عرض كتاب (رياض القرآن - تفسير في النظم القرآني ...) تأليف أ.د.سمير شريف استيتيَّة

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,322
مستوى التفاعل
131
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

قابلتُ الأستاذ الدكتور سَمير شريف استيتية(1) في مؤتَمر إعجاز القرآن الذي عقدته جامعة الزرقاء في الأردن وسبق الحديث عنه على صفحات هذا الملتقى في حينه . ولفت نظري ما يتميز به الدكتورُ سَمير من خُلُقٍ رفيعٍ ، وأَدبٍ جمٍّ ، وعُمقٍ عِلميٍّ من خلال إدارته لإحدى جلسات المؤتمر ، وتعقيباته على بعض المشاركات ، والأحاديث التي دارت بيننا في أوقات الاستراحة بين جلسات المؤتمر.
ولمست ذلك أيضاً من تقديم الدكتور خلدون أبو الهيجاء وهو أحد تلاميذه في تقديمه لكتابه (فيزياء الصوت اللغوي) حيث قال:(وبعدُ فإذا كان الشكر لأولي الفضل تحدثاً بأنعُم الله ، وادكاراً لبواعث الأمل في النفس ، فإن شكري موصول – ما حييت – لأستاذي الفاضل الدكتور سمير شريف ستيتية ، ميمون النقيبة ، مستفيض النبل ، الذي هو آية من آيات العلم والخلق ، والذي علمني – بحق- كيف أن الرجل لا يولد عالماً ، وإنما العلم بالتعلم).
وقد شكرت الدكتور سمير على كل ذلك في أوقات الاستراحة بين الجلسات ، وسألته عن مؤلفاته ، فأشار إلى كتابٍ أزرقٍ في يده ، وقال : هذا الكتاب من آخر الكتب التي طبعت لي ، غير أني أتيت به لبعض الإخوة الذين طلبوه مني ، والنسخ التي أملكها منه قليلة ، فمعذرةً. فأخذت الكتاب فقرأت مقدمته ، ودونت عنوانه عندي حتى يتيسر لي أمر شرائه فيما بعد.
وقد ابتعت الكتاب فيما بعد ، وأعدت قراءته ، فأعجبت بما فيه من المباحث ، والمنهج العلمي الدقيق الذي يأخذ المؤلف به نفسه في بحوثه ، ولا سيما في الجانب الذي يجيده ، وهو الجانب الصوتي والدراسات الصوتية الحديثة ، مع مزج ذلك بالدراسة البلاغية والنفسية الجادة.
وقد ابتعت مؤلفات الأستاذ الدكتور سمير شريف وقرأت معظمها(2) ، فلمست فيها الجانب العلمي الجاد في البحث ، مع إخلاص أرجو له به التوفيق والأجر عند الله سبحانه وتعالى ، ولم أر أنفع لطالب العلم من الجِدِّ والاستمرار في الطلبِ ، والإخلاص في القصدِ ، فإن الله سبحانه وتعالى بيده الأمور ، وهو الموفق والمسدد سبحانه.

أعود لأعرض عليكم هذا الكتاب ، وأهم محاوره ، دعوةً مني للإخوة الفضلاء أعضاء الملتقى ورواده أن يطلعوا على هذا الكتاب ، ويضعوه في مكانه اللائق به ، وبموضوعه الشريف ، وبمؤلفه الكريم .
عنوان الكتاب :
[align=center]رياض القرآن
تفسير
في النظم القرآني ونهجه النفسي والتربوي

تأليف
الدكتور سمير شريف استيتية[/align]


[align=center]
riyadalquran.jpg
[/align]

ويشتمل الجزء المطبوع وهو الجزء الأول على تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة ، ويقع في مجلد كبير من القطع العادي ، يشتمل على 839 صفحة . وقد صدر عن مؤسسة دار الكتاب العالمي بعمَّان ، وعالم الكتب الحديث بإربد بالأردن. وصدرت طبعته الأولى عام 1426هـ .
يقول المؤلف مبيناً مدى رغبته في تصنيف هذا التفسير :( وقد عقدتُ العزم منذ عقود ، على أن أكون من أهل التفسير ، وسألت الله عز وجل أن يهيئني لذلك ، وأن يجعل أمره ميسوراً ، وقد توجهت هذا المُتوَجَّه ، وأعددت له نفسي ، وقد حاولت أن أباشر هذا العمل قبل ثلاثين سنة ، ثم أقدمت عليه ، ولكنني تهيبت هذا العلم ، فأحرقت أوراقي واستغفرت الله عز وجل . ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا أنه لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، من بينهن علمه ماذا صنع فيه ، أيقنت أني مسؤول عما علمني الله تعالى إياه ، وأن السؤال ثقيل ثقيل ، فشرعت في كتابة هذا التفسير وسميته (رياض القرآن – تفسير في النظم القرآني ، ونهجه النفسي والتربوي) . أسأل الله أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يجعله حجةً لي ولأهل القرآن ، وأن ينفع به المسلمين ، وأن يحشرني تحت لواء القرآن ، بصحبة النبي العربي الأمين الذي أرسله الله رحمة للعالمين ، جزاه الله عنا وعن كتاب الله خير ما يجزي نبياً عن قومه ، ورسولاً عن أمته).
وقد أشار المؤلف وفقه الله إلى الغرض الذي يرمي إليه ، والغاية التي يرجو بلوغها من تصنيفه لهذا التفسير فقال :
(يركز هذا التفسير – كما هو في عنوانه الفرعي – على الأمور الآتية :
أولاً : النظم القرآني .
النظم القرآني باب عظيم من أبواب إعجازه ، والمقصود بالنظم ارتباط الكلم ، وتعلق بعضه ببعض ، كما يقول عبدالقاهر الجرجاني في الدلائل ، وهذا الارتباط هو الذي ينشئ العلاقات التي تجعل الكلام متضاماً بعضه إلى بعض ، دلالة وتركيباً. وهو الذي يفسر اختيار ألفاظ التراكيب لأداء المعاني المختلفة ، وهو أول وجه من وجوه الإعجاز القرآني ، وأولاها بالنظر في رأي العرب الذين كان نظم الكلام يأخذ بمجامع ألبابهم ، ويستولي على عقولهم ، فساق لهم القرآن دروباً من النظم لم يعهدوا بدقتها كلاماً ، ولم يعرفوا في مثل انتظام نسقها انتظاماً.
والنظم القرآني له وجوه يظهر بها إعجازه كما قلنا ، منها : اختيار الألفاظ المناسبة للمعنى المراد توصيله ، وتبلغ دقة الاختيار مبلغاً عظيماً ينبئك أن هذا القرآن هو كلام الله ، وهو الكتاب الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه ، ومن وجوه النظم القرآني ترتيب الكلمات ، وإقامة نسق تركيبها على نحو معين.

ثانياً : التوجيهات النفسية والتربوية .
القرآن هو دستور النفس الإنسانية وهو منهج تربيتها ، وسبيل استقامتها ، وطريق نقائها ، وخير علاج لأدوائها ، ولا تخلوا آية واحدة في كتاب الله من توجيه نفسي ، وهذا الذي يميز القرآن عن سائر الكتب السماوية .وعلى الرغم من أهمية هذا الجانب في القرآن الكريم ، فإن التفاسير لم تنتبه إليه ، ولم توجه إليه لفتة ولا عناية ، وقد كان القرآن حريصاً على تربية النفس الإنسانية بما يصلح شأنها ، ويحفظها من الزلل ، فتكون سعادة الإنسان في نفسه ، وكان للمنهج القرآني في تربية هذه النفس تميز لا يدانيه تميز.
وإن حرصنا على استخراج التوجيهات النفسية والتربوية لآيات القرآن ، لا يعني أننا سنأخذ شيئاً من الدراسات النفسية والتربوية المعاصرة نزين به كتاب الله ، بل يعني أننا سنأخذ من كتاب الله ما لم يعرفه أحد حتى الآن ، من دواخل الإنسان ، وبنيته النفسية ، ومداخل هذه البنية ، وقد أَلَمَّ خادمُ القرآن – يعني المؤلف نفسه – بقسط من الدراسات النفسية والتربوية ، قسط يجعله أهلاً للحكم بما لهذه الدراسات وما عليها ، وما يجعله قادراً على أن يستخرج إطاراً نفسياً شاملاً من القرآن الكريم ، يصلح للنفس البشرية في كل زمانٍ ومكان.

ثالثاً : التفسير الصوتي والتركيبي للقراءات القرآنية .
ليس الاهتمام بالقراءات القرآنية جديداً في علم التفسير ، فمعظم التفاسير القديمة تورد القراءات المختلفة لآيات الكتاب الحكيم . ولكن هذه التفاسير أو معظمها كانت تنزلق في منزلقات خطيرة ، فقد كانت ترد بعض القراءات السبعية أو العشرية ، وعلى الرغم من أن بعض العلماء قد ألفوا كتباً في توجيه القراءات القرآنية والاحتجاج لها من كلام العرب ، فإن هؤلاء العلماء لم يتمكنوا من تفسير القراءات القرآنية تفسيراً صوتياً.
وسنركز إن شاء الله على تفسير القراءات تفسيراً صوتياً أو تركيبياً ، بما يكفي لبيان أن هذه القراءات ما هي إلا وجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم ، ولن نتناول كل ما قرئ به كتاب الله ، بل نختار من القراءات ما يكفي لإثبات ما قلناه ، وإلا فإن هذا التفسير لا يتسع لكل القراءات ، فيكفي منها اختيارات نذكرها في هذا التفسير. لقد بلغ علم الأصوات من الدقة بحيث إن الأجهزة الصوتية المتطورة تدلنا على أدق الظواهر الصوتية وأشدها خفاء في اللغة ، ومن شأن معطيات هذا العلم أن تبين الظواهر الصوتية المختلفة وأسرارها في القرآن الكريم.

رابعاً : التفسير بالاستقراء .
لا بد عند تفسير القرآن من استقراء السياقات ، واستقراء الدلالات المختلفة للتعبير الواحد ، واستقراء كل ما يتصل به من أسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ ، وتاريخ النزول . ومن صور الاستقراء تفسير القرآن بالقرآن ، وهو باب عظيم من أبواب التفسير بالاستقراء ، وفيه ألفت تفاسير عظيمة ، منها (أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشنقيطي(3)) ، و (التفسير القرآني للقرآن) لعبدالكريم الخطيب). أ.هـ مقدمة الكتاب بقلم المؤلف.

وقد سار المؤلف في تفسيره ، على المنهج الذي ارتضاه لكتابه ، معتمداً على علمه وخبرته مع الرجوع للمصادر والإشارة إلى بعضها في متن الكتاب ، وقد أجاد في الاختيار للقول الراجح في رأيه من أقوال المفسرين في كثير من الآيات التي اختلف المفسرون في تفسيرها في سورة البقرة ، ووفق لتعليل اختياره ذاك. ولذلك فإن هذا التفسير ليس مجرد نقل وجمع لأقوال المفسرين السابقين ، بل معظمه من إضافة المؤف واستنباطه ، وهو جدير بالقراءة والتدبر ، ولعلي أعرض أو يعرض غيري في مشاركات قادمة تضاف إلى هذه المشاركة بعض النماذج من هذا التفسير إن شاء الله ، والله الموفق سبحانه ، لا إله إلا هو .




ـــ الحواشي ـــــــ
(1) الأستاذ الدكتور سمير شريف استيتية ، مدير مركز النطق والسمع بجامعة اليرموك بالأردن ، وكان عميداً لعدد من الكليات ، منها كلية الآداب بجامعة اليرموك ، وكليتي الآداب والحقوق بجامعة فيلادلفيا.
(2) قائمة مؤلفات الأستاذ الدكتور سمير شريف استيتية التي اطلعتُ عليها:
- رياض القرآن – تفسير في النظم القرآني ونهجه النفسي والتربوي.
- الأصوات اللغوية – رؤية عضوية ونطقية وفيزيائية.
- القراءات القرآنية بين العربية والأصوات اللغوية – منهج لساني معاصر.
- الشرط والاستفهام في الأساليب العربية .
- اللسانيات – المجال ، والوظيفة ، والمنهج.
- وله عدد من البحوث المنشورة في الدوريات والمجلات العلمية اطلعتُ على بعضها.
(3) سمَّاه المؤلف (مواهب المنَّان في تفسير القرآن بالقرآن) .
 
الدكتور عبد الرحمن حفظه الله..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاك الله خيراً على هذه المعلومات القيمة، هل يمكن أن تذكر لنا بقية مؤلفات د.سمير شريف؟
مع الشكر الجزيل
 
ذكرت من المؤلفات ما حضرني عنوانه وما اطلعتُ عليه ، وفاتني منها وبعضها لم أطلع عليه :
- في الأصول البلاغية للقرآن الكريم . طبعته دار القلم بالإمارات .
- روافد البلاغة ، بحث في أصول التفكير البلاغي . وهو بحث قيم اطلعتُ عليه منشوراً في كتاب (دراسات إسلامية وعربية) الذي حرره الدكتور جمال أبو حسان وفقه الله بمناسبة بلوغ الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس سبعين عاماً. من ص 311- 334
- اللغة وسيكلوجية الخطاب بين البلاغة والرسم الساخر ، من إصدارات اللجنة الوطنية العليا، لإعلان عمان عاصمة للثقافة العربية عام 2002م .
- المدخل الى علم اللغة . نشرته دار المسيرة ، ولم أطلع عليه.
وهو يتعامل مع مكتبة (عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع) في إربد ، وربما يفيدون أكثر في مؤلفاته .وعنوانهم :
[align=center]الأردن - إربد
شارع الجامعة - بجانب البنك الإسلامي
تلفون: 7272272-2-00962
وموقعهم على الانترنت هو
www.almalktob.com[/align]
 
شكراً جزيلاً على هذه المعلومات القيمة ، والدكتور سمير شريف من المتخصصين البارزين في الدراسات الصوتية الحديثة في الأردن وله جهود مشكورة بارك الله فيه وفيكم ، ولعل الله ييسر لنا الاطلاع على كتابه رياض القرآن .
 
جزاكم الله خيرا
الكتاب مهم جدا لتنوعه
ليتكم تخبرونا باسم دار نشره إذ لم يتبين من الغلاف اسم من أصدره
 
الكتاب من منشورات : عالم الكتب الحديث - الأردن - إربد - شارع الجامعة بجانب البنك الإسلامي
هاتف 0795264363
ص. ب : 3469 - الرمز البريدي : 21110
 
عودة
أعلى