طلب مقارنة بين ( السابقون السابقون ، وأصحاب اليمين / وأصحاب الشمال ) من سورة الواقعه ..

إنضم
26/02/2012
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
مكة المكرمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أسعد الله مسائكم بطاعات الله ، ومغفرته ، ورضوانه -
أحبتي أريد من أهل العلم المتخصصين ف التفسير ، ومن لديه الرغبه في ذالك .
مقارنة بين ( السابقون السابقون ، وأصحاب اليمين ، واصحاب الشمال )
من سورة الواقعه ..

وأكون لكم من الشاكرين ..
 
جاء في أضواء البيان كلام علمي متين في بيان معنى الأزواج الثلاثة في سورة الواقعة، سأنقله بحروفه كما هو، فإن كل كلمة منه تدل على عمق الغور، ومتانة التفصيل، واستحضار المعنى، يقول رحمه الله تعالى وأحسن إليه:
"ظاهر القرآن في هذا المقام: أن الأولين في الموضعين من الأمم الماضية، والآخرين فيهما من هذه الأمة، وأن قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} في السابقين خاصة، وأن قوله: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} في أصحاب اليمين خاصة.
وإنما قلنا: إن هذا هو ظاهر القرآن في الأمور الثلاثة، التي هي شمول الآيات لجميع الأمم، وكون {قَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} في خصوص السابقين، وكون {ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} في خصوص أصحاب اليمين لأنه واضح من سياق الآيات.
أما شمول الآيات لجميع الأمم فقد دل عليه أول السورة، لأن قوله: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} إلى قوله: {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً} لا شك أنه لا يخص أمة دون أمة، وأن الجميع مستوون في الأهوال والحساب والجزاء.
فدل ذلك على أن قوله: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً} [الواقعة:7] عام في جميع أهل المحشر، فظهر أن السابقين وأصحاب اليمين منهم من هو من الأمم السابقة، ومنهم من هو من هذه الأمة.
وعلى هذا، فظاهر القرآن، أن السابقين من الأمم الماضية أكثر من السابقين من هذه الأمة، وأن أصحاب اليمين من الأمم السابقة ليست أكثر من أصحاب اليمين من هذه الأمة، لأنه عبر في السابقين من هذه الأمة بقوله: {وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} وعبر عن أصحاب اليمين من هذه الأمة {وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} .
ولا غرابة في هذا، لأن الأمم الماضية أمم كثيرة, وفيها أنبياء كثيرة ورسل، فلا مانع من أن يجتمع من سابقيها من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من سابقي هذه الأمة وحدها.
أما أصحاب اليمين من هذه الأمة فيحتمل أن يكونوا أكثر من أصحاب اليمين من جميع الأمم، لأن الثلة تتناول العدد الكثير، وقد يكون أحد العددين الكثيرين أكثر من الآخر، مع أنهما كلاهما كثير.
ولهذا تعلم أن ما دل عليه ظاهر القرآن واختاره ابن جرير، لا ينافي ما جاء من أن نصف أهل الجنة من هذه الأمة.
فأما كون قوله: {وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} دل ظاهر القرآن على أنه في خصوص السابقين، فلأن الله قال: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} ثم قال تعالى مخبرا عن هؤلاء السابقين المقربين: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} .​
وأما كون قوله: {وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} في خصوص أصحاب اليمين، فلأن الله تعالى قال {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً لاصحاب اليمينثلة من الاولين وثلة من الآخرين} ، والمعنى هم أي أصحاب اليمين: ثلة من الأولين وثلة من الآخرين، وهذا واضح كما ترى".
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
 
عودة
أعلى