عبدالله الجبر
New member
- إنضم
- 18/01/2008
- المشاركات
- 1
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
[align=center]الكتاب: خواطر
المؤلف: د. محمد بن إبراهيم الحمد
عدد الصفحات: 256 صفحة (17×24 سم).
الناشر: دار ابن خزيمة
الطبعة: الأولى - 1428هـ[/align]
"إن للكتابة والتأليف -على وجه العموم- لذةً أي لذة.
كما أن في ذلك مشقة، ومعاناة، وكلفة؛ إذ القريحة لا تواتيك على كل حال؛ فتارة تتوارد عليك الأفكار، وتتزاحم لديك الخواطر، فتسمو إليك سُمُوَّ النَّفَس، وتهجم عليك هجومَ الليل إذا يغشى.
وتارة يتبلد إحساسُك، وتجمدُ قريحتك، ويكون انتزاعُ الفكرةِ أشدَّ عليك من قلع الضرس -كما يقول الفرزدق-.
وبين هذا وذاك برازخُ ومراحلُ".
بهذه السطور الماتعة الحاملة بين تضاعيفها شيئاً من لذة الكتابة، ومشقة التأليف استهل د. محمد بن إبراهيم الحمد كتابه (خواطر) الصادر مؤخراً عن دار ابن خزيمة.
ثم يقول: "ولما كان الأمر كذلك رأيت أنني أمام أحد أمرين: إما أن أُؤَلِّف كتباً، وأحتاج معها إلى معاناة، ونصب، وعزو، وتخريج، وما جرى مجرى ذلك.
أو أن أعطي القلم إجازةً مفتوحةً، فيخلدَ إلى الراحة، والدعة، ويُسْلِمُ قِيادَهُ إلى نومة كهفية.
ثم رأيت بعد ذلك أن أسلك طريقاً وسطاً؛ فآخذ في بعض الأحيان بطريقة تدوين بعض الخواطر، والكتابة في بعض الموضوعات التي لا تحتاج إلى طولِ نَفَسٍ، وكثرةِ تَشَعُّبٍ؛ ومعاناة عَزْوٍ؛ فاجتمع من جَرَّاء ذلك سوادٌ لا بأس به مما دُوِّن في فترات متباعدة؛ فكان هذا المجموع.
ولا ريب أن هذه الطريقة سهلة الهضم، قريبة التناول على الكاتب والقارئ".
وكأنه أراد أن يلقي مؤونة التأليف، ويطلق قلمه على سجيته في هذه الخواطر خصوصاً وأن مؤلفاته تزيد على الثمانين.
ويواصل في مقدمته مبيناً عالمية هذا النوع، فيقول: "وهذا النوع من الكتابة يعد أدباً عالمياً مرموقاً في مختلف اللغات يُتهافت على قراءته؛ للتمتع بما يتضمنه من أفكار ناضجة، أو بيان رائع، أو تجارب نافعة.
ولقد كان كثير من العلماء والكتاب القدامى والمحدثين يأخذ بهذه الطريقة كما في صنيع ابن حزم في الأخلاق والسير، وابن عقيل في الفنون، وابن الجوزي في صيد الخاطر، وابن القيم في الفوائد، وعبدالوهاب عزام في الشوارد، ومحمد كُرْد علي في المذكرات، وغيرهم كثير.
وفي الغرب - أيضاً - تَرَكَ كثيرٌ من الكتاب، والأدباء مدوَّناتٍ من هذا القبيل تحمل أسماءً مختلفة، مثل خواطر، ومذكرات، ونحو ذلك؛ مما يُقَيِّدُ ما يعلق بالذاكرة من انطباعات، ونظرات، وارتسامات".
وما يحويه هذا الكتاب - كما يقول المؤلف - لا يسير على نمط معيَّنٍ من حيث الفكرة، أو الطول أو القصر؛ فتارة يكون خاطرة في سطر أو أقل أو أكثر، وتارة يكون عنواناً وتحته أسطر في صفحة أو أقل، وتارة في عدد من الصفحات، وهكذا...
وقد تكون الخاطرة ناتجة عن تأمل في آية، أو وقفة مع حديث، أو أخذ العبرة من حادثةٍ تاريخية، أو مثلٍ سائر، أو بيت شعر شارد، أو موقفٍ من المواقف العامة أو الخاصة، أو نظر في أحوال الناس، ومجريات الحياة، وهلم جرا.
وقد يُشير إلى فكرةٍ، أو خاطرةٍ إشارةً مقتضبة، ثم يفصلها في موضع آخر، والعكس.
ولا يدعي المؤلف أنه مفترع هذه الخواطر، أو أنه لم يسبق إليها فيقول: "ثم إن الإنسان قد يكتب فكرة, أو تجول في باله خاطرة؛ فيظن أنه أبو عُذْرَتها فما يلبث حتى يقف على من سبقه إليها؛ فكم من كلام تنشئه فترى أنه سبقك إليه متكلم, وكم من فهم تستظهره وقد تقدمك إليه متفهم, وقديماً قال عنترة:
هل غادر الشعراء من متردَّم".
ويضم الكتاب سبعة وسبعين عنواناً تنوعت موضوعاتها بين قضايا إيمانية، وتربوية، وأخلاقية، واجتماعية، ونفسية، جاءت بأسلوب عال، وألفاظ جزلة، وبيان شائق رائق محبب إلى النفس.
وإن من شأن هذه الخواطر الرقي بالأخلاق، والسمو بالنفس، والنهوض بالهمة، والحرص على جمع الكلمة.
وفيها لفتات في جانب الصداقة، والإصلاح، والقيادة، والعلم، والتأمل، والشرف.
وفيها تعريج على أصول السعادة، ووسائل طرد الهم.
كما أنها تحتوي على نظرات في الأدب، والشعر، وتحليل الشخصيات.
ثم إنه قد تمر بك الطرفة، والنادرة، وأنت في معرض اطلاعك وتصفحك.
وأخيراً فإن إلقاء نظرة على فهرس الكتاب تظهر لك أهميته، وتميزه، وأحقيته بالقراءة.
المؤلف: د. محمد بن إبراهيم الحمد
عدد الصفحات: 256 صفحة (17×24 سم).
الناشر: دار ابن خزيمة
الطبعة: الأولى - 1428هـ[/align]
"إن للكتابة والتأليف -على وجه العموم- لذةً أي لذة.
كما أن في ذلك مشقة، ومعاناة، وكلفة؛ إذ القريحة لا تواتيك على كل حال؛ فتارة تتوارد عليك الأفكار، وتتزاحم لديك الخواطر، فتسمو إليك سُمُوَّ النَّفَس، وتهجم عليك هجومَ الليل إذا يغشى.
وتارة يتبلد إحساسُك، وتجمدُ قريحتك، ويكون انتزاعُ الفكرةِ أشدَّ عليك من قلع الضرس -كما يقول الفرزدق-.
وبين هذا وذاك برازخُ ومراحلُ".
بهذه السطور الماتعة الحاملة بين تضاعيفها شيئاً من لذة الكتابة، ومشقة التأليف استهل د. محمد بن إبراهيم الحمد كتابه (خواطر) الصادر مؤخراً عن دار ابن خزيمة.
ثم يقول: "ولما كان الأمر كذلك رأيت أنني أمام أحد أمرين: إما أن أُؤَلِّف كتباً، وأحتاج معها إلى معاناة، ونصب، وعزو، وتخريج، وما جرى مجرى ذلك.
أو أن أعطي القلم إجازةً مفتوحةً، فيخلدَ إلى الراحة، والدعة، ويُسْلِمُ قِيادَهُ إلى نومة كهفية.
ثم رأيت بعد ذلك أن أسلك طريقاً وسطاً؛ فآخذ في بعض الأحيان بطريقة تدوين بعض الخواطر، والكتابة في بعض الموضوعات التي لا تحتاج إلى طولِ نَفَسٍ، وكثرةِ تَشَعُّبٍ؛ ومعاناة عَزْوٍ؛ فاجتمع من جَرَّاء ذلك سوادٌ لا بأس به مما دُوِّن في فترات متباعدة؛ فكان هذا المجموع.
ولا ريب أن هذه الطريقة سهلة الهضم، قريبة التناول على الكاتب والقارئ".
وكأنه أراد أن يلقي مؤونة التأليف، ويطلق قلمه على سجيته في هذه الخواطر خصوصاً وأن مؤلفاته تزيد على الثمانين.
ويواصل في مقدمته مبيناً عالمية هذا النوع، فيقول: "وهذا النوع من الكتابة يعد أدباً عالمياً مرموقاً في مختلف اللغات يُتهافت على قراءته؛ للتمتع بما يتضمنه من أفكار ناضجة، أو بيان رائع، أو تجارب نافعة.
ولقد كان كثير من العلماء والكتاب القدامى والمحدثين يأخذ بهذه الطريقة كما في صنيع ابن حزم في الأخلاق والسير، وابن عقيل في الفنون، وابن الجوزي في صيد الخاطر، وابن القيم في الفوائد، وعبدالوهاب عزام في الشوارد، ومحمد كُرْد علي في المذكرات، وغيرهم كثير.
وفي الغرب - أيضاً - تَرَكَ كثيرٌ من الكتاب، والأدباء مدوَّناتٍ من هذا القبيل تحمل أسماءً مختلفة، مثل خواطر، ومذكرات، ونحو ذلك؛ مما يُقَيِّدُ ما يعلق بالذاكرة من انطباعات، ونظرات، وارتسامات".
وما يحويه هذا الكتاب - كما يقول المؤلف - لا يسير على نمط معيَّنٍ من حيث الفكرة، أو الطول أو القصر؛ فتارة يكون خاطرة في سطر أو أقل أو أكثر، وتارة يكون عنواناً وتحته أسطر في صفحة أو أقل، وتارة في عدد من الصفحات، وهكذا...
وقد تكون الخاطرة ناتجة عن تأمل في آية، أو وقفة مع حديث، أو أخذ العبرة من حادثةٍ تاريخية، أو مثلٍ سائر، أو بيت شعر شارد، أو موقفٍ من المواقف العامة أو الخاصة، أو نظر في أحوال الناس، ومجريات الحياة، وهلم جرا.
وقد يُشير إلى فكرةٍ، أو خاطرةٍ إشارةً مقتضبة، ثم يفصلها في موضع آخر، والعكس.
ولا يدعي المؤلف أنه مفترع هذه الخواطر، أو أنه لم يسبق إليها فيقول: "ثم إن الإنسان قد يكتب فكرة, أو تجول في باله خاطرة؛ فيظن أنه أبو عُذْرَتها فما يلبث حتى يقف على من سبقه إليها؛ فكم من كلام تنشئه فترى أنه سبقك إليه متكلم, وكم من فهم تستظهره وقد تقدمك إليه متفهم, وقديماً قال عنترة:
هل غادر الشعراء من متردَّم".
ويضم الكتاب سبعة وسبعين عنواناً تنوعت موضوعاتها بين قضايا إيمانية، وتربوية، وأخلاقية، واجتماعية، ونفسية، جاءت بأسلوب عال، وألفاظ جزلة، وبيان شائق رائق محبب إلى النفس.
وإن من شأن هذه الخواطر الرقي بالأخلاق، والسمو بالنفس، والنهوض بالهمة، والحرص على جمع الكلمة.
وفيها لفتات في جانب الصداقة، والإصلاح، والقيادة، والعلم، والتأمل، والشرف.
وفيها تعريج على أصول السعادة، ووسائل طرد الهم.
كما أنها تحتوي على نظرات في الأدب، والشعر، وتحليل الشخصيات.
ثم إنه قد تمر بك الطرفة، والنادرة، وأنت في معرض اطلاعك وتصفحك.
وأخيراً فإن إلقاء نظرة على فهرس الكتاب تظهر لك أهميته، وتميزه، وأحقيته بالقراءة.