السيد د.أبو بكر خليل،
حياكم الله والسلام على الجميع. نشكر أستاذنا القرآني عبدالله الشهري حفظه الله.
في الحقيقة المتخصصون يفهمون أشياء لا يفهمها غيرهم في ذلك التخصص وكان من الأجمل لو عرض الدكتور المحترم الشهري لرأيه في فكرة الكتاب، أو على الأقل في هذا العنوان الكبير المثير للجدل، أو يعرض ماذا ولماذا هذا الكتاب. أنا عندما أفتح موضوع مثل هذا لا أدري ماذا يمكن أن أستفيد منه ولا أظن أن الشيخ الفاضل يريد لنا أن نجمع المعلومات بدون هدف ولاحكمة، كما لا أدري ما قيمته في الحقيقة، ولكن الردود والنقاشات توضح غالبا ما يخفى فجزاكم الله خيرا كثيرا.
في نظري أرى أن يتجاوز الحوار مسأله التحريم والتجويز لأنها معركة إنتهى أمرها والترجمات منتشرة في كل مكان، فهل يريد الباحث الذي يثير هذه المسألة جمع كل الترجمات أو إقناع أكثر من مليار مسلم (مع العلم ان الاغلبية الذين يطلق عليهم عرب ليسوا عربا في الحقيقة) بالتخلي عن الترجمة؟ هذه فكرة مثالية إن لم أقل خيالية، والذي نستطيع الإقدام عليه هو أن نؤكد على أهمية تعلم العربية، نعم. لكن قبل أن نفعل ذلك يجب أن نقدم شيئا لهذه العربية، وكثيرا من الدول العربية أو الناطقة بهذه اللغة "رسميا" لديها علاقات جيدة مع دول إسلامية، فأين العمل الإسلامي وأين تلك التجمعات والاتحادات والمؤتمرات الشكلية؟ أليس هناك ما تستطيع أن تقدمه هذه الدول مقابل إدمادج اللغة العربية لغة ثانية رسميا وتعليميا بدل لغة غربية إن لم تكن هذه اللغة الغربية هي الأولى أصلا كما هو الحال مع السنغال (لغة فرنسية رسمية واللهجات في الرتبة الثانية واللائكية -العلمانية الفرنسية- مسطر عليها دستوريا La République du Sénégal est laïque, démocratique et sociale .. La langue officielle de la République du Sénégal est le Français.
Titre premier - De l'Etat et de la souveraineté (art. premier - art. 6) - Gouvernement du Sénégal
نحن في بلجيكا طالبنا وما زلنا نطالب بترسيم اللغة العربية ولولا بعض القومجية بين المسلمين لقطعنا أشواطا طويلة في هذه المطالبات وهي واقعية جدا ..ناضلنا من أجل إدخال المادة الإسلامية في التعليم الاساسي والثانوي للمسلمين، وناضلنا من أجل السماح لمدارس إسلامية كما هناك مدارس يهودية وكاثوليكية ومدارس علمانية.. تحقق هذا في هولنده وفي بريطانيا ويجب أن نجد له تحققا في باقي الدول الغربية التي تسجل أقلية مسلمة بوزن إجتماعي.. في كندا وصلت الشجاعة والرجولة بالمسلمين هناك الى المطالبة بمحاكم شرعية خاصة بالمسلمين ولولا الحداثيين المنتسبين للوسط الاسلامي لتحقق الامر، كيف لا أو لم لا؟ ليس هناك ما يعطي الحق للغرب بمتعصبيهم و متسامحيهم أن يعتقدوا أن لهم حق الهيمنة على الدول الاسلامية ودول العالم الثالث بينما لا يحق لغيرهم المطالبة بحقوقهم دون الهيمنة ودون فرضها عليهم؟ عندما طالب السيد أردوغان في ألمانيا حق الأتراك في تعلم لغتهم في مدارس ألمانيا قامت الدنيا ولم تقعد وقالوا يريد توسيع الامبراطورية العثمانية الجديدة؟ لماذا لا يحق لهذا الرجل، وكان عليه ان يطالب باللغة العربية لانها لغة القرآن وليست لغة العرب، أن يطالب بحق الأتراك بينما حق لهم ليس المطالبة بحق العلمانيين في تركيا فقط بل فرضوها بالقوة مازال بقوه العسكر الذي يقف في حلقوم حزب اردوغان ومنع حزب الفضيلة و غير ذلك (ونتمنى ان يحصل حزب ا.ك.ب يوما ما على اغلبية ساحقة ليعدل الدستور ويبقى العسكر منفصل عن السياسة ثم تحويل دين الدولة من العلمانية الى الاسلام الذي هو قلب الشعب)؟ نحن نستمر نطالب بإنشاء توجه جديدة شعبة العلوم في التعليم الثانوي: "العلوم التجريبية.. والعربية"، الى جانب "العلوم الانسانية.. واللاتينية"، "العلوم الاقتصادية اليونانية"، "العلوم.. اللغات الحديثة" .. وباقي التوجهات في شبعة العلوم التجريبية والاجتماعية التي تجمع بين هذه العلوم واللغات لاتيني او يوناني او حديثة، يجب أن يكون هناك تخصص علوم وعربية. لم لا؟ إنها لغة المسلمين، لاعزاء للقوميين، أولا ولغة قدمت لهم أكثر مما قدمت اللاتينية و اليونانية وبدون العربية لاتراث يوناني اصلا من الناحية الحضارتاريخي. لولا التزوير الذي أحدثه التعصب الكنسي لكان حال العربية يقدم على اليونانية بلا شك، ولان العربية مازالت حية ثالثا ..إلا أن المتعصبين والمتخاذلين الجهلة بين صفوف المسلمين يريدون قتلها وحل اللهجات محلها... يجب علينا كمسلمين عرب وأعراب وعجم أن نقدم شيئا للعربية أولا وللغات الشعوب التي خضعت للهيمنة الغربية ..نكمل مشروع مالك بن نبي لأن هذا دفاع عن آيات الله جعلنا شعوبا وقبائل وألسنة وألوانا، ندافع عن لغة القرآن دفاعنا عن آيات الله. ليس من العدل ولا من الحق ولا من احترام ايات الله ولا من الانصاف ولا الاخلاق ان يتجاهلوا الامازيغية في شمال افريقيا وثمزغا عامة، ونرى في دستور دول اسلامية ودول ضعيفة لغات خارجية رُسّمت رسميا في الدساتير.. هذا ظلم للناس واعتداء على ايات الله. وليس من الاخلاق ما يفعله الاتراك ضد الاكراد، إن كان منهم تيار قومي فهذا شأنهم لكن هذا لا يعطي لهم ذلك الحق ان يدوسوا على حق الاكراد في وجودهم ولسانهم الذي خصهم الله به، ولا يعني وجود أكراد منتمين لتركيا وطنيين يدافعون عن تركيا ولغتها ووحدتها تبريرا لأفعالهم. لغات بلجيكا الرسمية ثلاثة المانية فلامنية وفرنسية. لغات سويسرا 4 رغم ذلك إنها دولة وطنية موحدة.
لماذا لا يحق للدول الاسلامية ان تتواصل مع بعضها البعض ويتحقق العمل المشترك بمعزل عن تطرف السوق الراسمالي؟ لماذا لا نرى تشارك على المستوى التعليمي؟ وبمعزل عن الدول والادارات، أين دور الفعاليات والجمعيات والجماعات والتيارات التي يُقال عنها إسلامية؟
أعتذر على الاسترسال الذي لم انتبه اليه.
لماذا يجب تجاوز (ترجمة معاني القرآن حلال ام حرام ام مكروه)؟
اولا: التفكير يجب ان يكون واقعي.
ثانيا: هناك حاجة لتقديم شيء للعربية.
ثالثا: وهذا هو الاهم هنا ان يتحول الحوار من حوار قانوني إلى حوار فكري:
- نفترض ان هذه الترجمة قانونيا حلال: كيف يمكن ترجمة معاني القرآن؟ هل يصح ترجمة الأمثال حرفيا أم نبحث في ثقافات الآخر عما يقوم مقامها؟ كيف نترجم، عند وصف الجنة، الانهار لشخص يعيش في بيئة كلها شلالات وانهار ولا يرى الشمس إلا فترة قصيرة في السنة وكل امله ان تحل العطلة ويذهب الى حيث ينعم بالشمس والحرارة والرمال؟
- نفترض ان هذه الترجمة قانونيا حرام: كيف يتم تحقيق التواصل وكيف نجمع بين هذا الرأي وعالمية القرآن؟
أشكركم..