عرض رسالة (تفسير القرآن الكريم بالأثر _دراسة تأصيلية)

[فهد المطيري]

بسم الله الرحمن الرحيم​

الحمد لله رب العالمين ، وبه نستعين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهد الله فهو المهتد . ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . بعثه الله تعالى بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً . وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً . فتح به أعيناً عمياً .وآذاناً صماً . وقلوباً غلفاً . صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين .

أما بعد :
إن النفس تشتاق إلى كتاب الله الكريم وهي أحوج إلى بيان معانيه من غيث السماء ومن نور الشمس الذي يزيل الظلام . ومفتاح ذلك هو التمسك بما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته حيث قال المولى عز وجل: ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزل إليهم ) ، وشاهد ذلك ونقله إلينا الصحابة الأطهار وتتلمذ على أيديهم التابعون الأخيار . فكيف يوجد في هذا العصر من تسول له نفسه التجرؤ على كتاب الله والقول على الله بغير علم .
فتجده يصرف معاني النصوص عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات ومستكرهات التأويلات . وليتهم عند هذا وقفوا عند هذا ولكنهم يروجون لمذهب فاسد مفاده نبذ الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وراء ظهورهم . فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف والكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة المتأخرين.
من هنا تتبين مكانة تفسير القرآن الكريم بالأثر إذ يعتبر السياج المنيع الذي يقي بإذن الله من الشبهات والشهوات التي تحاول النيل من تفسير كتاب الله عز وجل فهو بحق موضوع قوية منابعه متشعبة جذوره يحتاج إلى أكثر من هذا البحث المتواضع فالحديث عن تفسير القرآن الكريم بالأثر لا يكل منه ولا يمل .
ولقد قمت بوضع خطة تحوي فصولاً ومباحث ومطالب يمكن أن تسهم في خدمة أطراف هذا الموضوع الكبير وهي على النحو التالي:
المقدمة: وتشمل أهمية الموضوع و أسباب اختياره والدراسات السابقة، وخطة البحث، ومنهج العمل فيه
الفصل الأول : التفسير بالأثر مكانته ونشأته،وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول : التفسير بالأثر ومكانته،وفيه مطلبان:
المطلب الأول : تعريف التفسير بالأثر.
المطلب الثاني : مكانة التفسير بالأثر.

المبحث الثاني : نشأة التفسير بالأثر وأساليبه ، وفيه مطلبان:
المطلب الأول : مراحل التفسير بالأثر .
المطلب الثاني : أساليب التفسير بالأثر.

المبحث الثالث : مسائل في مفهوم التفسير بالأثر، وفيه ستة مطالب:
المطلب الأول: مناقشة تعريف التفسير بالأثر عند(الزرقاني-الذهبي)
المطلب الثاني: استعمالات لفظ " الأثر".
المطلب الثالث: علاقة التفسير بالأثر بالتفسير بالرأي .
المطلب الرابع :حجية التفسير بالأثر.
المطلب الخامس:منهج نقد شيخ الإسلام ابن تيمية لكتب التفسير بالأثر.
المطلب السادس:مقالة ابن خلدون في التفسير بالأثر.
الفصل الثاني : مصادر التفسير بالأثر ، وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول : كتب التفسير.
المبحث الثاني: كتب السنة.
المبحث الثالث : كتب السير.
المبحث الرابع : كتب علوم القرآن.
الفصل الثالث : أسانيد التفسير بالأثر ، وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول : منهج الحكم على أسانيد التفسير بالأثر .
المبحث الثاني : مراتب أسانيد التفسير بالأثر.
المبحث الثالث : أنواع أسانيد التفسير بالأثر.

الفصل الرابع : آثار التفسير بالأثر ، وفيه مبحثان :
المبحث الأول : آثار التفسير بالأثر في اختلاف المفسرين .
المبحث الثاني :آثار التفسير بالأثر في اتجاهات المفسرين.

الفصل الخامس : قواعد ومسائل التفسير بالأثر، وفيه مبحثان:
المبحث الأول : قواعد التفسير بالأثر.
المبحث الثاني : مسائل التفسير بالأثر.
الخاتمة: وفيها أذكر أهم نتائج البحث
فهارس البحث وهي كالآتي :فهرس الآيات, فهرس الأحاديث,فهرس الآثار,فهرس الكلمات الغريبة, فهرس الأعلام, فهرس المصادر والمراجع, فهرس الموضوعات.
وسلكت في دراستي لهذا البحث منهجين هما:المنهج التحليلي والوصفي ملتزما بالآتي:

1-عزو الآيات بذكرسورهاوأرقامها وكتابتها بالرسم العثماني
2-عزو الأحاديث النبوية إلى مصادرها من كتب السنة مع ذكر كلام أهل العلم في بيان درجة مالم يكن في الصحيحين أو أحدهما.
3-عزو الآثار إلى مظانها
4-توثيق النقول والنصوص من مصادرها الأصلية.
5-التعريف بالأعلام غير المشهورين ترجمة موجزة.
6-توضيح معنى الغريب وتفسير المصطلحات العلمية .
7- الاقتصار في كل مصدرمن مصادر التفسير بالأثرعلى مثالين من الكتب مع
بيان صور من التفسير بالمأثور الذي سار عليه مؤلف الكتاب .
وسيكون سير هذه المباحث في هذا الفصل على المنهج الوصفي.
8-الحديث عن مراتب أسانيد التفسير من حيث الصحة والضعف وعن
أنواع أسانيد التفسير من حيث علو السند ونزوله.
9-ذكر القواعد في التفسير بالمأثور نصا من كلام العلماء في كتبهم وتحرير تلك المسألة ثم بيان الاستدراكات على هذه القاعدة إن وجد مع العزو للإمام الذي قال تلك القاعدة مع التمثيل لها.
10-التعريف الموجز بالأماكن والبلدان والقبائل والطوائف وكل مايحتاج إلى تعريف.
11- الالتزام بعلامات الترقيم وضبط مايحتاج إلى ضبط.
12- تذييل البحث بالفهارس الفنية على النحو المبين في الخطة.

ولقد استفدت كثيراً من شيخ الإسلام ابن تيمية حيث طرق كثيراً من الموضوعات التي تمس التفسير بالأثر وتحتاج منا إلى وقفات وتأملات فضلاً عن سعة علمه بالتفسير وإلمامه بكثير من كتبه ، بل تتعجب من كيفية نقده لهذه الكتب واستدراك ما فيها من فوائد ووضعها في قوالب عامة يستفيد منها طالب العلم ، علماً بأن التفسير بالأثر يحتاج إلى إجراء مزيد من البحوث والدراسات على شيء من مباحثه فمثلاً قواعد التفسير بالأثر تحتاج إلى تعمق في بطون الكتب سواءً كانت كتب التفسير أم كتب الحديث أم كتب أصول الفقه ، بل إن الدراسات التي ترتبط بمباحث الحديث وعلومه ودراسة علاقتها بما ورد في التفسير تحتاج إلى مزيد من النظر في أوجه التشابه والاختلاف وفي بحثي هذا حاولت أن أصل إلى نتائج يمكن أن تفيد في مضمار التفسير بالأثر منها:
1- التقيد بالمصطلحات التفسيرية التي استخدمها أئمة التفسير من قبل لكي لا تختلط بمصطلحات ومسميات توجد في علوم أخرى . ومن تلك المصطلحات :
أ- التفسير بالأثر ب- التفسيرالمرفوع.
2- إن للتفسير بالأثر أساليب متنوعة استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون . فينبغي معرفتها والانتباه إليها وينبغي لمحققي المخطوطات التنبه إلى ذلك وإبرازه عند دراسة المخطوط التفسيري .
3- مصادر التفسير بالأثر مصادر متنوعة وكثيرة فلا يقتصر التفسير بالأثر على كتب التفسير بل يتعدى إلى كتب الحديث وعلوم القرآن والسيرة .
4- التقسيم الوصفي لكتب التفسير القائم على تقسيم كتب التفسير إلى كتب التفسير بالأثر وكتب التفسير بالرأي ليس دقيقاً في نظري القاصر ويمكن أن يستبدل بما هو أفضل منه كمابينت في الرسالة .
5- الاختلاف في منهج نقد الروايات التفسيرية في كتب التفسير بالأثر أصله الخلاف بين المحدثين أنفسهم وكذلك المفسرين فينبغي عند الحكم على الأثر التفسيري دراسة طريقة المحدثين والمفسرين.
6- دعوى التساهل في أسانيد التفسير باطلة ومجانبة للصواب إذ لم يقل بهذا أحد من العلماء المتقدمين . وقول يحيى بن القطان :" تساهلوا في الأخذ عن قوم لا يوثقونهم في الحديث " يحمل على ما كان فيه شاهداً من العربية وإنما تفسيرهم الجمع والتقريب فقط .
7- الإعجاز العلمي للقرآن الكريم يجب أن يكون نابعاً من التفسير بالأثر معتمداً عليه.
8- من الأمور التي يفطن لها المفسر عند قراءته لكتب التفسير :
أ- البدع . ب- الأحاديث الضعيفة . ج- الأحاديث الموضوعة.
9- كتب التفسير التي يوجد بها بدع يتم التعامل معها على وفق أمرين هما:
أ- تتبع تلك البدع وبيان بطلانها بالأدله.ب- الاستفادة مما تضمنته تلك الكتب من محاسن كاللغة والبلاغة .
والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصاً . فما كان فيه من خطأ أو شطط أو زلل فمني ومن الشيطان أستغفر الله وأتوب إليه . وما كان فيه من صواب فمن الله وحده . وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 

[علي البشر]

جزاك الله خيراً شيخنا على هذا العرض الماتع وهذا الموضوع الرائع .
ونفع بكم الإسلام والمسلمين .
وقد وفّقت شيخنا المبارك في هذا الموضوع المبارك أيما توفيق .
فنسأل الله أن يعينكم على وذكره وشكره وحسن عبادته وأن يستعملكم في طاعته .
ومبارك مبارك لكم دوماً شيخنا الكريم .
ولا نريد أن نقرأه في مكتبة الكلية ، وإنما في انتظار بشائر خروجه ، حتى تعمّ الفرحة بقراءته الجميع .

 

[محمد قاسم اليعربي]

وفقك الله يا أخ فهد على ما أتممت من خير جعله الله في موازين حسناتك
في رسالتكم التي عرضتموها عرضا موجزا لم أجد كلاما عن الروايات الإسرائيلية أليس لها علاقة بالأثر؟
وأيضا في النتائج ذكرتم قضية التفطن للبدع والأحاديث الضعيفة والموضوعة،،،
ولكن لم تعرجوا على الروايات الإسرائيلية فهي مما يجب التفطن له،،،
سلمكم الله من كل شر،،،
والسلام عليكم...

 

[مساعد الطيار]

أسأل الله لكم التوفيق أخي فهد المطيري .
موضوع مهم ، وثري ، وعرضكم الموجز يدل على وصولكم إلى فوائد علمية إضافية في هذا الموضوع، وهي ـ إن شاء الله ـ جديرة بالاستفادة منها ، والنظر فيها ومدارستها .
وأتمنى أن تبادروا إلى طباعة الرسالة ، ونصيحي لكم ـ وللجميع ـ أن لا يتأخروا بحجة تصويبات أو تعديلات، بل اطبعوا الطبعة الأولى ليستفيد منها القراء ، ثم اجعلوا الطبعة الثانية للتصويبات، فكم من قائل: سأعدل هذا، وأصحح ذاك ، ثم تمرُّ عليه الأعوام ، ولا يطبع رسالته ، ثم لا ينشط بعدها لذلك .

 

[أحمد البريدي1]

موضوع رائع وفقك الباري , ولعل أحد الباحثين يأخذ الشق الثاني فيتحفنا برسالة اسمها :
تفسير القرآن الكريم بالرأي _دراسة تأصيلية

 

[د.عبد الله الجيوسي]

توجد رسالة بعنوان:
التفسير بالرأي ماله وما عليه ... القرآن - تفسير أصول وتاريخ ... عبدالله، أحمد عمر ... ماجستير ...إشراف: د. أبوبكر جابر الجزائري ... الجامعة الإسلامية ... القرآن الكريم والدراسات الإسلامية / التفسير ... 1401هـ