ العقائد أثراً مذكوراً لو كانت نفسه نفس فقيه يطلب بيان تفقهه في الوحي لا حشد الأنصار وتكثير الأتباع وبقاء الفكرة في جند من بعده.
 
(9)

جرب أن تفكر، وأن تعترض، وأن تقيم نفسك حكماً بين الآراء قاضياً توازن بينها بلا وكس لا شطط.

وبالتوازي: استكمل أدواتك العلمية واستكثر من العلم مؤصلاً، في النحو والصرف والأدب والبلاغة والأصول والحديث والتفسير والفقه والاعتقاد والتاريخ وشيء من المطالعة الثقافية.

لكن نصيحتي: كن شجاع الرأي جبان القول، بمعنى: فكر بمنتهى الحرية ولكن بين جنبات صدرك أو مذاكرات ضيقة جداً لأخلص أصحابك وأعقلهم، ولا تنطق بشيء من هذا قط تماري به وتجادل.



واستمرار حالة الرأي الشجاع بالتوازي مع استكمال الأدوات هو الذي يصنع العقل الناقد، واستصحاب جبن القول وعدم الجرأة على التكلم في الدين قبل استكمال الأدوات هو الذي يصنع الفقيه التقي الذي يخشى أن يحمل الناس عنه رأياً فطيراً لم يُتمه.

والجمع بين هاتين هو الذي يصنع المجتهدين المبدعين أئمة الدين.

والموفق من وفقه الله..
 
(10)

كلما ازداد علم المرء، وحسُن نظره في العلم = فقد شهوة الجدل، وفرح بالحق الذي يهديه الله إليه، ورأى هدايته له فوزًا لا يحتاج بعد ذلك لتوكيده بالظَّفَرِ على فلان أو فلان من مخالفيه.

وكلما ازداد علم المرء وحسُن نظره في العلم= اشتد تأذيه من سماع الآراء الضعيفة والأفكار المشوشة والأقوال الباطلة، وصار يطلب سلامة قلبه منها فلا يحب التعرض لها، وصار كمن متعه الله بِدَوْحَةٍ جميلةٍ فلا يُحب أن يرى قبحًا يخالطها، أو كمن متعه الله بالطعام الحسن لا يقبل أن يدعه إلى غيره من مرذول الطعام؛ فإن من أَنِسَ بالحق ونوره حقيقٌ أن يستوحش من الباطل وظلمته.

 
(11)


حدثني أخي أحمد خليل عن شيخنا الشيخ محمد إسماعيل المقدم أن أحد المشايخ عاتبه في قول الشيخ المقدم عن شيخ آخر أنه أفضل منه فيقول الشيخ المقدم لأخي أحمد خليل:



أولسنا نُقَدَّر أن كل واحد من المسلمين أحسن منا ؟



إني إذا سرت في الشارع فوالله لا أرى لي فضلاً على أحد وأحسب أن كل مسلم أحسن مني


فكل مسلم له خبيئات أعمل قد تفضله علي


وكل مسلم عنده من أعمال القلوب ما لا أدري به


وحتى السلفية التي معي دائرتها أوسع مما نظن ولرفق الرجل ورحمته وتوكله على الله وإنفاقه من جهد المقل كل ذلك سلفية.


ثم إني من سيئاتي على يقين ومن سيئات الناس في شك.


إي والله لا أحسب إلا أن كل رجل من المسلمين أفضل مني.
 
(12)

للسلفية في العالم الإسلامي بجميع أطيافها أربعة روافد مرجعية أساسية لا يخلو تيار سلفي من واحد منها على الأقل:
ابن تيمية.
الدعوة النجدية من ابن عبد الوهاب للآن.
الألباني.
سيد قطب.
وكل الروافد الثانوية هي نظر في هذه الروافد اختياراً ومزجاً.
 
(13)

الجميع -إلا من رحم الله- لا يقرأون، لكن المصيبة الأكبر عندما تنتصب للجدل بحصيلتك الفقيرة.

يعز على الإنسان أحياناً أن يقول القول بعد أن أوسعه نظراً وتأملاً واستقراء وربما يكون قد سلخ في صياغته شهوراً أو سنين عدداً = ثم تجد من يجادلك فيه من مقدمة رأسه بمعلومات مبتسرة وقراءات شحيحة ونظر عجول ورأي فطير.
وليس يسأل متعلماً بل نصب نفسه مجادلاً معترضاً كأنما هو صاحب رأي مكافيء.

لمثل هذا كانوا يقولون: الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض.


قال الإمام الشافعي: ((ومن تكَلَّفَ ما جهِل، وما لم تُثْبِتْه معرفته: كانت موافقته للصواب - إنْ وافقه من حيث لا يعرفه - غيرَ مَحْمُودة، والله أعلم؛ وكان بِخَطَئِه غيرَ مَعذورٍ، وإذا ما نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بيْن الخطأ والصواب فيه)).
 
(14)

في دلالة لفظة النصيحة معنى عظيم جداً؛ فهي طلب صلاح الشيء وتخليصه مما يغبشه ويفسده.
وكل نصيحة لا يطلب صاحبها صلاح المنصوح ولا يبتغي بنصيحته نفعه = فهي نصيحة مدخولة كاذبة في دعوى أنها نصيحة.
وكل منصوح لا يستحضر إذا عابه الناصح أن ذلك العيب إنما هو لطلب صلاحه وابتغاء نفعه = فهو قاطع لطريق النصيحة بين المسلمين وهو كمن منع عن نفسه الغذاء والدواء يوشك أن يهلك.
وأقل شيء في الناس اليوم النصيحة الصادقة، وأكثر الناس إما سكتوا غشاً أو نصحوا كذباً، والسكوت غشاً أخطر من النطق كذباً؛ إذا لا يعدم المنصوح فائدة ولو لم تكن النصيحة نزيهة.
وأكثر السكوت غشاً إنما هو رعاية لرضى الناس وسخطهم، وخضوعاً للتقاليد الاجتماعية الزائفة التي توشك أن تنفض الأصحاب من حول الناصح نفضاً؛ فإن الناس لا يصبرون عمن يكاشفهم ويعشقون-إلا من رحم- من يكذب عليهم ويجملهم في أعين الناس وأعين أنفسهم.
الدين النصيحة.
 
(15)


شيء ما ليس صحيحاً !!



طوال سبع سنوات يسألني الناس عن الكتب والمناهج والطبعات وبرامج القراءة ، بينما الذين يقرأون بالفعل فئة قليلة..


قليلون أولئك الذين امتلكوا العزم لتحويل الأهداف والطموحات إلى واقع..


والسبب ببساطة أن المسألة ليست سهلة؛ إنه قول ثقيل يلقى على عاتق ذلك الذي يطمح أن يكون من ورثة الأنبياء..


كما أن مجرد تحصيل قدر معقول من الثقافة والوعي في ظل زحمة الحياة وتحدياتها وشواغلها = يعد أمر

اً عسيراً أيضاً.


لكن الإشكال أن هناك حد من العلم والثقافة والوعي ليس اختيارياً؛ إنه حد ضروري لا يمكن أن يستغني عنه إنسان. ..حد يزيد بزيادة الدور المنوط بك، وبزيادة المواقع التي تتصدر لها..


أين الخطأ إذاً ؟!!


لا يمكن القول إن الخطأ أحادي الجهة، بل القضية أعقد من هذا وأشد تركيباً..


لكن يمكننا أن نمسك بأحد أهم أسباب الخلل الموجود لنبدأ به الطريق


إنه ببساطة: حالة العجز والكسل والبطالة وإحراق الفراغ وفتور العزم التي تملأ حياتنا.


ببساطة شديدة: إن ما يبذله الممثل أو المهرج من جهد لإتقان مهنته والوصول لذروة الأداء فيها والقيام بأدوار منهكة لترفعه بين أقرانه = أكبر بكثير مما تبذله أنت لتتعلم أو ترفع درجة ثقافتك ووعيك، بل صدقني يبذلون أحياناً من الجهد أضعاف ما تبذله أنت لنصرة دينك؛ لذلك كانوا يتكلمون عن جلد الفاجر وعجز الثقة.


ملحوظة: أحد كبار العلمانيين المصريين الذين توسعونهم هجوماً وتبدعون في التعليقات الكوميدية سخرية منهم : بينام ثلاث ساعات يومياً.


فقط.
 
هذه الأخيرة ...... سوط يستحق أن يجلد به كثير كثير و كثير من كثيري الكلام من المتعلمين

واصل وصلك الله بطاعته
 
(16)


سيبقى من ثغور العلم ما هو دقيق لابد من رعايته وحفظه على المسلمين فلا يلفتنك عنه من يزهدك فيه بدعوى أن الأمة أحوج إلى كذا وكذا،بل وازن بين مواهبك وما تستطيع أن تقدمه للمسلمين في هذا الثغر الدقيق وبين الحاجات العاجلة،واعلم أن من العلماء من هو عالم عامة ومنهم من هو عالم خاصة،ولا تقوم الأمة بالعلماء وحدهم ولا بالوعاظ وحدهم ولا بالفقهاء وحدهم ولا بالمحدثين وحدهم،والتخصصات الدقيقة الصغيرة هي المكون الأهم للأمة العظيمة إذا تكاثرت وشملت مناحي الدين والدنياو لا يصلح الأمة أن يكون جميع خاصتها خطباء على المنابر أو دعاة في الفضائيات،والأمة تحتاج لجميع مواهبها في جميع المجالات،فإياك أن يصرفك عن طريقك الطويل برق خلب أو رعد مصم، وبعض البرق والرعد إنما هو من جهام ،وهو السحاب يرعد ويبرق ولا ماء فيه.
 
رحم الله الشافعي إذ قال :"من تعلم علما فليدقِّق ؛ لئلا يضيع دقيق العلم "

متابع معك يا شيخنا
 
(17)


قال إسماعيل أدهم في كتابه: لماذا أنا ملحد: ((أنا سعيد مطمئن لهذا الإلحاد، تماما كما يشعر المؤمن بالله بالسعادة والسكينة)).



ملحوظة: مات إسماعيل أدهم بعدها بثلاث سنوات منتحراً بسبب كراهيته للحياة كما قال في رسالة انتحاره.


أين ذهبت سعادته وكيف ضاع اطمئنانه؟
 
(18)

لمنهج النظر واكتماله فضل عظيم جداً، وكل إنسان اكتمل منهجه في النظر والتفسير والتحليل والتركيب والتقييم والاستناج = فقد اكتملت عدته العلمية وأمكنه أن يكون له رؤية مستقلة في أي مسألة بمجرد أن تجتمع لديه معطياتها الأساسية.
وبدون منهج النظر يظل الإنسان الذي حصل معطيات المسألة أسيراً لوجهات النظر المطروحة حولها، وقصارى أمره أن يتخير أو يلفق بينها دون أية رؤية مستقلة.
تسألني: وماذا عن الذين يقولون رؤاهم الخاصة بلا منهج للنظر أو اكتمال للمعطيات الأساسية ؟
أقول لك: هؤلاء يا صديقي هم السفهاء الذين يملأون حياة الناس إفساداً بجهلهم وتعالمهم.
 
(19)

قد لا تكون اخترت المحنة التي وقعت بك، لكنك قادر على اختيار نوع الاستجابة التي ستتعامل بها مع هذه المحنة.


وهذا بالتحديد هو ما يرسم معالم حياتك.
 
(20)


عودتنا طباع الناس التي قرأنا عنها والتي نعالجها في واقعنا = أن من رابط في ثغر نصرة الحق مجابهاً أهل الباطل بالحق الذي معه = أنه يؤذى ويُضار، وأنه ربما أداه الأذى والضر الذي يصيبه مع إحساسه بأنه ناطق بالحق وقائم بالحجة لتبيين كلمة الله = ربما دفعه كل ذلك لتجانف البغي على مخالفيه واستحلال ما حرم الله من الظلم والبغي والعدوان إما بتأويل وإما من غير تأويل.



وتلك سنة سائرة في الناس اليوم حتى إنك لترى بعض المجاهدين بكلمة الحق جهاد السيف أو جهاد الحجة لا أقول يبغي على من يجاهدهم من الكفار أو المنافقين أو المبتدعة، بل كثيراً ما يكرُ راجعاً على بعض إخوانه من مجتهدي أهل السنة المخالفين له في تأصيل أو تفريع خلافاً لا يمتنع وقوعه مع اتساع الأُقْضية، وكثرة الاجتهادات، وقلة العلماء = يكر عليهم باغياً عادياً غافلاً عن معركته الأصلية ثانياً عَطِفَ سيفِه ليجعل المعركة مع بعض نفسه، ويشتد البأسُ بين الذين آمنوا من أهل الصف الواحد، ويصير المؤمنون كالجسد الواحد لكن قد أصابه السرطان فهو يأكل بعضه بعضاً.
 
موضوع فيه فوائد كثيرة
بارك الله فيك
وافهم ان
أن من رابط في ثغر نصرة الحق مجابهاً أهل الباطل بالحق الذي معه = أنه يؤذى ويُضار، وأنه ربما أداه الأذى والضر الذي يصيبه مع إحساسه بأنه ناطق بالحق وقائم بالحجة لتبيين كلمة الله = ربما دفعه كل ذلك لتجانف البغي على مخالفيه واستحلال ما حرم الله من الظلم والبغي والعدوان إما بتأويل وإما من غير تأويل.
لكني افهم انه رابط وليس معه العلم في نصرة الحق وقد يكون معه بعضه ومعه هوى او جهل او غل(فالحق الذي معه قد يكون ناقص غير كامل وقد يكون معه هوى) ولذلك يؤدي ذلك الى استحلال ماحرم الله من الظلم مع انه وقف او اوقف نفسه على ثغرة وهو ليس كامل العدة ولاطهر نفسه بصورة تنجيه مما ذكرت، والا فمن رابط وعنده علم بالحق المنزل ، وهو دائم التطهير لنفسه، وقد وصل للعلم والعدل الذي انزله الله،(على الأخص في مسائل الظلم والدماء والأعراض، وعدل الإسلام مع الخصوم وفقهه في التعامل مع اهل الكفر-مثلا) لايمكن ان يستحل اللهم الا ان يدخله الهوى ويحد عنده مبيت مناسب!، ومعلوم ان الهوى-خصوصا في مسائل الظلم والاستحلال- لايدخل الا لخلل ما في النفس وجهل في الذات وهذا يرجعنا مرة اخرى الا القول انه وقف على ثغرة بغير عدة مناسبة وايضا بدون طلب علم وهداية مستمرة!
 
بارك الله فيك يا سيدي، وما تفضلت به ليس صحيحاً، بل هذا يقع للعالم كامل الآلة، ولغيره، وإن كان في غيره أكثر.ودخول الهوى وشعب نقص العلم والاجتهاد وشعب نقص تخليص النفس ممن إرادة غير الحق على العالم لا علاقة له باكتمال أدواته بل هذه الشعب تقع مع اكتمال الأدوات ومع نقصها، وليس العالم مكتمل الأدوات بمعصوم من الهوى ووقوع شعب الجهل والهوى فإن وقوعهما أعم من أن يكون بسبب نقص الآلة.
 
هو رأيي واجتهادي اما ان كان خطأ فقد كتبته وجزاكم الله خيرا على النقد وان كان صوابا فساكون سعيدا به-ابتسامة
 
(21)

إلى الذين يظنون أن حب إشاعة الفاحشة له صور محدودة، هذه صورة يقع أكثر الناس فيها ولكن لا يشعرون:


((لشيوع أخبار الفواحش بين المؤمنين بالصدق أو بالكذب مفسدة أخلاقية ؛ فإن مما يزع الناس عن المفاسد = تهيبهم وقوعها وتجهمهم وكراهتهم سوء سمعتها وذلك مما يصرف تفكيرهم عن تذكرها بله الإقدام عليها رويدا رويدا حتى تنسى وتنمحي صورها من النفوس، فإذا انتشر بين الأمة الحديث بوقوع شيء من الفواحش = تذكرتها الخواطر وخف وقع خبرها على الأسماع؛ فدب بذلك إلى النفوس التهاون بوقوعها وخفة وقعها على الأسماع فلا تلبث النفوس الخبيثة أن تقدم على اقترافها وبمقدار تكرر وقوعها وتكرر الحديث عنها تصير متداولة. هذا إلى ما في إشاعة الفاحشة من لحاق الأذى والضر بالناس ضرا متفاوت المقدار على تفاوت الأخبار في الصدق والكذب)). [الطاهر ابن عاشور]



قلت: ولسبب ما لم يأت ذكر أصحاب الرايات الحمر في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا مرة واحدة.

 
(22)

يقول صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.
قلت: وأنواغ الغبن كثيرة فكما أن منها إحراق رأس المال في المعاصي والملاهي، فمنه أيضاً إهلاك رأس المال فيما لا يأتي سوى بربح قليل قد لا يكفي لتغطية خسارات السيئات يوم توضع الموازين ويُنظر أي الكفتين يرجح.
فليس يكفي أن تربح المهم أن تتحرى ربحاً يرجح على خسارتك.
تدبر هذه وحدها= تعلم أن كثيراً مما تصرف فيه وقتك وترى أنه خير هو خير في نفسه لكنه ليس أولى ما ينبغي أن تصرف له وقتك، لا بالنسبة لترتيب الأولويات العامة، ولا بالنسبة لاحتياجاتك أنت نفسك وأنواع الخير التي ينبغي أن تطلبها لتغطي خسارتك.
 
جزاك الله خيرا.
هل هناك قصد من الاختصار الذي تكتب به في عصف الكلام؟

أسأل هذا السؤال لأني أتمنى (وجهة نظر) أن يكون هناك أمثلة لبعض ألأفكار التي تطرحها.
مثال:
تدبر هذه وحدها= تعلم أن كثيراً مما تصرف فيه وقتك وترى أنه خير هو خير في نفسه لكنه ليس أولى ما ينبغي أن تصرف له وقتك، لا بالنسبة لترتيب الأولويات العامة، ولا بالنسبة لاحتياجاتك أنت نفسك وأنواع الخير التي ينبغي أن تطلبها لتغطي خسارتك.

تمنيت أنك ذكرت مثال موجز لفكرة ترتيب أللأوليات التي تريد أن توصلها خاصة أن هذه الفكرة قد لا تكون واضحة في بعض الأحيان ،
مثلًا، هل أصوم أو أصلي نفل ، و أقصر في واجب؟
اذكر أن احدى الأخوات كانت لا تصل نفل الظهر خلال دوام العمل واستغربت من ذلك زميلتها وعدته تقصير منها ، و شرحت لها الأخت أنها لا تصلي النفل في الدوام إذا كان الوقت المتاح يكفي فقط لأداء الفرض و تعوض عدم صلاة النفل في وقت آخر أو بطريقة آخرى.
ترتيب الأوليات مهارة و تنميتها يحتاج الى فقه في الموازنات و مران و تجارب.
أخي الكريم،
وفقك الله وسدد خطاك.

 
(23)


من كمال الرجولة حب النساء، ومن كمال هذا الحب طاعة الرجل زوجه وإرخاؤه الحبل لها أن تغلبه ما لم يكن إثماً.



هذا المعنى الجليل يغفل عنه كثير من الأزواج حين تتحول العلاقة بينه وبين زوجه إلى صراع نفوذ وسلطة ، ولا يكون ذلك بين متحابين وإنما يكون من قليل الفقه أو كاذب الحب.


إذا رزق الله الرجل المرأة تتقي الله فيه= فإن كمال رجولته وحبه لها أن يدعها غالبة ، ما لم يكن في ذلك إثم أو قطيعة رحم أو مفسدة بينة.


ليست العلاقة هاهنا تنافسية وإنما هي علاقة ود ورحمة، يكون الرجل فيها أكمل ما يكون إذا حسن خلقه وأطاع زوجته في غير معصية.


ليتسع قلبك لهذا الأصل ولا تسارع لإيراد الاستثناءات عليه فأكثر ما في الدنيا له استثناءات وأحوال الرجال والنساء وسياساتهم ليست واحدة لكن الأكثر الأغلب أن تطيعك في غير معصية وأن تطيعها في غير معصية وكلما أحسنت إليك كانت غلبتها لك أحب إليك.


في صحيح مسلم من خبر ونبينا وزوجه عائشة : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً سهلاً، إذا هويت الشيء تابعها عليه.


يقول النووي: معناه إذا هويت شيئا لانقص فيه في الدين مثل طلبها الاعتمار وغيره أجابها إليه وقوله سهلا أي سهل الخلق كريم الشمائل لطيفا ميسرا في الخلق كما قال الله تعالى وإنك لعلى خلق عظيم وفيه حسن معاشرة الأزواج قال الله تعالى وعاشروهن بالمعروف لا سيما فيما كان من باب الطاعة.


اعقل خلق نبيك هذا ثم اعلم أن حب النساء من كمال الرجولة، وكمال الرجولة من كمال النبوة؛ لذلك يقول سيد الأنبياء وأكملهم: حبب إلي من دنياكم النساء.
 
(24)

أكثر العجز من شكوى الأقدار وسؤال الله عما يفعل، ومن أقبل على شأنه وقام بما يجب عليه = رَضَّاهُ الله بقضائه كله .
 
(25)

تطلب دائماً أقرب الصور للكمال : في زوجك وولدك وأصحابك، بينما أنت نفسك وبنفس المعايير = لست كذلك.

والحل: أن تُحسن التفريق بين أنواع النقص والعيب وأن توازن بينهما وبين طباعك وقدرتها على احتمال نوع دون نوع، وأن توازن بين ما يعالج وما لا يرجى علاجه، وأن توازن بين خير المرء وشره.

فإذا اخترت العشرة= فعاشر بإحسان و تعلم أن تُقل اللوم والعتاب وأن ترحم وتعفو وتغفر وتتغافل؛ فأي الرجال المهذب، ومن ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط ؟

ومتى ما لم يك بد من الفراق = ففارق بإحسان، الفراق الجميل بغير من ولا أذى .

ربما يُحزنه أنك فارقته وأعرضت عنه، ولكن حزنه سيكون أكبر لو حرصت على أن يكون فراقاً بأذية وانتقام.

وربما بدا له من فرط سكوتك ومداراتك أنه إعراض بغير سبب، ولكن هذا أحسن.

صدقني فارقتك؛ لأحتفظ بما لك في قلبي من الحب كما هو؛ فأنت لا تفتأ تؤذيني فينقص حبك في قلبي مع كل أذية، ولو صبرت نفسي معك لكافأتك أذى بأذى، ولنقص الحب أكثر..
صدقني هذا أحسن = لي ولك وللذي كان بيننا ..
 
(26)

الأحسن والأصوب في معاصي الشهوات التي توجد في أوساط الإسلاميين أو غيرهم: أن تناقش وتعالج بالأصول العامة في الشريعة دون الخوض في تفاصيل وقوعها.



لم أعرف أن هناك طرقاً للتصفح المخفي إلا من بوست فصل صاحبه في الخطوات التي يرتكبها الداخلون على الصفحات الإباحية ليداروا آثار شهواتهم، قال يعني عشان ييجي في آخر سطرين وينصحهم.


الممارسات البلاوي التي نعرفها بين الرجال والنساء على المواقع، لا داعي فيما أرى لت

فصيل جزئياتها من أجل إنكارها.


وطريقة القرآن مع هذا الباب هو الأوامر العامة وذكر الله وما أعد للطائعين وما أعد للعاصين، والتنبيه على أصول الأمراض ومعاقد طرق الشر، دون الخوض في تفاصيلها؛ لأن تفاصيلها معلومة عند أكثر الناس تكفي فيها الإشارة.


وقد كان من آفات الوعظ ومهالكه من عشرين عاماً : التفصيل في ذكر المعاصي والشهوات وطرائق أهلها كأنما هو دليل إرشادي، ووالله ما عرفت عواصم الدعارة في العالم إلا من تلك المحاضرات التي لا أدري أين فقه أصحابها؟!


أعجبني الواعظ الفقيه محمد المختار الشنقيطي يوم أرسل له من يقول له: ابتليت بكذا.


فقال الشيخ: يا أخي استر على نفسك ولا يقول الناس في الصالحين من يغشى مجالسهم وقد ابتلي بكذا وكذا، وفي كلامنا دواء ما ابتليت به من غير سؤال، ومن ألحت عليه الشكوى= فليشك إلى ربه فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه.


وأعجبني يوم أرسل له سائل من عشرين عاماً يطلب منه أن يعظ الناس في قنوات اللاقط(الدش يعني).


فقال الشيخ: نتكلم عن القنوات ونفصل ثم ماذا ؟


ثم تنشأ وسيلة جديدة فيها من الفحش ما هو أعظم (كأنما ينظر إلى الغيب من ستر رقيق).


ثم قال: يا أخي نحن ندل الناس على الأصل العام الذي من اعتصم به نجا، نخوفهم الله ونُرجيهم فيه، وندلهم على أصول المعاصي وما يجب على العبد فيها ونحيي فيهم ذكر الله؛ فإن العبد متى امتلأ قلبه بهذا = أعرض عن كل شيء يُضل عنه مهما جد واستحدث.


ما أحوج الناس إلى الواعظ الفقيه.
 
جزاكم الله خيرا - أخي الأستاذ أحمد ( أبو فهر )

عَنْونتم هذه الحلقات من المقالات بـ(( عصف الكلم )) : و بما أن فيها أحاديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فكنت أَود أن يُراعى أَلاّ يكون العنوان ( العصف ) - بمعناه المعروف و المشهور - و هو التبْن و القَشّ ؛

قال مجاهد في " تفسيره " : [FONT=&quot]العصف: ورق الحنطة .[/FONT]

[FONT=&quot]و قال الفراء في " معاني القرآن " : العصف، فيما ذكروا: بقل الزرع لان العرب تَقُولُ: خرجنا نعصف الزرع إِذَا قطعوا مِنْهُ شيئًا قبل أن يدرك فذلك العصف .[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
و قال الطبري حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ) يقول: التبن.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ) قال: العصف: ورق الزرع الأخضر الذي قطع رءوسه، فهو يسمى العصف إذا يبس.
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ) : البقل من الزرع.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ) ، وعصفه تبنه.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: العصف: التبن.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الضحاك (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ) ، قال: الحبّ: البّر والشعير، والعصف: التِّبن.اهـ

أخي :
ترددتُ كثيرا في كتابتي هذه ، و لكنّي أرجو قبول المراجعة و النصيحة ، و جزاكم الله خيرا
 
(23)

..... من كمال الرجولة حب النساء،
.... اعقل خلق نبيك هذا ثم اعلم أن حب النساء من كمال الرجولة

و لكي نضع المسألة في محلّها و لا يُفهم منها أن ( كمال الرجولة [ بالمعنى الفحولي الشهواني ] من كمال النبوة ) ، فهنافتوى لموقع " إسلام ويب " ، و عنوانها :
( حب النساء والزواج بهن من دلائل كمال الرجولة عند الرجال
)


 
(27)

طوال تاريخ المسلمين ، بل ربما كانت من سنن تاريخ الأمم كلها: ليس الخوف أبداً من جلد الفاجر، وإنما من مجد بيدك تضيعه؛ عجزاً وكسلاً وخوراً وضعفاً.
 
جزاكم الله خيرا - أخي الأستاذ أحمد ( أبو فهر )

عَنْونتم هذه الحلقات من المقالات بـ(( عصف الكلم )) : و بما أن فيها أحاديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فكنت أَود أن يُراعى أَلاّ يكون العنوان ( العصف ) - بمعناه المعروف و المشهور - و هو التبْن و القَشّ ؛

قال مجاهد في " تفسيره " : [FONT=&quot]العصف: ورق الحنطة .[/FONT]

[FONT=&quot]و قال الفراء في " معاني القرآن " : العصف، فيما ذكروا: بقل الزرع لان العرب تَقُولُ: خرجنا نعصف الزرع إِذَا قطعوا مِنْهُ شيئًا قبل أن يدرك فذلك العصف .[/FONT]


و قال الطبري حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ) يقول: التبن.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ) قال: العصف: ورق الزرع الأخضر الذي قطع رءوسه، فهو يسمى العصف إذا يبس.
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ) : البقل من الزرع.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ) ، وعصفه تبنه.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: العصف: التبن.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الضحاك (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ) ، قال: الحبّ: البّر والشعير، والعصف: التِّبن.اهـ

أخي :
ترددتُ كثيرا في كتابتي هذه ، و لكنّي أرجو قبول المراجعة و النصيحة ، و جزاكم الله خيرا

جزاكم الله خيراً أخي الدكتور أبو بكر على الاشتغال بمهمة النصيحة الشريفة، والعصف في عنوان الموضوع أريد به دلالة أخرى للكلمة وهي دلالة الاشتداد والهبوب كقولك: عصفت الرياح عصفاً، والمراد: أن الكلم المذكور هنا يهب على النفس هبوباً شديداً سريعاً بغير تمهيد ولا لين ولا هوادة.

وهي دلالة عربية صحيحة مختلفة عن الدلالة التي ذهب وهمك إليها.

جزاك الله خيراً.
 
أخي :
ترددتُ كثيرا في كتابتي هذه ، و لكنّي أرجو قبول المراجعة و النصيحة ، و جزاكم الله خيرا

هذه هى النصيحة.

جزاكم الله خيراً أخي الدكتور أبو بكر على الاشتغال بمهمة النصيحة الشريفة،

وهذا هو قبول النصيحة.
وهي دلالة عربية صحيحة مختلفة عن الدلالة التي ذهب وهمك إليها.

ولكن لماذا دائما نوهم إخواننا؟
أليس من الأفضل بيان الأمر من غير أن نوهم بعضنا بعضا؟

جزاك الله خيراً.
 
جزاكم الله خيرا - أخي الأستاذ أحمد ( أبو فهر )

عَنْونتم هذه الحلقات من المقالات بـ(( عصف الكلم )) : و بما أن فيها أحاديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فكنت أَود أن يُراعى أَلاّ يكون العنوان ( العصف ) - بمعناه المعروف و المشهور - و هو التبْن و القَشّ
.....
أخي :
ترددتُ كثيرا في كتابتي هذه ، و لكنّي أرجو قبول المراجعة و النصيحة ، و جزاكم الله خيرا

الأخ الأستاذ أحمد ( أبو فهر )
لو التفتَ إلى ما جاء بمداخلتي - المقتبس منها ما هو مذكور هنا - لوجدت أن من غير اللائق دخوله في قولكم : ( والمراد: أن الكلم المذكور هنا يهب على النفس هبوباً شديداً سريعاً بغير تمهيد ولا لين ولا هوادة ). فهل أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم هي كذلك ؟


ا
 
ما كان وهماً يوصف بأنه وهم لا عيب في هذا وقد وَهَّم صحابة رسول الله نبيهم ولو كان في ذلك عيب ما فعلوه معه، فلا داعي لهذه الحساسيات.
 
الأخ الأستاذ أحمد ( أبو فهر )
لو التفتَ إلى ما جاء بمداخلتي - المقتبس منها ما هو مذكور هنا - لوجدت أن من غير اللائق دخوله في قولكم : ( والمراد: أن الكلم المذكور هنا يهب على النفس هبوباً شديداً سريعاً بغير تمهيد ولا لين ولا هوادة ). فهل أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم هي كذلك ؟


ا

وما الإشكال في أن يهب على ذهنك حديث رسول الله أو حتى كلام الله هذا الهبوب حتى يملأ نفسك ويأخذ بمجامعها فيفيض منها؟
ولا علاقة لهذا بغير اللائق فهو وصف لأثر الكلام على النفس وهذه حالة وجدانية ترتبط بالنفس واستقبالها للكلام وليس فيها إساءة أو عدم لياقة.
أرجو التأمل قبل الاعتراض.

بالمناسبة: العصف بالمعنى الذي ذكرته أنا : أعرف وأشهر وأكثر انتشاراً في كلام الناس.
 
جزاكم الله خيراً أخي الدكتور أبو بكر على الاشتغال بمهمة النصيحة الشريفة، والعصف في عنوان الموضوع أريد به دلالة أخرى للكلمة وهي دلالة الاشتداد والهبوب كقولك: عصفت الرياح عصفاً، والمراد: أن الكلم المذكور هنا يهب على النفس هبوباً شديداً سريعاً بغير تمهيد ولا لين ولا هوادة.
...
إليك - أخي - مثال ظاهر لِما أردتُ بمراجعة عنوان الحلقات - (( عَصْف الكَلِم )) - من أجْلِه : الحلقة ( 22 ) / المشاركة 33 :
( يقول صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ )....

_ فَهَلّ
[FONT=&quot]الكلم المذكور هنا [ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الوارد في أول تلك المشاركة ] يهب على النفس هبوباً شديداً سريعاً بغير تمهيد ولا لين ولا هوادة[/FONT]
؛ كما قلتم أنتم في بيان مُرادكم بكلمة ( العصف ) ؟

و هل هذا مُرادكم بتلك الحلقات - التي بذلتم وقتا و جهدا في جمعها عبارةًً عبارة و فقرةًً فقرة من هنا و هناك - أن تهب على النفس هبوبا شديدا سريعا بغير تمهيد و لا لين و لا هوادة ؟ !

أراكم شغوفين بالعناوين البَرّاقة ، التي لا تتناسب مع مواضيع المشاركات ؛ كعنوان ( فاست فود ) و غيره

و ختاما لكم سلامي و تحياتي.

المصدر:
 
(28)


غرسان اغرسهما في أي حقل تربوي تتصدى له = لا أعلم أحسن إثماراً منهما:


التعلق بالقرآن.


والقدرة على التفكير المستقيم.
 
عودة
أعلى