عبر من حياة الصحابة

إنضم
29/05/2007
المشاركات
476
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
الإقامة
مصر
سنذكر بعض العبر من حياتهم رضى الله عنهم لبيان فضلهم وللاقتداء بهم ونتواصى بذكر مناقبهم فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة ليس ذلك رد فعل لأمر ما ولكن حبا لهم ولنبينا صلى الله عليه وسلم
وقد عرف الكبار فضلهم وذكروا مناقبهم و صنفوا كتبا زينوها بذكرهم ويكفينا ما قاله الشافعى عنهم
(وَلِلَّهِ دَرُّ الْإِمَامِ الشَّافِعِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) حَيْثُ يَقُولُ فِي وَصْفِهِمْ فِي رِسَالَتِهِ الَّتِي رَوَاهَا عَنْهُ الزَّعْفَرَانِيُّ مَا هَذَا نَصُّهُ: وَقَدْ أَثْنَى اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِي الْقُرْآنِ وَالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وَسَبَقَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْفَضْلِ مَا لَيْسَ لِأَحَدٍ بَعْدَهُمْ، فَرَحِمَهُمُ اللَّهُ وَهَنَّأَهُمْ بِمَا أَثَابَهُمْ مِنْ ذَلِكَ بِبُلُوغِ أَعْلَى مَنَازِلِ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، أَدَّوْا إِلَيْنَا سُنَنَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَشَاهَدُوهُ وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، فَعَلِمُوا مَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَامًّا وَخَاصًّا وَعَزْمًا وَإِرْشَادًا وَعَرَفُوا مِنْ سُنَنِهِ مَا عَرَفْنَا وَجَهِلْنَا وَهُمْ فَوْقَنَا فِي كُلِّ عِلْمٍ وَاجْتِهَادٍ وَوَرَعٍ وَعَقْلٍ وَأَمْرٍ اسْتُدْرِكَ بِهِ عِلْمٌ وَاسْتُنْبِطَ بِهِ، وَآرَاؤُهُمْ لَنَا أَحْمَدُ وَأَوْلَى بِنَا مِنْ رَأْيِنَا عِنْدَ أَنْفُسِنَا[1].

[1] النشر في القراءات العشر (1/ 12)
 
إلى أمنا أم المؤمنين صاحبة أول بيت في الإسلام أول من آمن بسيدنا رسول الله السيدة الطاهرة خديجة رضى الله عنها وأول من سمعت منه القرآن
كيف طاب عيشكم في هذا البيت ؟
كيف استقبلت هذا الأمر مع سيد الأولين والآخرين ؟هل ارتجف قلبك لما أخبركم ورقة بن نوفل "يخرجك قومك"؟ هل فكرت في الركون إلى مالك ودنياك وسعادتك؟
أما خفت على نفسك و أولادك ؟
أما ارتعدت من فرعون هذه الأمة ورفاقه وهم يعادون زوجك ويتربصون به ؟
ألم تبيتي ليلة وأنت تحذرين بطش أحدهم بإحدى بناتك؟
ألم تقلقى ليلة من الليالي هلعا من مكر أحدهم؟
كم دمعة ذرفتها عيناك من هول ما لاقاه المسلمون ؟
كيف استطعت أن تهيئ بيتك ليكون منارة الدنيا؟
هل حزنت على طلاق بناتك من ابني ابي لهب ؟كيف واسيتيهما؟
أخبرينا عن وقوفك مع رسول الله وقت محاصرتكم في شعب أبي طالب كيف تحملتى الجوع و المقاطعة؟
ما شعورك وأنت تودعين ابنتك رقية وهى مهاجرة مع زوجها عثمان إلى الحبشة؟ أما خفت عليها رعب البر و هول البحر وعيش الغربة وفراق الأحبة؟
كم تحملتي يا أمنا لأجل أن تصل إلينا دعوة الإسلام ؟
أيرضيك ما نحن عليه من تمسكنا بالدين والشريعة والسنة والآداب الإسلامية
أتفرحين برؤية بناتك في الطرقات والجامعات
أيسرك أبناؤك بما يصنعون
كيف السبيل لاسعادك ورد الجميل إليك ؟
 
ماذا لو تراجع بلال عن دين الإسلام ؟
مالك يا بلال منذ أن اتبعت ذلك الرجل و أصابك الهم والغم والفقر والكرب أي شيئ يجعلك تتمسك به
سيدك أمية ينكل بك
يسلط عليك أتباعه
يسخرون منك
يجعلون في عنقك الحبل ويجرونك
يرمونك على الأرض الساخنة المحرقة يريدون إذلالك أكثر وأكثر
والناس يضحكون
أنت الذي فعلت بنفسك هذا الأمر أنت تستحق أكثر من ذلك
أنسيت نفسك يا بلال
لماذا لم تصنع ما صنع أتباع سيدك الآخرين
إنهم يأكلون ويشربون
ويضحكون ويلعبون لا شيئ محرم عندهم
أما استحييت منهم وهم يضربونك
أما استحييت من النساء وهن يضحكن عليك وأنت تبكي
ألم تؤثر فيك ضحكات الأطفال وهم يلقون عليك الحجارة ويرمونك
بالحصى
لماذا تصبر على ألم الجوع
لماذا تهين نفسك يوما بعد يوم
أنت تقتل نفسك
أين ربك يا بلال لماذا لم ينجيك من كل هذا
ماذا فعل لك محمد الذي اتبعته
فكر يا بلال
وعد إلى رشدك ستخسر الدنيا وبهجتها
ولو كنت عبدا لأمية بن خلف
فكر يا بلال ولا تورد نفسك المهالك
ربك تركك لهؤلاء ومحمد لا قبل له بهم
 
جميلة هذه الحوارات وما تتضمنه من استحضار تاريخي لأبرز الأحداث التي مرت بصاحبها.. فجزاكم الله خيرا وكتب أجركم.
ولقد تعالى داخلي وانا اقرأ ما كتبتم عن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وما عايشت من محن؛ صوت قائلا: إذن لأجل هذا أحبها الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظ ودها، لأجل هذا لم يأت لها المصطفى عليه السلام بضرة تكدر خاطرها، بل بقي عليه السلام وفيا لذكراها بارا بقرابتها وصويحباتها.
ولا عجب إذن أنها سيدة من سيدات نساء الجنة الأربع..

نفع الله بما تكتبون.. وفقكم الله.
 
فراق الأحبة
كأننا بأم سلمة تشعر بفراق أبي سلمة وأنه لابد من الفراق الذي لا لقاء بعده أبدا
وكأنه رضى الله عنه يشعر بأنها ليست له فهو ينظر إلى الجنة ونعيمها والحور و دلالها ورضى مولاه ورحمته في الفردوس الأعلى لا يبالى بالدنيا ومن فيها
فعندما أراد الهجرة إلى الحبشة فرارا بدينه ولو تحتم عليه فراق الأحبة فأصرت أم سلمة على ملازمته وفراق أهلها وعشريتها فرارا بدينه وهى ترى أن زوجها أجل الأمة قدرا وأعزها نفرا فتكن معه حيث كان
هاجرت معه وولدت في الحبشة زينب بنت أبي سلمة وصبرت واحتسبت
ولما أراد الهجرة الى المدينة أصرت على الهجرة معه ولكن أقاربها فرقوا بينهما وأخذوها فتركها ولم يبالى بفراقها ولا فراق الدنيا بأسرها مادام المقابل محبة الله ورضاه
وأقبل على الله ورسوله ولم يذل لهم
ومع ذلك ابتليت بفراق ابنها سلمة حيث تنازعه أقاربها -فهى أمه وهم أخواله- وأقارب أبو سلمة وقالوا لن نترك ابننا عندكم فهؤلاء يجذبونه وهؤلاء يجذبونه فانخلعت يده بينهم فأخذه أقارب أبيه وتشتت شمل الأسرة أبو سلمة في المدينة
وأم سلمة عند أهلها والولد في مع قوم أبيه
وفي كل يوم تخرج أم سلمة تبكى حالها وتضرع لمولاها أن يجمع شملها مع زوجها وابنها
تمرالأيام ببطئ شديد و الهم على فراق أسرتها يزداد وسبحان من ربط على قلبها وتمضى الشهور وهى تخرج كل يوم إلى ذلك المكان الذي فارقت فيه زوجها وانتزع ابنها من بين حضنها
ومرت سنة فرق أقاربها لحالها فأرسلوها مع ولدها إلى زوجها في المدينة النبوية المنورة بنور السراج المنير
واجتمع الشمل أيكفى أم سلمة هذا الكرم من الله الكريم
ولكن أين حب أبى سلمة من قلبك أيزاحم حب رب العالمين وكأننا نتذكر قصة إسماعيل مع أبيه
نريدين أمرا ومولاك يريد مالا يخطر على بالك أبدا
فانتظرى أعظم اختبار أيتها الصادقة أبو سلمة ليس لك. عروسه عندنا نعدها له منذ أن خلقت الجنة وحورها !
أبو سلمة اختارنا فقبلناه وأقبل علينا فأكرمناه لن نطيل عليه مدة الاختبار لقد نجح وفاز وصدق ووفى فلم نتركه في الدنيا يغص بكربها ويتألم بنكدها كفاك يا أبا سلمة من البلاء ما ذقتها فخذ جائزتك وأقبل علينا ولا تعقب
استشهد أبو سلمة بعد اصابته في غزوة أحد بمدة يسيرة
وهنا ماذا حدث لأم سلمة كيف تجتمع به مرة أخرى عند خروجه للحبشة خرجت معه وعند هجرته للمدينة تبعته ولكن كيف بها الآن أعظم مصيبة تمر عليها وكأن الله تعالى يمن عليها بمنة عظيمة والذي بشرها بها هو أبو سلمة بنفسه وهاهى تتذكر تلك البشرى فغنْ عُمَر بْن أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَ : جَاءَ أَبُو سَلَمَةَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، فقَالَ : سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا هُوَ أَعْجَبُ لِي مِنْ كَذَا وَكَذَا ، لَا أَدْرِي مَا أَعْدِلُ بِهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " لَا يُصِيبُ أَحَدًا مُصِيبَةٌ ، فَيَسْتَرْجِعُ عِنْدَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَقُولُ : اللَّهُمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتِي هَذِهِ ، اللَّهُمَّ أَخْلِفْنِي فِيهَا بِخَيْرٍ مِنْهَا إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ " قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : فَلَمَّا أُصِيبَ أَبُو سَلَمَةَ اسْتَرْجَعْتُ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتِي هَذِهِ ، فَقَالَتْ : ثُمَّ جَعَلْتُ لَا تُطَاوِعُنِي نَفْسِي أَنْ أَقُولَ : اللَّهُمَّ أَخْلِفْنِي فِيهَا بِخَيْرٍ مِنْهَا ، ثُمَّ قُلْتُهَا : فَأْرَسَلَ أَبُو بَكْرٍ يَخْطُبُهَا ، فَأَبَتْ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا عُمَرُ يَخْطُبُهَا ، فَأَبَتْ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُهَا ، فَقَالَتْ : مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِنَّ فِيَّ خِلَالًا ثَلَاثًا أَخَافُهُنَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا امْرَأَةٌ شَدِيدَةُ الْغَيْرَةِ ، وَأَنَا امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ ، تَعْنِي : لَهَا صِبْيَانٌ ، وَأَنَا امْرَأَةٌ لَيْسَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِدٌ يُزَوِّجُنِي ، فَسَمِعَ عُمَرُ بِمَا رَدَّتْ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَغَضِبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ مِمَّا غَضِبَ لِنَفْسِهِ حِينَ رَدَّتْهُ ، قَالَ : فَأَتَاهَا ، فَقَالَ : أَنْتِ الَّتِي تَرُدِّينَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ مَا تَرُدِّيهِ ؟ قَالَتْ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، إِنَّ فِيَّ كَذَا وَكَذَا ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : " أَمَّا مَا ذَكَرْتِ أَنَّهُ لَيْسَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِكِ يُزَوِّجُكِ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِكِ شَاهِدٌ وَلَا غَائِبٌ يَكْرَهُنِي " ، فَقَالَتْ لِابْنِهَا : زَوِّجْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَزَوَّجَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَّا إِنِّي لَمْ أَنْقُصْكِ مِمَّا أَعْطَيْتُ فُلَانَةَ " ، قَالَ ثَابِتٌ لِابْنِ أُمِّ سَلَمَةَ : وَمَا كَانَ عَطَاءُ فُلَانَةَ ؟ قَالَ : أَعْطَاهَا جُزْءَيْنِ تَجْعَلُ فِيهِمَا حَاجَتَهَا ، وَرَحَاتَيْنِ ، وَوِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ ، " وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنْ غَيْرَتِكِ ، فَإِنِّي أَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَهَا مِنْكِ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنْ صِبْيَتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيَكْفِيهِمْ " ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ ، ثُمَّ أَتَاهَا فَلَمَّا رَأَتْهُ مُقْبِلًا جَعَلَتْ زُيَيْنَبَ أَصْغَرَ وَلَدِهَا فِي حِجْرِهَا ، وَكَانَ حَيِيًّا كَرِيمًا ، فَرَجَعَ ثُمَّ أَتَاهَا الثَّانِيَةَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ مُقْبِلًا جَعَلَتِ الصَّبِيَّةَ فِي حِجْرِهَا ، فَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ أَيْضًا الثَّالِثَةَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ مُقْبِلًا جَعَلَتِ الصَّبِيَّةَ فِي حِجْرِهَا ، ... فَقَالَ : " أَيْنَ زُنَابُ ؟ " فَقَالَتْ : جَاءَ عَمَّارٌ وَأَخَذَهَا ، فَكَانَتْ فِي النِّسَاءِ كَأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْهُنَّ ، لَا تَجِدُ مَا يَجِدْنَ مِنَ الْغَيْرَةِ " رضى الله عنك صبرت واحتسبت واسترجعت فسلمت وسعدت وتزوجت فهنيئا لك يا أم سلمة بسيد الأولين والآخرين وهنيئا لأبي سلمة بما وعده رب العالمين
رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا و رسولا
 
ذكريات من تألم بلال وعمار وخباب
كأني بالسوط الذي يضرب به ظالم جسد مظلوم
كأنه يقول لا تغتر بتسخيري الله لك فسوف أكون سوطا من نار تتلظى أحرق جسدك في اليوم خمسين ألف مرة
ويقول للمظلوم لا تحزن فلن يجمع الله لك بين ألمين
سوف يعوضك الله بدلا من هذا السوط ظلا ظليلا ليتنى أكون معك في الجنة أظلك وأحنو عليك
كأني بالهم و الغم الكرب والقلق والخوف والحزن الذي يصيب المؤمن أسمعهم يقولون لا تحزن فلن نجتمع بك في جنات النعيم
 
قال ابن هشام : وقاتلت أم عمارة ، نسيبة بنت كعب المازنية يوم أحد ... فقالت : خرجت أول النهار وأنا أنظر ما يصنع الناس ، ومعي سقاء فيه ماء ، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في أصحابه ، والدولة والريح للمسلمين . فلما انهزم المسلمون ، انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقمت أباشر القتال ، وأذب عنه بالسيف ، وأرمي عن القوس ، حتى خلصت الجراح إلي . قالت : فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور ، فقلت : من أصابك بهذا ؟ قالت : ابن قمئة ، أقمأه الله لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول : دلوني على محمد ، فلا نجوت إن نجا ، فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير ، وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضربني هذه الضربة ولكن فلقد ضربته على ذلك ضربات ، ولكن عدو الله كان عليه درعان
 
أم حارثة
السيدة الرُبيع بنت النضرعمة انس بن مالك بن النضر والبراء بن مالك بن النضر وأخت أنس بن النضر وأم حارثة بن سراقة
ربت ابنها ليكبر ويفرح ويسعد بعروسه في أقرب وقت
هيأت له أسباب السعادة
ولما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أشرقت ونورت برسول الله وفرح أهلها بالسراج المنير وسماهم الأنصار وكانوا أحب الناس إليه
أما أم حارثة فقد زادت عنايتها بابنها فقد أنعم الله عليهما بالإسلام وبصحبة خير الأنام وجاء الميعاد يوم الفرقان
ماذا تصنعي يا أم الغالي خرج بعض القوم مع الحبيب المصطفي لملاقاة العير فذهب معهم حارثة شاب صغير لم يتزوج بعد كانت الدنيا تزهو أمام عينيه
أيرجع إلى أمه فيخبرها بأن الأمر لم يكن مجرد ملاقاة العير بل اختار الله لنا النفير أأترك الرسول وأرجع إلي بيتي
الأمر ليس بواجب الواجب الدفاع عن الرسول في المدينة أما أن أخرج معه خارجها لألاقي الأهوال فهذا أمر جد خطير
أين الأم وأين الأهل وأين العروس التي أبحث عنها أين أصدقائي أين وأين ؟؟؟؟
والأم العابدة ما كانت لتمنع ابنها عن الجهاد مع الرسول الكريم
والتقى الجمعان وحدث ما لم يكن في الحسبان سهم طائش يصيب الابن الغالي سهم قبل أن يصب جسد حارثة إذا به يصيب قلب أمه
حارثة مات لا بل قتل لا بل استشهد
ماذا تفعل هل فرطت في الحفاظ عليه أكان يغني عنه شيئا أن أغلق عليه الباب؟
ماذا أصنع؟ ولدي وديني وابني ونبيي وربي
ذهبت الربيع لرسول الله تسأل عن مصير حارثة
هل أبكيه الدهر كما فعلت الخنساء مع أخيها
هل عوضه الله عن بيته وعن العروس التي أبحث عنها
هل يتألم حارثة مما حدث له كيف به تحت التراب ماذا أفعل يا رسول الله
أخبرني أين حارثة هل هو الجنة؟
فقال لها الصادق المصدوق أجنة واحدة؟إنها جنان وإن ابنك نال الفردوس الأعلى
هنيئا لك قبل أن نهنئه هو هنيئا لك بأن اطمأننت عليه؟
هذا حارثة قد سبق ابن خاله أنس بن مالك بدخول الجنة سبقه بمائة عام
هنيئا لك يا أم الغالى بسلعة الله الغالية الفردوس الأعلى
ولم تمضى السنتان حتى استشهد أخوها أنس بن النضر استشهد في غزوة أحد أصيب بسبعين إصابة ضربة سيف.. طعنة رمح.. رمية سهم.. خدش.. جرح .. كسر وشوهت جثته من هذا الشهيد يا عباد الله
وبينما الربيع تبحث في القتلى إذا بها ترى علامة في إصبع أحد الشهداء إنه أخى أنس لا حول ولا قوة إلا بالله هاهو أخى تغيرت ملامحه وشوهت صورته لك الله يا أم حارثة
أفي كل عام تحتسبين شهيدا؟
 
قلنا ماذا لو تراجع بلال ؟
ولنا أن نتخيل كيف ضل غيره
هذا واحد من العشرات بل المئات بل الملايين الذين لم يصنعوا ما صنع سيدنا بلال ورفقاه
عتبة بن ربيعة ماذا لو صنعت ما صنع بلال أي الفريقين أسعد قيلا وأهدي سبيلا وأفضل مقيلا وأعظم نعيما ؟
[TABLE="class: uiGrid _51mz _5f0n, width: 645"]
[TR="class: _51mx"]
[TD="class: _51m- vTop _5ep6"]ذهب شيبة بن ربيعة إلى أمية بن خلف وقال له هلم وانقذ عتبة بن ربيعة إنه يريد اتباع محمد
فقال له هيا نجمع سادة أهل مكة لنقنعه بما نريد
فجمعوا له من سادة أهل مكة ما جمعوا
فقالوا له تترك العز والجاه والسلطان والمال والسادة والريادة
للذل والهوان والخوف والضياع
أيعجبك ما عليه سيد بني تيم "أبو بكر"وما لحق به لما اتبع صاحبه؟
أنسيت ما جرى لعمر ؟ولم ينقذه سوى العاص بن وائل بكلمة واحدة انفض عنه من اجتمع لقتله
أترضى أن يتركك الإخوان والخلان وتطرد مع هؤلاء الفقراء الأذلاء ؟
علام تتبع محمد ؟للفقر والذل والجوع والخوف
أيسرك أن تحاصر في شعب أبي طالب ؟لا تجارة ولا طعام تأكل معهم ورق الشجر
هؤلاء اتباعه محاصرون في الشعب فلا فرق بين سيد وعبد
يا عتبة نحن السادة وهم العبيد
أتريد أن تصاحب ذلك العبد الأسود ؟أم تريد ترافق خباب ؟ذلك الحداد الذي لم يجرؤ أن يأخذ حقه من العاص بن وائل وقال سأخذه يوم القيامة
ماذا فعل محمد بأبي الحكم لما طعن سمية وقتلها؟
هل واجهه أتراه سيطلب بحق ياسر الذي مات؟
أتريد أن تتبعه وتترك مكة وتذهب للحبشة في دار الغربة؟
أتترك سادة العرب ومفاخرهم وأكرمهم يا عتبة إن رب محمد سيتركه لنا هو وأتباعه فاختر أي الفريقين ولا تلومن إلا نفسك
نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين "
انتهى ما يمكن تخيله من عشرات المواقف التي لابد وأن تكون قد حدثت مع أئمة الكفر من أهل مكة
" والآن يا عتبة أخبر الدنيا بأسرها
هل وجدت ما وعد ربك حقا
"وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً ﴾
يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قَلْبِي عَلَى دِينِكَ
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
 
مصعب بن عمير
ماذا جنيت على نفسك يا مصعب
ألم تكن أسعد شابا بمكة
كنت تلبس أفخر الملابس
كنت تتعطر بأغلى العطور
كنت تأكل أشهى الطعام
كان الشباب يقلدونك
فإني أبكي على حالك الآن
تلبس أحقر الملابس وتمسك بطنك من الجوع
يا مصعب أفق
عيش حياتك العب اضحك
تعال وأنا أجعلك تعيش أفضل مما كنت
يا مصعب أخشي عليك من الموت شابا
محمد لن ينفعك إنه لا يجد طعاما لنفسه ولا لزوجاته
إنه فتن أصحابه وضيعهم
يا مصعب أخشى عليك أن تموت ولا يجد لك محمد كفنا
كنت تلبس الحرير وأنت الآن تلبس ما يخجل منه عبد من العبيد يا مصعب فكر كي لا تندم
يهاجر مصعب
فيقيم أول جمعة على وجه الأرض
يسلم علي يديه من اهتز له عرش الرحمن
مصعب يعلم الناس القرآن
يسلم أكثر الأنصار على يديه
مصعب يجهز المدينة لهجرة الحبيب
مصعب يحفظهم القرآن
مصعب يجاهد ويحمل اللواء يوم أحد
مصعب يفدي رسول الله فيقتله أحد المجرمين يظنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم
مصعب يطلب من ربه أن يرجع إلى الدنيا ليقتل مرة أخرى مما رأى من إكرام الله للشهداء
فيخبره ربه أن هذا محال وأنت الآن في دار الإكرام عش حميدا روحك في حواصل طير خضر معلقة في قناديل العرش
أنت الآن يا مصعب حي الحياة الحقيقية
لكن يا رب ماذا فعلت كي أنال كل هذه الكرامة
أنا لا أصدق ما أنا فيه
سبحانك ما أكرمك و أعظمك
يا رب أريد أن أبلغ قومي بهذا الكرم
هناك من كان يبكي على ولو رأى ما أكرمتني به لبكى على نفسه
قال الله سأنزل لهم قرآنا أخبرهم بهذا النعيم
بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۝ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)
 
عودة
أعلى