السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوانى وأساتذتى الكرام ؛ أرجو أن تدلونى على الكتب والبحوث التى تكلمت عن موضوع ( إعجاز القرآن فى الأسماء والصفات ) . بارك الله فيكم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ... تحية طيبة وبعد:
جدٌّ صعبٌ موضوعك الذي تبحث فيه - الإعجاز في الأسماء والصفات ، وتحت بند : العلم رحمٌ بين أهله ، أنوي التساؤل - لو سمحتم لي:
- عندما قمنا - نحن الدارسين - بدراسة - مثلا - الإعجاز اللغوي أو العلمي أو التشريعي أو النفسي ، قمنا بذلك بعد أن تصورنا أبعاد الموضوع : كانت ملكتنا اللغوية تسمح لنا بتذوُق الإعجاز اللغوي للقرآن درسناه بعد أن تصورنا ذلك ، وبالمثل لمَّا ملكنا الأدوات العلمية - التليسكوبات الفضائية والميكرسكوبات الدقيقة وأقمارنا الصناعية والكمبيوتر وما إلى ذلك - قمنا بتصوُّر إعجاز القرآن العلمي بعد ذلك درسناه ، ومثل ذلك تماما يقال عن الإعجاز النفسي والتشريعي للقرآن الكريم : لا نقوم بدراسته إلا بعد أن نمتلك أدواته فنتصوَّر طبقا لذلك أبعاده.
أما الإعجاز في الأسماء والصفات : فهل لي أن أسألكم : كيف تصورتم - مثلا - صفة القدرة أو العلم أو الرحمة ، وكيف تصورتم أبعادها - أخي الكريم؟
لا أتصور بحثكم إلا دراسة مطابقة الفاصلة القرآنية لموضوع الآية القرآنية ، وهذا فقط عندما تكون الفاصلة اسمًا أو صفة لله عز وجل.
وإن كان غير ذلك - غفر الله لنا ولكم - أرجو ألا تخوضوا فيما لا نرتقي إلى تصوُّره.
هذا ، ولا أريد أبدًا التثبيط من همتكم ، ولكن علَّمنا شيوخنا أن الحكم على الشيء فرعٌ من تصوره ، وأنا - لو سمحتم لي - كمسلم لا أتصور مدى رحمة الله ومدى علمه ومدى كرمه :
بمعنى آخر : أنا في إمكاني أن أتصور مدى علمكم أو مدى كرمكم ومدى رحمتكم ، ولله المثل الأعلى طبعًا ، هذا لأنكم مخلوقون محدودو الصفات أما فائق القدرة وكلي القدرة فقال تعالى ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) [البقرة من الآية 255].
نحن مؤمنون بأن الله تعالى هو الحكيم بل أحكم الحاكمين لكن لا نتصور مدى حكمته تعالى لكي نحكم عليها - وكذلك القول في كل الأسماء والصفات - بأنها معجزة ، هذا - أيضًا - مع كامل إيماننا بأن كل حرف وكل شكلٍ في القرآن معجز في مكانه فضلا عن أن يكون اسمًا أو صفة لله العلي القدير.
احذر - أخي الكريم - أن الخوض بغير علم في هذا الموضوع يكون خوضًا في كتاب الله بغير علم فضلا عن كونه خوضًا في الأسماء والصفات وهو مما لا شك فيه أشد ضلالا.
ونحن إذ ننبه بما سبق ونذكركم به هو من حبنا لكم - كأخ في الدين فضلا عن كونكم أخ في العلم الذي هو رحم بين أهله - فضلا عن حرصنا الدائم على حماية كتاب الله من أن يخوض فيه أحدٌ - أيًُا كان - بغير علم.
قد أكون - أخي الكريم - قاصرًا عن فهم مرادكم من بحثكم ، ولكن أقل ما يقال أن عليكم بالإضافة لما سبق مراجعة العلماء بسؤالهم والاستفسار منهم.
وبقي أن نذكركم أن هناك مؤلَّفا كبيرًا بعنوان : المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات ، وقد يفيدكم هذا الكتاب في بحثكم ، هذا وأرجو - لو تفضلتم علينا - بإبلاغنا إن كنا مخطئين فيما سبق ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم - قدرًا من الله وجدت لك هذه الرسالة علَّها تعينك هي الأخرى وهي بعنوان :الإعجاز البياني في نظم خواتم الآيات المشتملة على أسماء الله الحسنى http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=3368
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك - أخي الكريم - موضوعٌ خاصٌ بالإعجاز لكن في ضوء تاريخه الطويل ... أقصد:
المعروف والمسلًّم به أن القرآن الكريم هو معجزة الرسول الباقية ، وأن القرآن الكريم - بالنظر إلى صلاحيته لكل زمان - لابد وأن يكون طبقًا لذلك معجزًا لكل زمان... لكن:
في العصور الأخيرة تضاءلت الملكة اللغوية عند المسلمين بحيث لم يعودوا - بسببٍ منهم - يستشعرون إعجاز القرآن البلاغي كما استشعره أصحاب الملكة اللغوية الأوَّل زمن نزول القرآن الكريم والعصور ، والقليلة التي تبعت نزوله تشهد تضاؤل هذه الملكة كلما ابتعد الزمان بالمسلمين عن عهد نزول القرآن الكريم.
ولكن مع تضاؤل الملكة اللغوية عند مسلمي هذا العصر شهد - أيضًا - هذا العصر تضخمًا كبيرًا في قدرات المسلمين العلمية التي حصَّلوها من المكتشفات العلمية الحديثة في الفضاء وفي بطون الأرض وفي داخل الإنسان و ....
العظيم أننا نجد القرآن - على الرغم من فقدانهم قدرًا كبيرًا من ملكتهم اللغوية التي كانوا يستعينون بها في تذوق بلاغته وبالتالي التأكيد على إعجازه - نجد القرآن يغيِّر من لون إعجازه من الإعجاز اللغوي إلى الإعجاز العلمي المناسب لهذا العصر ذي الصبغة العلمية ، وهذا تأكيد من الله تعالى - طبعًا - على صلاحية القرآن لهداية إنسان كل عصر مهما كانت ميوله وظروفه العلمية .
ولن يفوت عليك - أخي الحبيب - الإعجاز التشرعي الذي ساد هذا العصر أيضًا - بالنظر إلى قدرات أمّةٍ من المسلمين برعوا في العلوم القانونية والاجتماعية ما مكَّن لهم إدراك لون آخر لإعجاازات القرآن الكريم وهو الإعجاز التشريعي ، وإن كان الباحثون قد تناولوا تأيف رسائل علمية في الإعجاز اللغوي وفي الإعجاز العلمي فقد وجدت أيضُا رسائل علمية في الإعجاز التشرعي في الحدود وإقامتها وأخرى عن الإعجاز التشريعي الآيات الحج في القرآن الكريم ، وصبرًا فهذه مجرد بداية ، ولن يتركوا - كعادتهم دائمًا - قيد أنملة في هذه اللون إلا بدراسته.
مقولة صلاحية القرآن لإنسان كل عصر هي التطور الطبيعي لكونه معجزًا ، وإعجازه - على اختلاف لونه - لا يرتبط بعصر معين بل لكل العصور مسايرة لهم لكي لا يبقى لهم - للناس - من حجة بعد ذلك.
ولابد من إيجاد بحث علمي يدرس هذا التطور : تطور النظر إلى إعجاز القرآن ويخلص للتأكيد على الصلاحية الفعلية للقرآن لإنسان كل عصر مهما اختلفت ميوله فقد حدَّثه القرآن بكل لغة يفهمها - أقصد لغة الهداية.
بقي أن أضرب مثالا صغيرًا لتبيين كل ما سبق :
بداية : القرآن نزل لهداية كل إنسان - على اختلاف لغاته التي يفهمها :
المثل : مجموعة من الناس يسيرون في شارع مظلم ، وأفراد هذه المجموعة يختلفون من حيث الميول العلمية : فمنهم اللغوي ومنهم الدكتور ومنهم القاضي - المشرِّع - ومنهم الفلكي ومنهم العسكري.
وجئت أنت لكي تطالبهم بالتصديق بفكرة معينة أخبرتهم بها ، فسلاحك أن تقنع كل واحد منهم بفكرتك بأن تدخل له مدخلا يفهمه : المشرع تدخل له من الجهة القانونية ، والفضائي الفلمي مدخله معروف والدكتور كذلك ، واللغوي والعسكري
إنك تجد نفسك مجبرًا على أن تدخل لكل واحدٍ منهم مدخلا يجعله يصدقك لأنك حدثته بالطريقة واللغة التي يفهمها ، وهيهات عليك ذلك
المجموعة التي تسير : هم المسلمون على اختلاف عصورهم وميولهم
الشارع المظلم : هو الحياة الدنيا التي مُلئت بالضلال والشرك والظلم و و و .
والرسول الكريم هو الذي يريد إقناعهم بقضيته - التوحيد وعبادة الله وحده.
فالفلكي المسلم - وغير المسلم - يقرأ القرآن - أو يُعرض عليه - فيقتنع به ، لأن القرآن حادثه باللغة التي يفهمها ، فازداد المسلم إيمانا واقتنع الغير مسلم بصحة الرسالة
والطبيب المسلم - وغير المسلم - يقرأ القرآن - أو يُعرض عليه - فيقتنع به لنفس السبب
وكذلك الحال للغوي والمشرع - على سبيل المثال لا الحصر للألوان التي يتلون بها الإعجاز القرآني على مر العصور - كلهم يقتنعون بصحة الرسالة ؛ لأن القرآن حادثهم جميعًا باللغة التي يفهمها كل واحد على حدة
وهناك - من وجهة نظري - إعجاز آخر : أنك تقرأ - مثلا - سورة النور : فتجد الآية محكمة لغويًا يشهد بذلك اللغوي الحاذق وهي تشرِّع تشريعًا معجزًا يشهد بذلك القانوني البارع وفي عجزها تُختتم بإشارة إلى معطى علمي من معطيات العلم الحديث.
كل هذه الألوان بأسلوب واحد - صاحب الأسلوب واحد - لا فرق في الصياغة:
أقصد أنك تعلم أن أسلوب الكتاب في العلوم التطبيقية يكون خاليًا من الجماليات اللغوية ، وهو بذلك يختلف عن الأسلوب الأادبي ، وأسلوب القانوني غير أسلوب الطبيب غير ....
إلا أنك لاتكاد تلحظ فرقًا في الأسلوب في القرآن الكريم
كأن الفلكي والطبيب والمهندس واللغوي والمشرِّع كلهم شخص واحد : جمعوا في شخص واحد ذي أسلوب واحد
ولله المثل الأعلى طبعًا
آسَف على التطويل عليكم - أخي الكريم - لكن الموضوع هذا كان في مخيلتي منذ فترة ، وها أنا ذا أنقله لكم مرتجلا بلا ترتيب
فاعذروني وأسألك التحقق والبحث في هذا الموضوع أو الإشارة به إلى أي باحث يفتقد موضوعًا يبحثه من طلبة الدراسات العليا إذا ارتأيتم ذلك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته