مساعد الطيار
مستشار
- إنضم
- 15/04/2003
- المشاركات
- 1,698
- مستوى التفاعل
- 5
- النقاط
- 38
عبارات السلف في الوقف
إنَّ من يكتب في علم من العلوم الإسلامية يحرص على رفع علمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن لم يجد في كلامه ما يدُّل عليه نزل إلى الصحابة ، فإن لم يجد نزل إلى التابعين ، ثمَّ أتباعهم .
كما أن حديثهم عن العلم قد يكون نصًّا ، وقد يكون إشارة .
والحديث هنا سيكون منصبًّا على المنثور من أقوال السلف في علم الوقف والابتداء ، ومن الأمثلة الواردة عنهم ما يأتي :
1 ـ قوله تعالى : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) ( النساء : 83 ) .
عن ابن عباس ، قال : (( قوله : (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان ) : فانقطع الكلام « تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 5 : 183 ) .
2 ـ قال تعالى : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) ( آل عمران : 83 ) .
قال السيوطي : (( وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس ( أسلم من في السموات ) قال : هذه مفصولة . (ومن في الأرض طوعا وكرها ) )) . الدر المنثور ( 2 : 254 ) .
3 ـ قوله تعالى : ( َالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) . ( الحديد : 19 ) .
عن ابن عباس في قوله : (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ) قال : هذه مفصولة (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) .
وعن أبي الضحى : (أولئك هم الصديقون ) ، ثم استأنف الكلام فقال : (والشهداء عند ربهم ) .
وعن الضحاك قال : (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ) هذه مفصولة ، سماهم الله صديقين بأنهم آمنوا بالله وصدقوا رسوله ، ثم قال : (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) . الآثار في تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 27 : 230 ـ 231 ) .
4 ـ قوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ 0 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَام ) ( الرحمن : 26 ـ 27 ) .
قال السيوطي : (( وصح عن الشعبي أنه قال : إذا قرأت : (كل من عليها فان ) فلا تسكت حتى تقرأ : (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) . قلت : أخرجه ابن أبي حاتم )) الإتقان ( 1 : 222 ) .
5 ـ قوله تعالى : (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ ) ( الرعد : 17 ) .
قال ابن جريج : أخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهدا يقول : (( (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ) قال : ما أطاقت ملأها فاحتمل السيل زبدا رابيا ، قال : انقضى الكلام ، ثم استقبل ، فقال : ( ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله ) قال : المتاع : الحديد والنحاس والرصاص وأشباهه ( زبد مثله ) قال : خبث ذلك مثل زبد السيل . قال : وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض فأما الزبد فيذهب جفاء ، قال : فذلك مثل الحق والباطل )) تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 13 : 135 ) .
6 ـ قوله تعالى : (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) ( الذاريات : 17 ) .
قال الطبري : (( حدثت عن الحسين قال سمعت أبا معاذ يقول أخبرنا عبيد قال سمعت الضحاك يقول في قوله : (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) : قال الله : ( إن المتقين في جنات وعيون ) إلى (محسنين) ؛ كانوا قليلا ، يقول : المحسنون كانوا قليلا ، هذه مفصولة ، ثم استأنف فقال : ( من الليل ما يهجعون ) . تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 26 : 199 ) .
7 ـ قوله تعالى : ( وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ ) ( محمد : 20 ـ 21 ) .
قال الطبري : (( حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : (فأولى لهم ) قال : هذه وعيد ، (فأولى لهم ) ، ثم انقطع الكلام ، فقال : (طاعة وقول معروف ) )) . تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 26 : 55 ) .
8 ـ قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ( الأعراف : 189 ـ 190 ) .
عن السدي قال : (( هذا من الموصول والمفصول ؛ قوله : (جعلا له شركاء فيما آتاهما ) في شأن آدم وحواء ، ثم قال الله تبارك وتعالى : (فتعالى الله عما يشركون ) ، قال : عما يشرك المشركون ، ولم يعنهما )) تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 9 : 149 ) .
قال السيوطي : (( وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله : ( فتعالى الله عما يشركون ) هذه فصل بين آية آدم خاصة في آلهة العرب .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حاتم عن أبي مالك في الآية قال : هذه مفصولة ، أطاعاه في الولد . (فتعالى الله عما يشركون ) هذه لقوم محمد )) .الدر المنثور ( 3 : 626 ) .
9 ـ قوله تعالى : (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِين ) ( النحل : 30 ) .
قال الداني : (( حدثنا محمد بن عبد الله المري ، قال حدثنا أبي ، قال حدثنا علي بن الحسن ، قال : حدثنا أبو داود ، حدثنا يحيى بن سلام في قوله : ( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً ) ؛ أي : أنزل خيرًا ، قال : ثمَّ انقطع الكلام ، ثم قال الله تعالى : : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا ) : آمنوا )فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَة ) : الجنة )) .المكتفى ( ص : 350 ـ 351 ) .
ملاحظات على عبارات السلف الواردة في الوقوف :
1 ـ أن الوقف عند مفسري السلف تابع للمعنى ( أي : التفسير ) ، كما يظهر من الروايات الواردة عنهم .
والمراد أنهم نبهوا على الوقف لارتباطه بالتفسير ، فهم فهموا المعنى ، ثمَّ حكوا الوقوف بناءً على ما فهموا ، فالتفسير أوَّلاً ، والوقف ثانيًا .
ولم يظهر في آثارهم ارتباط هذه العبارات بالقراءة ، سوى ما ورد عن الشعبي ، لكن يمكن الاستفادة من هذه المرويات في تأصيل هذا العلم ، والتنبيه على وروده عن السلف ، واعتنائهم به على أنه أثر من آثار التفسير ، والله أعلم .
2 ـ أن مفسري السلف لم يتتبعوا الوقوف في القرآن كما تتبعه من جاء بعدهم .
3 ـ أنَّ مصطلحات الوقف المتعددة لم تظهر عند مفسري السلف .
4 ـ أنه يمكن أن يُذكر من عبارات السلف ما يكون عنوانًا لهذا العلم ، ومن العناوين المستنبطة من عباراتهم :
القطع والاستئناف . المقطوع والموصول . المقطوع والمفصول . الموصول والمفصول .
إنَّ من يكتب في علم من العلوم الإسلامية يحرص على رفع علمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن لم يجد في كلامه ما يدُّل عليه نزل إلى الصحابة ، فإن لم يجد نزل إلى التابعين ، ثمَّ أتباعهم .
كما أن حديثهم عن العلم قد يكون نصًّا ، وقد يكون إشارة .
والحديث هنا سيكون منصبًّا على المنثور من أقوال السلف في علم الوقف والابتداء ، ومن الأمثلة الواردة عنهم ما يأتي :
1 ـ قوله تعالى : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) ( النساء : 83 ) .
عن ابن عباس ، قال : (( قوله : (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان ) : فانقطع الكلام « تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 5 : 183 ) .
2 ـ قال تعالى : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) ( آل عمران : 83 ) .
قال السيوطي : (( وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس ( أسلم من في السموات ) قال : هذه مفصولة . (ومن في الأرض طوعا وكرها ) )) . الدر المنثور ( 2 : 254 ) .
3 ـ قوله تعالى : ( َالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) . ( الحديد : 19 ) .
عن ابن عباس في قوله : (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ) قال : هذه مفصولة (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) .
وعن أبي الضحى : (أولئك هم الصديقون ) ، ثم استأنف الكلام فقال : (والشهداء عند ربهم ) .
وعن الضحاك قال : (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ) هذه مفصولة ، سماهم الله صديقين بأنهم آمنوا بالله وصدقوا رسوله ، ثم قال : (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) . الآثار في تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 27 : 230 ـ 231 ) .
4 ـ قوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ 0 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَام ) ( الرحمن : 26 ـ 27 ) .
قال السيوطي : (( وصح عن الشعبي أنه قال : إذا قرأت : (كل من عليها فان ) فلا تسكت حتى تقرأ : (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) . قلت : أخرجه ابن أبي حاتم )) الإتقان ( 1 : 222 ) .
5 ـ قوله تعالى : (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ ) ( الرعد : 17 ) .
قال ابن جريج : أخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهدا يقول : (( (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ) قال : ما أطاقت ملأها فاحتمل السيل زبدا رابيا ، قال : انقضى الكلام ، ثم استقبل ، فقال : ( ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله ) قال : المتاع : الحديد والنحاس والرصاص وأشباهه ( زبد مثله ) قال : خبث ذلك مثل زبد السيل . قال : وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض فأما الزبد فيذهب جفاء ، قال : فذلك مثل الحق والباطل )) تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 13 : 135 ) .
6 ـ قوله تعالى : (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) ( الذاريات : 17 ) .
قال الطبري : (( حدثت عن الحسين قال سمعت أبا معاذ يقول أخبرنا عبيد قال سمعت الضحاك يقول في قوله : (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) : قال الله : ( إن المتقين في جنات وعيون ) إلى (محسنين) ؛ كانوا قليلا ، يقول : المحسنون كانوا قليلا ، هذه مفصولة ، ثم استأنف فقال : ( من الليل ما يهجعون ) . تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 26 : 199 ) .
7 ـ قوله تعالى : ( وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ ) ( محمد : 20 ـ 21 ) .
قال الطبري : (( حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : (فأولى لهم ) قال : هذه وعيد ، (فأولى لهم ) ، ثم انقطع الكلام ، فقال : (طاعة وقول معروف ) )) . تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 26 : 55 ) .
8 ـ قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ( الأعراف : 189 ـ 190 ) .
عن السدي قال : (( هذا من الموصول والمفصول ؛ قوله : (جعلا له شركاء فيما آتاهما ) في شأن آدم وحواء ، ثم قال الله تبارك وتعالى : (فتعالى الله عما يشركون ) ، قال : عما يشرك المشركون ، ولم يعنهما )) تفسير الطبري ، ط : الحلبي ( 9 : 149 ) .
قال السيوطي : (( وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله : ( فتعالى الله عما يشركون ) هذه فصل بين آية آدم خاصة في آلهة العرب .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حاتم عن أبي مالك في الآية قال : هذه مفصولة ، أطاعاه في الولد . (فتعالى الله عما يشركون ) هذه لقوم محمد )) .الدر المنثور ( 3 : 626 ) .
9 ـ قوله تعالى : (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِين ) ( النحل : 30 ) .
قال الداني : (( حدثنا محمد بن عبد الله المري ، قال حدثنا أبي ، قال حدثنا علي بن الحسن ، قال : حدثنا أبو داود ، حدثنا يحيى بن سلام في قوله : ( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً ) ؛ أي : أنزل خيرًا ، قال : ثمَّ انقطع الكلام ، ثم قال الله تعالى : : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا ) : آمنوا )فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَة ) : الجنة )) .المكتفى ( ص : 350 ـ 351 ) .
ملاحظات على عبارات السلف الواردة في الوقوف :
1 ـ أن الوقف عند مفسري السلف تابع للمعنى ( أي : التفسير ) ، كما يظهر من الروايات الواردة عنهم .
والمراد أنهم نبهوا على الوقف لارتباطه بالتفسير ، فهم فهموا المعنى ، ثمَّ حكوا الوقوف بناءً على ما فهموا ، فالتفسير أوَّلاً ، والوقف ثانيًا .
ولم يظهر في آثارهم ارتباط هذه العبارات بالقراءة ، سوى ما ورد عن الشعبي ، لكن يمكن الاستفادة من هذه المرويات في تأصيل هذا العلم ، والتنبيه على وروده عن السلف ، واعتنائهم به على أنه أثر من آثار التفسير ، والله أعلم .
2 ـ أن مفسري السلف لم يتتبعوا الوقوف في القرآن كما تتبعه من جاء بعدهم .
3 ـ أنَّ مصطلحات الوقف المتعددة لم تظهر عند مفسري السلف .
4 ـ أنه يمكن أن يُذكر من عبارات السلف ما يكون عنوانًا لهذا العلم ، ومن العناوين المستنبطة من عباراتهم :
القطع والاستئناف . المقطوع والموصول . المقطوع والمفصول . الموصول والمفصول .