ابتسام الجابري
New member
في حج 1432 عامي الماضي حججت عن والدة زوجي -رحمها الله- والتي توفيت في نفس العام , وفي أثناء الحج رأيت في منامي جدة والدتي تعاتبني أني لم أحج عنها , فقلت لها: بإذن الله سأحج عنك العام المقبل فأومأت لي بحركة فهمت منها وكأنها تقول: (مايمديك) فوقع في نفسي أني لن أدرك حجي العام المقبل ؛بل سأودّع قبل ذلك .
وقد سبق أني رأيتها مرة -وقد تركت لها الدعاء زمنا - وكأنها تذكرني بنفسها فعدت للدعاء لها والصدقة عنها .
المهم أمضيت عامي الماضي وكأني عبد مودع يتحرى أيام عمره قبل انقضائه ؛ فكنت أظن أني مودعة ولا أدعي كمال الإحسان والصلاح إلا أن شعور العبد بأنه مودع يؤثر فيه لامحالة وإن كنت موقنة بالأجل وأنه قريب من العبد وقديدركه قي أي وقت إلا أن حالي اختلف في عامي هذا ..
عشت شعور المرء المودع في أحوال وأزمنة عديدة ..
عشت حال المودع في رمضان ظننته آخر رمضان وسأودعه ..
شهر رمضان ذاك الحبيب بصيامه وقيامه وتراويحه والصلاة في الحرم والزحام ..
عشت لحظات وداع مختلفة في عامي الماضي..
وكأني انتظر الموت قد يكون اليوم أو غدا و سأودع قريباً..
وفي هذه الأيام حين جاء حج هذا العام 1433 نويت الحج عن جدتي ، كنت سعيدة بإحرامي وتلبيتي بالحج نيابة عنها , وفي الحافلة وبينما كنت جالسة بجوار أخيتي - وهي تفسر الرؤى وتعرف جدتي أكثر مني- أخبرتها برؤياي وتلك الإيماءة وفهمي لها وماوقع في نفسي , فقالت: تلك كانت حركتها حين تحزن أو تعاتب أو تتضايق ولا تعني بها أن مقصودها مايمديك..
المهم سعدت جدا بوقوفي في عرفة عنها ودعائي لها في صعيد عرفات وفي مزدلفة ..
ولعلي أقول: لقد أفدت كثيرا من شعوري بأني أعيش عام مودع ..
والقرآن الكريم والسنة النبوية تحض العبد أن يحيا حياة مودع ولكن العبد يغفل.. فالقرآن الكريم يذكر العبد بالموت وسكراته والبعث والحشر وأهواله ..
وفي السنة (صل صلاة مودع ) و (الحمدلله تملأ الميزان) ومراعاة اللحظة والثانية من العمر ( وكل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها )
وكان هذا درسا لي في حياتي فعبادة العبد ومعاملاته وصدق لجوئه وتضرعه .. كل ذلك يتغير لو وضع نصب عينيه أن مودع ..
9- 12-1433هـ