أحمد القصير
New member
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن للأخوة الزملاء - القائمين على الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه - جهوداً كبيرة يشكرون عليها، وقد حققت الجمعية بحمد الله - وبعد مضي فترة وجيزة من إنشائها - نجاحات كبيرة لاحظها الجميع، نسأل الله لهم التوفيق والسداد ومزيدا من التقدم والرقي بما يخدم كتاب الله تعالى ويرفع من شأن العاملين والمنتسبين لهذه الجمعية.
ولما كان كل عمل بشري لابد وأن يعتريه بعض النقص، وحرصاً مني على الرقي بهذه الجمعية، وبصفتي أحد المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه، وأحد أعضاء الجمعية، من هذا المنطلق وغيره أحببت أن أدلي ببعض الملاحظات التي رأيتها على الجمعية، وكلي أمل أن تؤخذ بعين الاعتبار فيما يخدم مصلحة الجمعية وأعضائها، وهي لا تعدو أن تكون وجهة نظر من قائلها، وقد يكون للأخوة الفضلاء القائمين على الجمعية رأي آخر في هذه الملاحظات، وقد يكون لهم العذر في البعض الآخر، وأحب أن أذكر بأن هذه الملاحظات القصد منها الرقي بالجمعية، وأرجو أن لا تفهم على وجه آخر.
ومن هذه الملاحظات:
أولاً: الضعف في التواصل مع أعضاء الجمعية، وأعضاء هيئة التدريس المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه، وقد لاحظت هذا الأمر جلياً في اللجنة الفرعية للجمعية في منطقة القصيم، حيث أقيمت ليلة البارحة ندوة علمية بتنظيم اللجنة الفرعية للجمعية بعنوان: (جهود الشيخ صالح البليهي في خدمة القرآن الكريم) بحضور أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، وبصفتي عضواً في الجمعية ومن المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه، ورئيساً لقسم الدراسات القرآنية في كلية المعلمين في جامعة القصيم؛ فقد تفاجأت أنا والأخوة الزملاء في القسم بهذه الندوة حيث لم نعلم بها ولم تصلنا أي دعوة لها، وأنا أتساءل كيف يكون حدث بهذه الضخامة وآخر من يعلم به هم أهل التخصص، بل وأهل الجمعية نفسها، لاشك أن هذا خلل كبير وأحسب أنه يحتاج إلى مراجعة من قبل الأخوة القائمين على اللجنة الفرعية لتداركه في الأعمال والأنشطة القادمة.
نعم تلقيت رسالة عبر الجوال تذكر بهذه الندوة لكنها جاءت متأخرة جداً، حيث لم تصلني إلا عصر يوم الاثنين قبل موعد الندوة بثلاث ساعات تقريباً، ووصلت بصيغة مجهولة وهذا نصها : (اللجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه تذكركم بموعد الندوة اليوم الاثنين، ونرجو أن يكون الحضور بعد صلاة المغرب مباشرة وسيكون بعد نهاية الندوة تناول وجبة العشاء في فندق موفنبيك) هكذا جاءت الرسالة مبهمة دون أن تحدد من هذه اللجنة الفرعية؟ ودون أن تذكر لنا أي معلومات عن الندوة ومكانها!!!!!
ثانياً: لوحظ في الاستضافات العلمية التي تقيمها الجمعية ولجانها الفرعية أن من يلقي الندوات والمحاضرات في الغالب ليسوا من المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه، وهذا يجعلني أطرح تساؤلاً: هل الجمعية ليس لديها من الكوادر المتخصصة في القرآن الكريم وعلومه من يقوم بهذه الندوات؟ أحسب أن الإجابة قطعاً ستكون بالنفي، إذاً أين هم؟ وما السبب في عدم مشاركتهم؟ هل هو قصور منهم؟ أم قصور من القائمين والمنظمين لهذه الندوات؟ اترك الإجابة لمن يعنيه الأمر.
وأرجو أن لا يفهم من كلامي هذا أنني أقلل من شأن المشايخ الفضلاء الذين شاركوا بإلقاء هذه الندوات ممن ليس تخصصهم في القرآن الكريم وعلومه، بل هؤلاء لهم فضلهم ومكانتهم، لكني فقط قصدت إلى بيان أن الأولى في الجمعية أن يكون من يشارك فيها هم أهل التخصص أولاً ثم لا مانع بعد ذلك من التنويع باستضافة أهل التخصصات الأخرى على أن يكون الحضور الأقوى والأكثر هو للمتخصصين في القرآن الكريم وعلومه، لأن هذا هو تخصص الجمعية.
ثالثاً: لوحظ في عناوين الندوات التكرار وعدم التجديد، والاهتمام بالجانب الوصفي وذكر سير بعض العلماء الذين لهم جهود في خدمة القرآن الكريم، وهذا له أهميته وجميل أن نبرز جهود هؤلاء الكبار لعامة الناس، إلا أن هذا لا يكفي، بل نريد من الجمعية ما هو أكبر وأعمق من ذلك، نريد أنشطة تهتم بالجانب التطبيقي، وتعنى بمشكلات الواقع المعاصر ومعالجتها وفق هدي القرآن الكريم، مع مراعاة جانب الأصالة والتجديد في كل ما يطرح؛ لأن الناس يعنيها هذا الأمر كثيراً.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
د. أحمد بن عبد العزيز بن مقرن القصير
رئيس قسم الدراسات القرآنية
كلية المعلمين - جامعة القصيم
فإن للأخوة الزملاء - القائمين على الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه - جهوداً كبيرة يشكرون عليها، وقد حققت الجمعية بحمد الله - وبعد مضي فترة وجيزة من إنشائها - نجاحات كبيرة لاحظها الجميع، نسأل الله لهم التوفيق والسداد ومزيدا من التقدم والرقي بما يخدم كتاب الله تعالى ويرفع من شأن العاملين والمنتسبين لهذه الجمعية.
ولما كان كل عمل بشري لابد وأن يعتريه بعض النقص، وحرصاً مني على الرقي بهذه الجمعية، وبصفتي أحد المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه، وأحد أعضاء الجمعية، من هذا المنطلق وغيره أحببت أن أدلي ببعض الملاحظات التي رأيتها على الجمعية، وكلي أمل أن تؤخذ بعين الاعتبار فيما يخدم مصلحة الجمعية وأعضائها، وهي لا تعدو أن تكون وجهة نظر من قائلها، وقد يكون للأخوة الفضلاء القائمين على الجمعية رأي آخر في هذه الملاحظات، وقد يكون لهم العذر في البعض الآخر، وأحب أن أذكر بأن هذه الملاحظات القصد منها الرقي بالجمعية، وأرجو أن لا تفهم على وجه آخر.
ومن هذه الملاحظات:
أولاً: الضعف في التواصل مع أعضاء الجمعية، وأعضاء هيئة التدريس المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه، وقد لاحظت هذا الأمر جلياً في اللجنة الفرعية للجمعية في منطقة القصيم، حيث أقيمت ليلة البارحة ندوة علمية بتنظيم اللجنة الفرعية للجمعية بعنوان: (جهود الشيخ صالح البليهي في خدمة القرآن الكريم) بحضور أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، وبصفتي عضواً في الجمعية ومن المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه، ورئيساً لقسم الدراسات القرآنية في كلية المعلمين في جامعة القصيم؛ فقد تفاجأت أنا والأخوة الزملاء في القسم بهذه الندوة حيث لم نعلم بها ولم تصلنا أي دعوة لها، وأنا أتساءل كيف يكون حدث بهذه الضخامة وآخر من يعلم به هم أهل التخصص، بل وأهل الجمعية نفسها، لاشك أن هذا خلل كبير وأحسب أنه يحتاج إلى مراجعة من قبل الأخوة القائمين على اللجنة الفرعية لتداركه في الأعمال والأنشطة القادمة.
نعم تلقيت رسالة عبر الجوال تذكر بهذه الندوة لكنها جاءت متأخرة جداً، حيث لم تصلني إلا عصر يوم الاثنين قبل موعد الندوة بثلاث ساعات تقريباً، ووصلت بصيغة مجهولة وهذا نصها : (اللجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه تذكركم بموعد الندوة اليوم الاثنين، ونرجو أن يكون الحضور بعد صلاة المغرب مباشرة وسيكون بعد نهاية الندوة تناول وجبة العشاء في فندق موفنبيك) هكذا جاءت الرسالة مبهمة دون أن تحدد من هذه اللجنة الفرعية؟ ودون أن تذكر لنا أي معلومات عن الندوة ومكانها!!!!!
ثانياً: لوحظ في الاستضافات العلمية التي تقيمها الجمعية ولجانها الفرعية أن من يلقي الندوات والمحاضرات في الغالب ليسوا من المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه، وهذا يجعلني أطرح تساؤلاً: هل الجمعية ليس لديها من الكوادر المتخصصة في القرآن الكريم وعلومه من يقوم بهذه الندوات؟ أحسب أن الإجابة قطعاً ستكون بالنفي، إذاً أين هم؟ وما السبب في عدم مشاركتهم؟ هل هو قصور منهم؟ أم قصور من القائمين والمنظمين لهذه الندوات؟ اترك الإجابة لمن يعنيه الأمر.
وأرجو أن لا يفهم من كلامي هذا أنني أقلل من شأن المشايخ الفضلاء الذين شاركوا بإلقاء هذه الندوات ممن ليس تخصصهم في القرآن الكريم وعلومه، بل هؤلاء لهم فضلهم ومكانتهم، لكني فقط قصدت إلى بيان أن الأولى في الجمعية أن يكون من يشارك فيها هم أهل التخصص أولاً ثم لا مانع بعد ذلك من التنويع باستضافة أهل التخصصات الأخرى على أن يكون الحضور الأقوى والأكثر هو للمتخصصين في القرآن الكريم وعلومه، لأن هذا هو تخصص الجمعية.
ثالثاً: لوحظ في عناوين الندوات التكرار وعدم التجديد، والاهتمام بالجانب الوصفي وذكر سير بعض العلماء الذين لهم جهود في خدمة القرآن الكريم، وهذا له أهميته وجميل أن نبرز جهود هؤلاء الكبار لعامة الناس، إلا أن هذا لا يكفي، بل نريد من الجمعية ما هو أكبر وأعمق من ذلك، نريد أنشطة تهتم بالجانب التطبيقي، وتعنى بمشكلات الواقع المعاصر ومعالجتها وفق هدي القرآن الكريم، مع مراعاة جانب الأصالة والتجديد في كل ما يطرح؛ لأن الناس يعنيها هذا الأمر كثيراً.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
د. أحمد بن عبد العزيز بن مقرن القصير
رئيس قسم الدراسات القرآنية
كلية المعلمين - جامعة القصيم