عام مودِّع ..

إنضم
07/03/2012
المشاركات
71
مستوى التفاعل
1
النقاط
8
الإقامة
مكة المكرمة

في حج 1432 عامي الماضي حججت عن والدة زوجي -رحمها الله- والتي توفيت في نفس العام , وفي أثناء الحج رأيت في منامي جدة والدتي تعاتبني أني لم أحج عنها , فقلت لها: بإذن الله سأحج عنك العام المقبل فأومأت لي بحركة فهمت منها وكأنها تقول: (مايمديك) فوقع في نفسي أني لن أدرك حجي العام المقبل ؛بل سأودّع قبل ذلك .
وقد سبق أني رأيتها مرة -وقد تركت لها الدعاء زمنا - وكأنها تذكرني بنفسها فعدت للدعاء لها والصدقة عنها .
المهم أمضيت عامي الماضي وكأني عبد مودع يتحرى أيام عمره قبل انقضائه ؛ فكنت أظن أني مودعة ولا أدعي كمال الإحسان والصلاح إلا أن شعور العبد بأنه مودع يؤثر فيه لامحالة وإن كنت موقنة بالأجل وأنه قريب من العبد وقديدركه قي أي وقت إلا أن حالي اختلف في عامي هذا ..
عشت شعور المرء المودع في أحوال وأزمنة عديدة ..
عشت حال المودع في رمضان ظننته آخر رمضان وسأودعه ..
شهر رمضان ذاك الحبيب بصيامه وقيامه وتراويحه والصلاة في الحرم والزحام ..
عشت لحظات وداع مختلفة في عامي الماضي..
وكأني انتظر الموت قد يكون اليوم أو غدا و سأودع قريباً..
وفي هذه الأيام حين جاء حج هذا العام 1433 نويت الحج عن جدتي ، كنت سعيدة بإحرامي وتلبيتي بالحج نيابة عنها , وفي الحافلة وبينما كنت جالسة بجوار أخيتي - وهي تفسر الرؤى وتعرف جدتي أكثر مني- أخبرتها برؤياي وتلك الإيماءة وفهمي لها وماوقع في نفسي , فقالت: تلك كانت حركتها حين تحزن أو تعاتب أو تتضايق ولا تعني بها أن مقصودها مايمديك..
المهم سعدت جدا بوقوفي في عرفة عنها ودعائي لها في صعيد عرفات وفي مزدلفة ..
ولعلي أقول: لقد أفدت كثيرا من شعوري بأني أعيش عام مودع ..
والقرآن الكريم والسنة النبوية تحض العبد أن يحيا حياة مودع ولكن العبد يغفل.. فالقرآن الكريم يذكر العبد بالموت وسكراته والبعث والحشر وأهواله ..
وفي السنة (صل صلاة مودع ) و (الحمدلله تملأ الميزان) ومراعاة اللحظة والثانية من العمر ( وكل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها )
وكان هذا درسا لي في حياتي فعبادة العبد ومعاملاته وصدق لجوئه وتضرعه .. كل ذلك يتغير لو وضع نصب عينيه أن مودع ..
9- 12-1433هـ
 
أختي الحبيبة تقبل الله حجك وغفر لك ولجدة والدتك وجمعك بأحبتك في أعلى جنات النعيم.
جميلة هي تجربتك.. والأجمل منها أنك لم تبخلي بنقلها إلينا.
هي تجربة غريبة ومرهقة, وباستطاعتي أن أتخيل كيف كانت في بعض الأوقات حملا ثقيلا يؤرقك, فلابد أنك جالستِ يوما أحبةً لك فتدافعتْ العبرات داخلك فجأة فلم تتمالكي نفسك فرحتي توارين أدمعك.
وأظن أن تلك الرؤيا المؤرقة قد أطالتْ صمتكِ, وربما قد رسمتْ أيضا ابتسامة هادئة هزيلة على محياك, وأظنها قد تسببتْ في موت وبتر مئات الضحكات العفوية على شفتيك حين مر طيفها ببالك.
هي تجربة مؤلمة بالفعل... لكنها حتما جلّتْ عن عينيك الكثير من الغشاوات, وجعلتك أبعد نظرا وأثر فهما للحياة ولأقدارنا فيها, وأكثر زهدا في نعيمها الزائل وفي مباهجها, ولعلها جعلتك تتخففين من أشياء كثيرة كانت تقيدك وتشدك إلى دنيانا الفانية.
أسأل الله لك عمرا مديدا تحيين فيه بالصحة والعافية, وتقضينه في طاعة الله وعبادته وحسن التقرب إليه.​
 
تقبل الله حجكم دكتورة إبتسام.

على عكس الأخت بنت الاسكندراني بارك الله فيها، أتوقعها تجربة ممتعة كيف لا و أنتم تحرصون على أن كل لحظة تعيشونها تكون لله و كل لقاء مع الأحباب يكون متميزا...

هكذا ينبغي للعبد أن يعيش، لكننا للأسف نتشاغل بالفاني، و أرهقنا التسويف و طول الأمل.

ثبتنا الله و إياكم و جميع المسلمين في الدنيا و الآخرة.

جزاكم الله خيرا.​
 
تقبل الله حجك
تذكر الموت ممايعين الانسان على التفكير في كل لحظة من حياته كأنها كنز غالي ، يحافظ عليها و يستثمرها ، لتكن بصمة خير تضيء له قبره وتظله يوم الحشر ..
كلنا في رحلة ولابد أن تنتهي لتبدا رحلة اخرى ، اللهم اغفر لنا الذنوب وسامحنا على التقصير
بارك الله فيك على التذكير
 
عودة
أعلى